قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الشيخ و المراهقة للكاتبة سارة علي الفصل الثامن

رواية الشيخ و المراهقة للكاتبة سارة علي الفصل الثامن

رواية الشيخ و المراهقة للكاتبة سارة علي الفصل الثامن

كانت ممددة على سريرها والدموع اللاذعة تهطل من عينيها بينما الطبيب يقوم بفحصها...
انتهى الطبيب من فحصها فقال موجها حديثه لفارس:
انها بخير، لا تقلقوا عليها...
هل توجد اي مشاكل على الحمل؟!
سأله فارس بقلق ليرد الطبيب بهدوء:
بإذن الله سيمر هذا الحمل وينتهي على خير...
تنهد فارس براحة ثم ودع الطبيب وعاد الى غرفته ليجد لمار تحاول الاعتدال في جلستها...

اقترب منها وساعدها في هذا، سألها فارس بعدما اعتدلت في جلستها:
كيف اصبحت الان؟! هل تشعرين بالالم؟!
هزت رأسها نفيا وقالت:
كلا...
صمتت قليلا قبل ان تكمل:
هل ستتزوج ريم؟!
انصدم فارس بشدة مما سمعه فهو لم يتوقع ان تسأله لمار عن شيء كهذا، هو لم يخبرها بهذا، من أين علمت اذا؟!
ما هذا الكلام يا لمار؟!
ردت بقوة:
لا تكذب علي، انا اعرف كل شيء...
يبدو انك متعبة وبحاجة الى الراحة...

قالها وهو ينهض من مكانه ينوي الخروج من الغرفة لكنها نهضت من مكانها بسرعة وسبقته حيث وقفت امامه وقالت:
لا تكذب علي يا فارس، لقد علمت بكل شيء، علمت بأنط تنوي الزواج بها...
نعم سأتزوجها، هل لك عندي شيء؟!
قالها بلا مبالاة لتنقض عليه وتقول وهي تضربه على صدره:
ايها الحقير، ماذا تظن نفسك؟! هل انا لعبة في يديك؟!
يكفي...

صرخ بها وهو يوقفها ممسكا بكفي يديها الصغيرتين لتنهار بين احضانه وتبكي بصوت مرتفعة بينما تجمد هو مكانه من الصدمة...
بعد فترة قصيرة افاقت لمار على نفسها فدفعته بعيدا عنها وقالت بجنون:
تزوجها، تزوجها ايها اللعين، هل تظن بأنني سأبكي عليك؟! انا لا ابكي على امثالك...
لمار، انتبهي على حديثك معي...
تهديداته تلك لم تعد تؤثر بها، لقد اكتفت منه ومن أوامره وتهديداته...

اصمت، انا لن اسمح لك بأن تتأمر عليَّ مرة اخرى، وليكن بعلمك اذا تزوجت بها فأنني سأحرم نفسي عليك ولن تلمسني سوى في أحلامك...
قبض على ذراعها هادرا بقسوة:
من تظنين نفسك لتتحدثي معي بهذا الشكل؟! هل نسيت نفسك يا ابنة عادل، ترفعين صوتك وتهدديني، انا سألمسك متى ما أردت، وانت ستقبلين بالطبع...
حقير، انت رجل حقير...
صفعها بقوة على وجهها لتسقط ارضا باكية بينما خرج هو بسرعة من المكان...

تقدم فارس نحو والدته التي استقبلته بابتسامة:
تعال يا فارس، تعال يا ولدي...
فارس بنبرة جدية:
امي اريد الحديث معك بموضوع هام...
اجلس وتحدث...
قالتها الام وهي تشير الى الكنبة التي تجلس عليها ليجلس فارس بجانبها ويبدأ حديثه:
لقد فكرت بشأن موضوع زواجي من ريم...
جيد، وماذا قررت؟!
سألته بسرعة ليجيبها:
انا لا اريد الزواج منها يا امي، لا رغبة لي فيها...
ولكن يا فارس. ،
فارس مقاطا اياها بحزم:.

لا يوجد لكن يا ام فارس، لقد اتخذت قراري، انا لا ارغب بها كزوجة، ابلغيها بهذا...
يبدو ان تلك الصغيرة بدأت تفرض رأيها عليك...
قالتها الام بعدم رضا ليرد فارس بسرعةة:
كلا يا امي، الموضوع ليس هكذا، ولكنني لا اريد ريم ولا افكر بها، واذا تزوجتها سأظلمها معيى...
تطلعت الام اليه بعدم اقتناع ليقول فارس:
صدقيني هذه هي الحقيقة، لست انا الذي يسير وراء كلمة امرأة وانت اكثر من يعرف هذا...
معك حق يا بني...

قالتها الام باقتناع اخيرا ثم اردفت بحيرة:
ولكن ماذا سأفعل مع ريم وخالتك؟!
اجابها فارس:
تحدثي معهما بصراحة، اخبريهما بأنني رفضت، هكذا افضل يا امي...
هزت الام رأسها بتفهم وقد عقدت العزم على فعل هذا...

نهضت لمار من فوق ارضية الغرفة واخذت تمسع دموعها بيديها...
كانت تشعر بمرارة والم فظيعين، لقد تعرضت لأسوء انواع الاهانة هنا في هذا المنزل، الجميع يهينها ويعاملها على انها شيء غير مرئي، حتى فارس يهينها على طريقته الخاصة...
ازدادت دموعها اكثر بينما هي تفكر في ذلك الجنين الذي تحمله، هاهي ستصبح أم في هذا السن الصغير، قبل ان تعيش حياتها بشكل صحيح...
شعرت بالحسرة على حالها وما وصلت اليه...

وضعت يدها على بطنها تتلمس مكان الجنين وهي تفكر في كونه عبئ ثقيل عليها، عبئ هي لا تستطيع تحمله اطلاقا، توقفن دموعها عن الجريان وبدأت الافكار الشيطانية تتسرب الى عقلها حينما قررت فجأة ان تتخلص منه ووجدت في هذا الحل الافضل لها والخلاص الوحيد من هذا الجحيم، ففارس سيطلقها بكل تأكيد بعدما يعلم انها اجهضت نفسها، فكرت في طريقة تساعدها على الاجهاض ولم تجد سوى طريقة واحدة رأتها في احد الافلام القديمة، وقفت لمار على السرير وقفزت منه، شعرت بألم قوي يغزو بطنها لكنها لم تتراجع، قفزت مرة ومرتان وثلاثة، ظلت تقفز عدة مرات من فوق السرير حتى وهنت تماما وفقدت قدراتها على تكرار هذا، جلست لمار على السرير وهي تشعر بألم قوي لا يطاق في اسفل بطنها، حاولت النهوض من مكانها والذهاب الى الحمام الا انها سقطت ارضا ولم تستطع الحراك، حاولت الصراخ عاليا بينما بدأت الدماء تتسرب من جسدها، بعد لحظات بدأت تفقد وعيها لكنها شعرت بأخر لحظاتها بفارس يقترب منها وصفية ورؤية و ريم فوق رأسها ينظرون اليها بقلق حتى فقدت وعيها تماما...

في المستشفى
اخذ فارس يتحرك داخل ممر المشفى ذهابا وايابا، كان يشعر بالقلق الشديد، لا يعرف اذا كان على لمار نفسها ام على الجنين، لكنه يشعر بالقلق وكفى...

مر الوقت بطيء عليه، كان قد جاء لوحده رافضا ان يأتي اي احد معه، ما زال يتذكر منظرها وهي فاقدة للوعي غارقة في دمائها، حملها مسرعا وركض بها نحو سيارته وهو يشعر بقلبه يكاد يخرج من بين اضلعه من شدة الخوف، اتجه بها الى المشفى الخاص بالقرية ليستقبلها الاطباء بسرعة متجهين بها الى غرفة العمليات...
بعد فترة قصيرة خرج الطبيب وملامح وجهه لا تنطق بالخير...
اقترب فارس منه مسرعا وسأله:
كيف حالها؟!
اجابه الطبيب:.

هي بخير ولكن...
لكن ماذا؟!
ابتلع الطبيب ريقه واجابه:
سنها الصغير وجسدها النحيل لم يساعدانا في انقاذ الجنين، لقد فقدناه للاسف...
اخفض فارس رأسه الى الاسفل بحزن بينما اعتذر منه الطبيب ورحل...
بعد فترة دلف فارس الى الغرفو ليجد لمار ممددة على سريرها، اقترب منها وجلس بجانبها...
فارس...
همستها بضعف وهي تحاول فتح عينيها ليميل فارس نحوها قائلا بقهر:.

لقد فقدتي جنينك يا لمار، بإمكانك ان تقيمي الان الافراح، لقد تخلصتي من ابنك الذي لا تريدنه، هنيئا لك...
هطلت دمعة لا ارادية من عينيها وقالت بصوت مدمر:
انا من اجهضته، انا بنفسي من قتلته...
اتسعت عينا فارس بعدم تصديق قبل ان يسألها:
ماذا تقصدين؟!
اومأت برأسها وهي تكمل:
لقد تعمدت ان اجهض نفسي...
اخذ فارس يهز رأسه بعدم تصديق بينما تسرد لمار على مسامعه تفاصيل ما حدث.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة