قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية الدهاشنة الجزء الثاني للكاتبة آية محمد رفعت

رواية الدهاشنة الجزء الثاني للكاتبة آية محمد رفعت

رواية الدهاشنة الجزء الثاني للكاتبة آية محمد رفعت
( صراع السلطة والكبرياء )

اقتباس من الرواية

طرق على الباب مراراً وتكراراً ولكن دون جدوى،مرت الدقائق ولم يستسلم بها "أحمد" فعاد يطرق مجدداً ليصيح بغضب شديد فتك بعيناه البنيتان:
_أفتح يا زفت أنا عارف أنك جوا...
إقترب من بداخل الشقة الخاصة التي تجمعه بأبناء عمه الثلاث من الباب ليضع آذنيه عليه حتى يتمكن من سماع ما يريده فقال بأرتباك:
_حد معاك؟!...

زفر "أحمد" بغضب:
_هيكون مين معايا،أفتح بدل ما أكسر أم الباب دا على نفوخك أنا راجع من الكلية تعبان ومش قادر أقف...
حك "بدر" رأسه بخوف من أن يكون كاذب فقال بنبرة صريحه واضحة:
_"أسر" معاك؟!..
مرر يديه على شعره بنفاذ صبر ليهدر بعصبية مخيفة:
_قولتلك مفيش حد معايا بس متقلقش أنا هحل محله لو لقيت ستات جوا ومحدش هيبلغ عمي "سليم" المرادي غيري..

وأخرج "أحمد" هاتفه ليراه من يراقبه من العين السحريه فإبتلع ريقه بصدمة ليفتح الباب سريعاً، جاذباً إبن عمه للداخل ليغلق سريعاً في محاولات مستمية لمحايلته حتي يستدرجه لصفه...

في ذلك الوقت..
صف أسر سيارته بأسفل العمارة ليهبط متوجها للمصعد بقامته الطويلة وخطواته الغامضة كحال شخصيته الغير مفهومة بالمرة، ولج للمصعد وضغط زر الطابق الصحيح ليجد من يلحق به للداخل...
قال بأستغراب:
_"أسر" أول مرة ترجع بدري!...

رفع ذو العينين الخضراء الذي ورثها عن أبيه للأعلى ليجد إبن عمته بداخل المصعد فقال ببسمة هادئة:
_"يحيى"!...
أجابه الشاب الأسمر بضيق وهو يشرح له معاناته:
_بنادي عليك من ساعتها...
أشار له "أسر" بأسف:
_مسمعتكش يا عم وبعدين مش مسمحلي أرجع بدري زيكم ولا أيه؟!..

رسم بسمة واسعة مصطنعة وهو يجيبه يهمس بصوتٍ منخفض:
_ربنا يستر وبدر ميكونش عامل حركة جديدة...
ضيق عيناه بأستغراب:
_بتقول حاجة!...
أشار له بالنفي بعدما عاد لبسمته المصطنعة:
_بقول هتبقى سهرة صباحي وخصوصاً أني مسافر البلد بكرا..

فتح باب المصعد ليستدير إليه بأهتمام:
_في حاجة ولا أيه؟..
أجابه "يحيى" بهدوء:
_أبويا عايزني يوم عشان أشوف العروسة الأربعين..
تعالت ضحكات أسر مشيراً له بيديه:
_الله يعينك يا عم...
رمقه بنظرة ضيق:
_ليك حق تضحك مأنت أبوك سايبك براحتك ياريت الدنيا كلها زي عمي "فهد"..

إبتسم"أسر" بغموض ليجيبه بمكر:
_ياريت فعلاً...
وأشار له بتذكر:_أبقى قيمني معاك عشان في حاجات كنت جيبها لروجينا أختي عايزك تدهالها...
عند ذكر إسمها تبدلت ملامح "يحيى" بشكلاً ملحوظ إلتمسه اسر بغموضه ولكنه يخفى ما يشعر به بثبات عجيب، اخرج المفتاح من باب الشقة بأستغراب:
_الباب مقفول من جوا...

تملك يحيى الرعب لصدق حدسه بأن تفكيره صائب تلك المرة، طرق أسر الباب بذهول فأخرج "يحيى" هاتفه ليبعث برسالة لبدر علي الواتساب دون أن يرأه الأسر فتتحاول ليلته المنيرة لظلاماً كحيل...

بالداخل..
صاح أحمد بغضب وهو يجذبه من تلباب قميصه:
_في أوضتي يا حيوان وعلى سريري!...
أجابه بصوتٍ مختنق من شدة ضغطه علي رقبته:
_مأنا قولتلك كذا مرة طلع سريرك من هنا أنت اللي بتحب الرزيلة وقاعد معايا في أوضة واحدة...

تعالت ضحكات الفتاة الرقيعة التي تجلس علي الفراش الخاص بأحمد فأشار لها "بدر" بغضب:
_يخربيتك دا مجنون وهيطلب لنا الاداب...
لكمه أحمد بقوة أطاحت به أرضاً ليجذب حقيبة سفره قائلاً بعصبية
_أنت تخرس خالص أنت اللي هترجع البلد مع يحيى وحالا..

فتح الخزانة ليضع ملابس بدر بالحقيبة ولكنه تخشب محله من الصدمة حينما رأى فتاة أخرى تتخبىء بالخزانة لتتحاول نظراته على بدر الذي قضم أظافره مرددا بهمسا مرتعب:
_هي موتة والسلام..

دق هاتفه فرفعه ليعلم برسالة يحيى فخطرت بباله فكرة شيطانية،غمز بعيناه لأحداهن ثم ركض ليفتح باب الشقة ليصرخ بوجه أسر مدعياً الصدمة:
_الحق ابن عمك الفاجر جايب بنات جوا..
هبطت الفتاة من الخزانة لتتعلق برقبة أحمد المصعوق مما يحدث حوله، أما أسر فتحاولت نظراته لبدر الذي تراجع للخلف بخوفاً من فشل خطته المصونة!

جدير بالذكر للناس اللي نست
اسر ابن فهد
بدر ابن سليم
أحمد ابن عمر
يحيى ابن جاسم
وايوا الآسر هو بطل رواية الدهاشنة ج2

فصول رواية الدهاشنة الجزء الثاني

الجزء الثاني بعنوان: صراع السلطة والكبرياء