قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية الدهاشنة الجزء الأول للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الخامس

رواية الدهاشنة الجزء الأول للكاتبة آية محمد رفعت

رواية الدهاشنة الجزء الأول للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الخامس

بالغرفة الخاصة براوية ونادين
كانت راوية شاردة بتلك العينان الغامضة التي لم تفقه في فك شفراتها لمحت بهما طيف من الحنان يجواره قسوة وجفاء شخصا غامض لم تفقه بفهمه.

أما نادين فكانت مبتسمة بمكر حينما تذكرت سمعها للكبير يطالبها من جدها فحينها قررت أن تلهو قليلا مع هذا المتعجرف
لا تعلم أن لا لهو مع الأسد الغاضب سيجعلها تندم علي ما أرتكبته .

كانت عيناه كالجحيم يتذكر ماضيه الذي يجعل قلبه مملؤء بالكراهيه للبندر وما به من نساء
أخذته الذكريات لتلك الفتاة الذي تحدي بها جده للزواج بها حتي أنه عاش بمصر وتحدث بلهجتها نعم مازال يتذكر كم ردد لها من الحب أطنان وطعنته هي بخنجر مسنون زفر بحنق عند تذاكر عيناها فهو لا يريد الوقوع بالحب مجددا ولكن هل سيصمد الفهد أمامها ؟!

يتذكر عيناها المملؤه بالتحدي له وكلماتها التي تزيده شرارت ليتمني رؤيتها أمامه حتي يقتلع عنقها بيده فتلك الفتاة لم تعلم قوة سليم الدهشان كيف لها أن تتحداه؟!

كانت تبكي بوجع فهي تحبه بل تعشقه منذ الطفولة ولكن شاء القدر أن يتحطم قلبها فلا يحق لها الحب ولا حتي الزواج مما فعله هذا الحقير بها تتذكر كل شئ ولكنها ألتزمت الصمت كي لا يتشوه سمعتها ولا يعاقبها الكبير

كان محطم فهو يعلم بأنها تخفي مشاعرها عنه لا يعلم ما السبب الذي يجعلها تكابر وتخفي ما تشعر به هل عليه الأنتظار أم حثها علي الحديث

مرء الليل علي الجميع بشطرات من العذاب والوعيد والتحديات والعناد ومصيره عشقا متقاسم من الوجع والحرمان
وأتي الصباح المحمل ببعض من اللمسات والهمسات المحمله بأشياء مجهولة لا يفقها الكثير
بمنزل الكبير
إستيقظ فهد وأدا فرضه ثم هبط للأسفل ليجد الجميع ينتظرونه
الكبير بستغراب:_ كل ده نوم يا فهد مش عوايدك
جلس الفهد بجانبه قائلا بنبرة غامضة:_معلش ياجدي
نوال بسخرية:_بتفكر بالعروسة إياك..

كاد أن يجيبها ولكن قاطعته رباب بفرحة قائلة:_ومهيفكرش فيها ليه أنا سمعت أنها كيف القمر تجوله أنزل وأنا أجعد مطرحك
نوال بحقد:_ما شاء الله بكرة نشوفها ونعين بنفسينا
فهد بغضب:_مراتي مش للعيان يا عمة هتبجا مراتي يعني مرأت الفهد ألا بيصلها بعين هصفيله بالتانية
كانت رسالة مملؤه بالتحذير لها ولكن بشكل غير مباشر فالفهد يحمل من الذكاء ما يكفي لأسقط الكثير من النساء أمثالها .

إبتسمت نوال إبتسامة مزيفه تخفي خلفها الكثير والكثير قائلة:_طبعا يا ولدي مين يجدر يجف جدام حد من الدهاشنه أم يعصي له أمر
بدر:_الدهاشنه خط أحمر ياخيتي الكل بيعمل ليها ألف حساب وحساب
وهدان:_الفضل لكبيرها
هنية:_ربنا يخليك لينا ياعمي
الكبير بهدوء:_كان زمان بدرعي الكل بيهابني لكن دلوجت الكل بيعملي هيبه وأحترام ومازال الخوف موجود من الأسود الا ورايا الدهاشنه محميه من الحصون التلاته يا ولدي..

وزعوا أنظارها علي الفهد وسليم وعمر فهم بالفعل من يقومون بالحماية
كان سليم شاردا بعالم أخر لم يري تلك التي تتطلع له بحزنا شديد
كان هو الأخر يتابعها بغموض وهي تتهرب من نظراته تظن أن ما تخفيه سينكشف إن لمح عيناها فستأذنت من جدها وصعدت للغرفة تبكي بصمت
كذلك نواره صعدت حتي لا يعلم أحدا ما بها

بغرفه نواره
كانت تحمل صورته والدمع بعيناها لتجد صوت طرقات علي الباب فتخفيها أسفل الوساده مسرعة
دلف عمر ليجدها تخفي دموعها حتي لا يرها
جلس عمر بجانبها بحنان قائلا:_مالك يا نواره
نظرت له قليلا ثم قالت:_يهمك أمري ياخوي
نظر لها بتعجب قائلا:_طبعا مش أختي يابت..

قالت بسخرية:_أنا ماليش حد لا أم ولا أم حتي أنت مهتفرجش البندر واصل
تاركني ولا سأل علي أمري وجاس تجولي خيتك لا ياخوي أنا لوحدي ماليش حد واصل
نظر لها بعينا تلمع بالدمع فهي إيقظته علي واقع تركها تعيشه بمفرده فأحتضانها تبكي وتزيح همومها بصدره الراحب ليتلقي أوجاعها ويحاول أن يطيب جرح قلبها

بمنزل واهبة القناوي
إستيقظت نادين لتجد راوية ترتل القرآن الكريم بصوتا يزلازل الأبدان فظلت تستمع لها حتي أنهت قرأتها
راوية بستغراب:_أيه دا أنتي صحيتي
نادين بسخرية:_لا لسه دا سؤال أبت
راوية بتقزز:_يا بنتي غيري أسلوبك دا مينفعش هنا
نادين بسعادة:_دا مينفعش غير هنا وأبو هنا كمان..

ثم وضعت يديها علي شعرها قائلة بفرحة:_تعرفي يا راوية أنا نفسي في أيه
راوية بستغراب:_في أيه ياختي
نادين:_أشوف الشاب دا تاني كمان نفسي أعرف أسمه هتجوز واحد معرفس أسمه أذي بسسس؟!
راوية بتعجب:_نادين أنتي فرحانه أنك هتتجوزي بالصعيد
نادين:_طبعا دانا أول ما شفته وأنا هتجنن
راوية بستغراب:_شوفتيه فين !

نادين بتذكر:_اااه مأنا محكتلكيش بصي يا ستي
راوية:_بصينا
وقصت لها نادين عما حدث لتتعجب راوية وتتذكر حديث الفهد فتضحك بشدة فهو كان يظن أن تلك الحمقاء العروس
نادين بسخرية:_بتضحكي علي أبه يابت
راوية:_علي غبائك الا هيودينا في داهيه
نادين:_ليه ياختي
راوية:_بقولك أيه أنا مش فاضيلك علي الصبح هنزل أشوف خالد جي ولا لسه
نادين:_ خديني معاكي..

وبالفعل هبطتت الفتيات للأسفل ليجدوا خالد يجلس مع الجد والجميع
أقتربت منه راوية وإحتضانته بشوقا فتعجب خالد وسألها بستغراب فهو لم يغيب طوليلا يوما واحد فقط
أخبرته راوية بأنها تشعر بالغرابه وسط الجميع
حزن خالد فراوية لا تعتاد علي مثل هذه الأجواء
بينما أقتربت منه نادين وجذبتها من قميصه..

ليصرخ خالد بها قائلا:_أيه بتشدي حرامي سبي القميص
نادين:_سبك من القميص وخاليك معيا الأستاذ ماكس مشرف معاك
خالد بستغراب:_لا ليه ؟
نادين:_عشان أخد رأحتي في الكلام أصله عصبي أقل كلمة بتنرفزه
ضحك خالد علي تلك الفتاة بسخرية وكذلك هاشم فهو يجلس بالقرب منهم

جمع واهبة نادين وراوية وأخبرهم بأن عليهم الأستعداد لرؤية أمهات أزواجهم فأخبره فزاع بقدوم الحريم ليلا مع فهد وسليم
كانت راوية تشعر بألارتباك علي عكس نادين المتحمسة لرؤيته
وبالفعل مرء النهار وجاء الليل المحمل باللقاء المملؤء بطيغات من المجهول
جلس الجميع بأنتظار الأميرات التي ستحظو بالحصون
لتدلف راوية فتلفت الأنظار إليها بطالتها الرقيقه كأنها كالفراشة تتبختر وسط الزهرات لفستانها الزهري وحجابها الدهبي فكانت كالحورية حقا حتي أن الفهد لم يزيح عيناه من عليها..

سعدت هنيه ورباب بها كثيرا وكذلك ريم التي تبسمت لرؤيتها فشعرت أن تلك الفتاة يحبها الله فزرع محبتها بالقلوب
علي عكس نوال التي كانت تنظر لها بحقد وغل فهي تتمني رؤيتهم يعانون وأن لا يعرف الحب الطريق لقلوبهم جميعا
وقفت هنية وإتجهت إليها قائلة بسعادة:_تبارك الرحمن كيف القمر يابتي ربي يحميكي يا جلبي
تبسمت راوية لتبدو في قمة الجمال وتقبل يدها تحت نظرات دهشة من الجميع حتي الفهد فهو إعتقد أن البندر جميع نسائه مزيفات لتأتي تلك الفتاة وتكسر معتقداته ولكنها ستعاني مع هذا الفهد..

راوية وهي تقبل يدها بحب:_ربنا يحفظك لينا يا أمي وبعدين أحنا نجي فين جنب جمال حضرتك
لمع الدمع بعيناها لتقول بسعادة:_أمي
صمتت راوية وقالت بصوتا منخفض:_أسفه بس عمري ما قولت الكلمة دي لحد بعد وفأة ماما الله يرحمها فلو دا يزعج حضرتك
وكادت أن تكمل حديثها لتجدها تحتضنها بحنان تقول بفرحة:_شرف كبير ليا يا حبة عيني ربنا يخليكي لياا يارب
قامت ريم وتوجهت إليها بسعاده قائلة:_مش هتسلمي علي..

تبسمت راوية وإحتضانتها هي الأخري بسعادة
ريم:_أني إسمي ريم وأنتي أسمك أيه
تبسمت راوية وقالت:_أسمي راوية
هنا رقص قلبه طربا لسماع إسمها
فجلست بجانبهم
رباب بأبتسامة لهاشم:_ما شاء الله يا أستاذ هاشم أخلاقها زينة إبينه ربنا يحفظهالك يارب
هاشم بأبتسامة بسيطة:_ربنا يخليكي يأم سليم
هنا تذكرت رباب فسألته عن زوجته المستقبليه
نادين بمرح:_نحن هنا..

تطلع لها الجميع لتبتسم نوال لنيل مرادها بسهولة كانت نظرات سليم إليها مشبعة بالغضب والأنتقام علي ما فعلته تلك الحمقاء
تطلع لثيابها بغضبا شديد فكانت ترتدي فستانا طويل باللون البنفسج وتضع ميكب خفيف فكانت حقا ملكة فنادين تمتلك عينان بينيتان كالبندق وشعرا قصير باللون البني ووجهها ملامحه رقيقه للغاية..

دهشت رباب من كونها غير محجبة ولكن لم تنكر أنها دلفت لقلبها بدمها المرح
جلست نادين بجانب رباب قائلة بمزح:_ألا قوليلي يا روبا
رباب بضحك:_جلبها جولي
نادين:_هو أنتي كام سنه بس بدون مجاملة
ضحكت رباب بصوتها كله قائلة:_51 سنة يابتي
دهشت نادين وقالت:_مستحيل طب قوليلي أسم إبنك ايه
رباب بستغراب حتي الجميع وبما فيهم الفهد وسليم
رباب:_معنديش غير إبن واحد..

نادين:_أيوا مانا عارفه أسمه أيه بقااا
ضحكت رباب بشدة وقالت:_سليم يابتي
نادين بتلقائيه:_الله أسمه حلو أووي
نظرت لها راوية بغضب وكذلك هاشم فتلك الحمقاء تعش بحرية
ريم:_ههههه طب مش هتتعرفي علي الباقي
قامت نادين وجلست بجانبها بسعادة قائلة:_ودي تيجي لازم أتعرف علي الكل
وأخرجت هاتفها قائلة:_وهنرغي واتس كمان
ريم بحزن:_ميعيش تلفون..

راوية بستغراب:_ليه يا حبيبتي
قاطعها الفهد بحذم:_معندناش الكلام ده .
نظرت له راوية بدهشة وعلمت أن القادم أصعب بكثير من الذي مضي
كان سليم نظراته علي تلك الفتاة أرد أقتلاع عنقها فسهلت عليه زوجة عمه المهمه
عندما أخبرت هاشم أن عليه ترك نادين وسليم بمفردهم لعدة دقائق حتي يتعرفوا علي بعضهم أكثر وأيضا فهد وراوية
وبالفعل جلس فهد وراوية بالشرفه وأمامهم الحقول والمزراع فأرتعبت راوية من أصوات الضفادع..

لاحظ ذلك فهد فقال بسخرية:_بنت البندر خايفة من ضفدع
نظرت له بغضب قائلا:_أنا مبخفش غير من الا خلقني يا أستاذ فهد
لحظة توقف قلبه عن النبض لسماعه إسمه يتغرد بين طرب شفتيها
أكملت قائلة:_أنا بس مش بحب أصواتها بتعملي أزعاج
نظر لها بصمت ثم قال:_بكرة كتب الكتاب معيزاش حاجة تعرفيني عليها جبل ما تبقي مرتي
نظرت له بعدم فهم ثم قالت بتعجب:_حاجة ذي ايه ؟!

فهد بهدوء:_ألحاجة دي أنتي الا بتحدديها مش أني
راوية بنبرة تحمل الغضب:_معنديش ماضي ولو عندي فدا شئ يخصني أنا حضرتك ملزوم تعرف بالمستقبل دا الا هيبقا معاك لو أمر ربنا غير كدا فدا شئ يخصني لوحدي
كانت شرارات الغضب تبعث رسائل وتسطر حروف ولكن عليه التحكم بأعصابه قليلا فغذا ستكون زوجته وبأمكانه فعل ما يشاء

بالغرفة المجاورة كان يجلس وعلامات الغضب علي وجهه بأشكالا مختلفة
وما أن دلفت تحمل المشروبات حتي وقف أمامها كالثور الهائج
نادين بأبتسامة:_أتفضل البرتقان
سليم بغضب:_مش عاوز حاجة من جلجتك
نظرت له قليلا ثم قالت:_ليه بس..

حمل عنها المشروبات ثم أقترب منها بغضب لتتراجع بخوف شديد قائلة:_لو مش عجبك البرتقان ممكن أجبلك حاجة تانيه مكانه بس متتعصبش
سليم بغضب:_لأول مرة بشوف في حياتي واحدة بترمي نفسها للنار شجاعة منك بس أوعدك بالجحيم
نظرت له بدهشة ثم قالت بأبتسامة:_كدا أحلي وأحسن أعرف أفهمك كويس
بصراحة أنت بجميع أحوالك كويس بس لما بتتكلم مصري أحسن بكتير
نظر لها مطولا ليضرب الحائط بيده فتلك الفتاة تجعله يشيط من الغضب كيف له من العيش معها؟!

جذبها من معصمها بالقوة قائلا:_خلجاتك دي لو شوفتك لبسها تاني هولع فيكي فاهمة
نادين:_والله ما فاهمة
سليم بغضب:_الصبر يارب الهدوم الا لبسها دي أخر إنذار ليكي سامعة
نادين:_أيوا سامعة لازم تعلي صوتك يعني
بص تعال معيا نخرج نجيب اللبس الا يريحك وأهو بالمرة نخرج مع بعض ونتكلم
نظر لها قليلا ثم وضع يده علي وجهه وخرج من الغرفة حتي لا يقتل تلك الحمقاء..

بالخارج
كانت نوال تنظر بحقد للفتيات وخاصة راوية فأخلاقها عالية للغاية
إنتهت الزيارة وغادر الجميع علي مواعد اللقاء غدا لعقد قرآن الفهد علي تلك الحورية التي ستقلب حياته رأسا علي عقب وذلك الوحش الثائر علي تلك الحمقاء التي ستتمكن من ترويضه ولكن بعد عناء..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة