قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية الدهاشنة الجزء الأول للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثامن عشر

رواية الدهاشنة الجزء الأول للكاتبة آية محمد رفعت

رواية الدهاشنة الجزء الأول للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثامن عشر

مرء الليل الكحيل بأوجاع الفهد المجروح وكذلك النصف الأخر له راوية .
يسطر بداية العشق واوجاع لأخر .
بينما سطع النهار بأشعته الذهبيه ليسعد البعض بأقتراب اللقاء ويحزن البعض الأخر التي فقدن الفرحة كريم وراوية .

بمنزل واهبة القناوي
وبالأخص بالغرفة الخاصة براوية ونادين
كانت نادين تقف أمام المرآه بسعادة حقيقه تعجبت منها راوية وحزنت علي حالها فمن المتوقع لها أن تكون بنفس سعادتها ولكن لم يرد لها الفهد.ذلك كما تتوقع هي..

أقتربت نادين من الفراش قائلة بتعجب:_أنتي هتفضلي كدا كتير يا بنتي قومي زمان البنات علي وصول
راوية بنفاذ صبر:_عايزه ايه يا نادين
نادين بذهول:_عايزه ايه ؟!الفرح انهارده وتقولي عايزه ايه
راوية بغضب:_أعمل ايه يعني ممكن تسيبنى لوحدي
نادين بخوف:_مالك يا راوية أنتي كويسه..

راوية بهدوء:_مفيش يا نادين انا كويسه
دلفت الخادمه لتخبرهم بأن الفتيات المتخصصه بتزين العروس بالأسفل
طلبت منها راوية ان ينتظروا قليلا حتي تستعد فهبطت الخادمة لتخبرهم بذلك

بمنزل الكبير فزاع الدهشان
كان العمل علي قدم وساق فاليوم هو يوما منشود للجميع زفاف أحفاد الدهاشنة وكبيرهم المستقبلي الفهد
أشرف وهدان علي الدبائح وعلي أن يصل اللحم للجميع بمنزلهم بأمرا من الكبير
كما قام بدر بألأشراف علي العمال المخصصون لعمل زفاف يليق بالحصون الثلاث .

بغرفه الفهد
كان يجلس بصمتا لا يعلم ما عليه فعله هل سيخوض تلك المعركة أما يتفادها بالزواج من تلك المرأة
لا يعلم ما الذي عليه فعله كل ما يعرفه أنه من المحال أن يحطم قلب معشوقته
كان سليم يتجادل مع عمر الذي يرفض لبس الملابس الصعدية مجددا
عمر بغضب:_أنا مش هلبس اللبس دا تاني مش حلو عليا..

سليم بهدوء:_ كيف يا واد عمي مهينفعش الحديت ده واصل
عمر:_هو ايه الا مينفعش مش حلو عليا ذيكم انتو أهدين عليه كان شكلي إمبارح مسخرة
سليم:_وهيبجا مسخرتين لو الكبير عرف بلا ناوي تعمله
دلف وهدان وبدر الغرفة ليجدوا الفهد يجلس علي المقعد بصمت وعمر وسليم يتجادلان بصوتا مرتفع
وهدان:_في أيه يا ولدي..

سليم:_الحمد لله أنك جيت يا عمي الأستاذ معجبهوش لبسنا ومعوزش يلبسه
وهدان يتعجب:_كيف يا عمر يا ولدي دي تجاليدنا ولازمن نمشوا عليها
عمر:_يا عمي أنا مش عجباني طريقة اللبس
بدر برجاء:_إسمع الكلام يا ولدي الله يرضي عنيك بدل ما الكبير يغضب عليك وعلينا
عمر:_يا نااااس أفهموا أنا جنتل
سليم بخوف:_عمر..

عمر بلا مباله:_ لبسي غير لبسكم وامبارح رضيتكم ولبست اللبس الا كان مخليني ذي الرجل الا عنده ميت الف سنه
سليم بخووووف:_عمر
عمر بلا مبالة:_واستحاله البسه تاني واااااااصل
فزاع:_عمر
هنا انقبض قلب عمر وتقدم من سليم ووقف بجانبه ثم أستدر ليقابل غضب الكبير
فزاع بحذم:_أيه الكلام الماسخ ده
عمر وهو يتصنع عدم الفهم:_كلام ايه ياجدي لا سمح الله..

نظر له الكبير نظرة جعلته يقول بأرتباك:_اااه حضرتك تقصد كلام سليم
سليم بستغراب:_أيه !
عمر برجاء:_أسكت أنت الله يكرمك
ثم وجه حديثه للكبير قائلا:_اه يا جدي دا الواد سليم كان عايز يغير في إستيل الخلاجات الصعيدي روحت أني بجا جولته لععععععع ميصحش واصل ليه بقا لأننا أحفاد فزاع الدهشان بنفسه فلازمن نكون شرف للصعيد كله..

نظر الجميع له بدهشة وخاصة وهدان وبدر أما سليم فكان يغلي من الغضب ويود الفتك بهذا الأحمق
فزاع بجديه:_بكفياك حديت وهم علي أوضتك غير خلجاتك دي ومتحولش تتمسخر عليا تاني سامع
عمر بحزن:_يعني مفيش امل
فزاع:_علي أوضتك بدل ما أخليك تعاود البندر
عمر:_والجواز !

فزاع:_مفيش جواز
عمر بهلع:_لااااا هروح البس البتاع دي وجاي حالا سلاموز
وهرب عمر علي الفور اما الكبير فتوجه للفهد الصامت
بدر لوهدان:_واد الدهشان بصحيح شوفت ياخوي كيف لف الحوار علي الكبير
وهدان:_ههههههه التلاته دول هيعملوا المستحيل ياخوي تعال ننزل نتابع العمال أحسن
بدر:_علي جولك يالا..

وبالفعل هبط وهدان وبدر وتوجه سليم للثائر من عمر
تبقا الفهد الشارد أقترب منه الكبير بتعجب وتقدم ليقف أمام عين الفهد الكاشف له
تطلع الفهد امامه ليجد الكبير فوقف علي الفور إحتراما له
الفهد:_جدي أنت إهنه من متا
فزاع بغموض:_مالك يا فهد فين فرحتك الا كانت بتلمع بعينك ليه شايف حزن وجلم
وضع عيناه أرضا ثم رفعها مجددا قائلا:_تعبان جوي يا جدي
فزاع بلهفة:_ فيك أيه ياولدي..

كاد الفهد أن يخبره ولكنه أنسحب من تلك الحرب التي ستخوضه لنهاية طريقها مقطوع فصمت قليلا ثم قال:_مفيش يا جدي حزين لأني لوحدي كان نفسي أخوي يكون معيا في يوم ذي ده
فزاع بحزن:_بزيداك يا ولدي من المواجع النهارده فرحك
رايد اشوف الفرحة بعينك كيف ما شوفتها بدخول راوية حياتك وجلبك
تطلع له الفهد بأبتسامة خبث قائلا:_أنت مركز معيا بجا..

ضحك فزاع قائلا:_أمال مش الكبير يا واد أنت
فهد:_وأحنا نجدر نجول غير إكده
أحتضنه فزاع بحنان قائلا:_ربنا يبارك فيك ياولدي ويريح جلبك
أغمض الفهد عيناه بحزن عند نطق فزاع لقلبه المولع بشرارة الجحيم لا يعلم كيف السيبل لأطفائها .

مرء اليوم وأتي الليل لترتفع الموسيقي وأصوات المزمار والطبول علي الألحان الصعيدية المخصصة لتلك المناسبات وبالأخص زفاف احفاد الدهاشنة
أرتدي سليم جلباب أسود والعمامة البيضاء التي تجعله ذو هيبه وتزيده وسامة
كذلك عمر أرتدى جلباب كحلي اللون وأكتفي بوضح الوشاح علي كتفيه مصففأ شعره الأسود الكثيف فكان وسيم للغاية..

أما الفهد فتألق بجلباب من اللون الرمادي وعمامته البيضاء فستحق لقب كبير الدهاشنه المستقبلي ولي العهد لكل تلك الأملاك والمتحكم بها من بعد الكبير فزاع دهشان ليس لانه الأكبر وسط الشباب ولكن برجاحة عقله وشجاعته المعهوده بين الجميع .
جلسوا جميعا يتبادلون التهاني والمباركات
أما بمنزل واهبة القناوي..

فكانت راوية ونادين بفستان الزفاف كفراشات بيضاء تتنقل بين طغيات الزهور
لكلا منهم جمالها الخاص تحتفظ به لمعشوقها .
دلف خالد وهو يرتدي جلباب أسود ووشاحا علي كتفيه مصففا شعره والعطر المفضل لديه
فكان كالأمير..

نظر لهم ثم أطلق صفارة قوية قائلا:_تفتكروا أنا ممكن أغير رأيئ واتجوز واحده منكم وخلاص
نادين:_اه يا واد يا خالود مستعد أتجوزك بس تتبرأ من ماكس الله يكرمك
ضحك خالد بصوتا رجوليا جذاب قائلا:_سبك من ماكس وقوليلي رأيك بلا أنا لبسه داا
نادين بأعجاب:_الله عليك دانت ولا الصعيده بجد بس جالك الألهام منين
خالد بضيق:_ولا إلهام ولا ذفت دا جدك ياختي الا صمم اني البس كدا..

نادين:_ههههههههه والله وجي اليوم الا حد يخلص حقنا منك
خالد بغضب:_بتقولي ايه يابت
نادين بخوف مصطنع:_لا مش بقول
خالد:_بحسب
ثم تطلع لراوية التي تقف شاردة للغايه حتي أنها لم تشعر بوجود خالد
أقترب منها خالد بخوف قائلا بلهفة:_راوية أنتي كويسة
راوية بوعي:_ها
الحمد لله يا خالد
جلس بجانبها قائلا بشك:_متأكده..

رفعت عيناها التي تلمع بالدمع له ليقرء ما بعيناها من أوجاع وألم
وقف خالد وتوجه لنادين قائلا:_روحي ساعدي ريماس بقالها ساعتين بتلبس وأتاخرنا عالناس
نادين بغضب:_طيب يا خويا مهي لازم تتأخر هتلبس فستان اذي بالبطيخة الا أدمها دي
وتوجهت نادين لها وهي تزمجر بالكلمات المسموعه:_اساعدها اذي وانا عايزه الا يساعدني بالفستان داا
بعد خروج نادين جلس خالد بجانبها قائلا بلهفة:_مالك يا راوية
راوية بدموع:_مفيش يا خالد..

خالد بغضب:_مفيش أذي أنا مش عارفك يعني يا بنتي لو في حاجه عارفيني أنا أقدر أساعدك حتي لو هوقف الجوازة دي محدش عنده لينا حاجة
راوية مسرعة:_لااا يا خالد صدقيني مفيش حاجه أنا بس زعلانه عشان هبعد عنك أنت وبابا وأنا مش واخده علي كدا
خالد بأرتياح:_هي دي المشكلة..

أشارت له برأسها ليرفع وجهها ويزيح عنها الدموع قائلا بحنان:_يا حبيبتي أحنا معاكي ومش هنسيبك وبعدين يا ستي هندوشك ليل نهار النت والكاميرا معدوش مخلين لا بعيد ولا قريب
وأنا هزورك أنا وريماس ان شاء الله من وقت للتاني وانتي هتجيلنا أسبوع كل شهرين وفهد عارف كدا يعني مش هنبعد ولا حاجة
أشارت له برأسها ليحتضنها بحنان مهدئا إياها
دلف هاشم هو الأخر ليسلم العروس بنفسه للكبير

بمنزل الكبير
كانت السعادة حليفة الجميع حتي الرجال يمارسون الرقص بالعصا بأحتراف
وذادت الصيحات عندما أنضم لهم الفهد وسليم وعمر فكانوا ملفت للأنظار وخاصة الفهد
كانت الفتيات بالأعلي تتابعهم بأعجاب شديد من خلف النوافذ فكانت العين تبحث عن معشوقها وتتمعن النظر به
خاصة راوية التي تبتسم علي جمال الفهد المخصص لها فكان هو الأوسم بينهم..

أما نادين فكانت حزينه لعدم إشتركها بالرقص معهم ولسببا أخر خفي وهو أنها حاولت أن تجعل والدتها تحضر الزفاف ولكنها رفضت ذلك.
أما ريم التي تألقت بفستانها الاببض وحجابها الذي جعلها كالملكة كانت تنظر له بحزن شديد فهو فعل لأجلها الكثير في وقت فقدت به الثقة والأمان لا تعلم ما يريد فعله والخطط الذي يخطط لها للأيقاع به كل ما تعرفه أنها فقدت فرحتها كأى فتاة لا تعلم ما يخيبه لها المجهول؟
أما ريماس فكانت تتابع محبوبيها بصمت تنظر له تارة وتضع يدها علي جنينها تارة أخري تدعو الله بصمتا رهيب ان يحميه لها وأن يرزقها بطفلا يحمل ملامحه الجذابه .

أما بالأسفل
فكان عمر سعيدا للغاية حتي أنه جذب خالد وأخذ يتراقص بطريقة مختلفه عنهم طريقة البندر وعاونه علي ذلك خالد فهو يعشق هذا النوع من الرقص
كان الكبير ينظر لهم بسعادة وكذلك هاشم وواهبة القناوي فأخيرا صارت عائلة القناوي والدهاشنه علي عهد واثيق .
أنتهي العرس وتوجه كلا منهم ليري عروسه المتخفيه وراء سترة عازله شفافة تحجب الرؤيا عنه هل العشق كفيل بأزالاتها .

بغرفة نادين سليم
دلف سليم ليجدها تقف عن الفراش وتزفر بضيق من تلك القماشه الموضعة علي وجهها حتي أنها حاولت إزالتها ولكن أخبرتها رباب بأنها من طقوس الزواج لديهم
إبتسم سليم بخبث عليها ثم أزاحها عنها ليتصنم مكأنه من الصدمة فتلك المشاكسة تمتلك جمالا ساحر يأسر القلوب
نادين بغضب:_أنت لسه فاكر دانا
كنت هتخنق منها..

نظر لها سليم بأعجاب ثم قال:_زعلانه أني إتاخرت عليكي
نادين مسرعة:_لا طبعا ياخويا خد راحتك انا مضيقه من الطرحه مش اكتر
زفر بحنق ثم جلس علي الفراش وضعا قدما فوق الأخري بتعالي قائلا:_بصي يابت الناس في قواعد وقوانين لازمن تعرفيها زين عشان نعرف نعيش مع بعضينا
نادين بغضب:_قواعد ايه احنا هنأسس دوله..

كبت ضحكاته قائلا بحذم:_اني عندي قوانين ولازمن تنفذيها والا هتدوجى العذاب علي يدي
نادين بخوف:_لييه بس دانا عسل وطيبه وكيوته اووي والله
إبتسم سليم ثم خلع عمامته قائلا بمكر:_عسل ماشي لكن طيبه وكيوته معتقدش
نادين بغضب:_ليه بقا ان شاء الله
أقترب منها سليم للغاية فتاهت بعيناه قائلا بهمس:_القانون الأول حسك ميعلاش عليا واصل فاهمه
أكتفت نادين بالأشارة فقط ولكن بداخلها تتوعد له بالكثير
لتكف عن الحديث وتصبح زوجته أمام الله..

بغرفة خالد و ريماس
لم تكف ريماس عن الضحك حتي خالد ظل صامدا ثم أنهار من الضحك عليها
ريماس:_هههه شكلي كان مسخرة بالفستان وانا بطني قدمي كدا ضحكت الناس عليا
خالد بجدية:_مين دا ألا يقدر يضحك علي حبيبة قلبي وأنا أمحيه من علي الوجود
إبتسمت بعشق وقالت:_أنا محظوظة بيك أووي يا خالد خاليتني أعيش اليوم الا بتتمناه اي بنت مرتين بحمد ربنا أنك بحياتي وسندي..

أقترب خالد منها قائلا بحب:_أنا الا ربنا بيحبني عشان هداني جوهرة ذيك يا ريماس
ثم قبل يدها بحنان قائلا:_ربنا يخليكي ليا ياحبيبتي ويديمك بحياتي نعمة أقدر أحافظ عليكي لأخر عمري
بكت لحديثه وأرتمت بين ذراعيه ليكون الحصن لها لنهاية ما تبقا من حياتها لا تعلم بالعاصفة التي يعدها جياد سويلم لهم هل سيصمد الحصن القوي لها أمام المجهول؟

بغرفة ريم وعمر
لم تتوقف عيناها عن ذرف الدموع ليومها الأول معه ولكن ليس لديها فرحة البقاء حتي ذكريات الماضي تعرض أمامها من جديد فتشعر بأوجاعها السابقة تطردها من جديد حتي أنها إحتضنت نفسها خوفا من تكرار الماضي مجددا
دلف عمر لينصدم مما يرأه فيركض مسرعا إليها بلهفة ممشودة بأعماقه قائلا بخوف:_مالك يا ريم في أيه ؟

رفعت ريم عيناها المزعورة له ثم دفشت ذراعيه بعيدا عنها برعبا حقيقا قائلة برعب:_بعد عني متجربليش
تطلع لها عمر بدهشة ولكنها محت تدريجيا عندما علم بحكم مهنته ما بها لرؤيته حالات مشابهه له كثيرة ولكنه كان الحامي لحقوقهم وقاتل لأسترجاع كرامتهم فماذا لو كانت محبوبته ؟

شعر بخنجر قوي مزروع بصدره وهو يري خوفها منه عندما أنغلق عليهم الأبواب ولكن ذاده ذلك قوة وشعلة الأنتقام أصبحت أضعاف مضاعفة
حاول تهدئتها ولكنها لم تستمع له حتي أنها كادت الصراخ
عمر وهو يشير لها بيده لتهدء:_خلاص يا ريم أنا هخرج بس أهدئ عشان خاطري يا حبيبتي أفهمي أنا لا يمكن أذيكي صدقيني أنا متفاهم الأ أنتي فيه ومش زعلان أوعدك أني هعرف أذي أرجع حقك بطريقة تخليكي تنسي الا حصل وللأبد..
بدءت ريم تهدء قليلا ثم نظرت له ببعضا من الخوف ولكن عمر لم يتحمل ذلك فحمل الوسادة والغطاء وخرج من الغرفة فالجناح المخصص لكلا منهم كبير للغاية .

بغرفة الفهد وراوية
كانت تجلس علي الفراش بصمت تفكر بالفهد الغامض لا تعلم ما الذي يريده عندما فاتحها بحبه الأول كل ما تعلمه أن قلبها موجوع حقأ ولم تجد له دواء عسي كلمة منه أن تمحي ما بها..

أما هو فكان يجلس بالخارج بعد أن أبدل ثيابه إلي بنطلوب أسود وتيشرت رمادي ضيق يبرز جمال عيناه كان شاردا هو الأخر بما فعله بالأمس وبالنهاية حسم قراره ودلف للغرفة ليجدها تجلس علي الفراش بهدوء متخفية خلف ستارا أبيض يحجب عنه رؤية دموعها المنسدلة بصمتا رهيب
أقترب منها الفهد ثم جذبها لتقف أمامه وأزاح عنها الستار ليجد عيناها أرضا لا تقوي النظر إليه حتي لا يري ضعفها وتحطم قلبها..

رفع وجهها بيده حتي ترفع عيناها ولكنها مازالت أرضا
فهد:_ممكن تبصيلي
رفعت عيناها له لتجد عين تلمع بدمع صادق يحمل من الحب والعشق تارات وتشكل سطور لراويات خيالية وهي البطلة الملكة لها
إبتسم الفهد قائلا:_أجمل حاجة بحسها بجد لما بشوف عيونك بحس بأحساس غريب صعب أوصفه..

صمت قليلا ثم جذبها للمقعد وجذب الأخر ليكون أمامها مباشرة تحت نظرات إستغراب منها جذب يديها بين يديه قائلا بصدق:_أنتي حالة غريبة أووي يا راوية قدرتي تغيري جوايا حاجات كتيرة محدش قدر يغيرها
نظرت له بعين تحمل ألاف من الأسئلة ليبتسم قائلا:_ولا هي قدرت
أنا كنت فاكر أن الا بينا حب لكن للاسف لو كنت بحبها مكنتيش قدرتي تخليني أعشقك
طلبت الصدق برجاء لتلتمسه بعيناه فتذرف الدمع براحة وسعادة
أنحني الفهد علي قدميه ليزيح دموعها بحنان..

أنحني الفهد القاسي كبير الدهاشنه ينحني علي قدما ليزيح دموع معشوقته ليثبت لها أنها ملكة هذا القلب المتعجرف .
فهد:_دموعك بتقتلني يا راوية صدقيني أنا لما محبتش ولا هحب حد ذيك لأن مش شاف غيرك من الأساس أنتي من أول لقاء سكنتي قلبي حتي لو مكنتيش وفقتي علي الجواز كنت خطفتك ولا يحصل يحصل حتي لو هتطلع في الجرايدة اليومية بعنوان روميو يخطف جوليت..

ضحكت راوية من وسط بكائها وهبطت لمستواه قائلة بدمع ممزوج بالفرحة:_طب وتخطف جوليت ليه وهي موافقه تروح معاك أي مكان
نظر لها بأعين تعلن لها العشق هفوات فخجلت من نظراته ووضعت عيناها أرضا ليرفع وجهها قائلا:_مش عايز أي حاجة تفرق بينا يا راوية أوعي في يوم تسمحي لحد يضعف الرابط الا بينا..

أوعديني أنك هتحافظي علي الا بينا حتي لو في صعوبات
لمحت بعيناه الغموض ولكن بعد حديثه الصادق إلتمست العشق به فقالت بصوتا منخفض:_أوعدك
إبتسم لها وقال بخبث:_طب أيه مش هنصلي
إبتسمت بخجل وقامت وأتجهت للمرحاض ثم أبدلت ثيابها لأسدال من اللون الأبيض وأرتدت حجابها الملازم لها..

رأها الفهد فأبتسم بحب لطالتها الجذابه حتي بالملابس البسيطة
وصلي بها أمام ثم قال دعاء الزواج
رفع يده من علي رأسها ثم أزاح عنها حجابها لينسدل شعرها البني الغزير ليسحر بجمالها ويدعو الله بصمت أن يحافظها له ثم توجه معها لعالم مملؤء بعشق الفهد الخاص عالم مميز مملؤء بالحب ومسطر بالعشق ولكن هل سيصمد عالم الفهد أمام المجهول؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة