قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثاني للكاتبة نهال مصطفى الفصل الخامس والثلاثون

رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثاني للكاتبة نهال مصطفى الفصل الخامس والثلاثون

رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثاني للكاتبة نهال مصطفى الفصل الخامس والثلاثون

( أُحبُّك )و أعيِّ تمامًا ما معنى أن يموُت أحدهُم في الحُب، و يُهزم بألف قرارٍ في ظله، و يغرق في الحُب دون إيماءة كفٍ تُنجيه، (أُحبُّكَ) و ما كُنت أعلم بأن الحُب برقٌ و إعصارٌ وريحٌ وبردٌ وثلجٌ و إختلالٌ و إتزان، وما كنت أعلم بأننيِّ سأعلِنُ فنائي و إتزاني في حضرةِ عينيكِ، ( أحبك ) للحد الذي يجعلني أتمنى حمل الحزن عنك و دفن جميع ما يؤلمك في صدري...

حياتنا عبارة عن خريف وربيع مهما سقطت ستعود وتزهر لا مفر، سقطت قصتى أمام عيناى وسقطت معها مرتطمة بصخور الارض وظننت حينها انتهائى ؛ ولكنها خالفت توقعى واحتضنتنى اكثر من شجرة عشت فى كنفها لشهور وتخلت عنى بدون ما تلتفت...

احيانا نخشي الرحيل لاننا عشقنا شوك وورد البقاء متوهمين أن ما بعد الرحيل ديناصورات متربصه على مفترق الطرق ستفتك بنا ولم نضع احتمالا لمنارة نجاة من حيواتنا القديمه، وسيظل الانسان دوما اسير اوهامه وذاكرته وحاضره اللعين وخوفه الدائم من مستقبل مجهول ربما يحمل له غيث نوح لتنطلق فُلكنا من فوق قمم جبال الحزن...
- الف الف مبروك ياحبيبتى..

اردفت السيده زينب أم مصطفى جُملتها الاخيره وهى تربت على ظهر ميادة بفرح فى احد محلات المجوهرات، فتقلبت يد مياده بفرحة تتفقد الخاتم الالماس بيدها وتبسمت ببهجة العوض
- الله يبارك فى حضرتك يا طنط...
فهتفت سالى أمها بفرح يتقاذف من عيونها
- الف الف مبروك يا مصطفى يابنى، مبروك يا دودى..
فتدخل مصطفى سريعًا فالحوار
- انا النهارده اسعد واحد فالدنيا..
ثم اقترب من مياده وقبل كفها بحب
- مبروك عليكى ومبروكه عليا..

احمرت وجنتيها بحمرة قانته وتلألأت عيونها بانوار السعاده
- ربنا يقدرنى واسعدك...
احتضن كفها بامتنان مكتفيا بارسال نظرة من عيونه الهائمه حامله كل احاسيس الحب ثم التفت الى الصائغ واشار له على ( اسواره ) ما وتناولها بوقار وقال
- هتبقى تحفه عليكى...
تلجلجت بخجل:
- يامصطفى كفايه دى شكلها غاليه اوى احنا متفقناش على كل ده!
- الغالى يرخصلك يا مياده، ها بقي، عايز اشوف ذوقى على ايدك...

فمدت ذراعها الناعم وشرع فى تلبسيه مستغلا الفرصة ليهمس فى آذنها بهيام
- بحبك...
مُلامسة القلب ب كلمة طيبة أكثر أنواع المشاعر خلودًا في حياة الأنسان، فالكلمة لديها سحر الاسيتون على إكلادور الحزن المطلى فوق جدار القلب...

نتوهم الابديه للعيش مع أحدهما حتى توضح لنا الرؤيه كامله وتلقى بنا الايام فى حقل اقدارها المُفصله على مقاس ما يسع الروح من حب وآمان حتى نرفع ايدينا لله لنشكره على دعوات لم تستجب وامنيات لم تتحقق، لانها لو تحققت لاتت بتعاستها لقلوبنا...

صباحًا، وصل هشام بصحبة فجر لشقتهم بعد سويعات قضوها فالسفر من الاسكندرية للقاهره، فمجرد ما فتح هشام باب شقته تنهدت فجر بارتياح وقالت بفرح
- آخيرًا...! متتصورش كل حاجه هنا وحشتنى أد ايه..
ثم استدارت اليه ورفعت انظارها لعيونه واكملت
- انت وبيتنا وتفاصيلنا سوا، كل حاجه وحشتنى أوى...
القى مفاتيحه بعشوائيه ثم نزع جاكت بدلته وفرغ محتويات جيبه وما لبثت أن تلمس انامله ازرار قميصه فسبقته فجر متبسمة.

- دى مهمتى أنا...
وقف مستسلما محافظا على صمته الذي يتوارى خلفه صخب وفوضي الايام وهو يتأملها ويتأمل ضحكاتها التى تسبق اعتذارها كى تتجاوز الموقف ؛ حتى وان تجاوزت ما فعلت هل ستتجاوز هى ما ساعترف به..
انتهت من فتح قميصه فباغتته بقبلة طويله ناحية قلبه ورفعت عيونها معتذرة وهى تقترب منه اكثر
- هتفضل مكشر كده كتير...؟!
- هااا، لا ابدا مفيش حاجة! انا...
فجر بخفووت.

- إنت ايه ياهشام! كفايه اوى اللى حصل؟! ووسع صدرك شوية للحياه مش كده..
هز راسه رافضا جملتها واتبع
- مش كده قصدى اقولك إنى هاخد شاور..
- اممم ؛ تمام، يعنى مش حابب تتكلم؟!
رفع كفها لمستوى ثغره وقبله بعطر الاعتذار الذي يحمل رائحة العفو وقال
- هنتكلم هنروح من بعض فين!
اهتز جسدها اثر قبلة من شدقيه كانت ذات اثر خاص لم يترجمه قلبها ولكنه اسعدها كثيرًا وهى تخبره
- شايفه كلام كتير اوى فى عينك، كل ده عتب ليا!

- إنتى شايفة إنه عتب؟!
- عتب، زعل، حب، راضيه بأى حاجة منك..
اختتمت جملتها بقبله مدججه بشوق الايام التى قضتها بعيدا عنه بعدما وقفت على اصابع اقدامها لتبقي فى مستواه، فتصلب جسده ولم يبد اى رد فعل حتى ذراعيه بخلت من تطويقها، هى من بدأت غير مكترثة بردود افعاله الباردة التى اعتادت عليها كأنها الوحيده التى تحمل شوق العالم بين يديها..
ما تحركت يده إلا لتبعدها عنه بهدوء بدأه بابتسامه ندم واطرق
- مش وقته...

اكتست ملامحها بحمرة الحيره إثر رفضه الصريح لها
- موحشتكش ولا لسه زعلان!
- لازم نتكلم الاول يافجر...
- ما تتكلم، اتكلم انا سامعاك اهو...
تقهقرت خطواته للخلف منتزعًا حذائه هاربا من موطن ضعفه أمامها مفتعل بعض الحجج ليطول الوقت بينهم وقال
- هاخد شاور وارجعلك...
‏لا أستطيع أن أخبركِ أني حزين أو أن هذه الأيام لا تسير بشوكها على قلبى لا أستطيع أن أخبركِ أني أنظر لعينيكِ وكأن كل شيء يبدو جارحًا لروحى...

ولى ظهره حاملا بعض الاسرار فى جوفه التى اشتعلت حيرتها فى قلبها فنزعت حجابها مزفره باختناق وهمت فى التحرر من الملابس التى احضرتها بها لها وقالت بشك
- مالك بس ياهشام؟!
لم تعط للشيطان فرصة أن يستفرد بافكارها بل ذهبت هى الاخرى للحمام الاخر لتذيل طلاء الحيره من فوق جدار روحها..
وصل هشام للمرحاض ووقف امام المرآه طويلا يترقب ملامحه، عيونه المنكسره لاول مرة أمام امرآه، وبد شبح قلبه وعقله يتصارعان.

- لم تُحبها..
- ربما!
- إذا لماذا تعض على اطراف قلبك ندمًا!
فيجيبه قلبه
- لقد عشت معها شعور اول مره من كل شيء، وهذا سبب كافٍ لآحبها دائماً والى مآلآ نهآية...
- كُف عن المبالغة! وأخبرنى عما تريد فعله!
فتنهدت رئتيه طويلا واجاب قلبه
-ليتها بهذه البساطة، نتعانق و ينتهي كل شيءٍ سيء...
تفاقمت حيرته التى تحمل ذنب العصيان وذنب الحب فتطاولت يداه لتطيح بكل ما امامها جاهرا بصوت كالرعد
- غبى...

ليقف فى منتصف ساحه المرحاض حيث انخفضت نبرة صوته وكور قبضة يده حتى برزت عروق رقبته وتمتم
-انا ماحبتكيش ومش هشام السيوفى اللى يبقاله نقطة ضعف، عشان كده مش هقدر اخبى عنك حاجة زى دى ولازم انتى اللى تختفى من حياتى بمزاجك، لكن انا مش هعيش معاكى بذنب عهد مابينا انا اللى كسرته، انتى لازم تعرفى ولازم تبعدى...
فتح صنبور المياه ليطفئ نيران عصيانه وحبه واكمل صدح قلبه معترفا.

- حاولت تجاوزك ولكننِي لا أصلح للحب إلا معك، ولم أقَوى على إستبدالك فَقَررت أن اْبعدك عنى بارادتك، لذا فلتغفرين حتى وان كان ذنبى لا يُغفر..
انتهت فجر من اخذ حمامها الدافىء، فخرجت منه ملتفحة بمنامتها البيضاء وشعرها المبلل ينسدل بعشوائيته، فسقطت عيونها على صورة هشام المعلقة بزيه العسكرى فتبسمت شفاها وتمتمت.

- والله قمر بس لو تبطل رخامتك دى، بس هعمل اي بحبك! عشان كده قاعده على قلبك ويانا يانت ياابن السيوفى، ولو ماخليت الحجر اللى جواك ينطق مبقاش انا، هتشوف البنت الصعيديه هتعمل فيك ايه..
فتحت خزانتها واخرجت ملابسها الخاصة بمرح وما لبثت أن تتجه نحو المرآة لتصفف شعرها ففتح الباب هاتفًا
- ماشوفتيش تليفونى!
تركت الفرشاة من يدها واستغربت
- لا، بس ممكن فى جاكت بتاعك، انا جبته هنا استنى هشوفهولك...

تسكعت انظاره على مواطن انوثتها بلهفة انسته قرارته الحاسمه قبل دقائق وتمتم قلبه ( لا مجال لمُقارنتك بأي امرأة، أنت مُلفتة كونك أنت ) وهو يترقبها تتمايل لتبحث عنه حتى خاب املها ونصبت عودها
- مش فالجيب لا، طيب انت شوفته بره!
هام بها حتى فقد كل حواسه الاداميه، فعادت ان تناديه
- هشااام انت معايا!
- هااااا! بتقولى ايه!
تقدمت نحوه بهدوء
- بقولك عايزو ضرورى ولا ممكن اسرح شعرى واغير هدومى ونشوفه فين...

- لا فى مكالمه ضروريه لازم اعملها...
ثم احتدت نيرته وقال معاتبا
- انت مين قال لك تنقلى حاجاتى من بره اصلا..
رمقته باستغراب، ثم اجابته بهدوء
- فى ايه ياهشام!، الموضوع مش مستاهل العصبيه دى كلها..
فوضعت اناملها على وجنته متبسمه
- هشوفهولك فين، ولا تزعل نفسك..

القت جملتها الاشبه بنسيم الربيع وتسللت من امامه متجهه نحو الصاله لتبحث عن هاتفه فأحس بأن جبال الارض اتخذت ثقلها من اقدامه التى ترسخت بمجرد ما رأها، فالحب إن لم يجردك من كل ثقل فهو ثقل إضافي في حياتك لا يعول عليه حتى وان حاولت نكرانه حتما سيهزمك..

تابع خطاها بعد تفكيرا طويلا مع نفسه متعمدا قتل كل مشاعره نحوها حتى وصل إليها ووجدها جالسة على أحد ركبتيها تبحث عنه تحت الاريكة فازداد قلقها ثم وقفت واخبرته
- ممكن نسيته تحت فالعربية..؟!
فبات كبت مشاعره فى شحنات صوته الغاضبه
- لا انا متأكد أنه كان فالجيب، شوفى نفسك حطيته فين!
- حبيبي إنت مش واخد بالك إنك مبكر الموضوع شويه! هيتلاقي..

القت جملتها وهى تقترب منه بغرابة إثر انفعاله الغير مبرر، فجعلت من هدوئها صخب فى جوفه، وما لبث ان ينفجر بوجهها فباغتته باناملها التى وضعتهم على شدقيه متوسله بانظارها
- والله ما مستاهل، هنلاقيه...
انخفضت انظاره على منامتها التى ارتخت قليلا وشعرها المبتل الملفوف حول قلبه فجف حلقه الذي اخذ فى ترطيبه عدة مرات محاولا مقاومة جيوش حبه، فالعاصفة التى اثارتها هدوئها كانت حبه الذي تعمد اخفائه..

ساد الصمت بينهم وظل يتأمل عينَاها التى تشبه نُورِ القمَر، هَادئة، بَاردة، عمِيقة، مُمتَلئةٌ بالتَفاصِيل و الحَكايَا ولم يستطع مقاومتهم اكثر من ذلك..
رفع كفه وشرع ابهامه فى مداعبة شفتيها فغمغمت ببحة آنين
- انا ما شوفتهوش والله، بس.

التهم ما تبقي من جملتها بقبلة باتت خفيفة كنسيم الفجر الذي يشبها، ولم يستمر الوضع طويلا حيث انتقل ثغره ليوزع شهده على كل ما تسقط عليه عيناه فاشتدت اوتار جسدها محتميه بالحائط خلفها متكوره الايدى واصابع القدم مستسلمة لهجماته المستلذه...
فرفع رأسه عنها قليلا ليأخذ انفاسه بصوت عالٍ اشبه بعواصف اميشر وخرجت نبرة صوته نابعه من اعماق حبه
- عمرى ما شوفتك حلوة زى دلوقتى...

جملة كانت كافيه ان تقضي على صبار الوهم من جذوره حتى وارتمت بين كفيه شاعرة بأن الحياه تدفق من بينهما، إعتنقت حبك، واعلنت توبتي عن أي مذهب آخر من مذاهب العشق، أتيتكِ منهك وقد إحتويتني، إتخذت منكِ وميضاً ليكون النور في ظلمات طريقي واودعت خوفي وتشاؤمي ورميتها في زمن غير الزمن، قد أتيتكِ وبي طعنات بكل انحاء قلبي، وداويتني بترياق حبك الفريده.

بات ثغره يمطر بغيث الحب وبات شعرها يغرقهما معا بميائه، ليس ثمة سعادة أعظم من إدراك المرء أنه موضع حب فاصبحت يداه تتجول بحرية على ساحة جسدها كأنه أعلن امتلاكه التام لها، فاشتعلت المشاعر بينهم حتى لا ينعكس منها الا آنات استرخاء..

(منذُ أحببتك و أنا أشعُر بإن الأمان أصبحَ بكُل أجزاء جسّدي و الراحة قد تشبكَت بي، فَ حُبك يصنعُ مِن مُر الحيّاة إبتسامة لِي، )
لم يقاوم جيوشه أكثر فتدلت يده فجاة لتحت رُكبتيها وحملها بين يده ففاقت من مخدره وسالته
- ومكالمتك!
- مش مهم، مش مهم اى حاجه دلوقتى غيرك...
اتجه بها ناحية غرفتهما وركل الباب بقدمه ولازالت مسترخيه على كتفه برأسها واصابعها تتغلل فى شعره من الخلف فهمست لتسأله
- وحشتك؟!

بسطها برفق فى منتصف مخدعه وتهامس بنبرة شوق صادقه احستها تنبع من قلبها هى
- وحشتيينى، وحشتينى فوق ما تتخيلى...
فانكمشت ساقيها قليلا وهى تسأله بعيونها المشتاقه
- عقاب ولا حب!
حررها من منامتها لتبدو امامه كحوريه البحر التى حُللت إليه دونًا عن كل النساء ولفظ كلمته الاخيره قبل الغوص فى عالمه الخاص معها
- هتشوفى...

وهذا الخراب الذي بداخلنا يكفيه لمسة من يد أحبابنا، كلمة من معجمه الساحر، نظرة من تلك اللؤلؤتين كي نزهر بطريقة قادرة على إخراجنا من الضّياع في كُل مرة نقع في الحيرة...

- السؤال هنا أنا ازاى روحت البيت ده؟! بالسهولة دى انا اتخطف؟!
انتهى زياد من قراءه رسالة نانسي فتنهد باستراحة محارب ثم قفل هاتفه وشكر ربه سرا وعاد ليكمل حديثه مع سعاد فاردف جملته بعفويه مطلقه داعبت ابتسامتها فانفجرت ضاحكه وهى تقول
- خطط عمتك سعاد مش اى حاجه بردو...
- وبصمت بالعشره، بس افهم!
سكبت سعاد الشاى من الابريق وملأت الكوب واعطته لزياد وشرعت فالتحدث
- اخر حد كنت معاه مين؟! فاكر!

حاول عصر ذاكرته للايام الماضيه حتى جهر
- رهف، الزفته رهف كانت جايه تتكلم وتشبك المواضيع فى بعضها والحنيه الجباره اللى نزلت عليها وآكل وشرب وماتزعلش منى!
ثم صمت للحظة
- هى كانت حاطه فالاكل ايه!
لم تكف سعاد عن الضحك إثر حيرته وثرثرته امامها، فاجابته
- كان فيه اللى نومك ليله كامله..
ضاقت عيونه متوعدا
- ااااه يابت الل****
فأكملت سعاد:.

- وبس، اتنين من الرجاله اتولوا مهمه دخولك الفيلا، وبسمة بقي انا اخدتها لهناك بحجه إن المكان عاجبنى وعايزه اشتريه، وشكلها من تاثير النوم نسيت كل حاجه...
- هى خطة مفتريه آه، بس تاثيرها نينجا...
غمزت له بطرف عينيها متخابثه
- مكنش هينفع معاكم غير كده المهم اللى يجيب نتيجه.
ابتسم زياد
- لا، بس حضرتك مش سهلة بردو.
- ولا انت طلعت سهل، كلت عقل البنت الغلبانه فى يومين...
تبادلوا الضحكات معًا، فأكملت سعاد.

- لما يتقفل عليكم بيت واحد تتخانقوا وتتصافوا وتتواجهوا ومحدش يهرب من التاني اموركم هتتحل بسهوله، ودى أغلب المشاكل بين اى اتنين بسبب ( الهرب) زى ماانتو كنتوا تعملوا بالظبط..
ثم احتضنت كفه متوسله
- حافظ عليها يازياد واتعلموا من خطاكم، دى يتيمة ياحبيبي ملهاش غيرك فالدنيا
رمقها زياد باعجاب ثم قال
- تسمحيلى اقولك إنك قمر اوى...
فاسبلت عيونها اللامعه واجابته بمزاح.

- وتسمح لى اقولك إن لو بنت اخويا سمعتك هتقلب عليك تانى...!
- ياربي ياجدعان الواحد يبطل يعنى يقول كلمة حلوة فالبلدى عشان نعجب..
ربتت سعاد على ركبته ضاحكه
- لا ياناصح ادخل قولهالها جوة، متحرمش نفسك من حاجه وساعدها فى تجهيز شنطتها..
- متتصوريش انا شايل هم مقابلتى مع يسري بيه ازاى، مش عارف اقوله اى بعد ما نيلت الدنيا ولا هو هيعمل منى اى لما يشوفنى، حاسس إن اللى معملتهوش بسمه فيا هيعملو عمها..

سعاد بثقة وابتسامه خافته
- اللى عايزه العسل يستحمل قرص النحل يادكتور، سيبها على ربنا وكله هيترتب ويتعدل...
- يارب، هروح اشوف بسمه، بعد اذنك...
ترك كوب الشاى من يده واتجه نحو غرفة بسمة ذات الباب الموارب، فأخذه قلبه للوقوف خلفه يراقب حركاتها العشوائية فى جمع اشيائها حتى تقدمت خطواته تدريجيا وهو يفتح الباب فلحظته عيونها فتوقفت مكانها
- إنت جاي هنا ليه؟!
قفل الباب خلفه وقال
- اساعدك؟! ايه بلاش!

ألقت ما بيدها داخل حقيبتها وقالت
- والله انت رايق وانا مش رايقالك خالص!
استند بكتفه على الحائط وعقد ذراعيه أمام صدره
- انا لازم اروق طول منا شايف القمر قدامى، وحوار إنك مش رايقه ده أنا ممكن احله على فكرة..
- يااااسلام!
القت كلمتها بنبرة ساخرة قبل تتوجه نحو المرحاض فاتبع خُطاها مداعبًا
- ليه شامم ريحة سخريه وتقليل من امكانياتى!
- واير ايفير يعنى! هتعمل إيه!

- مممممم، هعمل كتير! خافى إنتى على نفسك ومتجيش تقفى فى وش القطر...
تناولت علبة الصابون السائله وبعض مستحضرات التجميل ودفعته من أمامها واكملت طريقها
- انا محتارة وهتجنن، يعنى احنا هنقعد هناك يوم ونرجع ولا هنطول، انا مش عارفه اخد إيه واسيب ايه!
- ما تخدينى أنا وسيبك من قراراتك العبيطه دى؟!
- انا قراراتى عبيطه يا زياد؟!
- ما بصراحة جو المخطوبين ده مش داخل ذمتى ببصله، ياشيخه هتروحى من ربنا فين!

انحنت لتهندم حقيبتها متجاهله تلمحياته العفويه وقالت
- اللى اوله شرط اخره نور...
اقترب منها وتعمد ضرب خصرها المنحنى بجنبه فاختل اتزانها وتمايلت إثر مداعبته المباغته وهو يقول
- بصى لى كده وقوليلى هتروحى من ربنا فين!
نصبت عودها المحمل بشرارة التهديد
- زياد، اتلم!
- يعنى ايه اتلم! فى واحده تقول لجوزها اتلم! ولما يتبعتر مع غيرها بره تزعلوا وتصوتوا وتجروا على محاكم الاسره...

وقفت امامه ببساله محارب واضعه كفوفها فى خصرها
- انت مش واخد بالك إن عمتو بره وعيب احنا قاعدين هنا وسايبنها...
- هو إنتى متعرفيش ان هى اللى بعتانى أصلا!
لوحت بكفها بنفاذ صبر
- يووووه، الواحد مايعرفش يتفاهم معاك ابدا!
ما لبثت ان تخطو فسبق خُطاها ذراعه المُلتف حول خصرها ليوقفها
- اهدى! مالك مش مظبوطه ليه من اول ما دخلت! للدرجة دى تأثيرى قوى...
ضحكت بصوت ساخر
- يابنى براحه على نفسك، الغرور ده غلط على صحتك!

- والمقاوحه دى بردو غلط على صحتى...
- زياد، عايز ايه، انجز؟!
رفع يده من فوق خصرها مستسلما
- مش عايز اى حاجه، انا قصدى شريف وحياة عيونك دول...
- ياحرام! ظلماك انا..
غير مجرى الحديث متحججًا
- احم، سمعتى الاغنيه الامريكانيه اللى نازلة جديد!
- لا مش بتابع...
اخرج هاتفه من جيبه متحمسا.

- فايتك نص عمرك، عارفه ليه! لان الاغنية دى اتعملت مخصوص للى زينا عشان تقرب العشاق من بعضهم اكتر، وكمان الرقصة بتاعتها مختلفة جدا عن اى اغنية تانيه!
حدجته بعدم تصديق
- وايه كمان...

- بصي ياستى هفهمك، الرقصة دى بتكون للراجل وبس والست تفضل واقفة فى مكانها ثابته متتحركش مغمضه عينيها ومسترخيه وبتسمع للموسيقي وبس، زى ماانتى ثابته كده بيبدا الشخص التاني اللى هو أنا طبعا يرقص حوليكى ويتعمد يرقص مشاعرك وقلبك على لحن الاغنية...
بسمة بنفاذ صبر
- ايه الهبل ده؟! انت بتابع حاجات غريبه اوى..
- انا كده، ماليش فالتقليدى، تجربي!
- اجرب إيه...!

- الرقصة، هى تعتبر اختبار لذكاء الرجل فالتعامل مع حبيبته، عشان كده فيها شرطين اتنين..
- كماان؟!
-مدة الاغنيه ٦ دقايق، الاول مش مسموح غير لايدك بس اللى تتحرك معايا، والتاني تفضلى ثابته لحد نهاية الاغنية، ولو اتحركتى ابقي أنا اللى فوزت، ولو فضلتى ثابته ابقي انا اللى خايب ومابعرفش اتعامل معاكى، اد التحدى!
اتسعت ابتسامتها تدريجيا وراقت لها التجربه و
- اتفقنا، يلا..

- تمام غمضي عينك واسرحى مع الموسيقي وسيبى نفسك خالص، وانا هشغل الاغنيه....
اشتغلت الاغنية الاجنبيه بلحن هادى ووقف زياد خلف بسمه مداعبا جدار عنقها بانفاسه فقط التى اشعلت النيران بقلبها من قبل ما يتلامسان، وما لبثت أن بدات كلمات الاغنيه الناعمه بحرافيه رفع ذراعيها لأعلى وشرعت يداه ان تتدلى تدريجيا حتى مسحت عظام صدرها ورست فوق خصرها...

انخفضت ذراعيها بهدوء وشرع هو بالدوارن حولها ولازال ذراعه مطوقاً خصرها، فأعلنت شراينها الهزيمه ببروزهم، وتهامس قبله
لم أكن مخطئًا حين أحببتكَ، ولا حين عشتُ هذا الحُب معكَ ولا حين كتبتُ لكَ وعنكَ، وبكامل إرادتي لو أنني اخترت أن أحبّ من جديد لما اخترت غيرك، أنت وحدك رفيق قلبي وروحى وملاذ جسدى..

لم يكف عن الدوارن حتى هدأت كلمات الاغنية مرة ثانية فوقف خلفها وضمها إليه وشرعت سحب حبه تمطر بقُبل الشوق على جدار عنها حتى احس بانينها المكتوم تحت يديه ولكنها لازالت تقاوم، استمر هدوء الاغنيه قرابة الثلاثين ثانية من التعذيب المستلذ حتى تبدلت من حال لحال وقُرعت صولت طبول الموسيقي والكلمات وتسرعت لمسات ايدى زياد العشوائيه التى تكتسح ما ترغبه من جسدها بحرية قتلت تمردها وكبريائها، واحييت مشاعرها الانثويه التى تعمد اللعب على اوتارها...

‏هل تعرف معنى أن تطوقك رائحة أحدهُم لمدة طويله، أن تشعر بلمساته، أن تتذكر أول كلمة بينكما أول نظرةٍ نظرها إليك، أول مكان جمعكُما سويًا، أدق التفاصيل في ذاكرتكَ حتى الآن وكأنَّ هذا الوقتُ كله لم يمضي..
تكورت ايدها وبللت حلقها الجاف عدة مرات حتى تشبثت بمعصمه متوسله بصوت متعب
- زياد كفايه...
اقترب منها ببراعه عاشق متدرب متخذا وضعيا رقص ( سلوو) وهمس منتصرا.

- هتستسلمى من اول ٣دقايق! كنت فاكرك اجمد من كده..
اصبحت كالدميه المتحركه في يده ونطقت بصوت خافت
- بجد خلاص، انا استسلمت..
اتسعت ابتسامته لوصوله لغرضه واتبع بنفس نبرته المُحتاله
- نسيت اقولك إن فى حكم على اللى يخسر..
صوته كان قادرا على احتضان قلبها وروحها فى انٍ واحد، وخلق جميع انواع البهجة بصدرها، ‏حُبه مختلف حد التورط ا تدرك ما معنى ان كل ما بك متورط لدرجة انك لا تستطيع ان تتخلى عنه يوم مااا!

حاولت الابتعاد عنه ولكنه احكم قبضته عليها وقال
- مافيش مفر، وافقتى تلعبى يبقي تكملى للاخر..
- واى العقاب طيب!
- للاسف ماينفعش يتقال..
ثم همس بحب ملأها بالدفء
- مش هعتذر، بس هقولك (بحبك) واسيب الحب هو اللى يعتذرلك بالنيابة عنى، مسمحانى!

احتضنت العيون بعضها قبل الاجساد وتبادلت الابتسامات فارتمت فى حضنه مختبئه من وحشة الايام متكئه على جدار قلبه دافنه رأسها فى عنقه كالطفل التى يأبى ترك أمها وقالت جملتها الاخيره قبل ما يتركان العنان لاجسادهم عن التعبير...
- قلبى مايملكش حاجه معاك غير إنه يسامحك...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة