قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثاني للكاتبة نهال مصطفى الفصل الحادي والثلاثون

رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثاني للكاتبة نهال مصطفى الفصل الحادي والثلاثون

رواية الحرب لأجلك سلام الجزء الثاني للكاتبة نهال مصطفى الفصل الحادي والثلاثون

بعد اليوم الثاني من الفُراق:
- إستقيظت من نومي سبعة وثمانون مرة وأنا أفكر به، واراه يلاحقنى في منامي، أخشى أن أكون لازلت أحبه يا صديقتي بعد ما رفضني صراحة!

( فلاش باك )
- مش بتاكل ليه يا هشام؟!
سأله الشاذلى وهو يرتشف كأس النبيذ على سطح السفينه الراسية، فاجابه
- ابدا مش بحب اتقل اكل بالليل، خفيف خفيف يعنى..
فنهضت ميان واحضرت كأس من النبيذ الأحمر
- لازم تدوقه، واثقه إنه هيعجبك؟! ده من امريكا
فالتوى ثغره ساخرا
- وافرضي عجبنى! هجيبه منين بعد كده...!
فضحكت بصوت ميوعى
- عندى أنا دى، متشلش همها..
- بس للاسف انا مش بشرب..
- ده كحل ٥% بس...
تدخل الشاذلى.

- خلاص ياميان، متضغطيش على سيادة المقدم..
- اهو زى ما قال لك ياميان...
حينها اشار الشاذلى للنادل وامره بجلب مشروبات غازيه وقال الشاذلى بثقه
- ومش بتشرب صودا كمان...
فتناول هشام الكأس من النادل وارتشف
- لو على الصودا تمام، مفيش مشكلة...

استمر الحديث طويلا بين هشام والشاذلى وحتى بدأت جيوش النمل تتسابق في رأسه مقاومًا جفونه المنغلقه باصرار والصداع الذي يشق رأسه لنصفين حتى استندت رأسه على الطاوله نائما، صدحت ميان مذهوله
- هو ماله، الصودا كان فيها حاجه ولا ايه..
نادى الشاذلى على رجاله وامرهم
- نزلوه فالاوضه اللى تحت، وخلو القبطان يتحرك يلا..
كررت ميان سؤالها
- بابا، هشام نام ليه؟!
- بكره هتفهمى كل حاجة...

تلاقت الاعين الجاحظة ببعضها فلاول مرة يشعر بنفسه مكبل الايدى واللسان، امتدت يد الشاذلى في خصر الحارس ليخرج سلاحه ويصوبه ناحية رأس هشام وصراخ
- واخرهم بضاعة تمنها يساوى تمن البلد كلها تدخل الحدود برساله منك من تليفون ميان بتى، اللعبة انتهت ياسيادة المقدم، الداخليه هتخسرك...

اندلعت اصوات الصراخ المكتوم خلف الشريط اللاصق من جوف فجر ورهف، واحتضنت قبضتى هشام الكرسي الخشبى الجالس عليه، فأصبحت قلة حيلته كالنار على قلبه تلحفه...
أكمل الشاذلى جملته متوعدا
- هاااا بقي تحب نبدأ بمين؟! مراتك ولا أختك؟!
قطعت تفاوضهم جملة ميان المذهولة
- هشام إنت عملت كده! كنت بتضحك عليا...
فألتقطت ذاكرتها( فلاش باك ) لهما وهى خارجه من المرحاض فوجدت بيده هاتفها الخاص فسألته
- أنت ماسك موبايلى ليه..

فداهمها بضحكته المخادعة وأغلقه ودنى منها مطوقًا خصرها ليبخ سمه ليقتل بكتيريا الشك في رأسها
- رن ؛ قولت افصله، عشان أنا كمان محتاج افصل معاكى عن العالم...
فاقت من سطو فكرها وعادت محدقة النظر بعيونه كإنها ارادت أن تخبره بعثورها على الجواب متمتمة
- ياخسارة يا هشام...
فتدخل زيدان باغتياظ
- اللى هموت واعرفه، ازاى البضاعه دى دخلت البلد..
فقهقه الشاذلى مُبديا اعجابه بخطة هشام.

- حضرة الظابط ملقاش دخله غير عن طريق ميان ولحسن حظه وقعت في ايده رساله من قبطان السفينه، فالمهم إن اللى مايعرفهوش إن جهاز ميان بنتى متصل باللاب بتاعى الخاص، وطبيعى مش ميان اللى هتعمل حركه بالغباء ده...
- انت عايزه إيه؟!
قطعه سؤال هشام الحاد بنبرته الثباته، فأجابه الشاذلى
- عايز أعرفك إنت كنت داخل تلعب مع مين...
ثم أشار لحرسه أن يقتربوا بفجر ورهف وهمس بمكر.

- حلوة مراتك، بس غبية، والاغبى منها اللى بعتها تتجسس على واحد زى زيدان..
هشام بغضب: أنا مابعتش حد!
ضحك زيدان ضحكته الساخرة
- اللعب بقي عالمكشوف خلاص..
جال ببصره في الوجوه الملطخه بالشر وغمغم مساومًا
- نتفق!
هبت رياح ميان معارضة
- نتفق على ايه، خلاص بقيت كارت محروق ياهشام..
ثم وثبت قائمه ومسكت فجر المُكبله من شعرها فتأوهت متوجعه وهى تقول
- اما أنا بقي هحرقها قدامك، لحد ماتشوفها رماد...

للتو شعر بأنه بوقف خارج عن سيطرته وفاللحظة التى تأهب للنهوض فوجىء بايدى الحرس تكبله من الخلف فرفع يديه مستسلما مطاوعنا عدوه كى يربح وقال
- تمام تمام...
فجهر الشاذلى
- هتفضل طول عمرها اغبى حكومه الحكومة المصرية..
اخرج زيدان حينها سلاحا ابيض ( مطوة ) من سترته التى تخلص منها ونهض ضاحكًا
- بس حضرة الظابط يجى منه بردو، بقولك اى انا ممكن اديك فرصة جديده للحياه...
صرخت ميان:
- ولا حد منهم هيطلع عايش..

فأمرت آحد الحرس بلغز بينهما
- نفذ أنت...
فتدخل الشاذلى
- استنى استنى يا ميان نشوف زيدان بيه بيفكر في إيه...
مرر مصل مطوته على وجنة هشام واجهش قائلا بمكر مشيرا على فجر التى اوشكت على الانهيار...
- تقتلها وبشرفى تطلع أنت واختك من هنا من غير خدش واحد...
لا يوجد كلام يوصف شناعة الحدث، ولكن العين تفجرت صراخا لقلة حيلتها، فسقط حزنهم من بين يديهم فنزف روحها اثر طعنات الخوف لعرضه
- قولت إيه؟!

كانت كلماته كاشواك تتناثر على مسامعهما ولكن تفاداه هشام بذكاء
- كده كده هتموت، هشام السيوفى ما بيحبش الخونه...
عصفت جُملته بكيانها تلك المره الى حقل الصبار فسبحت بعينيها الباكيتين في بحور صدمتها التى خيمت على الجميع، فاستلذ لمذاق الشر معه
- حابب تموتها ازاى؟! نحرقها ولا ندبحها ولا اقولك إحنا نرميها برصاصه من مسدسك الحلو ده تجيب خبرها..
- عندى اقتراح أحسن، بدل ما تلوث إيدك بدم واحده خاينة زيها...

- نورنى..
- أنت عارف كويس اوى انها ما بتعرفش تعوم، فلو رميتها في الميه هنخلص منها كلنا وناخد حقنا..
لمعت عيون زيدان بالاعجاب
- فكرة حلوة بردو، واهو ريحة الدم بتطبق على نفسي..
احضر حرس ميان دلو به غاز ووضعه بجوارها واعطى لها مشعل للنار، فهبت عواصف غضبها معارضة
- للاسف، كان نفسي افرح باقتراحكم، بس النار اللى جوايا مش هتتطفى غير لما تتحرق قدامى قدامه وبعدها نبقي نتفاوض...

حينها ألتفت اصفاد الحديد على عنق هشام فبات الامر خارج سيطرة عقله وقوته البدنيه، تملص متوجعه لرخو الاصفاد من حوله ولكن بدون جدوى، فقهقه الشاذلى ساخرا
- تصدق موته زى دى مش لاقيه على ظابط في مكانتك..
تتضاعف نواح رهف على حالة أخيها وضرب الارض بقدميها وحينها شرعت ميان في سكب الغاز على ملابس فجر التى اصبحت ملامحها تصرخ بحزن يتجاوز ال٩٠ عاما..
وما لبثت أن انتهت فقربت من هشام المكبل وقالت بشماتة.

- انا تسيبنى عشان دى! انا بقي مش هخليك تنسانى طول عمرك، ودينى لقهرك ياهشام..
ثم سحب مقعد ما وجلست عليه واضعه ساق فوق الاخرى ممسكه بمشعل النار واشارت للحارس ان يبتعد لتقف فجر بفردها برائحة الغاز التى تغطيها من رأسها للكاحل، فانفجر صراخ رهف بهستريا مما جعل ميان تصدح
- اخرسي، هتحصليها إنت كمان متخافيش...

صراع عنيف اندلع بداخلهم فكل منهما يزوم حول حفرة الموت التى ربما تبتلع بجوفها الجميع بدون اذن، طفق يقول وكأن يهذى بالكلمات محاولا فك قبضه الثلاث رجال من الحرس اقوياء البنية
- ميان استنى، بطلى جنان، ورحمة ابويا ما هرحمك، محدش هيخلصك من اللى هعمله فيكى
ضحكت بصوت هدر
- خلص نفسك الاول...
- ارمى اللى في ايدك.

جملة اندلعت من جوف الضباب بغيث النجاة الذي سقط على بركان منفجر ليطفئه، فعلى غير المتوقع القت مهجة جُملتها وهى تصوب سلاحها على رأس ميان في تلك اللحظه المباغته التى طوق فيها الصياد عنق زيدان بقبضته القويه مهددا بالسلاح، فتفجرت كل قوة هشام حينها بمجرد ما ألقي الصياد له سلاحا فارتخت ايدى الحرس من اثر الصدمه، فاغتنم هشام عنصر المفاجأة لينهض بمقعده ويضربه في بطن احد الحرس ثم التف حينها مستغلا لياقته البدينة ومهارته القتاليه لتكسير المقعد فوقهم هما الثلاث مستخدما كل اجزاء جسده وللحظة انحنى فيها الشاذلى ليبعد السلاح عنها التقمته قبض هشام واخذ معصمه عنقه ليخضعه تحت قوته فتراجع به ليحمى ظهره بالحائط وصدره بالشاذلى وانفجر قائلا.

- فكهم...
ثم تنهد بصوت عال والعرق يتصبب من كل جزء به غارسا فهوة المسدس في راس الشاذلى
- اهو كده اللعب يحلو، اى حركه هفجرلكم دماغه، نعقل بقي...
ألجمت ميان بصاعق الصدمه
- مهجة!
- اااه مهجة اللى كلكم مطبخينها عشان تتخلصوا منها هى وابوها..
ثم واصل الصياد
- اللعبه انتهت يا زيدان، ومخططك نزل على مافيش..
فأكملت مهجة موجهة حديثها لهشام لتشكره
- انا اتاكدت، وطلع عندك حق في كل كلمة قولتها...

- وانا لسه عند وعدى ليكى...
تملص الشاذلى وجعا من قبضة رسغ هشام الحديديه التى اشتدت عليه حتى تقطعت انفاسه، فجهر هشام مصوبا مسدسه ناحية الحرس تارة ورأس الشاذلى الصلعاء تارة آخرى
- محدش يقرب، بقولك فُكهممممممم...
فأشار الشاذلى لرجاله بانفاسه المتقطعه...
- فكوهم، فكووووهم
شرع الحرس في فك فجر ورهف اللاتى ركضن ليحتميان بجانب هشام كمن عثر حياته بعد ما تذوق الموت، فواصل هشام اوامره للحرس محذرا.

- اى حركة غدر انتو اللى جبتوه لنفسكم، ابعدو، قولت ابعدوووو
ثم اشار لرهف
- رهف، هاتى الحبل ده...
ترددت رهف للحظة من شدة خوفها فتسرعت فجر واندفعت لتحضره نيابة عنها فأمرها هشام
- اربطى بيه ايديها ورجليها يلااااااه..
تلاقت اعين العتب بين زيدان ومهجة إثر جملته
- ليه، دانتى الوحيده اللى امنتها على روحى...
فردت عليه
- وشغلانتنا دى مفيهاش آمان لحد...

( فلاش باك)
رن جرس هاتف مهجة من رقم مجهول فأجابت
- مين ييتكلم!
- عايز مصلحتك...
- الصوت ده مش غريب عليا، أنت مين..
- أنا هشام السيوفى يا مهجة هانم...
- واى المصلحة اللى ممكن تجمعنا، انا وانت طريقنا مش واحد...
- صح، بس حياتنا واحده، انا عايز احذرك...
- العب غيرها...
- منا عشان كده بكلمك دلوقتى، لانى قررت ألعب غيرها واخدك شاهد ملك من كل المصايب دى...
- عاوز ايه ياابن السيوفى...

ركب هشام حينها سيارته وواصل حديثه فالهاتف
- زيدان كلم مراتى وبيترجاها ترجعله ولما سايرته فالكلام قالها إنك مابقاتي تلزميه، فمتثقيش فيه اكتر من كده لانه هيبيعك، واللى عايز اوصله ليكى إن انت وابوكى الصياد باشا بقيتوا كارت محروق، ففكرى بعقلك وهسيبك تاخدى وقتك وتتأكدى من كلامى وفى اى وقت تليفونى مفتوح، وساعتها انت وابوكى تكونوا شاهد مللك في كل حاجة..
(باااااااكككك).

فاقت مهجة من شرودها على صوت رصاصة مقتنصه هدفها ببراعة فاصابت الصياد في جانبه الايسر فوقع في الحال واطبقت يدى فارس على عنق مهجة الصارخه باسم والدها فتحرر زيدان وتناول السلاح وتناولت يد احد الحرس فجر الصارخه، واتسع بؤبؤ عينى هشام الذى خر معاونيه لدخول فارس الغير متوقع، وما لبث أن يفيق من صاعقه فاقتحم جيش من رجال الشاذلى المكان مرة ثانية، فوقف حائرا فما سيفعله أمام العشرات من الرجال...

اخذ زيدان مهجة من قبضة يد فارس متوعدا
- أما انتى عاد، فدبور وزن على خراب عشه..
تفاقم صراخ مهجة حزن على حال ابيها الذي يخرج في انفاسه الاخير
- ابوياااااا، لااااا متسبنيشششش..
وابتعد فارس متجها نحو فجر التى اخذها من قبضة يد الحارس وامره بفك ميان قائلا
- نزل سلاحك ياابن السيوفى، خلاص...
طوقت رهف خصر اخيها برعب تناثر من عيونها وغمغمت
- لا ياهشام، متسمعش كلامه...
فجهر فارس الهزل الهيئة.

- اهلا بعصفورة السيوفى...
ثم جهر
- خليك عاقل ونزل سلاحك وإلا هقتلها قدامك زى ما قتلت اللى قبلها، اعقل واتقى شري...
فكر هشام طويلا حتى تلاقت اعينه بعيون فجر الرافضة اقتراح فارس وصرخت
- متسمعش كلامه يا هشام، متسبش سلاحك...
تحررت ميان من الحبال المكبله لها ووثبت بقوة متناوله سلاح مهجة الذي سقط من يدها ودنت منها تحدجها ينظراتها الساخطه فنتالت وجنتها صفعة قويه من يد ميان المردفه
- طلعتى غبيه زيهم...

فصاحت لقبطان السفينه
- قوله يتحرك، الاشكال دى ما ينفعش معاهم البر، دول هيكونوا وجبه حلوة لحيتان البحر...
جهر هشام وهو يطبق يده على الشاذلى
- ميان، انت كده بتتجننى..
- عادى اهو جنان بجنان، ااه وعلى فكرة اللى عندنا اغلى من اللى عندك...
ثم انخفضت نبرته الشرانيه
- ابويا عاش كتير ولو جراله حاجه كل الهيلامان ده هيكون بتاعى، الدور والباقى على الحلوة بتاعتك..

ما لبثت ان انهت جملتها فجرتها من شعرها فضربتها فجر معاندة السير
- ابعدى عنى...
- لا ياحلوة، ماهو مش بمزاجك، اقعدى هنا...
وللحظة شتت فيها انتباه هشام فوجئء على صراخ رهف التى تناولتها قبضة يد الحارس من الخلف كرهان لسلامته، فضحكت ميان
- قولتلك اللعبة انتهت...
فشرعت ان تجرب اشعال الولاعة عدة مرات مراوغة قلب هشام الذي صرخ مستسلما
- خلاص، خلاص ياميان، هسيبه وتسيبيها وحسابك معايا أنا...

- حلو، نزل سلاحك يلاااا..
صرخت فجر متوسله
- عشان خاطرى لا ياهشام...
وتابعتها رهف راجيه وهى تضرب بكوعها بطن فارس
- اتصرف ياهشام، انا هموت من الخوف..
سحبها فارس عنوه بالقرب من فجر وهمس في آذانها متوعدا
- ابقي خلى ابن عمك حضرة الظابط يجى يلحقكم...

حينها اختل اتزان كل من في السفينه إثر تحركها المفاجئ فسقطت فجر على ركبتيها أما عن رهف احتمت بظهر فارس الذى التصق بالحائط وتعالت اصوات الصيحات، فجهر هشام رافعا سلاحه مستسلما عندما وجد فجر تحت مظلة شر ميان وقال
- تمام سبيها...
حينها باغته الشاذلى بضربه قوية إثرها التف الحرس حول هشام ونجى منصور من الموت المحدق به، وامسك سلاحه لاهثا
- انت جبت النهايه، عاوز تقتلنى يابن السيوفى مش كفايه اللى عملو فيا ابوك.

فصرخت ميان لوالدها
- استنى يابابا، يشوفها وهى بتولع الاول...
لحظة وقف عندها الزمن وخيم فطر الموت على ارواحها فلم يكن في استطاعتها سوى أن تلهج بتسبيحات صاحب الحوت طالبه النجاة، فرغ ثغر رهف وهى تراقب ميان التى اكملت سكب الغاز على فجر وانحنت لتأخذ الولاعه وباتت تتطوف حولها وتهذى بكلمات انتقاميه...
فجهر صوت هشام كالرعد
- لا يااااميان، ميااااان.

جلست ميان على ركبيتها وهمت باشعال النيران في طرف فستان فجر التى انتابتها عاصفه من الخوف رجت كيانها، في لحظة ما انهارت رهف مستغيثة بعيون هشام التى امرتها ويده التى تسللت في جيب بنطاله، فبكل ما اوتيت من خوف استندت بظهره على صدر فارس وركلت يد ميان لتسقط من يدها الولاعه وجهرت
- اجرى يافجرر...

وللحظة كانت ضربات الرصاص كالمطر من كل صوب وحدب، فبمهارة قتاليه ركل مجدى فارس في ركبتيه فاختل اتزانه فركضت رهف محتميه باحد الجدران، وخالد من الجهه الاخرى اطبق على زيدان فارحًا بانتقام، فسقطت مهجه ارضا حيث انبطحت رأسها في حافة المنضدة، فجهر خالد
- والله وجيه يووومك يا سيادة النائب...

وفى نفس اللحظة اخرج هشام من جيبه قطعة زجاج حادة اطرافها مدببه أخذها من مرآة المرحاض وذبح بها وريد واحد من الحرس والاخر نال لكزة قويه من كوعه وبدا آل السيوفى في استعراض لياقتهم البدنية في الفتك بعدوهم...
هجهم الحرس عليها من كل صوب وحدب فبات ظهر كل من هشام ومجدى مسندا للاخر، فضحك هشام بعيونه الزائغه مرحبا بمجدى
- طول عمرك بتاع اللحظات الاخيره يا..
- طول عمرى في ضهرك يا ابن عمى..

جملة رجل واحد على قلب واحد إثرها قفز الاثنين قفزة واحده وكانت اقدامهم في الهواء لتصيب اوجه رجال الحرس وبات الامر اشبه بفيلم عربي يستعرض لياقة ابطاله...
اختبئت فجر في ركن بعيد تتراقب الحرب الناشبه أمامها فلحظت رجل من الخلف اوشك ان يطبق على عنق فصرخت
- خلى بالك ياهشااام..

فشل مخطط الشاذلى وابنته التى جذبها من ذراعها وانعقدت حلقه من الحرس خلفهم لتحميهم وتسللوا ليهربوا من الحروب الناشيه التى اندلعت نيرانها من صدور اولاد السيوفى، وبغتة تناولت يد الشاذلى فجر المختئبه لتكون رهانا له ولسلامته، فصرخت مناديه على هشام المنشغل مع الرجال حوله...

جرها الشاذلى بقوة حتى وصل بها لسطح السفينه وعندها كان الشجار بين خالد وزيدان قائمًا حتى دفعه زيدان لقوة فاختل توازنه وركض لاعلى هاربا مع الشاذلى، ما لبث خالد ان ينهض فحاضره اثنين من الرجال شرع في مقاومتهم ببساله وقوة واضحة لقدرات خالد...
لف مجدى الاصفاد الحديديه على رقبة رجل فاسقطه عندما اوشك على انقطاع انفاسه وركضت ليساعد هشام الذي هشم الفازه على راس رجل اخر، فصرخت رهف
- الحق فجر ياهشام...

دفث بااقدامه رجل عرقل طريقه ثم تناول سلاحه وركض لاعلى فلحقت به مهجة الممسكه برأسها، وبدا صدى صوت الشاذلى يتردد وهو يصرخ مستنجدا بالطيار
- بقولك انزل، مفيش وقت...
فظهر امامه شبح هشام الذي اقتنص بمسدسه ثلاثة رجال في لمح البصر فلم يبقي أمامه سوى رجلان وقف الشاذلى خلفهم محتميا بهم
- هشام، هديك اللى انت عايزه بس سيبنى أنا وبنتى نمشي..
مسح هشام الدماء السائلة من انفه ولا زال مصوبا سلاحه.

- انسي، ماهى مش عزبة ابوكم تخربوا فيها براحتكم وبعدين تخلعوا ونفضل نلملم في وساختكم العمر كله..
باغته زيدان من الخلف وهو يضرب على ذراع هشام بقوة فسقط السلاح من يده وشرع في لكمه بقوة تفاداها هشام ببراعة حيث ضربة واحده منه اسقطته...

فهجم عليه رجال الشاذلى ونشبت التصارع والحرب اليدويه بينهم، وحينها قطمت انياب فجر يد الشاذلى ودفعته بعيدا فلحقت بها ميان ونشبت حرب نسائيه من نوع آخر ظهرت فيها بساله الفتاة الصعيديه التى تأكل كل ما يقابلها..
حينها زحف زيدان ليصل لسلاحه بصعوبه محاولا تجاهل إثر ضربته القويه وعلى حدا انحنى الشاذلى صارخا فاللاسكيلى
- اسررررع..

في تلك اللحظة وصلت مهجة الى سطح المركبة وبيدها سلاح الانتقام باحثه عن زيدان، فألقتمت اعينها فجر التى تقف على الحافة وبدفعة واحده منها ستسقط فالمياه، ادركت فجر المأزق الذي وقعت فيه وهى تري الانتصار يتقاذف من عيون ميان
- حلو، كده جات نهايتك وابقي حققت هدفى قبل ما اسيب البلد وامشي..

فاندفعت نحوها وضربت ميان على رأسها بالمطفاة الموضوعه فوق المنضده فسقطت مغشيا عليها فالحال، فألتقت اعين مهجة النادمة بعيون فجر الشاكرة فتبسمت
- انا عمرى ما كنت ضدتك على فكرة...
فتبسمت مهجة بعرفان
- وانا بحاول اعتذرلك عن كل مرة كنت فيها ضدتك...
فاقتربت منها فجر لتحضنها وتبدلت الاوضاع بينهم
- وانا سامحتك خلاص...

في حين تسامرهم وانشغال هشام مع اقوى رجلين من حرس الشاذلى فكانت المعركة بينهم طاحنه، وفى نفس اللحظة اخرج الشاذلى سلاحه وصوبه ناحية هشام وفى نفس اللحظة كان زيدان وصل للسلاح الملقى فصوبه ناحية هشام وباتت نظرات الانتقام تشيعه من كل جهة...

في لحظة ما توقف بها الزمن اندفعت ثلاث رصاصات في آن واحد اتبعهما صوت صراخ قوى من قلب فجر وهشام، عندما نالت رصاصة مجدى رأس الشاذلى كانت رصاصة زيدان في كتفه وآخرى قضت على آخر شراشة لنيران الشر انطلقت من فوهة مسدس مهجة لتصيب زيدان في مقتل...
على الفوى استسلما رجال الشاذلى بمجرد ما انتهى رئيسهم فنكث هشام صارخًا نحو مجدى مذهولا لاهثا.

- انت هتستهبل يلاااه، قوووم، قوووووم ؛ مش رصاصة اللى هترقد ولاد السيوفى...
ارتعش بدن فجر كله وهى تجلس بجوارهم صارخة
- مجدى...!
وصرخة آخرى اندلعت من جوف الوجع انطلقت بها رهف
- مجدددددددددى!
سعل مجدى بخفوت مبتسمًا
- مكنش ينفع تيجى فيك...
تملكت الهواجس عقله، وسرت قشعريره خفيفه تجتاح جسده، وحمسه معاندا القدر وصدح
- ولا تنفع تاخدك منى، بقووولك قووووم يلااااه..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة