قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الثلاثة يحبونها للكاتبة شاهندة الفصل الثالث

رواية الثلاثة يحبونها للكاتبة شاهندة الفصل الثالث

رواية الثلاثة يحبونها للكاتبة شاهندة الفصل الثالث

دلفت رحمة إلى تلك الحجرة التي ما تخيلت يوما أن تدخلها إلا كزوجة ليحيي، لتدلف إليها اليوم كغريبة تماما، لا تمت إليه بصلة ولا حتى صلة القرابة التي جمعتهما منذ البداية، فلم يعد يعدها كإبنة عمه ولم تعد تعتبره كذلك أيضا،.

ما إن وقعت عيناها على وجه أختها الشاحب حتى أسرعت إليها تجلس بجوارها على السرير ثم تضمها بشوق دون أن تنطق بكلمة، لتضمها راوية بدورها تنعم بدفئها الذي حرمت منه لسنوات، هذا الدفئ الذي لطالما أحاطتها به رحمة، وجعلتها تشعر بأنها هي الأخت الصغرى والتي تحتاج إلى الرعاية والحنان وليس العكس،.

لقد عادت رحمة وعاد معها هذا الشعور الذي جلب الدموع إلى عينينها على الفور إشتياقا، لترتعش بين أحضان أختها الصغرى التي أحست بدموعها لتبتعد عنها تضم وجه راوية بين يديها قائلة في جزع:
وجعتك؟
رفعت راوية يديها تربت على يدي رحمة الرابضتين على وجنتيها قائلة بإبتسامة حزينة:
وجعى كان في بعدك عنى يارحمة، ودلوقتى وجعى راح لما شفتك من تانى.

أدمعت عينا رحمة وهي تتأمل ملامح أختها الشاحبة التي غيرها المرض كثيرا فبدت أكبر من سنوات عمرها الثلاثين، لتقول بصوت متهدج من المشاعر:
أنا كمان يا راوية كنت حاسة بروحى ضايعة منى ولقيتها بس في حضنك.
قالت راوية بلهفة:
بجد يارحمة، يعنى مش زعلانة منى؟
عقدت رحمة حاجبيها في حيرة قائلة:
وهزعل منك ليه بس ياراوية؟
قالت راوية بحزن:
عشان موقفتش جنبك وقت اللى حصل، لما، لما...
أخفضت رحمة يديها بجوارها وهي تقول:.

الكلام ده كان من زمان يا رواية، وخلاص مبقتش تفرق كتير، صحيح إنتى أختى وكان لازم تعرفى إنى مش ممكن أعمل كدة، بس إنتى اكيد إتخدعتى زيهم وأنا خلاص مش زعلانة، كل واحد بياخد نصيبه، وانا أخدت نصيبى وراضية بيه.
أطرقت راوية برأسها في حزن قائلة:
بس أنا متخدعتش، أنا كنت عارفة الحقيقة.
إتسعت عينا رحمة دهشة وهي تقول:
كنتى عارفة؟
رفعت راوية وجهها تواجه عينا أختها الحائرتين وهي تقول مدمعة العينان:.

أيوة كنت عارفة إنك مظلومة وإنك مكنتيش مع هشام ليلتها زي ما حاول يبين لينا كلنا، كنت عارفة إن كل اللى حصل ده كانت تمثيلية عشان يتجوزك غصب عنك.
عقدت رحمة حاجبيها قائلة:
وعرفتى منين يا راوية؟
صمتت راوية ليزداد إنعقاد حاجبي رحمة وهي تقول:
طب ليه متكلمتيش ساعتها؟
نزلت دموع راوية في تلك اللحظة قائلة في حزن:
هحكيلك يا رحمة، هحكيلك كل حاجة، أنا سكت كتير بس خلاص مبقاش ينفع أسكت أكتر من كدة.

لتتحدث راوية ومع كلماتها كانت رحمة تذبح مجددا، من الصدمة.

جلس يحيى في هذا الركن المظلم من الحجرة، يحاول ان يهدئ أعصابه، يشعر أنه على حافة الإنهيار ألما، ما هذا الذي يحدث له؟الغضب منها يشعله والشوق إليها يحرقه، تبا، ما الذي أقحمها في حياته مجددا؟

مرض زوجته، نعم، لولاه ما رآها قط مجددا، فهذا كان قراره منذ تلك الليلة التي فقد فيها إيمانه بالعشق، وفقد فيها روحه التي غابت بغيابها، فالخيانة ضربته في مقتل ليتمنى لو لم يعشقها يوما، لا يستطيع نسيان هذه الليلة أبدا، فإلى جانب إكتشافه لخيانتها له في هذا اليوم، فقد تزوجت فيها أخاه أيضا، ليشعر بكيانه يتمزق حرفيا، ورغم إدراكه انها أصبحت لأخاه من قبلها إلا أن رؤيتها وأخاه يعقد عليها ثم يأخذها بعيدا أدمت قلبه ثم أماتت مشاعره للأبد فظن أنه لم يعد يعشقها وأنه بات فقط يكرهها حتى بدأت تغزو أحلامه، توقظ فيه كل المشاعر، وتثير فيه جنون الإشتياق، لتتجسد أمامه منذ لحظات ليدرك أنها تقبع تحت جلده، يسرى عشقها في شرايينه مسرى الدم، يعلم أنها اخت زوجته، و خائنة، ومع ذلك يخفق قلبه فقط لمرآها، وقد زادتها تلك السنوات جمالا وجاذبية وقوة، لتستيقظ مشاعره الكامنة داخل أعماقه حين لمسها، وكأن ماضيه معها كأن لم يكن، وقيوده التي يفرضها حاضره عليهما كأنها سراب ولا وجود لها من الأساس، زفر بقوة وهو ينظر إلى السماء، تصرخ أعماقه بصرخة هزت وجدانه(ياإلهى ماذا أفعل؟)..

ليفيق من صراعه على دلوف أخيه إلى المكتب وإنارته ضوء الحجرة ليجد يحيى قابعا في هذا الركن البعيد تبدو ملامحه المكفهرة دليلا واضحا على مقابلته لرحمة، ليقترب منه بقلق قائلا في تقرير:
ضايقتك، صح.
هز يحيى رأسه نفيا قائلا بهدوء:
ملحقتش، وبتمنى متفضلش كتير عشان تحاول، ياريت تشوف أختها وتمشى علطول، مجرد وجودها في البيت خانقنى.
ظهرت الحيرة على ملامح مراد وهو يتأمل يحيى قبل أن يقول:.

إنت ليه بتكرهها بالشكل ده يايحيى؟
قال يحيى بصرامة:
يعنى مش عارف يامراد ليه بكرهها؟
جلس مراد على الكرسي المجاور ليحيي قائلا:.

لأ مش عارف، صحيح هي غلطت زمان غلطة كبيرة في حق نفسها وفى حقنا، وصحيح إن إحنا شاكين إن ممكن تكون السبب في موت أخونا لإنها كانت معاه وقت الحادثة، وصاحبه صلاح قال إنهم إتخانقوا مع بعض في الحفلة قبل ما تركب العربية معاه عشان يروحوا، بس برده إحنا مش متأكدين من الكلام ده، غير إن علاقتكم ببعض كانت حلوة أوي قبل جوازها من هشام، إنت كنت أقرب واحد ليها، وكان واضح للكل إنها بتعتبرك زي أخوها.

إبتسم يحيى بسخرية مريرة يردد كلمات أخيه داخل نفسه بمرارة، تعتبره مثل أخاها، كم كان مراد ساذجا، لايدرى أنها كانت توهمه بأنه عشقها الأول، وهو صدقها لأنها كانت بدورها عشقه الأول والأخير، وأنه في ليلة إكتشافهم لها مع أخيه هشام في حجرة نومه، كان قد وعدها قبلها مباشرة بأنه سيخبر جده في اليوم التالى برغبته في الزواج منها وتحقيق حلم لطالما تمنى ان يناله، ولكن ماحدث ليلتها دمر كل ما حلم به طوال عمره، لتتزوج أخاه ويرحلا بعيدا عن المنزل ثم يوافق هو على الزواج من أختها عندما عرض عليه الجد ذلك الأمر، ربما نكاية بها، أو هو فقدان الأمل في أن يقع مجددا بالحب، او ربما هو فقدانه الإيمان بالحب ذاته، حقا كم تظلمنا الحياة وتسخر منا، تحركنا كالدمى في يديها ولا نستطيع أن نفعل شيئا سوى ان نخضع لها، ونسايرها.

افاق من أفكاره على صوت أخيه يقول في حيرة:
يحيى، روحت فين؟
زفر يحيى وهو يستند برأسه إلى الكرسي خلفه يغمض عينيه قائلا:
روحت لنفس المكان بس في زمن غير الزمن، زمن كنت فيه واحد تانى مبقتش دلوقتى عارفه ولا قادر أميزه جوايا.
ليفتح عينيه ويعتدل قائلا في حزم:
المهم دلوقتى، أنا عايزك تفهم بشرى متعملش مشاكل معاها وتعدى اليومين اللى رحمة قاعدة فيهم هنا على خير، مفهوم يامراد؟، أنا فية اللى مكفينى ومش ناقص جنانها.

ربت مراد على ساق اخيه مطمئنا وقد رأى حقا ذلك الإرهاق البادي على أخيه قائلا:
متقلقش يا يحيى أنا هنبه عليها بنفسى وأوعدك متعملش مشاكل، وزي ما إنت قلت هما يومين وهتمشى، بس هي راحت فين؟
عقد يحيى حاجبيه قائلا:
تقصد مين؟
قال مراد:
بشرى، رجعت البيت ملقيتهاش.
قال يحيى بنظرة ذات مغزى:
وإنت بتسألنى أنا عن مراتك يامراد؟
شعر مراد بالتأنيب المختفى داخل طيات كلمات أخيه ليقول بإرتباك:.

أصل هي كلمتنى والفون كان مقفول، ولما فتحته وكلمتها، تليفونها كان خارج التغطية فقلت يمكن قالتلك حاجة.
قال يحيى بملامح جامدة:
لأ مقالتليش، ومشوفتهاش النهاردة خالص، إنت عارف إنى كنت مشغول برجوع رحمة.
أومأ مراد برأسه متفهما وهو يقول:
ورحمة فين دلوقت؟
تنهد يحيى قائلا:
عند راوية.
قال مراد:
بقالها كتير؟
قال يحيى:
تقريبا ساعة.
اومأ مراد برأسه ثم نهض قائلا:
شكلهم هيطولوا، طيب، أنا هروح أوضتى آخد شاور وأرجعلكم تانى.

أومأ يحيى برأسه، ليذهب مراد بإتجاه الباب ليتوقف عند سماع أخيه يقول بحزم:
ياريت يامراد تخف من سهرك برة شوية وتاخد بالك من مراتك وبيتك.

إلتفت إليه مراد ينظر إلى ملامح أخيه الجامدة ليدرك أنه يلمح إلى شئ ما، كاد أن يستوضح عن مقصده بذلك التنبيه ولكنه الآن مرهق، ويحتاج لأخذ حماما سريعا يزيل به كل ماعلق بأفكاره المتعبة أكثر من جسده المنهك، وليؤجل هذا الحديث إلى وقت لاحق، ليغادر يتابعه يحيى بعينيه يقول بصوت خافت:
لولا عارف طبيعة بشرى، مكنتش عذرتك أبدا في اللى بتعمله يامراد.

ليتنهد في حزن ثم يشرد مجددا في عذابه الخاص، يتألم كالعادة، وحده تماما.

نهضت رحمة قائلة بصدمة:
إنتى إزاي تعملى كدة، إزاي هنت عليكى بالشكل ده ياراوية؟ده أنا أختك من لحمك ومن دمك.
إنهمرت دموع راوية على وجنتيها وهي تقول بإنهيار:.

مش عارفة يا رحمة إزاي طاوعتهم وعملت اللى عملته، يمكن عشان حسيت بحبه ليكى ويمكن عشان كنت أنانية وفضلت مشاعرى على مشاعرك، أو يمكن عشان شيطانى قاللى إن ده حل كويس لينا كلنا، مش عارفة، صدقينى مش عارفة، بس كل اللى شايفاه دلوقتى هو إحساسى من يومها، كنت عارفة إنى غلط وإنى أذنبت في حقك، والإحساس بالذنب مكنش بينيمنى، كنت متأكدة إنى مجرمة وأستاهل العقاب، بس العقاب قاسى أوي يارحمة، مرض بياكل في جسمى وبيموتنى بالبطئ، بيبعدنى عن كل اللى إتمنيته وعملت عشانه كل ده، أنا آسفة يارحمة، وعارفة إن أسفى مش كفاية بس كان نفسى أعترفلك وأطلب منك السماح، أنا خلاص مبقاش أدامى كتير وخايفة أموت وأنا شايلة ذنبك جوايا.

شعرت رحمة بالشفقة على أختها وإنفطر قلبها وهي تشعر بأن كل ماحدث لها يهون أمام ذلك الموت الذي يهدد أختها المسكينة ويحرمها من زوج ضحت من أجله بأقرب الناس إليها و طفل لن تعيش لتراه يكبر أمامها يوما بعد يوم، لتسرع بنفض مشاعرها الغاضبة بعيدا، وإحلال السماح في قلبها محل الغضب، لتجلس مجددا في السرير آخذة أختها في حضنها لتفرغ راوية دموعها على صدر رحمة، تشعر بالخزي من أختها صاحبة القلب الطيب والتي سامحتها رغم ذنبها الكبير، لتقول بألم:.

أنا آسفة يارحمة، والله آسفة وندمانة، ندمانة بجد عن كل اللى عملته زمان، ربنا يسامحهم بقى، هما اللى فضلوا يزنوا على دماغى، والزن على الودان أمر من السحر.
ربتت رحمة على شعرها قائلة بحنان:
خلاص ياراوية إهدى وإنسى كل اللى حصل، متتعبيش نفسك، اللى فات مات وإحنا ولاد النهاردة.
قالت راوية بحزن من وسط دموعها:.

إزاي بس أنسى إنك إتعذبتى السنين اللى فاتت دى كلها من تحت راسى، إزاي بس أنسى إنى فرقت بينك وبينه عشان يكون لية أنا، عشان أنانية وفكرت في نفسى وبس؟
قالت رحمة بحزن وعيونها تترقرق بالدموع:.

الذنب مش ذنبك لوحدك، هما مشتركين معاكى في اللى حصل، هم الأبالسة الحقيقيين، اللى فضلوا وراكى لغاية ما سلمتينى ليهم، وهو كمان مذنب زيهم، صدقهم، صدق إنى خنته وخنت وعودنا، صدق إنى كنت بغشه وبخونه مع أخوه، صدق إنى وحشة زي أمى ووقف يتفرج علية وأنا بتجوز هشام ياراوية.
خرجت راوية من محيط ذراعيها قائلة:.

لأ يارحمة متظلميهوش، التمثيلية كانت محبوكة أوي، وأي واحد غيره لو شاف اللى إحنا شفناه كان هيصدق، وهيتصدم في حبيبته زي ما هو إتصدم، بس أنا لوحدى اللى عارفة أد إيه هو إتعذب من اللى حصل، وأد إيه إتعذب في بعدك.
زفرت رحمة قائلة:
مبقاش يفيد الكلام ده دلوقتى ياراوية، كل واحد فينا خد نصيبه، حكايتنا إنتهت من زمان ومبقاش ينفع الندم ع اللى راح، ولا ينفع كمان نعيد اللى فات.
قالت راوية بسرعة:.

لأ ينفع، ينفع يارحمة، انا عايزاكى بس تسامحينى ياحبيبتى، لأنى غلط في حقك بس، وانا الله هعوضك عن غلطى ده وهرجع كل حاجة لأصلها.
عقدت رحمة حاجبيها وهي تقول بحيرة:
قصدك إيه ياراوية؟
قالت راوية بأمل:
قصدى تتجوزى يحيى يارحمة؟
نهضت رحمة تقول بصدمة:
إنتى بتقولى إيه؟إنتى اكيد إتجننتى، أتجوزه إزاي وهو جوزك؟
قالت راوية بحزن:
أنا خلاص يارحمة، أوانى قرب ويحيي بعد شوية هيرجع حر، وساعتها تتجوزيه وكل حاجة تتصلح.

تمزق قلب رحمة من كلمات أختها اليائسة لتعود وتجلس إلى جوارها تمسك يدها قائلة:
متقوليش كدة، دى مجرد أزمة في حياتك، إنتى كويسة، وهتقاومى مرضك وهتبقى بخير عشان خاطر جوزك وإبنك هاشم، وأنا هفضل جنبك لغاية ماتعدى الأزمة دى.
اغروقت عينا راوية بالدموع وهي تقول بنبرات متهدجة:.

متضحكيش على نفسك، إنتى عارفة كويس إنى بموت وإن كلها أيام وأروح عند اللى خالقنى، أنا مش خايفة من الموت، بس عايزة أروح لربنا وإنتى مسامحانى، عايزة أروحله وأنا مطمنة عليكى وعلى يحيى وهاشم، عايزة أكون متأكدة إنى صلحت غلطتى وإن يحيى وإبنى في حضنك إنتى وبس يارحمة.
قالت رحمة بعيون أغروقت بالدموع:
مش هينفع ياراوية، والله ما هينفع، قلتلك أنا ويحيي إنتهينا من زمان، ومش هينفع نرجع تانى لبعض.

قالت راوية في تصميم:
لأ، هينفع، دى وصيتى الأخيرة ليكى وليه.
إتسعت عينا رحمة قائلة:
إنتى قلتى ليحيي الكلام اللى انتى قلتهولى ده؟
هزت راوية رأسها نفيا قائلة:
لأ مقلتلوش، بس كنت مستنياكى ترجعى وتوافقى عشان أقوله.
نهضت رحمة قائلة في حزم:
إوعى تقوليله اي كلمة من اللى إنتى قولتيهالى دلوقتى، لإنى مستحيل هوافق، سامعانى؟
قالت راوية بخيبة أمل:
يبقى هتضطرينى أقوله عن اللى عملته زمان يا رحمة.
إتسعت عينا رحمة قائلة:.

إنتى إتجننتى ياراوية؟، هيكرهك وهيمحيكى من حياة إبنه، مش هيجيب سيرتك حتى أدامه، إنتى متعرفيش يحيى ولا نسيتيه؟
قالت راوية بسخرية مريرة:
أنساه إزاي وأنا عايشة معاه السنين اللى فاتت دى كلها؟إذا كان إنتى واللى كانت روحه فيكى، محى إسمك من حياتنا كلها السنين اللى فاتت دى بسبب اللى حصل، ولولا انه عارف إنى بموت مكنش رجعك هنا من تانى، أمال أنا هيعمل فية إيه، بس لو مقبلتيش فأنا مضطرة أحكيله.

قالت رحمة بقلب تمزق من كلماتها:
ياراوية إفهمينى بس، اللى إنتى طالباه منى فوق طاقتى، مش هقدر أعمله.
قالت راوية في تعب:
بصى يارحمة، ياتوعدينى إنك تتجوزى يحيى بعد ما أموت وتكونى أم لهاشم إبنى وتحافظى على سرى عشان خاطره، وعشان أفضل جوة حياته ويحيي ميمحنيش منها، يا هقوم بنفسى دلوقتى أكشف السر ده ليحيي ويحصل اللى يحصل.
قالت رحمة في ألم:
إنتى بتطلبى منى المستحيل، إزاي بس أوعدك بوعد زي ده؟

قالت راوية بحزم وهي تنهض من سريرها:
يبقى إنتى مخلتيش أدامى حل تانى، وإفتكرى يارحمة إن إنتى اللى إخترتى.
لتبتعد بإتجاه الباب بضعف، تتابعها رحمة المتمزقة حيرة وألما ولكن ما لبثت ان إتسعت عينيها بصدمة حين سقطت راوية فجأة أرضا أمامها لتصرخ رحمة بإسمها في لوعة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة