قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الثائر للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل العشرون

رواية الثائر للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل العشرون

رواية الثائر للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل العشرون

دلفت زهرة للغرفة ورأت قاسم نائمًا أثناء جلوسه على الأريكة وعاقدًا ذراعيه أمام صدره ومغمض العيون، جلست بجواره بأستياء شديد على حاله ثم أربتت على كتفه بلطف وقالت: -
- قاسم يا حبيبى مش هتتغدا
أجابها مُغمض العينين بهدوء شديد ونبرة واهنة: -
- ماليش نفس روحى كُلى أنتِ يا زهرة
- دا ثالث يوم وأنت على الحال دا، هتفضل كدة لحد أمتى، أنا عارفة أنك موجوع ومُكسر وحاسس أنك أتخدعت فيها لكن...

قطعها في الحديث بجدية قائلاً: -
- حاسس أنى خدت على جفايا يا زهرة
مسحت على رأسه بحنان وحُب ثم قالت: -
- يا حبيبى مش كدة، لا عاش ولا كان اللى يديك على قفاك، أنت عملت بأصلك وتربيتك يا قاسم وأوعى تندم على دا هي اللى المفروض تندم على خسارتها لابن زيك وخيانتها لوالدك.

فتح عينيه بهدوء شديد ثم رمقها بضعف كم زوجته جميلة وساذجة تسامح مهما كان الخطأ وتغفر، كيف لها ان تتحدث عن قاتلة والده بهذا اللطف والشفقة، جميلة بروحها رغم كره فادية لها ومعاملتها القاسية لها، قال بسخرية: -
- مبتجيش ساذجة اكدة يا زهرة
- دى مش سذاجة يا روحى، لو سبت كرهى ليها يتمكن منى أحتمال أتحول لكائن شبهها وبنفس حقدها وكرهها.

تبسم بلطف لأجل هذه الزوجة الحنونة ذات القلب البريء فمسكت يده واحتضنتها بكفيها الأثنين وقالت: -
- أطمن كل هيكون تمام وبخير، وأنا معاك مش هسيبك حتى لو العالم كله سابك
- أنا اللى المفروض اجولك اكدة يا زهرة مش أنتِ
تبسمت بأشراق لأجله وقالت بعفوية: -
- أنا مطمنة بيكِ يا حبيبى، ممكن تقوم تأكل معايا بقى
اومأ لها بنعم ثم وقف معها لتبتسم بحب...

أيام تمر وعمر يفقد منه سنوات وقلوب لم تعرف طريق للعودة ولم تعرف سبيل للغفران.

وصل أدهم للمنزل حاملًا باقة ورود حمراء مُبتسمًا ليراها جالسة هناك في الحديقة مع أطفال الأهالى والفلاحين تعطيهم ملابس وكتب، جمعت أصالة عشرة اطفال من الفقراء واليتامى وتكفلت بمصاريف دراستهم وأكلهم وملابسهم وكل أحتياجتهم ربما بتصرفها هذا تكفر عن خطيئتها، تبدل بها الحال تمامًا أصبحت عطوفة وتسعى للخير ومساعدة المحتاجين وتسعى لرضا ربها فقط، لكنها ما زالت غاضبة منه ولم تغفر له طريقة زواجه بها وتدمير حياة اخاها بسبب مكره، أعطت الأطفال أغراضهم ودلفت للمنزل لتراه يقف بالداخل في انتظارها، رأت باقة الورود وبقت هادئة لم تعطى أى رد فعل فهو لم يكفى عن محاولة رضاها والسعى للصلح بينهما لعيش حياة هادئة كأى زوجين، تقدم نحوها وقدم الورود لها لتقول: -.

- أيه دا؟
- كل سنة وأنتِ طيبة مكنش ينفع مجبلكيش هدية عيد ميلادك
نظرت للورود بهدوء وقالت بنبرة هادئة باردة: -
- أنت متعبتش يا أدهم من المحاولة.

- تعبت جوى، أربع سنين بحاول أجولك انى أسف وأنى أتصرفت غلط في لحظة غضب وجهرة، أربع سنين يا بت عمى بحاول أجولك اجبلى اسفى وتعالى نعيش كيف أى أتنين متجوزين ونجرب من بعضنا أرجع اشكيلك همى وأسمعك، أربع سنين عايش ويا حبيبتى ومرتى وحلالى ونفسي اخدك في حضنى مرة واجولك بحبك كيف ما عشت اتمنى وأتخيل حياتى وياكى لما أتجوزك، أربع سنين مستنيكى تغفرى دا أنا غفرت اللى عملتى وغلطك لأجل حبك، غفرت اللى الكل بيجول عليه عار وجولت دى حبيبتك ياواد وسامحها.

نظرت له بضيق وقالت: -
- أربع سنين بتجول بس مبتعملش، أربع سنين محاولتش تصلح اللى خربته في بيت أخويا، مفكرتش تطلج ختيك منه كيف ما جوزتهاله غصب، محاولتش ترجع مرته وحبيبته اللى أنت السبب في فراقه عنها، أربع سنين كلام وبس.

صرخ بها بأنفعال شديد وعجز: -
- أجيب قُدس منين هو حد خابر فين مكانها
- بسببك يا أدهم، محدش خابر مكانها بسبب انانيتك، وأنا عمرى ما هكون مرتك ولا هغفر طول ما حياة اخويا مدمرة بسببك وجلبه مكسور، مهكونش سعيدة على حساب تعاسة اخويا.

كادت أن ترحل من أمامه ليمسك ذراعها بأمل وسعادة ليقول بحب: -
- يعنى لو قُدس رجعت لثائر هتكونى سعيدة ويايا وتغفرى
تبسمت بمكر ثم قالت: -
- دا لو رجعت
- أتفجنا
قالها ثم وضع قبلة على جبينها بسعادة لتُصدم من فعلته، خرج من المنزل مُسرعًا وكأنه يعلم مكانها حقًا، تبسمت بلطف ووضعت يدها على جبينها مكان قبلته وتمتمت بحب: -
- ياريت قُدس تعاود يا أدهم عشان أجدر أكون سعيدة وياك ومحسش بالذنب.

منزل العطار.

كان ثائر جالسًا بغرفته يمسك صورتها بين يديه بشوق وشغف مُشتاقًا لها بقوة مرت سنوات على فراقها ولا يعلم شيء عنها ولم يأتيه عنها أى خبر ولم يكف قلبه لوهلة عن النبض بأسمها ولم يتوقف عقله برهة في التفكير بها، أراد رؤية بسمتها كثيرة حتى يعشقها لكنها لم تبتسم له سوى مرات تعد على اصابع اليد الواحدة، أراد ضمها بأرادتها حتى ينتهى العمر به بين احضانها لكنه لم يفعل، أراد ممارسة العشق والغرق فيه معها وحدها لكنه لم يفعل لم يعشقها ويغرقها في حديثه المعسول وافعاله الحسنة لم يريها سوى القسوة والحزن والوجع والأن يطمع بأن تتذكره وكيف لها أن تتشبث بالذكريات الموجعة والقاسية...

فتح باب غرفتها ليُخفى صورتها في جيبه حين دلفت علياء، رمقها بصمت وقالت: -
- خير جاية أهنا ليه؟
- عمى الحج عاوزاك مش هموت وأشوفك مثلا، أنا اشوف العمى ولا أنى أشوف واحد بجرفك
مسكها من ذراعها بقسوة وقال: -
- بجرفى أنا، أنا مُجرف
- جوى يا واد عمى، مجرف جوى ومتعرفش حاجة عن الرجولة
ضغط على يدها بقبضته بعنف وقال: -
- أنا راجل غصب عنك.

- منين بجى، خد بالك يا ثائر انا جاعدة أهنا بس عشان اردلك جهرتى وذُلك ليا، أنا بس مستنية الوجت المناسب.

نزعت يدها من قبضته وخرجت من الغرفة، ذهب خلفها من أجل والده، كان سليمان جالسًا في الصالون مُنتظر ابنه، هتف ثائر: -
- ايوة يا حج
- غير خلجاتك خلينا نروح لزهرة
تأفف ثائر بأستنكار وقال بنفاذ صبر: -
- نروح ليه، زهرة ولا مرة بتوافج تجابلك وبرضو بتروح، افهم بجى هي معاوزاكش في حياتها.

- يعنى أسيب بتى أكدة
تحدث ثائر بغضب وهو يشد بملابسه بضيق شديد: -
- ما أنت سبتها زمان هتفرج وياك دلوجت
وقف سليمان بضيق واتجه للخارج يقول بضجر: -
- انا هروح لحالى، أنا غلطان أنى بتحدد وياك
خرج من المنزل ليزفر ثائر بخنق شديد...

ترجلت قُدس من سيارتها بلهفة أمام أكاديمية أطفال وتنظر في ساعتها وتسرع في خطوتها حتى دلفت من البوابة، وقع نظرها على طفلة جميلة باكية تقف هناك بجوار الأطفال، فتاة جميلة جداً أخذت من والدتها عيونها الزرقاء وبشرتها البيضاء، شعرها البني القصيرة يصل لعنقها وقصتها تزين جبينها، حجمها صغيرة كعقلة الأصبع ونحيفة مُرتدية زى الأكاديمية عبارة عن شورت كحلى وتيشرت وردى، تحمل حقيبتها على ظهرها وترتدى حذاءها الوردى.

أسرعت نحوها وجثوت على ركبتها تمسح دموعها بحنان وتقول: -
- أسفة يا روحى
- أتاخرتى ليه يا مامى؟
تبسمت قُدس لها بحنان وقالت: -
-حقك عليا يا قلب مامى
عانقتها قُدس بحب وقلب أم دافيء، تبسمت عهد وهي تلف ذراعيها حول عنق أمها بدلالية ثم أخذتها ورحلوا معا...

خرجت زهرة من عيادة الطبيبة حزينة بعد أن أخبرتها بتأخر حملها وأنها لن تنجب في الوقت الحالى، صعدت للسيارة مع أحد رجال قاسم وذهبت لمقابل ثائر في أحد المطاعم كان بأنتظارها بصحبة أصالة، جلست معهم مُستاءة فسألها: -
- عملتى أيه عند الداكتورة؟
- زى ما أنا يا ثائر لسه مفيش أمل
قالتها بحزن شديد لتربت أصالة على كتفها بحنان تؤاسيها وقالت: -.

- متزعليش يا زهرة أكدة ربنا شيلك الخير وأن شاء الله ربنا يعوض صبرك خير
دمعت عينيها بعجز وهتفت بنبرة واهنة وصوت خافت: -
- أنا كان نفسي أجيب بيبي من قاسم وأفرحه، كان نفسي يبقى عندى بيبي أهتم بيه وأرعى وأديله أحساس الأمومة اللى أنا محستهوش ولا أعرفه.

أخذ ثائر يدها بلطف وأربت عليها ثم قال: -
- ان شاء الله ربنا هيعوضك بأحلى طفل بس متبكيش أكدة
جففت دموعها بعد لحظات ثم قالت: -
- طلبوا أكل
- أصالة طلبت ليكوا، أنا همشي عشان ورايا شغل كتير
تبسمت له بخفة وقالت: -
- ربنا معاك يا حبيبى
تركهم ورحل وبقوا هما يتسامرون فسألتها زهرة: -
- لسه متقدمتيش خطوة مع جوزك
- بس متجوليش جوزك
نقرت زهرة على جبينها وقالت بضيق: -.

- لا جوزك غصب عنك، أربع سنين مش كفاية يعنى للى حصل
تذمرت أصالة عليها بعناد وقالت: -
- لا مش كفاية بسبب غله وحجده اخويا عايش تعيس من غير مرته وابنه ومكفهوش أكدة لا كمان جرفه في عيشته مع واحدة مطايجش يبصلها، وحرمك من صاحبة عمرك وجوزك كمان بجى عايش وحيد وكيف يكون دا جزاء قُدس بعد ما ساعدتها ليا، وبتطلبى منى نبجى كلنا مكسورين بسببه وأنا أروح أبسطه وأديله اللى بيتمناه لا يا زهرة لا.

صمتت زهرة بحزن وتناولوا غداءهما ثم عادت للمنزل فرأت سيارة سليمان أمام الباب في أنتظارها فتجاهلته وولجت للمنزل بضيق، دخل عواد خلفها ويقول: -
- يا ست هانم...
قطعته بحزن وهي تجلس على المقعد مهمومة وحزينة: -
- مش عاوزة أشوف حد، مشيه
- هو مُصر يجابلك دلوجت
تأففت بغضب شديد وقالت: -
- خليه يدخل لما نشوف أخرتها
دقائق قليلة ودخل عليها سليمان مُبتسمًا للمرة الأولى توافق على مقابلته، وقفت بضيق وقالت: -.

- نعم، جاى ليه
- يابتى أنا أبوكى
تذمرت بضيق أكثر عليه وقالت: -
- عاوز أيه
- عاوز أجولك أنى مستعد أرجعلك كل جينه خدته من أمك بس ترجعلى
- قولتلك أنى مش عاوزة فلوس، فلوسك مش هترجع امى ولا هتمحى يوم من الأيام اللى عشتها، أنا مش عاوزة أشوفك عيش زى ما كنت عايش قبل ما تشوفنى، أنسانى بقى.

تركته وصعدت للأعلى باكية فرحل حزينًا على قسوة ابنته رغم أن قسوته رد فعل لقسوته عليها وعلى والدتها مُنذ زمن بعيد...

دلفت قُدس لشقتها بصحبة ابنتها وأستقبلتهما الخادمة وقالت: -
- في واحد مستنى حضرتك في الصالون
نظرت قُدس لها بصدمة وقالت بجدية مُتعجبة: -
- واحد مين؟
- بيقولك قريبك
تنفست بهدوء وقالت: -
- طب خدى عهد جوا غيريلها هدومها وأكليها.

اومأت لها بنعم ثم أخذت عهد من يدها، ولجت قُدس للصالون ورأت أدهم بأنتصارها فرمقته بدهشة لكنها حافظت على ثباتها الأنفعالى وبرودها ثم جلست على المقعد بهدوء شديد مُستفز ووضعت قدم على الأخرى وقالت: -
- نعم
- أزيك يا قُدس
أجابته بأشمئزاز شديد: -
- كنت كويسة لحد ما شوفتك عاوز أيه يا أدهم
- مهلفش وأدور عليكى، عاوزك ترجعى الصعيد
رفعت حاجبها بتعجب من طلبه وسألته: -
- أشمعنا؟
- أنا حياتى مع أصالة واجفة على رجوعك.

قهقهت ضاحكة بتهكم وقالت: -
- أنا قولت أنك جاي لمصلحتك، وأنا عبيطة بقى يا أستاذ أدهم عشان أرجع بس عشان سعادتك وحياتك وأنا حياتى مش مهمة صح.

- لا مهمة، معاوزاش توصلى لفادية وتاخدى تأرك وترجعى حج والدك، معاوزاش ترجعى لجوزك وتعيشي في النور بدل ما أنتِ مستخبية أكدة أنتِ وبتك، معاوزاش ترجعى تشوفى أخوكى كيف ما تحبى.

تأففت بضجر من حديثه وهي تنظر للجهة الأخرى ثم نظرت له بغضب: -
- أرجع عشان أريحك أنت ومراتك. يا للسخافة، أنت مصلحجى أوى يا أدهم طلع برا
وقف من مكانه ورمقها بحزن ثم قال: -
- عموما ثائر لسه مستنيكِ ورافض خيتى
سار نحو الباب بعد أن لعب على وتر قلبها وأحزانه يعلم أنها مُشتاقة لذلك الحبيب بجنون فما زالت ترتدي دبلته في بنصرها وتحتفظ بصورته هناك على تلك الطاولة...

- يعنى أيه لسه متعرفش طريجها
قالها قاسم بانفعال مُتحدث في هاتفه وهو يقود سيارته ثم تابع بحديثه: -
- أنا لازم ألاجى فادية فاهم لازم أخد حجى منها، أيوة أجلب عليها البلد كلتها، فادية مطلعتش من الصعيد.

أنهى حديثه حين وصل للمنزل، ترجل من سيارته ودلف للمنزل وكان هادئًا كعادته المعتادة فصعد لغرفته وكانت زهرة جالسة على الفراش تبكى بحزن فتبسم بلطف وجلس بجوارها يجفف دموعها ثم قال: -
- زهرتى بتبكي ليه
- مفيش
قالتها بحزن شديد فوضع سبابته اسفل ذقنها ورفع رأسها ببطيء شديد وقال: -
- أنتِ روحتى للداكتورة النهاردة تاني
أومأت له بوجع وأحنت رأسها بأنكسار ثم قالت: -
- قالتلى زى كل مرة.

أخذ يدها في قبضته بحب شديد ورسم بسمة حب على شفتيه ثم قال بعفوية: -
- وأنا كمان هجولك كيف كل مرة، أنا مكتفي بيك في حياتى، أنتِ بنتى وبنت قلب ومعاوزش عيال غيرك لكن لو شاء ربنا مهعترضش لكن لو لم يشاء مش هزعل لأنك عندى بالدنيا كلها وأحسن من كنوز العالم كله وأحلى من كل الولاد، أنا عاوزاك أنتِ بس.

دمعت عينيها بأستياء وقالت: -
- متواسينيش يا قاسم وتكدب على نفسك أنت نفسك في عيال وعيال كتير أوى يملوا عليك حياتك الفاضية اللى مفهاش غيرى، عاوز عيال يكونوا سندك وعزوتك لأن معندكش أخوات ولا أهل بقيت وحيد في الدنيا...

قطع حديثها بنبرة ناعمة مُطمنة لقلبها وعقلها: -
- أزاى أكون وحيد وأنتِ ويايا ومعايا، سند أيه اللى هتحتاجه وأنت خير سند ربنا عوضنى بيه، متفكريش إنى ناقص ومستنى اللى يكملنى لأنك كملتينى خلاص.

جهشت في البكاء من جمال حديثه والطمأنينة التي بعثها في قلبها وقالت بضعف شديد: -
- أنا أسفة أنى بور. أسفة والله يا قاسم
ضمها له بحنان فتشبثت به بقوة وأخرجت كل طاقتها ودموعها بين ذراعيه حتى غاصت في نومها من التعب فوضع رأسها على الوسادة ومسح دموعها بلطف شديد ورقة ثم وضع قبلة على جبينها بدلالية وقال: -
- والله أنك عندى أغلى من العالم كله يا زهرة.

أستلقى بجوارها وضمها إليه، أستيقظت زهرة صباحًا على صوته فكان يناديها بدلالية وقالت بتذمر: -
- ايه يا قاسم
- جومى أومال الظهر اذان وأنا خلتهم يحضروا الفطار
أمطت جسدها بتكاسل ثم جلست على الفراش وقالت: -
- صباح الخير يا حبيبي
- صباحك ورد يا زهرتى يلا بجى أومال
اخذت حمام دافيء وبدلت ملابسها بفستان وردى قطنى بربع كم وأسدلت شعرها على ظهرها، نزلت بصحبته للأسفل وهو يضع ذراعه على أكتافها ويغازلها قائلاً: -.

- أنا بحب الصبح يطلع عشان جمرى بيطلع في النهار هو في أكدة
تبسمت بخجل عليه وعلى غزله ليُصدم حين تأتيه الأجابة من بعيد بصوت أنوثى واضح قائلة: -
- أفطر أنا على ما قمرك يغرب
نظرا كلاهما ليُصدم حين رأى قُدس جالسة على المقعد أمام السفرة وبجوارها طفلة صغيرة جميلة جدًا وتتناول طعامها فقال بصدمة وتلعثم: -
- قُدس...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة