قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية التحدي للكاتبة إيمان شاهين الفصل الأول

رواية التحدي للكاتبة إيمان شاهين الفصل الأول

رواية التحدي للكاتبة إيمان شاهين الفصل الأول

فى أشهر فنادق القاهره كان يجلس مع الوفد القادم من المانيا لعمل صفقه من أحد صفقاته، كان معه فريق عمله وتم وضع كافه الشروط في العقود ولم يبقى سوى ان يوقع على العقد، كان الكل يصر عليه ان يوقع قبل ان يغير الوفد الالمانى رايه او ان يكون هناك تعقيدات، لكنه لم يهتز ولم يبالى كان ينظر لهم بحاجب مرفوع كأنه يشاهد مسرحيه كوميديه، كان بعقله شئ ولكن لا أحد يستطيع ان يعرفه او ان يتخيله.

اقترب منه عمر الاسيوطى مدير مكتبه وصديق طفولته وهمس بعض الكلمات بأذنه لم يسمعهم أحد غيره فابتسم كانه كان ينتظر هذه الكلمات
أسر باشا يجب ان تمضى العقد الان فقد وقع الطرف اخر.

اخبره محاميه بذلك وقف ادهم من مكانه وقال: العقد ملغى والصفقه ملغيه، ثم وجه كلامه للفريق الالمانى بلغتهم: هل تعتقدون ان اللورد آسر الهواري يستطيع احد ان يلعب عليه، انا اعلم ان الصفقه فاسده وهي لعبه من ادوارد مارتينز يرد بها على خسارته صفقه الاتحاد الاوربى لقد اردت ان اتسلى معكم قليلا واوهمكم انكم نجحتم في خداعى ولكن لم يخلق حتى الان من يخدع اللورد.

ثم نظر لفريق عمله وقال: كلكم مرفوضين من الشغل وخيانتكم ليا هتدفعوا ثمانها غالى
ثم تركهم وخرج هو و عمر، ركب سيارته وامر السواق بالتوجه الى القصر، كان اليوم متعب له فهو بالشركه من 7 صباحا والان الساعه 10 ولم يرتاح
اغمض عينه وارح رأسه للخلف وهو يفكر الى مدى هتستمر حياته هكذا لا يعلم ولكنه تعب من الروتين الموجود بحياته، يريد شئ جديد بحياته يريد تحدى جديد، ولكن ما هو لا يعلم.

وصل أسر لمنزله بل الاصح قصره الضخم الذي يشبه قصور الامراء والملوك، توجه بالاول الى غرفه صغيرته جنا وفتح الباب ووجدها نائمه والغطاء على الارض ابتسم بحنيه واقترب منها وقام بوضع الغطاء عليها وتقبليها من جنيبها ثم خرج وتوجه لغرفته.

بعد ان أخذ شاور جلس على سريره ينظر لصوره تجمعه بعائلته أمه وأبيه وأخيه الصغير خالد ذو الخمس أعوام وكانت جنا رضيعه تبلغ شهرين، كانت اخر صوره لهم كان يبلغ السادسه عشر من عمره وبعد الصوره بيومين توفى والديه بحادث سياره على الطريق الزراعى اثناء رجوعهم من المزرعه وكان خالد معهم ولكنهم لم يعثروا على جثته ابدا ولكن جنا كانت بالمنزل مع المربيه، وعلى الرغم من مرور 16 عاما على الحادث مازال يتألم عندما يرى الصوره وخصوصا انه لا يعلم مكان خالد حتى الان هل مات أم مازال حيا في مكان ما.

وضع الصوره مكانها واغمض عينيه ليهرب بالنوم
فى الصباح استيقظ من نومه وارتدى ملابسه وتوجه الى غرفه الطعام لتناول الافطار مع جنا هو يعلم انه مقصر بحقها وانه أنشغل عنها الفتره الماضيه.
دخل لغرفه الطعام وجدها تجلس تتناول افطارها قبل التوجه الى المدرسه فاقترب منها وقبل جبينها
صباح الخير صغيرتى
أبيه أسر أنا لست صغيره انا أبلغ السادسه عشر وسوف ادخل الجامعه خلال شهور.

ضحك أسر بشده على تعبير وجهها الغاضب كلما قال لها صغيره، هي الشخص الوحيد الذي يجعله يضحك من قلبه ثم قال بحنيه
حتى لو دخلتى الجامعه وتخرجتى واصبح عمرك ثلاثون سوف تكونى صغيرتى دائما
أبتسمت له جنا بحب معك حق ابيه سوف اكون دائما لك انت فقط فانت ابى واخى وصديقى الوحيد والان يجب ان اتوجه الى المدرسه قبل ان أتاخر
ثم قبلته من خده وذهبت واكمل هو أفطاره حتى وجد من يقول خلفه بصوت عالى
خيانه تتجراء وتفطر بدونى.

لعن أسر ونظر لصديقه عمر وقال بغيظ
انا نفسى اعرف انت صديقى وله أبى اليس لك منزل تأكل به يا عملى الاسود
عمر وهو يتصنع الحزن
هل تحرم صديق طفولتك والوحيد الذي يتحمل طباعك السيئه من الطعام
فنظر له أسر بغيظ وقال
انت تأكل هنا وتجلس هنا و ترتدى ملابسى وتعمل معى الا استريح منك قليلا.

فلم يرد عمر عليه لانه كان مشغولا بتناول الطعام فهز أسر رأسه وشبح أبتسامه على فمه فهو يعلم ان صديقه نقطه ضعفه الوحيده هي الطعام يستطيع ان يأكل طوال اليوم
بعد الافطار توجه الاثنين الى مقر الشركه وبمجرد دخول أسر من الباب وقف الجميع له، الرجال بخوف منه والنساء بنظرات مليئه بالاعجاب وكل واحده تتمنى ان ينظر لها ولو نظره.

اثناء اقترابه من مكتبه سمع أصوات عاليه فنظر لعمر بتسأول واقترب من مكتب مساعدته الشخصيه نانسى ووجدها تتجادل مع فتاه، ثم قالت الفتاه بصوت عالى
انا لا أهتم اذا كنت هنا بموعد أم لا اريد ان أرى صاحب الشركه الان ولن اخرج من هنا حتى أراه هل فهمتى
ما الذي يحدث هنا؟
نانسى بخوف أسر باشا الانسه هنا منذ ساعه وهي لا تريد الرحيل حتى تقابل سيادتك
نظرت الفتاه له بغضب وكره ثم اقتربت من وهي ترفع اصبعها في وجهه.

انت اذا أسر الهوارى صاحب الشركه من تعتقد نفسك انت، انت لست بشر، هل تعتقد لانك تملك الملايين تتحكم بمصائر الناس
كان الكل ينظر لها بصدمه حتى أسر فلا يوجد أحد تجراء وتحدث معه هكذا ابدا وتأتى هذه الصغيره وتفعل ذلك أمام الشركه كلها
خرج خالد من صدمته وبان الغضب على ملامحه وقال وهو يجر على اسنانه من الغضب
من انتى وكيف تتجراى وتتحدثى مع هكذا.

ولماذا لا اتحدث معك هكذا وانت انسان ظالم لا يعرف الرحمه، انا لينا البحيرى أبنه عماد البحيرى الذي دمرت شركته لمجرد انه رفض الخضوع لك ورفض ان يبيع شركته الذي بناها بعرقه لك
نزلت دمعه منها فمسحتها بسرعه حتى لا تصبح ضعيفه امامه
بسببك انت أبى يرقد بالمستشفى الان بين الحياه والموت بعد اصابته بذبحه صدريه بعد ان اخدت شركته منه، أقسم لأجعلك تدفع الثمن غالى وسوف ترى.

ثم تركته في ذهول ورحلت، نظر أسر للمواظفين المجتمعين وبسرعه اختفى الجميع من امامه، دخل مكتبه ومعه عمر ثم خبط على المكتب بقوه
انا أسر الهوارى تتحدث معى هذه هكذا، أقسم لاجعلها تدفع الثمن، سأجعلها تترجى منى السماح ولن تحصل عليه
أسر بهدوء ولا تتعصب ولا تنسى انها فتاه وانت لا تأذى النساء
معها هي سوف أفعلها اريد كل المعلومات عنها الان يا عمر، من يوم ميلادها حتى الان، لا اريد ان أراك الا وانت معك كل شئ عنها.

هز عمر راسه وخرج وهو يتمتم ببعض الكلمات، جلس أسر على كرسيه وهو يبتسم بخبث
سنرى من سيكسر الثانى، ستكونى انتى لعبتى وتحدى جديد اضيع به بعض الوقت، لا أحد يتجراء ويرفع صوته على أسر الهوارى وينجوا بفعلته، حتى لو كانت جنيه صغيره مثلك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة