قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل السادس عشر

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن مكتملة

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل السادس عشر

بعد مرور ساعتين
كان كل من عدي وشهيره وسُفيان ف الظرقه التي تؤدي الس غرفه العمليات
فقد احضروا ندي الي المستشفي واخبرته الطبيبه المتابعه حالتها انها حاله ولاده مبكرة ولابد ان تدخل العمليات فورا
وعندما سمعت ندي تلك الكلمات حتي ازادات بكاء عل بكاءها فهي خائفه بان يصاب طفلها بسوء
حاولت الاعتراض ولكن الامر ليس بيدهم ف دخلت العمليات وها قد مر ساعتين ومازالت ندي بالداخل ولم يخرج احد ليطمئنهم عل حالتها.

كان الجميع متوتر بشده ف ولادتها المبكره بالتاكيد لها اضرارها فظلوا يدعوا جميعا ان يمر الامر عل خير وان تخرج ندي والطفل سالمين معافين.

واخيرا خرجت الطبيبه من غرفه العمليات ليتجهوا اليها جميعهم وكان اولهم عدي الذي قال لها بخوف وقلق شديد: ايه ايه يادكتوره ندي اخبارها ايه
الدكتوره: المدام كويسه.. بس للاسف البيبي هو اللي فيه مشكله
عدي بقلق شديد: مشكله ايه يادكتوره
الدكتوره: هيحتاج يقعد ف الحضانه فتره كبيره عشام يكتمل نمووه لان للاسف الرئه لسه مكتملتش.

حزن عدي وصمت ولم يتحدث اما شهيره ف هي بدأت دموعها تنهمر عل وجهها حزنا
وحزن سُفيان عل حال صديقه وعندما لاحظ صمته قال للطبيبه: وندي هتخرج من اوضه العمليات امتي يادكتوره
الدكتوره: هتخرج دلوقتي
وساعه كمان وتفوق من البنج
سُفيان: ماشي يادكتوره شكرا
الدكتوره: العفو وحمدالله عل سلامتها
سُفيان: الله يسلمك.

تركتهم الطبيبه وذهبت اما عدي ف اقترب منهم وقال: اهدوا يااجماعه وان شاءالله خير... وبعدين لازم تكونوا اقوي من كده عشان خاطر ندي
عدي بحزن: انا مش زعلان غير عليها
ربت سُفيان عل كتفه وقال: خير ان شاءالله ياعدي.

خرجت ندي من غرفه العمليات وتم وضعها ف غرفه عاديه وكانت لازالت تحت تاثير البنج
وبعد مرور بعض الوقت
بدأت ندي ف الافاقه من البنج
تاوهات ولما سمع عدي وشهيره صوتها اتجهوا اليها يراقبوها ويسيطر عليهم القلق خوفا مما سيحدث بعد قليل.

فتحت ندي عينها نصف فتحه وقالت بخفوت: ف ايه.. ايه اللي حصل
ثم صمتت لفتره وسرعان ما تذكرت ما حدث منذ قليل فتلقائيا وضعت يدها عل بطنها وعندما وجدتها انها لم تصبح منتفخه مثل عادتها امتلئت عينها بالدموع وقالت وهي تنظر لعدي: اا بني فين ياعدي ابني مات مش كده.

عدي وهو يملس عل وجهها: اهدي ياندي هو مماتش والله..هو بس عشان انتي ولدتي بدري فهو هيقعد ف الحضانه
هزت ندي راسها نافيه ووقالت بدموع: لا
عدي: معلش ياندي نستحمل وفتره وهتعدي والله وابنك هيكون بين ايدك صدقيني.

بدأت ندي ف الانهيار فحاولت القيام من عل السرير ولسرعه حركتها تالمت بسبب الجرح
فتدخلت شهيرة وهي تحاول تهدئتها: ياحبيبتي اهدي انتي لسه طالعه من العمليات
لم تهتم ندي بكلامه وقالت بصراخ: لا ياعدي انا عايزه ابني ياعدي والنبي
عدي مهدائا اياه: ندي اهدي عشان خاطري انتي لسه طالعه من العميله والانفعال ده خطر عليكي ارجوكي اهدي
ندي ببكاء: انا عايزه ابني ياعدي والنبي هاته انا عايزاه عشان خاطري.

حاول عدي ان يهدائها ولم ينجح
فخرج واخبر سفيان المنتظر بالخارج: سُفيان شوفلي الدكتوره ارجوك مش عارفه اهديها خليها تيجي تشوفها
سُفيان بسرعه: حاضر.

ذهب سُفيان واحضر الطبيبه والتي بمجرد ما ان رأت حالتها تلك قامت باعطاءها حقنه مهدء فذهبت ندي ف نوم عميق بعدما اخذتها
نبهت عليهم الطبيبه ان يقوموا بتهدائتها حتي لا يزداد الوضع سوءا وتصل الي مرحله صعبه بسبب انهيارها
خرجت الطبيبه فنظر عدي الي ندي بحزن شديد وداخله يدعو ربه ان يمرر تلك الفتره عل خير.

خرج عدي لسُفيان وهو يتنهد بحزن
توجه اليه سُفيان وقال له: ايه الاخبار
عدي بحزن: الدكتوره عطتلها حقنه مهدء وقالت لازم تهدي والا هندخل ف مشاكل تانيه.

سُفيان: طيب ما تشوف الدكتور وقولها ان ندي تشوف الولد حتي لو من بره يمكن تهدا ساعتها
عدي بتفكير: ممكن.. خلاص هبقي اقولها لما تيجي تشوف ندي تاني
سُفيان: ماشي.. طيب انا هروح البيت اغير هدومي واشوف جويريه عايز حاجه اجبهالك وانا جاي.

عدي: معلش ممكن تاخد امي ف سكتك عشان تروح تجيب لبس لندي عشان مكناش عاملين حسابنا بس
سُفيان: اكيد ياابني.. ناديها طيب عشان اوصلها
عدي: ماشي.

اخذ سُفيان شهيرة وقام بتوصليها للمنزل ثم اتجه بعدها الي منزله
فتح الباب ودخل فوجد جويريه تخرج من الغرفه وتتجه اليه وتقول بخوف: سُفيان انت اخرت ليه مش قولتلي هتقعد مع عدي شويه وهتيجي علطول.

جلس سفيان عل الاريكه وتنهد بتعب: كنت مع عدي ف المستشفي
جويريه بقلق: مستشفي ليه ماله
سُفيان: مش هو ده ندي بتولد
جويريه بقلق اكبر: بتولد!! مش المفروض لسه باقيلها شهيرين
سُفيان باسف: ولاده مبكره.. وللاسف الولد لسه مكتملش ف دخل الحضانه وهيقعد فتره كبيره.

جويريه بدموع: ياحبيبي.. طيب وندي ايه اخبارها
سُفيان: لسه مش مستوعبه الخبر ومصدومه
جويريه: ربنا يرجعهولها بالسلامه يارب
سُفيان: يارب
جويريه: طيب انت هتنام ولا هتعمل ايه
سُفيان:لا هخش اخد شاور سريع كده واروح لعدي تاني عشان لو احتاج حاجه
جويريه بحب: طيب ادخل وانا هجهزلك حاجه سريعه كده تاكلها.

نهض سُفيان من مكانها واتجه اليها وقال بخبث: لا ده احنا اتطورنا خالص اهو وبقينا نعرف نعمل اكل كمان
جويريه بغرور برئ: طبعا... انا اصلا شاطره وبعرف اعمل كل حاجه
سُفيان وهو يقرصها من خدها برفق: ماشي ياشاطره روحي بقا اعميلي حاجه اكلها عبال مااخلص
جويريه بطاعه: حاضر.

اتجه سُفيان الي غرفته واتجهت جويريه الي المطبخ لتجهز وجبه سريعه لسُفيان.

ابدل سُفيان ملابسه ثم خرج للخارج
فوجد جويريه قد اعدت لها طعام بسيط ووضعتهم عل الطاوله بشكل منظم
وعندما راته قالت بطفوله: شكلهم حلو مش كده
ابتسم سُفيان عليها وقال: اه جميله تسلم ايدك
جلس عل الكرسي ثم قال: يلا انتي كمان عشان تاكلي
جويريه باعتراض: انا مش..
قاطعها سُفيان قائلا: جويريه بلاش مناهده ويلا
جويريه باستسلام: حاضر.

وبعد فتره من الصمت قاطعت جويريه هذا الصمت وقالت: هو انا ينفع اروح معاك لندي دلوقتي
سُفيان: بصي انتي اكيد هتروحيلها بس بلاش انهارده عشان الموضوع ف اوله وهي اكيد مش هتكون ف حالتها الطبيعيه فخليكي لما تهدي شويه عشان عل الاقل تعرف تتكلمي معاها
جويريه: خلاص ماشي
نهض سُفيان وقال: طيب انا ماشي بقا عايزه حاجه.

جويريه بتردد وخوف: شكراا.. هو انت مش هتبيت بره مش كده
سُفيان بابتسامه خفيفه: لا متخافيش جاي وهحاول متاخرش
جويريه: ماشي وانا هستناك
اومأ سُفيان راسه ثم قال: ماشي.. يلا سلام
جويريه: مع السلامه.

خرج سُفيان من المنزل
انا جويريه عندما تذكرت ندي دعت وقالت: ربنا يريح قلبك وبالك ياندي يارب
انهت كلامها ثم قامت بجمع الاطباق ووضعها ف المطبخ...

بعد مرور ساعتين
فاقت ندي مره اخري وعندما فتحت عيناه لم تفعل شئ سوي البكاء بصمت
حاول عدي ان يطمئنها ولكن لا تسمع له
فقرر ان يذهب للطبيبه ويطلب منها ان تسمح لندي ان تري ابنها حتي لو من الخارج
وبعد اصرار عدي وافقت الطبيبه بشرط ان تراه من خلف الزجاج ولا تقف الا عشره دقائق
فوافق عدي وشكرها وذهب الي ندي وبمجرد ان اخبرها مسحت دموعها سريعا وتحمست لرؤية ابنها.

نهضت من عل السرير وبدأت تسير ببطء شديد وكل هذا بمساعده عدي
كانت تتالم من الجرح ولكن لم ترغب ف اخبار عدي حتي لا يمنعها من رؤيه ابنها.

كان عدي يجبرها عل ان تتوقف عن المشي كل فتره وتجلس حتي ترتاح..وكانت ندي تعارض بشده ولكن تحت اصراره توافق عل مضض.

وصلوا اخيرا بعد فتره الي مكان الحضانه
وقفت ندي خلف الزجاج وظلت تنظر الي الاطفال بدموع ف جميعهم اجسامهم صغيره جدا
وقفت بجانبها الممرضه واشارت الي ابنها
فنظر اليه عدي وندي وسرعان ما ترقرقت الدموع ف عين الاثنين.

فقالت ندي ببكاء: هو صغير اوي كده ليه
عدي وهو يحاول منع نفسه من البكاء: ندي عشان خاطري بلاش عياط.. وهو صغير عشان هو مولود بدري عن معاده بس متقلقيش ان شاءالله فتره وهتلاقيه كبر وحالته اتحسنت.

نظرت له ندي وقالت بنبره جعلت الدموع تسقط من عينيه: بس بس هو باين عليه مش هيعيش.. ده ده ضعيف اوي.

مسح عدي دموعه باحدي يديه وقال لها: تفائلوا بالخير تجدوه ياندي.. وربنا قادر عل كل شئ واحنا مفيش حاجه ف ايدينا غير اننا ندعي ماشي ياحبيبتي
اومأت ندي راسها بدموع وسندت راسها عل كتف عدي وظلت تنظر الي ابنها بحب ودموع.

ليقول عدي بعد فتره قصيره: يلا بقا كفايه كده
نظرت اليه ندي وقالت: ليه خلينا شويه كمان عشان خاطري
عدي بلين: ندي الدكتوره قالت هما عشر دقايق بس اسمعي الكلام بقا عشان ابقا اجيبك تاني
نذي باستسلام: ماشي
ثم نظرت لابنها وقالت: سلام ياحبيب ماما.. هجيلك تاني.

قبل عدي جبهتها برفق ثم قام باسنادها لاعادتها لغرفتها.

وصل للغرفة ثم ساعدها لكي تتسطح عل السرير
وعندما تسطحت سقطت الدموع من عينيها مره اخري بصمت
فقال عدي اها بلوم وحنان: وبعدين بقا ياتوته انتي مش شوفتيه خلاص بتعيطي ليه تاني
ندي بصوت باكي: عايزه اخذه في حضني
عدي وهو يمسح دموعها برفق: هتحضنيه وهتعملي كل اللي نفسك فيه... انتي افضلي ادعي دايما بس لان العياط مش هيفيد بحاجه وعايزك تعرفي ان لو اي حاجه حصلت هي خير ونحتسب ونصبر وربنا هيكفأنا عل صبرنا ده اكيد بحاجة اكبر.

ندي بدموع: انت ليه بتتكلم كده وكانه هيموت فعلا
جلس عدي جانبه ثم جذبها الي احضانه وقال بحنان: ياحبيبتي مش قصدي والله.. كفايه عياط عشان خاطري وادعي دايما وان شاء الله ربنا مش هيرد دعائنا ان شاءالله
ندي: يااارب...

في المساء
كان عدي يقف مع سُفيان ف كافتيرا المستشفي
سُفيان: ندي اخبرها ايه
عدي بحزن: والله ساعه كده وساعه كده ساعه تكون هاديه وساعه تفتح ف العياط
سُفيان: معلش الموضوع مش سهل عليها بردو
عدي: اكيد
واكمل بعدها وهو يقول بحب اخوي: بجد يا سُفيان بشكرك عل وقفتك جمبي انهاردا دي فعلا انا مش عارف كنت هعمل ايه لو مكنتش معايا.

سُفيان بحب وهو يربت عل كتفه: انا معملتش حاجه ياعدي
عدي: ازاي بقا ده كفاية اجراءت المستشفي اللي خلصتها والمشواير الكتير اللي رحتها انهاردا مش عارف اقولك ايه والله.

سُفيان: متقولش حاجه انت اخويا ومفيش بينا شكر.. وربنا يشفيلك ابنك ويرجعهولك سليم معافي ويكبر وتشوفه عريس قد الدنيا
عدي بحزن: يااارب
سُفيان: خير ان شاءالله
عدي: ان شاءالله
سُفيان: طيب اروح انا هروح اروح وهجيلك بكره الصبح ان شاءالله
عدي: ماشي ياحبيبي
سُفيان: عايز حاجه
عدي: تسلم.

رحل سُفيان من المستشفي وركب سيارته متجها الي المنزل
وصل بعد فتره وفتح باب المنزل
نظر ف الصاله فلم يجد جويريه فخمن ان تكون ف الغرفه
اتجه للغرفه وقبل ان يفتح الباب سمع جويريه تقرأ القرآن ولانها عل غير علم بالتجويد كانت تقرأ وبعض الكلمات تخرج خطأ.

دخل عدي وهو يعدل كلمه تقرأها بالتجويد
لتبتسم جويريه وتقول: سُفيان انت جيت
اومأ سُفيان راسه بابتسامه
لتقول جويريه بعدها: عارف احلي حاجه ف اني اتعلمت القرابه والكتابه اني بقيت بعرف اقرأ قرآن هو انا حاسه اني بقرأ غلط بس كفايه اني بحاول.

سُفيان بتردد: انا ممكن اساعدك تقرأي بالتجويد
جويريه باعجاب: انت بتعرف تقرأ كويس
سُفيان بابتسامه: انا من خمس سنين كنت حافظ القرآن الكريم كله بالتجويد
جويريه بدهشه: بجد
سُفيان: اه والله.

جويريه بحماسه: طيب ممكن تعلمني عشان خاطري
سُفيان: حاضر
ذهب سُفيان اليها وجلس بجانبها ومسك المصحف وبمجرد ما ان امسكه حتي ارتجف من الداخل ف هو منذ فتره طويل وهو لم يمسك مصحف بين يديه...

بدء ف قراءه السور الصغيره وجويريه تردد خلفه
وقد كان سُفيان متحكم ف التجويد جدا وكان صوته عذب للغايه وقد اعجبت به جويريه بشده
فقالت لها عندما انتهي من القراءه: انت صوتك حلو اووي يا سُفيان وكمان بتقرأ حلو اووي انا نفسي ابقي زيك كده
سُفيان بابتسامه: ان شاءالله هتبقي زي واحسن مني كمان
لتقول جويريه بتردد: سُفيان ممكن اسالك سؤال
سُفيان: اسالي سؤال.

جويريه: انت ليه بالرغم انك حافظ القرآن كله بس مش بشوفك بتصلي خالص
ارتبك سُفيان من سؤالها ورد عليها بعد فتره قائلا: ربنا يهدينا ياجويريه
واكمل بعدها: يلا اقفلي النور بقا عشان عايز انام
جويريه باستغراب: مش هتغير وتاكل الاول طيب
سُفيان بنعاس: مش قادر هموت وانام.

جويريه: ماشي نام وانا هقوم اقفل النور
سُفيان بنوم وتعب: ماشي
كان عل وشك النوم ولكن التفت عل جويريه تقول: ااه صحيح ندي عامله ايه
سُفيان: والله ساعه تعيط وساعه لا.
جويريه بحزن: ياحبيبتي صعبانه عليا اووي.

لم يعلق سُفيان عل كلامتها لانه ذهب ف نوم عميق
ابتسمت جويريه بخفوت عليه ثم قامت باغلاق النور وتسطحت بجانبه واحتضنته واضعه راسها عل صدره
وعندما شعر بها سُفيان
ابتسم ثم قبل شعرها وشدد على احضانه وذهب ف نوم عميق...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة