قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل الثاني والعشرون

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن مكتملة

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل الثاني والعشرون

فاقت جويريه من صدمتها اخيرا
فقالت بعدها ببكاء وخوف شديد: لا لا سُفيان لا
انهت كلامتها ثم ركضت خارجه من الشرفه وتوجهت لاسفل.

لم تكمل بضع ثواني وقد كانت وصلت الي سُفيان
دفعت الناس المتجمعه حوله لتستيطع الوصول اليه
وصلت اليه اخيرا وجلست امامه وضمت وجهه الذي كان ممتلئ بالدماء بين يديها وقالت بعدها بهستريه وبكاء شديد: سُفيان قوم عشان خاطري.. انا اسفه والله اسفه.. قوم بقا يا سُفيان قوم وانا هرجع معاك والله.

تحدث احد من المتابعين لذلك المشهد قائلا: لا اله الا الله.. ما حد يلحق الراجل ياجدعان دمه هيتصفا كده اتصلوا بالاسعاف
فرد عليه شخص اخري وقال: انا اتصلت وزمانهم جاين
بمجرد ما انتهي الرجل من حديثه حتي سمعوا صوت الاسعاف
فقال احدهم: الحمدلله الاسعاف جات.

كانت جويريه تجلس امام سُفيان وتتحدث معه ولم تنتبه لحديثهم اطلاقا
ولكن انتبهت عندما اقترب منها المسعفين ليحملوا سُفيان الي سياره الاسعاف
نظرت لهم وجهها ملئ بالدموع وقالت: انتو هتاخدوه فين
رد عليها واحد منهم قائلا: ابعدي ياانسه لازم ناخده المستشفي
جويريه ببكاء: هاجي معاكم
الرجل بنفاذ صبر: ماشي ياانسه بس ارجوكي سبينا نشوف شغلنا.

نهضت جويريه وعندما وقفت سيطر عليها الدوار المفاجئ وكادت ان تسقط ولكن امساكها شاب كان واقف خلفها فقال لها بقلق: انت كويسه ياانسه.
ابتعدت جويريه عنه ف الحال وقالت وهي تضع يدها عل راسها وتشير بيدها الاخري: انا انا كويسه
انهت كلامها ثم ركضت لتلحق بسفيان.

صعدت لسياره الاسعاف وركبت امام سُفيان ومسكت يده وظلت تبكي بشده وقلبها عل وشك ان يتوقف من الخوف عليه.

اما الشاب الذي قام باسنادها قال بعد ذهابها بداخله: انا ازاي مشفوتش القمر دي قبل كده.. ده انا عارف المنطقه دي وسكانها كلهم... ابتسم بخفوت وقال: بس حلوه.. جاء ف باله فكره فقال باعجاب لتلك الفكره: وليه لا
انهي كلامه ثم اتجه الي سيارته وعقد العزم عل اللحاق بسياره الاسعاف.

وبعد مرور ربع ساعه
كانت سياره الاسعاف قد وصلت الي المستشفي
وقاموا بعدها مباشره باادخال سُفيان الي غرفه العمليات.
كانت جويريه تجلس عل مقعد الانتظار وتنسد يديها عل قدمها وتضم وجهها بين يديها وتبكي بشده.

اتجه اليها هذا الشاب بخطوات متردده
وقف امامه وقال: احم احم
ابعدت جويريه يدها من عل وجهها ونظرت له وجهها احمر وملئ بالدموع
ليقوول الشاب بتوتر: اا انا محمد جاركم.. كنت عايز اسالك لو تعرفي حد من قراييك يجي عشان متبقيش لوحدك.

خطر عل بال جويريه ليل ومن غيره تعرفه
فقالت له بخفوت ونبره باكيه: اه اخويا
محمد: طيب عارفه رقمه
اومات جويريه براسها
فاخرج محمد هاتفه من جيبه وقال لها: طيب قوليلي الرقم.

اخبرته جويريه الرقم ف اتصل به احمد وانتظر الرد
فقال لها قبل ان يرد ليل: هو اخوكي اسمه ايه
جويريه: ليل
محمد بتوتر: وانتي
جويريه بتوهان: جويريه.

قال هو بداخله: حتي اسمها جميل
انتبه عل صوت ليل يقول: الو
محمد وهو يبتعد عن جويريه: الو.. ليل معايا
ليل باستغراب: اه انا.. مين
محمد: احم.. انا محمد جاركم المهم جويريه اختك ف المستشفي.

قال ليل بفزع: ايه..ليه ايه اللي حصلها
محمد مهدائا اياه: اهدي ياكابتن.. هي كويسه بس واحد تاني عمل حادثه معرفش يقربلها بس اللي عرفته انه اسمه سُفيان
ليل بسرعه: قولي انتو ف مستشفي ايه بسرعه
اخبره محمد باسم المستشفى فقال ليل بعدها: انا خمس دقايق واكون عندك.

اغلق محممد مع ليل ثم اتجه مره اخري الي جويريه وقال ليطمئنها: انا اتصلت عل اخوكي وهو جاي دلوقتي
لم ترد عليه جويريه وانما استمرت ف بكاءها الذي لم ينقطع ثانيه.

مرت عشر دقائق
وحضر ليل الي المستشفي.. سئل ف الاستقبال عن سُفيان فاخبروه بالطابق الموجود به
ركض ليل حتي وصل للطابق
ولما رائ جويريه اتجه اليها بسرعه وقال بقلق: جويريه حبيبتي
عندما سمعت جويريه صوته نهضت وقالت ببكاء: ليل
انهت كلامها ثم القت نفسها بين احضانه..

فوضع ليل يده عل ظهرها وقال: بس ياحبيبتي اهدي اهدي
جويريه بصوت باكي: سُفيان ياليل
ليل وهو يربت عل ظهرها: هيكون كويس ان شاءالله اهدي انتي بس
اخرجها من احضانه ثم قال وهو يضم وجهها بين يده: اهدي ياحبيبتي.. ممكن بس تقوليلي اي اللي حصل..

جويريه بشهقات وبكاء: هو هو جه عشان ياخدني وانا مرضتش اروح معاه.. سبني ومشي طل طلعت بعدها البلكونه وبصيت عليه وبعدين هو كمان رفع راسه عشان يبصلي جات عربيه وخبطته.. انا السبب انا السبب
جذبها ليل لاحضانه مره اخري وقال: جويريه اهدي عشان خاطري وان شاءالله هيكون بخير ادعي انتي بس ياحبيبتي.

قال ذلك وبدء يتذكر ليل ما حدث مع سُفيان منذ ساعات
فلاش باك.

كان ليل يجلس امام مكتبه ويتابع عمله بتركيز شديد
ليقطع تركيزه صوت فتح باب المكتب بعنف
لينظر الي الفاعل ف وجده سُفيان
ليقول ليل ببرود: ايه ده انت داخل زريبه.

سُفيان بغضب شديد: انت عايز مني ايه
ليل وهو يسند ظهره عل الكرسي براحه: وانا هعوز منك ايه
سُفيان: انت ايه اللي دخلك حياتنا اصلا.. لولاك انت كان زمان جويريه معايا دلوقتي.

ليل: انا مدخلتش هي اللي كانت عايزه تمشي
سُفيان بحده: وانا عايزها
ليل ببرود: وانا مش موافق.. مستحيل اختي يتصرف عليها بفلوس اللي انا وانت عارفين هيا يتيجي ازاي.. وخلي بالك انا عرفت كل حاجه ولولا اختي بس كان زمانك ف السجن دلوقتي
سُفيان بسخريه: طيب ما تدخلني.. ده انت حتي هتعمل فيا جمِيله
ليل: للأسف خايف عل اختي اصل انا قولتلها كده وهي انهارت الحقيقه وانا مقدرش ادمر اختي بايديا.

سُفيان بنبره الم: لا فيها الخير بصراحه كويس انها لسه فاكرني اصلا
تنهد ليل وبدء يتعاطف معه: سُفيان انت عايز جويريه ترجعلك مش كده
اومأ سُفيان راسه ونظر له بترقب
ليقول ليل: ابعد عن الطريق بتاعك ده وامشي صح واوعدك لو عملت كده انا بنفسي هديهالك.

سُفيان بحده وصوت عالي: محدش ليه دعوه بشغلي دي حاجه تخصني انا.. انا وبس
ليل بحده: ودي اختي ومستحيل اعرض حياتها للخطر وارجعهالك وانت عارف كويس ان الناس اللي بتشتغل معاهم ممكن ياؤذها.

سُفيان: انا هحميها
ليل: هيجي عليك وقت ومش هتقدر
واكمل بعدها بهدوء: طالما انت بتحبها يبقي تعمل كل حاجه عشان تحميها وتخليها سعيده
وبعدين ارجع لشغلك القديم ان سمعت انك كنت شاطر فيه واسمك كان معروف لناس كتير ليه مترجعش زي زمان
سُفيان بحسره: مفيش حاجه هترجع زي زمان سُفيان بتاع زمان ده مات لما اخته وامه ماتوا قدامه.. مات ومش هيرجع.

ليل بترقب: هما قتلوهم ليه
سُفيان وقد عادت اليه قوته: متشغلش بالك بالموضوع ده...
ليل بهدوء: تمام يا سُفيان عل العموم انا قولت اللي عندي.. واختي مش هترجعلك غير لما انت تفوق..
واكمل بعدها بنبره خبث: ويا تفوق يا تطلقها بقا وهي تشوف واحد يستاهلها.

سُفيان وقد احمر وجهه من الغضب والغيره: جويريه ليا.. ليا انا بس انت فاهم.. وهتفضل مراتي لحد ما اموت
وتابع بصوت عالي وهو يخرج من المكتب: وانا هعرف ارجعها بطريقتي.
ابستم ليل بخفه بعد خروجه وقال لنفسه: اما نشوف هتفضل تكابر لحد امتي يا سُفيان.

باااك
انتبه ليل وجويريه عل خروج الطبيب من غرفه العمليات
ف اتجهت اليه جويريه بسرعه وخلفها ليل
لتقول جويريه ببكاء: سُفيان سُفيان ماله
الدكتور بعميله: حضرتك تقربيله ايه
رد ليل نيابه عنها وقال: مراته يادكتور وانا اخوها
فقال الدكتور: ماشي.. عل العموم اهدي يامدام هو الحمدلله مفيش اي حاجه خطيره الحمدلله.. هو بس عنده ضلع مكسور ودراعها الشمال اتكسر وشويه كدمات بس.

جويريه ببكاء: كل ده ومفيش حاجه
احتضنها ليل وتابع الدكتور بابتسامه خفيفه: اااه الحمدلله ان مفيش نزيف داخلي او حصله ارتجاج ف المخ ولا اي حاجه تانيه
فقال ليل: الحمدلله.. هنقدر نشوفه امتي
الدكتور: هو شويه وهيخرج من غرفه العمليات وهينقل لغرفه عاديه.. اهم حاجه بس ما يتحركش كتير عشان ضلعه ويستريح اطول وقت ممكن
ليل: ماشي يادكتور شكرا
الدكتور: العفو ده شغلي.

ذهب الطبيب من امامهم فقال ليل لجويريه التي مازالت تبكي: ياابنتي كفايه عياط بقا.. هو كويس ووالله.. وكلها كام يوم ويتنطط زي القرد
ضربته جويريه ف صدره بخفه وقالت وهي مازالت باحضانه: متقولش عليه قرد.

ضحك ليل وقال بخبث: لا والله..
ابتسمت جويريه بخفه وبدأت ان تهدأ
انتبه الاثنان عل صوت حمحمه تاتي من خلفهم
فاستدار ليل وجويريه
ونظروا الي صاحب الصوت ولم يكن سوي محمد وقد كان يحمل ف يده علب من العصائر
فنظر له باستفهام فقال محمد: انا محمد اللي رنيت عليك.

ابتسم ليل بامتنان وقال: ااه اهلا وسهلا..انا بشكرك جدا واااه عل وقفتك دي
محمد بابتسامه: مفيش داعي للشكر
واكمل بعدها وهو يمد يده بالعلب: ده عصير عشان الانسه قولت انزل اجيبلها حاجه تهديها
ليل بابتسامه: شكرا.

محمد باهتمام: محدش طلع من العمليات لسه
ليل: لا طلعوا والدكتور لسه ماشي دلوقتي والحمدلله جات سليمه عنده بس ضلع مكسور ودراعه كمان
محمد: طيب الحمدلله انها جات لحد كده خصوصا ان الحادثه مكنتش هينه ابدا
ليل: الحمدلله.

نظر محمد لجويريه ولاحظ ليل نظراته
ولكنه صدم عندما سمع محمد يقول بسرعه: انا عايز اتقدم لجويريه اختك
واكمل عندما لاحظ صدمه الاثنان: انا عارف ان ده لا وقت ولا المكان المناسب بس بجد هي اول حد اتعلق واحبه من اول نظره كده.

حاول ليل ان يتكلم بهدوء وقال: وانت متعرفش ان جويريه متجوزه
محمد بصدمه: ايه
ليل: جوزها يبقي سُفيان اللي هو عمل الحادثة
محمد وهو مازال عل صدمته: انت بتتكلم جد
ليل: وهي المواضيع دي فيها هزار.

محمد بحزن: تمام.. واسف مكنتش اعرف
ليل بهدوء: ولا يهمك... ربنا يرزقك ببنت الحلال
محمد: شكرا وتابع يلا السلام عليكم
ليل: وعليكم السلام وشكرا مره تانيه
اوما محمد براسه بصمت ونظر لجويريه نظره اخيره ثم رحل.

فنظر ليل الي جويريه وقال: انتي احسن حل ليكي قاعده البيت.
ضحكت جويريه بخفه وقالت: اشمعني
ليل: اليوم اللي نزلتي فيه جالك عريس اهو ومش كده وبس لا اعجب بيكي بلبسك المبهدل وعيونك الوارمه من العياط
ضحكت جويريه مره اخري وقالت بعدها ببراءه: بس صعب عليا حسيته زعل
ليل بغيظ: لا ميصعبش عليكي غالي.. اه لو سُفيان كان واقف دلوقتي وسمع الكلام
جويريه بتساؤل: كان عمل ايه
ليل بسخرية: كان عطاله علقه موت بس.

كادت جويريه ان تتحدث ولكن انتبهوا عل خروج سُفيان من غرفة العمليات
وعندما رات جويريه حالته عادت للبكاء مره اخري
وذهبت اليه وسارت خلف الممرضين وخلفها ليل.

وصل الممرضين الي غرفه سُفيان ووضعه فيها وقام بعمل اللازم ثم خرجوا من الغرفه وخرج بعدها ليل عندما لاحظ ان سُفيان عل وشك الاستقياظ فقرر ان يخرج ويتركهم بمفردهم.

بدء سُفيان ف الافاقه وظل يتأوه بالم
جلست جويريه بجانبه ومسكت يده السليمه ومازالت دموعها تنزل بصمت
فتح سُفيان عينه وعندما راها ابتسم بالم وقال: واضح انك مش هتتخلصي مني
جويريه ببكاء: متقولش كده
سُفيان وهو يتحدث بصعوبه الي حد ما: بطلي عياط طيب
جويريه بحزن عليه: انت كويس ف حاجه وجعاك..

سُفيان وهو يغلق عينيه مره اخري: انا كويس
جويريه وهي تقبل يده: انا كنت هموت من الخوف عليك
سُفيان وهو يفتح عينه قائلا بسخريه: اللي يشوف كده يقول بتحبيني
جويريه بعتاب وبكاء: انت عارف كويس اوي اني بحبك وبموت فيك كمان
سُفيان: اه اه انتي هتقوليلي
جويريه بحزن: سُفيان عشان خاطري بلاش المعامله دي.. انا بعمل كده عشان عايزه نعيش ف امان وربنا يباركلنا ف حياتنا وعشان كمان لما نخلف ولادنا يكونوا فخورين بيك يا سُفيان.

ادار سُفيان وجهه الي الناحيه الاخري وقال: كفايه كلام عشان تعبان و عايز انام
تنهدت جويريه بياس من عناده وقالت له: ماشي يا سُفيان نام ياحبيبي.

كان سُفيان عل وشك النوم ولكن انتبه عل صوت ليل وهو يدخل الغرفه ويقول ببرود: حمدلله عل السلامه يابشمنهدس سُفيان نظر له سُفيان وقال له ببرود مبادل: ماشي
شتمه ليل ف سره عل رده
ثم نظر لجويريه وقال: انا مروح ياحبيبتي تحبي تيجي معايا او عايزه اي حاجه اجبهالك
جويريه: لا انا هقعد مع سُفيان ممكن بس تجيب اي طقم ليا عشان اغير اللبس ده
ليل: ماش...

قاطعه سُفيان قائلا بسخريه: مش معقوله هتسيبها مع قاتل كده وتمشي.. خدها معاك وتابع وهو ينظر لجويريه قائلا بجمود: لو قعدتك معايا شفقه عليا ف انا بقولك اهو امشي. انا هقدر اساعد نفسي.. مش اول مره اتعرض لحاجه زي كده.

نظرت جويريه ل ليل وقالت له بهدوء: بس ياليل مش عايزه حاجه تاني
غضب سُفيان من تجاهلها لكلامه فقال بغضب وحده: ايه مسعتنيش كلامي ولا انا هوا بيتكلم.

ليل بغضب طفيف: انت بتزعق كده ليه.. متزعقش لاختي كده
سُفيان بانفعال: خلاص خدها انا مش عايز حد معايا
كاد ليل ان يرد ولكن منعته جويريه وهي تقف امامه وتقول: خلاص ياليل عشان خاطري.. روح انت وانا هعرف اتصرف
نظر ليل لسُفيان شرزا وقال: ماشي ياجوري عشان خاطرك انتي بس.

انهي كلامه ثم خرج من الغرفه اما سُفيان فقال بانفعال: قولتلك امشي انا مش عايز حد معايا
جلست جويريه امامه وقالت: حبيبي ممكن تبطل انفعال وعصبيه شويه عشان ضلعك المكسور ده.. وانا مينفعش اسيبك وامشي
سُفيان بسخريه: ليه ما انتي سبتني شهور من غير ماتسالي حتي هو مات ولا لسه عايش
سبتيني ف اكتر وقت كنت محتاجلك فيه.

بدل ماتقعدي معايا وتحتويني وتفهمي ايه اللي وصلني لكده.. لا اتصلتي بااخوكي عشان يجي ياخدك ويولع التاني اهم حاجه اني مش هعيش مع قاتل
هو عامل ايه وبياكل ولالا وحياته ماشيه ازاي كل ده مش مهم بالنسبالك اهم حاجه اني سبته وقاعده مع اخويا وخلاص.

جويريه بدموع: انت بتظلمني
سُفيان بتهكم: لا ياشيخه.. طيب خلاص انا اسف يااستي انا الظالم وانتي المظلومه كده عاجبك
هزت جويريه راسها نافيه وبدات دموعها تتساقط
تضايق سُفيان من انه السبب ف دموعها
ابتسم بسخريه بداخله وقال ف نفسه: ومين بيخليها تعيط غيري.

فقال بعدها بهدوء وقد بدء يشعر ببعض الالم بسبب ضلعه: انا هنام تعبت من الكلام.. وانتي كفايه عياط مش كل حاجه تقعدي تعيطي عليها
اغلق عينيه ولم تمر دقائق ولاحظت جويريه انتظام انفسها دليلا عل نومه
مررت يدها عل ملامح وجهه بحب وقالت: اخرت عنادك ده ايه يا سُفيان.

ظلت تتامل ملامح وجهه بحب وحزن عل حالتهم
وقامت بعدها بالتسطح جواره ومازالت تتامل ملامحه ولم تشعر بنفسها وهي تذهب ف ثبات عميق.

وبعد مرور حوالي ثلاث ساعات
استيقظ سُفيان عند اشتد عليه الالم
فتح عينه ثم نظر الي جانبها وسرعان ما نسي الآمه
عندما وجد جويريه نائمه بجانبه وتمسك يده بشده وكانه سيهرب منها
رفع يديها الممسكه بيده وقرب من فمه وقبلها بخفه
ثم ظل يتامل ملامح وجهه بحب واشتياق.

وبعد فتره لاحظ انها عل وشك عل الاستيقاظ ف اصطنع هو النوم
فتحت جويربه عينيها ثم قالت بعد فتره قصيره عندما استوعبت ما حولها: ياخرابي انا ازاي نمت.. محستش بنفسي خالص
القت نظره عل سُفيان ثم ابتسمت بحب واقتربت منه وقبلت خده برقه
وعل اثر فعلتها تلك ازدادت ضربات قلب سُفيان بشده حاول السيطره عل نفسه
فقال وهو يصطنع الضيق: ايه ياجويريه اللي بتعمليه ده.. مش عارف انام منك.

ابتعدت عنه جويريه باحراج وحزن شديد وقالت له وهي تحاول السيطرة عل نفسها وعدم البكاء: احم اسفه مكنش قصدي ازعجك
عاتب سُفيان نفسه بشده عل معاملته الجافه معاها فقال لها وهو يحاول اخراجها من حزنها: احم هو انا نمت كتير
جويريه: مش عارفه.. اصل انا كمان نمت ومحستش بنفسي خالص لفت نظرها شنطه موجوده عل المقعد
لتقول بتساؤل: ده ايه الشنطه دي.

سُفيان بتخمين: يمكن اخوكي اللي جابها ولما جه وشافنا نايمين سابها ومشي
نهضت جويريه من ع السرير وفتحت الشنطه ووجدت ملابس لها ولسُفيان فقالت له بابتسامه واسعه: فعلا زي ما قولت
بص وكمان جاب هدوم ليك
سُفيان: لا فيه الخير والله
جويريه بتذمر: هو انت كل حاجة تتريق عليها كده
وبعدين انت مش بتحب ليل ليه مع ان هو بيحبك.

سُفيان: اه انتي هتقوليلي
تنهدت جويريه ولم تتحدث وانما ظلت تعبث ف الشنطه
فقال سُفيان ببرود ليثير غياظها: وبعدين ايه العبايه اللي انتي لابسها دي دي ولا كانها بتاعت جدتك
صمتت جويريه فتره ثم ابتسمت داخله وقالت لها بمكر انوثي: انت متعرفش العبايه اللي انت بتتريق عليها دي عملت ايه انهارده
بلع سُفيان ريقه بتوتر مما هو قادم وقال لها بتساؤل:عملت ايه.

جويريه: هو انا مقولتلكش
سُفيان: لا مقولتليش.. اتفضلي قولي
جويريه: اصل الشاب اللي جه معايا المستشفى هنا مكنش يعرف انك جوزي ولما ليل جه و الدكتور طمنا عليك طلب يتجوزني.

حاول سُفيان النهوض ولكن تالم بشده من حركتها المبالغ فيه ولكن لم يهتم بل قال بصوت عالي وانفعال: طلبك ازاي يعني
جويريه بضحكه مكتومه: اهدي بس اهدي
سُفيان بغضب وغيره: اهدي ايه.. انتي بتهزري صح ومفيش حاجه من دي حصلت مش كده.

جويريه بصدق: لا ده حقيقي انا مش بكذب
سُفيان بحده: وده مين ده اللي امه داعيه عليه
وبعدين كان بيشوفك امتي ده اصلا عشان يتقدملك.. اتكملي
جويريه بخوف من نبره صوته: ايه معرفش
انا اول مره اشوفه انهاردا
سُفيان بغيره: وده حب من اول نظره ولاايه.. اصل مش معقول يكون شافك ما انا كنت عارف كل تحركاتك وعارف انك منزلتيش غير مره مع اخوكي لما رحتوا لمراته.

لم تهتم جويريه يحديثه سوي انه كان يراقب تحركاته فقالت بفرحه: ايه يا سُفيان انت كنت بتراقبني
ثم اكملت بعدها بتذكر وفرحه شديده: يعني العربيه اللي كانت بتبقي تحت البيت دي عربيتك مش عربيه مشابهه مش كده.

شتم سُفيان نفسه عل حديثه وقال بعدها بهدوء لجويريره: تعالي ياجويريه ساعديني عشان مش مستريح ف قعدتي وحاسس بالم
ولبراءه جويريه صدقته واتجهت اليه وهي خائفه عليه
وبمجرد ما ان اقتربت حتي جذبها سُفيان من اذنها بشده بيده السليمه وقال لها بعصبيه نابعه من غيرته الشديده: طيب عشان يكون ف علمك بقي ياجويريه هنطلع من هنا عل بيتنا وانسي بقا انك ترجعي ل ليل تاني دي اول حاجه تاني حاجه مفيش خروج ليكي تاني بعد كده هتفضلي محبوسه ف البيت فاهمه ولالا.

جويريه بتالم: ااه اه اوعي ايديك يامتوحش
كتم سُفيان ضحكته بصعوبة عل كلمتها وقال بصرامع مزيفه: فاهمه ولالا
جويريه وهي تحاول ابعاد يده: ماشي فاهمه فاهمه اوعي بقا
ابعد سُفيان يده وقال بشراسه: ناس مش بتيجي غير بالعين الحمرا
نظرت جويريه بغيظ وقالت: انت ظالم
سُفيان بتهديد: هاا.

جويريه بتذمر: خلاص
نظر سُفيان ف ارجاء الغرفه بملل وقال: والدكتور ده هيجي امتي عايز اتنيل اخرج من الزفته دي
جويريه باستنكار: تخرج ايه دلوقتي.. مش لما تخف الاول
سُفيان برفض: مبحبش انا قعده المستشفيات ابدا.. هروح اقعد ف بيتنا احسن
حاولت جويريه اقناعه ولكن قال: انسي انك تقنعيني انا هكلم الدكتور ده وهخرج ف اقرب فرصه
جويريه بيأس: ماشي اللي يريحك...

وبعد مرور يوم اخر
لم يتحمل سُفيان الجلوس اكتر من ذلك ف المستشفي ف اصر ان يخرج ووافق الطبيب تحت اصراره
ف ذهب لمنزله وجويريه معه بالتاكيد ومازالت العلاقه بينهم متوتره الي حد ما.

اما ليل فعندما انتهي من توصيل جويريه وسُفيان الي منزله
جلس عل الاريكه وعندما خطرت عل باله حلا فقام بالاتصال عليها
اتصل اول مره فلم ترد فعادو الاتصال مره اخري
وبعد مرور فتره ردت اخيرا
حلا: السلام عليكم
ليل: عليكم السلام.. ايه يابنتي مش بتردي ليه
حلا: معلش والله كنت بره مع خالتو وولادها وتليفوني كان ف الاوضه ومسمعتش.

اعتدل ليل ف جلسته وقال: اامم.. وياتري خالتو مين اللي عندكم
حلا بارتباك لان تعلم ما سيحدث بعد قليل: خالتو صفاء
ليل: امم خالتو صفاء.. ومين بقا من عيالها عندكم
حلا بارتباك اكبر: شاهنده و نيره واحمد وو.

ليل: وعبدالرحمن. قولي قولي مكسوفه ليه
حلا برجاء: ليل بلاش كده
ليل: بلاش ايه وانا لسه عملت حاجه.. قوليلي بس جه ليه اللطيف ده
او استني انا اخمن.. امك عزمته واصرت عليه يجي ما هو اكيد كده.. عزمت حبيبب قلبها طبعا واللي كانت بتتمني يبقا جوزك بدالي مش كده ولاايه.

حلا: ياليل ماما قالتلك الكلمتين دول ف وقت غضب ومفيش حاجه من الحاجات دي
ليل بتهكم: حلا حبيبتي انا مش بيبي صغير بتضحكي عليه بكلمتين انا فاهم وواعي اووي للي بيحصل
حلا بياس: طيب انت عايز ايه دلوقتي
ليل ببرود: مش عايز حاجه ادينا بنتكلم اهو.

حلا بتوتر: ايوه بس ما يصحش اسبيهم كتير كده.. بص اوعدك اول ما هيمشوا من هنا هرن عليك وهنتكلم زي ما انت عايز
ليل: وليه مش دلوقتي عادي انتي بتكلمي جوزك
حلا برجاء: ليل انت عارف اوي انه مش عادي ولو عملت كده هزعل خالتو مني
ليل: وياتري خالتو بس ولا خالتو وولادها
حلا بقله حيله: ياليل بقا.

كاد ليل ان يرد ولكن سمع صوت عبدالرحمن وهو يقول لحلا: ايه يالولو اخرتي ليه.. خلي بالك مهما عملتي مش هتهربي من الحكم..
توترت حلا بشده وخافت من رد فعل ليل فقالت لعبدالرحمن بتوتر: حاضر جايه
وتابعت عندما خرج من الغرفه: ليل حبيبي عشان خاطري اهدي وو.

قاطعها ليل بنبره جامده تخفي وراءها غضب وغيره شديده: يعني هو مش كفايه بيدلعك وبيقولك يالولو ومش كفايه انك كنتي بتلعبي معاه وهيحكم عليكِ كمان..لا ده كمان دخل اوضتك ياحلا!!!
حلا بتوتر فقالت وهي عل وشك البكاء: طيب اسمعني طيب
ليل بجفاء: خلصي لعب بقا وكملي قعدتك مع خالتك وولادها وبعدين ابقي تعالي اتكلمي مع الطرطور جوزك
انهي كلامه ثم اغلق الاتصال لتقول حلا بعدها بخوف وتوتر: يااربي الموضوع ده مش هيعدي عل خير ابدا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة