قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل التاسع والعشرون

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن مكتملة

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل التاسع والعشرون

كان سُفيان يقود سيارته بسرعه وقلبه يخفق بشده خوفا عل جويريه... عندما قرأ سُفيان المكتوب ف الورقه اسرع بافاقه ناهد لعله ياخد منها اي معلومات وعندما فاقت ناهد ولم تفيده باي شئ تركها وركض خارجا من المنزل ليتجه الي المكان المسجل عل الورقه.

مرت عل بال سُفيان ذكري وفاه والدته واخته وشعر ان الزمن يعيد نفسه مرة اخري ولكن نفي هذه الافكار بسرعه وقال ف نفسه: لا اكيد مش هيحصلها حاجه اكيد ربنا مش هيحطني ف البلاء ده تاني.

وبعد مرور دقائق وصل سُفيان الي العنوان المدون ف الورقه وقد كان ف منقطه مقطوعه تماما
نزل من السياره وظل يلتفتت حوله باستغراب ف لا يوجد اي منزل او اي مخزن ف هذه المنطقه.. ايعقل ان يكون وصل الي المكان الخطأ او...

لم يكمل باقي حديثه مع نفسه لانه شعر باحد يضربه بعصا عل راسه بشده ولم يتحمل سُفيان الضربه وسقط فاقدا الوعي...

بعد مرور ربع ساعه
فتح سُفيان عينه ببطء وظل يتاؤه بخفوت
سمع صوت باكي يقول: سُفيان انت كويس ياحبيبي
نظر سُفيان حوله وكانت الاشياء غير واضحه امامه فاغلق عينيه ثم فتحها مجددا وعندها وضحت الرؤية قليلا.

نظر سُفيان امامه ف وجد جويريه امامه ويديها وقدمها مقيدين ف الكرسي
حاول التحرك لانقذها ولكن كان هو الاخر مُقيد
تحرك بعنف شديد محاوله منه لفك هذه القيود ولكن لم ينحح
دخل مهدي وابتسامه خبث مرتسمه عل وجهه وقال: ايه ياوحش اهدي كده.

نظر له سُفيان بوحشيه وقال: انت مين وعايز ايه
مهدي وهو يجلس اخر قريب من جويريه: حقك ما متعرفنيش بس هقولك.. انا مهدي ابن سالم فاكروا سالم اللي قتلته
نظر له سُفيان باشمئزاز وقال: مش مستغرب باين عل خلقتك انك نفس وساخته.

مهدي: تؤ تؤ تؤ ليه الغلط ده بس ده انت صباعك تحت ضرسي
انهي كلامه ثم نظر الي جويريه التي تنظر له بخوف شديد فنهض من عل الكرسي ووقف امامها وقال وهو يلمس عل خدها بخبث وشهوانيه: لا بس مراتك جامده يا سُفيان جويريه مش كده.

قالت جويريه ببكاء وهي تهز راسها ليعد يده عن وجهها: سُفيان ابعده عني
سُفيان وهو يتحرك ف الكرسي بعنف: ابعد عنها ياكلب وكلمني انا ولا انت زي ابوك مش بتعرفوا تاخدوا حقكم غير من الحريم
تركها مهدي واتجه لسُفيان: لا انا هاخد حقي منك ومنها ومنها هي الاول.. بس لسه مش دلوقتي احنا لسه ف بدايه الفيلم.

ثم قال بصوت عالي: ادخلي يانونو
دخلت ناريمان بعجرفه وغرور وقالت وهي تنظر لسُفيان: مفاجأه مش كده
سُفيان بسخريه وقوه: وانتي ايه بقا جايه تاخدي حق ابوكي ال...

ناريمان بتهكم: ابو مين... انت فاعم غلط.. ابويا ده مش فارق معايا.. انا جايه عشانك انت عشان انتقم منك انت بردو عشان تبقي ترفضني كويس.. بقا انا ناريمان مهران اترفض واتهزأ من واحد زيك وعشان خاطر مين عشان دي
انهت كلامه وهي تشير عل جويريه باشمئزاز.

اتجهت الي جويريه التي انكمشت بخوف عندما راتها تتجه اليها وصدر منها تؤهات عندما مسكت ناريمان وجهها بين يده بثوه شديده وقالت بغل: فيها ايه احلي مني دي عشان تسبني وتروحلها
سُفيان بصوت عالي: سبيها يانريمان دي انضف واحلي منك ومن عشره زيك
التفتت له ناريمان وقالت بحزن مصطنع: اخص عليك ياسوفي ثم تابعت بشر: انا بقا هشوهلك وشها خالص عشان تبقي تحب فيها حلو.

تدخل مهدي وقال: هتعملي ايه نونو
ناريمان بشر وحقد: هشوهه وشها اللي فرحان بيه ده.. عندك ميه نار.

مهدي بخبث: عندي.. عامل حسابي عل كل حاجه بس اصبري شويه اصلي عايز ادوق العسل ده وبعدين نعمل فيها اللي انتي عايزاه
سُفيان بغضب وخوف شديد وقد برزت عروق رقبته بشده وقال: سيبوها بقولك هي معملتش حاجه خدو حقكم مني انا.

مهدي بنبره شيطانيه: ما احنا كده هناخد حقنا.. بس ف مراتك بقا ودي اكتر حاجه هتكسرك
اقترب من جويريه تحت صراخ سُفيان له ليجعله يتوقف
وعندما اقترب من جويريه ووضع يده عل كتفها صرخت بخوف وقالت: الحقني يا سُفيان
سُفيان بعنف: سيبها ياااكللللب
مرت عل باله عائشه اخته وهي تصرخ لتستنجد به شعر بانه سيحدث له تلك الحادثه مره اخري.

فاق عل ناريمان وهي تقول: استني يامهدي ممكن تموت فيها دي او تدخل ف غيبوبه واحنا مش عايزين كده ولااايه
ابتعد مهدي عن جويريه التي تبكي بعنف وجسدها يرتعش بشده
وقال وهو ينظر لجسد جويريه بخبث وشهوه: عندك حق مع اني مكنتش عايز اسيب القشطه دي بس كل يهون عشان خاطر سُفيان.

اقتربت ناريمان من جويريه وقالت لمهدي: روح جهزلي ميه النار اكون لعبت معاها شويه
مهدي بخبث: من عنيا
خرج مهدي من الغرفه اما جويريه فنظرت لسُفيان وقالت لها بنبره ضعيفه وخوف: سُ سُفيان متخلهاش تعمل كده
سُفيان وهو يتقطع بداخله: متخفيش ياحبيبتي مش هتعمل حاجه ان شاءالله ربنا هينجدنا.

ناريمان بالم مصطنع: ياحرام.. هو انت متعرفش انها مش هتخرج من هنا غير وهي جثه
ثم نظرت لجويريه وقالت وهي تنظر لشعرها: بس شعرك طلع تاني.. اي رايك احلقه عزيز عليكي شعرك مش كده
هزت جويريه راسها بهستريه وقالت برجاء ممزوج ببكاء: لا ارجوكي بلاش شعري.. انتي ليه بتعملي كده انا معملتش ليكي حاجه وحشه حرام عليكي
ثم نظرت لسُفيان وقالت بانيهار: قولها متعملش كده يا سُفيان انا مش عايزه شعري يروح تاني.

نظر سُفيان لنريمان وقال لها بهدوء مصطنع: ناريمان شوفي انتي عايزه ايه وانا هعملوا بس سيبها
نظرت له ناريمان وقالت بتفكير: اي حاجه
سُفيان: اي حاجه بس تسبيها
ناريمان: تتجوزني ودلوقتي
شهقت جويريه بعنف وظلت تنظر لسُفيان وتهز راسها نافيه..

فاغمض سُفيان عينيه لثواني ثم فتحها وقال لها بجمود مصطنع: موافق
جويريه بحزن: سُفيان..
ناريمان بخبث اكبر: وتطلق جويريه وترميها لاخوها
قرر سُفيان ان يجريها ف الكلام محاوله منه ليمجو بجويريه سليمه: ماشي
جويريه ببكاء: سُفيان انت بتقول ايه.

دخل مهدي ف هذه اللحظه ووهو يحمل ف يده زجاجه تحتوي عل ميه نار
فقالت له ناريمان: خلاص يامهدي ملهوش لازوم انا حليت الموضوع انا وسُفيان وجويريه هتخرج من هنا
مهدي بعدم فهم: نعم.

ناريمان بعجرفه: زي ما سمعت.. هتجوز انا وسُفيان وهيطلقها وده اللي انا عايزه
مهدي بهدوء مصطنع: وانا كده استفدت ايه
ناريمان بلامبالاه: وانت عايز ايه يعني.. اوعي تقولي هتنتقم لابوك.. اصل انا وانت عارفين ان ابوك كان عامل ازاي وانه يستاهل الموته دي ف مش هنضحك عل بعض.

مهدي بترقب: يعني...
ناريمان: يعني الموضوع خلص لحد هنا
مهدي ببرود: اممم...عارفه يانريمان انا اللي يبوظلي حاجه ف دماغي ومش بيعمل اللي انا عايزه ويعصاني بعمل فيه ايه
ناريمان باستهزاء: بتعمل ايه يعني.

ف ثواني كان مهدي يفتح الزجاجه التي كان يمسكها ويلقي ما فيها عل وجهها وقال بشر: بعمل كده
ظلت ناريمان تصرخ بشده وتتحرك بهستريه وهي تضع يدها عل وجهها
انكمشت جويريه ف نفسها اكثر وظلت دموعها تتساقط اما سُفيان فكان ينظر لجويريه بقلق وخوف عليها فهو لا يهمه ما حدث لناريمان مؤكدا انها تستحق ما حدث.

ظلت ناريمان تصرخ بشده ف قال مهدي: ايه يانونو بتوجع.. معلش بكره تخف بس انت السبب يانونو مكنش لازم نقفي قصادي
ونتيجه لحركه ناريمان الهستريه تكعبلت وسقطت عل الاوض ولسوء حظها كان يوجد قطع مرأه عل الارض واستطاعت بواسطها اان تري وجهها وعندما
وجدته انه اصبح مشوهه تماما.

ظلت تصرخ اكثر واكثر ولم تتحمل ان تعيش بووجها ذاك ف جذبت قطعه الزجاج وقطعت شريان يدها بعنف وف ثواني كان يحيط بها بقع دماء
وعندما رأتها جويريه صرخت بخوف وفزع وزاد ارتعاش كده وازداد اكثر عندما جذبها مهدي من شعرها وقال بغضب شديد: مش عايز اسمع نفسك عشان متحصلهاش مااااشي.

كان سُفيان عل وشك الصراخ عليه ولكن انتبه عل فتح باب الغرفة بقوه وقد كان ليل وخلفه القوات
صوب ليل المسدس ناحيته وقال:سلم نفسك يامهدي حالا
ولحسن الحظ ان مهدي لم يكن يحمل المسدس ف جيبه ولا اي شئ يدافع به عن نفسه وعندما علم ليل ما يفكر به اتجه اليه بسرعه وقام بعمل بعض الحركات الماهره جعلت مهدي ينبطح عل الارض ف الحال.

قال سُفيان بعنف وهو يتحرك ف الكرسي بهستريه: تعالي فكني ياليل.

اتجه اليه احد الضابط بعدما اشار له ليل وفك قيد سُفيان الذي بمجرد تحرره اتجه الي مهدي وابعد ليل عنه وظل يضرب فيه بعنف وغل شديد وقال: بقا واحد... يعمل كده انا هوريك مين سُفيان يا...
ظل يضرب فيه بعنف شديد ولم يتوقف الاعندما ابعده ليل بقوه تزامنا مع سناعه لصوت جويريه الواهن يقول: سُفيان.

ابتعد سُفيان عنه وقد كان مهدي غاب عن الوعي بسبب ضرب سُفيان العنيف... واتجه لجويريه وفك قيدها ثم جعلها تقف واحتضانها بعدها بشده وبدأت جويريه بالبكاء بتعب وقالت: انا تعبانه اووي ليه بيحصلي كده.. انا كان هيحصلي زي ما حصل لنريمان كده.. انا كنت هتشوهه زي ناريمان كده يا سُفيان.

اخرجها سُفيان وقال: هششش اهدي خلاص كل حاجه عدت ومفيش حاجه حصلت الحمدلله
اغمضت جويريه عينيها بوهن ثم مالت عل سُفيان فاقده للوعي
حملها سُفيان بين ذراعها وقال بقلق ل ليل: انا همشي لازم اطمن عليها
نظر ليل لاخته بقلق وقال وهو يمد يده بمفاتيح السياره: ماشي وابقي طمني عليها خد مفاتيح عربيتي ولما تفوق نبقي نتكلم
اخذها سُفيان وقال وهو يخرج بها من الغرفه: ماشي.

بعد مرور ساعه
تطمئن سُفيان ع جويريه فقد قال له الطبيب انه ارهاق وتعب مما رأته.. وساعات وستسعيد واعيها
اما ليل ف بعد رحيل سُفيان امر الضباط باخد مهدي الي البوكس وامر باحضار سياره اسعاف لاخذ جثه ناريمان التي توفت ف الحال.

اخذ الرجال مهدي ووضعوه ف البوكس وتحركوا بالسياره ليصلوا الي القسم
وف طريقهم توقفوا نظرا لزحمه السير المعتاده
فنظر مهدي خلفه من شباك السياره ثم فكر لثواني
وف غمضه عين كان استطاع للهرب من الشرطه وركض بسرعه بعدها والقي نفسه ف النيل..
وبعد ساعات كانوا قد اخرجوا جثته من المياه بعدما اتت فرقه الانقاذ واستطاعت انتشال جثته..

ف المساء
كان سُفيان يجلس مع ناهد ف الصاله ونهض سُفيان عندما سمع جرس باب
فتح الباب ووجده ليل فقال بتنيهده: تعالي ادخل
دخل ليل وقال: جويريه عامله ايه
سُفيان: لسه نايمه.. الدكتور قال انها نايمه من التعب والارهاق.

ليل بتنيهده: الحمدلله انها جات لحد كده
سُفيان: الحمدلله.. تعالي ادخل ف حاجات كتير عايز اعرفها
ليل: ماشي
اتجه الاثنان الي الصاله وعندما راتهم ناهد نهضت واستاذنت منهم متعلله بانها شعرت بالنعاس.

جلس ليل وسُفيان عل الاريكه وبادر سُفيان بالحديث قائلا: قبضت عليهم مش كده
ليل بتنيهده: ناريمان ماتت علطول ملحقناش نوديها المستشفى ومهدي قبل ما نوصل القسم كان هرب من العساكر ورمي نفسع ف النيل ولسه مطلعين جثته من ساعتين
سُفيان بجمود: كويس ريحوا البشريه من قرفهم.. ثم تابع بتساؤل: انت عررفت ازاي بخطف جويريه.

ليل: كنت حاطط حراسه عل ناريمان عشان كنت حاسس انها مش هتكست عل سجن ابوها ولما انت رحت لجويريه الداده بتاعت جويريه اتصلت عليا وقالتلي عل الللي حصل ف اتصلت عل الراجل اللي مُكلف بمراقبتها وهو قالي عل المكان.

سُفيان: ومجتش ليه من بدري ولاد... دول لو كنت اخرتوا شويه كانوا هيأذوا جويريه
ليل: عبال ما جمعت القوه كنت فاكر ان في حراسه وان الموضوع كبير
سُفيان: يلا الحمدلله ان محصلش حاجه لجويريه دي اهم حاجه عندي.

ليل: احكيلي انت كمان ايه اللي حصل بالتفصيل
حكي له سُفيان كل ماحدث بالتفصيل
وعندما انتهي قال ليل باشمئزاز: ايه ده شياطين ف هيئه بني ادمين انا عمري ما شوفت وساخه كده
سُفيان: حسابهم كبير عند ربنا والحمدلله انهم ماتوا وماتوا موته يستحقووها
ليل: عندك حق.

ثم تابع وهو ينهض من عل الاريكه: انا ماشي.. لما جويريه تصحي ابقي سلميلي عليها
سُفيان وهو ينهض: ماشي
رحل ليل من المنزل وبعد رحيله تنهد سُفيان بتعب ثم اتجه لغرفته وتسطح بجانب جويريه وظل يتامل ملامح وجهها بحب وقال وهو يقبل خدهت برقه: هتفضلي واجعه قلبي كده عل طول ياجوري
انهي كلامه ثم جذبها لاحضانه وذهب بعد دقائق ف ثبات عميق من تعبه...

في صباح اليوم التالي
استيقظ سُفيان بفزع من نومه عندما سمع صوت بكاء بجانبه
فتح عينيه ورائ وجه جويريه تجلس عل السرير وتبكي بشده ف اعتدل ف جلسته وقال بفزع وهو يجذبها لاحضانه: هششش بس ياجوري بس خلاص ياحبيبتي مفيش حاجه حصلت.

جويريه ببكاء:انا كنت هتشووه.. كانت هتقصلي شعري تاني يا سُفيان هي ليه بتعمل معايا كده انت معملتلهاش حاجه وحشه
سُفيان: خلاص ياحبيبتي مش هتعملك حاجه تاني هي ماتت اوعدك ف مش هيحصل اي حاحه وحشه تاني اوعدك
جويريه: انا تعبت ومش حمل. حاجه تانيه وحشه تحصل
سُفيان: خلاص والله ان شاءالله مفيش حاجه تاني هتحصل ان شاءالله
جويريه بدعاء وبكاء: يارب.

مرت ايام وعندما لاحظ سُفيان حاله جويريه التي مازالت متأثره بسبب الحادث ظل يفكر ف حل ليخرجها من حالتها وخطر عل باله فكره ان يذهب بها الي عائلتها ويجعلها تتعرف عليهم وبالتاكيد ستسعد بذلك وستنسي ماحدث
عرض عليها الفكره ولم تعترض بل وافقت وتحمست للموضوع بشده
حددوا اليوم للذهاب سويا واخبر سُفيان جدها بمجئيهم والذي تقبل ذلك بصدر رحب وفرح بشده.

ذهب الاثنان وقضوا وقتا ممتعا وقد كان قررا صائبا من سُفيان فقد نست جويريه ما حدث منذ ايام وسعدت بشده من الجلوس معاهم وحنانهم جميعا عليها.

وبعد مرور ايام اخري
اصرت ناهد عل العوده لمنزلها لتترك جويريه وسُفيان عل راحتهم اكثر.. اعترض الاثنان ولكن تحت اصرار ناهد وافقوا عل مضض واخبروها بانهم سيزروها دائما وهي وافقت عل ذلك بصدر رحب.

ف احد الايام استيقظ سُفيان من نومه ولم يجد جويريه بجانبه
فنهض من عل السرير بنعاس وقد كان يرتدي بنطاله فقط ونصفه العلوي عاري
خرج من الغرفه ونادي عل جويريه بنعاس قائلا: جووري انتي فين
اتاه صوت جويريه من المطبخ يقول: انا هنا ياسُفيان تعالي ياحبيبي.

اتجه سُفيان للمطبخ ورائ جويريه تعطيه ظهره تقف امام البوتجاز.

اتجه اليها سُفيان واحاط خصرها بيده وقال وهو يدفن وجهه ف عنقها: بتعملي ايه
جويريه وهي تململ بين يده: بعمل بطاطس وبعدين ايه قله الادب دي انت مش لابس تيشيرت ليه
سُفيان وهو يستنشق رائحه شعرها القصيره قائلا ببحه رجوليه: شعرك بيجنني خصوصا لما بقي قصير.

جويريه بخجل: سُفيان...
ادارها اليه وجذبها ناحيته اكتر وقال وهو ينظر ف عينيها: عيونه
قرب وجهه منها للغايه ولكن قاطعه صوت جرس الباب ليبتعد عنها ويشتم بهمس ولكن سمعته جويريه وشهقت بصوت عالي وقالت وهي تضربه ف صدره: ياقليل الادب
سُفيان بتهكم: قليل الادب!! ماشي يااستي متشكرين
هروح اشوف مين قاطع الملذات ده
جويريه: البس حاجه طيب.

لم يرد عليها سُفيان وانما خرح من المطبخ متوجها الي الباب نظر من العين السحريه ليري من بالخارج فوجده ليل
كان عل وشك الدخول للغرفه اولا ليجلب التيشرت الخاص به ولكن فكر لثواني وقال بعدها بمكر: وليه لا.

فتح سُفيان وعندما شاهده ليل بحالته تلك قال وهو يرفع احدي حاجبيه: وده ايه ده ان شاءالله
سُفيان ببراءه مصطنعه: ايه
حمحم ليل وقال بغيره مكتومه: مفيش فين جويريه
سُفيان بخبث: جوه ادخل متتكسفش
ليل وهو يدخل: وانا هتكسف من ايه.. انت متعرفنيش انا بجح اصلا
سُفيان بمكر وقله ذوق: عارف عارف.. بس بقولك ايه ياليل بعد كده ابقي رن قبل ما تيجي اصل يعتبر انا وجويريه عرسان جداد وانت فاهم الباقي بقا.

اغتاظ ليل وغار عل اخته بشده فقال بصوت عالي: جويريه
كتم سُفيان ضحكته بصعوبه عل حاله ليل
اما جويريه فخرجت من المطبخ عندما سمعت صوت اخيها وقالت له بفرحه: ليل ازيك وحشتتي اوي.

ثم انتبهت الي سُفيان واشارت لها بعينيه بعتاب
اما ليل فقال: تعالي ياحبيبه اخوكي وحشتيني اووي
ااتجهت اليه جويريه واحتضنته وبادلها ليل الحضن بشده ليقطع لحظاتهم جذب سُفيان اليها وقربها من صدره العاري بشده وقال: كفايه عليك كده.

جذب ليل اخته وقال بغيره وهو ينظر له: انت يااخي بجح كده ليه ماتخش تلبس حاجه خلاص عرفنا ان عندك عضلات
ضحك سُفيان بمكر وقال: وانت اللي تاعبك مفيش حد واقف غريب.. دي مراتي يعني عادي تشوفني كده واكتر من كده كمان
سبه ليل ف سره فقالت جويريه بتوتر: تعالي ياليل ندخل حظك حلو انا بعمل الفطار.

تدخل سُفيان وقال بخبث وحزن مصطنع: ياخسارة مش هنعرف نعمل اللي احنا بنعمله كل يوم عل الفطار ياجوري مش كده
نظر ليل له بغضب وغيره من وقاحته وقال: وانتو بتعملوا ايه ان شاءالله
ثم وجهه انظاره لجويريه التي قالت بسرعه تبرر: والله مش بنعمل حاجه.

سُفيان بمكر: مالك ياقلبي مكسوف ليه انا جوزك عادي يعني
جويريه بعصبيه طفيفه: سُفيان ادخل البس ويلا عشان نفطر
تدخل ليل قائلا بغيظ: لا مش هفطر.. انا جاي اقولك بس ان فرحي اتحدد انا وحلا وهيكون يوم الخميس الجاي
جويريه بفرحه: بجد.

ليل بابتسامه: ااه بجد
جويريه وهي تصقف بيدها: الله يعني هيكون عندنا فرح
ليل بحب: ااه ياحبيبتي وانا متاكده انك هتكوني زي البرنسيس ف الفرح ده
جويريه بفرحه: ان شاءالله
نظر ليل لسُفيان وقال بغيظ: وانت مش معزوم.

ضحك سُفيان بصوت عالي وقال: يبقي جوري مراتي حبيبه قلبي مش هتيجي
ليل بشراسه: مين دي اللي مش هتيجي
تدخلت جويريه وقالت محاوله منها لتلطف الاجواء: بيهزر معاك ياليل اكيد هاجي ياحبيبي.

ليل بابتسامه صفراء: واخد بالي ان دمه خفيف زياده عن اللزوم انهاردا
سُفيان باستفزاز: حبيبي يابو نسب
كتم ليل غضبه بصعوبه وقال: انا ماشي ياجويريه عايزه حاجه
جويريه بتوتر: شكرا ياحبيبي وابقي تعالي تاني
ليل وهو ينظر لسُفيان الذي ينظر له بابتسامه مستفزه: ان شاءالله.

خرج ليل من المنزل وودعته جويريه وعندما اغلقت الباب اتجهت لسُفيان وقالت له هو تضربه ف صدره بغيظ: ايه قله الادب دي ينفع كده يعني
جذبها سُفيان من خصرها وقال بنبره رجوليه هامسه: وانت ينفع تقولي لحد غير جوزك حبيبي
جويريه بتوهان: هاا
ضحك سُفيان وقال وهو يحملها بين يديه:لا ده موضوع يطول شرحه تعالي هفهمك...

نزل ليل لاسفل وركب سيارته وهي يشتم ف سُفيان من وقاحته
ادار السياره ثم مرت عل باله ذكري ما حدث من يومين
فلاش بااك.

كان ليل يعمل ف مكتبه وانتبه عل فتح الباب وقول العسكري له: الحق ياليل بيه راشد المسجون انتحر
نهض ليل بسرعه وقال بفزع: ايه
ركض ليل الي الزنزانة ووجد جثه ابيه عل الارض وبركه من الدم حوله
فاغمض عينيه بالم وقال: لليه كده لييه.

نظر للعسكري بجانبه وقال: اتصلتوا بالمستشفى
العسكري: اتصلنا ياباشا بس هو خلص
ليل: وهو مين اللي دخله الموس ده
العسكري: مش عاف يااباشا
تنهد ليل بحزن وقال: ماشي روح انت
العسكري: تحت امرك ياباشا
رحل العسكري وبعد رحيله اتكئ ليل عل قدمه امام جثه راشد وقال بالم: ليه كده كان قدامك فرصه انك تتوب كان قدامك فرصه انك تبقي انسان نضيف بس انت اخترت تروحله وانت مليان ذنوب...تنهد وتابع: ربنا يرحمك..
باااك
تنهد ليل وقال بحزن: كان نفسي تبقي اب وافتخر بيه بس للاسف اللي حصل غير كده...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة