قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية اغتصب حقي للكاتبة سارة بركات الفصل الثامن عشر

رواية اغتصب حقي للكاتبة سارة بركات الفصل الثامن عشر

رواية اغتصب حقي للكاتبة سارة بركات الفصل الثامن عشر

دعاء: مروه، أنا هستناكى هنا.
مروه: حاضر.
فريد بإبتسامه: إدخلى يامروه.
دخلت المكتب وفريد قفل الباب إتنفضت وبصت للباب المقفول برهبه...
فريد بهدوء: إهدى، أنا فريد أنا مش هعمل حاجه.
مروه وهى بتبص للباب المقفول: أرجوك إفتح الباب.
فريد بإبتسامه وهو بيحاول يغير الموضوع: عايز أقولك يامروه إنى عاملك مفاجأه.
بصتله بإستفسار..
فريد بإبتسامه: إقعدى هنا وأنا هقولك *بيشاور على الشيزلونج إللى فى مكتبه*.
مروه: حاضر.

قعدت بهدوء على الشيزلونج وبصت لفريد إللى بيروح نحية المكتب، ، فتح الدرج وأخد منه علبه الشوكولاته وراح قعد على الكرسى إللى نحية الشيزلونج...
فريد: فاكره علب الشوكولاته إللى كنا أنا وإنتى بنخلصها مع بعض فى المصحه؟
مروه بإبتسامه: أيوه.
فريد بغمزه: جبت واحده عشان نخلص عليها أنا وإنتى والمره دى هناكلها براحتنا من غير ماحد يقفشنا.

مروه بضحكه خفيفه: ههههههه، يعنى نبويه الممرضه مش هتقفشنا كالعاده وتقول *بتقلد صوتها التخين* إيه إللى إنتوا بتعملوه ده؟
فريد بضحكه خفيفه: لا مش هتقفشنا، ولا حتى هتقول *بيقلد صوتها* إنت إزاى يادكتور فريد تتسحب لأوضتها لا وكمان بتاكلوا شوكولاته طب خدونى آكل معاكم.
مروه: ههههههههههههههه.
فريد: وعندى ليكى مفاجأه تانيه كمان.
مروه: إيه هى؟

فريد: مش المره دى بس إللى هناكل فيها شوكولاته، لا ده إحنا هنشوف بعض لفتره حلوه كده وهناكل فيها شوكولاته براحتنا.
مروه بفرحه: حضرتك ماتعرفش أنا بحب الشوكولاته دى بالذات قد إيه.
فريد بنظره حزينه: عارف يامروه، عارف إنتى بتحبيها قد إيه.
أخد نفس عميق وقرر يغير الموضوع...
فريد لمروه إللى بتبص للشوكولاته بعيون كلها حب: عايزه واحده صح؟
قعد يحرك العلبه قدامها...
مروه بهيام وهى متابعه حركة العلبه: عايزاها كلها.

فريد: غلط تاكلى كل الكميه دى.
مروه برجاء: طب واحده بس.
فريد بإبتسامه: هتاخدى واحده بس بشرط.
مروه بإستفسار: إيه هو؟
فريد: تحكيلى أيامك كانت عامله إزاى فى الفتره إللى أنا كنت غايب فيها دى، ها قولتى إيه؟
لاحظ ملامح الحزن إللى على ملامحها...
فريد بتنهيده: يبقى خلاص مافيش شوكولاته النهارده هديها للمرضى بتوعى أحسن.
مروه بضيق: بس دى الشوكولاته بتاعتى.
فريد بعِند: يبقى هتحكى يامروه إللى حصل وهتاخدى واحده.

مروه بنظره بريئه: طب هاتها طيب وأنا هحكى.
مش هينكر إنه ضعف من نظرة البراءه إللى فى عيونها أخد واحده وإدهالها...
فريد: أنا سامعك، يلا إحكى.

فتحت الشوكولاته وأخدت منها قطمه وبعدها أخدت نفس عميق بدأت تتكلم وتحكى على كل إللى حصلها من يوم ما خرجت من المصحه لحد اللحظه إللى هى فيها دى مع فريد، كان متابعها بحزن وده لإنها بتبكى وهى بتحكى عن كل حاجه حصلت، بمرور الوقت، سكتت وبتبص لكل حاجه حواليها ماعدا فريد إللى بيبصلها وساكت...
فريد: مروه، ممكن تبصيلى؟
عيونها جات فى عيونه...
فريد بإبتسامه: ممكن تمسحى دموعك دى؟
مسحت دموعها بضعف...

فريد: إنتى ليه مش راضيه تحكى لجوزك على إللى حصل؟
مروه بصوت متحشرج: هو مش جوزى إحنا جوازنا على الورق.
فريد: فى كل الأحوال هو إسمه جوزك.
مروه بدموع: أرجوك بطل تعذبنى بالكلمه دى.
فريد: خلاص هسألك بصيغه تانيه، ليه ماقولتيش لحازم على إللى حصلك؟
مروه وهى بتمسح دموعها: عشان ماينفعش.
فريد: ليه ماينفعش؟
كانت محرجه ومش عارفه تتكلم تقول إيه...

فريد وهو بيطمنها: أنا قولتلك قبل كده إعتبرينى أخ وصديق مش دكتورك، أنا فاهمك وسامعك إحكيلى سرك معايا.
مروه بإرتباك: مش عايزاه يقرف منى.
فريد بإستفسار وهو معقد حواجبه: ومين قال إنه هيقرف منك؟ وبعدين إيه يقرف منك دى؟
سكتت ومش عارفه ترد تقول إيه...
فريد: قولتلك قبل كده، دى ظروف حصلتلك إنتى، ولو سورى هو قرف منك يبقى هو مريض نفسى.
مروه بحزن: بس أنا مش هقوله.
فريد: ليه؟

مروه بدموع: عايزه أفضل مجرد ذكرى جميله فى حياته، مش عايزه أدمره.
فريد: بس حازم بيحبك وإنتى بنفسك قايله كده إزاى هتبقى مجرد ذكرى؟
مروه: عدا خمس سنين على قصتنا فأنا بالنسباله ذكرى وحاليا هو مجبر عليا.
فريد: ماظنش، بإللى إنتى حكيتيه أثبتى لنفسك قبل ماتثبتيلى إن حازم لسه بيحبك.
مروه بدموع: وأنا كمان بحبه بس مبقاش ينفع، أنا حياتى وقفت من الوقت ده مبقاش ينفع أى حاجه.

فريد: مافيش حاجه إسمها مبقاش ينفع، وبالعكس إنتى حياتك ماوقفتش أومال إنتى إزاى قدامى؟ عدا خمس سنين من وقتها وإنتى أهوه بتتكلمى معايا، إنتى قويه يامروه، وأنا هفضل دايما معاكى وفى ضهرك ومش هسيبك غير لما تبقى كويسه، *كمل كلامه بإبتسامه* إحنا كده خلصنا جلستنا النهارده.
مسحت دموعها ولسه هتقوم قعدت تانى وبصت لفريد إللى بيبصلها بإستغراب...
فريد: خير يامروه؟
مروه: حضرتك قولت جلسه؟

فريد بتوضيح: هساعدك فى إنك تتخطى المرحله إللى إنتى فيها.
مروه: بس أنا علاجى خلص و...
فريد بإبتسامه: إنتى عارفه كويس إنك مش مجرد حاله بالنسبالى، إنتى مش أى حد يامروه.
مروه بإمتنان: شكرا لحضرتك.
كانت لسه هتقوم..
فريد: مروه.
بصتله بإستفسار...
فريد: كنت محتاج رقمك عشان أتواصل معاكى.
مروه: حاضر.
إدتله رقمها وبعدها خرجت من المكتبه...
دعاء لمروه بإستفسار وهى بتقرب منها: بقيتى كويسه؟

إتفاجأت بحضن مروه ليها، دعاء شددت من حضنها ليها وطبطبت عليها، سمعوا صوت تليفون مكتب السكرتيره..
مروه وهى بتبعد عنها: يلا نمشى.
دعاء: يلا.
كانوا لسه هيمشوا...
السكرتيره: مدام دعاء، دكتور فريد محتاج يتكلم مع حضرتك على إنفراد.
مروه بصت للسكرتيره بإستغراب وبعدها بصت لدعاء...
دعاء: حاضر.
مروه برهبه وهى بتمسك فى هدومها: هتسيبينى؟

دعاء: إهدى يا مروه، أكيد دكتور فريد محتاج ينصحنى فى شوية حاجات تبعك، يعنى كالعاده هيقولى خليها تاكل كويس، ماتخافيش مش هسيبك، هدخل وشويه وهرجعلك مش هتأخر عليكى.
مروه بحزن: هستناكى.
دعاء: حاضر.
دعاء سابتها ودخلت المكتب ومروه قعدت عشان تستناها...
فريد لدعاء وهو بيشاورلها على الكرسى إللى قصاد مكتبه: إتفضلى يا مدام.
قعدت بهدوء...
فريد: حضرتك كويسه؟
دعاء: اه الحمدلله.
فريد: طب كويس.

لاحظت ملامح فريد إللى بتدل على التفكير...
دعاء: حضرتك كنت عايزنى فى حاجه صح؟
فريد: أيوه.
دعاء بإستفسار: إيه هى؟
فريد: أنا مقدر مجهود حضرتك ومساعدتك ليا من خلال المعلومات إللى قولتيلى عليها.
دعاء: ده واجبى مروه دى أختى مش صاحبتى بس.
فريد بإبتسامه: حابب أشكرك على وجودك معاها.
دعاء: حضرتك بتشكرنى ليه؟ مانا قولت لحضرتك إن مروه تبقى أختى.
فريد بتفكير: تمام.
دعاء بإستفسار: خير يا دكتور فى حاجه؟

فريد بإستفسار: إيه آخر حاجه وصلتولها عن حادثة الإغتصاب بتاعة مروه؟
دعاء بحزن: ماوصلناش لحاجه كل إللى نعرفه إن يوسف وسوزان إختفوا.
فريد: أيوه إختفوا إزاى؟ هو مش فى حاجه إسمها ندور عليهم؟ لازم تلاقوهم عشان تثبتوا إن دى حالة إغتصاب، لازم ياخدوا جزائهم.

دعاء بدموع: الدكتور بتاع المستشفى إللى مروه كانت فيها غير أقواله، وقال إنها مش حالة إغتصاب، حتى تقرير الطب الشرعى إتزور وحضرتك عارف كده، ماوصلناش لأى حاجه تانيه يادكتور.
فريد بحزن: عارف، الفكره إنى برده قدمت تقارير حالتها، قالوا إن المرضى النفسيين مش بياخدوا بأقوالهم.

دعاء وهى بتمسح دموعها: ده حتى بعد وفاة طنط صفاء الله يرحمها روحت للبقال عشان أسدد ديونها قالى هى ماستلفتش منه، أنا مابقتش فاهمه أى حاجه طب فلوس الفن داى دى جابتها منين؟
فريد بتنهيده: وكالعاده مش لاقيين إجابه.
دعاء بإستفسار: ممكن أسأل حضرتك سؤال؟
فريد: إتفضلى.
دعاء: حضرتك مهتم بالموضوع ده أوى كده ليه؟

فريد: لاز أهتم بيه طبعا، ليه بقا؟ عشان أولا أنا مابرضاش بالظلم أبدا دى حادثة إغتصاب ده غير إنها نتج عنها كذا حاجه ورا بعض، فضيحه وموت وخساره من كل الأنواع، ثانيا عشان مروه مش مجرد حاله مروه أنا بعالجها بشكل شخصى وأظن حضرتك عارفه إنى لما شوفتها صممت إنى لازم أعالجها.
دعاء بإمتنان: شكرا يادكتور فريد إنك صدقتنا وصدقت حالتها.
فريد: العفو، ممكن سؤال؟
دعاء: إتفضل.

فريد بإستفسار: إزاى جوز حضرتك صدق إنها حالة إغتصاب وهو مكنش يعرفها حتى من قريب يعنى هى كانت مجرد طالبه وهو الدكتور بتاعكم؟
دعاء: تامر كان يعرف إن مروه أخلاقها كويسه وكانت شاطره جدا وبيعتز بيها، فمكنش يقدر يصدق إنها تعمل حاجه زى دى.
فريد بإبتسامه: تمام يا مدام دعاء، أنا كده خلاص خلصت أسألتى، ولو فى أى جديد ياريت تبلغينى.
دعاء: حاضر.
خرجت من المكتب وراحت لمروه إللى قربت منها...

مروه بإستفسار: كلمك فى إيه؟
دعاء بتأفف: كالعاده بيقولى خليها تاكل كويس، هى نصايح الدكاتره كده كلها بتبقى واحده، بقولك إيه.
مروه: نعم؟
دعاء: ماتيجى تقعدى معايا النهارده.
مروه بإرتباك: بس حازم هيسأل عنى و...
دعاء وهى بتقاطعها: كده كده هيعرف إنك معايا، تعالى عندى بقا عشان نفسى نقعد مع بعض.
مروه: حاضر.

فى مكتب أيمن:
كان بيبص قدامه بشرود على الملف إللى فى إيده ده غير مجموعة المعلومات إللى موجوده قدامه على اللاب توب، قطع شروده رنة موبايله...
أيمن بإبتسامه وهو بيرد: وأنا كنت أحدث نفسى منذ قليل عن ماذا ينقصنى، مرحبا مستر جورج.
جورج: هههههه، مرحبا بك صديقى، كيف الأحوال؟
أيمن: كل شئ على مايرام، ماذا عنك أنت؟
جورج بتنهيده: أنا بخير، كل عام وأنتم بخير، سمعت أن شهر رمضان المبارك قادم.

أيمن بإبتسامه: وأنت بخير، نعم إنه قادم فى خلال يومين.
جورج: رائع.
أيمن بإستغراب من قلة كلام جورج: مستر جورج، من الواضح أنك لست بخير، هل هناك شئ ما؟
جورج بإستسلام: نعم هناك أشياء وليس شئٌ واحد.
أيمن بإستفسار: ماذا هناك؟
جورج: هل رأيت الخبر الذى نُشر على الويب سايت؟
أيمن بإستفسار وهو بيتصفح على الإنترنت: خبر ما...
أيمن إتصدم من الخبر إللى شافه...
أيمن بصدمه: يا إلهى، ماذا فعلت؟!

جورج: أقسم لك أننى كنت تحت تأثير الكحول، ولكن أعتقد أن هذا شئ رائع وجاء بوقته المناسب.
أيمن بعدم إستيعاب: لقد دمرتنى جورج، دمرت كل شئ.
جورج: لماذا؟ أنا أرى أن هذا ليس بأزمه، بالعكس إنه خبر مُفرح.
أيمن بعدم تصديق: لقد دمرت كل شئ، لقد جعلتنى أعود إلى نقطة البدايه فى كل شئ كنت أفعله.
جورج وهو بيتهرب منه: لا أعلم عن ماذا تتحدث ولكن أعتقد أننى مشغول الآن سأحدثك لاحقا، وداعا.

قفل المكالمه من غير مايستنى رد من أيمن، أيمن كان مصدوم من الخبر إللى شايفه قدامه، شايف إن كل حاجه خلاص إتهدت ولازم يتصرف بشكل تانى، قرر إنه يتصل عليها...
رشا وهى بترد: ألو.
أيمن بإستغراب: أومال فين مدام مروه؟
رشا: مدام مروه خرجت مع مدام دعاء.
أيمن بتنهيده: تمام.
رشا: حضرتك عايزها فى حاجه؟
أيمن: لا خلاص.
قفل المكالمه وفضل يبص للخبر إللى قدامه...

كان قاعد معاه وبيتكلموا...
خالد بإستفسار: طمنى عليك، إنت عامل إيه ودنيتك أخبارها إيه؟
حازم بتنهيده: الحمدلله، كله تمام طمنى عليك إنت يابنى؟
خالد: زى مانت شايف قاعد فى ورشتى وبشتغل وبرجع لأمى آخر اليوم.
حازم بإبتسامه: ربنا يعينك.
خالد: يا رب، أنا...
حازم لاحظ سكوته خالد المفاجئ ده غير إنه كان مركز على حاجه والحزن الشديد واضح جدا فى ملامحه، شاف هو بيبص فين لقاه بيبص على بنت ماشيه ومقربه نحيتهم...

؟ بإبتسامه: إزيك يا أستاذ خالد؟
خالد بإبتسامه خفيفه: الحمدلله، إنتى عامله إيه يا دكتوره ياسمين؟
ياسمين: الحمدلله، عجلة أحمد أخويا باظت وبابا قالى أعدى عليك لما أرجع من المستشفى عشان تيجى تصلحهاله.
خالد: حاضر يادكتوره، هاجيلكم بعد شويه عشان أصلحها، أى أوامر تانيه؟
ياسمين بإمتنان: لا كده تمام، شكرا جدا.
خالد: العفو.

فضلوا يبصوا لبعض هما الإتنين، هى بتبصله بلمعه جميله فى عيونها وهو نظراته كلها حزينه، فاقت من شرودها وإبتسمت إبتسامه خفيفه وراحت لبيتها، وخالد متابعها بحزن لحد ما دخلت البيت...
حازم بإستفسار مع حمحمه: لو مافيهاش إساءة أدب، هى مش دى ياسمين بنت عم عشرى بتاع الدكان إللى أنا وإنت كنا دايما بنشترى منه؟
خالد وهو بيبصله: أيوه، ليه فى إيه؟
حازم بإبتسامه خبيثه: ماشاء الله كبرت وباقت عروسه.

خالد بضيق: فى إيه ياحازم؟ ماتحترم نفسك.
حازم: أنا ماقولتش حاجه، أنا بس بتكلم فى إنى آخر مره كنت شايفها وهى تقريبا فى الإعداديه.
خالد بضيق: أيوه يعنى عايز إيه؟
إتفاجئ من سؤال حازم إللى خلاه مش عارف يتكلم...
حازم بإستفسار وهو رافع حاجبه: ليه ماروحتش تتقدملها لحد دلوقتى؟
مكنش عارف يرد عليه يقوله إيه...
حازم بإستفسار: سكت ليه؟
خالد بتنهيده: إقفل الموضوع ده.

حازم: لا مش هقفله، لازم تشوف حياتك بقا وتشوف نفسك، إنت متخيل! بقا عندك 36 سنه ولسه متجوزتش!
خالد بحزن: مانا شكلى هفضل كده.
حازم: ليه يعنى؟
خالد بتنهيده: ماينفعش أتجوز غيرها، هى إللى قلبى إختارها.
حازم: مانا بقولك روح إتقدملها.
خالد بوجع وهو بيبصله: إزاى أتقدملها وهى دكتوره وأنا ليسانس حقوق، ده أنا حتى مش بشتغل محامى، لا ده أنا فاتح ورشة تصليح عجل وموتوسيكلات.

حازم: ماتبصش للشهادات، وبعدين زى مانت قولت أهوه، إنت بتشتغل يعنى مش قاعد فى البيت، إنت معاك مشروعك يعنى مش بتشتغل عند حد، تقدر تفتح بيت وتصرف عليها، وإنتوا جيران يعنى أبوها عارفك كويس وعارف إنت قد إيه محترم وبيعزك.
خالد: لا يا حازم، دكتوره ياسمين تستاهل أحسن منى بكتير.
حازم: إنت ليه معقدها أوى كده؟
خالد بحزن: إفهمنى، هى بييجيلها كل يوم عريس منصب ومعاه فلوس، لكن أنا واحد على قدى.

حازم: قلت مليون مره إنت تقدر تفتح بيت و...
خالد بوجع: عارف يعنى إيه واحد ييجى يسألك على بيتها؟ وتتفاجئ إن ده عريس جاى يتقدملها!، أنا ببقى واقف متكتف مش عارف أعمل إيه؟ يا حازم أنا بشوفها وهى بتكبر قدامى، شوفتها وهى بتدخل الإبتدائى والإعدادى و الثانوي وبعدها الكليه وبعدها شوفتها وهى بتشتغل فى المستشفى وبشوف العرسان وهما بيتقدمولها، المره الجايه هشوف فرحها ماهو ده إللى ناقص.
حازم: خد الخطوه.

خالد: ماينفعش قلتلك، أنا قليل عليها.
حازم: إنت بتعمل فى نفسك كده ليه؟
خالد بحزن: عشان بعشقها، وبعدين أنا قُلتلك كل واحد وبياخد إللى بيناسبه فى كل حاجه عشان مايبقاش فى فرق بينهم.
حازم: تفكيرك غلط.
خالد: مش مهم، *قرر إنه يغير الموضوع* شوفوا مين بيتكلم، يعنى هو أنا لوحدى إللى عندى 36 سنه ولسه متجوزتش؟ أومال حضرتك بتعمل إيه؟ ده أنت شويه وهتعنس يابنى.
حازم بضحكه خفيفه: مانا إتجوزت.
خالد بصدمه: إيه!

حازم: إهدى، إسمعنى أن...
خالد بضيق: إتجوزت وماعزمتنيش أنا وأمى ياحازم؟!
حازم: يابنى إهدى، أنا قصدى إنى متجوز بس مش متجوز.
خالد: نعم! يعنى إيه؟
حازم بخيبة أمل: متجوز بس مش متجوز ده معناه إيه؟
خالد: مش فاهم.
حازم بدأ يحكيله على كل حاجه، ، بعد مرور فترة بسيطه...
حازم بحزن: أحيانا بحس إنها بتحبنى، بس هى بتعمل حاجه بتثبتلى العكس، هى مش حابه وجودها معايا، هى كارهه نفسها.
خالد: بس هى مقالتش كده.

حازم: مش لازم تقول، هو واضح عليها.
خالد: بس إنت قولت إنها وحيده مالهاش حد، ماتحاول تخليها تحبك.
حازم: مابحبش أفرض نفسى على حد مش حابب وجودى.
خالد: بطل أسلوبك الغبى ده.
حازم سكت شويه وبعدها بدأ يتكلم...
حازم: تعرف أنا حبيتها ليه؟
خالد بإستفسار: ليه؟
حازم بهيام وهو بيفتكر أيام أما كان بيمشى وراها: عشان كانت عزيزه بنفسها، كانت قويه، مكنش أى حد يقدر ييجى عليها.
خالد بسخريه: ياسيدى وإيه كمان؟

حازم بحزن وهو بيبصله: كل ده إختفى، نظراتها فيها إنكسار، باقت ضعيفه، هشه أى حاجه باقت تقدر تكسرها، دموعها دايما على خدها، مابقتش فاهم حاجه.
خالد بإستفسار: مش إنت قولت إنها مرت بظروف؟ وفاة والدتها يعنى أكيد هى زعلانه ومكسوره عشان مالهاش ضهر.
حازم: أعتقد كده برده.
خالد: حازم.
حازم: نعم؟
خالد: خليك واقف جنبها، حتى لو هى مش بتحبك خليك دايما معاها إنت إللى قويها رجعها قويه من تانى، مش يمكن تحبك؟
حازم: ماظنش.

خالد: إعمل إللى عليك وسيب الباقى على ربنا.
حازم: ونعم بالله، صحيح رمضان كريم.
خالد: الله أكرم، طبعا إنت معزوم عندنا.
حازم: هشوف دنيتى وهبقى أقولك.
خالد: ماتخلنيش أزعل، لازم تبقى تيجى تفطر عندى فى يوم وإبقى هات مروه معاك، أهى تقعد مع أمى شويه ويتعرفوا على بعض إنت عارف أمى هتحب أى حد تبعك، والله أنا مش عارف مين إللى إبنها بالظبط أنا ولا إنت؟

حازم: هههههههههه، ربنا يخليهالك، حاضر هبقى أكلمك، أنا همشى بقا عشان سايب شغل الشركه كله وقاعد معاك.
خالد: ماشى ماتنساش هستناك.
حازم: حاضر، سلملى على مامتك وقولها هعوضها إن شاء الله فى الزياره الجايه.
خالد بإبتسامه: ماشى.
حازم إتحرك وركب عربيته ومشى، وخالد راح لبيت ياسمين عشان يصلح عجلة أخوها، بدأ يخبط على الباب...
ياسمين بإستفسار من ورا الباب: مين؟
خالد: أنا الأسطا خالد.
فتحت الباب وإبتسمتله...

خالد بإستفسار: فين العجله؟
ياسمين بصوت مسموع: أحمد، هات العجله وتعالى هنا.
خرج طفل صغير من أوضه وهو بيسحب وراه العجله لحد أما وصل عند باب الشقه...
خالد بإبتسامه وهو بيلعب فى شعره: أهلا بالبطل.
أحمد بضيق طفولى: سيبنى بقا، العجله دى مش عاوزها، كل شويه تبوظ منى من غير ما أعمل حاجه تبوظها، أعمل إيه؟
خالد بإبتسامه: ماتزعلش، وعشان إنت غالى ومن الغاليين هجبلك واحده جديده.
أحمد بفرحه: بجد يا عمو خالد؟

خالد: أكيد، إسبقنى بقا على الورشه عشان نصلحها مع بعض.
أحمد: حاضر.
أحمد خرج من الشقه وبعدها خرج من البيت وراح للورشه، خالد شال العجله ولسه هيتحرك...
ياسمين بإرتباك: أستاذ خالد.
خالد بإستفسار وهو بيبصلها: خير يادكتوره؟
ياسمين وهى بتفرك فى صوابع إيديها: أنا متقدملى عريس زميلى فى المستشفى.
قلبه إتكسر كالعاده...
خالد بإستفسار وهو بيدارى وجعه: وبعدين؟
ياسمين بإستفسار: مش هتقول حاجه؟
خالد: حاجة إيه؟

ياسمين وهى بتبص فى عيونه: أى حاجه.
خالد بإبتسامه حزينه: مبروك يا دكتوره، بعد إذنك.
سابها ومشى من غير مايستنى رد منها، دمعه نزلت من عيونها أول أما مشى كان عندها أمل إنه يقولها كلمة *بحبك* إللى بقالها سنين كتير نفسها تسمعها منه، كان نفسها تقوله أنا هرفضه عشانك زى كل واحد إترفض قبله، دخل الورشه...
خالد بإبتسامه مصطنعه: ها إتأخرت عليك؟
أحمد: لا خالص، يلا نصلح العجله.

خالد بتنهيده: ماشى، بس ماترجعش تبوظها تانى وأنا زى ماقولتلك هجيبلك واحده.
أحمد بتأفف: صدقنى يا عمو أنا بنام وبصحى بلاقيها باظت.
خالد وهو رافع حاجبه: يعنى العفريت هو إللى بوظها؟
أحمد: مش عارف.
خالد: ماشى هعديها، يلا نصلح العجله.

كان مركز فى السواقه وفى نفس الوقت بيفكر فى كلام خالد إللى مش راضى يروح من باله، شايف إنها ماتستحقش منه المعامله دى، بس هى دايما بتجرحه وبتيجى عليه، بس هى زيه خسرت مامتها ده غير إنها وحيده مالهاش غيره أى نعم الجواز على الورق بس هو بيتمنى إنه مايبقاش على الورق، بيتمنى ياخدها فى حضنه ويطمنها إنه مش هيأذيها، نفسه يقولها ويحكيلها هو بيحبها قد إيه وإنه مستعد يعمل أى حاجه عشانها، قطع تفكيره رنة موبايله، بص للموبايل وملامحه إتحولت للغضب الشديد...

حازم بغضب وهو بيرد: عايز إيه؟
؟: إزيك يابنى؟
حازم بعصبيه: ماتقولش *إبنى*، إنت مش أبويا ولا ليك أى حق عليا، إنجز قول عايز إيه؟
محمود بحزن: يابنى أنا ندمان أنا...
حازم بغضب: هتقعد تعمل الشويتين دول عشان عايز فلوس صح؟ أنس موجود عندك خد منه المبلغ إللى إنت عاوزه وياريت ماشوفش رقمك ده تانى عندى.
قفل المكالمه وماستناش رد منه وعمل لرقمه حظر، إتنهد بعمق وحاول بهدى أعصابه وإتحرك للشركه...

فى فيلا تامر:
كانوا قاعدين فى الصالون وبيتكلموا...
دعاء: تعرفى لما هخلف بنت إن شاء الله هسميها مروه على إسمك.
مروه بحزن: بلاش عشان مايبقاش حظها من حظى.
دعاء: ماتقوليش كده.
حاولت تغير الموضوع...
دعاء: تعرفى أنا مش زعلانه إنى ماحملتش لحد دلوقتى، أنا واثقه إن كل حاجه وليها وقتها، ده حتى تامر مابيتكلمش فى موضوع الخلفه ده نهائى.
مروه بإبتسامه: تامر بيحبك يادعاء.

دعاء: مانا عارفه، صحيح بقا إحكيلى أخبارك إيه مع حازم؟
ملامحها إتغيرت للحزن الشديد...
دعاء: مروه لو مش عايزه تتكلمى خلاص مش هتكلم.
مروه بحزن: أنا بتعذب بوجودى معاه فى نفس المكان.
دعاء: ليه ياروحى؟
مروه بدموع: عشان مش عارفه أقوله إنى بحبه لإن ماينفعش.
دعاء وهى بتحضنها: ماتعيطيش وإهدى كده، ومافيش حاجه إسمها ماينفعش.
فضلت فتره تهديها وهى فى حضنها..

مروه وهى بتخرج من حضنها وبتمسح دموعها وبتبصلها: أنا مش عارفه أقولك إيه بجد، إنتى أختى مش صاحبتى، إنتى فضلتى معايا وماسبتنيش، إنتى روحى التانيه، ربنا يخليكى ليا يا دعاء أنا بجد محظوظه عشان إنتى فى حياتى.
دعاء: أنا وإنتى يامروه عشرة عمر وإنتى عمرك ماسبتينى فى أى ضيقه وفى أى ظرف مهما كان إيه إللى بعمله ده قليل قصاد كل إللى إنتى عملتيهولى، يلا نقوم نشوف هناكل إيه؟
مروه بإبتسامه: يلا.

دخل الشركه وركب الأسانسير، كان بيفكر فى كلام خالد وبيوزنه وشايف إنه صح جدا، قرر إنه يقف جنبها ويسندها حتى لو هى مابتحبوش كفايه إنه بيحبها، خرج من الأسانسير فى الدور السادس وراح نحية مكتبها، أخد نفس عميق وبدأ يخبط على الباب...
حازم بصوت مسموع: مروه.
مالقاش رد منها، فتح الباب وإستغرب إنها مش موجوده، لوهله حس برهبة إنها ممكن تكون هربت منه، راح بسرعه لرشا إللى قاعده فى مكتبها..

حازم بإستفسار مع قلق غير ظاهر: مدام مروه فين؟
رشا: مدام مروه خرجت مع...
حازم بعصبيه وهو بيقاطعها: خرجت راحت فين؟ وليه ماتتصليش بيا وتعرفينى؟
رشا: إهدى يا أستاذ حازم هى...
حازم بعصبيه: إنجزى إنطقى.
رشا: مدام مروه خرجت مع مدام دعاء.
إرتاح لما عرف إنها خرجت مع دعاء...
حازم لرشا بهدوء: تمام بعد كده يا أستاذه رشا تعرفينى كل حاجه، إتفضلى ركزى فى شغلك.

سابها و راح ركب الأسانسير وبعدها راح للدور العاشر، ، خرج من الأسانسير وراح لمكتبه، أخد نفس عميق وقعد يفكر كتير، طب ليه خرجت مع دعاء؟ وليه مقالتليش؟ طب خرجت راحت فين؟
فضل ماشى رايح جاى زى المجنون وبيفكر كتير لحد ما قرر إنه يتصل بيها لحد ماردت...
مروه: ألو.
حاول يتحكم فى أعصابه..
حازم: أيوه يامروه، إنتى فين؟
مروه وهى بتبص لدعاء إللى بتبتسملها...
مروه: أنا فى الفيلا عند دعاء.

حازم: إنتى كويسه طيب؟ أجى أخدك ونروح مع بعض؟
إستغربت أسلوبه إللى إتغير بالكامل، مش ده حازم إللى كان عايز يخلص منها بسرعه...
حازم بقلق: مروه إنتى معايا؟
مروه: أيوه، أنا كويسه.
حازم: طب أجى أخدك؟ ولا إنتى قدامك كتير؟
مروه: لا مافيش كتير قدامى.
حازم بإرتياح: طيب مش هتأخر عليكى.
مروه: تمام.
قفل المكالمه، وهى بصت لدعاء إللى بتبصلها بإستفسار...
دعاء: كان عايز إيه؟
مروه بإستغراب: هييجى ياخدنى عشان نروح.

دعاء: طب ده شئ حلو جدا.
مروه: برده يا دعاء؟
دعاء: حازم بيحبك يامروه، إديله فرصه.
مروه: وأنا قولتلك ماينفعش.
دعاء كانت لسه هتتكلم إتفاجأت بتامر إللى دخل الفيلا، قامت بتلقائيه وراحت نحيته..
دعاء بفرحه: أخيرا جيت.
تامر بإبتسامه: أنا آسف إنى إتأخرت عليكى، بس كان ورايا شغل كتيير.
دعاء بهيام: المهم إنك رجعتلى.
تامر كان لسه هيتكلم لاحظ وجود مروه، إتحرج بشده..
تامر بحمحمه: مروه، إزيك؟

مروه كانت سرحانه وبتبصلهم بحب وبتتمنى إنها تعيش التفاصيل دى مع حازم، فاقت من إللى هى فيه وبصت لتامر...
مروه بإبتسامه خفيفه: الحمدلله.
تامر بإحراج: مش تقولى يادعاء إن مروه هنا *بدأ يتكلم بصوت مسموع* بدريه.
الخدامه خرجت من المطبخ وراحتلهم..
تامر: جهزى الغداء بسرعه.
بدايه: حاضر يا بيه.
مروه: مالهوش داعى هو حازم هييجى و...
تامر وهو بيقاطعها: خلاص لما ييجى يبقى ياكل معانا.
معرفتش تقول إيه بس قررت إنها تسكت...

قبل لحظات..
حازم قفل المكالمه مع مروه ولسه هيخرج من المكتب لقى أيمن داخل عليه ومتضايق جدا...
حازم بإستغراب: ياساتر، فى إيه؟
أيمن بضيق: جورج.
حازم بإستفسار: ماله جورج؟
أيمن بإبتسامه مصطنعه: جورج أعلن فى كل الجرائد والمجلات إن سيادتك إتجوزت، لا وكمان عامل حفله على شرفه ليك إنت ومروه بعد العيد.
حازم بصدمه: نعم!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة