قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن الفصل الحادي عشر

رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن الفصل الحادي عشر

رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن الفصل الحادي عشر

دخلت مريم صباحا إلى مكتبها فوجدت حركة غير طبيعية في مكتب يوسف، ثم سمعته يصرخ في بعضهم من الداخل قائلا:
الملف ده لو ضاع هتبقى كارثة
أطلت برأسها إلى الداخل لترى ما يحدث فوجدت أثنين من الموظفين يقفان أمامه وهو منفعل بشدة في الحديث و عندما رآها فجأة نظر لها نظرة حادة وقال بعصبية:
تعالى هنا يا هانم في ملف ضايع وحضرتك لسه واصله
قال الموظف الأول: - يافندم حضرتك مضيت الملف ده أمبارح.

قال الاخر: - وقلت حضرتك هتبعته للحاج إبراهيم يمضيه ويراجعه
قال في عصبية: - أتفضلوا انتوا دلوقتى
ثم استدار لها وهي تقول: - ملف أيه بس وأحنا ندور عليه
هتف يوسف بعصبية: - لسه بتسألى. الملف اللى أخدتيه امبارح قبل ما نمشى وقلتى هتبعتيه للحاج إبراهيم
ارتبكت مريم وهي تفكر بصوت عالى: - مش فاكرة. طيب استنى أفتكر.

أنفعل أكثر قائلا: - الملف ضاع وأنتِ لسه هتفكرى. أكيد نسيتى تبعتيه اتفضلى يالا دورى عليه في مكتبك وفي الدولاب. أقلبى الدنيا عليه
خرجت مريم في اضطراب شديد تبحث بتوتر وسرعة، لم تجد شيئا ولا تذكر أيضا شكل الملف، خرج إليها بعد دقائق وهو مازال يهتف بصوته الجهورى:
أيه لسه مش لاقيه حاجة. أنتِ عارفة لو الملف ده ضاع هيحصل ايه.

حاولت مريم أن تركز تفكيرها لعلها تتذكر أين هو ولكنه لم يعطيها فرصة، صوته العالى أربكها جدا وشتت تفكيرها، ظلت تبحث أكثر من نصف ساعة وهو واقف ينظر إليها ويشتت تفكيرها بصوته ويربكها حتى جلست خلف مكتبها وهي تتنفس بصعوبة، ولفت يدها إلى ظهرها لتمسك بجزعها وهي تقول بألم:
خلاص مش قادرة. ضهرى أتكسر
قال يوسف بانفعال: - يعنى أيه مش قادرة. قومى دورى تانى.

كادت مريم أن تبكى وهي تقول: - خلاص مش قادره ضهرى هيموتنى. مش هدور تانى وأعمل اللى تعمله يارب حتى ترفدنى
تركها ودخل مكتبه ثم عاد بعد لحظة وفي يده الملف الضائع، وقف أمامها وقال مبتسما:
الملف أهو.
ثم وضعه أمامها وقال بانتصار: - فاكره المج اللى وقع أتكسر لوحده...

واستدار لينصرف وهو يقلد طريقتها المستفزة في الكلام طب عن أذنك أنا بقى لحد ما ضهرك يرتاح ثم أطلق ضحكات عالية مستفزة وعاد يستدير إليها وهي تنظر له بدهشة وحنق وقال:
متلعبيش مع الأسد تانى يا قطة. أتفقنا...

وأنصرف لمكتبه وصدى ضحكاته المنتصرة يدوى في أذنها بصخب، نظرت إلى المكان الذي كان يقف فيه بذهول، ثم ضربت المكتب بقدمها في غيظ شديد فآلمتها قدمها فجلست تبكى وهي تشعر بالضيق والحنق منه، ها هو قد وفي بوعده ولم يتركها تنعم بما فعلته به في المرة الأخيرة ورد لها فعلها أضعاف مضاعفة، بكت أكثر وهي تقول في ضيق:
والله لوريك يا يوسف. والله لوريك
قالت كلمتها الأخيرة واجهشت في البكاء كالأطفال.

عادت إيمان من عملها وقت الظهيرة وعبرت الحديقة بخطوات واسعة وقبل أن تصل للداخل لفت نظرها وجود عبد الرحمن في ركن بعيد نسبياً يقف أمام حوض معين من أحواض الزهور، كان يحبه ويرويه دائما بنفسه، تعجبت إيمان فهى لم تعتاد على وجود عبد الرحمن في البيت في مثل هذا الوقت، فمن المفترض أن يكون في العمل، وقفت متأملة للحوض الذي يتأمله، كان أجمل حوض للزهور في الحديقة كلها، وكان يحوى زهرة بيضاء ملفتة للأنتباه ومميزة جدا عن بقية الزهور، كان عبد الرحمن يقف أمام تلك الزهرة الرائعة، نعم هذه الزهرة كانت هند معجبة بها وهمت أن تقطفها ولكنه طلب منها أن تتركها على أن يسميها باسمها، وبالفعل كان يسمى تلك الزهرة هند.

وضع أطراف أصابعه على تلك الزهرة فظنت إيمان أنه يتحسسها ويلامس شذاها ولكنها تفاجأت به يقطفها في عنف ويرمى بها بغضب خلف ظهره بقوة وغضب، سقطت الزهرة فاقتربت منها خطوات، وجعلت تنظر إليها وهي ملقاة على الأرض وتنظر له باستنكار، كيف يفعل هذا، كيف يرمى تلك الزهرة الرائعة المميزة بهذا الغضب، ماذا فعلت له تلك المسكينة!

أستدار لينظر إلى موقع السقوط فلم يلاحظ وجود إيمان رغم اقترابها منها فنظر إلى الزهرة بغضب أكبر وخطى إليها بسرعة وغضب ليدهسها بقدميه، وقبل أن يقوم بدهسها بلحظة ألتقطتها في سرعة ووقفت تنظر له بصمت متسائل. فقال في غضب:
أرمى الوردة دى على الأرض. حالاً
قالت له بتعجب: - ليه حرام عليك. عاوز تدوسها ليه
هتف عبد الرحمن في عصبية: - بقولك أرميها.

فتحت حقيبتها في سرعة ووضعتها بداخلها وقالت له بتحدى: - مش هرميها. لو أنت مش عاوزها أنا عاوزاها
تطايرت شرارات الغضب من عينيه وصرخ في وجهها: - وأنتِ مالك أنتِ. بتدخلى في اللى ملكيش فيه ليه. عاوزها ولا مش عاوزها يخصك أيه أنتِ. لما أقولك أرميها تسمعى الكلام وأنتِ ساكتة فاهمه ولا لاء. أياكى تدخلى في حاجة تخصنى تانى ولا حتى تقفى في مكان أنا فيه.

كانت نظراته حادة جدا والغضب يطل من عينيه فعلمت أنه ليس في حالته الطبيعية وتراجعت للخلف خوفا من أى تطاول من الممكن أن يحدث، ثم استدارت وخطت خطوات سريعة أقرب إلى الجرى للداخل، لم تنتظر المصعد ولم تفكر به وصعدت الدرج في سرعة ومنه إلى شقتها و دخلت غرفتها وألقت نفسها على الفراش وظلت تبكى وقلبها يخفق بشدة.

كانت أول مرة في حياتها تستشعر الخوف من أحد وتتراجع أمامه خوفا من بطشه. شعرت بمهانة كبيرة وبأنها شخص غير مرغوب فيه وأنها في بيت غريب عنها من السهل أن تطرد منه في أى وقت، نهضت وكفكفت دموعها وجمعت ملابسها في حقيبة صغيرة، هبطت إلى الأسفل وخرجت للخارج في سرعة دون أن يلاحظها أحد، وعادت من حيث أتت.

ظلت أم عبد الرحمن تطرق الباب ولكن لم يستجيب لها أحد، قلقت بشدة وعادت إلى شقتها ووقفت تفكر في حيرة، ألتقطت الهاتف وحاولت الأتصال بإيمان عدة مرات ولكنها لم تلقى أى أجابة، زاد قلقها وتحدثت إلى زوجها هاتفيا وأخبرته بقلقها على إيمان وأنها لا تستجيب لطرقاتها فطلب منها أن تدخل لعبد الرحمن ليحاول فتح باب الشقة لعلها حدث لها شىء في الداخل وهي بمفردها.

ذهبت إليه مسرعة وطلبت منه ذلك، حاول عبد الرحمن أن يتملص من أمه فهو لا يريد ان يحتك بها بعد ما فعله معها ولكن أمه أصرت، فصعد معها وطرق الباب عدة مرات دون فائدة ثم اضطروا في النهاية إلى فتح الباب عنوة، وقف في الخارج ودخلت هي تبحث عن إيمان فلم تجدها، دخلت غرفة نومها فوجدت خزانة ملابسها خاوية فخرجت في سرعة وهي تهتف به:
إيمان خدت هدومها ومشيت يا عبد الرحمن. ياترى أيه اللى حصل خلاها تعمل كده.

طأطأ رأسه أرضاً بأسف وقال بخفوت: - أنا السبب
قص عليها ما حدث بينهما في الحديقة فنظرت له مؤنبة وقالت: - ليه كده يا عبد الرحمن. ملقتش غير إيمان وتعمل معاها كده. دى أمانة عندنا يابنى حرام عليك
قال بارتباك وإحساس بالذنب: - أهو اللى حصل بقى. أعصابى فلتت مني غصب عنى مكنش قصدى.

هاتفت زوجها مرة أخرى وأخبرته بما حدث فثار في غضب وتوقع أن تكون عادت إلى شقتهم في السيدة زينب، خرج من مكتبه دون أن يخبر أحدا وتوجه إليها.
فتحت الباب فوجدته أمامها. أخذها بين ذراعيه فبكت. ربت على ظهرها في حنان وجلس بجوارها وقال:
حقك عليا يابنتى متزعليش
قالت وهي تبكى: - لا يا عمى أنت مغلطش فيا بالعكس أنت كان نفسك تلمنا حواليك لكن أظاهر أن أحنا مش مرغوب فينا.

قال مشفقا: - لا يا إيمان متقوليش كده. ده انتوا عندى أحسن من عيالى. ده البيت ده ليكوا قبل ما يبقى لولادى يا بنتى
قالت بصوت باكى: - معلش يا عمى أنا مش هقدر أرجع هناك تانى. أنا أقعد في جحر بس بكرامتى
عقد حاجبيه وزاد سخطه على ولده وقال بانفعال: - وكرامتك متصانة يابنتى وأنا هجبهولك لحد عندك يعتذرلك واعملى فيه اللى أنتِ عاوزاه.

حركت رأسها نفيا وقالت: - مش عاوزه حد يعتذرلى. معلش يا عمى سبنى هنا كام يوم أريح أعصابى وبعدين نبقى نتكلم
حاول ترضيتها قائلا: - حتى لو أنا أتأسفتلك يابنتى بالنيابة عنه.

قالت إيمان بحرج بالغ: - لا يا عمى أرجوك متعملش كده وبعد أذنك متقولش حاجة لإيهاب. حضرتك عارف أنه حمقى وممكن يكبر الموضوع. أنا هقوله أن المشوار من المدرسة للبيت عند حضرتك متعب شوية خصوصا أننا عندنا أمتحانات شهر وبنروح بدرى وبنمشى متأخر وهقوله أنى هقعد هنا لحد ما الامتحانات دى تخلص
أسند رأسه إلى راحة يده وهو يقول بضيق: - يعنى كمان عاوزه تقعدى لوحدك هنا.

أمسكت بيده وقالت برجاء: - معلش يا عمى سبنى على راحتى. وبعدين شغل إيهاب ومريم مش هيسمحلهم يخبطوا المشوار ده كل يوم لكن أنا سهله. المدرسة قريبه من هنا
حاول معها كثيرا ولكنها لم تتراجع فاضطر أن يسمح لها بالبقاء يومين لا أكثر
فى المساء ذهب إليها إيهاب ومريم، كان إيهاب غير مقتنع بما تقول فنظر لها بتمعن قائلا:
يا إيمان أنا مش مقتنع باللى بتقوليه ده أمتحانات شهر أيه اللى تقعدك هنا لوحدك.

حاولت أن تخفى تعابير وجهها وهي تقول: - معلش يا إيهاب سبنى براحتى. أنا كده هبقى مرتاحة أكتر. ولما الامتحانات تخلص هرجع تانى ان شاء الله
جلس بجوارها قائلا: - وفجأه كده من غير ما تقوليلى
أبتسمت أبتسامة زائفة وقالت: - منا قلت أهرب بقى قبل ما تمنعنى
نظر لها بعمق محاولاً سبر أغوارها: - والله! وفكرانى هصدقك. ده أنتِ توأمى يا إيمان يعنى أحس بيكى من قبل ما تتكلمى.

لمعت عيناها فقاطعتهما مريم قائلة: - لو مصممة يبقى هنقعد معاكى ماهو مش معقول نسيبك هنا لوحدك
أبتسمت لها ايمان وقالت: - ياسلام بقى الست البرنسيسة هترجع تقعد هنا تانى
بادلتها مريم الأبتسامة وقالت: - يالا بقى معلش كلوا بثوابه
إيمان: - طب والشغل يا مريم
شعرت مريم بحيرة وقالت بحزن: - لا أنا مش هروح الشغل ده تانى
قال إيهاب متعجباً: - ليه أنتِ كمان. حد زعلك ولا ايه.

تكلمت مريم وهي تستشعر مشاعر متناقضة وقالت: - لا يا إيهاب متقلقش. انا بس حاسة أنى أهملت مذاكرتى وعاوزة أرجع أذاكر تانى وأحضر محاضراتى. متنساش أننا عندنا عملى ولسه كمان في تدريب في الصيف عليه درجات
ضمها إليه قائلا: - أحبك وأنتِ عاقلة كده.
قالت إيمان بطريقة طفولية: - ياسلام وأنا يعنى ماليش في الأحضان الدافئة دى.

ضمها ضاحكا تحت ذراعه الآخر وهو يقول في حنان: - ربنا يخاليكوا ليا يارب، أيه فيلم الحرمان اللى احنا عاملينه ده
نظرت إيمان إلى مريم وهما تحت ذراعيه نظرة ماكرة وأشارت لها مريم. واحد. اثنين. ثلاثة. وفجأه انقضوا عليه باللكمات. ظل يجرى منهما في مرح ويقفز من المقعد للمائدة وهما يلاحقانه بضحك هستيري!

دخل الحاج حسين إلى غرفة عبد الرحمن ووقف أمامه وقال في غضب: - ولاد عمك كلهم هيقعدوا هناك مع إيمان. شايف انت عملت ايه، اللى أنا تعبت فيه جيت في لحظة هديته
نهض ووقف أمام أبيه في حزن شديد وقال: - أنا آسف يا بابا. والله ماكنت أقصد أى حاجة من اللى حصلت دى. أنا خرجت عن شعورى.

أكمل والده بانفعال متجاهلاً حديثه: - عارف البنت قالت لاخوتها أيه. قالتلهم أنها قاعدة هناك علشان أمتحانات الشهر بتاعة مدرستها. مجابتش سيرتك خالص طلعت أحسن منك يا عبد الرحمن
جلس عبد الرحمن إلى فراشه ودفن رأسه بين كفيه في حزن عميق، نظر له والده في شفقة ولان صوته قائلا:.

كل ده ليه يابنى. الدنيا مبتوقفش على حد. أنت لسه في عز شبابك ولسه ياما هتشوف يابنى أنت عاقل ولازم توزن الأمور أحسن من كده. ولا زم تعرف تفرق بين الغث والثمين ووضع كفه على رأسه في حب وقال:
أنا عارفك يا عبد الرحمن. أنت راجل يابنى وهتعدى أى محنة قدامك وهتبقى أقوى من الأول مليون مرة، يابنى الضربة اللى متكسركش هتقويك. وانت عضمك ناشف. ده انت اللى هتشيل الشيلة كلها من بعدى يابنى.

تناول كف أبيه وقبله وقال: - ربنا يديك طولت العمر يا بابا. ده احنا من غيرك منسواش حاجة. أرجوك متزعلش مني أوعدك أنى أرجع لحياتى تانى أقوى من الأول
وعد يا عبد الرحمن
وعد يا بابا
وقف والده وهو يقول: - ربنا يبارك فيك يابنى. أنا كنت عارف أنك راجل وأنك مش هتعمل غير كده
أنتبه عبد الرحمن فجأة وكأنه قد تذكر شيئا فنظر إلى والده وقال: - متعرفش يا بابا المدرسة اللى إيمان بتشتغل فيها أسمها ايه؟

فى الصباح دخل يوسف مكتبه ولكنه لم يجد مريم، فظن أنها ستأتى متأخرة وبعد حوالى الساعة أتصل به والده وطلب منه الحضور إليه، قطع يوسف الممر إلى مكتب والده ودخل إليه فأشار له بالجلوس وهو يقول:
أقعد يا يوسف
وبدون مقدمات قال: - ها قولى بقى عملت أيه في بنت عمك انت كمان
قطب جبينه وقال: - يعنى أيه يا بابا مش فاهم قصد حضرتك
قصدى مريم يا يوسف. زعلتها تانى ليه هو انا مش هخلص من مشاكلكوا دى.

وأكمل بانفعال: - مريم كلمتنى وقالتلى انها مش هتشتغل معاك تانى. ولما سألتها ليه قالتلى على اللى عملته فيها وصممت مترجعش تانى وأتحججت بمذاكرتها والمحاضرات
يا بابا هي اللى ابتدت وأنت عارفنى مبحبش أسيب حقى
أنفعل الحاج حسين قائلا: -هو انا مش هخلص من حركات العيال دى. انا مخلف رجاله ولا عيال فهمونى هو احنا في شركة ولا في حضانة.

حاول يوسف أضافة بعض المرح مع الأعتذار فقال: - أنا آسف يا بابا خلاص أوعدك مش هضايقها تانى. ولو عملتلى حاجة هبعت جواب لولى أمرها اللى هو حضرتك طبعا ولو هي أشتكتلك مني أبقى ذنبنى على السبورة
أبتسم الحاج حسين لمزاحه وقال: - مش لما ترضى ترجع تشتغل معاك تانى يا فالح...
قال يوسف بأسلوب استعراضى: - أطمن يا بابا انا هعرف اخليها ترجع الشغل تانى.

أشاح حسين بوجهه وقال بمكر: - دى مش طايقة تشوفك. ومهما عملت مش هتصفالك. انا متأكد انك مش هتقدر
نهض يوسف بشغف وقال بتحدى: - ماشى يا حاج أفتكر بس الكلام ده علشان لما تلاقيها رجعت تتأكد انى أقدر ولما بحط حاجة في دماغى بعملها. ماشى
قال حسين بعدم اكتراث مدروس: - طب يالا روح شوف شغلك. لما نشوف.

أنصرف يوسف وبمجرد أن أغلق الباب خلفه ابتسم والده. فهو يعلم جيدا أبناءه ويعلم الطريق إلى قلب كل منهم ويسلك هذا الطريق في ذكاء شديد.
جلست إيمان في المساء على فراشها وهي تنظر إلى الزهرة المسكينة التي ألقى بها على الأرض وتناولت الكوب الذي وضعتها به وجعلت تنظر إليها في شفقة وهي تتخيل شكلها وهي تدهس بالأقدام. مررت عليها أطراف أصابعها في رقة وتهمس لها همسا:
متزعليش مش كل الناس معندهاش رحمه زيه.

رفعت مريم الوسادة من فوق رأسها وهي تقول بتثاءب: - بتقولى حاجة يا إيمان
ألتفتت إيمان إليها قائلة: - لالا نامى انتِ
نظرت لها مريم بشك قائلة: - ازاى بقى انا سمعتك بتقولى حاجة
أجابتها ايمان بضجر: - أوف. أنتِ يابنتى ودانك دى ايه. ده أنتِ ينفع تشتغلى مقياس للزلازل. كنت بكلم الوردة خلاص ارتحتى
مريم وهي تفتح عين وتغمض الأخرى قائلة: - والنبى أنتِ أتهبلتى. بتكلمى الوردة!

ألتفتت إليها إيمان باستنكار قائلة: - أيه والنبى دى؟ لما تحلفى احلفى بالله. قولى لا اله الا الله
رددت مريم بصوت ناعس: - لا اله الا الله...
قامت إيمان وأطفأت المصباح واستسلمت للنوم، نامت الفتاتان وهما لا يعلمان ماذا ينتظرهما في الغد.!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة