قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن الفصل الثالث

رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن الفصل الثالث

رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن الفصل الثالث

ألقت هند الهاتف وهي تزفر بشدة قائلة: - قفل السكة في وشى
ثم نظرت لأختها علا بعتاب وتابعت: - عجبك كده منظرى دلوقتى بقى ايه قدامه؟ ياريتنى ما سمعت كلامك. أنا كان مخى فين بس
نظرت لها علا متسائلة وهي تقول: - ليه بس؟
ضمت هند ركبتيها إلى صدرها وهي على فراشها و تقول حانقة: - شكلى بقى وحش أوى بعد الحركة دى.
ابتسمت علا بمكر ثم قالت: - ولا وحش ولا حاجة. بكره يتعود.

حدقت هند بها وقالت بانفعال: - يتعود على أيه أنتِ فاكرانى أيه. أنا مقدرش أعمل اللى أنتِ عايزاه ده. انا كبيرى أوى أدلع عليه.

نظرت لها علا بطرف عينيها باستخفاف قائلة: - يابت متبقيش هبلة لو معملتيش كده الخطوبة هتطول. وده واحد ابن ناس وألف واحدة حاطة عينها عليه ونفسها يبصلها. ويمكن يلاقى واحدة أحلى منك ويشبك معاها ويرميكى. لازم تعلقيه بيكى على قد ما تقدرى علشان يعجل بالجواز ويقولك يالا نتجوز بكره. الوقت مش في صالحك يا هند.

أشاحت هند بوجهها وهي تهتف باستنكار: - لا بس أنا اعرف عبد الرحمن كويس. مالوش في البنات أوى يعنى وبعدين معندوش وقت ليهم كمان وانا متأكده أنه بيحبنى ومش هيسيبنى و خايفة أسمع كلامك يفكر أنى واحدة مش كويسة ويفسخ الخطوبة.

علا: - هو أنا قلتلك اعملى حاجه وحشه لا سمح الله، أنا بقولك علقيه بيكى بس، ده شكله بارد ونفسه طويل وبعدين تقدرى تقوليلى اللى زى ده والفلوس على قلبه هو وعيلته كلها وجاى يعمل خطوبة ليه؟ أيه عاوز وقت يجيب الشقة ولا يعمل جمعية علشان العفش
لا علشان نقرب من بعض ونعرف بعض كويس.

أجابت علا بثقة: - يا سلام ما أنتِ معاهم بقالك سنة دلوقتى. كل ده لسه ميعرفكيش. أسمعى كلامى هو مين اللى خالاه يحبك ويخطبك. مش هي نصايحي دى اللى مش عاجباكى دلوقتى!..

عادت وفاء من الجامعة وكانت في طريقها الى بوابة المنزل الداخلية ولكنها لمحت فرحة تجلس في الحديقة وترسم منهمكة في لوحاتها، غيرت أتجاهها وذهبت إليها بابتسامة مرحة قائلة:
السلام عليكم. بتعملى أيه بترسمى برضة
أجابتها فرحة بمشاكسة: - أومال شايفانى بطبخ يعنى. أيه اللى جابك بدرى خلصتى محاضرات؟
جلست وفاء على أحد المقاعد الصغيرة بجوارها وهي تقول: - لا يا ستى كان عندنا محاضرة جنائى وأتلغت.

زفرت فرحة ثم قالت متعجبة: - والله أنا مش عارفة أيه حبك في دراستك دى هتطلعى أيه يعنى وكيل نيابة ولا قاضى
وفاء: - ولا ده ولا ده أنا نفسى أبقى محامية وياسلام بقى لو أتخصص في قضايا القتل يا بنت عمى
ألتفتت إليها فرحة في دهشه هاتفة: - يخربيت الأفلام الأكشن اللى بتتفرجى عليها دى. أيه هتعملى فيها شارلوك هولمز ولا ايه.

نظرت لها وفاء وقالت باستنكار: - محدش بيقدر الجميل ابدا. ماهو يا ست علبة ألوان أنتِ لو مكنش شارلوك هولمز ده مكنش أبوكى وأبويا اكتشفوا أنهم بيدوروا على سراب من سنين ولا ناسية أنى أنا اللى نبهتهم أن ولاد عمى ممكن يكونوا في مصر أساسا ومسافروش
نظرت إليها فرحة في تفكير وقالت بشرود: - تفتكرى يا وفاء لو هم في مصر ليه مدورش علينا.

وفاء: - الله أعلم. أحنا لحد دلوقتى منعرفش أصلا هي مرات عمى علي خدتهم ومشيت ليه، طب لو قلنا علشان أطلقوا. طب وأيه يعنى هي كل واحدة تطلق تاخد عيالها وتهرب، لالالا الموضوع فيه سر!

نظر عبد الرحمن في الكشوفات للمرة الثانية وهو غير مصدق متمتماً معقول !
قال صديقه متسائلاً: - أيه الأسم فيه حاجة غلط؟
قال عبد الرحمن وهو مازال محملقاً في الكشوفات: - لا ده صح جدا. جدا...
ثم نظر إلى صديقه بنظرات لامعة وكأنه عثر على كنز لتوه وقال: - هات ورقة وقلم بسرعة.

نقل عبد الرحمن بعض البيانات في ورقة خاصة وترك صديقه وأنطلق إلى سيارته في سرعة عائدًا إلى الشركة بلهفة وهو يتخيل سعادة والده بالخبر الذي يحمله إليه، وصل إلى مقر الشركة وصعد إلى أبيه في سرعة ودلف إلى مكتب هند وهو يقول في عجلة من أمره
هند بابا جوه مش كده
وقفت وعلى وجهها علامات الاستنكار من أسلوبه فهو لم يلقى حتى عليها السلام وقبل أن تتفوه بكلمة تركها وتوجه للمكتب وطرق ودخل.

كان يتوقع أن يجد أبيه بمفرده ولكنه وجد عمه إبراهيم وولده وليد وشاهد أخيه يوسف يقف بجوار أبيه الذي نظر إليه وقال:
كويس أنك جيت يا عبد الرحمن تعالى
قال عبد الرحمن بشغف: - أنا لسه واصل من المطار حالا يا بابا ومش هتصدق عندى ليك مفاجأة بمليون جنية
عقب يوسف ساخراً: - أحنا اللى عندنا مفاجأة بعشرة مليون مش مليون واحدة
نظر له عبد الرحمن بتساءل فشاهد والده يتناول خطاب مفتوح أمامه ومد يده به وهو يقول:.

مرات عمك علي بعتتلنا جواب
أخذ عبد الرحمن الظرف ونظر إليه بتمعن وقال: - ده مفيش عنوان ولا ختم ولا حاجة. الجواب ده وصل هنا ازاى
قال حسين شارحاً: - هند جبتهولى مع البوسطة وقالتلى أنها لقيته في صندوق البريد اللى في مدخل الشركة وطبعا بما أنه مكتوب عليه خاص وأسمى فمحدش فتحه غيرى
صمت عبد الرحمن وقال بتفكير: - يبقى أكيد هي اللى حطت الجواب في الصندوق
قال إبراهيم متسائلاً: - يعنى أيه يابنى الكلام ده.

قال عبد الرحمن على الفور: - ماهى دى المفاجأة بتاعتى. أنا لقيت اسمها في الكشوف. جات أول امبارح ومشيت امبارح بالليل. يعنى باتت ليلة واحدة. وأكيد هي أو حد تبعها اللى حط الجواب ده في الصندوق
ألتفت الحاج حسين إليه قائلا بنفاذ صبر: - يعنى مقرتش الجواب يا عبد الرحمن!

أنتبه عبد الرحمن وفتح الخطاب وقرأ ما فيه بصوت مسموع قليلاً: أزيك يا حسين. أنا أحلام مرات أخوك علي الله يرحمه. قصدى طليقته. أنا عارفة انك هتستغرب وعارفة انك مكنتش متوقع انى ابعتلك بعد السنين دى كلها. ومعرفش اذا كنت هتفرح بالجواب ده ولا هتقطعه وترميه في الزبالة. أنا مش هفتح في القديم يا ابو عبد الرحمن انا بعتلك الجواب ده مخصوص علشان ولاد أخوك. إيمان وإيهاب ومريم. يا ترى فاكرهم ولا لاء. بلاش تخلى القديم يقف بينك وبين ولاد اخوك اللى من لحمكم ودمكم.

ماهو مش معقول تبقوا انتوا عايشين في العز وولاد أخوك بيشتغلوا علشان يعرفوا يأكلوا نفسهم علشان مش عايزين جوز امهم يصرف عليهم. الولاد في مصر ومبقاش في داعى انى اخبيهم تانى هما خلاص كبروا ويقدروا يحددوا هما عاوزين ايه، انا هديك عنوانهم وانا متأكدة انك لما تروح وتشوفهم عايشين ازاى ضميرك مش هيسمحلك تتخلى عنهم.

رفع عبد الرحمن نظره من الخطاب متعجباً وهو يقول: - في السيدة زينب! ولاد عمى في السيدة زينب السنين دى كلها واحنا منعرفش
قال وليد بسرعة: - يا جماعه مش عاوزين نتسربع لازم نتأكد الأول ان الجواب ده مش لعبة من حد. ولازم نتأكد هما فعلا هما دول ولاد عمنا ولا نصبه ما يمكن حد بيشتغلنا.
نظر إليه والده معاتبا: - تفتكر يابنى بعد الكلام اللى مكتوب ده هنقدر نصبر.

وليد: - يا بابا ماهو اى حد يقدر يكتب اى كلام علشان يصعب علينا. مش اى حد كده نصدقه
عبد الرحمن وكأنه لم يسمع شيئا توجه بالحديث إلى أبيه قائلاً: - ها يا بابا تحب نعمل ايه
كان الحاج حسين واضعاً رأسه بين كفيه غارقاً في ذكرياته عائدا بها للخلف سنوات وسنوات
ياريتنى سمعت كلام ابويا الله يرحمه. الشك مالى قلبى يا حسين مش عارف اعمل ايه
حسين: - أهدى يا علي بس وصلى على النبى كده.

علي بصوت اقرب للبكاء: - عليه الصلاة والسلام. انا عارف انى استاهل اكتر من كده كمان لانى عصيت ابويا ومات وهو غضبان عليا
حسين: - متقولش كده يا علي يا اخويا ابوك عمره ما غضب عليك بالعكس ده كان بيدعيلك ليل نهار ووصانى عليك قبل ما يموت وقالى افضل جنبك ومسيبكش لحظة
قال علي في لوعة: - الله يرحمك يا ياابويا كنت حاسس باللى هيحصلى ونبهتنى وانا كنت اعمى القلب.

ربت حسين على كتفه في حنان وقال: - على فكره بقى الوساوس دى وساوس شيطان مراتك ست كويسة وبتحبك
على في حسرة: - شوف انت بتقول عليها ايه وهي بتقول عليك ايه. وانا من غبائى سمعت كلامها وخدت منك ورثى من ابويا كله وعملت المشاريع الفاشلة اللى كانت عايزاها وخسرت كل حاجة. خلاص خلاص بقيت عاله عليكوا يا حسين انت وابراهيم.

حسين: - متقولش كده يا علي فلوسنا هي فلوسك اهدى بس متعملش في نفسك كده ده انت صاحب مرض وعيالك محتاجينك يا اخويا.

أفاق حسين من شروده وعاد من ذكرياته على صوت ولده يوسف وهو يهتف به ويهزه برفق: - بابا. بابا أنت كويس
رفع حسين رأسه إليهم مرة أخرى وقال بشرود: - ايوا يا يوسف يابنى انا كويس متقلقش
يوسف في قلق: - اصلك مردتش على عبد الرحمن يعنى. بيقولك هنعمل ايه. هنروح؟

الله الله. بتلبسى كده ورايحة على فين. مش قلتى عندك أجازة النهاردة
كانت مريم تلف حجابها أمام المرآه وهي تجيب أختها إيمان: - خلصتى صلاة؟ حرماً.
ثم تابعت مردفةً: - أنا خارجه مع سلمى صاحبتى هنتمشى شويه يا إيمان مخنوقة أوى من قاعدة البيت
قالت إيمان وهي تبتسم: - اه خلصت صلاة. وقلتلك مية مرة قبل كده اسمها تقبل الله. حرما دى ملهاش اصل في السُنة.

وتابعت حديثها قائلة: - أخوكى جاى بدرى النهاردة. أستنى نتغدى مع بعض
ضحكت مريم وقالت بمرح: - أتغدوا انتوا بقى انتوا مشايخ زى بعض. انا هتغدى مع سلمى بره
زفرت إيمان بضيق ثم قالت متسائلة: - رايحين فين؟، انا مبحبش صاحبتك دى ابدا مش بستريحلها خالص
قالت مريم وهي تثبت حجابها: - وايه الجديد، على طول بتقولى كده
قالت إيمان بقلق: - من ساعة ما عرفتى البنت دى وانتِ طريقة لبسك اتغيرت حتى طريقة كلامك مبقتش زى زمان.

قالت مريم بغرور مصطنع: - غلطانة يا إيمان. مش سلمى هي السبب انتِ ناسيه انا في كلية سياحه وفنادق يعنى لازم لبسى يبقى شيك زى صحباتى هناك وإلا هيقولوا عليا معقدة. وبعدين انا مش أى حد انا مريم علي جاسر عارفة عيلة جاسر ولا مبتسمعيش عنهم
رفعت إيمان حاجبيها متعجبة وهي تقول: - من أمتى النغمة دى. واحنا من أمتى بنقول احنا من عيلة جاسر؟ خدنا منها ايه يعنى غير الغربة في بلدنا.

أخذت مريم حقيبتها واتجهت لباب الشقة وهي تقول: - بكره هناخد وهناخد كتير وهتقولى مريم قالت
أستوقفتها إيمان بأشارة من يدها قائلة: - تقصدى ايه يا مريم؟
تحركت مريم تجاه الباب وهي تقول: - ولا حاجة يالا سلام
وأرسلت لها قبلة في الهواء وقالت: - بوسيلى إيهاب متنسيش
خرجت مريم وتركت إيمان مندهشة من طريقة حديثها عن عائلة أبيها، بعد دقائق طرق الباب فظنت إيمان أن مريم قد عادت مرة أخرى، فتحت الباب وهي تقول:
نسيتى أي.

وتوقفت فجأه عن الكلام وبترت عبارتها متسائلة بتوجس: - مين حضرتك؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة