قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية اغتصاب مع سبق الاصرار للكاتبة سارة علي الفصل الثاني والعشرون

رواية اغتصاب مع سبق الاصرار للكاتبة سارة علي كاملة

رواية اغتصاب مع سبق الاصرار للكاتبة سارة علي الفصل الثاني والعشرون

لم تكن سنا تعلم ان هناك من يراقبها وعلم بكل ما حدث معها...
تحاملت على جسدها ونهضت من مكانها وهي تحتضن بطنها بيديها...
تسمرت في مكانها وهي تتطلع الى الرجل الواقف امامها...
كان اخوها امجد... لقد سمع بكل شيء... وعلم بما يحدث من وراءه...
امجد انا...

لم تنته مما قالته حتى وجدته يقبض على ذراعها ويجرها خلفه غير ابه بصراخها وتوسلاتها...
ذهب بها الى سيارته...فتح باب السيارة ورماها داخلها ثم اغلق الباب واتجه الى الجهة الاخرى وركب السيارة وبدأ في قيادتها بينما سنا ما زالت تصرخ به طالبة منه ان يتوقف ويسمعها...

صفعة قوية هطلت على وجهها تبعه توقيف امجد لسيارته على جانب احد الشوارع المظلمة...
اخرسي...وليكي عين تتكلمي...حقيقي انسانة بجحة...
وضعت هنا كف يدها على وجهها بعدم تصديق... كانت تلك المرة الاولى الذي يضربها بها امجد...امجد الذي لطالمها احبها بشدة ودللها كثيرا...لكنها يبدو انها خسرت حبه هذا ودلاله بسبب فعلتها...

انسابت الدموع من عينيها بغزارة بينما اخذت الام بطنها تزداد حدة لتهتف بترجي ولوعة:
امجد ارجوك وديني البيت... بطني بتتقطع...
رماها بنظرات نافرة قبل ان يقود سيارته متجها الى البيت...

عاد حازم الى الفيلا اخيرا...
فتح الباب وهم بالولوج الى الداخل ليجد هنا في وجهه تتأهب للخروج وهي تجر وراءها حقيبة كبيرة...
اغلق الباب خلفه واقترب منها متسائلا:
على فين...؟!
قالت وهي تحاول فتح الباب:
ملكش دعوة...
قبض على ذراعها وادارها نحوه مقربا وجهها من وجهه هاتفا بها بحدة:
قلتلك مليون مرة مفيش حاجة اسمها مليش دعوة...انا من حقي اعرف رايحة فين وليه واخدة شنطتك معاكي...؟!

رمته هنا بنظراتها الغاضبة قبل ان ترد ببساطة واستهزاء:
راجعة بيت اهلي... خلاص جوازنا مبقاش ليه لازمة... كل حاجة بينا انتهت...
وانتي فاكرة انك لما تعملي كده انا هطلقك... وانوا كل حاجة هتجرى زي مانتي عاوزة...
هزت هنا كتفيها قائلة بلا مبالاة:
والله مشكلتك...توافق او لا... بكل الاحوال انا هطلق منك...عجبك او لا...

رد حازم بنبرة قوية:
مش بمزاجك...انا هنا اللي اقرر امتى اطلقك وامتى اخليكي... ولا انتي فاكرة دخول الحمام زي خروجه...
ضغطت هنا على شفتيها بقوة قبل ان تهمس بتحدي:
سيب ايدي اولا...ثانيا انت مجبر تطلقني... اكيد مش هتعيش مع واحدة مش عايزاك ولا طايقاك...

حرر حازم ذراعها من قبضته الفولاذية ثم قرب وجهه من وجهها اكثر حتى لفحت انفاسه وجهها وقال بصوت حازم واثق:
مش بعد كل اللي عملتيه فيا عايزاني اطلقك وبسهولة كده...لا يا قلبي... انسي حكاية الطلاق دي...واتفضلي خدي شنطتك وارجعي اوضتك... لاحسن وديني اوريكي اللي عمرك مشفتيه قبل كده..
عقدت هنا ذراعيها امام صدرها ورفعت حاجبها قائلة:
وإن مرجعتش...؟! هتعمل ايه...؟!

ساعتها هعمل كده...
قالها حازم وهو ينحني بجسده ويحملها بين ذراعيه... اخذت هنا تضربه بقوة وتحاول تحرير جسدها لكن بلا فائدة... علا صوت صراخها عاليا:
سيبني...سيبني يا حقير...
بينما ارتقى حازم درجات السلم بها متجها الى غرفته... فتح الباب الغرفة بعد معاناة ودلف الى الداخل ثم رماها على السرير...

اتكأت هنا على مرفقها ورفعت جسدها قليلا واخذت تتطلع الى حازم الذي اخذ صدره يعلو ويهبط تدريجيا...
انت مجنون...انت مش طبيعي...
قالتها بانفعال وغضب شديدين ليرد بلامبالاة واستفزاز:
هو انتي لسه شفتي حاجة... ده انا هوريكي الويل...
ثم تحرك نحو باب الغرفة خارجا منها دون ان ينسى ان يغلق الباب بالمفتاح جيدا تاركا هنا لوحدها تندب حظها العاثر الذي اوقعها مع رجل مثله...

وقف حازم امام باب غرفة والدته واخذ نفسا عميقا قبل ان يطرق على الباب مرتين بخفة...
جاءه صوت والدته يسمح للطارق بالدخول...
مسح على وجهه بكفيه ثم توجه الى داخل غرفتها وهو يدعو الله ان يقف معه ويسانده...
كانت راقية تجلس على سريرها تقلب في احدى المجلات بشرود حينما شعرت بحازم امامها...
رفعت بصرها نحوه ولم تقل شيئا... اكتفت فقط بنظراتها المتألمة والتي لو كانت تقتل لقتلته فورا...

اخر ما تمناه حازم ان يرى والدته حزينة وتتألم بسببه... فهو يحب والدته كثيرا... تلك المرأة الرقيقة الطيبة لا تستحق منه ان يؤذيها بهذا الشكل...
انا عارف مهما قلت وعملت مش هقدر ابرر ولو جزء صغير من اللي عملته... بس صدقيني انا كاره نفسي فوق ما تتخيلي...وبلوم نفسي كل يوم عاللي عملته ولسه بعمله...

اخفضت والدته بصرها ارضا ليقترب حازم منها وينحني نحوها ويمسك يدها قائلا بنبرة متشنجة:
سامحيني يا امي...سامحيني على كل غلط عملته... انا عارف انوا كلمة سامحيني مش كفاية... بس صدقيني غصب عني... انا من ساعة حادثة مايسة وانا بقيت واحد تاني... بقيت انسان متوحش من جوه وبره...
اكمل بسخرية مريرة:
انسان معطوب داخليا وخارجيا...

تحدثت الام اخيرا بدموع لاذعة:
انا مش مصدقة انك تعمل كده...مش مصدقة انك حازم ابني اللي ربيته على فعل الخير وحب الناس...
مسح حازم دمعة خائنة تسللت من عينه وقال بصوته المبحوح:
ولا انا مصدق... ولا انا...
طب وبعدين... هتفضل كده...؟! تأذي غيرك وتعاقبهم على ذنب ملهمش دعوة بيه...

اشاح بوجهه بعيدا عنها لتلمس ذقنه بأناملها وتدير وجهه ناحيتها مرة اخرى وتكمل:
هنا ذنبها ايه عشان تعمل فيها كده...؟! فالاول اغتصبتها وبعدين اتجوزت عليهت...يعني حتى لما جيت تصحح غلطك معاها صحتته بغلط اكبر...
انتي قولتيها غلطة... غلطة وانتهت...
سنا مش كدة...؟!
انتفض حازم من مكانه وسألها بملامح بدت مصعوقة:
هنا اللي قالتلك...

اجابته راقية:
هنا ملهاش دعوة...انا اللي عرفت لوحدي... مبسوط وانت اتجوزت بنت خالتك بالسر... فرحان بنفسك دلوقتي...
رد حازم بجدية:
هي اللي عرضت عليا الجواز...انا مغصبتهاش على حاجة...
صرخت راقية به وقد فقدت اعصابها:
انت مقتنع باللي بتقوله ده...؟! انت ليه مش عايز تعترف بغلطك...؟! فهمني...

اقترب حازم منها وقال بلهجة متوسلة:
يا امي انا معترف باغلاطي...بس مينفعش اتحمل الغلط لوحدي...
طب وسنا...هتعمل معاها ايه...؟!
حازم بنفاذ صبر:
يادي سنا... بصي انا منكرش اني حبيتها... وجايز لسه بحبها... بس سنا انتهت من حياتي بعدما اجهضت هنا وفضحتنا بالشكل ده...

صمتت الام ولم ترد بينما جلس حازم بجانبها قائلا:
يا ماما انا كل اللي عاوزه انك تسامحيني... انا غلطت كتير واذيتك كتير...
ردت الام:
الكلام ده تقوله لهنا لانك غلطت بحقها...ولما تسامحك هبقى انا ساعتها اسامحك...
كان هذا اخر كلام قالته والدته قبل ان تنهض من فوق سريرها وتتجه خارج الغرفة تاركة حازم لوحده يفكر فيما قالته...

دلف حازم الى غرفته مرة اخرى ليجد هنا جالسة على السرير وهي تهز قدميها بقوة...
كانت قد ارتدت بيجامتها البيتيه وتركت شعرها منسدلا على ظهرها...
رماها بنظرات فارغة ثم اتجه نحو خزانة ملابسه واخرج منها بيجامة مريحة... ارتداها ثم تمدد على السرير وغرق في نوم عميق فهو لم ينم منذ وقت طويل ومتعب للغاية...

تأملته هنا بغيظ كونه نام وتركها لوحدها تكاد تنفجر من شدة الغضب... نهضت من مكانها وهمت بالنوم على السرير من الجهة الأخرى حينما لمحت سكينا موضوعة على طاولة التجميل سبق ان جلبتها وهي تحاول فتح احد مدرجات الخزانة المقفولة والمفقود مفتاحها...
تطلعت اليه وهو نائم بملامح قاتمة قبل ان تحمل السكين بيدها وتحسم امرها... ستقتله وتأخذ بثأرها منه... ذلك المغتصب...مدمر حياتها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة