قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية اغتصاب مع سبق الاصرار للكاتبة سارة علي الفصل الثامن

رواية اغتصاب مع سبق الاصرار للكاتبة سارة علي كاملة

رواية اغتصاب مع سبق الاصرار للكاتبة سارة علي الفصل الثامن

كاد حازم ان ينجرف معها في فورة مشاعره نحوها لولا تدخل عقله الذي استيقظ في اللحظة الاخيرة...
افاق حازم مما يفعله فابتعد عنها بسرعة...
نهض من فوق الاريكة واخذ يغلق ازرار قميصه بينما نهضت سنا بدورها وهي تعدل من وضعية ملابسها...
اقتربت منه ووضعت كف يدها على كتفه ليتشنج جسده بشكل لاحظته هي فالتفت نحوه قائلة بنبرةمندهشة:
حازم...

روحي يا سنا... روحي ارجوكي...
قالها بنبرة متوسلة...يرجوها ان ترحل... ان تتركه وشأنه...
مش هروح... مش هسيبك تاني...
عنادها هذا كان سيجعله يبتسم لولا انه تذكر حقيقة تقف امامه حائلا بينه وبينها...
لو بتحبيني هتروحي...
ردت بنفس العناد:
بحبك بس مش هسيبك...

ثم اقتربت منه وضمته لجسدها تهتف:
انا محتجاك جمبي يا حازم...محتجاك جمبي اكترمن اي وقت...
سنا... انا هتجوز قريب...
شعر بتجمدها الواضح قبل ان تتراجع الى الخلف وهي تتطلع اليه بعينين جاحظتين...
انت بتقول ايه...؟!
قالتها بتعلثم وهي تحاول استيعاب ما سمعته ليرد هو ببرود جاهد ليظهر عليه:
اللي سمعتيه...انا هتجوز...
هتتجوز يا حازم...هتجووز...

كانت ترددها بجنون قبل ان تنهال على صدره ضربا بقبضة يدها وهي تسأله بصوت عالي:
مين هي...؟! مين هي اللي سرقتك مني...؟!
سنا اهدي...
قالها حازم وهو يحاول السيطرة على انفعالها لتسقط بين احضانه وتنهار ببكاء عنيف...
احتضنها بقوة واخذ يلعن نفسه لما سببه لها من اذى فهي لا تستحق منه كل هذا...
سنا اهدي...

ظلت تبكي لفترة طويلة قبل ان تبتعد من بين احضانه وتنهض من مكانه بينما تمسح دموعها بكف يدها...
نهض بدوره واقترب منها متسائلا بقلق حقيقي:
انتي كويسة...؟!
ابتسمت بسخرية قبل ان ترد بتهكم مرير:
جداااا...
سنا انا...
قاطعته بجمود:
ليه...؟! ليه يا حازم...؟! حبيتها...؟!

اجابها بصدق:
عمري محبيت ولا هحب غيرك...
ابتسمت براحة للحظات قبل ان تفقد ابتسامتها وتكمل بتساؤل:
امال ليه عايز تسيبني وتتجوز غيري...؟!
مقدرش اقول...
قالها بجمود لتقول بعصبية شديدة:
انا لازم اعرف ايه اللي حصل وخلاك عاوز تتجوز غيري...من حقي اعرف...

ابعد حازم وجهه عنها لتقترب منه وتمسك ذقنه بأناملها مديرة وجهه ناحيتها متسائلة:
اتكلم يا حازم... ايه اللي حصل...؟! مين البت دي وليه عاوز تتجوزها...؟!
شعر حازم بالاختناق من كل شيء حوله... اخذ نفسا عميقا قبل ان يقص عليها ما حدث...
اتسعت عيناها بصدمة سرعان ما اختفت وحل محلها النفور...
لا يا سنا...متبصليش كده... انا اتجننت لما شفتها... افتكرت مايسة على طول... و...

قاطعته بحيرة:
انا مش عارفة اقولك ايه... حقيقي مش عارفة...
ثم حملت حقيبتها ورحلت تاركة اياه يلعن نفسه لانه اخبرها بما حدث فهاهو سقط من نظرها للمرة الثانية...

دلفت ريهام الى غرفة هنا التي نهضت من مكانها بسرعة مصدومة من وجود ريهام امامها...
اقتربت ريهام منها واحتضنتها بقوة ثم ابتعدت عنها وهي تتسائل بقلق بينما تحيط وجهها بكفي يدها:
انتي كويسه... طمنيني عليكي...
اومأت هنا برأسها بينما اخذت الدموع تنبثق من عينيها بغزارة لتحتضنها ريهام مرة اخرى وتبكي معها...

ابتعدتا الاختان عن بعضيهما بعد لحظات لتسألها ريهام بينما تتطلع الى معصمها الملفوف بالشاش الابيض بقلق:
حاسة بإيه...؟! فيه حاجة وجعاكي...؟!
هزت هنا رأسها نفيا لتقول ريهام بألم:
ازاي تعملي كده يا هنا...؟! ازاي تحاول تنتحري...؟!
تنهدت هنا بتعب وقالت برجاء:
مش وقته يا ريهام...

اومأت ريهام برأسها متفهمة قبل ان تكمل هنا متسائلة:
ماما عاملة ايه..؟! طمنيني عليها...
اجابتها ريهام بجدية:
بقت احسن دلوقتي...بس لازم تعمل العملية باسرع وقت...
اردفت هنا متسائلة:
هو انتي عرفتي ازاي اني هنا..؟!

اجابتهت ريهام:
واحد جه عندنا قال انوا يعرف حازم... وقال انوا عاوز يساعدنا ويدفع تكاليف عملية ماما...
قالت هنا بسرعة:
ايوه خليه يدفعها انا اتفقت معاهم على كده...
اتفقتي مع مين...؟!
سألتها ريهام بعصبية لتبتلع هنا ريقها بتوتر وقد ادركت بأنها وقعتفي لسانها امام اختها...

تحدثت هنا اخيرا بنبرة هادئة:
اتفقت مع حازم اني هوافق اتجوزه لو دفع فلوس عملية ماما...
نهضت ريهام من مكانها ووقفت امام هنا وقالت بغضب مما قالته هنا:
وانتي فاكرة اني ممكن اوافق اخد فلوس منه...
اعتدلت هنا في جلستها وقالت بنبرة مبحوحة:
مقدمناش حل تاني.. لازم نعمل كده...والا ماما هتموت... ثانيا الفلوس دي تخليص حق...ده تمن اللي عمله فيا...

انا مش مصدقه انك بتفكري كده...
قالتها ريهام بدهشة لتبتلع هنا غصتها وتقول:
ولا انا مصدقة... بس انا اتعرضت لكل ده عشان انقذ امي من الموت... مش هاجي دلوقتي واعند واسيبها تموت...
اغمضت ريهام عينيها بالم فهي تدرك ان هنا معها كل الحق...فلا يوجد امامها سوى خيارين...اما ان يسمحوا لحازم بدفع تكاليف العملية او ان يتركوا والدتهم تموت...

بعد مرور ثلاثة ايام...
اوقف حازم سيارته في كراج المشفى...
خرج من السيارة وهو يحمل بيده باقة ورد راقية...
تقدم الى داخل المشفى واتجه الى الغرفة التي تقطن بها هنا...
وقف امام باب غرفتها واخذ نفسا عميقا قبل ان يطرق بخفة على الباب ليأتيه صوت هنا سامحا للطارق بالدخول...

دلف الى الداخل ليجد جالسة على حافة السرير ترتدي بنطلون جينز اسود مع بلوزة حمراء ذات اكمام طويلة تغطي ذراعيها حتى معصميها...
نهضت هنا من مكانها ما ان رأتها وارتسم الغضب على ملامحها بوضوح لتقول بنبرة عصبية:
انت بتعمل ايه هنا...؟!
اقترب منها ووضع باقة الورد على السرير بجانبها وقال بحدة خفيفة:
قلتلك الف مرة قبل كده متعليش صوتك عليا ومتتكلميش معايا بالطريقة دي...

ردت بعناد:
وانا قلتلك مية مرة مش عايزة اشوف وشك قدامي...
رفع بصره الى الاعلى بحركة تدل على نفاذ صبره قبل ان يقول بتهديد:
الزمي حدودك يا هنا واعرفي انتي بتكلمي مين...
ثم اردف بجدية:
ثانيا لازم تتعودي انك هتشوفيني كتير السنة الجاية باعتبار اننا هنتجوز قريب...

اشاحت بوجهها وهي تتمتم بضيق:
ياريت متفكرنيش فالموضوع ده...
لازم تفتكري دايما... لانوا ده الواقع ومفيش مهرب منه...انا وانتي هنتجوز...
مفيش حاجة هتحصل الا بعد ما ماما تعمل العملية وتقوم بالسلامة...
مهو ده اللي جتلك عشانه...
سألته بتوجس:
خيرر... هي ماما حصلها حاجةة...؟!

اجابها محاولا طمأنتها:
متقلقيش هي بخير... النهاردة نقلوها لمستشفى خاصة وعمليتها بعد يومين...
كويس...
غمغمت بقلق خفي شعر به حازم الذي اكمل:
مش هتروحي تشوفيها قبل العملية...؟!
اجابته بمرارة:
وتفتكر هي هتحب تشوفني... عشان مصلحتها بلاش اشوفها..

شعر حازم بالشفقة لاجلها ولام نفسه اكثر لما فعله... فبسبب تهوره وسوء ظنه تدمرت حياة هذه العائلة بالكامل...
حاول ان يقول شيئا لكنه لم يجد شيئا قد يبرر فعله او يستطيع ان يواسيها من خلاله...
تحدث اخيرا:
يلا عشان اوصلك بيتكم...
رمقته بنظرات متعجبة قبل ان تتحول الى غاضبة وتقول:
اولا بلاش اسلوب الأمر ده معايا...ثانيا انا هروح بيتي لوحدي...
وحدك ازاي...؟! انا لازم اوصلك...

يظهر انك ناسي انوا مفيش اي رابط بينا حاليا...وهيبقى شيء سيء انوا الناس يشوفوك وانت بتوصلني... وانا مش عاوزة حد يتكلم عليا...
حك حازم ذقنه بأنامله ولم يعرف ماذا يقول... فكلام هنا كان صحيح للغاية... تطلع اليها بنظرات محتارة قبل ان يقول بجدية:
طب اوصلك فمنطقة قريبة من البيت...
قاطعته بنفاذ صبر:
متقلقش انا هاخد تاكسي واروح بيتنا...
بس..

مبسش... انا اتأخرت ولازم اروح دلوقتي...عن اذنك...
قبض حازم على ذراعها موقفا اياها:
استني...
فيه ايه...؟!
سألته متعجبه ليجيبها:
هبعتلك السواق بتاعي يوصلك...اظن دي مفيهاش مشكلة...
انت ليه مش عايز تستوعب اني مش عايزة اي حاجة منك...؟!
قالتها بنفاذ صبر وعصبية حانقة ليرد حازم ببرود:
بس انتي مجبرة انك تسمعي كلامي وتكوني قريبة مني باعتبار انك مراتي المستقبلية...

حررت ذراعها من قبضته وقالت بملامح كارهة وازدراء:
متصدقش نفسك بس... الجواز ده هيكون مؤقت...لفترة معينة وبعدها كل واحد منا هيروح لحاله...
ثم حملت حقيبتها وقالت بتهكم:
عن اذنك...
ثم خرجت تاركة اياه يحملق في اثرها مصدوما منها ومن تصرفاتها ومن قوتها و وإن كانت مزعومة...

اغلق حازم باب شقته ودلف الى الداخل...
اتجه نحو الحمام وبدأ في خلع ملابسه ليأخذ حمام بارد يساعده قليلا في تهدئة اعصابه المتوترة بصورة دائمة في الفترة الاخيرة...
خرج من الحمام وهو يلف منشفة بيضاء على خصره..

دلف الى غرفته وارتدى بيجامته وهم بالتوجه الى سريره لينام ويرتاح قليلا الا ان رنين جرس الباب منعه من ذلك...
شعر بالتعجب من مجيء شخص اليه في منتصف الليل...
توجه خارج غرفته نحو باب شقته ليفتحه فيجد سنا امامه...
تطلع اليها بقلق وخصوصا بمظهرها المنهار من شدة البكاء...
ما إن سألها عن سبب بكاءها حتى اندفعت بقوة واحتضنته...

شدد حازم من احتضانها واخذ يهدئها بكلماته...
اغلق الباب خلفه وادخلها الى الداخل...
اجلسها على الكنبة وسألها بقلق:
مالك يا سنا..؟! فهميني بس... حصل ايه...؟!
مسحت دموعها باناملها وقالت:
وحشتني...وحشتني اووي يا حازم...انا خلاص مبقتش قادرة اعيش من غيرك...
اغمض حازم عينيه بتعب قبل ان يفتحها ويقول:
قلقتيني يا سنا...افتكرت فيه حاجة حصلت..

ليه...؟! انت شايف وجعي ده ميستحقش اني اعيط بالشكل ده... حازم انا وعيت عالدنيا وانا بحبك... استحملت حاجات كتير منك... عشان كنت متأكدة انك بتحبني... استحملت نزواتك وعلاقاتك النسائية... غرورك وعنادك... اهمالك ليا... كل ده عشان كنت عارفة انك هترجع فالاخر وتكون ليا...عشان كنت واثقة من حبك...

ودي الحقيقة يا سنا... انا بحبك... بس للاسف اكتشفت حبي ليكي متأخر... اكتشفته فوقت مكانش لازم اكتشفه بيه...
مسحت دموعها باناملها وقالت بتصميم:
بس انا مش هسيبك... مش هتخلي عنك...
حتى بعد كل اللي عرفتيه... هتقدري تغفري ليا يا سنا...

ابتسمت بمرارة قبل ان تقول:
تفتكر اللي خلاني اغفر ليك غلطك زمان مش هيخليني اغفر ليك غلطك دلوقتي...
صمت ولم يعرف ماذا يقول بينما اردفت هي:
المهم انك تثبتلي حبك ده...
ازاي.،..؟!
تتجوزني...وحالا...
انتفض حازم من مكانه وقال:
انتي اتجننتي يا سنا... انتي نسيتي اني هتجوز قريب... وانا حكتلك كل حاجة...

نهضت من مكانها واقتربت منه...احتضنت وجهه بكف يدها وقالت:
لا منستش... بس انا وانت عارفين انك مضطر للجوازة دي... وانها مش هتستمر...
حتى لو... بس ده مش يعني اننا نتجوز وحالا...
امال عايزني استنى لحد ما تتجوز وتطلق... عايزني استحمل بعدك عني مرة تانية... اسمعني يا حازم... يا إما نتجوز حالا... يا إما تنساني للابد..
جحظت عينا حازم بصدمة مما يسمعه ليقول بنبرة مترجية:
سنا ارجوكي...

اكملت سناا باصرار:
الشرع حلل ليك اربعة...وانت مش اول او اخر واحد يعملها ويتجوز اثنين...
صمت حازم ولم يتحدث لتقول سنا بخذلان:
يظهر اني غلطت لما افتكرتك بتحبني وعاوزني بجد... عن اذنك...
همت بالتحرك بعيدا عنه ليوقفها بصوته:
استني...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة