قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية اغتصاب مع سبق الاصرار الجزء الثاني للكاتبة سارة علي الفصل الخامس

رواية اغتصاب مع سبق الاصرار الجزء 2 بقلم سارة علي

رواية اغتصاب مع سبق الاصرار الجزء الثاني للكاتبة سارة علي الفصل الخامس

عادت هنا الى غرفتها وهي تشعر بالغضب والغل الشديدين...
جلست على سريرها وأخذت تهز قدميها بقوة... ظلت على هذا الحال فترة ليست بقصيرة... ما زالت تتذكر منظره وهو يواسيها ويضمها اليه...
هل باتت الان سنا في وضع يستحق العطف والشفقة...

ماذا عنها هي...؟! ألا تستحق العطف ايضا...؟! ألا يكفي ما حدث معها...؟! وحياتها التي تدمرت بسبب سنا واخيها وحازم ايضا...
نهضت من مكانها واتجهت الى الشرفة الملحقة في غرفتها... أخذت نفسا عميقا محاولة منها لاستنشاق القليل من الهواء... لمحت حازم وسنا يدلفان الى داخل الفيلا فتحركت بسرعة داخل غرفتها وهي تسب وتلعن سنا في داخلها...

بعد فترة قصيرة حملت حقيبتها ووضعت بها هاتفها واتجهت خارج القصر بأكمله...كانت تسير على قدميها بلا وجهة محددة... فقط تسير وتفكر بكل ما حدث وما زال يحدث معها... قررت اخيرا الذهاب الى منزلها... علها تجد ريهام هناك وتتحدث معها...
ما ان وصلت الى هناك حتى ارتمت بين احضان اختها تبكي بصمت بينما ريهام تربت على ظهرها بحنان،...

توقفت اخيرا عن البكاء لترفع رأسها وتتأمل ريهام التي سألتها بقلق:
حصل ايه عشان كل ده...؟! ياريت تفهميني...
سردت هنا لها ما حدث بينها وبين راقية من حديث ثم أخبرتها بما رأته في الحديقة...
سألتها ريهام بعدما انتهت هنا من سرد ما حدث:
انتي بتحبي حازم يا هنا...؟!

مسحت هنا دموعها باطراف أناملها ثم قالت بحيرة:
مش عارفة... انا اصلا مش عارفة اذا حبيته فالاول او لا... يبقى اكيد مش هعرف اذا كنت بحبه دلوقتي او لا...
اومأت ريهام رأسها بتفهم ثم قالت بجدية:
طب متحكيله...
احكيله ايه..؟!
اجابتها ريهام:
احكيله عالحقيقة...

انتفضت هنا قائلة بعصبية:
بعدما طلقني وطردني من بيته...
مهو افتكرك خنتيه...
حتى لو ده مش مبرر...
قالتها هنا باستياء حقيقي مما تسمعه لترد ريهام:
يا هنا اللي بتفكري فيه غلط... مينفعش تعيشي حياتك كلها عشان تنتقمي... وتنتقمي من مين اصلا... اذا كان اكتر واحد لازم تنتقمي منه مات وراح...

تطلعت اليها هنا بنظرات غير مقتنعة لتكمل ريهام:
هنا انا عايزة اقولك حاجة..
قولي...
قالتها هنا بإذعان لتبتلع ريهام ريقها وتقول بتردد:
ايه رأيك تروحي دكتور نفسي...تحكيله اللي حصل معاكي...وساعتها ممكن يساعدك ويخرجك من اللي انتي فيه...

مش عارفة... انا مبقتش عارفة اعمل ايه او اتصرف ازاي...
قالتعا هنا بنبرة تائهة لتقول ريهام بجدية:
فكري بكلامي... صدقيني لما تروحي لدكتور وتحكيله هترتاحي جدا وهتحسي بفرق...
اومأت هنا برأسها ثم قالت:
تعرفي دكتور كويس...؟!
قالت ريهام بسرعة:
طبعا... دكتور حسام...كان بيشتغل بنفس المستشفى اللي بشتغل فيها...

طب اديني عنوانه...
سجلت لها ريهام عنوان الطبيب لتأخذه هنا وتضعه في حقيبتها ثم تنهض من مكانه وتودع اختها وتخرج من الشقة عاقدة العزم على الذهاب الى ذلك الطبيب...

وقفت هنا أمام عيادة الطبيب وهي تشعر بالخوف والتردد الشديدين...
تأملت اللافتة الموجود عليها اسم الطبيب بملامح قلقة ثم ما لبثت ان أخذت نفسا عميقا وسارت الى داخل العيادة...
انتظرت هنا حتى يأتي دورها ثم دلفت الى الطبيب بخطوات مترددة...
تأملت هنا الطبيب بهيئته الوسيمة المنقمة...كان شابا صغيرا وليس كبيرا كما توقعت...

منحها الطبيب ابتسامة خفيفة ثم طلب منها ان تجلس أمامه...
سألها عن حالها وتحدث معها في بعض المواضيع العامة قبل ان يسألها:
ودلوقتي عايز اسألك سؤال المهم... شكلك حزين ويائس كده ليه يا مدام هنا...؟!
ابتلعت هنا ريقها ثم قالت:
عشان كل حاجة فحياتي بتخليني كده... يائسة وحزينة... مفيش حاجة فيها عدلة...

تأملها الطبيب بنظرات حائرة قبل ان يهتف متسائلا:
ليه...؟! ليه بتقولي كده...؟!
اخذت هنا نفسا عميقا ثم بدأت تسرد لحسام ما حدث معها منذ اول يوم قابلت به حازم... حتى وصلت الى ذلك اليوم الذي كان فارقا في حياتها...
تنهدت بصوت مسموع ثم قالت مكملة وصلة حديثها:
أمجد اتصل بيا وقال انوا عايز يشوفني ضروري... هددني لو مجتش هيقول لحازم...
وانتي رحتيله...؟!

اومأت برأسها وأكملت:
علاقتي مع حازم كانت واخدة وضع كويس وانا مكنتش عايزة اخسره...اضطريت اني اروح... اول ما رحت الشقة اللي اتفقنا اننا نتقابل بيها...
قاطعها:
مش غريبة انوا طلب منكم تتقابلوا بشقة...
اجابته هنا بجدية:
انا استغربت بردوا...بس هو قالي انوا مش عايز حد يشوفنا وده ممكن يحصل لو قابلتع فمكان عام...

اومأ حسام برأسه متفهما بينما أكملت هنا حديثها المضطرب:
رحت... اول مدخلت هناك لقيت حد جه من ورا وحط حاجة على مناخيري خلتني محسش بأي حاجة... ولما صحيت لقيت نفسي...
صمتت ولم تستطع التكملة... شعرت باختناق شديد وهي تتذكر ما حدث...

حينما استيقظت هنا وجدت نفسها ترتدي قميص نوم عاري وبجانبها شاب شبه عاري هو الاخر يقبلها ويضمها اليه...وقبل ان تصرخ بحرف واحد كان حازم قد اقتحم المكان... لم تستوعب ما حدث ولم تشعر بنفسها الا وهي مرمية خارج الشقة وحازم يشتمها ويضربها بأفظع الكلمات قبل ان يلقي يمين الطلاق عليها...

مسحت هنا دموعها وهي تسرد على مسامع الطبيب ما حدث ليتنهد الطبيب بأسى ويقول:
لو مش عايزة تكملي النهاردة ممكن ترتاحي وتكملي بكره...
ياريت..
قالتها هنا ثم نهضت من مكانها وحملت حقيبتها واستأذنت من الطبيب لتخرج من الغرفة...

كان حازم يجلس بجانب سنا التي أخذت تتحدث في امور شتى...ولكنها لم يكن منتبها لحديثها بل كان يفكر في شيء بعيد عنها...
في هذه الاثناء دلفت هنا الى الداخل...كانت تسير بخطوات بطيئة وهي تشعر بدوار شديد... توقفت أمام صالة الجلوس حيث يجلس الاثنان... تطلعت اليها سنا بكره وحازم بنظرات مبهمة لا توحي بشيء... لم تشعر هنا بنفسها الا وهي تسقط على الارض فاقدة للوعي لينتفض حازم من مكانه ويجري نحوها بلهفة شديدة... حملها بسرعة واتجه بها نحو غرفة نومها تتبعه سنا وراقية التي جاءت صدفة وشاهدت ما حدث...

وضعها حازم على السرير وطلب من والدته ان تتتصل بالطبيب...وبالفعل اتصلت والدته بالطبيب الذي جاء بعد فترة قصيرة...
فحص هنا التي استيقظت واستعادت وعيها ثم طلب منها ان تجري مجموعة تحاليل ضرورية...
خرج حازم مودعا الطبيب الذي اخبره:
ضروري تعمل التحاليل دي يا حازم بيه...

هو فيه حاجة تخوف يا دكتور...؟!
اومأ الطبيب برأسه واكمل:
مش هقدر أجزم بحاجة دلوقتي... بس وضعها الصحي مش مطمني... انا أفضل انها تقوم بالتحاليل والاشعة المطلوبة وهي هتبين لينا كل حاجة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة