قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية اغتصاب مع سبق الاصرار الجزء الثاني للكاتبة سارة علي الفصل الثاني

رواية اغتصاب مع سبق الاصرار الجزء 2 بقلم سارة علي

رواية اغتصاب مع سبق الاصرار الجزء الثاني للكاتبة سارة علي الفصل الثاني

في صباح اليوم التالي...
استيقظت هنا من نومها متأخرة قليلا... كانت الساعة قد قاربت على الحادية عشرة صباحا... نهضت من مكانها بسرعة واتجهت خارج غرفتها لتجد ريهام تضع طعام الافطار على السفرة...
صباح الخير...
قالتها وهي تتنهد براحة لتجيبها ريهام بإقتصاب:
صباح النور...

ثم اردفت ريهام:
الفطار جاهز لو تحبي تاكلي...
جلست ريهام على الطاولة وبدأت في تناول طعامها لتقول هنا بإبتسامة غريبة:
احب طبعا...
ثم جلست على الكرسي المقابل لها وبدأت تتناول طعامها بنهم...

انتهت الفتاتان من تناولهما طعام الأفطار فنهضت ريهام من مكانها وأخذت تلملم الطعام لتتبعها هنا وهي تساعدها في هذا...
توقفت هنا عما تفعله حينما لمحت النظرات المستغربة من ريهام... فسألتها متفاجئة:
بتبصيلي كده ليه...؟!
اجابتها ريهام وهي تشيح بوجهها:
مفيش حاجة...

هتفضلي تعامليني بالشكل ده كتير...
التفتت ريهام نحوها ترميها بنظرات حارقة قبل ان تقول بحدة:
والمفروض اني اعاملك ازاي... اضمك وأخدك بالاحضان...
وليه لا...؟! انا مش اختك...
تشكلت على شفتي ريهام ابتسامة ساخرة قبل ان ترد بتهكم:
اه طبعا انتي اختي...
بتعملي كده ليه يا ريهام...؟! بتأذيني بالشكل ده ليه...؟!

سألتها هنا بمرارة لتلتفت ريهام نحوها وترد بعصبية شديدة:
عشان انانية ومبتفكريش غير بنفسك... عشان دمرتي كل اللي حواليكي واولهم انا وأمك... وياريتك اهتميتي لا اتجوزتي وسافرتي وعشتي حياتك... دانتي حتى محضرتيش عزا امك...
هطلت الدموع من مقلتي هنا لا اراديا وهي تتذكر والدتها وكيف ماتت وهي بعيدة عنها...

لقد ترجت حينها امجد وطلبت منه ان يسمح لها بحضور عزائها لكنه رفض بشدة...
بتعيطي.. عيطي كمان يمكن دموعك تغسل ذنوبك يا هنا...
قالتها ريهام بقرف ثم خرجت من المكان لتمسح هنا دموعها بقوة وتتجه نحو غرفتها...

على طاولة الافطار اجتمعت عائلة الشافعي جميعا يتناولون طعام افطارهم سويا...
كان الجميع يفكر فيما حدث البارحة... كانت وفاة امجد بمثابة صدمة لهم... وحضور هنا وطرد راجية لها أزاد الطين بله...
تنحنح مصطفى مصدرا صوتا انتبه له الجميع ليقول:
مالكم ساكتين كده ليه...؟! اتكلموا...
نقول ايه...؟!

سأله حازم ليجيبه مصطفى بملل:
قولوا اي حاجة... بدل الملل اللي احنا فيه ده...
هو من الطبيعي اننا نضحك ونهزر وابن خالتك ميت من يومين...
قالتها راقية بحدة غير مقصودة ليصمت الجميع بينما قال مصطفى معتذرا:
انا اسف مكانش قصدي...

ثم نهض مبتعدا عن المكان لتنهار راقية باكية امام انظار الجميع المصدومين من انهيار والدتهم المفاجئ...
نهضت رؤية من مكانها واقتربت من والدتها محتضنة اياها... بينما نهض حازم من مكانه وقد شعر بالاختناق الشديد ليقرر الخروج والذهاب الى شركته...
وصل حازم الى الشركة ليبدأ الموظفون بتحيته وتعزيته... دلف حازم الى مكتبه ليجد خالد جالسا عليه وهو يعمل بتركيز شديد... رفع خالد بصره نحو الاعلى ليجد حازم يقترب من المكتب ويجلس على الكرسي المقابل له وهو يتنهد بصوت مسموع...

مالك...؟ فيه ايه...؟!
سأله خالد بقلق ليجيب حازم:
البيت بقى كئيب اووي...
هز خالد رأسه بتفهم ثم قال:
معلش استحمل... الفترة دي صعبة شوية...
انا بحاول استحمل... بس خايف على امي... هي حزينة اووي...

معلش يا حازم... معاها حق بردوا... متنساش انوا اللي مات ابن اختها...
اومأ حازم برأسه متفهما ثم ما لبث ان قال متسائلا:
هو انت اللي بلغت ريهام باللي حصل...؟!
اجابه خالد:
ايوه انا...

حل الصمت بينهما لفترة قصيرة حينما قطعه خالد وهو يقول:
انا ادايقت اووي عاللي حصل امبارح...خالتك مكانش ليها حق تعمل كده...
ايه رأيك فالشروط الي حطيتها عشان اخر صفقة...؟!
قالها حازم مغيرا الموضوع ليتفههم خالد ما يفعله فأخذ يجاريه هو الاخر...

تأملت هنا ملابسها الملونة بسخرية... المفروض  ان زوجها توفي منذ يومين... لكنها لا تشعر بأي حزن اطلاقا... لهذا لن ترتدي الاسود وتظهر الحزن امام الجميع... كلا... فهي ليست بحزينة... بالعكس هي سعيدة فقد تحررت اخيرا من ذلك الوغد... وعليها ان تظهر سعادتها بكل الطرق...

اتجهت خارج غرفتها لتتطلع اليها ريهام بملامح مصدومة من ملابسها... كانت هنا ترتدي تنورة سوداء قصيرة تصل الى منتصف فخذيها فوقها قميص احمر اللون... ترفع شعرها عاليا وتضع المكياج الصارخ على وجهها... لم تبال هنا بها وهي تتجه خارج الشقة... وفي اثناء هبوطها الى الطابق السفلي قابلت هدية التي اخذت  تتطلع اليها بنظرات مندهشة... ارادت ان تتحدث معها لكن هنا رمقتها بنظرات متعالية قبل ان تشيح بوجهها بعيدا وتتجه الى طريقها...

وصلت هنا اخيرا امام مكتب المحامي الخاص بعائلة أمجد... هبطت من سيارة التاكسي واتجهت الى مكتب المحامي الذي استقبلها بترحيب شديد...
كنت لسه هكلمك...
قالها المحامي وهو يجلس على كرسيه لتجلس هنا على الكرسي المقابل له واضعة قدما فوق الاخرى...
اتفضل... انا سمعاك...
قالتها هنا بهدوء ليقول المحامي بجدية:
 الحقيقة يا هنا هانم اللي حصل انوا امجد بيه الله يرحمه ساب تركة كبيرة... وانتي طبعا ليكي حصة كبيرة فالتركة دي...
طبعا...

البيت والشركة والرصيد اللي فالبنوك كلها ليكي فيها نسبة حسب الشرع والقانون ما بيقول...
يعني الربع...
بالضبط...ده حسب الشرع...
اومأت هنا برأسها متفهمة ثم أكملت:
وده هيتم تقسيمه ازاي...
اديني فرصة اتكلم مع راجية هانم...انتي عارفة انوا ليها نسبة كبيرة هي وسنا هانم... انا هكلمها وأشوفها وباذن الله هرد ليكي الجواب فأقرب وقت...
تمام...
قالتها هنا ثم نهضت من مكانها والقت التحية على المحامي وخرجت من مكتبه عائدة الى شقتها..

عادت هنا الى شقتها... دلفت الى الشقة لتجد ريهام جالسة في صالة الجلوس... لم تلق التحية عليها بل تطلعت اليها بلا مبالاة وسارت نحو غرفتها لكنها توقفت في مكانها وهي تستمع اليها تقول بنبرة حازمة:
استني...

استدارت هنا نحوها واخذت ترمقها بنظرات متسائلة لتعقد ريهام ذراعيها امام صدرها وتقول:
حضرتك خارجة داخلة كده عادي... مفكرتيش فمنظري قدام الناس وانتي خارجة باللبس ده... لا وكمان المفروض انك ارملة وجوزك مات من يومين...
ردت هنا ببرود:
والمفروض اعمل ايه يعني...؟! اقعد فالبيت ابكي والطم...

لا... محدش طلب منك تبكي وتلطمي... بس الموت ليه حرمة... والمفروض انك تحترمي ده..
ردت هنا بقوة:
والله اللي مات ده جوزي مش جوزك عشان تتحرقي عليه بالشكل ده...
تطلعت اليها ريهام بنظرات غير مصدقة قبل ان تقترب منها وتقول:
انا مش مصدقة اللي بسمعه...معقول انتي هنا... انتي ازاي بقيتي كده... جبتي القسوة دي منين...؟!

انا مش قاسية... هما اللي يستاهلوا... فيه فرق يا ريهام...؟!
هزت ريهام رأسها نفيا وقالت بإعتراض:
مفيش وحدة عندها قلب تعمل اللي بتعمليه ده...

انفجرت هنا في وجهها قائلة:
عملت ايه ها...؟! لبست ملون... حطيت ميك اب...وايه يعني...؟! الناس هيقولوا ايه...؟! طز...طز بالناس... انا أخر همي الناس... وانتي لازم تعرفي ده..
ثم انسحبت هنا و دلفت الى غرفتها تاركة ريهام تتابعها بنظرات غير مصدقة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة