قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس

دلف بها صقر إلى غرفتها، كان جسدها ينتفض، وروحها متقلصة ملكومة بشظايا قسوته معها!
بمجرد أن تركها ظلت تعود للخلف وهي تهز رأسها نافية بسرعة:
-لأ، والله العظيم أنا كنت بحاول أمسكها قبل ما تقع، أنا مازقيتهاش والله!
حُصرت عند الحائط، فرفع يده عاليًا ينوي صفعها، ولكن غصة من ذلك القلب اللعين أوقظته وهو يراها تخفي وجهها بيداها بخوف..
فظل يضرب الحائط بعنف صارخًا:
-ليييية! هي عملتلك أية؟! أنتِ حتى ماتعرفيهاش.

تلكأ الرد بين جدران خلدها فكانت النتيجة قتله، لم تعد تستطع التحمل!
كل شيئ يُكممها، يكتم رواسب الحياة داخلها فتبتلعها أرض الجمود...!
ظلت تبكي بصوت عالي ولم يتغير وضعها فاحتضنها بقوة بدلاً من أن يصفعها..
ازداد نشيجها المختلط بموجات متألمة منكسرة حُصرت بجحيم الدنيا من كل جانب...!
بينما احاطها هو كليًا، فلم تفعل سوى أن لفت يداها حول خصره كطفل صغير وهي تهمس بلا توقف:.

-والله ما عملتها، مامتك ماعملتليش حاجة، بالعكس دي دافعت عني
كز على أسنانه بغيظ حقيقي تملكه، وبلحظه أمسك خصلاتها بعنف بين اصابعه يقبض عليها بشدة مزمجرًا:
-ده يدل على أنك واحدة زبالة..
صرخت متأوهه وقد اتخذت دموعها مجراها على وجنتاها...
واسفًا شيئ داخلي اهتز داخله بقوة، اصبح لا يتحمل دموعها التي تجلده بسياط من نار!
وكل ذلك بناءًا على اعتقاداته الوهمية...!

رفع وجهها له بقوة من خصلاتها ليزداد بكاؤها، لاحظ ارتعاشة شفتاها التي تثير جنونه فلم يكن منه الا أن اقترب فجأة يلتهم شفتاها بنهم، تمهل خُلط بالغيظ وبعض العنف والقسوة!
شفتاه تتناغم مع شفتاها الصغيرة بطريقة تثيره اكثر...
اصبح يكره ضعفه امامها، يكرهه للغاية!
بينما هي ذُهلت..
للحظة أعتقدته مصاب بأنفصام في الشخصية!
أبتعد اخيرًا وهو يلهث هامسًا:
-جولتلك اتحكمي في رعشة شفايفك!

كانت عيناه مخزونًا من العاطفة الملتهبة داخل بؤبؤي عيناه...
انتبه لصوت نيرمين تصيح بصوت عالي للخادمة:
-لما صقر بيه ينزل جوليله اني خرچت وابجي طُلي على الهانم الكبيرة لما تصحى من النوم
ابتسامة خبيثة كادت تحلق محتضنة ثغره، وكأن القدر يخبره ببساطة شبيك لبيك الفرصة بين ايديك !
كان يعطيها ظهره، شعر بأصابعها تربت على كتفه وهي تهمس بصوت مبحوح:
-ص صقر!

إلتفت لها فجأةً فلاحظ شحوب وجهها، لم يسمع منها سوى همسها الذي خرج بصعوبة قبل أن تفقد وعيها:
-ط طلقني...
إلتقطها مسرعًا بقلق حقيقي، وضعها على الفراش برفق ليجلب عطر ويضع قطرات بسيطة عند أنفها وهو يهزها متوجسًا:
-ترنيم! ترنيم قومي مالك؟
بدأت تستعيد وعيها، ولكن صور ما بين الأسود والأبيض تهاجم ذاكرتها...
وصوت بعيد يهمس لها بشيئ، لترد هي بلا وعي في الواقع:
-ماتسبنيش...!

تجمدت يداه التي كانت تربت على وجنتها، قلبه ارتجف بعنف من همسها الذي داعب الكتمان داخله!
فأحاط وجهها بيداه مكملاً بحزم:
-مستحييييل، مستحيل اطلقك تبقي بتحلمي! قسما بالله هوريكِ النجوم في عز الضهر لو أنتِ اللي زجتيها فعلا.

بعد دقائق عديدة...
بدأت تفتح عيناها، ليهاجمها الضوء بقوة فأسرعت لأغلاق عينيها، فوجدته يمسك فكها بعنف قائلاً:
-اسمعيني يابت أنتِ، أنتِ اخدتي اكبر من حجمك الطبيعي، اتجرأتي على اسيادك، كله بحاول اتجاهله، لكن الا امي! دي ممكن اقتلك عشانها
حاولت أبعاد يدها عنه وهي تهتف فيه بشراسة ؛
-أنت بني ادم همجي ومتخلف، أنا مليش اسياد لا أنت ولا امك اللي بتتكلم عنها، أنا اتولدت حره وهفضل طول عمري كدة.

لم يشعر بنفسه سوى وهو يصفعها بقوة مغلولة لتصدر عنها شهقة متألمة، يليها صراخها الهيستيري:
-انا بكرررررهك، بكررهك!
زجها بعيدًا عنه متأففًا بلامبالاة ظاهرية:
-مايهمنيش
نهض ببرود ليقول قبل أن يغادر الغرفة:
-قال يعني أنا ميت ف دباديبك!
تركها ورحل ببرود لتبتلع هي تلك الغصة المريرة بحلقها، تمنع نفسها بصعوبة من الأنخراط في البكاء...
نهضت بخفة لتتجه نحو المرآة تحدق فيها بشرود...

تتذكر عملية التجميل التي أجرتها منذ فترة...
لتظهر ابتسامة شاحبة وهي تهمس:
-جايز شكلي اتغير، انما طبعي زي ماهو يا صقر!..
وبالطبع، استعادت ذاكرتها بلا مقدمات!

الصدمة لجمت نور، جمدتها مكانها ونحتتها كتمثال رُسم بتيارات زمن تثلجت القلوب فيه كما الجدران...!
دقيقة حتى استوعبت فسألتها بحدة متقززة:
-وأنتِ مبسوطة اوي وبتقوليها كدة عادي؟!
زفرت شاهيناز بضيق حاولت نفضه عن مكنونات حروفها، فقالت ببرود:
-والله دي حاجة خاصة يا استاذة نور، سبنالك أنتِ الاحترام والخجل
ثم أحتدت نبرتها معلنة معدنها الحقيقي وهي تخبرها:.

-كل المطلوب منك دلوقتي أنك تعرفي جسار، وتقوليله أني مش هنزل الطفل ده!
قالت اخر كلماتها ثم استدارت لترحل ببرود وصلابة عجيبة...
بينما ظلت نور متيبسة مكانها، ماذا سيحدث الان؟!
عاصفة من الاسئلة لفحت سطحية عقلها، لتدلف نحو غرفتها بخطى سريعة، امشكت بهاتفها لتتصل بجسار الذي أجابها بعد دقيقة متعجبًا من اتصالها ؛
-نور! أنتِ كويسة؟ ماما كويسة!؟
لم تجب سوى بكلمة واحدة حادة ؛.

-تعالى على البيت دلوقتي، لازم تيجي يا جسار
-تمام مسافة الس...
ولكنها أغلقت الخط بوجهه، تشعر بنفور ولد القسوة داخلها تجاهه!
كما باتت تشعر أن خط حياتهم سويًا لا يمكن أن يستقيم...!

وبالفعل خلال نصف ساعة كانت تقف امام حوض السباحة عندما دلف من البوابة يسألها متعجبًا:
-في أية يا نور مالك؟!
عندها إنفجرت فيه كبركان مشتعل مندمج بتيارات مفعمة بالحدة وهي تزمجر فيه:
-وبتسأل، بتسأل كمان! أنت انسان حقير شهواني ندل
ذُهل من كم السباب الذي تلقيه بوجهه دون سبب واضح...
فأمسك بيدها عله يهدئها قليلًا، وهمس مشدوهًا:
-في أية يا نور اهدي وفهميني أنا عملت أية؟!

مطت شفتاها ساخرة، وبنوع من الاحتقار الذي تلاحم مع كلماتها استطردت:
-صاحبتك، شاهيناز بتقولك مبروك هتبقى أب يا جسار بيه!
شعر أن الالغام المخزونة داخله تفجرت للتو!
اصبح كالمصعوق بكهرباء يصعب علاجها، فصار يهمس بلا وعي:
-أنتِ بتقولي أية! حامل، حامل ازاي؟!
بينما الاخرى لفتها حالة من الجنون فصارت تضربه على صدره بقبضتاها صارخة ؛
-حامل عشان حضرتك واحد زبالة و زاني وربنا عمره ما هيرضى عنك.

عندها إنفعل فدفع يداها ببعض العنف مغمغمًا:
-نوووور، اهدي شوية
ولكنها كانت على حافة الحوض ومع دفعته سقطت للخلف شاهقة بعنف لتصبح اسفل المياة الباردة...
انتفض هو مفزوعًا خلفها ليخلع التيشرت سريعا ويقفز خلفها، أخرجها بلهفة لتسعل هي عدة مرات، قربها لنهاية الحوض وهو يحيط بها، فابتلعت ريقها عندما استشعرت خطورة الوضع...!
وضعت يدها على صدره العاري بتلقائية لتهمس بصوت لاهث:
-طلعني، أنا م مابعرفش أعوم.

ابتسامة مشاكسة صغيرة جدا ظهرت على ثغره، ليحيط بخصرها برقة خبيثة فشهقت هي تعنفه:
-بس احترم نفسك وابعد ايدك عني، أنا من غير حاجة مش طيقاك
ظل يقترب منها ببطئ حتى إلتصق بصدرها الذي يعلو ويهبط من فرط التوتر، ليهمس بصوت مبحوح:
-أنا بحبك أنتِ، أنا ماقدرش ألمس واحدة غيرك، جنس حواء اتحرم عليا من يوم ما حبيتك!
ظلت تضربه وهي تصيح بانفعال:
-كداااااب، كدااااب امال هي حامل ازاي هه؟!

أغمض عيناه بأسف يتذكر تلك الليلة المُخزية، فتابع بصوت حانق ؛
-كنت سكران، ماحستش بنفسي و...
اقترب منها اكثر حتى لفحت أنفاسه وجنتاها الملتهبة من الخجل، ليردف بحرارة ؛
-للحظة اتخيلتها أنتِ
ظلت تهز رأسها نافية فسقطت قطرات مياه على عنقها البارز، وكم اثارته تلك الحركة!
ظل يقترب ببطئ شديد ينوي أخذ قبلة واحدة فقط علها تطفئ اللهب داخله، ولكنها وضعت يدها على صدره تدفعه مرددة بحدة:
-أبعد عني، اوعى عايزة اطلع.

جزت على أسنانها بغيظ حقيقي، ثم أكملت:
-وحط في بالك مستحيل اتجوز واحد زيك، كفاية عليك البنت دي والطفل اللي ملهوش ذنب في حاجة اللي جاي ده!
دفعته بقوة وحاولت الصعود فنجحت بعد مُعاناة...
خرجت تحاول نفض تلك الملابس الملتصقة بجسدها من المياه، وفجأة وجدت جسار يحملها بين ذراعيه فشهقت مصدومة بعد أن تعلقت برقبته تتابع بتوجس ؛
-جسار نزلني، نزلني بلاش جنان.

ولكنه لم يجيبها حتى دلف بها غرفتها فأغلق الباب خلفه، ظلت هي تعود للخلف بقلق وتداري معالم جسدها التي كادت تكون شبه مرسومة...
فسألته بقلق:
-أنت عايز أية! أطلع بره
ولكنه هز رأسه نافيًا، فظل يقترب منها وهو يردد بخبث وتهديد ظاهري:
-اسمعيني كويس، عدتك فاضل عليها قليل جدا، يا إما توافقي ونتجوز اول ما عدتك تخلص
وبلحظة خاطفة جذبها له يُقبل وجنتها بحرارة مكملاً وقد أتقن دور التهديد الشيطاني:.

-يا إما هاخد اللي انا عايزه وهتتجوزيني غصب عنك...!

بعد مرور يومان...
في مستشفى الامراض العقلية ...
كان رئيس المستشفى يوبخ الطبيب المشرف على حالة ليث بحدة مفرطة:
-من امتى واحنا بنجبر ناس طبيعية أنها تبقى في المستشفى يا دكتور؟! من امتى بنشتغل لحساب ناس!
ثم وقف امامه يكمل زمجرته:
-هو ده اليمين اللي أنت حلفته للمهنة دي؟!
حاول الاخر الاعتراض:
-يا دكتور آآ...
ولكنه قاطعها وهو يتابع بخشونة:.

-أنت عارف ان الشخص ده مش مريض، ده يمكن أعقل مني ومنك، يمكن عنده بعض المشاكل يروح لدكتور نفسي او لا دي بتاعته، لكن أحنا مابنشتغلش حسب ما امه عايزة تأدبه، احنا لينا قواعد والتزامات ويمين حلفناه!
نكس الاخر رأسه ارضًا، ليكمل هو بسخرية ؛
-بالاضافة ل صقر الحلاوي اللي منتظر مقابلتي بره هو والبنت اللي معاه! هو احنا ناقصين بلبلة؟!
ظل يحاول تنظيم أنفاسه المضطربة بقلق، ليأمره بعدها:.

-هروح اقابل صقر بيه واحاول اهديه وافهمه انه خطأ مش حيتكرر، عقبال ما أنت تخرج استاذ ليث معزز مكرم بس يارب مايرتكبش فيك جناية وساعتها مش حقدر امنعه
اومأ الاخر موافقًا على مضض:
-حاضر يا دكتور.

بينما بالخارج كانت فجر تقف امام صقر تهتف بأحراج من طلبها المساعدة منه:
-انا اسفة أني تعبت حضرتك، لكني معرفش أي حد من اصدقاءه غيرك ممكن يساعدنا
ابتسم صقر بحبور، وبصوت رجولي عميق قال لها ؛
-أنا صحيح مش جريب من ليث اوي واللي بينا كان مجرد شغل، لكني ارتاحتله وحبيته من غير سبب
همست فجر بامتنان:
-شكرا اوي.

وبالفعل خلال دقائق كان ليث يخرج من الغرفة التي يقفوا امامها، فأسرعت فجر تركض له لتحتضنه بقوة متعلقة بعنقه وهي تهمس بأسمه:
-ليث...
شعر وكأنه استرد روحه من جديد، وكأن تلك النيران المشتعلة بداخله انطفت نوعًا ما...
أن الارض -البور- التي جلدت بداخله لفحت بها مياه الحياة فأفرزت ما بحوزتها من بقاء وردي!
اُنير الظلام، وتهادت الاحلام، وبقي فقط الانتقام!..

ضمها له بكل قوته يغمس رأسه عند رقبتها ليقتحمه عطرها الذي يُسكره، مغمض العينين يهدئ ثورة قلبه...
ومن ثم ابتعد عنها بعد دقائق عندما لاحظ وجود صقر الذي ابتسم له، فبادله ليث الابتسامة شاكرًا:
-انا عمري ما هنسالك الجميل ده لحد ما اموت
ربت صقر على كتفه هاتفًا بهدوء لطيف:
-متجولش كدة، انا مليش عندك جمايل، ربك هو اللي بيرتب كل حاجة!
أخرج من جيبه بعض الاموال وهاتف صغير ومفتاح...
ليمد يده له قائلاً:.

-ده مفتاح شقتي جريبة من هنا، ودول فلوس وقبل ماتعترض اول ما ترچع لشغلك رجعهملي، والتليفون ده عشان اكيد هتحتاجه، انا عارف انك مش حترجع بيتك علطول يعني بما انه، آآ
وعجز عن إكمال الباقي فتنهد ليث بقوة مضطرًا:
-معاك وصلات امانة اكيد؟! هات اكتب واحد
هز صقر رأسه نافيًا بصدق ؛
-اقسم بالله ما معايا، بعدين ارتاح مش حتجدر تهرب مني، هاخدهم منك متجلجش!
ابتسم ليث بأحراج موافقًا على مضض..

وبالفعل وصل هو وفجر التي تحمل حقيبة صغيرة جلبت بها بعض الملابس لها ولزوجها...
وبمجرد أن دلفوا إلتفتت له تسأله متوجسة:
-ليث أنت كويس؟! هما عملوا لك حاجة ولا أية!؟
اجابها بانفعال:
-انا كويس اهه ادامك شيفاني بشد في شعري ولا أية!؟
هزت رأسها نافية وابتلعت ريقها بتوتر رهيب، ودمعة يتيمة كادت تفر من عيناها اللؤلؤية!
فتأفف هو بضيق ليسرع نحو المرحاض ليتحمم...

يحاول تنقية الشوائب التي علقت بروحه وليس جسده فقط!
وبمجرد ان ارتدى ملابسه وخرج امسك بالهاتف ودون رقم سوزي وقد عاونته ذاكرته في ذلك...
لتجيبه بعد دقيقة برقة:
-الووو مين؟!
-انا ليث، أنتِ فين؟!
-ف بيتي يا بيبي..
-جهزي السهره، وخمرة!
اطلقت ضحكة خليعة لتوافق مهللة بسعادة ؛
-عيوني يا باشا
أغلق الهاتف وهو ينظر لفجر التي دلفت ومؤكد سمعت حديثه..
ولكنه لا يهتم، لا يهتم لأي شيئ على الاقل حاليًا!

كل ما يهم أنه يريد الخمر، يريد ان يشرب حتى يعجز عن تذكر من هو!..
كاد ينحرف ليخرج ولكنها وقفت امامه تهمس بشجاعة:
-أنت مش هتروح لها
جز على أسنانه بغيظ يهتف محذرًا اياها:
-فجر، انا مش في وضع يسمح لي بالنقاش معاكِ دلوقتي ومش عايز افقد عقلي معاكي انتِ
هزت رأسها نافية بعناد:
-لأ، افقد عقلك مش فارقه، المهم أنك هتفضل هنا معايا
تخطته تسير نحو المرحاض، لتدلف وهي تخبره ببرود:.

-وعلى فكرة قفلت الباب بالمفتاح ومش حقولك مكانه
كادت تغلق باب المرحاض خلفها، ولكنه بلحظة كان معها يغلق الباب عليهما!
اصبح صدرها يعلو ويهبط بقلق وقد خلعت القميص لتظل بتيشرت دون اكمام قصير وضيق يظهر معالم جسدها...
اشارت له نحو الباب هامسة:
-ل ليث اطلع بره
كانت عيناه تغيم بعاصفة سوداء غريبة، ولكنها مشتعلة!
يبدو أنه فقد عقله كما اخبرها، فود النسيان بأي طريقة حتى لو كان قربها الخطر!..

وبلحظة جذبها من ذراعها لتصطدم بصدره، فظلت تهز رأسها نافية:
-لأ ابعد عني، مستحيل اللي بتفكر فيه
ثم نفضته عنها بقوة صارخة بشراسة:
-أنت مش هتلمسني...!
عندها اوقظت الوحش المتربص داخله، جنون الانتقام الراغبة في حرق اي شيئ، اي شيئ!
وعندما كادت تصرخ وجدته يغلق فمها بشفتاه الغليظة، يبتلع حروفها القلقة داخل جوفه، ويداه تكبل خصرها عنوة!
حاولت التملص، حاولت الابتعاد بالقوة، وحاولت الصراخ ايضًا...

ولكنه لم يعد بوعيه معها، كان يقبلها بلا توقف غير مباليًا بدموعها التي بدأت تهبط...
انتقلت شفتاه لرقبتها البيضاء يُقبلها بلهفة جائعة ومشتاقة حد الجنون...
بينما هي تهمس بضعف:
-لا يا ليث، لا بلاش ابعد عني!
أغمضت عيناها بقوة وهي تستشعر شفتاه تجوب رقبتها وبدايات صدرها فأثارت القشعريرة داخلها...
شعرت بشفتاه تنتقل لكتفها، تعزف سيمفونية من نوع خاص، وببطئ شديد أزاحت يداه -حمالة- التيشرت الخفيف ليسقط عنها...

يتبعه بعدها ملابسه، وعندما عجز عن ازاحته تماما شقه بجنون ليحملها ولم يترك شفتاها لحظة فأشبعها تقبيلاً...
اصطدم ظهرها من حائط لاخر وهو يسير بها الى الفراش...
حتى القاها عليه لترتمي باقي ملابسه مع ملابسها الممزقة، متجاهلاً انينها الملكوم وهو ينهل من عسلها بلا وعي...!
وقد كان ما كان!

كانت والدة ليث تصيح في والد فجر منفعلة:
-يعني أية البت مش عندك! بنتك راحت فين؟!
هز كتفيه بلامبالاة:
-معرفش راحت مطرح ما راحت اكيد هترجع
ظلت تهز رأسها نافية بخوف:
-فجر لو راحت مع ليث هتبقى مصيبة!
سألها ببرود:
-وفيها أية!؟ دي مراته...
عندها صرخت فيه بهيسترية دون وعي:
-لااااا، اخته، اخته مينفعش تبقى مراته عشان هي اخته!

بعد اربعة ايام...
جاء صقر من عمله مُرهق، جسده يؤلمه من كل جانب، يعمل مدة يومين تقريبا ولا يهتم بأرهاقه!
كل ما يهمه ان يبتعد عنها قدر المستطاع، هم بالدخول لغرفته، ولكن صوتها الذي اخترق اذنيه كلحن طال غيابه على روحٍ مُرهقة تشتاق لرنين يطربها...
-صقرررر
إلتفت لها دون ان ينظر لها مجيبًا بتساؤل:
-نعم؟! عايزة حاجة!

خلقت شجاعة من طينة نفاذ الصبر القاسي داخلها، فاقتربت منه تمسك كفه برقة لتسحبه نحو غرفتها...
وما إن دلفوا اُغلق الباب تلقائيًا، فقالت هي بهمس ناعم:
-وحشتني، أنت مابقتش معايا زي الاول لية! أنت لسة مش مصدقني يا صقر؟!
أغمض عيناه بقوة يحاول غمس ذلك الحنين بطيات جلد العقل...
فأردف بصوت أجش جامد:
-ماتشوفيش وحش، عايز افكرك بحاجة بس أنتِ هنا اداة للخلفة مش اكتر، فبلاش تعيشي دور الزوجة المصرية الاصيلة كتير!

اقتربت منه، اقتربت كثيرًا حتى كانت شبه ملتصقة به، فهمست بابتسامة ماكرة تنم عن طبيعتها التي استرجعتها مؤخرًا...!:
-بجد؟!
حرارة جسدها الذي لمسه اصابته برعشة قوية أحيت ما حاول دفنه...
فأمسك بوجهها بين يداه وفي الثانية التالية كانت شفتاه مطبقة على شفتاها بقوة...
لحظات قليلة جدا حتى استوعبت هي ما فعله عندما شعرت بشفتاه تتحرك على شفتاها تُلحن اعزوفة من نوع خاص...

مغمض العينين يقتنص حقه الذي اشتاق له، اشتاق له حد الجنون...!
فبدأت شفتاه تتحرك على كل جزء يظهر منها بداية من عيناها حتى رقبتها...!
يضمها له بقوة ويأكل شفتاها بجوع قارص...
ومع طبول قلبها العالية كانت آنات خفيضة تصدر منها وهي تحيط به..
ثم بعدها قالت هامسة بتوجس:
-صقر، ممكن حد يجي، صقر!
ولكنه لم يكن معها، كان يلتهمها بنهم مشتاق بلا توقف...
الى أن طرق الباب بعنف لتدلف نيرمين...

هنا ابعد شفتاه عنها بصعوبة وهو يهمس بغيظ:
-هادمة اللذات!
صدح صوت نيرمين تهتف بضجر ؛
-هو حد جالك أنك بجيتي ست البيت خلاص بتستجبليه وتاخديه على اوضتك المعفنه دي!؟
تنهدت ترنيم بقوة، ثم وبصوت تفنن في رسم الاستسلام لاهث بعض الشيئ قالت وهي تنظر له:
-أسفة، عارفه ان مش من حقي، أنا كنت بس عاوزة اقوله اني، حامل!
سقطت الجملة على اذنيهم كالرعد، وخصوصا نيرمين التي اكل الحقد قلبها فبدأت تفكر...

من الان تبدأ سيطرتها عليه، فماذا إن انجبت له الطفل من صلبه الذي حلم به ايضًا؟!
كانت ترنيم تقف امام شرفة منخفضة نوعا ما، فنظرت نيرمين ناحيتها مفكرة بخبث، هذه القفزة لن تقتلها، ولكن بالطبع ستقتل ذلك الجنيم الذي ينمو بين احشاؤها!؟

كانت تقترب ببطئ شديد وهي تهمس:
-ب بجد طب كويس آآ
وفجأة من دون مقدمات دفعت ترنيم بعنف حتى مالت الاخرى للخلف بقوة لتنقلب من الشرفة صارخة وهي تسقط لأسفل...
يليها صرخة صقر المذبوحة:
-ترنييييييييم!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة