قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث عشر

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث عشر

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث عشر

شعر بصخرة ثقيلة، حادة وعنيفة تستقر فوق دقاته المتلهفة فتكتم بريقها المقطون...!
ألهذه الدرجة إنعدمت ثقتها به؟!
حتى وإن إنعدمت الثقة الواهية، ألم يكن أبنها ايضًا؟!
كيف ستقتله، كيف تود محو نطفة لا تُذكر لمجرد ذبذبات بثها شيطان العقل؟..
بلحظة كان داخل الغرفة لتشهق هي مصدومة وألف فكرة وفكرة تدور برأسها فتحجمه بالخوف...!
رد السلام كعادته بصوت أجش:
-السلام عليكم
-وعليكم السلام مين حضرتك؟!

سأله الطبيب مستفهمًا فأجاب وهو يسحب ترنيم من ذراعها بقسوة ألمتها:
-أنا صقر الحلاوي، جوز المدام
لم يعط أيًا منهم فرصة الأعتراض فكممها في نفس اللحظة وهو يخرج ساحبًا ترنيم التي حاولت التملص من بين قبضتاه الحديدية!
ولكن كل محاولاتها إنصهرت بين براكين غضبه الجم الان...
هبطا من -المبنى- ليجعلها تركب سيارته بالقوة دون حرف ربما سيزيد من قساوة العقاب...!
ثم أشار لحراسه مرددًا بجدية حادة:
-ورانا.

ركب هو الاخر سيارته وإنطلق بسرعة مخيفة...
يشعر بروحه تهرول مختبئة بين ظلال عشق أعتقده غزير فكان كالخرير ينساب دون إنتظار!
بينما نطقت هي بقلق:
-صقر، ص...
وقبل أن تكمل باقي حروفها كان يدب بكل قوته على المقود صارخًا بصوت عالي أرهق حباله الصوتية موازيًا لإرهاق النفس:
-اخررررسي، مش عايز اسمع صوتك ابدا اخرررسي خاااالص احسنلك
وبالطبع صمتت، صوته أعادها لمقرها الحقيقي كقطة وديعة مرتعدة بين براثن غضبه!

بينما هو، هو كان متلاطمًا كشوكة بين مياه مموجة لا يستطيع الاستقرار بجانب منها!
وشيئ داخله يصرخ بالفارق الحقيقي بينها وبين نيرمين..!
نيرمين التي لم تجرؤ على رفع صوتها امامه حتى طيلة تلك السنوات التي عاشوها معًا...
كان لا ينظر لها وهو يردد بجنون تلبسه بقسوة:
-عايزة تموتي أبني يا ترنيم؟! عايزة تحرميني من الطفل اللي بتمناه من الدنيا!
ثم نظر لها وهو يكمل زمجرته الحادة المرعبة:.

-عايزاني افضل حاسس بالنقص طول عمرررري!
هزت رأسها نافية عدة مرات وبدت تُصارع لأخراج حروفها الضئيلة وسط جمهرة جنونه:
-لا والله بس آآ، أنا خ خايفه!
بلحظة وجدته يُوقف السيارة ليجذبها من شعرها بقسوة متابعًا:
-أنا بقا هاوريكِ الخوف اللي على حق ربنا، حتى لو أنا قاتلك قتيل ده مايديكيش الحق تموتي حته منك
دفعها على الكرسي بعنف وكأنه مشمئز منها وهو يستطرد:
-إنتِ أية معندكيش قلب للدرجة؟ مابتحسيش!

جز على أسنانه بغل حقيقي وهو يستمع لشهقاتها الخافتة، فنظر لها مرة اخرى وهو يمسك ذراعها بقوة يضغط عليه ويقول:
-طالما هو مش فارق معاكِ لدرجة أنك كنتي عايزة تموتيه أنا هاريحك منه، بس عمري ما هموته حتى لو كان ابن حرام! لانه جزء مني، انا هاخده يا ترنيم بمجرد ما يتولد ومش هخليكِ تشوفي وشه ونيرمين هي اللي هتربيه
ولم تلحق الاعتراض اذ إنطلق بسيارته مرة اخرى التي بدت وكأنها تُسابق الرياح...!

فشرد يتذكر ما حدث قبل أن يتصل بها...
فلاش باك###
كان في عمله عندما دلف الموظف يهتف بتهذيب:
-صقر بيه الظرف ده جه لحضرتك دلوقتي
سأله مستفسرًا:
-من مين؟
-مجهول ماكتبش اسمه
مد يده له مرددًا بجدية فضولية:
-طب هاته وروح انت شكرا يا عبدالمعز
اومأ الاخر موافقًا بابتسامة خفيفة ثم إنصرف بعدما اعطاه اياه...
ليفتحه صقر فوجد ورقة مطوية مُدون عليها جملة
خد بالك من مراتك الجديدة بتعمل حاجات من وراك...
فاعل خير...!

أخرج هاتفه ينوي قتل الذرة الواحدة التي خُلقت من الشك ليتصل بحراسه يسألهم عن مكان ترنيم...
ثم أتصل بترنيم ليختبر صدقها، وبالطبع باقي ما حدث مُعلن بخزي!
باك###.

عاد لواقعه على صوت شهقاتها التي لم تتوقف ليضغط على المقود أكثر بغيظ ولا يعيرها اهتمام...!

حجر صغير كان هو مُنقذ فجر...
أمسكت بالحجر المرمي جوارها وهي تُعافر لأبعاد ذاك اللعين عمرو عنها لتضربه على رأسه به فأبتعد متأوهًا يصرخ وهو ممسك برأسه:
-ااااه يابنت ال*** انا هاوريكِ
في تلك اللحظات أطلقت الحرية لقدماها اللاتي ركضتا بكل القوة والسرعة التي لم تركض بمثلها يومًا...
هبطت اخيرًا من ذلك المبنى وهو يلاحقها ولكنها تركض بكل قوتها لتصل للطريق الخارجي...

وفجأة وجدت رجل مسن بسيارته فركبت مسرعة وهي تصرخ به:
-والنبي اطلع بسررررعه
وبالفعل حرك الرجل المقود لينطلق مسرعًا، فزمجر عمرو بجنون غاضب:
-مش هاسيبك يا فجرررر والله ما هاسيبك
عاد مسرعًا للمبنى ليلحق بسيارته عله يستطع امساكها...
بينما فجر بمجرد ان ابتعدوا عن تلك المنطقة حتى نظرت للرجل تهمس بصوت باكي:
-انا اسفة اوي بس ملاقتش غيرك قدامي ومتشكرة ليك اووي يا عمو، اول ما نوصل البيت هديك فلوسك الضعف.

ابتسم الرجل بحنان وهو يرد:
-إنتِ زي بنتي الله يرحمها، مفيش داعي للشكر
وصلا بعد قليل لعنوان المنزل الذي أملته فجر عليه، وقبل أن تهبط من السيارة كان يمسك بچاكيت مرددًا بحزم:
-امسكي ده يابنتي، هدومك اتقطعت واكيد مينفعش حد يشوفك كدة
ابتسمت له مجيبة بامتنان حقيقي:
-شكرا اوووي لحضرتك
ارتدته على عجالة ثم ركضت لداخل مبنى المنزل، صعدت للشقة التي يقيمون بها فطرقت الباب بسرعة.

ثانية ووجدت ليث يفتح الباب فرمت نفسها بأحضانه وهي على وشك الانخراط في البكاء...
ولكن قبل أن تنال مرادها في تفريغ شحنات الكهرباء المختزنة داخلها وجدته يبعدها عنه بقوة ويصفعها بنفس العنف لتشهق هي مصدومة و...

ما إن ظل جسار يقترب من نور حتى وجدها فجأة تنتشل تلك الورقة منه لتقطعها لقطع صغيرة لا تعني شيىء، فاتسعت حدقتاه وهو يزجرها بغيظ:
-أنتِ عملتي أية يا مجنونة؟ قطعتي الورقة لية!
تنهدت بقوة ومن ثم أجابت بجدية حازمة:
-اسفة، مش هاقدر اكسر اهلي بالطريقة دي، من غير جواز انا اقدر اضمن انه اكيد مش هيجوزني غصب عني!
للحظة كاد يبتسم وهو يرى الرابطة القوية التي تجمعها بعائلتها فتنفض أي ضبابية تتكون عليها...!

ولكنه شعر بالغضب ايضًا لكونه سيظل منتظرًا على حافة الهاوية..!
اقترب منها كثيرًا حتى بات على وشك الالتصاق بها فهتفت بصوت يكاد يسمع:
-جسار ابعد عني
همس امام وجهها مباشرةً:
-أنا قولتلك وإنتِ ما صدقتينيش
وضعت يدها على صدره لتخلق فاصل بينهما، ثم دفعته بقوة وكاد صوتها يرتفع رغمًا عنها:
-قولتلك ابعد، امشي من هنا دلوقتي حالًا!
أمسك وجهها بين يداه دون إرادتها ليهمس بصلابة مُحذرة:.

-اسمعيني يا نور، انا همشي دلوقتي، لكن قسمًا عظمًا لو جنس راجل قربلك لاقتله وادخل فيه السجن
أغمضت عيناها بارتياح كونه سيغادر ثم اومأت عدة مرات دون رد...
لتجده يُقبل وجنتها التي اشتعلت بنيران الخجل من فعلته، فتحسس وجنتها المشتعلة وهو يهمس لها بحرارة تناسب خلفية الموقف ؛
-هتوحشيني
ثم ابتسم وهو ينظر لعيناها التي تغلقها بقوة وانفاسها المضطربة...
تلك الاشارات تُرضي غروره وتُكمل سطو تأثيره عليها..!

تركها في ثانية ليغادر بخفة كما اتى تمامًا، لتضع هي يدها على صدرها الذي يعلو ويهبط مرددة ببلاهه:
-انا شكلي هحبه ولا اية؟!

في يوم اخر مساءا...
كانت شاهيناز أمام الملهى الليلي الذي تذهب له معظم الاوقات لتُسلي وقتها..
بالطبع لم تنسى فكرة الانتقام من نور فكانت هي كالبوصلة تقودها وسط ظلام حياتها الحالكة...!
كانت تُدخن بشراهه وهي على وشك الدلوف ولكنها توقفها مشهد لن تنساه بحياتها...

رأت نور تسير مع رجلًا ما وهو سَكر وترتدي ملابس فاضحة تُنافي ما كانت ترتديه دومًا وتضحك بطريقة مُناسبة لانحراف فتيات الليل عن الاستقامة تمامًا!..

بعدما أوصل ترنيم الى المنزل الذي خصصه لها إنطلق نحو المنزل الذي كان يعيش فيه مع نيرمين ووالدته...
دلف بهدوء الى المنزل فوجد والدته التي كانت تجلس ما إن رأته حتى نهضت تهلل بفرح:
-صقررر أنت رچعت يا ولدي
ولكنه لم يُعيرها اهتمام فأكمل طريقه نحو الغرفة المقصودة غرفة نيرمين!
حتى بعدما أكتشف أن والدته لم تضع السم في الطعام تلك الليلة...

لا يستطع تقبلها، كجزء كان محتفظ بلمعانه ولكن فجأة انطفت تلك اللمعة ليحل محلها سواد لا يزول...!
وصل غرفة نيرمين ليجدها نائمة!
دلف ثم اغلق الباب بهدوء وهو يقترب منها، خلع قميصه عندما شعر بالاختناق، وجلس على حافة الفراش...
وداخله صوتًا يُحدثه.

نيرمين دايما بتتمنى تشيل عيل منك، وحتى انها وافقت على جوازك عشان ماتحرمكش من الطفل اللي نفسك فيه، لكن ترنيم كانت عايزة تموت ابنك اللي اخيرًا هيجي، نيرمين عمرها ما اتجرأت ترفع صوتها عليك، لكن ترنيم عملتها وفالاخر طلعت أنت الغلطان، ترنيم كرهاك لكن نيرمين رغم معاملتك الجافة ليها بتتمنالك الرضا ترضى، نيرمين لما لاقتك بتحب ترنيم اووي أنقذت حياتها وخرجت السم منها مع انها كان ممكن تدعي الجهل وتسيبها تموت !

وافكاره المتلاطمة من يمين ليسار كمتاهات لا تنتهي...
استقرت عن نقطة مهمة لم ينتبه لها الا في التو
نيرمين تحبه فعليًا، ولم تكن سيئة يومًا !
مد يده المتوترة ليتحسس خصلاتها بشرود، استيقظت هي على لمستها فأشرقت ابتسامة قتلها الاهمال وهي تهمس بأسمه:
-صقر، وحشتني جوي!
ابتسم هو بشرود دون رد، لتمد يدها تتحسس ذقنه النامية التي اشتاقتها حد الجنون...

إنزلقت يدها ببطئ لصدره العاري تعبث به باشتياق حقيقي ولفحة الحرمان من حياة طبيعية كأي زوجة تصفع روحها الملكومة...!
لم يُمانع هو ككل مرة بل اقترب منها ببطء ليُقبلها برفق وهو مغمض العينين يقنع ذاك الجزء الثائر داخله انها زوجته وانه حقها الطبيعي...!

صباح اليوم التالي...
استيقظت ترنيم التي كانت تنام في الصالون منتظرة قدوم صقر لتفسر له اسبابها الملطخة بدماء الضمير...!
سمعت طرقات على الباب فنهضت بلهفة تفتح الباب لتجده هو ولكن ملامحه جامدة قاسية بعكس عادته معها...
فهمست بصوت مبحوح:
-صقر أنت آآ
ولكنه قاطعها عندما أشار لنيرمين بهدوء ان تدلف:
-تعالي يا نيرمين
دلفت نيرمين بثبات ليحيط صقر خصرها متمتمًا ببرود لترنيم:
-نيرمين هتعيش هنا معانا..

ثم اكمل محذرًا بحدة قاسية:
-ويا ويلك يا سواد ليلك لو ضايقتيها بأي حاجة!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة