قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ابن رستم للكاتبة ياسمين عادل الفصل السابع عشر

رواية ابن رستم للكاتبة ياسمين عادل الفصل السابع عشر

رواية ابن رستم للكاتبة ياسمين عادل الفصل السابع عشر

رغم رغبتها القاتلة في التدخل بالأمر، ولكنها تتماسك بصعوبة شديدة الآن كي لا تمسك بشعيرات رأسها وتقطعها، أو تفتق ثيابها لقطع صغيرة مثلًا.
عضت تمارا على شفتيها وهي ترى ما يحدث من مسافة لم تسمح لها بسماع أي من حديثهم، وعندما سحبها ظافر لخلف ظهره حدقت فيه مذهولة غير مدركة ما الذي قيل في هذه اللحظة.

على عكس هايدي التي تصلبت وكأنها أصيبت بماس كهربي عقب هذا التصريح الخطير، وزعت نظراتها التائهه بينهم، حاولت أن تقرأ تعابير أثير، ولكنها كانت غامضة للغاية، ساكنة، فقط ترميها بنظرات باغضة، وفي النهاية حاولت إقناع نفسها بالحقيقة: - انت كذاب ياظافر، مستحيل تكون دي اللي اختارتها بعدي.

ف دنى منها وهمس: - مشكلتك إنك مديه نفسك مساحة كبيرة أوي عليكي ياهايدي، انتي كنتي سطر كتبته بقلم رصاص في صفحة فاضية، ومسحته عادي جدًا، أنا كمان قطعت الصفحة من كشكولي عشان ميبقاش في أثر، أمشي، أمشي من هنا أفضل ليكي وليا.

استدار ل أثير و: - اطلعي أوضتك ياأثير
أومأت برأسها وعبرت من أمامهم ب رهبة لا تعلم سببها، ومضى هو في أعقابها ليترك هايدي خلفه، هذه اللحظة التي آمن فيها أن لا عودة من قراره بتركها، بل إنه أخطأ بحق نفسه في كل لحظة فكر فيها بوصل حبال الود من جديد، هو الآن يعطيها قيمتها الحقيقة التي تستحقها.

كانت نرمين ترتشف من كوب القهوة السريعة المضاف إليها حليب ساخن وهي تجلس على فراشها بجواره، مضى يومان وهي في أفضل حال مع زوجها المُحب نزار، خاصة وإنه أغرقها دلالًا ليتلافى هذه الأيام التي مضت في البُعد.
كان يداعب أصابعها وهي تشاهد التلفاز معه، حيث يشاهدان هذا الفيلم الأجنبي الشهير face off للمرة المائة وبدون ملل، تنهدت نرمين بضيق و: - أنا كل ما اشوف المشهد ده بضايق.

ف ابتسم نزار و: - وكل مرة أقولك ده فيلم، عادي يعني
أستمعا لصوت رنين الجرس، ف توقّع نزار وهو ينهض قانطًا: - أكيد دي مرات عمي
ف سألته نرمين بحدة: - مالك يانزار في حاجه؟
- هو انا اتكلمت!
وخرج ليفتح الباب، ف تفاجئ بوجود رستم أمامه للمرة الأولى منذ أن تزوجا، بُهت في البداية غير متوقعًا حضوره و: - عمي!
ف رمقه رستم ب جدية و: - هفضل واقف على الباب ولا إيه؟
- أسف والله مخدتش بالي، اتفضل.

دخل رستم عندما كان نزار يقول: - ثواني هنادي على نرمين و...
- لأ انا عايزك انت، سيبك من نرمين خالص
ثم تسائل وهو ينظر حوله: - فين المطبخ عشان مش فاكر؟
فأشار له بشدوه و: - هناك اهو
- تعالى معايا
دخل رستم وبدأ يبحث بنفسه ويقوم ب إعداد كوبين من الشاي المخمر، حاول أن يفعل نزار بنفسه ولكن: - ياعمي ميصحش
- يابني قولتلك هعمل انا، المهم ركز معايا
- مركز.

نظر له رستم وهو يقول بصوت خافت: - الفترة الجاية عايزك تكون مركز مع ظافر، هتمسك ودانه وتفضل تزن عليه
- على إيه بالظبط؟
- عشان يتجوز
ابتسم نزار ب استخفاف، ف حدجه رستم بحزم و: - نزار
- حاضر هسكت اهو، بس اللي انت بتفكر فيه ده صعب أوي ياعمي والله، هو انت مش عارف ابنك يعني!

زفر رستم بسئم و: - عارف، عشان كده لازم نمارس عليه الضغط من كل ناحية، كلنا
سكب رستم الشاي و: - أنا عايزه يفكر بس في أثير، مجرد إنه يفكر ده في صالحنا
ارتفع حاجبي نزار و: - أثير! ليه كده ياعمي، البت طيبة ومش هتقدر على ابنك! مش شايف بيعمل معاها إيه كل ما يشوفها!

ف اعترف رستم: - ظافر محتاج حد بيحبه، مفيش حد هيتحمله غير حد بيحبه بجد، وأثير هي اللي هتقدر تعمل ده
- يعني هي بتحبه!
- بابا!
قالتها نرمين وهي تدخل المطبخ متعجبة مما تراه، ثم تسائلت بفضول: - ليه مقولتش يانزار إن بابا هنا!
وأقبلت على والدها تعانقه و: - وحشتني يابابا
ف ربت على ظهرها بحنو و: - وانتي كمان ياحببتي، أنا كنت بطمن عليكم بس ونازل عشان متأخر.

ف وقفت في طريقه و: - لأ، خليك شوية عشان خاطري انت مجتش ليا من ساعة ما اتجوزت
- هاجي تاني ياحببتي متقلقيش، بس لازم امشي
وخرج وهو يتابع: - خليكوا أنا عارف الطريق
تعلقت نظرات نرمين المرتابة بزوجها وهي تسأله: - كنتوا بتكلموا عن إيه يانزار؟!
- شغل
وكاد يخرج لولا إنها استوقفته: - شغل إيه ده اللي يخص ظافر!
ف داعب وجنتيها وهو يردف: - ما شاء الله حببتي ودانها معايا في كل حته
دفعت يده عنها و: - هتقولي ولا لأ؟
- لأ.

فسحبت نفسها لتخرج و: - حلو أوي الكلام ده، خليك في المطبخ بقى ياكش يدفيك
ودخلت غرفتها وأوصدت الباب من الداخل، ف تأفف نزار و: - ربنا يسامحك ياعمي، ملقيتش غيري عشان تقولي موضوع زي ده!، آديني هبات على الكنبة النهاردة عشان ترتاح.

كانت أثير تُبدل ثيابها وعيناها تهطل بالدموع، حتى وإن كان يعتقد إنه ردّ إليها اعتبارها ف هناك غصة في قلبها، ألم محفور بأفعاله واتهاماته المتكررة لها وهي التي لا ذنب ولا أثم ارتكبته.

جاهدت لكي لا يصدر صوت بكائها رغم إنها بالغرفة وحدها، ولكن حتى هي تتأذى بصوت البكاء الذي أصبح صاحبها في الآونة الأخيرة، مسحت وجهها بمنديل مبتل بمياه باردة كي تخفف من وهي بشرتها واحمرارها، وخاصة هذا الإنتفاخ الذي تكون حول عيناها بفعل البكاء، وما أن سمعت صوت طرقات على باب غرفتها حتى تقدمت منه وفتحته، كان ظافر يقف أمامها مستقيمًا گعادته، على وجهه الجدية الزائفة التي تواري ندمهِ وقال: - أنا جاي اعتذرلك عن اللي حصل.

كانت نظراتها الحزينة تمزق من ضميره اليقظ، التفتت وتركته واقفًا على الباب، جلست على طرف الأريكة بكاهلٍ ثقيل، ف دخل هو مدققًا النظر في وجهها الباهت و: - لو حصل وجت تكلم معاكي تاني سيبيها وامشي، ده لمصلحتك انتي، عشان متسمعيش كلام يضايقك.

ف ابتسمت بسخرية من زاوية فمها و: - عادي، بدأت اتعود على طبعكم
تنغض جبينه ب عدم فهم و: - طبعنا!
- آه طبعكم، آ...
طرقات على الباب لفتت انتباههم، نهضت أثير وهي تنظر للسائق و: - أنا خلصت وكنت نازلة لحضرتك
ف تقلصت تعابير وجهه و: - للأسف هنتأخر شوية ياأستاذة، العربية عايزة ميكانيكي يشوفها مش بتتحرك نهائي
نظرت أثير في ساعة يدها و: - مينفعش، فاضل أقل من نص ساعة ياعم فوزي! مستر رستم لو عرف هيبهدل الدنيا.

توتر وهو يعترف ب: - ماانا قولتله و...
- و إيه!
نظر السائق ب اتجاه ظافر الذي لم يكن يدرك إنه سيكون طرفًا في الأمر، ولكن مع هذه النظرة التقط عقله ما يحدث سريعًا و: - إياك تقول اللي في بالي!
أومأ فوزي برأسه و: - رستم باشا قال إن سيادتك هتوصلها
وفي صوت واحد خرج الإعتراض من كلاهما: - لأ
نظروا لبعضهم البعض، ثم بادرت أثير وهي تقول: - متقلقش مش هتلزق فيك.

وسحبت حقيبتها الشخصية وحقيبة جلدية بها أوراقها الشخصية، ثم تحركت وهي تقول: - اتفضلوا اطلعوا برا عشان أقفل الأوضة
ووقفت على باب الغرفة تنتظر خروجهم، خرج السائق أولًا، بينما رمقها هو ب انفعال مكتوم، ثم خرج ووقف جانبًا حتى أغلقت الباب ومضت گأنه غير موجود أمامها..

ليس ب هيّن عليها أن تعامله بهذا التجاهل وهي التي تتوق لكلمة واحدة معها، تشتاق لبضع ثوانٍ تراه فيها، ولكنها مجبرة على ذلك، كفاها ما تلاقيه من أذى لسانه الذي لا لجام له معها هي تحديدًا، بينما هو إنسان جميل الطبع طيب اللسان مع الجميع.

كانت تمارا تُدثر نفسها جيدًا وقد نعمت بسكون ألم عظامها وتعافت قليلًا بفضل الحُقن المسكنّة للألم، كانت تنظر لصفاء السماء التي تظهر أمامها من الشرفة، ف استمعت لصوت طرقات على الباب ورفيقتها فدوى غير موجودة، نفخت ب انزعاج وهي تنهض عن نومتها وفتحت الباب، ف إذ ب مروان يقف أمامها ممسكًا بحامل الطعام، دخل على الفور وهو يقول: - مكلتيش من امبارح.

وضع الطعام على الطاولة بينما اقتربت هي وتفحصته بعيناها، قطبت جبينها وهي تقول ب استنكار: - لبن وجبن وعيش توست!، وفاكهة! إيه علاقة اللبن والجبن بالفاكهة؟
فأجاب وهو ينظر للطعام: - قولت يمكن تحبي تحلي
- شيل الأكل ده أنا مش بحب اللبن ولا بشربه.

وهنا انفتح الباب ودلفت فدوى وهي تحمل طعام جاهز بجانب المشروبات الغازية، انفرجت أسارير تمارا وهي تتجه نحوها وتحمل منها الطعام و: - أوعي تكوني نسيتي تجيبي الشيش طاووق سبايسي ياديدي؟
- لأ متقلقيش
رمقها ب استغراب و: - شيش طاووق وبيبسي وانتي لسه عندك برد وسخونية! انتي إيه يابنتي؟ معتوهه!
واختطف منها الطعام و: - مفيش أكل، عجبك اللبن والجبنة ماشي، مش عاجبك متاكليش.

استوقفته وقد تحولت ملامحها لأخرى: - أنا جعانة حرام عليك!
- مش من نصيبك بقى معلش
نظرت نحو رفيقتها ف بادرت ب: - أنسي ده الأكل بتاعي أنا ومش هنزل اجيب تاني.

وجلست فدوى لتبدأ بتناول الطعام، في حين أن مروان غادر لغرفته وأجبر نفسه على تناول طعامها، كانت شطيرة الدجاج حارة لدرجة لا تحتمل، أغرورقت عيناه بالدموع واحمّر وجهه متأثرًا بالفلفل الحارّ الذي يغزو كل قطعة من الشيطرة، ولم يستطيع حتى تكملته، تركه وهو ينفخ زفيرًا ملتهبًا من صدره، لم يبقى سوى أن يُطلق الدخان من أذنيه، نهض وأسرع نحو دورة المياه ليغسل فمه عله يهدأ قليلًا، ثم خرج وهو يجفف وجهه و: - بتاكلي الأكل ده ازاي! ده انا ممكن يجيلي تسمم بسببك ياشيخة منك لله!

ارتفعت حرارة جسده أثر النيران المسعّرة بصدره ولكنه كان يكافح هذا الشعور ويتناساه كي تخف حدتهِ قليلًا.

على النقيض كان حال تمارا التي استمتعت بالطعام الذي جلبته لنفسها بنفسها، كانت تتناول بنهم متجاوزة شعور الحرقة في فمها وصدرها وكأنه شعور لذيذ بالنسبة لها، تجرعت من أسطوانة المياه الغازية، ثم نظرت للطعام وهمست قبل أن تهمّ بمتابعة التناول: - قال اشرب لبن قال؟ ليه هو انا عيلة صغيرة وبتسنن! تبزغ أسنانها حديثًا
وقضمت منها وهي تبتسم ب استمتاع كأنها تقوم بأكبر متعة في حياتها.

جمعت أثير أوراقها ووضعتهم في حقيبتها و: - شكرًا جدًا لتعاون حضرتك، إن شاء الله هبلغ مستر رستم بالمواعيد اللي ينفع يستقبل فيها الفندق الأفواج السياحية.

نهض مدير العلاقات العامة بالشركة عن مجلسه وصافحها بحرارة قائلًا: - تشرفت بوجودك هنا ياآنسه أثير، وأكيد هيكون في تواصل قريب
قادها للطريق و: - اتفضلي
قام بتوصيلها حتى الأسفل، وأصرّ على الإنتظار معها حتى يستوقف لها سيارة أجرة..

على الجانب الآخر، كان ظافر يتطلع إليها من مسافة بعيدة كي لا يسمح لها برؤيته، على الأقل يطمئن إنها استطاعت القيام بمهمتها بنجاح، دقق في وجه هذا الشاب الذي كان يقف برفقتها يتبادل معها أطراف الحديث، وداخله فضول من هذا ياترى؟

مرت سيارة بسرعة رهيبة من أمامهم ف جذبها الشاب فجأة لتبتعد للخلف، ولكن أثر المياه قد تناثر على بنطالها وحذائها ف لطخها بشكل مزعج..
انفجر ظافر ضاحكًا وهو يواري نفسه كي لا تراه، ولم يستطع كبح ضحكته نهائيًا، حتى عيناه أغرورقت بالدموع من فرط الضحك.

حاول استجماع نفسه وعاد ينظر إليها، فوجدها تقف بمفردها، زاد فضوله أكثر وهو يقف منتظرًا ما سيحدث، حتى وجد ذاك الشاب يقترب منها بسيارته ويهبط خصيصًا ليفتح باب السيارة لها، جلست بالمقعد الأمامي وجاورها هو، ثم استقر في مكانه وقاد السيارة بها على الفور..

أوفض ظافر نحو سيارته هو الآخر وقادها خلفهم متتبعًا إلى أين سيصحبها، حتى وجده يصل بها إلى الفندق الذي تقطن فيه، بقى ظافر بعيدًا عن الأعين وهو يتابعهم هگذا، حتى قام الشاب بتوديعها ودخلت هي إلى الفندق بعجلة، بينما هو يتسائل ما هي العلاقة الوطيدة التي تربط بينهم كي يقوم
بفعل كهذا؟

عمّ مساءًا..
لقد انتهت تمارا توًا من ارتداء ملابسها استعدادًا للخروج والتنزه قليلًا برفقة صديقتها فدوى، تضطرب قليلًا بداخلها لأخفاء الأمر عن ظافر، ولكنه سيرفض لا محاله إن طلبت منه ذلك.
نظرت لنفسها في المرآة برضا شديد، . ثم زفرت وهي تردف: - ما هو لو ظاظا يرضى يخرجني لوحدي أكيد مكنتش هكذب عليه يعني!
كانت فدوى ترتدي حذائها عندما أجابت ب: - يلا عشان الساعة بقت 9 ونص!

خرجن سويًا وبهدوء دون لفت أنظار حولهن، منتويين قضاء الليلة الأخيرة بين شوارع مدينة الغردقة.

في هذا الحين، كان مروان يتحرك ذهابًا وإيابًا متأثرًا بألم معدته التي ضغط عليها اليوم بتناول طعام غير معتاد عليه، مازال يشعر بأثر الحريق بداخل جوف معدته، وهذا ما يؤرق حتى جلوسه.
نفخ ب انزعاج وهو يصيح: - أوووف، بطني عاملة زي كتلة النار اللي مش عايزة تطفي، أعمل إيه؟ أروح اغسل معدتي؟

ترك ظافر مشاهدة المباراة الهامة التي يشاهدها و: - ما تيجي ننزل نروح أي حته طالما تمارا هتنام ومش هتخرج النهاردة
ضرب يدًا بيد وهو يقول: - أنا بقول إيه وانت بتقول إيه!
- طالما مش قد أكل الشارع بتاكل ليه؟
فصاح مروان: - ماهي أخ، أوف بقا.

وقطع حديثه قبل أن يورط نفسه في جدال لن يكون خيرًا، فتح زجاج الشرفة ودلف للداخل وهو ينفخ بضيق وألم، حتى رآها، جحظت عيناه وهو يراها تخرج مهرولة بصحبة فدوى وتتجه لليمين، اشتط بغيظ وهو يستوعب كذبتها اللعينة، وودّ لو إنه يشي بها لدى شقيقها، ولكنه يعلم مدى رحمة ظافر الذي قد يعفو عنها بينما هي تستحق نيل العقاب..
ضرب مروان درابزون الشرفة ودخل مستوفضًا، سحب هاتفه و: - أنا نازل الصيدلية.

وخرج مهرولًا بدون إنتظار أي رد منه..
ظل ظافر يقلب بين قنوات التلفاز الفضائية ولكنه شعر بسئم، أحس برغبة في مغادرة المكان والجلوس في مكان مكشوف ويا حبذا لو كان أمام ساحل البحر!.
نهض عن جلسته وخرج ينظر للأجواء قليلًا فوجدها تشجع على الخروج.

وقبل أن يتخذ قراره، وجد أمامه ما يحثّه على الخروج بالفعل، حيث رأى أثير مرتدية ثوب يحمل لمعانًا وكأنها ستذهب لسهرة ما، وإذ ب هذا الشاب الذي لاقته في الصباح يقابلها أمام الفندق.

حدقت نظراته ودققها بتركيز معهم، فكان يناولها شئ ما وكأنها هدية أو ما شابه، لم يستطع الأنتظار بهدوء هكذا وفضوله يعتري كل ذرة في كيانه، ف همّ ليخرج من الفندق كي يكتشف ما يحدث بالضبط وبدون مبرر واضح لفضوله هذا بينما هو إنسان عكس ذلك.

كانت الشوارع تعجّ بالسياح والمصريين أيضًا، الجميع متواجد للتنزه والسهر، كانت تمارا مستمتعة بالتجول مع رفيقتها هكذا، حتى إنها اقترحت: - ندخل كافيه ولا نعمل إيه؟
- مش عارفه، بس انا نفسي جدًا آكل حاجه غرقانة شوكلاته
ف أشارت تمارا بحماس لأحد الأماكن و: - إيه رأيك ندخل هنا؟
التفتت فدوى لترى، ثم شهقت وهي تجيب: - ندخل كباريه؟
ف لكزتها تمارا و: - ششش، كبارية إيه! أسمه ديسكو
- مستحيل.

ثم نظرت ب اهتمام للعامة الذين يتوافدون على المكان ويخرجون منه بنظرات مشمئزة و: - دول سكرانين، ناسية اللي شفناهم لما كنا مع مروان!، يلا يلا خلينا نمشي من هنا.

في هذه اللحظة تحديدًا، كان أحدهم يقترب منهم، ثملًا يترنح يمينًا ويسارًا، أمسك برسغ تمارا وهو يردف بعدم وعي: - What s that beauty Come with me.
ما هذا الجمال؟ تعالي معي
تشنجت تمارا وهي تحاول التخلص منه وصاحت: - are you crazy Go away
هل جننت؟ ابتعد
جذبته فدوى بعنف وصرخت: - سيب دراعها، ألحقونا
وقبل أن يستجيب أي أحد ل استغاثاتهم، كان مروان ينقض على الرجل ويلقي بكل ثقله عليه..

أطرحه أرضًا وسدد له الكثير من الضرب وهو يسبّه بأقظع الألفاظ: - يا ××××××× هرجعك بلدك على نقالة يا ××××××.

حاول الجميع التدخل بينهم قبل أن يُزهق مروان روحه وقد وصل لمرحلة لم يسبق له الدخول فيها من الجنون، بينما كانت تمارا گالذي سيسقط مغشيًا عليه من فرط الخوف والفزع ولم تلبث حتى التخلص من صدمة تهجم هذا الأجنبي عليها لتجد صدمة أخرى تضرب برأسها ولا تعي توابع ما تقوم به و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة