قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ابن رستم للكاتبة ياسمين عادل الفصل الثلاثون

رواية ابن رستم للكاتبة ياسمين عادل الفصل الثلاثون

رواية ابن رستم للكاتبة ياسمين عادل الفصل الثلاثون

فتحت الباب آمله أن تنصرف من هنا وبسرعة بعد أن ضاقت ذرعًا من هواء المشفى، ولكنها اصطدمت بما لم تكن تتوقعه.
كان مروان أمامها مباشرة يتطلع إليها بتركيز بينما عيناها المحدقتين عليه، ثم سألها بسخرية: - رايحة فين ياتيمو؟
ف دبرت كذبة على الفور و: - هخرج اتمشى في الجنينة برا عشان مش واخده على القاعدة دي.

وبالطبع لن يصدق حجتها الكاذبة و: - والله كان قلبي حاسس إنك هتعملي الحركة دي، مستحيل تعرفي تقعدي من غير ما تفركي تتحرك كثيرًا.

دفعها بخفة للداخل وأغلق الباب وهو يتابع: - وخارجه تتمشي بكل هدومك وشنطتك؟
تأففت بضيق وتقلصت تعابير وجهها وهي تردف: - أنا مش بحب المستشفيات، عايزة أخرج من هنا
- قولي كده بقى من الأول بدل ما نلف على بعض
وصفق كفيه سويًا: - من الآخر كده مفيش خروج غير لما الدكتور يكتبلك على خروج، ودلوقتي تقدري تنامي وترتاحي.

وأشار نحو الفراش، ف ضاقت عيناها وهي تردف: - وانت؟ انت هتعمل إيه دلوقتي؟
ف جلس على المقعد القريب من النافذة و: - أنا هونسك هنا، عندي نبطشية معاكي لحد الصبح
وقبل أن تعترض فكر في كيفية إسكاتها سريعًا و: - وعلى فكرة أخوكي لسه تحت، يعني في كل الأحوال مش هتخرجي من هنا
ارتمت على الفراش جالسة وهي تنفخ بينما كان ينظر إليها بتلذذ لحالتها العصبية تلك: - أوووف.

أوقف السيارة والتفت برأسه إليها ليجدها مرتكزة بنظراتها المشتاقة إليه، ف ابتسم بتكلف و: - ماما هتبقى تكلمك بكرة عشان تنزلوا سوا زي ما اتفقتم
- أنا مش مستعجلة خالص، لما نطمن على تمارا آ...
فقاطعها و: - مفيش داعي، توته بقت كويسة وهتخرج الصبح، لكن المعاد اللي خدته من المعرض عشانكم ماينفعش يتأجل.

لم تجد سوى السؤال المباشر لتصل إلى جواب سؤالها، ف تشجعت وسألته: - وانت؟ أقصد يعني مش هتيجي؟
وكأن الجواب حاضرًا في ذهنه لم يستغرق بضع لحظات حتى أجاب: - لأ، عندي شغل مهم
ف أشاحت ببصرها عنه و: - اللي تشوفه
وترجلت عن السيارة، لوحت له ف ابتسم وهو يلوح لها، ثم أشار نحو البناية و: - أطلعي.

ف خطت نحو البناية التي تقطن بها وفرحتها غير مكتملة، دائمًا تشعر بنقصان فيها، وكأن وجوده ليس كافيًا، وجود جسده جوارها بدون قلبه وفؤاده لا يكفيها، أعتقدت إنها قادرة على مواجهة الدنيا إن كان معها، ولكن شعور العجز ينتابها الآن، هل تتراجع عن هذه الزيحة التي عاشت سنوات تحلم بها في النوم والصحو!؟ أم تتقبل هذا الوضع وتعتبره مؤقتًا!

إنها حتى عاجزة عن إتخاذ القرار بالإبتعاد، لقد قطعت شوطًا كبيرًا حتى أصبحت هنا، ولا يجب عليها الإستسلام بهذه السهولة أبدًا.

شعرت بالبرد فجأة، ف نهضت عن الفراش وأغلقت النافذة المفتوحة، ثم أردفت: - قوم يامروان وروح على بيتك، ظافر مش هيرجع.

ونظرت نحوه، فوجدته يغوص في بحر من النوم على المقعد متكئًا على مسند المقعد، دنت منه بخطى حسيسة وهي تبحث عن شئ تغطي به جسده ولكنها لم تجد، ف دثرته ب سترتها، ثم عادت تجلس على الفراش وهي تنظر إليه، لا تدري لماذا تعمقت النظر لملامحه المألوفة عليها!، لماذا لديها رغبة جامحة في النظر إليه لوقت طويل ولا تنصرف عنه أبدًا!؟

وأخيرًا تمددت على الفراش وادثرت بالغطاء بينما عيناها على السقفية، هدوء غريب اعتراها بينما هي إنسانة ليست ساكنة بطبعها، بضع دقائق وكانت هي الأخرى قد نامت بفعل الإرهاق، فتح مروان عيناه برويّة لئلا تكون مستيقظة، وانبعج فمه بسعادة وهو يشتم رائحتها القريبة منه، قرّب سترتها من أنفه ودفن وجهه بها وتنفسها بعمق، لم يسئم من عبقها، بل أن صدره انتعش واتسع منها، وبقى هو لوقت طويل يراقب نومها للمرة الثانية بدون أن تشعر، بدون أن ترى هذا العشق المتأجج في لمعة عيناه حينما ينظر إليها.

وما أن مددت على الفراش حتى دثرتها چيهان جيدًا بينما كان أغلبهم حولها في كل مكان بغرفتها، تنفست تمارا بأريحية و: - مش مصدقة إني رجعت البيت! ده انا كنت هموت من ريحة المستشفى
ف أردفت زينب وهي تضع الحساء الساخن على الكومود: - ألف بعد الشر عليكي ياحببتي
وجلست جوارها: - هتشربي الشوربة وتنامي وبعدين تقومي تستحمي عشان تفوقي
فبادر رستم: - يارب بس تكوني أتعلمتي من الدرس
أومأت برأسها و: - أتعلمت يابابا.

أشار رستم ل نزار و: - تعالى يانزار عايزك
فخرجا سويًا بين نظرات نرمين المراقبة، . ثم خرجت هي من خلفهم و ظافر يراقب كل ردود فعلها الغريبة منذ بداية اليوم، ولكنه لم يطيل التفكير حيث انتشلته شقيقته من أوج تفكيره وهي تسأله بترقب: - ظاظا، هو مروان فين؟
فأجاب: - عنده شغل ياتوته، أنا هروح أشوف بابا
ف هزت رأسها بتفهم و: - ماشي.

حاولت زينب أن تجعلها تتناول الطعام، ولكنها لم ترغب فيه إطلاقًا: - لأ مش عايزة دلوقتي ياماما، هنام الأول
- خلاص يابنتي ارتاحي، أنا هنزل أقضي مشوارين كده مع أثير ومامتها وراجعة على طول
ف استندت زينب على الفراش و نهضت حاملة الطعام منصرفة من الغرفة، في حين جلست چيهان جوارها وتسائلت: - مالك ياتمارا؟ شكلك زعلان ليه؟

ف أجابت بتلقائية شديدة: - صحيت الصبح لقيت مروان مشي من غير ما يطمن عليا، مكلمنيش مكالمة واحدة حتى ياچيهان.

قطبت چيهان جبينها ب استغراب و: - هو كان بايت في المستشفى
- آه
ف ربتت چيهان على كفها و: - متزعليش، أنتي عارفه شغلهم بياخد وقتهم ازاي، أكيد هيكلمك
أحست تمارا بعدم وجود فائدة من حديثها، ف أنهته على الفور و: - ماشي، أنا هنام شوية
وانزلقت أسفل الغطاء مُدعية إنها ستنام، ولكنها في الحقيقة ظلت تفكر في هذا الأمر الذي يشغلها.

على جانب آخر
وضع مروان الملف على سطح المكتب وهو يتحدث: - الطيارات الجديدة هتوصل مصر قريب وتدريب الدفعة عليها مش هياخد وقت طويل
ف تحدث الآخر الواقف أمامه: - أكيد يافندم، بما إنك اطلعت على الملف أقدر آخده
- آه
فسحب الملف عن سطح المكتب وهمّ ليخرج: - عن أذن سيادتك
- أتفضل.

قالها وهو يخرج هاتفه من جيب بنطاله، ثم شرع في الإتصال بها عقب أن التهى اليوم بشكل كبير بعد عودته من أجازة طويلة للغاية لم يحظى بها منذ مدة طويلة..
ما أن استمعت تمارا لصوت رنين هاتفها، اعتدلت على الفور ونظرت إليه، وتحمست للغاية وهي تجيب عليه: - ألو
- أيوة ياتيمو، حمدالله على السلامة
- الله يسلمك، انت مشيت أمتى؟
جلس على رأس المكتب وهو يجيب: - بعد الفجر على طول، ليه بتسألي؟

ف أظهرت إنها لا تهتم و: - بسأل عادي
رنّ الهاتف الخاص بالمكتب ف أغلق المكالمة معها متعجلًا و: - طب هكلمك بعدين، سلام
تركت هاتفها ب ارتياح قليلًا، على الأقل أهتم لأمرها وتواصل معها، وهنا أحست أن النوم سيعرف طريقه إليها بعدما ظلت جالسة هكذا لبعض الوقت.

أستمع إليها ظافر للنهاية، ولكنه لم يجد في حديثها سوى الشكوك الغريبة التي لا أدلة ولا معنى لوجودها، كيف لها أن تصدق مجرد شك نمى في رأسها بهذا الشكل لا يعرف؟
فقط حاول أن يسيطر على نوبة الشك تلك مدافعًا عن نزار وحبه الشديد لها منذ سنين طويلة: - أنا مش لاقي سبب واحد مقنع عشان تشكي بالشكل ده يانرمين، انتي كده بتتعسي نفسك وجوزك معاكي.

ف تشنجت وكأنها مصدقة وجود شخص آخر في حياته: - طب ليه غير الباسورد ياظافر! ليه بلاقي مكالمات مش عايزها تكون قدامي؟
- هو قالك إن تليفونه اتفرمط يبقى تصدقيه، وطالما قال إن مكالماته دي شغل يبقى شغل، هو مش مضطر يكذب، كلنا عارفين نزار ومتربي معانا يانرمين، ده تربية بابا.

لاحظ إنها لم تقتنع، فلم يسئم من التحدث مجددًا: - نزار بيحبك عشان كده مستحمل كل الخناقات اللي بتحصل بينكم من فراغ، لكن الراجل لما بيزهق مش بيقول إنه زهق، لما بيزهق بيخرج برا يانرمين.

انقبض قلبها بتخوف و: - يعني إيه؟ ممكن يعمل زي ما علي عمل ما چيهان!؟
ذمّ شفتيه متضايقًا من تفكيرها المحدود وأخذها لنموذج واحد فقط تعتمد عليه: - چيهان وعلي مش الحالة الوحيدة، ونزار مش زي علي عشان تبني حياتك كلها على إنه هيعمل زي ما علي عمل.

اعتصر قلب چيهان وهي تستمع لهذه الحقيقة من فم شقيقها، ليس كل الرجال سيفعلون كما فعل زوجها السابق بالفعل، هي ليست المطلقة الوحيدة، ولكنها تشعر إنها مختلفة عن النساء أجمعين لا تعلم لماذا!؟

نفخت بضيق وهي تترك المحيط وتنتقل لغرفتها، حيث كان عمر يداعب الصغير يَزِن، هذه الحسنة الوحيدة، الهدية التي فازت بها في حياتها، لولاهم ل بقت مستسلمة لهذا الجرف المنحدر الذي يجذبها نحو الهاوية، جلست بجوار صغارها وشاركتهم اللعب، بينما داخلها حريق ناشب لا ينطفئ أبدًا مهما فعلت، مهما قررت أن تشغل نفسها، لا تنسى، وشعور الألم لا يمر.

كانت أثير تتجول في معرض الأثاث لتنتقي ما يروق لها، بنفس الآن كانت تحرص على التفكير هل سيعجب به ظافر أيضًا أم لا؟
تلمست الأريكة الخاصة ب طاقم الصالون ونظرت لها بتفحص، بينما تدخلت زينب لتبدي رأيها: - ده أحلى من الأولاني بكتير
ف أيدت سمية رأيها بأعجاب: - فعلًا شكله حلو أوي
ولكن أثير ترددت كثيرًا و: - بصراحة معجبنيش أوي، حاسه إنه مش هيعجب ظافر.

التفتت زينب وأشارت الطاقم الآخر: - طب نشوف اللي هناك ده؟
وإذ بها ترى ظافر يدخل من باب المعرض ويستقبله صاحبه بحفاوة، ف ابتسمت وهي تقول: - في طقم تالت بقا أحلى وأحلى
فتسائلت أثير: - فين؟
أشارت زينب حيث قرة عيناها و: - أهو هناك اهو
انفرجت شفتيها ب ابتسامة واسعة وكأن الدنيا لا تسع سعادتها الآن، ودقات قلبها اضطربت وهي تراه يقبل عليهما، رحبت به سمية و: - أهلًا ياحبيبي، افتكرتك مش جاي.

ف نظر نحوها تحديدًا و: - مكنش ينفع اسيبكوا لوحدكوا
ف أشارت له زينب نحو أحد الأطقم: - طب روح اختار معاها بقى عشان كانت محتارة
سحبت أثير يده وجذبته معها بسعادة وهي تردف: - تعالى أوريك حاجه
سار معها وهو يرى سعادتها تلك التي أصابته بالعدوى ف صار متحمسًا هو الآخر، حتى توقفت أمام أحد غرف النوم وسألته ناظرة لتعابير وجهه: - إيه رأيك في دي، أنا اختارتها وكنت هبعتلك الصور عشان توافق عليها.

فأجاب وهو ينظر للغرفة ب إعجاب: - ياأثير أنا قولتلك تختاري اللي يعجبك، عمومًا هي جميلة وشيك أوي
ثم اقترب من الفراش وجلس عليه وهو يقول: - شكله مريح
نهض وراح يفتح الخزانة ويتفقدها من الداخل، ثم نظر لمنضدة الزينة وأدراجها، وفي النهاية أبدى إعجابه برأيها: - لو عجبتك خلاص ناخدها
ف صفقت بيديها وهي تقول بفرحة شديدة: - عجباني جدًا
ف ضحك وهو يتذكر شقيقته المشاغبة: - حسيت للحظة إني بكلم توته! فيكي عرق طفلة زيها.

كتمت ضحكتها وهي تستجمع حالتها الهادئة، ف أردف هو: - متحاوليش تتغيري خلاص انا شوفتك على حقيقتك
قطعت زينب حديثهم وهي تقترب منهم و: - يلا ياولاد عشان تختاروا أوضة الأطفال
تلاشت البسمة عن محياه وهي يردف ب استنكار: - أطفال! لسه بدري ياأمي
ف حدقت زينب ب استهجان و: - بدري من عمرك!، أنا عايزة ولادك حواليا كده والحق اتهنى بيهم.

وكأنها كانت تقرأ ملامحه التي رغبت في البوح بأن ذلك بعيد، أشاح بوجهه هروبًا گعادته و: - خلينا نشوف السفرة الأول وبعدين نقرر موضوع أوضة الأطفال دي
واستبقهم، سارت زينب في أعقابه بينما كانت هي بمحلها تنظر للغرفة التي ستأويهم سويًا، وهذا الفراش الذي من المفترض أن يضمهم بجانب بعضهم البعض، ولم تنتبه كم من الوقت غابت بوعيها مع أحلام يقظتها، حتى التفتت على صوت والدتها: - ياأثير!

ف تركت الغرفة خلفها وسارت إليهم.

ترك رستم قهوته جانبًا و: - مش قولتلك لازم تكون موجود وده هيفرق معاها
أومأ ظافر برأسه إيجابًا قبل أن يرفع فنجانه على فمه، وقبل أن يستأنف الحديث كانت چيهان تدخل عليهم مبتسمة ببسمة كاذبة گعادتها: - كنت عايزاك في موضوع يابابا
انتبه لها رستم وارتكز بعقله معها وهي تجلس قبالتهم: - قولي يابنتي
لم تطل التفكير، بل قالت مباشرة: - أنا عايزة اشتغل.

- ليه يابنتي؟ في حاجه نقصاكي! محتاجة حاجه وانا موفرتهاش ليكي أو للولاد!
ف هزت رأسها نافية وهي تعترف ب اهتمام والدها بها: - أبدًا، انت بتعمل اللي عليك وزيادة ربنا يخليك لينا
تنغض جبين ظافر ب تعجب وهو يسأل مندهشًا: - مش انتي اللي كنتي بتقولي إن أعظم شغل للأم هو ولادها؟ إيه اللي اتغير!

أومأت برأسها إيجابًا و: - أيوة، بس ده كان زمان، دلوقتي انا عايزة اشتغل وأقف على رجلي، ومش ههمل أولادي بالعكس، هما محتاجين لأم قوية تقف وراهم بعد ما أبوهم اتخلى عنهم وعني.

لم يحاول رستم رفض الأمر مباشرة ولكنه ماطل قليلًا: - خلاص، سيبيني أشوف إيه اللي يناسبك، أو تنزلي معانا في الفندق ونزار يتولى تدريبك على كل حاجه.

توترت قليلًا وهي تفصح عن رغبتها و: - أنا عرفت خلاص هشتغل فين، هشتغل بشهادتي في المكان اللي هلاقي نفسي فيه
فركت كفيها سويًا وتابعت: - أنا اتكلمت مع مدير مدرسة عمر امبارح وقالي إنهم فعلًا محتاجين مدرسات، ف أنا قررت أقدم ورقي وأكون جمب أبني، ونفس الوقت اشتغل الشغل اللي بحبه.

أعجب ظافر كثيرًا بقوتها وبدء استجماعها لنفسها، وأيّدها على ذلك: - برا?و ياچيهان
فلم يجد رستم أيضًا غير تأييد موقفها، لعله يكون المسكن لآلامها وضماد لجروحها التي لم تنغلق بعد: - اللي يريحك يابنتي، أهم حاجه راحتك وراحة عمر ويزن
ثم أطلق زفيرًا مهمومًا خشية عليها وعلى مستقبلها بعد تلك السقطة العنيفة التي سقطتها، ولكنها مع ذلك تقاوم لتقف منتصبة من جديد من أجل صغارها الذي يحتاجون لجذع قوى.

الساعة الحادية عشر والنصف ليلًا..
تجلس على فراشها وسط عتمة الغرفة وظلامها تمسك بهاتفها المحمول وتتفحص حسابها الشخصي بملل، حتى وجدت منشور استوقفها، صورة ل بيتزا كبيرة الحجم بجانب المشروب الغازي والبطاطس المقرمش والسلطات الشهية، ومكتوب أعلاها لو جوزك بيحبك هيجيبلك بيتزا ولو في نص الليل
تلوت شفتيها وقد شعرت بالجوع في هذه اللحظة وهي تردد: - جوزك من خطيبك ميفرقش؟!

ثم بدأت تتصل ب مروان وهي تتمتم: - أما اشوف مستر مستفز هيقول إيه لما اطلبها منه!
رن الهاتف طويلًا ولكنه لم يجب حتى الآن.
كان ينام بعمق وأريحية عندما أزعجه صوت هاتفه الجوال، ف فتح عيناه وهو يزفر ب انزعاج: - استغفر الله العظيم
نظر لشاشة الهاتف فإذ ب إسمها يضئ به، ف انتفض من نومته وأجاب بسرعة: - أيوة، انتي كويسة ياتمارا! حصل حاجه تاني!
ف كتمت ضحكتها وهي تردف: - لأ مفيش، اتصلت اطلب منك حاجه بس.

ف تنهد وهو يستند برأسه على ظهر الفراش وأغمض عيناه: - ياستي أؤمري
- أنا عايزة بيتزا
فتح عيناه فجأة وصمت لثوانٍ، ثم نظر لساعة الحائط وهو يردف ب ببعض الإنفعال: - بيتزا الساعة 12 بالليل! ده وحم ده ولا إيه!
ف صاحت فيه: - لم لسانك يامروان!، فيها إيه يعني لما اطلب منك بيتزا ومعاها بطاطس محمرة بالبابريكا وسلطة كول سلو وبيبسي عشان أهضم.

ف اتسعت عيناه بعدم تصديق وهي يسأل بسخرية: - حضرتك تحبي البيتزا وسط ولا لارچ، وعايزة فيها أضافات ولا كفاية السلطة والبطاطس؟

فأجابت على الفور: - لأ وسط كفاية
- انتي فاكرة نفسك في محل! وبعدين انتي لسه خارجه من المستشفى الصبح اتقي الله
وقبل أن يغلق ختم ب: - أقفلي انا عندي شغل الصبح ولازم اصحى بدري، سلام
وأغلق الهاتف ثم عاد للنوم من جديد.
تركت الهاتف من يدها وهي تضرب على الفراش بتذمر: - عادي طبعًا ماهو مش بيحبني!

ونهضت عن الفراش كي تجلس على حاسوبها الشخصي، انشغلت بممارسة لعبة شهيرة حتى لم تشعر بقيمة الوقت الذي مضى عليها، حتى رأت أضاءة هاتفها تنبثق ومن بعدها رنين مهتز، نهضت عن جلستها ونظرت للهاتف ف إذ به يتصل بها، ف رفضت المكالمة وهي تغمغم: - مش هرد عليك، خلي النوم ينفعك بقا
ف أرسل لها رسالة..
فتحت الرسالة لتجد محتواها: البيتزا معايا برا، أطلعي افتحي الباب.

ف اتسعت عيناها بعدم تصديق وقفزت من مكانها عدة مرات وقد ارتفع الأدرينالين في جسدها عقب هذه الرسالة التي لم تكن تتوقعها و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة