قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ابن رستم للكاتبة ياسمين عادل الفصل الثامن والأربعون والأخير

رواية ابن رستم للكاتبة ياسمين عادل الفصل الثامن والأربعون والأخير

رواية ابن رستم للكاتبة ياسمين عادل الفصل الثامن والأربعون والأخير

لا يُحدث الله سوءًا لعبد، ما تعيشه إن لم يكن ابتلاءك، ف إنه خير لك لا تعلمه، وسيكون العوض عنه گقطعة حلوى من الجنة تأتيك في الأرض، ف لا تتعس ولا تبتئس، إن فرج الله قريب.

العديد من الدقائق قضتها في أحضانهِ ودموع سعادتها تنفجر من عينيها، كأن كل ما عاشته الشهور الماضية ذاب لحظة رؤيته.

مددت أثير على الفراش بجواز جهاز الكشف السونار وعاونتها مساعدة الطبيب في ذلك، بينما وقف ظافر بجوارها وقد بلغ تحمسه عنان السماء كونه سيرى طفله الآن ولأول مرة، خفق قلبه وأحس بشعور غريب لا مسمى له، وأمسك بيدها وهو ينظر لشاشة الجهاز وقد بدأ صوت نبضات القلب يخترق مسامعهم، أشار الطبيب نحو الجنين الذي بدأ يتشكل في رحمها، ثم ابتسم وهو يردف: - المفاجأة اللي مكنتش عايز أقولها المرة اللي فاتت لحد ما أتأكد منها إنك حامل في تؤام.

اتسع مبسمة ولمعت عيناه وقد بدأت الدموع تتجمع في مقلتيه وضحك وهو ينحني قليلًا لينظر إليهما عن كثب: - أتنين!، بسم الله ما شاء الله
نظرت أثير للشاشة وهي تمسح عيناها اللاتي أدمعن و: - طب مش هنعرف جنسهم دلوقتي؟
- أقدر أقولك جنس واحد بس دلوقتي، أو واحدة بمعنى أصح
قالها وهو يضحك، ف ابتهج ظافر معلنًا إنتصار توقعاته: - شوفتي! مش قولتلك بنت.

- الفترة اللي فاتت كانت أهم فترة، . اللي جاي كله بعون الله مش محتاج غير صبر والتزام بالتعليمات والأدوية وال?يتامينات بتاعتك.

انحنى ظافر عليها يُقبّل رأسها، مسح على شعرها بنظرات رومانسية حالمة وشدد على عبارته: - أكيد هنلتزم.

انتهت چيهان من وضع آخر كأس في خزانة غرفة الطعام، ثم نظرت إليه برضا و: - النيش كده بقى تحفة، ربنا يتمم لك على خير ياتوته ويفرحك ياحببتي يارب
دخلت تمارا وهي تحمل غطاء مائدة الطعام و: - چيچي، تفتكري ظاظا رجع ولا لسه
- رجع
تحمست تمارا وقد اشتاقت لشقيقها: - طب مش هنروح نسلم عليه!
بدأت چيهان تفترش المائدة بالغطاء و: - لأ، بابا محذر محدش يتصل ولا يروح، خليه مع مراته النهاردة، هو مروان فين؟

- بيفرش الدولاب
ثم ابتسمت وهي تتابع: - أنا مش مستوعبة إن انا هتجوز أخر الأسبوع، حاسه إني كبرت فجأة وخايفة منجحش
عانقتها شقيقتها متأثرة و: - لما يكون اختيارك صح بتفرق، أنا متأكدة إنكم هتنجحوا، مروان بيحبك بجد ياتوته
وابتعدت متابعة: - وانتي كمان بتحبيه متنكريش، بس لو تبطلوا جنان ومقالب في بعض هتبقوا كابل هايل.

كان مروان مندمجًا في ترتيب خزانته بالملابس الجديدة بعدما تم تجديد أثاث الشُقة بالكامل وتغيير معالم الشُقة نهائيًا لتناسب عروسين حفل زفافهم بعد أيام، و بينما هو مندمج هكذا، إذ بذراعيها تتسلل لتعانق ظهره وسألت: - خلصت ولا لسه يابيبي؟
ابتسم وهو يلتفت محافظًا على عناقها و: - بفكرك آخر مرة قولتيلي فيها يابيبي كانت في الزاوية اللي هناك دي، وبعدها العواقب كانت وخيمة يافندم وفلتي من إيدي بصعوبة.

ف أرادت إثارة غيظه گعادتها، فهي ليست تمارا إن لم تفعل ذلك: - متقلقش، أنا مالية إيدي ومطمنة عشان چيهان بره
ف أبرز لها ما نتيجة عناده متحديًا إياها: - چيچي دي مننا وعلينا، يعني آ...
واقترب من وجهها مرتكزًا بعيناه على شفتيها التي تخيل إنه يلتهمهن ب عاطفة، وفجأة كان كفها على شفتيه محدقة به وهي تهمس: - رايح فين؟ أتلم خلاص فاضل كام يوم
- الحساب تقل عليكي أوي ياتوته.

ف ضحكت ضحكة عالية وهي ترفع رأسها لأعلى ممكنة إياه من تقبيل عنقها، وإذ بصوت چيهان يصل لمسامعهم: - يلا ياتمارا عشان عمر عنده مدرسة الصبح ولازم أروح بدري
فحاولت تمارا الإنفلات من يديه و: - جاية ياچيهان
ثم همست له ليتركها: - أوعى يامروان خليني أطلعلها
- تؤ
- عشان خاطري please
ف نفخ في وجهها وهو يتركها و: - ماشي.

عبس وهو يبتعد، ف تركت أثر قُبلتها على صدغهِ وفرّت من أمامه راكضة، ف غمغم وهو يردف: - ربنا عالم مستحمل غيابك إزاي، هوف، هانت.

قدماها المتورمتان أصابته بالضيق، كان يضع عليهم زيت الزيتون كما أوصته والدته ويقوم بدهان خفيف لها، لمسة يد زوجها على قدمها محاولًا تخفيف ما تشعر به كان أكثر المشاعر رقيًا وجمالًا، ابتسمت وهي تتطلع إليه ب اشتياق رغم وجوده بالقرب منها و: - واحشني أوي ياظافر، كنت خايفة أولد وانت مش جمبي.

مسح يده بالمنشفة الصغيرة وهو ينهض من مكانه عند موضع قدميها ليقترب منها و: - مقدرش أسيبك لوحدك، اللي فات كله كان غصب عني سامحيني
جذبته ليجلس جوارها ملتصقًا بها، وأسندت رأسها على صدره ف ضمها إليه وبكفه كان يمسح على وجهها وشعرها، أغرق رأسها تقبيلًا، ثم مسح على بطنها برفق و: - نفكر في أسم تاني بقى للبنوتة التانية.

ف اعترضت أثير وأعلنت عن رغبتها الشديدة في إنجاب صبي و: - لأ بقى، أنا نفسي في ولد، عايزة ولد وبنت مع بعض
فقال بثقة مفرطة: - هتطلع بنت وهتشوفي، بنتين زي القمر قلبهم شبهك
استطاع أن ينسيها أي شئ آخر سوى التعلق بكلمته الأخيرة، وابتسمت بسعادة معقبة: - شبهي أوي يعني؟
- أوي أوي
فتشبثت بقميصه وأمسكت به أكثر، بينما أراد هو مداعبتها قائلًا: - بس مكنتش أعرف إنك تخنتي أوي كده.

رفعت بصرها نحوه فجأة وقد تجهم وجهها بينما كان يتابع هو: - زدتي بتاع 15 كيلو ولا 20
ف لكزته و: - 13 كيلو بس، وبعدين أنا حامل في تؤام وكل دي هرمونات حمل
هز رأسه و: - أكيد طبعًا، ماانا عارف الهرمونات دي
ف تجاهلت ذلك وعادت تغمض عيناها وهي تسترخي و: - أنا مش هضيع على نفسي اللحظة دي، أخيرًا هنام في حضنك بعد 5 شهور.

كانت لحظات معدودة فصلت بينها وبين النوم العميق، كأنها لم تنم منذ خمسة أشهر، رائحته ودفء صدره كان أمانًا وملجئُا لها جعلها تطمئن وتغفو، وبك يقل حاله عنها، هو أيضًا غرق في نومه محافظًا على أن لا يتحرك ف يزعجها أو يوقظها، وكأن ما ينقصهم صورة تذكارية تضاف لألبومهم الخاص الذي جمعته أثير صورة صورة وحافظت عليه گقطعة منها، كي تُخلد هذه اللحظة وتُجمدها فلا تُنسى.

صباح متوتر للغاية عليها، ستواجه چيهان اليوم أحد أهم القرارات بشأنها وبشأن أطفالها، قرار ستعيشه في كل يوم وليلة وكل لحظة.
دائمًا ما يكون القرار الصحيح هو الأصعب تنفيذًا، ولكنه الصحيح في النهاية، لذلك كان عليها استجماع شجاعتها لتواجه ما عليها مواجهته.

ألتهت چيهان أغلب اليوم بين طلابها من الأطفال و ب عمر أيضًا، حيث كان عليه اليوم تأدية إمتحان شفهي في مادة الدراسات الإجتماعية، لم تكن تلتهي بشكل عشوائي، ولكنها تعمدت أن لا تترك لنفسها فرصة للتفرغ، ولكن الهروب له حدود أيضًا.
تواجهت چيهان معه أخيرًا بعد يوم عمل شاق، فكانت تعابير وجهه القلقة تتحدث عما يجول في نفسه، و سرعان ما بادر ب: - صباح الخير يامس چيهان
ف أجفلت بصرها و: - صباح النور يامستر محمد.

فلم يراوغ في الحديث أو يماطل وسرعان ما تسائل مباشرة: - أنا بقالي أيام بحاول أتواصل معاكي لكن مش عارف، بصراحة أنا عايز أعرف رأيك النهائي بخصوص طلبي.

توترت محاولة الرد، ولكنه بادر ب: - هكون أسعد إنسان لو قبلتي تكوني زوجة ليا، وعهد عليا أحافظ عليكي وأشيلك فوق راسي أنتي والولاد.

سحبت شهيقًا عميقًا و: - أنت إنسان محترم يامحمد وأي ست في مكاني تتمنى تكون مراتك
وكأنه استنبط رأيها بعد مقدمتها: - تقريبًا ردك وصل
- انا مش هقدر، حاولت أسيب لنفسي فرصة لكن معرفتش، أنا قررت أعيش عشان الولاد وعشان نفسي، وهكون مبسوطة لو فضلنا أصدقاء.

أطرق محمد رأسه بحزن و: - أنا هقدر رأيك ياچيهان، بس اعرفي إني هكون مستني اللحظة اللي تفكري فيا فيها
- محمد آ...
- أرجوكي، أنا متعود أتعايش مع أمل مش موجود، علي الأقل بلاش تاخديه مني
وابتسم بزيف و: - هروح جدول الحصص الجديد بتاعتي يامس چيهان، أشوفك على خير.

وتجاوزها، التفت نظر لها نظرة واحدة، وعاد يستكمل طريقه، بينما أطلقت هي زفيرًا مرتاحًا، كأنها ارتاحت وألقت هذا الثقل عن كاهلها، وراحت تخرج من المدرسة بعد انتهاء العمل.
كان علي ينتظرها بالخارج مع عمر الذي استبقها للخارج، تفاجئت چيهان بوجوده هنا اليوم، وعندما أقبلت عليهم أردفت: - مقولتش إنك جاي النهاردة ياعلي!
داعب علي شعر ولده و: - عمر وحشني جيت اشوفه.

وابتعد عمر عنهما وكأنه تلقى تعليمات بذلك من والده، نظرت چيهان حولها وكادت تتحرك من مكانها: - عن أذن...
- چيهان، أنا جاي عشانك مش عشان الولاد
رمته چيهان بنظرة غريبة و: - مفيش حاجه بينا عشان تيجي ياعلي، بقالك شهور بتحاول ومفيش فايدة، ليه مش مقتنع إننا مينفعش نرجع؟

فقال بتلهف: - مش مستوعب إننا مش هنكون مع بعض ومع ولادنا
- لازم تستوعب، دي كانت رغبتك
فحاول إمساك يدها لكنها اجتذبتها منه: - وندمان عليها
تضايقت لتصرفه و: - الندم مش هيفيد، مش هيلم الكسر ولا هيلزقه، في حجات مينفعش معاها عوض ياعلي
وقالت بنبرة حزينة أصابته في مقتل: - أنت سيبتنا وراك ومشيت، ورغم كده لسه ليك الحرية تشوف ولادك لأنك أبوهم، لكن انا مبقتش مراتك ومش هينفع أكون.

حاول معها مرة أخرى علها تلين: - فرصة ياچيهان، أديني فرصة
فقالت بقوة اكتسبتها مؤخرًا: - متستحقش الفرصة دي، البني آدمين ميستاهلوش غير فرصة أولى ياعلي
عاد عمر راكضًا، ف تقدمت منه چيهان و: - بابا عنده شغل واحنا لازم نرجع البيت ياعمر، يلا سلم عليه وتعالى.

واستبقته نحو السيارة، ها هو قرار آخر كان يحتاج للتأكيد فقط، فلن يكون في حياتها رجلًا سوى عمر و يزن، ستقضي العمر لهما، وستعيش لنفسها التي تركتها أعوام ماضية لأجلهم، وسيغدو الغد أجمل طالما إنها وثقت لهذه الدرجة.

اليوم الخميس، الموافق الثالث من تشرين الأول (أكتوبر).
وفي ظل الأجواء الخريفية البديعة، اختار مروان الإحتفال بزفافهم في حديقة أحد القصور التي خُصصت لأستقبال حفلات الزفاف والخطوبة وقد وافقته تمارا الرأي بعدما انبهرت بكل شئ عرضه فريق الإعداد للحفل، وها هو الإحتفال الكبير.

وقفت أثير مستسلمة أثناء مساعدة ظافر لها وهي ترتدي فستانها الأسود اللامع، كانت مستمتعة بدلاله لها منذ عودته، فلم تتحمل حتى مشاق إرتداء ثيابها وتولّى هو ذلك.
رفعت ذراعها كي يساوي الفستان لها، ثم وضع يده على بطنها البارزة يتحسسها ويضبط الفستان في آنٍ: - الفستان مريحك؟
- آه
ف دنى منها و: - طنط سمية هتعرف تروح لوحدها ولا تحبي نعدي ناخدها؟
- هتيجي لوحدها، قالتلي آ...

وفجأة صاح كلاهما في آن واحد بعد أن استشعرا ركلة داخلية في بطنها، فصاحت أثير وهي تحسس عليها: - حسيت بيه؟
فضحك وهو ينحني ليضع أذنه على بطنها: - كأنها ضربت إيدي أنا
ف شعر بركلة أخرى، ضحكت أثير بينما كان يعقب هو: - دول بيسلموا عليا
وأجلسها على الفراش: - هو ده عادي ولا المفروض نعمل إيه؟، أنا سنة أولى أبوة ومش عارف
وكأنه أبله وهو يسألها، ف أجابت وهي تفكر: - ممكن نعمل حاجه، أنا عايزة آكل حاجه حلوة.

- هجيبلك حالًا
ف ضحكت أثير وهي تذكرّه بزفاف شقيقته: - انت نسيت فرح توته، لما نرجع بقى
ف رفض رفضًا قاطعًا و: - أبدًا، انتي عايزة يقين يطلعلها وحمة على شكل حتة بسبوسة، أنا هنزل أجيب حاجه سريع وارجع على طول.

وخرج وهو يغمغم بصوت خافت، حينما كانت هي تحسد حالها على رجل گهذا، رجل لن تجد منه نسخة ثانية سوى بين مائة ذكر، وهي كانت الأنثى الوحيدة التي فازت به.

الأضاءة في المحيط بأكمله، والطاولات الدائرية تحمل الكثير من الأناس الذين حضروا لحفل زفاف مروان و نجلة اللواء السابق رستم حربي، أحد الرموز التي تركت بصمتها.
لا يعلم أيّ منهم كيف ستكون إطلالة العروس وكيف ستخرج عليهم، وكأنها المفاجأة الخاصة بالحفل.
كانت نرمين تجلس بين زوجها نزار وبين والدتها، أحست بالضيق وهي تقول: - نفسي في بطيخ
ف ابتسم نزار و: - حببتي انتي ليه بتطلبي كل حاجه مش موجودة!

ف ضحكت زينب و: - هو الوحم كده يانزار، يخلص الشهر التالت بس وكل ده هيروح لحاله
نظر إليها رستم بنظرات راضية و: - ربنا يقومك بالسلامة يابنتي
ثم نظر ل أثير التي تجلس بجوار زوجها في أقصى الطاولة و: - ويقومك لينا بألف سلامة ياأثير
- ربنا يخليك يابابا تسلم
ربتت سمية على كف ابنتها و: - لو تعبانة من القاعدة قولي ياأثير.

فهزت رأسها ونظرت لأسفل الطاولة وهي تردف: - متقلقيش ياماما، ظافر حاطط كرسي تحت الترابيزة وانا سانده رجلي عليه
وضع النادل أمامها طبق زجاجي ممتلئ بقطع من حلوى البسبوسة باللوز، ف تحمست أثير و: - الله! بسبوسة
ف غمز لها ظافر و: - عشان ملحقتيش تاكلي في البيت
ثم بدأ يناولها بالشوكة في فمها في مشهد رومانسي رقيق، تنغض جبين نرمين وهي تنظر لزوجها وضربت على كفه و: - شايف الأزواج! مش انت بتعد الأكل عليا.

- ياحببتي انا خايف على صحتك، بلاش تبصي على غيرك
كان المشهد محطّ أنظار رستم الذي همس لزوجته: - شايفة؟، عمر نظرتي ما خيبت
ركضت تيّا ب اتجاه الطاولة وقد امتعض وجهها، وبالتحديد جوار ظافر وقفت لتشكو إليه: - ظاظا، بص كده، أنا فستاني وحش؟
ف حملها ظافر عن الأرضية وأجلسها على ساقه و: - مين الحيوان اللي قالك كده، ده الفستان هياكل منك حته ياتوتي
فكرت لحظات وسألت بعدم فهم: - هياكلني إزاي يعني؟

فضحك الجميع بينما كان ظافر يوضح: - أقصد إنه حلو جدًا جدًا عليكي
ف عبست تيا وهي تشير للجانب الآخر: - البت اللي هناك قالت وحش
- سيبك منها، أنتي أحلى منها عشان كده هي متغاظة
بدأت إضاءة المكان تزداد وأصوات الموسيقى التشجيعية تعلو معلنة عن اقتراب ظهور العروس، ف انتبه الجميع مترقبين لحظة ظهور تمارا.

~على جانب آخر~
كانت تمارا برفقة مروان في أحد غرف القصر التي تطل على الحديقة، ترى الجميع ولكن لا أحد يراها بسبب إنعكاس الزجاج، كانت أميرة حقيقة بفستان من اللون ال شامبين اللامع، منتفخ بشكل كبير وله ذيل طويل للغاية يصل لعدة أمتار من خلفها، طرحة الرأس طويلة وتضع جزءًا منها على ذراعها، والتاج الضخم على رأسها يزين شعرها، كل ذلك اكتمل ب مكياچ صارخ ولكنه لم يزيد عن حده.

وقفت بجواره بينما كانت يداه تطوق خصرها ينظران للجميع، سحبت شهيقًا عميقًا و: - نخرج دلوقتي؟
- نخرج
وقبل أن تتحرك: - تيمو، عايز أقولك على حاجه
ف التفتت لتواجهه وهو يرتدي حُلة بيضاء أنيقة، ليعترف لها بنظرات والهه: - أنا بحبك
خجلت وأطرقت رأسها، فتابع هو: - مش من شهر ولا اتنين، بحبك من سنين.

رفعت بصرها المندهش إليه، فأومأ برأسه مؤكدًا: - من أول لحظة شوفتك فيها من 6 سنين، يوم 17 يناير الساعة 3 العصر لما كنت جاي زيارة لظافر وشوفتك صدفة، كأنك خدتي قلبي وانتي ماشيه، من ساعتها وهو معاكي مش مفارقك، حاولت أبعد وأهرب، حاولت أنسى، مقدرتش، كل ما كنتي بتكبري كل ما بتاخدي من تفكيري أكتر.

قبّل يديها الأثنتين و: - وعد تعيشي معايا أحلى سنين عمرك
وعانقها، شددت يدها عليه وهي تقول بصوت اختلجه نبرة باكية: - وانا كمان بحبك أوي
ابتعد عنها وبطرف المنديل الورقي نزح عبرتها قبل أن تفسد شكلها و: - شششش، خلاص أحسن هنشوف سواد دلوقتي.

ف ضربت على صدره بينما كان يضحك، راح يفتح زجاج الشرفة مستعدًا للخروج منها برفقتها گالأمراء، إطلالة جديدة مختلفة كانت فكرته هو وتم تنفيذها، تسلطت الأضاءة على المكان الذي سيخرجون منه، ف انتقلت أنظار الجميع عليهم فور ظهورهم وتعالت أصوات صياحهم وصافرات المشجعين بين التصفيقات وأصوات المفرقعات الضوئية التي ملأت السماء، انبهر الجميع بهم وفشت السعادة بين عائلتهم بالأكثر، هذه هي النهاية التي تستحق إرفاقها بكلمة نهاية سعيدة..

كانت أثير تصفق بحرارة، بينما قال ظافر بصدق: - لما تقومي بالسلامة هعوضلك الفرح اللي متعملش
ف تأبطت بذراعه وأسندت رأسها عليه وهي تقول برضا شديد: - أنت كفاية، أنت فرحتي اللي كنت مستنياها.

انبعج فمه ب ابتسامة عريضة وهما يلوحان للعروسان، وحانت التفاته من رأسه لتصطدم عيناه بعين والده التي لمعت وكأنها ستدمع، أقشعر بدنه من هذه النظرة العميقة الراضية، وتبادلا إيماءات الرأس، وكأنه يقدم لوالده العزيز جزيل الشُكر على تلك الحياة التي أهداه إياها، ويعده بإنه سيكون خير حافظ للأمانة كما اعتاده دائمًا، فهو إبن رُستم.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة