قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ابن رستم للكاتبة ياسمين عادل الفصل التاسع

رواية ابن رستم للكاتبة ياسمين عادل الفصل التاسع

رواية ابن رستم للكاتبة ياسمين عادل الفصل التاسع

كان حكيمًا لديه القدرة على امتصاص غضبها ب وقت قصير وكلمات بسيطة غير متكلفة، ف هي بالفعل ليس لها أدنى ذنب سوى هذا الحب الذي أينع في قلبها.
استمعت له وهي تُمني نفسها بتحقيق ما قال، أن يكون لها في النهاية ويتخلص من بقايا سموم هذا الحب الذي يجري في دمه.
ولم يتوانى عن زرع حديثه في رأسها لتكون أكثر إيمانًا به، كي يكون مترسخًا في ذهنها وتتمسك به أكثر.

كان يجلس قبالتها وهو يحدثها بخفوت وبصوت رزين: - أنا مقدرش أذيكي ياأثير، أنا برضو أب وعندي بنات ومرضاش الأذى ليهم، لكن لما واجهتك بمسألة الصورة وعرفت إنك مظلومة وحسيت إنك فعلًا بتحبي ظافر، حسيت إن انتي اللي هتكوني شفائه، أنا عايز إبني يرجع هنا في وسط أهله، يفضل جمبي وتحت جناحي، الغربة مش هتنفعه بحاجه.

(عودة بالوقت للسابق)
حاولت أثير جاهدة لتدفع عنها هذا الجرم الذي لم ترتكبه عنها، هي لم تكن تعلم حتى ماذا يحدث من حولها، وكأن رستم صدّق على حديثها سريعًا، رجل مثله بخبراته الواسعة في البشر وعقليته الناضجة لم يكون سهلًا خداعه.
ولذلك عقد معها اتفاقًا في صالح ظافر، عله يضمن بقائه هنا من جديد: - هعمل معاكي اتفاق ياأثير، انا عارف إن الإشاعة دي مخرجتش منك، بس انتي مش هتقولي كدا.

مسحت وجهها بكفيها وقد أصبح عقلها مُشتتًا غير قادرة على استجماعه: - مش فاهمه!
- يعني هتثبتي الكذبة اللي في الصورة دي، محدش هيعرف إنها صورة بالصدفة
أحست ب توهج يسيطر على جسدها وكأن حرارتها ارتفعت أثر هذا الحديث الذي فهمت مغزاه تقريبًا و: - يعني أقول...
فقاطعها و: - مش هتقولي، انتي مش هتعملي حاجه خالص، لكن على الأقل مش هتنفي، مش هتحكي الحقيقة لحد
- وبعدين!

- وبعدين دي بتاعتي، أنا هعرف إزاي أخلي ظافر يكون معاكي
غير مصدقة إنها تُقبل على اتفاقية گتلك، إنها تتخطى الحدود التي وضعتها لنفسها مقابل أن تولد فرصة لها حتى تكون معه، وإن كان العرض قادمًا من شخص گ رستم، فإذا هي تثق بإنه سيقدر على فعلها.

(عودة للوقت الحالي)
نزحت أثير دموعها بالمنديل الورقي و: - طب إيه اللي هيحصل دلوقتي، أنا مش عارفه أتعايش وسط ناس كل همهم يتكلموا عني
- كل حاجه بناخدها بيبقى ليها ضريبة ياأثير، كلنا لازم نخسر عشان نكسب في النهاية، وإلا مش هنحس بطعم المكسب.

وهنا انفتح الباب فجأة وظهر من خلفه ظافر بحالته العصبية المهتاجة، وما أن رآها حتى ترك جنونه وانفجر فيها وهو يصفع الباب: - انتي مش بتتعلمي! مش فاهم انتي غرضك إيه من كل ده! عايزة توصلي لأيه
وقفت عن جلستها وقد تمكنت منها رجفة سرت ب بدنها أثر رؤيته هكذا، ف تدخل رستم في الأمر و: - لو بتتكلم عن صور الفرح ف أثير جت الصبح وبلغتني إنها متعرفش أي حاجه عنها.

فلم يصرف بصره عنها وهو يصيح بعدم اقتناع: - أمال مين اللي يعرف! أنا!
ولم يترك حتى فرصة لأي منهم كي يتفوه كلمة، وقال بشكل قطعي: - البنت دي مش هتكمل شغل هنا، تصفي حسابها وتمشي النهاردة
ف تطور أسلوب رستم ليبدو على حافة العصبية: - محدش هنا يتحكم في موظف عندي غيري أنا ياظافر، أنا بس اللي اقول مين يمشي ومين يكمل.

انسحبت أثير بسرعة كي تنصرف، فهي لا تقوَ على مواجهته في كل الأحوال، ولكنه قبض على رسغها سريعًا وشدد على أصابعه ليؤلمها وهو يهدر ب: - استني هنا، ماانا مش هسيبك بالساهل زي المرة اللي فاتت
تأوهت بصوت مكتوم و: - آه، حضرتك بتوجعني!
وكأنه ترك شياطين رأسه لتتسلط عليها وهو يصرخ فيها: - حضرتي عايز يعرف حضرتك عايزه إيه بالظبط، أنا لو حطيتك في دماغي هبهدلك وانتي بنت.

دفعه رستم أخيرًا بعد أن فشل في التدخل بينهم في البداية، ولكزه بكتفه وهو يعنفه بشدة لم يراها من والده قبل ذلك: - أنت اتجننت خلاص! من أمتى بتحط إيدك على بنات الناس!
فشل ظافر في كظم غيظه وهو يرمقها بنظرات مشتعلة تكاد تلتهم الأخضر واليابس، بالفعل هذه المرة الأولى بحياته التي يفقد فيها السيطرة على انفعالاته خاصة أمام امرأة، لقد خرج عن طوره تمامًا.

أولاهم ظهره وهو يكز على أسنانه بقوة، حينما انفتح الباب بعد طرقة قوية، وقفت تغريد بوجه شاحب وهي تقول متلعثمة: - آسفه يامستر رستم، بس لازم أبلغ أثير ب حاجه
لم تكن في حال يسمح لها بأن تُذعر أكثر، ف تابعت تغريد: - جارتكم اتصلت على تليفونك وقالت إن مامتك تعبت أوي ومش عارفه تتصرف!

وكأن ما بقى من صمود تُظهره لهم قد تفتت في هذه اللحظة، لم تتفوه كلمة واحدة، بل خرجت مسرعة و تغريد في أعقابها، صفق ظافر الباب من خلفها، لكنه تفاجئ ب والده يردف بجدية صارمة: - انت واقف هنا ليه يابني آدم! روح وصلها بسرعة
ف التفت ينظر إليه مدهوشًا و: - نعم! أوصل مين؟
- أمال هنسيبها تخرج وهي بالشكل ده!
فصاح معترضًا: - وانا مالي انا!، ان شالله عنها ما راحت!

- قولت روح وصلها، مش هعيد كلامي مرة تانية، اتفضل الحقها
ف تحرك ظافر ممتعضًا وهو يردد: - مش فاهم انت عايز توصل لإيه باللي بتعمله ده!
أسرع ظافر مستقلًا سيارته، ووقف أمام المدخل الخلفي المخصص للعاملين، نظر باحثًا عنها حتى وجدها تخرج مهرولة وقد بدلت ثيابها الرسمية، ترجل عن سيارته وأشار لها: - اتفضلي اركبي.

فلم تهتم به وانحرفت يسارًا ل تمضي في طريقها متعجلة لا يشغل بالها سوى والدتها المريضة ب انخفاض دائم في ضغط الدم، ف أوفض إليها واستوقفها وهو يقول ب تذمر: - أنا مش هجري وراكي في الشوارع، قولتلك اركبي
فصرخت فيه: - مش عايزه
فصاح فيها: - ليه مصممة تخرجي عصبيتي عليكي؟، أنا مش رايح معاكي افسحك!
وأشار بإتجاه السيارة: - خلصيني واركبي عشان مش هتمشي النهاردة غير معايا، وصلت؟

ف اضطرت للخضوع بالأخير لتلحق بوالدتها، إن كان الوضع غير ذلك لكانت أسعد إنسانة الآن، ولكن هذا الضغظ الذي تراكم عليها جعلها لا تشعر حتى بسعادة وجوده جوارها لأول مرة هكذا، هذه المرة الأولى التي تستقر بداخل سيارته الخاصة وتكون جالسة بجواره لا يفصل بينهما سوى عدة سنتيمترات، ولكن هذا أيضًا لا يعنيها الآن.

كانت چيهان جالسة في غرفتها في هذه الساعة المغربية وتتطلع لهاتفها ب اهتمام، منذ أن استعانت بمركز متخصص لإصلاح وفك شفرات الهواتف المحمولة ل تستطيع مراقبة هاتف زوجها وهي لا تترك الهاتف تقريبًا، أصبح بقدرتها أن ترى محادثات زوجها بالكامل، وهنا تأكدت شكوكها حوله، منذ الصباح الباكر وحالتها سيئة للغاية، حتى إنها أهملت عمر الذي أتى من مدرسته مؤخرًا ولم تعد له وجبة غداءه.

لم يعد لديها طاقة لتتحرك وكأن ما رأته وقرأته وعرفته قد تسبب في صدمة كليّة لها، كيف ستتصرف؟ هل تواجهه بخيانته وإنه يتواعد مع أخرى ويتبادل معها الحب والإهتمام مهملًا إياها ومهملًا أطفاله!، أم تصمت وتنفجر بكتمانها في قلبها بهدوء؟

تركت الصغير يَزِن في فراشه ونهضت، وقفت أمام المرآه، تأملت وجهها وبشرتها الذابلة، وملامح جسدها التي تبدلت بعد الحمل والإنجاب، وهذه الترهلات التي كست جلدها، لقد زاد وزنها عما سبق بمقدار عشرين كيلو جرام تقريبًا، تأففت بحزن بالغ وهي تنتقل نحو خزانة الملابس، انتقت بعض الثياب القديمة التي لازالت تناسبها، ومنشفة كبيرة، ثم خرجت كي تقوم بجلسة إستحمامية دافئة، وستحاول بعدها تغيير بعض من الملامح التي طرأت عليها.

فتحت نورهان الباب بسرعة لتجد أثير أمامها، ف أفسحت المجال لها وهي تردف بنبرة مذعورة: - أدخلي ياأثير، أنا جبت دكتورة سعاد عشان تشوفها
ف صاحت فيها أثير وهي تلقي بحقيبتها: - بس دكتورة سعاد تخصص نسا وتوليد
- وانا هعمل إيه ياأثير، مش أحسن ما اسيبها تفرفر مني!

ولجت أثير لغرفة والدتها وفي أعقابها نورهان، بينما بقيت الصغيرة تيا جالسة بمكانها تضم ذراعيها سويًا والخوف باديًا على وجهها، دخل ظافر وأوصد الباب، ف لاحظ تلك الصغيرة، اقترب منها و: - مساء الخير
نظرت نحوه بدون أن تجيب، ولكنها شعرت بإنها تعرفه من مكان ما، تنغض جبينه ب استغراب وهي يسألها: - انتي كويسة؟
ف هزت رأسها ب لا، مما دفعه ليسألها: - طب ليه مش بتردي؟
- عشان ماما قالتلي متكلميش حد غريب، وانت غريب.

منع نفسه من الضحك بسبب براءة جوابها، وجلس تاركًا مسافة بينهما، كانت تشبه شقيقتها لحد كبير جدًا، ولكنها أجمل.

تنفس ظافر وقد تذكر ما يعايشه هذه الآونة، ثم التفت ليتطلع إلى تفاصيل منزلهم البسيط المرتب، حمل الحائط صورة عتيقة جدًا لرجل يحمل فتاة في الثالثة من عمرها تقريبًا وهي تتشبث بأحضانه، كانت تشبه أثير بشكل كبير جدًا، ف كان استنتاج هويته سهل، مؤكد والدها، ثم تجولت عيناه في الزوايا شاملًا الأماكن بتدقيق.

فرغت سعاد من فحص سمية عبر جهاز كشف الضغط، ثم قالت بحدة: - انتي عارفه إنك مريضة بالضغط ياسمية، يبقى لازم تاخدي بالك من أكلك بعد كده، وبعدين مش بتاخدي علاجك ليه؟

فأجابت سمية بوهن وهي مغمضة لعيونها التي يغلفها التشويش وعدم وضوح الرؤية: - خلص من يومين
ف صاحت أثير تعاتبها ب انفعال: - وليه مقولتليش إنه خلص ياماما؟ مش سألتك الأسبوع اللي فات وقولتي لسه عندك بزيادة!

وقفت سعاد عن جلستها بعد أن جمعت حقيبتها الصغيرة و: - عمومًا حباية الضغط اللي ادتهالك هتظبط الضغط معاكي، لكن بعد كده مفيش أهمال
حاولت أثير أن تعطيها بضع ورقات نقدية جزاء حضورها، ولكن سعاد رفضت بشدة بل ونهرتها أيضًا: - عيب ياأثير إحنا جيران وانا ساكنة في البيت اللي قصادكم بقالي 14 سنة، ربنا يشفيها وانتي خلي بالك منها.

في هذه الدقائق القليلة كان ظافر قد نجح في استدراج تيا للحديث معه، حتى إنها تناست مخاوفها وتجاوبت للحوار بشكل جميل جدًا أنساه ما يؤرقه هو الآخر.
وفي النهاية تذكرت وجهه الذي رأته فيما مضى و: - افتكرت انا شوفتك فين
كان معتقدًا إنها رأته في جريدة وربما في التلفاز، فسألها بشغف: - فين ياترى؟
- في الصورة.

قالتها بتحمس، بينما انطفئت تلك الإبتسامة التي كانت على وجهه مع ذكر الصورة، وقال مستنكرًا: - حتى انتي شوفتي الصورة!، دي بقت فضيحة بقى؟!
عبست هي الأخرى و: - لأ بلاش تكشر، لما كنت بتضحك في الصورة كنت جميل
خرجت أثير وأشارت ل سعاد كي تخرج، وعندما لمحت ذاك الوسيم الذي يجلس على الأريكة توقفت عن السير و: - مين ده!
وعندما انتبهت نورهان له تسائلت هي الأخرى: - آه صحيح، مين جاي معاكي ياأثير؟

ف تنحنح ظافر وهي ينقذ الموقف كي لا يواجه إجابة منها قد لا ترضيه و: - أنا زميلها في الشغل
أومأت سعاد برأسها وهي تتطلع إليه جيدًا، ف أرشدتها أثير لتتوجه نحو الباب: - اتفضلي يادكتورة سعاد، شكرًا على تعبك والله
خرجن سويًا وبقيت هي واقفة أمام الباب لحظات، التفتت ل تشكره و: - شكرًا لتعبك
فسألها دون أن يلتفت: - والدتك كويسة؟
- الحمد لله
- طب الحمد لله.

ونهض واقفًا وقد استعاد هذه الملامح الجادة واستقام حاجبيه المعقودين سويًا، وسار نحو الباب، فتحه وخرج كأنه لا يراها، لم يلقي عليها السلام حتى، أحست بتلك الفجوة التي تكونت بينهما بدون أن تتكون لديهما علاقة تجمعهم.

لحظات من الندم، ثم عادت تُذكر نفسها بحديث رستم الذي أحست بمدى صدقهِ، عليها أن تخسر حتى تفوز بالنهاية، هي الآن تعاني من ألم قلبها، ولكن قد تكون بين أحضانه يومًا ما، قد تجد سكنها وسكينتها وسكناها بين ذراعيه يومًا، هي تعيش وتتنفس فقط من أجل لحظة گهذه تؤمن إنها حتمًا ستعيشها.

خرجت تمارا من محاضرة مسائية بأحد المراكز الشهيرة برفقة فدوى، ووقفت تنظر لهاتفها وهي تقوم ب طلب خدمة توصيل للمنزل (أوبر)، حيث أن السائق الموكل ب بمرافقتها في أجازة مفتوحة لظروف مرضية.
نفخت ب انزعاج وهي تنتظر تحسين خدمة الأنترنت على هاتفها، وسرعان ما تذكرت إنها أنهت الباقة الشهرية خاصتها، ف أغلقت الهاتف بتذمر: - الباقة خلصت، أطلبيلي أوبر من عندك يافدوى.

بدأت فدوى في تنفيذ مطلبها حينما كان حسام يقبل عليهن بخطى متعجلة، ف أشاحت تمارا بأنظارها متجاهلة إياه و: - حسام جاي علينا، تجاهليه تمامًا لحد ما نمشي عشان مش ناقصة صداع
وقف قبالتها وهو يقول: - عايزك في كلمتين ياتمارا
ف أجابت ب ضجر بيّن: - مش فاضية
ف أمسك برسغها بقوة و: - تعالي بس نقول كلمتين على جنب
ف انتزعت ذراعها منه وهي تصرخ فيه: - إيه الغباء ده! إزاي تمسك دراعي كده ياحيوان انت!

ف صاح فيها وكاد يتهجم عليها لولا أن حالت فدوى بينهما: - انتي كمان بتطولي لسانك عليا! صحيح انتي ناقصة رباية وانا اللي هربيكي النهاردة، ياانا ياانتي.

ف لم تهتم لتهديده الصريح و: - وريني شطارتك!
وفجأة ظهر مروان من حيث لا تدري، وكأنه كان مراقبًا لها، وإذ به يمسك ب حسام من ملابسه ويجذبه وهو يردد بصوت جهوري: - أنت ياض، أنت عبيط في دماغك ولا إيه!
ف دفعه حسام وهو يردف ب فظاظة: - وانت مين انت كمان! واحد من الكتير اللي الهانم تعرفهم ولا إيه!
ف صرخت فيه تمارا وقد جن جنونها: - أخرس قطع لسانك.

ولم يجب مروان سوى ب لكمة شرسة سددها له في جانب وجهه جعلته يفقد توازنه ويسقط على ظهره، لم يكتفي، بل إنه انقض عليه ليفتك به مفرغًا كل تلك الطاقة التي بداخله على مرأى ومسمع من الجميع، ولم يتدخل أي منهم اعتقادًا بإنه شقيقها ضابط الجوية الذي يسمع عنه الجميع، بينما كانت هي تتطلع لما يحدث بأعين خائفة، خاصة بعد أن استجمع حسام قوته وبدأ يبادله الضرب.

دخل رُستم لغرفته الخاصة مصطحبًا معه ظافر، جلسا سويًا بداخل الشرفة المُطلة على الحديقة الخارجية، ثم بدأ رستم حديثه: - يعني مامتها كويسة!؟
- آه
ولم يتمالك ظافر نفسه، إذ طرح السؤال الذي يحاوط تفكيره منذ الصباح بصراحة و: - ليه مهتم بالبنت دي يابابا، وليه مش عايز تطردها بعد اللي حصل؟، كلمني بصراحة
لم يفكر رستم، بل إنه أجاب بكل مصداقية: - أنا عايزك تبدأ حياة جديدة ياظافر.

- إيه علاقة إني أبدأ حياة جديدة بسؤالي؟
كانت نظرات رستم تحمل الكثير من الكلام الذي حاول ظافر تكذيبه في نفسه، ولكنه وجد الجواب الذي ضُرب بوجهه گالصدمة التي تتلقاها بعدما تحرقك النار: - ماانت هتبدأ حياتك مع البنت دي
ضحك، ضحك كثيرًا وكان صوته مجلجلًا، حتى لمعت عيناه بوميض لامع أثر ضحكه، ثم قال: - مع مين؟ أنا مش مستوعب إنك بتقولي كدا.

ما زال رستم يتحدث بجدية حازمة وهو يعيد عليه: - لأ استوعب، عشان انا موافق عليها وانت كمان هتوافق، كفاية أوي الفضيحة اللي انا عملتها للبنت في الفرح والكل دلوقتي متأكد إنك مرتبط بيها
- ان شالله تولع انا مالي! هي اللي بدأت
قالها وقد بدأ يغضب بحق، بينما كان رستم أكثر هدوءًا منه و: - فكر كويس، أنا حاسس إنك هتغير رأيك، خصوصًا لما تعرف إني مصمم.

انبثقت شاشة الإتصال على هاتف ظافر بأسم تمارا، ف أمسك بهاتفه وهو يقول كلمته الأخيرة لوالده قبل أن يجيب: - مش هيحصل يابابا، دي آخر واحدة ممكن ارتبط بيها، ألو
واستمع لصوت تمارا الذي امتزج بصوت البكاء والتقط بعضًا من كلامها الغير مفهوم، وسرعان ما وقف عن جلسته وهو يقول مصدومًا: - قسم إيه! وانتي إيه اللي وداكي القسم؟!
ف انتفض رستم من جلسته و: - قسم! قسم يابنت رُستم؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة