قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إيليف صغيرة الملك للكاتبة دينا جمال الفصل السابع

رواية إيليف صغيرة الملك للكاتبة دينا جمال الفصل السابع

رواية إيليف صغيرة الملك للكاتبة دينا جمال الفصل السابع

صرخت حدقتيها خوفا تنظر له بذعر، تري نظراته السوداء تزداد قتامة تزداد إصرارا، هزت رأسها نفيا بعنف تنظر له كطفلة صغيرة رأت وحشا مخيفا، زحفت بجسدها للخلف تنظر له تحاول إيجاد الداغر التي تعرفه تبحث عنه في نظراته السوداء الخبيثة لم تراه، ما رأته كان وحشا بكل ما تعنيه الكلمة، رأت وجه الحاصد الذي طالما حذرها منه، لتتذكر جملته في تلك اللحظة « أنا سئ إيليف أقسم إنت أسوء بكثير مما قد يصل إليه عقلك الصغير، لا تحاولي إخراج غضبي لن تحتمليه، سأجعل الموت أسعد امانيكِ، ».

تهدجت أنفاسها خوفا تنظر له بذعر حينما مزق سترة ردائه الملكي بعنف يلقي بها بعيدا، لن تسمح له ابداا امسكت أطراف ثوبها تركض تحاول الفرار منه، صرخت بذعر حينما ظهر امامها يبتسم ابتسامة شيطانية واسعة، تحركت قدميها للخلف تلقائيا لأول مرة تشعر بمعني الخوف الحقيقي، لتراه يقترب ناحيتها ببطئ يبتسم باتساع هاتفا: - أخبرتك من قبل انا سئ اسوء مما قد تتخيلي ولكنكي لم تصدقي كلامي، أتعلمين أنا المخطئ لإني دللت عاهرة مثلك أكثر من اللازم.

هو يقترب للأمام يتعمد التحرك ببطئ وهي تعود للخلف تنظر حولها بذعر علها تجد منجي منه، لا منقذ لا طريق هو وهي فقط والخوف كوحش ضاري يلتهم فؤادها بلا رحمة، نظرت له اخيرا نظرة ضعيفة خائفة مرتجفة تهمس برجاء: إنت لن تفعلها داغر صحيح.

هز رأسه نفيا يبتسم باستمتاع: ماذا أفعل إيليف أنتِ من أجبرتيني لفعلها، اعطيتك فرصة واتنين ومئة عرضت حبي كبضاعة بخسة انا فقط رغبت أن تشعري بي أن تبادليني عشقك ما الصعب في هذااا إيليف.

انتضفت عروقه يصرخ غاضبا: - ولكن لاااااء أنا لا أحبك، قلبي لغيرك، هو مالك فؤادئ، تزوج، أنجب أطفال، الملك بذاته يتسول من فتاة صغيرة الحب لاء إيليف انتي ملكي رغما عنك، أتعلمين إيليف الحياة تعطي فرصة واحدة أما أنا أعطيتك مئات الفرص ولم تستغليها
ارتفعت ضحكاته الغاضبة يهتف بتهكم: تظننين إني لن أجد ذلك الأحمق أقسم فقط أيام وستصبح رأسه تحت قدمي.

عادت تلك الابتسامة الشيطانية تشق شفتيه لتشعر بأن نظراته تلتهم جسدها بلا رحمة. ترقرقرت دموعها تنساب خوفا، ستهرب ستنجو من براثنه حتى لو أغرقت نفسها في تلك البركة، عادت للخلف خطوتين تستعد للركض لتتعثر قدميها في حجر صغير صرخت بألم حينما سقطت ارضا لتصطدم رأسها بتلك الصخرة، زاغت عينيها بانهاك تشعر بذلك السائل الدافئ ينساب من جرح رأسها، توقعت أن يركض ناحيتها يحتضنها ولكنه ظل مكانه ينظر لها ببرود نظراته جليدية سوداء قاتمة، آخر ما رأته كان وجهه الذي أصبح في لحظات أمام وجهها شعرت بأنفاسها الحارة تحرق وجهها، انسابت دمعة أخيرة من عينيها وهي تشعر بيديه تحاول تجرديها من ملابسها لتهمس بضعف: لا تقتل إيليف داغر.

أصوات متداخلة تتخلها صوت صراخه القوي، تشعر بحركة مضطربة سريعة، بصعوبة استطاعت فتح عينيها قليلا رأت الكثير من الوجوة لم تميز منها سوي وجهه لتعاود إغلاق عينيها من جديد، مرت دقائق ساعات أيام لا تعلم، حينما بدأت تفتح عينيها من جديد كانت غرفتها غارقة في الظلام الا من مصباح صغير يضئ الغرفة، فتحت عينيها بعد جهد شاق لم تكن تقدر حتى علي تحريك أصابع يديها تشعر بجسدها يصرخ من الألم، انسابت دموعها ألما لتشعر بيد رقيقة تمسح دموعها، لفت رأسها بصعوبة تهمس بضعف: سيرا.

هزت رأسها إيجابا تبتسم بحزن، رأت في عينيها نظرة شفقة ألم، قطبت جبينها تهمس بضعف: سيرا ماذا حدث، ولما أشعر بذلك الألم سيرا جسدي يصرخ من الألم
انسابت دموع سيرا حزنا عليها لتمد يدها تربط علي رأس إيليف بحنو تنظر لها بعجز صدقا لا تجد ما تقوله لتهمس اخيرا بشفقة: ستكونين بخير إيليف.

حاولت التهرب من اجابة سؤالها ولكن نظرة الاستفهام والألم التي احتلت مقلتيها جعلتها تتنهد بحزن تهمس: ااا، اااا الداغر احضرك منذ بضعة ساعات، كنتي تحتضرين جرح رأسك كان ينزف بغزارة
أغمضت عينيها تكمل: بالإضافة لتعرضك للاغتصاب، الداغر اغتصبك إيليف.

شهقة ذبيحة خرجت منها لتفتح سيرا عينيها سريعا تنظر لها بقلق، لتقع عينيها علي وجهه إيليف رأت قسمات وجهها تتشنج قهرا، نظرة عينيها كانت فارغة خاوية كأن الحياة انتزعت منها، هزت رأسها نفيا ببطئ تبتسم باتساع: الداغر لم يفعلها أنا أعرفه الداغر لا يمكنه إذاء إيليف
نظرت ناحية الطبيب تبتسم باتساع: صحيح سيرا صحيح؟

اخفضت الطبيبة رأسها تنظر أرضا قلبها يتفتت حزنا تشعر بأنها عقلها توقف تعرف أن الداغر يعشق إيليف بكل جوارحه إذا لماذا حطمها بتلك الطريقة فرت دموع عينيها حزنا
لتشعر بيد إيليف تمتد ناحيتها تمسح دموعها رفعت وجهها بتفاجئ تنظر لتلك الابتسامة الذبيحة التي ارتسمت على شفتي إيليف: - لا تبكِ سيرا
انتفضت سيرا تحتضنها بقوة تشهق في بكاء حارق: أبكي إيليف أنت تحتاجين البكاء أبكي صغيرتي.

صرخت بقوة، صرخة خرجت من بقايا قلبها الممزق صرخة تنعي بها روح مزقها بوحشية براءة دنسها بلا رحمة لتنفجر في البكاء، وسيرا تحتضنها بقوة تشاركها بكاء صامت.

بينما كان يقف هو هناك عند باب الغرفة ينظر لها نظرات جليدية خاوية من اي مشاعر، الشعور الوحيد الذي كان يسيطر عليه هو الغضب من نفسه ام منها لا يعلم هو فقط غاضب لأبعد حد، تقدم إلى داخل الغرفة يمشي ناحيتهم بخطوات ثابتة، وقف قريبا من فراش إيليف تنهد بضيق من صوت نواحهما
ليصدم يده بعنف بحافة الفراش الخشبية صارخا بحدة: توقفا عن النواح.

عم الصمت المكان في لحظة، عقد ساعديه أمام صدره يخترز بعينيه تلك المختئبة بين ذراعي الطبيبة تبكي بصمت، تنهد يبتسم بتهكم: - إلى الخارج سيرا
رفعت الطبيبة وجهها تنظر له برجاء عله يتركها ولو قليلا ولكن نظرة عينيه المخيفة جعلتها تهز رأسها إيجابا دون تردد، تركت إيليف وخرجت تهرول من الغرفة تغلق الباب خلفها.

ليتقدم هو جلس علي الكرسي مكان سيرا ينظر لها، يراقب حركاتها ينتظر ردة فعلها التي بالطبع لن تكون مستسلمة. ليجدها تمسح دموعها بعنف مدت يدها تجذب غطاء الفراش تختبئ تحته دون أن تنطق بحرف، احتدت عينيه بغضب ليمد يده امسك طرف الغطاء ليجذبه بعنف يلقيه أرضا، ينظر لها يقطب جبينه بغضب لتلفت برأسها ببطئ تنظر له تقابلت خضراويها بسوداويه، صمت هدوء يتخلله صوت أنفاسه الغاضبة وأنفاسها العالية.

ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيها تحاول ايجاد ولو ذرة ندم واحدة في نظراته، لم تجد سوي الداغر بعنفوانه وجبروته وقوته الحاصد الذي يخشاه الجميع والتي ظنت أنها لن تتعرض لاذاه أبدا ظنت أنها مختلفة ظنت أن لها مكانة خاصة في قلبه ظنت وظنت وظنت لتخيب ظنونها اجمع. اثبت لها في النهاية أنه لا يراها سوي عاهرة فقط عاهرة.

تشبع رغباته، إلى متي ستصمد سحقا لتلك الدقات اللعينة التي داعبت قلبها، كانت لم تعد ما تكنه له الآن كره فقط الكره، أما هو فبقيت نظراته باردة كما هي. ارتفع جانب فمه بابتسامة ساخرة هاتفا بتهكم: مستسلمة علي غير المتوقع!
ضحكت ضحكة مريرة ضحكة خرجت بصوت خفيض مقهور لتهتف بتهكم: ومن أنا لاحارب الداغر العظيم، فقط فتاة صغيرة، فتاة هي حتى لم تعد فتاة، لم يعد لي ما أحارب لأجله إنت أخذت كل شئ.

نظرت لعينيه بتحدي تضحك ساخرة: أنت الملك، اخضعت الجميع لجبروتك حتى جسدي اخضعته لظلمك رغما عني، أتشعر بالرضا مولاي أخذت كل شئ، فزت بكل شئ صحيح جلالة الملك، كش ملك فاز الداغر
بلع لعابه بضيق يحاول السيطرة علي تلك الغصة المريرة التي تعصر فؤاده ليبتسم باتساع هاتفا بثقة: كش ملك، عاش الملك مات الملك، الداغر لا يموت، الداغر يفوز الأميرة الصغيرة تخسر، الداغر دائما يفوز
إيليف الصغيرة.

اشتعلت عينيها غضبا يا ليته نطق بكلمة واحدة
تعبر عن ندمه مما فعل، ابتسمت بغضب قلبها ينصهر قهرا تهتف بتحدي: أنت الخاسر داغر امتلكت كل شئ ولكن مازال قلبي له هو، هو فقط مالك قلبي، سأظل اعشقه حتى تخرج روحي من جسدي، أيها الداغر العظيم.

أغمضت عينيها تتلو الشهادة فهي علي اتم ثقة من انه سيتنزع قلبها الآن، لتفتح سمعته يهتف بنبرة مشفقة ساخرة: اووووه إيليف اعلم أنكِ تهذيين يا صغيرة بالطبع ليس من السهل علي اي فتاة ان تري مغتصبها أمام عينيها، بالتأكيد ستجن وتبدأ بالهذيان
مد كف يده يحرك أصابعه علي وجهها يبتسم بخبث: أنتِ تعليمن إني طيب القلب عطوف إلى أبعد حد لذلك لن احاسبك علي ما تفوهتي به للتو عاهرتي الصغيرة.

ربطت علي وجنتها برفق يبتسم في وجهها بتهكم ليتركها ويخرج من الغرفة، بقيت لحظات جامدة صدي كلماته السامة يدوي في قلبها عقلها روحها، ومع اول دمعة سقطت من عينيها أزاحت قناع البرود التي ارتدته ارتدته أمام لم تكن تريده أن يهنئ بلذة انتصاره عليها، ضمت ركبتيها لصدرها تنوح في بكاء مرير، طفلة صغيرة سرقت حلواها هل بالفعل طفلة سرقت برائتها!

دخل إلى ساحة القصر ليجد الخدم والحراس يركضون هنا وهناك يرتسم الفزع علي وجوههم المرتعدة الخائفة، قطب جبينه بتعجب ينظر حوله باستفهام هل قامت الحرب دون أن يعلم!
وقف أمام أحد الحراس يمنعه من الركض يسأله علي عجل: مهلا يا رجل ماذا يجري في القصر، وأين الداغر
انحني الحارس امامه قليلا باحترام نظر حوله بخوف ليعاود النظر لزيان يهمس بتلجلج: الملك في أوج حالاته غضبا...

تنهد زيان يبتسم ساخرا بالطبع تشجار مع إيليف. عاود النظر إلى الحارس الذي يرتجف خوفا يسأله بتعجب: لما يركض الجميع بهذه الطريقة
همس الحارس بذعر: الملك أمر بإخلاء الباحة الخلفية في أقل من دقيقة لذلك هرب الجميع منها كما أمر بتجهيز القصر، لحفل ملكي سيقام غدا مساءا.

اشار زيان بيده ففر الحارس هاربا، ليقف قاطبا جبينه باستفهام حفل ملكي دون عمله منذ متي والداغر لا يخبره بما سيفعل. تنهد بضيق ليتجه ناحية باحة القصر الخلفية، وقف يعقد ساعديه امام صدره ينظر له بتعجب بالفعل يبدو غاضبا لم يراه بتلك الحالة من قبل.

أما هو فكان يشعر بالنيران تلتهم جسده منذ خروجه من غرفتها، دوي صدي زمجرته ليهز جدران القصر فزعا يأمر الخدم بإخلاء تلك الباحة في أقل دقيقة ليراهم يفرون من أمامه في اقل من ثانية وليست دقيقة حتى، وقف في منتصف تلك الباحة ممزقا سترته بعنف جذب سيفه بعنف من غمده يصارع به تلك الأعمدة الخشبية الضخمة التي يستخدمها للتدريب تزداد صرخاته شراسة حينما يتذكر كلماتها السامة حينما يتذكر ما فعله بها، وقف يلهث بعنف سيول العرق تغطي جسده الدماء تشتعل في جسده بأكمله، نظر خلفه حينما سمع زيان يهتف ساخرا: تبدو غاضبا.

احتدت عينيه غضبا ليضحك زيان رغما عنه رفع يديه يهتف سريعا: علي رسلك يا رجل عينيك علي وشك إخراج النيران منها
أقترب زيان منه يقف بعيدا عنه قليلا ينظر لحالته الغاضبة عن كثب ليعقد ساعديه أمام صدره يمثل أنه يفكر لترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتيه يهتف بتهكم: لا لا لا تخبرني أنا سأعلم، إنت غاضب بسبب إيليف او ربما إيليف، او إيليف هي من اغضبتك.

ارتسمت ابتسامة مميتة علي شفتي الداغر ليشير لسيف زيان المعلق بغدمه بطرف عينيه: بارزني
انتفض زيان للخلف اصفر وجهه خوفا يهتف سريعا: معاذ الله يا رجل ما زلت صغيرا علي الموت
ارتفع جانب فمه بابتسامة ساخرة ينظر لزيان بتهكم: ارفع سيفك وبارزني قبل أن ارفع رأسك من علي جسدك.

بلع زيان لعابه بتوتر مد يده بتوتر يجذب سيفه من غمده هو لا يخاف الداغر ولكنه يعلمه في غضبه، جذب سيفه دون أن يشهره ينظر للداغر يبتسم بتوتر: ولكن عدني أنك لن تقلتني
نظر الداغر له بصمت للحظات ليهتف اخيرا ببرود: أين ثقتك بي يا صديق العمر.

اختفت ابتسامة ينظر للواقف أمامه وصدي جملته يتردد في قلبه قبل عقله، صديق العمر، ثقة صداقة إخوة محبة، ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتي زيان يشهر سيفه أمام وجه الداغر لتبدأ معركة لا خاسر فيها
بدأت السيوف تتضارب وتتباعد وتتضارب معها أطراف الحديث بين الطرفين
الداغر: منذ متي والنساء تشتري في مملكة الريان وزير زيان.

ارتسمت الصدمة علي ملامح وجه زيان ليقف متجمدا مكانه فباغته الداغر حتى كاد يوقع السيف منه ليفيق زيان سريعا ممسكا بسيفه جيدا يتفادي ضربات الداغر ليهتف بذهول: كيف!
ضحك الداغر بسخرية محافظا علي حركة سيفه: سؤال غبي من شخض أغبي، أنا الملك أم نسيت زيان
في لحظة بحركة خاطفة القي الداغر السيف من يد زيان ليشهر سيفه حتى لامس نصله عنق الاخير، نظر له الداغر ببرود للحظات ليهمهم اخيرا بمكر: أحببتها يا وزير.

رفع كتفيه لاعلي يتنهد بحيرة هامسا بشرود: لا أعلم داغر، صدقا لا أعلم، دعنا مني الآن
لما سيقام حفل ملكي غدا ما المناسبة
أبعد الداغر سيفه يغمده مرة أخري مسح وجهه بكف يده بعصبية يتنهد بضيق: بدون سبب أرادت إقامة حفل وحسب، أ لديك مانع
ابتسم زيان ساخرا ينظر لصديقه يعلم أنه يخفي شيئا، رفع كتفيه بلامبلاة يهتف: بالطبع لاء، أفعل ما يحلو لك أنت الملك...

تركه الداغر متجها ناحية القصر ليعاود الالتفات له هاتفا بمكر: صحيح يمكنك إحضار تلك الفتاة معك
هز زيان رأسه إيجابا يبتسم بيأس يفكر في تلك النارية وهل ستوافق علي مرافقته له أم عليه إجبارها
كانت في غرفتها متمددة علي الفراش عينيها معلقة بتلك الطيور الشاردة خارج أسوار غرفتها.

تطير بحرية تفتقدها هي تحلق متي تريد، لتعقد جبينها باستفهام الطيور لديها قدمين لما لا تمشي لما تفضل الطيران، اهي خائفة من أن يمكسها أحدهم فتصير أسيرة للأبد مثلها. الا تتعب اجنحتها من الطيران أم أن التحليق في سبيل الحرية أقل ألما من أسر قيد مريح.

خرجت منها تنهيدة حارة متألمة تغمض عينيها التي ذبلت من كثرة البكاء تفكر ما عليها فعله لن ترضخ له حتى وإن ظن بفعلته هذه أنها أصبحت تحت إمرته مسحت دموعها بعنف، ستهرب منه مهما كلفها الأمر، شعرت باختناق.

بغصة تشتعل في قلبها وضعت يدها علي فمها تكبح صرخاتها، تبكي بصمت، اغمضت عينيها حينما شعرت بحركة داخل الغرفة بالطبع من غيره يجرؤ علي دخول غرفتها، رائحة الخمر تفوح منه بشكل جعلها تغمض عينيها تقززا وخوفا، شعرت باقترابه منها لم تبدي رد فعله علها فقط يظنها نائمة ويتركها ويرحل، تسارعت أنفاسها حينما شعرت بأصابع يده تسير على وجهها برفق لتفتح عينيها سريعا تنظر له بلوم لتجده يجلس علي ركبتيه جوار فراشها، رأت ابتسامته الخبيثة تزداد اتساعا ارتسمت ابتسامة خبيثة ناعسة من أثر ذلك المشروب علي شفتيه اقترب برأسه من اذنها لتمتعض ملامحها باشمئزاز حينما هاجمتها رائحة الخمر القوية لتسمعه يهمس بصوت ثقيل: كنت اعلم انكِ مستيقظة.

رفع وجهه ينظر لها ليلاحظ تلك الدمعة التي تجاهدت في أسرها نظرات عينيها الحزينة المعذبة ليضع رأسه جوارها علي الفراش ينظر لها بحزن يهمس بثقل: لا تنظري لي بتلك الطريقة، إنتِ السبب إنتِ من اجبرني لفعلها.

اعتدل يجذب رسغ يدها بعنف لتجلس هي الاخري تنظر له بذعر ممتزج بتعجب، لتجده يقبض علي ذراعيها يصرخ بغضب: لما لم تقاوميني لما لم تصرخي، لما لم تحاولي قتلي لماااااااا، لما لم تكذبي وتقولي انكي تحبينني حتى لو كذبا...
تهدجت بنبرة صوته لتصبح معذبة يشوبها البكاء: لما إيليف، لما صغيرتي، لما جعلتني مغتصب دنئ اغتصب حقك في الحياة بمنتهي الخسة.

ارتسمت ابتسامة باهتة شاحبة علي شفتيها تنظر لعينيه كأنها نافذة زجاجة تطل علي روحه الجريحة المعذبة، أبتسمت بحزن تهمس بنبرة جرحية ساخرة: كنت فاقدة للوعي جلالة الملك
شهقت بفزع حينما جذبها بعنف يبعدها عن الفراش لتقف أمامه تنظر له بلهع صرخ في حدقتيها بينما هو بالكاد يستطيع الوقوف علي قدميه، قبض علي ذراعيها يهزها بعنف يصرخ بقوة: ها أنتي ذا واعية بكامل وعيك قاوميني.

تجمدت تنظر له بذهول ما به لم تراه في تلك الحالة من قبل، تشعر بأنه علي وشك الانهيار
امسك ذراعيها يهزها بعنف حينما طال صامتة يصرخ فيها: لما انتي صامتة هيا قاوميني، اقتليني...
أخرج خنجره الحاد من غمدن يضعه بين يديها يصرخ بغضب: اقتليني قبل أن افعل أنا!

نقلت انظارها بين الخنجر في يدها ونظراته الضائعة المعذبة جسدها مشتنج متجمد، لتجده أمسك بالخنجر يود طعن نفسه به صرخت بفزع لتقبض علي يده سريعا دفعته بعنف ولكنه لم يتزحزح سوي خطوة واحدة جذبت الخنجر من يده تلقيه بعيدا عينيها متسعتين بذهول تنفسها سريع مضطرب تنظر له دون كلام تعجز حتى عن نطق حرف واحد، اقتربت منه تحتضن وجهه بين كفيها تهمس سريعا برفق: داغر اهدء أنت لست في وعيك، أرجوك اهدء.

القي بنفسه بين ذراعيها يحتضن جسدها بقوة خائرة يهمس بوهن: أنا متعب إيليف أقسم متعب حد الموت
يالسخرية هي من تشعر بالذنب الآن مدت يدها تغوص في شعره الطويل بلعت لعابها بتوتر تهمس برفق: أنت الملك، الملك لا يتعب داغر، ألم تقل لي ذلك من قبل، الملك لا يتعب إن نام الملك يموت تتذكر.

طال صمته حتى شعرت بأنه قد نام بالفعل حاولت الابتعاد عنه برفق لتجده يشد علي جسدها يهمس: أتعلمين لو خيروني بين العرش وبينك، لتركت لهم كل شئ وعشت أنا وانتي في كوخ ضغير علي أطراف الغابة، عائلة سعيدة أنا وانتي والكثير من الأطفال يشبهنكي.

ابتسمت بألم لو فقط يتوقف عن كلامه هذا لو يتوقف عن تعذيب فؤادها بحالته تلك، لم تتخيل أبدا أن تري الملك في تلك الحالة، كيف يمكنها مسامحته بعدما فعله بها، لما تشعر بالذنب، فاقت من شرودها حينما توجه ناحية الفراش يجذب يدها معه اتسعت عينيها بهلع تفكر في الأسوء، لتجده يتمدد علي الفراش يخبئها بين ذراعيه تملمت بضيق تحاول الابتعاد عنه لتسمعه: أنا متعب إيليف لا أرغب سوي في النوم، فقط الليلة ولن تريني مجددا.

تنهدت بضيق تنظر له وهو يغمض عينيه صغير انهكه اللعب، واستكان اخيرا بين ذراعي والدته، تنهدت بتعب توقف عقلها عن التفكير قليلا علها تحظي ببعض الراحة.

قطب جبينه بتعجب ينظر للمكان حوله بتعجب، وكأن الحياة دبت في حديقته البائسة، ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه بالتأكيد هي من فعلت ذلك دخل إلى المنزل لتتسع عينيه بدهشة يتدلي فكه بذهول، قصره رائع يعلم ذلك ولكنه ولا مرة واحدة رآه بذلك الشكل القصر علي وشك اللمعان من شدة نضافته رائحة طعام شهية اخترقت أنفه قادمة من المطبخ، ما ان وصلت إليه زمجرت معدته جوعا ابتسم ساخرا يربط علي معدته، ليضع تلك اللفة الكبيرة علي طاولة الطعام متجها إلى المطبخ، ليجد تلك النارية تقف هناك تعد الطعام تتحرك بخفة كالفراشة هنا وهناك يتطاير شعرها الغجري الناري مبعثرا مشاعره بلا هوادة، حمحم بحدة لتلتفت له سريعا تبتسم باصفرار: مساء الخير سيد زيان، هل أحضر لك العشاء.

هز رأسه إيجابا يبتسم ببرود: احضريه إلى غرفتي
التفت ليرحل ليسمعها تهتف بحدة: في أحلامك تود الطعام سأضعه علي الطاولة
التفت لها يرفع حاجبيه ساخرا خرجت منه ضحكة صغيرة متهكمة: انسيتي من إنتِ، دعيني اذكرك اذا، جارية اشتريتها بمالي هي هنا فقط لتخدمني
عقدت جبينها باستفهام ذلك الرجل مجنون بالطبع مجنون ألم يخبرها صباحا بأنها ليست خادمة رمشت بعينها بتعجب.

تركها ورحل بينما هي تنظر في أثره بتعجب لتجده يعود مرة أخري ممسكا بشئ داخل يقبض عليه بيده القاها عليها بعنف يهتف بحدة: غدا مساءا اراكي بهذا الفستان ستذهبين متي إلى الحفل، ولعلمك هذا ليس طلب بل أمر من الافضل لكي ان تنفيذه
تركها وخرج من الغرفة ليعود مرة اخري يهتف بحدة: أريد الطعام في غرفتي
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه يهتف بتهكم: ولا تخافي أنا لا انجذب للرجال!

جزت على اسنانها بغيظ تنظر له بحقد بينما ابتسم هو باصفرار يلوح لها بيده تركها وصعد إلى غرفته، لتفتح تلك اللفة ابتسمت بخبث ما أن رأت ذلك الفستان بداخلها لتمسك بالمقص مقررة صنع به بعض التعديلات البسيطة!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة