قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إيليف صغيرة الملك للكاتبة دينا جمال الفصل الأول

رواية إيليف صغيرة الملك للكاتبة دينا جمال الفصل الأول

رواية إيليف صغيرة الملك للكاتبة دينا جمال الفصل الأول

كان يا مكان في سالف العصر والزمان، مملكة ضخمة، تدعي مملكة ( الريان )، يحكمها بيد من حديد الملك « الداغر » لقبه شعب المملكة بالقاب عدة منها « الحاصد » و « الملك القاتل» و « حاصد الاوراح » لقسوته وعنفه المخيف، فقط ذكر إسمه يجعل الأبدان ترتجف ذعرا، فهو والموت سواء عندهم، ما من أحد الا يكرهه يمقته يخافه ورغم ذلك كله مملكته ضخمة مزدهرة شاسعة. شعبه يعيش في رخاء ولكن الرخاء الظاهر يأكله الخوف الباطن.

اشرقت الشمس ببطئ تلقي بأشعتها الذهبية الدافئة علي أنحاء المملكة بأسرها. سطعت في الأسواق الكبيرة وفي الحقول الواسعة وفي الغابات الغنائة
وكان للقصر الملكي الفخم حظ وارفر من اشعتها بسبب موقعه في تلك البقعة المرتفعة عن المملكة بأكملها...

في تلك الغرفة الضخمة ذات الأساس الملكي الفخم ينام ذلك الجسد الضئيل علي فراشها الضخم الوثير، تحركت بنعاس تعقد جبينها بانزعاج حينما وصلت أشعة الشمس تقلق نوم الأميرة الناعسة، فتحت عينيها ببطئ لتظهر عينيها الخضراء التي تشبه غابات الزيتون، ابتسمت ابتسامة واسعة مرحة لتقفز بمرح من مكانها
تهتف لنفسها: صباح الخير إيليف انا أحبك كثيرا.

ضحكت لتتجه ناحية المرحاض الخاص بها، بعد أن اغتسلت، بدلت ملابسها إلى فستان أسود يشبه فساتين الأميرات وقفت أمام مرآه زينتها الضخمة تمشط شعرها الأشقر القصير، نظرت لنفسها برضا وابتسامة واسعة تشق وجهها بعثت لانعكاسها في المرآه قبلة صغيرة لتتجه ناحية باب الغرفة فتحته لتجد الحارسين الواقفين أمام باب الغرفة يخفضان رأسهما ارضا سريعا بخوف. تنهدت بضيق تشفق عليهما فالداغر لن يتواني عن قطع رقبة اي منهما أن نظر لها حتى لو خطأ.

وقفت أمام أحدهما تسأله بهدوء: هل استيقظ الملك؟
هز الحارس رأسه نفيا بخوف دون أن ينطق دون أن يرفع رأسه من مكانه حتى فلو نطق سيقطع الملك لسانه دون تردد
تنهدت بضيق، لتتجه ناحية غرفة أبيها دقت الباب عدة مرات لا مجيب، فتحت الباب ودخلت لتجد الغرفة فارغة تماما عقدت جبينها باستفهام لتنظر إلى أحدي الخادمات التي تقوم بتنظيف الغرفة تسألها بتعجب: أين أبي.

بلعت الخادمة لعابها بخوف تهتف بتوتر: جلالتك صباح الخير، رئيس مجلس الشيوخ سافر اليوم عند مطلع الفجر
اتسعت عينيها بصدمة تهدر بانفعال: سافر إلى أين. وكيف يذهب دون إخباري
ارتجف بدن الخادمة خوفا بالتأكيد ليس منها، بل مما سيفعله بها الملك إن علم أنها ازعجتها لتنكمش ملامحها بذعر تهتف بتوسل: جلالتك ارجوكِ أنا آسفة أنا لا أعلم شيئا، أنا فقط خادمة هنا، ارجوكِ اقسم إني لا أعلم.

انقبض قلب إيليف بألم لمنظر الخادمة المتوسلة لتتقدم ناحيتها وضعت يدها علي كتفها تربط عليه برفق ابتسمت ابتسامة صغيرة تهتف بود: اهدئي، انا من يجب أن تعتذر، بالطبع ليس ذنبك، ولا تخافي الملك لن يعلم شيئا.

ابتسمت لها الخادمة بأمتنان تشكرها بلا توقف، لتتركها إيليف وتخرج إلى حديقة القصر الضخمة تفكر في أبيها أين ذهب ولما لم يخبرها، منذ متي وهو يسافر دونها، اتجهت ناحية حوض أزهارها الضخم، ابتسمت بعذوبة تنظر لازهارها البيضاء بلونها الزاهي.

مدت يدها تتلمس أوراق الازهار برفق، هي ( إيليف أماند إبنه رئيس مجلس الشيوخ، في الثامنة عشر من عمرها فتاة مرحة كثيرة الكلام متمردة لا تحب أن يقيدها أحد بأوامره مهما كان ذات شخصية عدوانية ولسان سليط لا يرحم، جميلة ذات شعر أشقر قصير وعينان بلون العشب الأخضر وقامة قصيرة، تحب الخيل والمبارازة والورود ).

علي جانب آخر، فتح عينيه فجاءة فهو في الأساس لا ينام كباقي البشر يبقي حذرا حتى في نومه يعلم أن أعدائه ينتظرون فقط غفلة منه ليقضوا عليه، قام من مكانه بخفة تتنافي تماما مع جسده الضخم المكتل بالعضلات كجبل شامح تملئه الحجارة والصخور، اتجه ناحية مرحاض غرفته ليغتسل، خرج من المرحاض ليجد أحدي الخادمات في انتظاره تطرق رأسها بخوف، ارتجفت فزعا حينما سمعت صوته العميق يهتف ببحته المميزة: تكلمي.

بلعت لعابها بخوف تهز رأسها ايجابا سريعا تهمس: جلالتك، جلالتها استيقظت منذ قليل، خرجت من غرفتها وسألت أحد الحارسين إن كنت استيقظت أم لاء، لم ينظرا لها أقسم لك جلالتك، ولم يخطابها اي منهما، ومن ثم اتجهت إلى غرفة رئيس الشيوخ علمت أنه غادر، فصرخت بانزعاج حينما علمت، ومن ثم نزلت إلى أسفل إلى الحديقة.

انتهت الخادمة من سرد ما حدث كاملا وقلبها علي وشك التوقف من شدة الخوف ليشير لها الملك ناحية باب الغرفة دون كلام لتهز رأسها إيجابا سريعا تحركت لتغادر لتسمعه يهتف ببرود: توقفي.

التصقت بالأرض من شدة خوفها التفتت له سريعا ليشير إلى عبائته الملكية بطرف عينيه دون كلام لتهرول الخادمة ناحيته سريعا تساعده في ارتداء عبائته الفخمة وقف ينظر لانعاكسه في المرآه بغرور وابتسامة سوداء مظلمة ترتسم علي شفتيه. وخلفه تقف تلك الخادمة تطرق رأسها بخوف للحظات تغيرت الصورة امامه ورائها هي بدلا من تلك الخادمة رآها تقترب منه تعانقه تخبره بأنها تحبه كما يفعل هو.

فاق من شروده الجميل علي صوت الخادمة تهمس بخوف: تأمرني بشئ آخر جلالتك
هز رأسه نفيا لتفر الخادمة سريعا كأنها تهرب من الجحيم. أما هو فالتقط غمد سيفه الأسود المصنوع من الجلد يلفه حول خصره ليغمد سيفه الضخم المثقول فيه.

« الداغر درغام في الثامنة والعشرين من عمره، اتريدون وصفا له حسنا لكم هذا. طوله يكاد يصل إلى مترين ضخم البنيان بشكل مخيف. جسده ملئ بالوشوم ولكنها ليست وشوم مرسومة بل هي وشوم المعارك التي خاضها وتركت كل واحدة منها أثرا عليه وفيه، يكفي قول أن والدته قتلت أمام عينيه ليصبح متحجر القلب قاسي. عينيه سوداء مخيفة نظراته الهادئة ترجف الأبدان فزعا. شعره أسود طويل يلامس كتفيه ».

خرج من غرفته يمشي بهيئة تهتز لها أرضية القصر فزعا، الخدم حوله يدعون فقط أن يمر دون أن يغضب، فغضبه يعني أن رقبة أحدهم ستطير في الحال
دخل غرفة الطعام ليجلس علي رأس المائدة أسند مرفقيه علي الطاولة ينظر لباب الغرفة بصمت دقيقة، اثنتين، ثلاثة كور قبضة يده يضرب بها سطح الطاولة بعنف ليهدر بحدة: أين إيليف؟
كاد قلب الخادمة المسكينة إن يتوقف اطرقت رأسها تهمس بذعر: جلالتك، جلالتها لا تزال في الحديقة.

احتدت عينيه بغضب ليلقي الصحن الذي أمامه بعنف ليتشهم إلى فتات قام متجها إلى خارج الغرفة، نظر لأحد الحراس يصرخ بغضب: أخبر مجلس الشيوخ أن الإجتماع الآن، من سيتأخر منهم سأعلق رأسه علي رقبته
اتجه إلى غرفة العرش ليهرول الحارس يمسك ذاك البوق الضخم يصدح به ينبه الجميع، ولأن اعضاء مجلس الشيوخ يعملون مزاج الملك الحاد المتقلب كانوا في انتظاره منذ أن سطعت الشمس في الغرفة الملكية
أما علي الجانب الآخر.

كانت تروي بعض الأزهار بالماء حينما سمعت صوت خفيض يأتي من جانبها التفتت برأسها لتري أحد الحراس يتحدث مع صديقه بصوت منخفض ولكن لهدوء المكان حولها استطاعت سماع ما يقولون
أنت يا أحمق أخفض بصرك لا تنظر لها. همس بها ذلك الحارس القصر بذعر وهو ينظر لصديقه بحدة، ليبعد الرجل الآخر عينيه عن تلك الحسناء نظر لصديقه بتعجب يهمس بوله: ولما لاء هل عميت يا رجل أنها فاتنة يا إلهي ما هذا الجمال.

اتسعت عيني الرجل الثاني بذعر يلتفت حوله بحذر سريعا ليهمس من بين أسنانه بخوف: أصمت يا الأحمق أن سمعك الملك سيفصل رأسك في ثانية، تلك الفتاة إيليف صغيرة الملك المدللة غير مسموح لاي رجل في المملكة بأسرها أن ينظر ولو حتى بطرف عينيه من تسول له نفسه بفعل ذلك سيلقي سيف الملك يجز عنقه.

تنهدت إيليف بضيق حينما تناهي إلى اسماعها حديث الرجلين، اكملت جمع ازهارها البيضاء المفضلة في باقة صغيرة لتاخذهم متجهه إلى غرفة الطعام الملكية، دخلت الغرفة بحماس تبتسم باتساع، لتختفي ابتسامتها تقطب جبينها بضيق حينما وجدت الغرفة فارغة اقتربت من احدي الخادمات تسألها: أين الداغر
انحنت الخادمة أمامها سريعا تهمس بخوف: جلالة الملكة الملك في قاعة العرش مع بعض الوزراء.

زفرت بضيق تبتسم باصفرار: أولا، لا تناديني مرة اخري جلالة الملكة فأنا لست زوجة ذلك الأحمق ولن اكون ولكن الأهم الآن هل أكل الملك طعامه
هزت الخادمة رأسها نفيا تهمس بارتباك: لاء سيدتي الصغيرة، الملك تضايق حينما لم يجدك فترك الغرفة وذهب دون أن يأكل.

زمت شفتيها بضيق لتتجه ناحية الطاولة وضعت الأزهار في زهرية صغيرة لتخرج من قاعة الطعام الضخمة تسير بخطوات بطيئة متلكئة ناحية غرفة العرش، لتسمع الحراس يتهامسون أن الملك في اجتماع طارئ مع مجلس الشيوخ ويبدو غاضبا جداااا
لم تعرهم انتباها اتجهت إلى قاعة العرش بالطبع لن يجرؤ أحد علي اعتراض طريقها والا سيكون مصيره الحتمي الموت دفعت الباب بعنف تصرخ بمرح: داااااغر.

توجهت جميع الأنظار لها ما بين بضيق وحنق وسخط بينما كان يجلس هو علي كرسي عرشه الأسود الكبير بجسده الضخم وطوله الفارع شعره الاسود الطويل الذي يلامس كتفيه وزيه الملكي الفخم ينظر لتلك المدللة بضيق ليصيح بحدة: إلى الخارج
اتسعت عينيها بذهول لتخفض رأسها بحرج التفتت لتخرج لتسمعه يهتف ببرود: ليس انتي، بل هم.

اتسعت عينيها بصدمة ماذا يفعل ذلك المجنون، في لحظات رأت الجميع يفر من الغرفة دون أن يجرأ أحدهم علي الاعتراض
التفتت له تنظر له بذهول ليشير بيده للكرسي الفارغ بجانبه، كرسي الملكة، صعدت بعض الدرجات لتقف أمام الداغر تميل برأسها قليلا ناحية اليمين تنظر له بتفحص
ليضحك ساخرا: ماذا يا صغيرة أ أنا وسيم لتلك الدرجة.

قلبت عينيها بملل لتجلس علي الكرسي جواره تضع قدما فوق أخري بغرور. نظر لجلستها ليبتسم بمكر، خلع تاجه ووضعه فوق رأسها نظرت له بارتباك، لتقابل ابتسامته الصغيرة الماكرة، مال برأسه ناحيتها يهمس: تبدين رائعة ملكتي
مدت يدها تنزع ذلك التاج الكبير من فوق رأسها تعيده علي رأسه لتقترب منه تهمس بمكر: لن ولم اكون أبدا زوجة لأحمق لقاتل مثلك.

احتدت عينيه بغضب نظر لها بحدة لتبتسم باصفرار تهتف ببراءة: ماذا أنا اقول الحقيقة. الداغر الحاصد، قتلك للناس اسهل من شربك للماء
ابتسمت باتساع تهتف بحماس: والآن هيا أنا أموت جوعا يا رجل
كادت أن تتحرك حينما وجدته في لحظة يقف أمامها يستند بيديه علي أطراف الكرسي محاصرا لها، نظرت له بتعجب لتسمعه يهمس بألم: وأنا أموت عشقا اروي ظمأ فؤادي
فقط كلمة واحدة قادرة علي احيائي من جديد.

إذا لتمت داغر، هتفت بها ببرود تعقد ساعديها أمام صدرها لتكمل: أنا لن أحبك مهما حاولت، نحن فقط أصدقاء، أصدقاء فقط
ابتسم ابتسامة سوداء مخيفة يهمس بغضب: أتعلمين إيليف لو كان أحد آخر مكانك لكنت نزعت قلبه في الحال ولكن
قاطعته حينما لفت ذراعيها حول عنقه تبتسم بغرور: ولكني إيليف أيها الداغر العظيم، سحبت يديها تهتف بضيق: والآن أبتعد أريد الذهاب لتناول طعامي.

زفر بعنف حتى أن أنفاسه الحارة الملتهبة لفحت وجهها ليبتعد عنها تركها متجها إلى غرفة الطعام وهي تسير خلفه تبتسم بتشفي تعلم أنه غاضب وصدقا هذا يسعدها، جلس في مقدمة الطاولة لتجلس بجانبه تتناول طعامها بهدوء، رفعت نظرها عن الطبق نظرت له بصمت للحظات لتهتف فجاءة: أين أبي يا داغر؟!
نظر لها بطرف عينيه ليعاود النظر إلى طبقه يأكل هتف ببرود: الا تعلمين. دوي صراخك صباحا حينما علمتي بأمر سفره.

القت المعلقة من يدها بعنف قطبت جبنيها تهتف بغضب: نعم علمت سافر. ولكن إلى أين ولماذا لم يأخذني معه
في لحظات شعرت بنصل خنجر حاد يلامس عنقها اتسعت عينيها بذهول لتري وجهه أمام وجهها مباشرة ينظر لها بغضب رأت موتها في نظراته السوداء القاتلة ارتجف فؤادها حينما هدر بعنف: اقسم إيليف أن علا صوتك أمامي من جديد سأقطع رقبتك
ابتسمت ابتسامة واسعة واثقة لتهتف بهدوء شديد: لن تفعلها داغر أنا أعلم ذلك اااه.

صرخت بألم حينما شعرت بنصل الخنجر يغوص بداخل رقبتها مسببا جرحا ليس بهين
اتسعت عينيها بألم تشعر بالدماء تنساب من جرح رقبتها، نظرت له لتجده يبتسم بتهكم دون أن يرف له جفن فقط هتف ببرود: لا تختبري صبري إيليف أنا أسوء من أسوء كوابيسك يا صغيرة.

ابعد الخنجر عنها ليتلقط ذلك المنديل القماش الموضوع بجانبه مسح نصل الخنجر من الدماء ليعيد في غمده مرة اخري، أما هي متجمدة من الصدمة عينيها متسعتين بذهول وضعت يدها علي جرح رقبتها لا حتى شعرت بالدماء غطت كف يدها، التقطت سريعا منديل قماشي تضعه علي الجرح تحاول إيقاف الدماء، لتهتف بغضب تنظر له بكره: أيها المختل المريض! كدت تقتلني.

ارتفع جانب فمه بابتسامة صغيرة مكملا طعامه بهدوء: بربك إيليف لن تموتي من جرح صغير كهذا، لو كنت أريد قتلك لكنت تخلصت من صياحك هذا، وأنعم الآن بأفطار هادئ مريح.

اشتعلت عينيها غضبا تجز علي أسنانها بعنف تفكر مليا لو صاحت في وجهه الآن سيقتلها هذا المجنون لا يمكنها توقع أفعاله، بقيت تنظر له بحدة دون كلام حتى شعرت بأن جرح رقبتها قد توقف عن النزيف، مسحته جيدا لتبعد أثر الدماء عنه، لتلمع في رأسها فكرة ماكرة، اشاحت برأسها تهتف بامتعاض: أريد الذهاب للسوق
لاء، كلمة واحدة نطقها ببرود ليخرج من غرفة الطعام تاركا إياها تحدق في أثره بحنق.

نهضت هي الاخري متجهه إلى غرفتها، جلست أمام مرآه زينتها تنظر لاثر ذلك الجرح علي رقبتها بغضب تحول لألم، رغما عنها بدأت الدموع تتساقط من عينيها تتحسس برفق ذلك الاثر المخيف الذي خلفه نصل خنجره همست بصوت متألم: ليأخذك الله داغر، اتمني أن تتعفن حيا
دخل بخطي غاضبة سريعة إلى غرفته الخاصة بدون سابق إنذار مزق ذراع ردائه الملكي ليلتقط الخنجر يجرح ذراعه بعنف.

داغر هل جننت صرخ بها زيان وهو يركض ناحية داغر ينزع الخنجر من يده بعنف، يلتقط شرارشف الفراش يلفها علي ذراعه يحاول إيقاف ذلك النزيف يصرخ فيه بفزع: هل جننت داغر، أتحاول قتل نفسك.

اغمض عينيه بألم ليس من جرحه النازف بالتأكيد بل من تلك النظرة التي رآها في عينيها نظرة الألم والكره التي نظرت بها، فتح عينيه ينظر للواقف أمامه ببرود. لينزع ذلك الشرشف متجها إلى المرحاض غاب لدقائق ليخرج بعدها وكأن شيئا لم يكن، نظر زيان له بيأس هاتفا بملل: ماذا فعلت لها
اكمل تبديل ملابسه الممزقة يهتف بلامبلاة: لا يعينك هي فقط استحقت ذلك
نظر زيان له بهدوء رفع حاجبه الأيسر هاتفا بمكر: وإن ماتت.

قلب عينيه بملل هاتفا: سأجد غيرها هي فقط عاهرة كغيرها
ضحك زيان بصوت عالي ينظر له بسخرية هاتفا بتهكم: عاهرة اذا. حسنا اعطيها لي إن كانت لا تهمك
اشتعلت عيني داغر غضبا ليضحك زيان بتهكم: أري أنها تهمك يا رجل استطيع أن أري جثتي في عينيك هل تفكر في قتلي
ابتسم داغر بشر يهز رأسه نفيا يهمس بتوعد: لاء يا صديقي بل افكر كيف سأجعلك تتوسل لي حتى اقتلك واخلصك من العذاب التي ستلقاه علي يدي.

شخصت عيني زيان بذعر ليرفع سبابته أمام وجهه يهتف: ما بك داغر أنا فقط امزح، حسنا دعنا نتحدث بهدوء
بعد أن نفدت دموعها من شدة البكاء دخلت إلى المرحاض تغسل وجهها بعنف اتجهت ناحية الفراش تسحطت بجسدها عليه تنظر لسقف حجرتها الكبير المزين بالزخارف الفاخرة بضيق تتنهد بضجر لا تريد تلك الحياة المترفة المقيدة
سمعت صوت دقات علي باب الغرفة لتهتف ببرود: ادخل.

دخلت الخادمة تنظر أرضا بخوف تهتف بتلجلج: جلالتك. جلالة الملك يستأذن للدخول
اتسعت عينيها حتى كادت تخرج من محجريها تدلي فكها بذهول تتمتم بصدمة: من الذي يستأذن للدخول، الداغر يطلب الأذن للدخول يالله بالتأكيد تلك علامة سأموت قريبا.

قاطعها حديثها المذهول دخول الملك بطلته المهيبة اشار بيده لترحل الخادمة سريعا بخوف تغلق الباب خلفها بينما عادت هي تستلقي كما كانت تنظر لسقف حجرتها ارتسمت علي شفتيها ابتسامة ساخرة تهتف بتهكم ؛ اخبرني داغر هل انت مريض، منذ متي وأنت تطلب الأذن يا رجل باب غرفتي علي وشك أن يخلع بسببك
تجهمت ملامح وجهه بغيظ من سخريتها ليهتف بحدة: ايليف يا لعينة أنا الاحمق لإني أردت التصرف معك ببعض التهذيب.

تهذيب! نطقتها بسخرية لتنفجر في الضحك حتى ادمعت عينيها لتهتف من بين ضحكاتها المتواصلة ؛ تهذيب الداغر وتهذيب في جملة واحدة هههههههههههه، اقسم سأفقد وعيي من شدة الضحك هههههههههههه
صدح صوت صراخه الغاضب: ايليف أقسم أنها المرة الأخيرة التي سأعملك فيها باحترام، شمطاء لعينة توقفي عن الضحك والا فصلت رأسك الآن.

وضعت يدها علي فمها تكبت ضحكاتها بصعوبة تنظر له بأعين دامعة من شدة الضحك لتجده ينظر لها بغضب لو رآه أحد عليها لخر صريعا ولكنها ايليف!، زفر بضيق يهتف بحدة: تجهزي سنذهب للسوق كما اردتي
اختفت ضحكاتها فجاءة ليتجهم وجهها بضيق اشاحت بوجهها بعيدا تهتف ببرود: لا اريد ولن اذهب ولا تحلم بأنك ستجربني علي فعل ذلك.

نظر لها بغضب تلك الخرقاء تتسطح بمنتهي الاريحية علي الفراش تشيح بوجهها بعيدا عنه تكلمه ببرود هو الذي يرتجف اعتي الفرسان لو مر فقط من جانبه يظل واقفا كالصنم يخفض رأسه بخوف تبا لك زيان ولافكارك البلهاء مثلك، أمسك مزهرية كبيرة ليلقيها علي الأرض بعنف نظرت له تقطب جبينها بغضب ليصرخ غاضبا: اقسم ايليف أن لم تتجهزي في غضون خمس دقائق سأحرق ذلك السوق بمن فيه.

تركها ورحل كالاعصار يغلق الباب خلفه بعنف لتنظر في اثره بغضب عازمة علي التخلص من سجنه مهما كلفها الأمر!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة