رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل السادس والعشرون
ايفدوكيا اود ان اعرفكِ على احد، هذا حبيبي هاري. هاري ستايلز.
كسفينة ذات قبطان ثمل تصطدم بجبل جليدي فيتحطم كلا من السفينة و الجبل. تُرى بما كان يشعر القبطان و هو يرى الكارثة قادمة؟ صدمة. خوف. آلم او ربما خذلان؟ لأنه لم يستطيع التحكم في تلك السفينة.!
كان هذا ما تشعر به مزيج من المشاعر المتضاربة السيئة، فور وقوع تلك الكلمات على مسامعها تمنت لو كانت حقاً صماء! عقلها توقف عن العمل للحظات بينما يخفق قلبها بشدة و لثوانٍ حاولت إقناع ذاتها بأنها توهمت سماع الإسم حتى اقترب هو من باب المنزل و الصدمة ذاتها باديه على ملامحه. هل كان يعلم؟ هل تعمد إنشاء علاقة مع شقيقتها؟ و لكن من اين له ان يعرف بذلك الأمر و إن كان يعرف فلما الصدمة هل كل تعابيره إدعاء؟ هل تلك النظرة الخذي في عيناه كاذبة؟
حبيبك؟ باردة و ثقيلة خرجت كلماتها تتفوه بها بإستنكار تنتظر ان يرتفع صوت ضحكات هاري و ماديسون قائلين انهم يمزحون.
أجل أليس كذلك هاري قالت ماديسون بمزاح و هي تجذب يد هاري كي يخطو إلى داخل المنزل.
أقسم لكِ انني املك تفسير اردف هاري بنبرة منخفضة بينما نظرت نحوه ايفدوكيا بأعين لائمة و بداخلها لا تدري هل يجب عليها لومه ام لا؟ فلا يوجد ما يجمعهما على اي حال.
مبارك لكما تلفظت بنبرة عالية قليلاً تسمح لماديسون بسماع كلماتها.
توجهت ايفدوكيا للداخل كي تأخذ حقيبتها و تتوجه للخارج على الفور.
إلى أين؟ سألت ماديسون لكن تجاهلتها ايفدوكيا و توجهت نحو الخارج لتصدم كتف هاري بقوة عن عمد تاركه إياه متآلم.
إلى اين تذهب هذه؟ ما تلك الوقاحة لم نتقابل منذ وقتاً طويل. قالت ماديسون لتنظر نحوها والدتها بضيق
ليس من شأنكِ، يمكنكِ قضاء الوقت معها عندما تعود اردفت والدتها قبل ان تنظر نحو هاري و تقول بخجل.
أعذرني بني لم ارحب بكَ تفضل
لا لا سيدتي لا داعي بالإعتذار تلفظ هاري بلطف بينما لا يخلو صوته من التوتر.
بالمناسبة أنا والدة ايفدوكيا و ماديسون
مؤكد ان سيدة بهذا الجمال و اللطف هي والدة هاتان الفتاتان. اردف هاري بلطف بينما قلبه يتآكل من كثرة التوتر لم يستطع اللحاق بايفدوكيا علماً بأنها لن تقبل اي تفسير منه في الوقت الحالي.
اما عنها فلقد غادرت المنزل لتسير هائمة على وجهها لا تعلم إلى أين وجهتها فكلما حاولت التخلص من طيفه يتبعها هو إلى كل مكان! لا تدري كيف قاده طريقه إلى هنا هذا المرة؟
تسير حتى تقترب من مكان قريب من النهر لتجلس على أحدى المقاعد الخشبية في محاولة للإسترخاء.
تحاول ان تفكر بصفاء فهي لم تفعل هذا منذ مدة طويلة. هي حقاً اخطأت حينما اقتربت من هاري. لكن لم يكن الأمر بغرض الخيانة هو فقط ظهر امامها كشخص عطوف يقدم الخدمات لها و يساعدها لقد كان صديق هذا ما كانت تحتاج إليه! لقد كانت آن والدة هاري محقه بالرغم من وقاحة أسلوبها! فمن الواضح ان هاري كان مثلها تماماً يبحث عن صداقة. شخص جديدة. كلاهما كان يحتاج إلى بريق البدايات فالبدايات دائماً جذابة. صارخة. مُحمسه حتى و إن كانت صداقة فجمال البدايات ليس مقتصراً فقط على الحب.
لكن بالرغم من كل ذلك رؤيته بجانب شقيقتها ليس بالأمر الهين لقد ارق داخلها حتى و إن كانت تحمل مشاعر صداقة بريئة نحو هاري.
هيا يا بني تفضل اردفت والدة ايف و هي تشير لهاري نحو الطاولة الخشبية متوسطة الحجم ليستقيم هاري و يتوجه نحوها.
بالمناسبة أمي، اين ابي؟
في العمل، سوف يبقى هناك الليلة قالت والدتها بإختصار و هي تتحاشى النظر نحوها لينظر هاري نحوهم بتساؤل.
ألن ننتظر ايفدوكيا؟ سأل هاري ليقطع الصمت لتنظره نحوه ماديسون بتعجب.
ارى انكَ قد اعتدت على الإسم بالفعل في العادة لا يستطيع أحد نطقه بشكل صحيح لا يستطيعون تذكره قالت قبل ان تُضيف بنبره ساخرة منخفضة.
لا احد يتذكرها على اي حال.
ارى ان لها اسم مميز مثلها تماماً اردف هاري و هو يُزيح اكمام قميصه حتى يأكل براحة، ابتسمت والدة ايف لتعليق هاري و لرؤية تعابير وجه ماديسون المنزعجه.
سأحضر لكَ قطعة قماش لتضعها اثناء تناول الطعام لا نُريد من تلك الثياب الأنيقة ان تتسخ اردفت بلطف لينظر نحوها هاري بابتسامة.
سيكون هذا لطفاً منكِ حقاً سيدتي.
شكراً أمي فهاري ليس معتاد على الأكل بطريقة عشوائية بنبرة مملوئة بالسخرية و ربما الغرور؟ تحدثت لينظر نحوها هاري بنبرة حاده.
توقفي عن الهذيان بأشياء سخيفة! هل تسخرين من والدتكِ أم ماذا؟ قال هاري بتوبيخ.
لا اسخر بل أقول الحقيقة لا اظن انكَ قد جلست على طاولة بسيطة مثل هذه من قبل.
نعم لم افعل و لكنها عندي افضل من آلف طاولة باهظة الثمن و الطعام الموضوع عليها ألذ من اي شيء قد تناولته من قبل اتعلمين لماذا؟ لأنه مخلوط بالحب و الحنان اردف هاري بنبرة موبخة فهو لا يدري ما مشكلتها فالمكان قد اعجب راق له كثيراً مملؤ بالطاقة الإيجابية و الدفء.
عادت والدته ايفدوكيا لتمنح هاري قطعة القماش ليأخذها منها و يشكرها و في اللحظة ذاتها يسمعون صوت طرق على الباب.
سأفتح قال هاري لتنظر نحوه ماديسوم بتعجب.
ارى انكَ قد اعتدت على هذا المكان كثيراً تفوهت بسخرية لتدعس والدتها على قدمها.
ماذا فعلت؟ تجاهلتها والدتها لتبدأ في تناول الطعام.
إلى اين ذهبتِ؟ سأل هاري بلهفه لتنظر إليه ايفدوكيا من الأعلى إلى الأسفل قبل ان تدفعه بخفه و تعبر من جانبه.
أين كنتِ؟ ليس من الذوق ان تذهبي فور قدومنا.
لقد تركتُ الذوق لكِ لتتحلي به قالت ايفدوكيا لينظر نحوها ثلاثتهم في تعجب فهي لا تتحدث بتلك النبرة عادة.
هل انتِ بخير؟
أجل أمي، هل يمكنكِ ان تمرري لي صحن؟
بالطبع عزيزتي تفضلي.
إذاً ايفدوكيا اين ليو انا لا اراه؟ اردفت ماديسون لتسلع ايفدوكيا بقوة كادت ان تختنق بطعامها.
قدم إليها هاري كأس المياه بلهفه لينظر ماديسون ووالدتها بإستغراب.
لقد انفصلنا.
حقاً؟ اسفة لكن اظن انه لم يكن عليكِ هدم بيتكِ تكلمت ماديسون بنبرة يكسوها البرود و الإستفزاز.
اظن انه ليس بشئ متعلق بكِ ماديسون لذا لا داعي لقول رأيكِ تلفظ هاري بنبرة حادة قليلاً ليسود التوتر في المكان.
و انتِ ماديسون منذ متى و انتِ برفقة السيدة ستايلز؟ سألت ايفدوكيا و هي تتناول طعامها.
منذ ما يقرب من ثلاثة سنوات كادت ان تُكمل حاديثها ليقاطعها هاري سريعاً.
للتوضيح فقك نحن أصدقاء لكن ماديسون تحب المزاح.
حقاً؟ اذكر انها قالت لقبتك بحبيبي كان جملتها تقريرية اكثر من كونها سؤال تحاول تصنع الإندهاش و التساؤل حتى لا يفتضح امرهما.
مؤكد انكِ على علم بشقيقتكِ أكثر مني هي فقط تحب المزاح نبرته المتوترة و عيناه التي تتطلب المغفرة جعلت قلب ايفدوكيا يخفق بقوة، بينما تنظر والدتهم بتعجب هي لا تدري ما الذي يحدث لكنها واثقة ان هناك شيء خاطئ فيما يحدث.
ساد الصمت لمدة حتى انهى اربعتهم صحونهم، توجهت ماديسون لتقوم بغسل يديها و والدتهم توجهت للأعلى لم يتبقى سوى كلاهما.
ايفدوكيا اقسم ان لدي تفسير قال هاري بهمس و توتر لتنظر نحوه ببرود.
ايفدوكيا قولي شيء فقط لا تصمتِ واصلت النظر نحوه بهدوء تام بينما يزيد ذلك من قلقه.
انظري يمكننا التحدث ليلاً حينما يغفو الجميع اردف لتومئ برأسها.
هاري ما رأيكَ ان نجلس في غرفة المعيشة.
لا مشكلة هيا اردف هاري لتقوده ماديسون إلى غرفة صغيرة تحوي تلفاز و اريكة كبيرة باللون البني و كرسي باللون ذاته.
ايفا.
نعم أمي، هل تتحدثين إلى؟ تفوهت ايفدوكيا فور خروجها من شرودها.
ما بكِ تبدين؟ مشوشة العقل.
نعم انا كذلك.
هل هذا له علاقة بالضيف الجديد؟ ام ربما ليو؟
لا لا ما شأن الضيف بهذا. لقد واجهت الكثير من الأحداث في الأونه الأخير لذا اشعر ببعض الإضطراب.
حسناً إذا اردتِ التحدث بشأن اي شيء سأكون سعيدة بسماع ذلك اردفت والدتها بلطف لتذهب نحوها ايفدوكيا لتُقبل رأسها و تضمها في لهفه محاولة التخلص من كل أحزانها و همومها داخل أحضان تلك المرآة التي منحتها الحياة.
اوه ما هذا المشهد اللطيف، انظروا إلى حب الأم و ابنتها اتسأل لما لا تضمني أمي بهذا الشكل. كان هذا صوت ماديسون الذي قطع اللحظة اللطيفة بين الأم و ابنتها حديثها المستفز و كلماتها التي تحمل مشاعر الغيرة لم تفهم ايفدوكيا السبب وراء كل ذلك!
ما مشكلتكِ ماديسون؟ سألت ايفدوكيا بصوت مرتفع قليلاً.
صوتكِ عالي ايفدوكيا اخفضيه قليلاً اردفت ماديسون ليتوجه هاري نحوهم ليرى ما الذي يحدث.
يمكنني رفع صوتي متى اردت ما رأيكِ بهذا؟
لا يوجد فرق فأنتِ لا تدركين متى يكون مرتفع و متى يكون منخفض سخرت ماديسون بصوتٍ عالٍ.
ماديسون تأدبي في حديثكِ مع شقيقتكِ و إلا يمكنكِ الرحيل تلفظت والدتهم بغضب شديد لتنظر نحوها ماديسون بغضب.
حقاً أمي؟
أجل.
حسناً لنذهب هاري قالت ماديسون بغضب و هي تأخذ حقيبة يدها.
ماديسون انتظري لا تذهبي اردفت ايفدوكيا بهدوء لتتجاهلها ماديسون و تتوجه نحو الباب تحرك هاري ليلحق بها لكنه مر بجانب ايفدوكيا ليضع بيدها ورقة صغيرة دون أن تلاحظ والدتها.
أمي لم يكن هناك داعي لما حدث همست ايفدوكيا بصوت منخفض فور سماعها لإغلاق الباب.
دعيها تذهب إلى حيث تشاء ايفدوكيا ستعود في النهاية.
لطالما تفوهتِ بتلك الكلمات و لكنها لم تعود بعد أمي.
ستعود و الآن اخبرني.
ماذا؟ اخبركِ بماذا؟ بتوتر قالت ايفدوكيا قبل ان تبدأ اسئلة والدتها في الإنهمار لتقهقه والدتها على سذاجتها.
لم اسأل بعد و قد بدا عليكِ التوتر بالفعل، و الآن اخبريني ما سر تبادل النظرات مع ذلك الشاب؟
اي شاب؟ هاري؟
أجل هاري.
لا شيء. هو فقط يبدو مألوفاً لي تفوهت و هي تحك رقبتها.
حسناً سأحاول الإقتناع.
سأذهب لإرتاح قليلاً بالاعلى قالت ايفدوكيا و هي تركض نحو الأعلى.
حسناً اردفت والدتها.
توجهت ايفدوكيا نحو الغرفة لتغلق الباب بعد دخولها مباشرة تنظر نحو تلك الورقة الصغيرة التي لا تدري من أين جاء بها و من اين حصل على القلم كذلك!
قابليني عند النهر القريب من هنا في العاشرة لدي ما اخبركِ به
هاري.
لا تدري هل عليها الذهاب ام تبقى هنا تاركة اياه متوتراً متلهفاً لمعرفة سر برود أصعابها، بعد عدة دقائق من التشاور مع النفس قد قررت الذهاب ايس لأي غرض سوى الحصول على بعض التوضيحات و توضيح بعض الأمور كذلك.
تتجول داخل المنزل بإستمرار تشعر ببعض التوتر تحاول ترتيب كلماتها حتى تخرج بأفضل طريقة ممكنه.
في التاسعة تنهض لتُبدل ثيابها، فستان أسود بدون أكمام يغطي ساقيها بالكامل مع عقد أحمر اللون يزين عنقها تترك خصلاتها لتنسدل اعلى كتفيها، تبحث في حقيبتها عن عطرها المفضل و تعطر به ثيابها.
يُطرق على باب غرفتها برفق لتنتفض مؤكد انها والدتها! لقد ظنت انها ستكون قد غفت بالفعل.
ايفدوكيا هل انتِ مستيقظة؟
أجل أمي أجابتها ايفدوكيا من خلف الباب.
لا شيء فقط اطمئن انكِ بخير، سأخلد إلى النوم هل تحتاجين إلى أي شيء؟ تكلمت والدتها بلطف.
لا أمي اشكركِ انتظرت ايفدوكيا بضع دقائق حتى وصل إلى آذنها صوت إغلاق غرفة والديها المجاورة لخاصتها.
تأخذ معطفها الأسود ثم تتوجه نحو الأسفل بهدوء شديد، تذهب نحو الباب لتفتحه و تغلقه فور خروجها بهدوء محاولة عدم التسبب في اي ضجيج.
فور خروجها يلفح وجهها الهواء البارد ربما لم يكن هذا الرداء مناسباً للأجواء هنا لحسن الحظ انها احضرت معطفها فهي لن تأخذ خاصة هاري في كل مرة.
تسير ببطء تراه يقف بالقرب من مقعد خشبي يقف شامخاً و ظهره مقابلاً لها نسمات الهواء الباردة تداعب خصلات شعره البني و سكينه المكان من حولهم تبعث لقلبها الطمئنينة، تقترب منه بهدوء بعد ان تقوم بضبط سماعة اذنها الطبية ثم تهمس.
مرحباً.
مرحباً ايفدوكيا، انا حقاً اعتذر لما حدث. كاد هاري ان يُكمل لولا ان قاطعته ايفدويكا بإنفعال.
تعتذر عن ماذا هاري؟ عن انكَ قد خبئت علاقتك بشقيقتي الفترة الماضية؟
من أين لي ان اعرف انها شقيقتكِ؟
هل تريد مني أن اصدقك انك سيد ستايلز لم تسأل حبيبتك عن عائلتها من قبل؟ هل تراني مغفلة إلى هذا الحد؟ تلفظت بإنفعال و هي تزيح خصلات شعرها عن وجهها.
نعم اراكِ مغفلة تكلم هاري بثبات و هدوء لتتسع عيناها فوراً و تنظر نحوه و هي تستشيط غضباً.
ماذا قلت؟
لقد قلت انكِ مغفلة!
كيف تجرؤ على سبِ؟ سألت بإستنكار و هي تضم عينيها.
انتِ مغفلة إذا كان عندكِ شك انني قد عرفت ذلك قبلاً و خبئت الأمر!
كان يمكنك نفي الأمر دون ان تسبنِ.
ايفدوكيا. ايفدوكيا لقد انتهت مسألة ماديسون تلك منذ مدة طويلة صدقيني. بالرغم من كون نبرته صادقة إلا أن ايفدوكيا لم تصدق ذلك.
إذا لما انتم هنا سوياً؟
لقد ظهرت من العدم. هي فقط أختفت منذ فترة طويلة بعد ان انتهت تلك القصة. برر هاري لتنظر نحوه هي بتردد.
ربما هذا ما تشعر انتَ به اما عنها فهي لا تشعر بذلك.
لا يهمني ما تشعر هي به او ما تظنه.
هاري! إنها شقيقتي في نهاية الأمر.
حقاً؟ اذاً لما رأيت نار الغيرة تحرقكِ لقد فضحت عيناكِ كل شيء. تلفظ هاري بنبرة منفعلة قليلاً لتُصعق هي من صراحته المبالغة فهي لم تتوقع أن يقول مثل تلك الكلمات بهذا الشكل الصريح حتى و إن كان ذلك غير صحيح.
عن أي غيرة تتحدث؟ هاري نحن لسنا سوى مجرد أصدقاء تفوهت ايفدوكيا بنبرة حازمة.