رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الثالث والخمسون
ما رأيكِ في تناول بعض الحلوى؟ سأل والدها لتومئ بلطف بينما تُمسك بيده وتسير بالقرب منه كطفلة صغيرة تخشى أن تضيع وسط الزحام.
تُذكرينني بحينما كنتِ صغيرة، كنتِ تخشين السير في الشارع دون أن تُمسكِ بيدي، لقد كبرتِ. اردف والدها بنبرة مُتأثرة حتى شعرت ايفدوكيا بأن عيناها على وشك ان تدمع.
مازلتُ طفلتك الصغيرة التي تخشى السير بدونكَ أبي، ربما أجبرتني الحياة على الإبتعاد لكن ها أنا ذا أعود لتضمني أسفل جناحك. تحدثت وهي تضم ذراعه وأخذ تسير إلى جانبه حتى توقفوا أمام بائع حلوى قطنية.
سأخذ اثنتين. قال والدها ثم قام بإخراج أموال من جيبه وفي الوقت ذاته كانت فعلت ايفدوكيا الشيء ذاته.
مهلاً أنا سأفعل.
اخذ الحلوى ومنحها واحدة وأخذ هو الآخرى، اخذوا يسيروا لمسافة طويلة نسبياً بينما يتحدثوا في أحاديث عشوائية ولكن أغلب الحديث كان يتعلق بما يريد والدها فعله بشأن المخبز الجديد خاصته، كان الحماس ظاهراً في نبرته لم تراه ايفدوكيا بهذه السعادة منذ وقتاً طويل.
أما عن هاري فقد اضطربت أفكاره. لا يدري هو سعيد برؤيتها ام هو متوتر لحدوث ذلك؟ ربما كلاهما. فهو كان مُشتاقاً إليها لكنه كان يُفصل أن يأخذ الخطوة الأولى في الحديث لم يريد أن تسير الأمور بهذا الشكل.
كذلك لم يريد أن تعرف بأمر شراء المخبز أثناء وجوده فهو لا يدري على ستسعد لأنه اهتم وحاول تقديم المساعدة؟ أم ستغضب وتظن أنه يُشفق عليها لا أكثر أو ربما يحاول أن يقوم بإيذلالها فيما بعد. لقد اضطربت أفكاره لكن نظرتها في ذلك المساء لم توحي قط بالغضب ربما الدهشة ولكن لا غضب.
عاد إلى الفندق حيث سيبقى مؤقتاً لحين عودته إلى باريس، كان يشعر أن الوقت يمر ببطء وهو لا يكاد يطيق الإنتظار لليوم التالي كي يقابل ايفدوكيا وفي الوقت ذاته التفكير في الأمر قظ أصابه ببعض التوتر، جلس يعبث في هاتفه ويُشاهد فيديوهات لعل ذلك يُسرع من مرور الوقت. جاءته عدة رسائل لكنه كان يشعر بالنعاس لذا تجاهلها وألقى الهاتف بإهمال بجانبه.
وبالعودة إلى ايفدوكيا فقد عادت إلى المنزل برفقة والدها وهناك كانت تنتظرها بيرت على أحر من جمر والتي جذبتها نحو الدور العلوي فور عودتها.
لنجلس في الشرفة. اردفت بيرت وهي تجذبها نحو الخارج.
أخبريني بكل شيء الآن، أرى السعادة تقفز قفزاً داخل عينيكِ.
إلهي بيرت دعيني ألتقط أنفاسي اولاً. قالت ايفدوكيا وهي تتنفس بسرعة شديدة.
سأحضر لكِ كوباً من الماء.
سيكون ذلك جيداً. احضرت بيرت الماء لتجلس أمام ايفدوكيا وعلى وجهها حماس طفولي تنتظر أن ترتشف ايفدوكيا من الماء حتى تتحدث.
سأخبركِ لكن دون صراخ حسناً؟
لقد كان هو بيرت. هو! تحدثت ايفدوكيا لتصرخ بيرت بحماس وتقفز من موضعها وترتجف.
إلهي لقد كنت أعلم!
صه اخفضِ صوتكِ بيرت، نحن لسنا في باريس الناس هنا أكثر هدوءاً.
اعتذر اعتذر تحدثت بهمس ثم جلست مجدداً في انتظار سماع التفاصيل والتي لم تبخل ايفدوكيا بسردها كاملة.
لكن السؤال الأهم بيرت، من أين علم هاري بشأن النقود؟
لا ادري.
بيرت؟ سألت ايفدوكيا بشك وهي ترفع أحدى حاجبيها.
لا تنظري إلى بنظرة الشك تلك أقسم أنني لم أخبر هاري.
أخبرتي نايل أليس كذلك؟
لقد وعدني أنه لن يُخبر أحد.
إلهي بيرت! قالت ايفدوكيا وهي تضع يدها على رأسها.
أسفة.
لا بأس بيرت لا بأس، على أي حال كما اخبرتكِ سأقابله في الغد والآن لا ادري ماذا سأرتدي.
أعلم أن ما سأقوله قد لا يروق لكِ، لكن ماذا عن الذهاب للتسوق؟
لا أدري.
ايف لقد أخبرتكِ مئة مرة ألا تشغلي بالكِ بأمر النقود.
مئة وواحد الآن. اردفت ايفدوكيا وهي تقهقه.
ما رأيك أن نُعد العشاء سوياً؟
فكرة جيدة هيا بنا.
في صباح اليوم التالي توجهوا لشراء ثوب لإيفدوكيا، وكان شرط بيرت نظراً لأنها من سيدفع فيحق لها اختيار الثوب، فهي كانت تعلم ان ايفدوكيا ستختار الألوان الباهتة والتقليدية بينما بيرت ارادت اختيار شيء يُبرز جمالها.
ما رأيكٍ في هذا؟
لا يروق لي.
ماذا عن هذا؟ سألتها بيرت وهي تُمسك بفستان آخر.
إنه قصير للغاية.
ايفدوكيا لقد تعبت، كفى اعتراضاً!
انتِ تُحضرين ثياب غير مناسبة ثم توبخيني لأنتي أعترض!
جربي ذلك الثوب، وسنشتريه سواء إن راق لكِ أو لا.
إنه يبدو جيد. كان فستان باللون الأخضر الداكن، كان طويل حيث يصل إلى نهاية قدمها مع فتحة من الجانب تكشف عن ساقها مما جعل حركتها أسهل نظراً لإصابة قدمها، كان ذو حملات عريضة ويكشف عن ذراعيها بالكامل.
أريني، إلهي انه رائع! ليس فقط جيد يا مملة! اردفت بيرت لتبتسم ايفدوكيا في المقابل.
حسناً سنشتري هذا. اخبرت بيرت البائعة وقامت بإخراج بطاقتها الإئتمانية.
بيرت انه باهظ الثمن لنشتري شيء آخر.
اصمتِ ولو لمرة واحدة ايف!
حسناً.
في مساء اليوم التالي، ارتدت ايفدوكيا ثوبها الجديد وجاءت بيرت إلى الغرفة لتُساعدها في تصفيف خصلات شعرها ووضع القليل من مساحيث التجميل.
ماذا أخبرتي والدتك حينما سألت إلى أين ستذهبين؟
لقد أخبرتها أنني سأقابل هاري.
اوه حقاً! اردفت بيرت بحماس.
أجل، أخبرتها أنني اريد أن اشكره من أجل إحضاره الأموال من أجل أبي.
جيد، أنا حقاً محتارة بشأن لون الفستان الذي سأرتديه في حفل زفافكم. نكزتها ايفدوكيا في كتفها لتقهقه بيرت.
توقفِ! مازحتها ايفدوكيا وقد شعرت بحرارة في وجنتيها، هل حقاً مجرد قول الأمر على سبيل المزاح كافي لجعلها تتوتر بهذا الشكل.
حسناً أصبحتِ جاهزة. نظرت ايفدوكيا إلى نفسها في المرآة بدت جميلة للغاية، والأهم بدت مُشرقة. راضية عن ذاتها وعن مظهرها.
اشكركِ بيرت، لا ادري كيف كانت ستسير حياتي لو لم تكونِ جزء منها. ضمتها ايفدوكيا بحنان لتُبادلها بيرت العناق.
هيا ستتأخري.
في الواقع نحن لم نتفق على ميعاد محدد، لكن سأذهب وانتظره على أي حال.
حسناً، سأقوم بإيصالكِ بالسيارة وسأعود.
حسناً، لنذهب. نبضات قلبها تتزايد كلما اقتربت من المكان المحدد، لقد كانوا هنا سوياً منذ أكثر من شهرين وها هما ذا مجدداً لكن بداخلها تدعو أن يسير الأمر بشكل أفضل من المرة الماضية، لديها الكثير لتقوله لكن فجاءة تشعر بأن عقلها فارغ وان لسانها قد انعقد.
لقد وصلنا، إلهي ها هو ذا. اردفت بيرت لتلفت ايفدوكيا وتجد هاري واقفاً بقلق بالقرب من النهر. يرتدي بذلة رسمية كالمعتاد وإن لم تخونها عيناها فقد بدت بذلة سوداء، يتحرك إلى الأمام بضع خطوات ثم يعود مجدداً ويسير في الإتجاه الآخر، بدا كطفل صغير ينتظر أمه لتأتي وتقوم بتوبيخه على خطاء قد ارتكبه.
تمني لي حظاً جيداً. ودعت بيرت وغادرت السيارة، كانت الإضاءة خافته في ذلك المكان لكن القمر قد تكفل بإضاءة المكان بصورة جيدة، صوت خرير المياه ونسمات الهواء البارد التي جعلت ذيل فستانها يتطاير قليلاً، تسير بخطى بطيء. استشعر هو وجودها فتجمد في مكانه كتمثال. وكأنه قد نظر إلى داخل عين ميدوسا فتحول إلى تمثال، كانت فائقة الجمال. ترتدي ثوب بلونه المُفضل ولمعت عيناها قد خطفت قلبه وملامحها البريئة قد انسته العالم وكل ما حوله.
مرحباً هاري. كيف حالك؟
قبل أن تأتي أم الآن؟ سأل لتشعر بالهواء ينفذ من رئتيها تُحمحم وتنظر للجهه الآخرى بينما تعبث في سحاب حقيبتها الصغيرة.
لقد اردتُ. اردتُ التحدث إليك.
لا ادري ما الذي ستقولينه لكن. تحدث بنبرة متوترة وهو يُعيد خصلات شعره إلى الوراء، صمت قليلاً لتقول هي:
في الواقع لدي الكثير لأقوله.
أعلم انكِ على الأغلب مستاءة بشأن الأموال لكن.
اشكرك هاري، اشكرك بصدق من كل ذرة في قلبي على ما فعلته.
ماذا؟ سأل هاري بإندهاش شديد فلم يتوقع أن تكون ردة فعلها بهذا الهدوء قط.
أنا لستُ غاضبة منك كما تظن، لقد صُعقت في الواقع. لقد تشتت عقلي كثيراً لكن في النهاية لا يتوجب على فعل أي شيء سوى قول شكراً،.
لا داعي لذلك ايفدوكيا، أموالي. وأغراضي وكل شيء يتعلق بي في خدمتكِ متى كنتِ بحاجة إليها.
هذا نبل منك حقاً. لا أعلم إن كنت استحق كل هذا أم لا لكن.
انتِ تستحقين كل ما هو جميل في هذا العالم ايفدوكيا. اردف لتحمر وجنتيها وتزداد نبضات قلبها اضطراباً، لقد كان متوتراً هو الآخر لكنه حاول جاهداً ألا يُظهر ذلك.
ايفدوكيا أنا لستُ من أجاب على رسالتكِ.
ماذا؟ سألت بتعجب وهي تحاول استيعاب ما يقوله.
ايفدوكيا، لقد كانت أمي وزوجها على وشك الموت، كدتُ أن أخسر الشركة التي عملت جاهداً للحفاظ عليها لمدة سنوات. كل شيء كان ينهار ولم اجدكِ إلى جانبي. لقد كنت مستاء بشدة.
لكن. لقد حاولت الإتصال بك والوصول إليك بشتى الطرق لكن لم استطيع. وحينما اردتُ زيارتك لقد كُسرت قدمي كما ترى. تحدثت ببعض الإنفعال ثم أشارت إلى قدمها.
لقد علمت بشأن قدمك، أتمنى لكِ الشفاء العاجل. وعلمت ايضاً بشأن الرسائل، أعلم انني ربما انفعلت كثيراً لكنكِ لا تدرين كم كنت قلقاً. لم يقرب النوم من جفوني ومعدتي لم تقبل الطعام. لقد كنت في وضع سيء للغاية.
أنا اعتذر لأنني لم اكن إلى جانبك حينها. لكن بعد إصابة قدمي والرسالة تلك. شعرت بالغضب أنا ايضاً وقررت نسيان كل شيء.
هل كان أمر النسيان سهلاً بالنسبة إليكِ؟ تسأل هاري بنبرة قلقه ومهتزة.
لو كان كذلك لم اكن لأقف أمامك الآن. اردفت ليبتسم هاري تلقائياً. كلماتها قد بثت الأمل في صدره، تنهد براحة قبل أن يقول:
لنجلس مؤكد أن قدمك مازالت تؤلمكِ.
أجل قليلاً.
حسناً سأخبركِ بشيء ما. لكن حاولي ألا تغضبي كثيراً حسناً؟
سيرجع ذلك إلى ما ستقوله.
أنا لم أرسل تلك الرسالة، لم اكن لأفعل شيء كهذا قط. لقد كانت ماديسون. أوضح لتنتفض من مكانها وتُغادر مقعدها وهي تضحك بعدم تصديق.
لا مؤكد أن هناك خطأ ما.
لا ايفدوكيا، لقد ارادت استغلال الوضع. لكن لقد أخبرتها بكل صراحة أنها لا تعني لي أي شيء سوى مجرد صديقة.
هاري، أعلم أن ماديسون قد تفعل العديد من الأشياء السيئة وقد تقودنا للجنون لكن سرقة هاتفك وإرسال رسالة لتدمير علاقتنا؟ لا أصدق. تحدثت وهي تقهقه غير مُصدقة لما يقول.
لقد فعلت ايفدوكيا وقد تفعل المزيد والمزيد لتُنهي الأمر، هذا أمر واقع. لكنها على ما يبدو الآن انا قد شعرت بالندم وقد صارحتها بحقيقة مشاعري نحوها، لقد عادت علاقتنا إلى مجرد صداقة مجدداً.
لما في كل مرة احاول مسامحتها تفعل شيء يُفقدني صوابي؟ صرخت ايفدوكيا بغضب شديد وانهمرت دموعها التي لا تدري متى تجمعت في عيناها.
أنا حقاً أسف بشأن ذلك. قال ثم صمت لثوانٍ بينما مازلت تبكي ثم أضاف:
أعلم أنكِ تتألمين. وأن مشاعركِ مُستنزفة لكننا سنستطيع تخطي كل ذلك سوياً. تحدثت بنبرة حنونة وهدوء شديد.
الأمور تزداد سوءاً كل يوم هاري. وانتَ لم تكن هنا. لقد كان الأمر بشعاً.
ها أنا ذا، لن ابتعد مجدداً. لقد كانت الأمور مُعقدة في الفترة الماضية لكن كل شيء بدء في التحسن الآن.
أنتَ مُحق. أنا بخير الآن. نحن بُخير. تحدثت وهي تمسح دموعها بيديها وتتنفس بقوة وهي تحاول أن تهدأ، يُخرج منديل ورقي من أحدى جيوب بنطاله ويمنحها اياها.
اشكرك. قالت وهي تضحك ليبتسم.
بالمناسبة لقد أحضرتُ هذا لكَ. أخرجت من حقيبتها خاتم والده موضوعاً في سلسال مصنوع من الفضة.
لقد فكرتُ في أن ترتديه في عنقك. لتشعر بقرب والدكَ من قلبك وحتى لا تُضيعه مرة آخرى. لمعت عيناه واضطربت ملامح وجهه سعادة؟ صدمة؟ اشتياق؟ مشاعر مُختلطة قد اجتاحت قلبه. مد يده وهي ترتعش ليأخذ السلسال من يدها ويتأمل الخاتم، لقد شعر بأن روحه قد عادت إليه بعودة ذكرى والده.
ايفدوكيا أنا لم أشعر بسعادة كتلك منذ وقتاً طويل. لا أدري كيف يمكنني أن أشكركِ. تحدث هاري بصدق شديد وغلفت طبقة شفافة عيناه.
إنه شيء بسيط مقابل ما قمت به.
هذا لا يُقدر بثمن أو بأي شيء آخر. اردف وهو يبتسم والحماس ظاهر في عيناه كطفلاً حصل على لُعبة جديدة.
ساد الصمت في المكان لبضع ثوانٍ. تتأمل ايفدوكيا القمر وتستمتع بالنسمات الباردة بينما يتأملها هاري تارة وتارة آخرى ينظر السلسال الذي في يده.
ايفدوكيا اود أن اخبركِ بشيء ما، لا استطيع كتمانه أكثر من ذلك. توترت ملامحها والتفتت لتواجهه، يصمت لثوانٍ تمر كأعوام بالنسبة إليها ليتحدث اخيراً بأكثر نبرة صادقة قد سمعتها منه يوماً.
ايفدوكيا أنا ثملاً بُحبك، غارق في نظرات عينيكِ، لن أقدر على أخذ نفساً آخر بعيداً عنكِ. خرجت كلماته بإنسيابيه مُخترقة كل شيء حتى استقرت داخل قلبها. نبضات قلبها تزداد بشكل لا يُصدق. يدها ترتعش. تشعر أن قدمها ليست قادرة على حملها، كانت تعبيرها مندهشة بينما ينظر نحوها هاري بإنتظار. ينتظر أن تقول أي شيء. أن تأخذ أي خطوة.
أمسكت بيده وابتسمت ابتسامة واسعة.
أحبكِ ايف. كررها مجدداً. العالم من حولهم صامت. كل شيء هادئ. مشاعر مُختلطة لدى كلاهما. ينظر داخل عيناها ويرى انعاكسه ومعه لمعة، لمعة لا توجد سوى داخل عين العاشق، نظره لا ينظرها سوى عند النظر نحو نصفه الآخر.
أُحبكَ هاري. همست بها وهي لا تدري هل سمعها أم لا، لكنها قالتها لتُواجه نفسها بحقيقة الأمر. لقد وقعت في حبه.
وفجاءة يقطع هدوء الليل ولحظات الأمان صوت شخص يلهث وكأن انفاسه على وشك أن تنقطع أو أن رئتيه ستُنتزع من صدره، صوت خطوات حذاءه تصدح في المكان يركض بسرعة شديدة، رعشة تسري في جسد ايفدوكيا وصوت رجولي يصرخ:
إنها ملكي يتبعه صوت طلق ناري وصرخة أنثوية ولا شيء آخر...