قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية إلى تلك الرائعة أحبك للكاتبة رضوى جاويش الفصل الختامي

رواية إلى تلك الرائعة أحبك للكاتبة رضوى جاويش الفصل الختامي

رواية إلى تلك الرائعة أحبك للكاتبة رضوى جاويش الفصل الختامي

انطلقت ألة التنبيه معلنة قدومه لتهتف غفران فى سعادة لأطفالها: -ها قد أتى بابا..
قررا الاستقرار فى فيلا المزرعة بعد ان رزقهما الله بأربعة اطفال خلال اربع سنوات زواج لتكون المزرعة المكان المناسب لبقائهما على ان تظل غفران تعمل على صنع قوالب الحلوى التى زاد الطلب عليها كثيرا لجودتها، كانت تصنع القوالب فى المزرعة و يتولى يوسف نقلها معه صباحا فى طريقه للمقهى..

اندفع يوسف لداخل الفيلا فى لهفة لتهتف غفران من الداخل: - انتبه يوسف، الاطفال جميعهم ارضا، كن حذرا، تعامل كأنك جلفر فى بلاد الأقزام حتى لا تطأ قدماك احدهما سهوا..
قهقه يوسف وهو يتطلع الى أطفاله الذين جاؤوه حبوا والأكبر قد جاءه مهرولا يترنح فى مشيته و اخرجاء يجرى ليكون الأسبق فى استقبال ابيه حملهما و دخل الى المطبخ هاتفا: - ها انا ذا دون اى خسائر فى الأروح.

صرخت غفران لطفلتها التى كانت تجلس بالقرب منها تلعق ما تصنع: - كفى عن لعق العجين، لقد اكلت ما يعادل صنع كعكة كاملة حتى الان..
وصرخت من جديد وهى ترى طفلها الاخر الذى تسلل من بين ذراعى يوسف الذى كان يحمله لتوه يمسك بكيس الطحين ويفرغه على ام رأسه مستمتعا بغباره.

انفجر يوسف مقهقها و ترك الاطفال ارضا واقترب منها يحتضنها من الخلف محاولا تهدئه غضبها هامسا و هو يتحسس بطنها المكورة قليلة: - لا عليك، اهدأى..
و قبل هامتها فى محبة هامسا: - لقد اكدت على مجئ مربية لمساعدتك فى عبء الاطفال، هل انت سعيدة الان!؟.
هتفت رافعة ناظراتها اليه: - حقا!؟.

اكد بايماءة من رأسه مسترسلا: - نعم، ان مسؤولية الاطفال تزداد و انا بالمقهى نهارا و كذا دادة نوال التى ما عادت صحتها بقادرة على تحمل عبء مساعدتك فى تربية الصغار و اصبحت تقضى معظم الوقت فى العمل ببعض المهام البسيطة بالمقهى، لابد لك من احد يعتاده الاطفال حتى يحين ميعاد الوضع فلا نكون فى قلق بشأنهم، أليس كذلك!؟.

اومأت برأسها ليهمس وهو يشاكسها: - اما الان، فدعينى اساعدك فى تنظيف تلك الفوضى ثم مهرجان الاغتسال للجميع..
قهقهت دون ان تعقب ليقترب من وجهها لاعقا بعض من عجين علق به هامسا و هو يتذوقها فى همهمات مستحسنة: - راااائعة..
هتفت متسائلة: - تقصد عجين الكعكة!؟
اكد وهو يغمز لها بعينه حاملا أطفاله للأعلى: - بل صانعة الكعكة..

واطلق قبلة فى الهواء ناحيتها قبل ان يختفى اعلى الدرج لتبدأ هى فى تنظيف المكان وقهقهات الصغار بحوض الاستحمام تصلها منتشية فى سعادة..
انتهت من التنظيف اخيرا وانتهى هو بدوره من كرنفال الاغتسال الذى كانت تسمعه بموضعها وخبا صوته فجأة فعلمت أنه بحجرة الصغار البعيدة بعض الشئ عن الدرج الذى اعتلته لتصل اليها مطلة برأسها لتراه ممددا يحتضن صغاره الأربع كلهن تقريبا على صدره و معدته و بين ذراعيه..

رأها فابتسم و بدأ يترنم بأغنية طفولية جميلة كان أطفاله يعشقونها حتى ان الأطفال ما ان بدأ في إنشادها حتى بدأوا في الاستفاقة وقفز اكبرهم يرقص في سعادة قهقه يوسف لأفعال صغاره و عاد للإنشاد من جديد: -
مرة في حينا زارنا فيل ظريف
برفق قال لنا ليس هنالك ما يخيف
نحن الخير بطبعنا لا نرضى ظلم الضعيف
لا يحيا بيننا الا الانسان الشريف.

نظرت غفران اليه شذرا هاتفة: - هل من الممكن تغيير الأنشودة اللطيفة من فضلك!؟.
هتف يوسف وقد بدأ في التقافز مع صغاره: - لما يا اميرة البهار!؟.
هتفت بغيظ و هى تشير إلى جسدها الممتلئ و بطنها المنتفخ: - لان اميرة بهارك أصبحت اشبه بسيدة القلوب، و أنت تزيد الطين بلة و تغنى للفيل، اشعر ان بالأمر سخرية مبطنة..

قهقه يوسف وهو يحملها بين ذراعيه يؤرجحها وهو لايزل يغنى للفيل الظريف وأطفاله في نشوة تامة يتمايلون ليهمس بالقرب من أذنها: - احبك يا سيدة القلوب..
انفجرت ضاحكة و بدأت في الأنشاد بصوت عال برفقته ليزداد الأطفال نشوة وتنقلب الغرفة إلى قاعة للغناء..

دوت صرخات الطفل لتنطلق الزغاريد فى فرحة لتخرج الممرضة تنبأهم بالخبر السعيد الذى أعلن عن نفسه مسبقا، و تطمئنهم على صحة الام..
انتشى يوسف وهو يحمل طفله بين ذراعيه لا يصدق انه اصبح ابا للمرة الخامسة على التوالى..
هتف الجميع حوله مهنئين، انحنى فى سعادة مكبرا فى اذن طفله مستمتعا بتلك التثاؤبات الصغيرة المنطلقة منه، والتى جعلت الدمع يترقرق بعينيه..

انه اصبح ابا لخمسة من الصغار وتلك الرائعة التى يعشق هى امهم، خرجت لتوها من غرفة العمليات ليترك الطفل بين ذراعى نوال و يندفع بجوار السرير حتى غرفتها، لم يدع احدهم يمسها بل رفعها فى رفق و وضعها على فراشها و دثرها فى حنو فى انتظار إفاقتها، و لم يدم انتظاره طويلا بل سمع همهماتها تعلن قرب استيقاظها، اقترب منها و جلس على طرف الفراش ممسدا على رأسها هامسا فى لين: - حمد لله على سلامتك يا رائعة..

رفرفت برموشها فى بطء واخيرا فتحت عينيها هامسة: - هل تم الامر!؟.
ابتسم يوسف مجيبا: - نعم، تم الامر بكل نجاح ونتج عنه اميرا يشبه الأحلام، رائعا وورديا..
ابتسمت رغما عنها لتشبيهه لينحنى مقبلا ظاهر كفها فى سعادة..
اندفع الجميع لغرفتها كل يحمل طفلا من أطفالهما..
امتلأت الغرفة بالصغار من كل حجم و سن، اكبرهم فى الخامسة و أصغرهم عمره ساعة بالضبط ينام الان بين ذراعى امه حيث أحضرته الممرضة منذ قليل..

كانت الغرفة اشبه بغرفة احدى الحضانات صراخ من هنا و بكاء من هناك و الكبار لا حول لهم ولا قوة يحاولون جاهدين السيطرة على ذاك الوضع و اخيرا، قررت نوال اخذ الصغار حتى يتسنى لغفران الراحة و تبعها منير و هناء بصحبة طفليهما..
ساد الهدوء من جديد ليتنهد يوسف فى سعادة: - صرت ابا لخمسة اطفال انتِ امهم غفران..

انحنى مقبلا جبينها و ما ان هم بالابتعاد قليلا حتى تشبثت هى فى سترته تقرب وجهه من وجهها هامسة و هى تجز على أسنانها: - انت سعيد هااا!؟، و ماذا عن جسدى الرشيق الذى اصبح اشبه بجسد مقطورة..
كتم قهقهاته باعجوبة و همس بدوره متطلعا لعينيها: - رجل ضخم مثلى لا يناسبه الا قيادة المقطورات، صدقينى تلك ميزة رااائعة..
جزت على أسنانها اكثر هامسة بوعيد: - انت لن تكف اذن عن طلب المزيد من الاطفال!؟.

شعر ان عليه اعطائها وعدا ما فهتف مؤكدا: - بلا سأفعل..
و انتظر قليلا وهمس ببراءة مقتربا من وجهها ناظرا لعينيها فى مشاكسة: - أعدك سأفعل، بعد ان نتم نص دستة الأشرار، اقصد الاطفال التى لدينا..
اخذت شهيقا قويا و أطلقته فى نفاذ صبر هاتفة: - يووسف، الى الخارج الان فأنا ارغب فى النوم قليلا، اخرج قبل ان ارتكب حماقة تكلفك الكثير..

نظر اليها وابتسامة على شفتيه و مد كفه فى هدوء واخرج قطعة من الشيكولاتة كان يحملها دوما بجيب سترته، كانت تلك الوسيلة الأكيدة والفعالة لامتصاص غضبها، مد كفه بها لتتمنع هى قليلا و اخيرا تمد كفها تتناولها فى شهية و استمتاع جلبت القهقهات لحنجرته ليقترب منها فى سعادة هامسا: - هل انت راضية الان!؟
اومأت فى سكينة بالإيجاب ليهمس مجددا فى عشق: - احبك كثيرا..

تطلعت اليه فى كأبة هامسة: - وانا بهذا الشكل و بعد انجاب خمسة اطفال!؟.
اكد فى إيماءة هامسا: - و لو بعد مئة طفل، انت رائعة و ستظلين، يكفينى انك ام اطفالى..
اقترب منها فى شوق لتهتف به متعجبة: - يووسف، نحن بالمشفى!؟.
قهقه مؤكدا: - اخذنى الحماس لإكمال النصف دستة، لابأس، ان غدا ناظريه لقريب..
قهقهت غفران بدورها: - انت لن تستسلم ابدااا حتى ننجب قبيلة تكون زعيمها، يا ابا الريش..

قهقه بدوره و اقترب يلثم جبينها هامسا فى عشق: - قبيلة بلون الحلم، يا حقيقة أضحت اروع من احلامى، ايتها الرائعة، أعشقك..
ألقت رأسها على كتفه ليضمها الى ذراعيه لتعود الى حيث موضعها الأمن منذ خلق الله الارض و من عليها، تعود لمستقرها و مستودعها بين أضلعه..

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة