قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية إلى تلك الرائعة أحبك للكاتبة رضوى جاويش الفصل الثالث عشر

رواية إلى تلك الرائعة أحبك للكاتبة رضوى جاويش الفصل الثالث عشر

رواية إلى تلك الرائعة أحبك للكاتبة رضوى جاويش الفصل الثالث عشر

دخل الى الحمام يسحب قدما خائرة القوى فقد شعر ان روحه تلك التى تنهار دعائمها فى بعادها هى التى تنوء الان بحمل ذاك الجسد، لكنه بث فى نفسه القوة فقط لاجلها، وقف امام المرآة يتطلع الى وجهه الذى ظن انه قد نسى ملامحه منذ امد بعيد، مد كفا مرتجفة الى شاربه و لحيته الغير مهذبة و امتد كفه ليزيح عن خصلات شعره ذاك الشريط المطاطى الذى كان يضمها لتنفلت على كتفيه، اطال النظر من جديد و اخيرا، بدأ فى خلع ملابسه قطعة بعد قطعة و ألقاها جانبا و فتح خزينة الحمام فوق الحوض و اخرج مقصا و بدأ فى تهذيب لحيته و شاربه و امتدت يده ليتخلص من خصلات شعره فى ضربة مقص واحدة، ثم بدأ بعدها فى تهذيبه ليقف بعدها تحت شلال قوى من المياه تمنى لو يصل ذاك الماء الطهور لجذور روحه ليزيل ما علق بها من أدران و يمحو ما ترسب بين حناياها من سوء و ظلمة..

انتهى و خرج فى اتجاه غرفته ارتدى ملابس جديدة طاهرة وتطلع الى مصلاها التى تركها جانبا قبل ان يتوجه للحمام، مد كفه اليها و ضمها من جديد و هو يعود ادراجه الى حجرتها التى اصبحت ملاذه الان من كل ماضيه الذى يتعقبه و الذى يحاول جذبه الى مستنقعه المعتم من جديد لكنه يأبى و يتمسك بالمكوث بغرفتها مستشعرا أمانا عجيبا كانما حجرتها محصنة بغلالة مطهرة تجعل كل خواطره و أوجاعه تتراجع متقهقرة و تقف على أعتابها غير قادرة على الولوج اليه..

مد المصلى امام موضع وقوفه وتطلع لموضع القبلة التى أدركها يوم ان فتحت له الباب فوجد مصلاها مفرودا بهذا الاتجاه و ارتجفت أوصاله فى خشوع لا يعلم من اين أتاه و بدأت الدموع فى الظهور بأحداقه و اهتزت جوارحه و ما ان رفع كفيه مكبرا تكبيرة الإحرام للدخول فى الصلاة حتى شهق فى قوة وما عاد باستطاعته المكوث منتصبا على قدميه فسقط على ركبتيه داعيا فى وجل: - أعدها يا آلهى، أعدها ارجوك، اعلم ان دعاءى قد لا يكون مستجابا فقد عصيتك كثيرا و ابتعدت عن طريقك كثيرا، لكن ارجوك ان كنت تعاقبها لقربها منى، فأرحمها فلا ذنب لها و سأبتعد عنها، سأفعل صدقنى لكن دعها تعود و لتكن بخير اى كانت، احفظها كما حفظتك هى دوما بقلبها، احفظها يا رب و ليكن ما يكون بعدها..

شهق من جديد و رفع رأسه يحاول التطلع للسماء متضرعا غير قادر على التفوه بحرف واحد فقد اصبحت حروف الأبجدية جميعها غير كافية للتعبير عما يجيش بصدره و ما ان هم بالنهوض حتى سقط ناظره على شئ ما يتوارى خلف احد ارجل فراشها..

اندفع فى سرعة يستطلع ما يكون فإذا به جوالها، كاد يطير فرحا فقد كان يعتقد ان هاتفها بحوزتها رغم انه غير مشحون كما أخبرته هناء فهى لم تكن تفارقه ابدا لانه يذكرها بمواقيت صلاتها لكن يبدو انها نسيته هنا، نهض على عجل باحثا عن شاحنه وما ان وضعه به لعدة دقائق مرت عليه كدهر حتى أعلن الهاتف اخيرا قدرته على العمل فبدأ يبحث على صفحته بكف مرتعش عن اخر الأرقام التى اتصلت بها، فلم تكن الا أرقامهم جميعا، بحث فى الاسماء المحفوظة ليجد اسماءهم ايضا، كاد يفقد الأمل الا ان ذاك الرقم المحفوظ ببضع احرف لا اسما كاملا قد استرعى انتباهه، داس ذر الاتصال و وجيب قلبه وصل ذروته..

رد الجانب الاخر فإذا به صوت امرأة، هتف فى تعجل متهورا: - ارجوكِ، لو لديك علم بمكان غفران، دلينى عليه، ارجوكِ..
هتفت المرأة فى اضطراب: - لا اعلم احد بهذا الآسم..
و اغلقت الهاتف فورا...
تعجب من امر المرأة كيف لا تعلم عنها شيئا و رقمها محفوظ على هاتف غفران بتلك الأحرف العجيبة.!؟، ان فى الامر سرا و لابد ان يعرفه حتى يستطيع الوصول لمكانها مهما كلفه الامر..

زرع الغرفة ذهابا و ايابا يفكر ما عليه فعله و قرر ان يتصل بتلك المرأة من جديد فهو على يقين ان مفتاح لغز اختفاء غفران الغامض ذاك مع تلك المرأة لامحالة..
اندفع باتجاه الهاتف يهم بالاتصال بها الا ان الهاتف اهتز مظهرا رقمها على شاشته ضغط ذر الإجابة فى لهفة هاتفا: - ارجوك، انا..
قاطعه صوت المرأة هامسا يوحى.

بالذعر: - انا آسفة لإغلاق الهاتف بهذا الشكل، كان بجوارى احد لا أريده ان يعرف علاقتى بك، ألست يوسف!؟.
هتف يوسف فى تعجل: - بلا انا هو، اين غفران!؟.
هتفت نوال هامسة متطلعة حولها فى اضطراب: - انها هنا، بالمزرعة، لقد ابتعدت بقدر كاف حتى أستطيع التحدث معك بحرية و اخبارك كل شئ..
هتف يوسف متعجبا: - اى مزرعة!؟.

هتفت نوال على عجالة: - مزرعة ابيها، سالم الناجى، ارجوك لا مجال لسرد تفاصيل الان، الامر خطير، ان عمها سيتم الليلة زفافها على خطيبها المزعوم..
نهض يوسف صارخا: - زفاف!؟.
اكدت نوال: - نعم زفاف، بعقد زواج باطل من الاساس، لقد هربت غفران قبل عقد القران و قد جعل احدى الخادمات تحل محلها و تزيل العقد باسم غفران، انه يتاجر بها كسلعة من اجل دين له عند نادر ذاك و ابيه، بئس العم..
هتف يوسف صارخا: - الحقير..

ارجوك تحرك فورا وتعال لانقاذها من بين ايديهم، لقد حكت لى عنك الكثير، و انا اتوسم بك خيرا، انها وحيدة و ليس لديها احدا، ارجوك..
انتفض يوسف مؤكدا: - كيف يمكننى الوصول اليها!؟، أرسلى عنوان تلك المزرعة و سأكون هناك و اقسم لك بأن لا ادع مكروها يمسها و لو كان الثمن حياتى..
شهقت نوال باكية و أنهت المكالمة على عجل بعد ان أرسلت له عنوان المزرعة.

اندفع يوسف يخبر هناء و منير بتغيبه و ما كان من امر نوال، و اخيرا اعتلى دراجته البخارية و اندفع بها فى محاولة مستميتة ليصل فى الوقت المناسب قبل ان تصبح ملكا لغيره و هذا ما لن يسمح به ابداااا..

وصل عند حدود المزرعة ليجدها مدججة بالرجال يحاوطونها من كل جانب، قرر التعامل و ليكن ما يكون الا ان صوتا رفيعا همس بالقرب من موضعه: - هل انت يوسف!؟.

اومأ مؤكدا ليشير اليه الطفل ليتبعه داخل حقل من الذرة التى استطالت حتى اختفى الطفل تماما بين عيدانها فما كان من يوسف الا الانحناء مجتازا ذاك الحقل
خلف الطفل حتى يختفى عن الأعين بدوره
همس الطفل فى نبرة واثقة تعطيه سنا يجاوز سنوات عمره التسع: - لقد ارسلتنى الخالة نوال لاصطحابك فكن متيقظا خلفى حتى لا تتعثر او تضل..
ابتسم يوسف مؤكدا: - لا تخف، انا متيقظا تماما، لكن الى اين تأخذنى!؟.

اكد الفتى فى نزق: - الى حيث غرفة الانسة غفران، سأشير لك على موضع شرفتها وارحل قبل ان يكتشف وجودى احدهم، فرجال عمها لا يرحمون..
تنهد الفتى زافرا و قد توقف اخيرا وهو يهمس مشيرا لموضع ما: - ها هى شرفة غرفتها، سأذهب انا الان، بالتوفيق..
غاب الطفل و تبخر فى لحظات و كأنه لم يكن موجودا من الاساس..
تطلع يوسف لشرفة الغرفة التى كانت تعلو عن الارض مسافة لا بأس بها..
همس فى نفسه: - يا رب يسر..

وبدأ فى تسلق الشجرة بحذر حتى بلغ ارتفاعا موازيا لسور الشرفة فتعلق به فى استماتة وجاهد لثقل وزنه حتى دفع جسده بكامله داخل حدود الشرفة، زفر فى راحة و توجه فى حرص منحن الرأس باتجاه باب الشرفة يحاول دفعه ليفتحه حتى لا يدرك وجوده احد الحراس المنتشرين هنا و هناك و الذى ان حاول احدهم رفع ناظريه قليلا باتجاه شرفتها لاستطاع اكتشاف وجوده..

تنهد حامدا الله عندما ادرك ان زجاج نافذة الشرفة مشرع فبدأ فى دفعه ببطء متطلعا الى داخل الحجرة باحثا عن محياها فى لهفة و شوق يكاد يقتله، كاد يهمس باسمها مناديا من فرط افتقاده لرؤيتها بهذا الشكل الموجع الا انه تنبه لخيالها الذى كان يغيب فى سجود مطول خلف أعمدة فراشها على الجانب الاخر من الغرفة..

دخل لقلب الغرفة متسللا فى حذّر، ليسمعها تشهق فى حزن باكية متضرعة بنبرات هزها الوجع: - يا الهى الى من تكلنى، الى غريب يتجهمنى ام لقريب ملكته امرى، يا رب، وكلتك حالى و فوضته اليك، لا سند إلاك و لا نجاة الا بعونك و لا ملجأ الا لركنك، اغثنى يا الهى، و احفظنى بحفظ يليق بعظمتك..

فاضت عيناه لوجعها رغما عنه و كاد ان يظهر لها نفسه و يكشف عن وجوده لولا تلك الطرقة المتعجلة على الباب والتى جعلته ينتفض مسرعا بدوره مختبئا خلف احدى الخزائن..
اندفع نادر داخل الغرفة و اغلق الباب خلفه فى صفاقة لتنتفض هى فى مواجهته هاتفة فى نبرة أودعتها كل حنقها و
ضيقها: - ما الذى دفع بك لدخول حجرتى بهذا الشكل الصفيق!؟.
هتف نادر ساخرا: - انت زوجتى غفران، اونسيتِ ذلك!؟.

و اقترب فى هوادة يتطلع اليها فى مجون هامسا: - يبدو ان على تذكيرك..
ما ان هم بوضع كفه عليها حتى كانت كف يوسف هى الأسرع لتسقط على مؤخرة رأسه بقوة جعلته يترنح ليسقط بعدها غائبا عن الوعى ليدفعه يوسف بعيدا عن طريقه اليها..

تطلعت غفران الى يوسف فى صدمة و اخيرا شهقت فى سعادة باكية و على شفتيها ابتسامة متناقضة تماما مع ذاك النحيب الموجع، اقتربت مسرعة منه و توقفت امامه مباشرة متطلعة اليه تتشرب ملامحه و قسماته كلها و لازالت على بكائها الحار غير مصدقة انه هنا و انه أنقذها من ذاك الاحمق، شعرت برغبة رهيبة فى الارتماء بين احضانه و ان تلوذ به ليخفيها عن كل العالم، ان ذاك الأمان الذى تعلم انها ستجده هناك بين ذراعيه يناديها لتلبى ذاك النداء الذى هى احوج ما يكون اليه، لكنها وقفت كالمسمار ما استطاعت الا احتضانه بنظراتها التى كانت تجرى بلهفة على كل تفصيلة و لو صغيرة من ملامح وجهه التى اشتاقتها حد التهلكة..

اما هو فقد كان يحذو حذوها يتشرب ملامحها بنظرات عطشى لمحياها، يتمنى لو يجذبها بين ذراعيه ليستشعر ذاك الفيض من النورانية و الطهر الذى يغمره فى حضرتها..

ما عادت قادرة على الوقوف على اقدامها التى أضحت كالهلام لصدمتها فسقطت على ركبتيها تئن كانما اقدامها، انحنى بدوره قبالتها حتى أضحت هامتها المنكسة تلك فى محازاة صدره، ياالله، لكم يقاوم رغبة مهلكة الان فى ان يخبئها بين أضلعه حتى لا يكن لها موضع اخر الا هناك..
همس محاولا التغلب على تلك الحشرجة المتأثرة التى كست نبرة صوته الاجش: - غفران..

رفعت رأسها اليه فهى المرأة الاولى التى ينطق اسمها بهذا الشكل، اطلق سبابا فى نفسه و أشاح بناظريه عنها و هى تتطلع اليه بتلك النظرات التى تفقده صوابه و همس من جديد: - علينا الرحيل من هنا..
اكدت و هى تشير لجسد نادر المتكوم بالقرب: - لكنى لازلت زوجته، اقسم انى لست كذلك، انا لم اتزوجه، فقد هربت قبل اتمام مراسم عقد القران و ذاك الإمضاء ليس إمضائى..

اكد فى ثقة: - اعلم ذلك، و انت لست زوجته مهما حاول إثبات ذلك، لانك، زوجتى انا..
هتفت غفران فى صدمة: - زوجتك!؟، انااا..
هتف يوسف يشاكسها ليقلل من صدمة الموقف: - اعلم انك فى قمة سعادتك لانك اصبحت زوجة رجل مثلى، ذاك كان حلم صعب المنال، بالمناسبة، عليك ان تكونى شاكرة و ممتنة..
هتفت فى غيظ رغم انها لاتزل تنتحب: - شاكرة و ممتنة لمن!؟، لك..!؟.

هتف فى نبرة صادقة و نظراته تحتضنها فى عشق: - بل لله، فلقد ارسلنى اليك فى الوقت المناسب لانقذك من ذاك الاحمق، لأكون استجابة دعاءك الحار و تضرعك الخاشع، لأعلم بعد ان غالبت قلبى كثيرا انك انتِ تلك الإشارة التى ارسلها الله الي حتى اعود الى دربه من جديد..
هتفت مبهورة: - انااا...
هتف: - نعم انت..

غاب فى محياها الذى يعشق للحظات و اخيرا انتفض هاتفا متعجلا: - اسرعى الان و لتأتى خلفى لانه حان وقت المواجهة..
نهضت تتبعه و هو يندفع فى اتجاه باب الحجرة ليفتحه على مصرعيه و يهبط الدرج ليصبح فى قلب بهو الفيلا وهى خلفه تحتمى به تنظر الى موضع جلوس عمها من خلف ذراعه و الذى نهض مذعورا ما ان رأى يوسف يقف بهذا الشكل المتحدى بقلب فيلته والتى دخلها دون ان يأذن له احدهم..

انتفض عمها هاتفا: - من انت!؟، و ماذا تفعل بقلب منزلى!؟، سأبلغ الشرطة فورا..
هتف يوسف ساخرا: - نعم، و بسرعة رجاءً، فهناك شخص نريد الابلاغ عنه فورا، شخص خان الامانة التى وضعها اخوه بين يديه و قرر الاتجار بها كسلعة بسبب أطماعه و نزواته..
توقف العم مبهوتا و هتف فى غضب: - عماذا تتحدث أيها الاحمق!؟.

هتف يوسف فى حنق: - عن ابنة أخيك التى بعتها لذاك المغفل بالأعلى كصفقة رابحة مقابل دين لك عند والده، أليس كذلك!؟.
هتف العم: - و ما شأنك انت بكل هذا!؟، انت..
قاطعه يوسف هاتفا فى ثورة: - انا زوجها، زوجها قبل ان تعقد قرانها المزيف ذاك على زوجها المزعوم، لقد هربت غفران يوم عقد القران لتأتى الي مستجيرة من ظلمك وهذا يعنى ان ذاك العقد باطل، و انت و شريكك السجن موضعكما الطبيعى..

هتف العم مبهوتا: - هذا كذب و محض افتراء، ما الذى يثبت ما تقوله..!؟.
كان يوسف يعلم ان ذاك السؤال ات لا محالة فدفع بكفه الى داخل سترته و اخرج ورقة مطوية دفع بها الى كف عمها مؤكدا فى ثبات: - ها هو عقد زواجنا العرفى، مكتمل الأركان، و بتاريخ سابق كثيرا عن تاريخ عقد القران..

هتف عمها فى ثورة: - سأزج بها الى السجن بجريمة الجمع بين زوجين، و سأكون انا العم المسكين الذى احسن الى ابنة اخيه دهرا و هى لم ترد له الجميل الا بخسة و ندالة..

ابتسم يوسف ساخرا: - ليس بهذه السهولة، و خاصة لو لدينا شاهد يثبت ان من وقع عقد القران هو تلك الخادمة التى أجبرتها على ارتداء ثوب زفاف غفران و انتحال شخصيتها امام المأذون و المدعوين و بعدها اكملت التمثيلية البلهاء بسقوط الخادمة مغشيا عليها لينفض السامر بأعتذار عن إكمال الحفل لمرض العروس المفاجئ..
هتف عم غفران صارخا: - اى شاهد!؟، من تقصد!؟.

اندفعت نوال من على اعتاب البهو صارخة: - انا يا سميح بيه!؟، لقد نسيت وجودى فى غمرة اشغالك، نسيت انى كنت هنا يومها و رأيت كل ما حدث و انا الوحيدة التى كانت تعلم ليلتها ان غفران قد اختفت و رأيت كل تفاصيل تلك الليلة المشؤمة و لن اصمت بعد الان و سأخبر الجميع بما فعلته يومها و الذى كنت اظنه انا مدارة لفضيحة العائلة و التستر على ما جنته غفران بعد هروبها الغير مبرر ذاك، لكن بعد كل ما عرفته فلن اقف مكتوفة الايدى و سأفعل كل ما فيه صالح غفران و لو كلفنى روحى..

وقف سميح مصدوما لا يستطع التفوه بحرف جراء ذاك السيل المتدفق من الحقائق و المفاجآت التى لم تكن بحسبانه لقد اعتقد ان اخر مشاكله ستنتهى برجوع غفران و اتمام زواجها على نادر، لكنه كان واهما، فذلك كان بداية المعاناة كما يرى الان..

اندفع نادر من اعلى الدرج بعد استفاقته باتجاه غفران صارخا: - لن اتركك، لن أدعك لغيرى مهما حدث، هذا الاحمق، واشار لعمها مستطردا فى نبرة هستيرية توحى بانه على وشك فقدان عقله: - لم يكن يدرك ان ذاك المأذون حتى لم يكن مأذون حقيقى..

وأنفجر ضاحكا مصاحبا بشهقات الجميع فى صدمة ليكمل نادر مترنحا: - كل ما اردته هو الحصول عليك بأى ثمن، لكن ليس لدرجة الزواج بكِ، و لما على الزواج من امرأة ذاك الحقير عمها و الذى كان على استعداد تام لتقديمها كوليمة لمن يدفع اكثر..
اندفع نادر فى اتجاهها محاولا التهجم عليها هاتفا فى صوت كالرعد: - انتِ لى، و ستصبحين لى، فأنا لا اترك شيئا اشتهيه و لا احصل عليه مهما كان الثمن.

وقف يوسف مسرعا فى المسافة الفاصلة بين ذاك الاحمق وبين غفران وبدأ فى تسديد اللكمات لوجه نادر فى غضب ثمنا لكل تلك الكلمات القذرة التى نطقها فى حقها حتى سقط نادر ارضا مدرجا فى دمائه التى انفجرت من مواضع مختلفة بوجهه..

كاد الامر ينتهى على ذلك و يوسف يجذب غفران خلفه راحلين لولا ان اخرج نادر سلاحه النارى من جيب سترته الداخلية و وجهه فى اتجاه غفران هاتفا فى غل: - اذا لم تكونى لى فلن تكونى لغيرى ابدا، وداعا...
واطلق النارعدة طلقات فى اتجاهها و التى استرعت انتباه الحرس بالخارج ليدخل للفيلا ليسود الهرج و تعلو الصرخات الملتاعة..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة