قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل الخامس

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل الخامس

رواية إغواء قلب للكاتبة ميرا كريم الفصل الخامس

دلفت الى قصره وهي تطالع المكان برهبة قوية فقلبها اللعين يكاد يسقط من الذعر.

لما هي مقبلة عليه لتسير ببطء تقدم ساق وتأخر الأخرى بتردد وهي تلملم ذيل فستانها الذي يعيق حركتها استندت على الحائط في زاوية منعزلة بعيد عن الزحام ووضعت يدها على خافقها محاولة تهدئة روعها ليلفت نظرها الأنوار المنطلقة في السماء ووهجها المعكوس على بركة السباحة الخاصة بالقصر لتبتسم بانبهار و تخطو نحو البركة لكي تستمتع بذلك المنظر الخلاب عن قرب، ظلت شاردة في السماء بضع دقائق حتى تذكرت ما أتت من أجله لينتابها التوتر من جديد وتهمهم لنفسها: اففف بقى انا مالي خايفة كده ليه!

لترد مستنكرة على ذاتها: ومخافش ليه ده اسمه لوحده يرعب صقر العزازي يعني من قلة الأسامي يسموه صقر، ايه صقر ده ولا كمان انا ناقصة لاخمه، الزفت أكمل جايبلي فستان بذيل مش عارفة اتحرك بيه، لتزفر بسأم وتستدير كي تدخل وتلقى مصيرها ولكن دون أن تتنبه خطت على ذيل فستانها وتعلق بكعب حذائها وفي لمح البصر انزلقت قدمها وسقطت داخل بركة السباحة لتصرخ مستغيثة وهي تحاول تلتقط أنفاسها من تحت الماء فهي لاتجيد السباحة بتاتًا.

أما عنه.

كان ينفث دخان سيجاره بتريث قاصدًا استرجاع موده من جديد الذي أفسدته والدته بتحكماتها الصارمة، فقد تنهد بضيق وهو يدهس سيجاره الملتهم بطرف حذائه حين لفت نظره تلك الحسناء بردائها الأسود اللامع، ابتسم بتعجب وهو يطالعها تحدث الفراغ، ثم فضوله دفعه يستمع لها ويطالعها عن قرب وكاد أن يخطو نحوها ولكنها انزلقت أمام عينه كدفشة ثقيلة داخل البركة ليركض إليها بعد ما نزع سترته وألقاها ارضًا وقفز داخل الماء ينتشلها بين أحضانه هاتفًا: متخافيش، متخافيش.

ظلت تدفش المياه بوجهه وتصرخ دون انقطاع ليفلت يد من حولها ويثبت رأسها أمام وجهه ويده الآخرى ممسكة بها ويقول بنبرة مطمئنة: قولتلك متخافيش هطلعك بس اهدي، اهدي.

هزت رأسها عدت مرات متتالية وتعلقت بعنقه بخوف ليسبح بها الى حافة المسبح ويحملها ويصعد بها وهي مازالت متشبثة به جلس بها على ركبتيه بالأرض دون أن ينبت ببنت شفه و ظلت أنفاسها متلاحقة بين أحضانه لوقت قليل إلى أن استعادة توازنها وهدأت و لكن شعور غريب احتلها وقشعريرة دبت بكافة جسدها حين استمعت
لصوته الهادئ الرخيم يسألها بهدوء: بقيتي احسن!

رفعت عيناها إليه تزامنًا مع إطلاق الألعاب النارية التي انعكس بريقها على لآلئها الساحرة لتتسع عينه بغير تصديق هل من الممكن انه يهيئ له!
ظلت نظراته جامدة عليها دون وعي وكأن عقله مغيب بها لا يصدق وجودها، إلى أن شهقت هي بفزع بعد ما أدركت جلوسها بأحضانه ونفضته عنها بقوة حتى أنها سقطت على الأرض متألمة، ولكنها تحاملت على نفسها ونهضت تتمسك بظهرها و تطالعه بشراسة هادرة:
أنت أزاي تمسكني كده يا بني آدم أنت.

قال هو بهدوء: اهدي محصلش حاجة انتِ كنتِ بتغرقي
ردت فتون بتلقائية: برضو ده ميدكش الحق تعفس فيا كده
انتابه صدمة عارمة من لفظها الفج لينهض بعصبية و يشهر إصبعه بوجهها هادرًا: انا معرفش انتِ بتتكلمي عن ايه وبعدين انتِ اللي فضلتي مكلبشة فيا
لتقول فتون ساخرة: وانا هكلبش فيك ليه يا بتاع انت انا بس كنت خايفة اقع.

رفع صقر حاجبه بغيظ فهي تجاوزت حدودها معه وهو لا يقبل بالتجاوزات لذلك قال بصوت منفعل: انا غلطان، كنت سيبتك، وقعدت اتفرجت عليكِ بتغرقي انتِ ولسانك ده اللي عايز قصه
ليلتفت ويغادر ويتركها تتطلع لأثره بغيظ
وبعد أن تداركت الموقف.

شهقت بالبكاء وهي تتطلع لثوبها المبتل وشعرها الذي تهدل أثر الماء ثم لعنت حظها العسر الذي يوقعها دائمًا في المتاعب، انتابتها رجفة قوية نخرت عظامها وهي تتذكر وعيد أكمل فهو لن يتهاون عن عدم حضورها وسيعاقبها بشدة احتضنت نفسها وحاولت لم اطراف ثوبها بتخاذل حتى شعرت بشيء دافئ يضع على منكبيها رفعت عيناها له مستغربة وهو يحاول وضع سترته عليها فقد عاد أدراجه عندما استمع لنحيبها ليتسائل بصوت مازال يحمل بقايا حنقه منها: تحبي ابعت حد يوصلك.

هزت رأسها بنفي واجابت: لا معايا عربية
لتضم سترته حولها بقوة وهي تعض على شفتيها السفلية بحرج من ما تفوهت به سابقًا
ليلعن هو تحت انفاسه بخفوت وعينه تنحصر على شفتاها فماذا حدث له فهذه المرة الاولى الذي ينتابه شعور كهذا وتلك ليست طبيعته بالمرة، نفض افكاره العابثة بعيدًا و تصنع اللامبالاة واستدار قاصد المغادرة ليستوقفه قولها بخفوت وهي مطرقة الرأس: شكرًا.

دون أن يلتفت رفع كفه ولوح لها بلا مبالاة وابتعد في طريقه إلى السلم الخلفي الذي يؤدي الى غرفته مباشرةً لتتطلع لآثاره بغيظ وتهتف:
مغرور اوي مستكتر يرد عليا وانا اللي شكرته واديته أهمية، غبية
تنهدت بضيق وهي تخطو خارج القصر قاصدة سيارتها الصغيرة التي أعطاها لها أكمل وهي تتحسر على خطته التي افسدتها عليه غافلة أنها قد حققت غايته دون قصد فيبدو أن تخطيط القدر فاق كل مخططتهم.

أما في الداخل
شهقت فدوة بخوف وهو يسحبها بقوة ويغلق باب المرحاض ويسندها عليه ويحاصرها بيده القوية لتزوغ نظراتها وتدفعه بصدره محاولة فك حصار يده
لتلتفت قاصدة فتح الباب لكن دون جدوى قرب رأسه بين تجويف عنقها وهمس بخطورة في اُذنها: متحاوليش تهربي مني لازم نتكلم.

أغمضت عيناها وهي تشعر بأنفاسه الساخنة تلفح جانب وجهها، ثم زفرت بضيق و استدارت له تحاول تنظيم أنفاسها لتنظر لعينه المتوهجة بشراسة حتى لاتشعره بتأثيره عليها وأردفت بتحدي: أنا مش جبانة زيك يا أكمل ومبعرفش أهرب، اتفضل عايز ايه وجاي تتسحب ورايا ليه، على فكرة انا واحدة مخطوبة و ميصحش كده
استأنف أكمل بنبرة حزينة يشوبها الألم بعد تقصدها تذكيره أنها مملوكة لشخص آخر غيره: هتتجوزيه.

ضحكت هي بصخب ساخرة منه وردت بثقة: اه هتجوزه يا اكمل ايه مشكلتك مش فاهمة
تطاير الشرار من عيناه وهو يستمع لنبرتها الساخرة ليزفر بغضب وهو يعدو كليث ثائر يحاول كبح جماحه وما زاد الأمر سوءً عليه قولها بجرأة غير مسبوقة:
انت ايه مشكلتك معايا انا مخطوبة وانا وهو بنحب بعض ومتفاهمين وطبيعي أننا نتجوز.

شهقت بقوة وهو يضرب المرآة بقبضة يده وهدر مستنفر حديثها: متقوليش انك بتحبيه قدامي ومش هتتجوزيه يا فدوة على جثتي لو ده حصل
ابتسمت بانتصار فهاهو يتخلى عن جموده وحديثه اللاذع ويعود الى غيرته المفرطة التي كان يغدقها بها سابقًا لتتابع قائلة بتحدي سافر: اديني سبب واحد يخليني متجوزهوش
زمجر غاضبًا بعد أن فطن لحيلتها ليقرب رأسه من وجهها ويتحدث من بين اسنانه بخطورة شديدة: من غير اسباب ومتتغابيش اكتر من كده.

بربك من منا يَتَمثل الغباء به هنا!
ذلك السؤال ما كان يدور برأسها وهي تنظر له نظرة عميقة مطولة تحاول أن تستشف بها شيء يكبح فضولها ولكن هو كانت نظراته مختلفة عنها فكان يهيم بها يتفرس بكل إنش بوجهها وكأنه يشبع اشتياقه ولوعة قلبه المعذب بذنبها.

دام تشابك نظراتهم لثوانِ عدة وحين كاد هو أن يقترب بوجهه أكثر أزاحت وجهها بعيد عنه ثم سحبت يده النازفة أثر ضربته الهوجاء بهدوء وفتحت السنبور ووضعت يده تحت المياه الجارية واستكملت حديثها: مُستعدة اسيبه ودلوقتي حالًا بس بشرط...
التمعت عيناه بوميض الأمل ورد بعدم تصديق: بجد يا فدوة
أومأت له بتأكيد وتسائلت بذلك السؤال اللعين الذي آدمي قلبها وتكاد تجن لتعرف أجابته: لو قولتلي سيبتني ليه يوم الفرح وهربت؟!

ابتلع غصة مريرة بحلقه وهو يشعر أن رأسه يتصاعد منها بركان هائج وحممه كفيلة بإحراق العالم أجمع.

فماذا يخبرها يخبرها انه أراد كسرها وإذلالها مثلما حدث مع شقيقته يخبرها أنه أراد الانتقام واتخذها وسيلة لذلك أَم يخبرها انه كان غافل عن كونه لايستطيع التنفس دونها وتلك السنوات العجاف بالنسبة له مرت كا الجحيم دونها! ايخبرها انه يرافق خطواتها، أتريد أن يركع لها الآن طالب غفرانها ويبوح لها بمكنون قلبه المُعذب بها! لا لن يفعل قبل أن يصل إلى غايته ويثأر لشقيقته.
ياااه كل ده تفكير علشان ترد عليا!

نبرتها الساخرة أخرجته من عاصفة أفكاره؛ فقد انتفض بعدائية وعينه تلمع بالحقد من جديد وهسهس أمام وجهها: معنديش أسباب اقدمهالك ومفيش راجل غيري هينول الشرف ده فاهمة
ليقترب برأسه لمستواها نظرًا لقصر قامتها مقارنة بطوله الفارع ويهمس بوقاحة بأُذنها: البيبي دول الأسود مش هتلبسيه غير ليا وتاني مرة لو فكرتي تضحكي بصوت عالي هكسرلك صف سنانك فاهمة يا اوزعة ولا تحبي افهمك بطريقة تانية.

شهقت بخجل ووضعت يدها على فمها بعدم تصديق هادرة: يعني بتراقبني ومطلعش بيتهيألي؟
قبض على فكها وقال بإصرار عجيب: افهميها زي ما تفهميها وخليكِ فاكرة أن حكايتنا لسه مخلصتش ولسه ليها بقية بس متستعجليش
حاولت كبت ألم فكها الذي يضغط عليه بقوة وهدرت بشراسة وهي تحاول دفعه عنها: حكايتنا خلصت ومتحلمش يا أكمل وأبعد عن حياتي وكفاية اوي إني مش هقول ل صقر على مرقبتك ليا.

ضحك ساخرًاوهو يحاول كبح غضبه عنها وقال بوعيد: بتخوفيني ب صقر، ايه رأيك إني هموتهولك وارتاح
ضربته بقوة في صدره تحاول التملص من قبضته التي كادت أن تقتلع فكها وهتفت: انت مجنون، انا بكرهك، بكرهك
لم يعير جملتها الأخيرة أهمية فلديه يقين أنها مازالت تكن له شيء بقلبها، فقد حذرها بنظرات قاتلة: اسمعي كلامي احسنلك واتقي شري.

طالعت قتامة عينيه لثوانِ دون رد ليعتبر هو سكوتها دليل على طاعتها لرغبته ليربت على وجنتها بعد ما ترك فكها وعلى ثغره ابتسامة رضا عازم الخروج وحين فتح باب المرحاض بتريث رأى ذلك المتسمر بدهشة يطالعه ويبدو أنه استمع لحديثهم.
تناوب هاشم نظراته المصدومة بينهم فكانت هيئتهم مزرية هو بالدماء النازفة من يده وهي بوجهها الذي يشتعل بالاحمرار مما جعله يتسائل بريبة وعينه بها أتهام صريح يوجهه نحوه:.

انت بتعمل ايه هنا؟
أبتسم أكمل بمكر وهو يضع يده النازفة على منكبيه محاولة منه إلهاءه وعينه تؤشر لها بالمغادرة
ابتلعت هي غصة مريرة بحلقها وتخطتتهم بخزي من نفسها فهو من المؤكد سيظن بهم السوء
ليهدر أكمل بعدها بكل برود وكأنه لم يفعل شيء: أنت هنا معرفش انك معزوم
نفضه هاشم عنه وقبض على تلابيبه بقوة وهدر بغضب: الشوية دول تعملهم على حد تاني انا حافظك كويس.

قاطعه اكمل ونطق من بين أسنانه: اهدى ووطي صوتك وتعالي نتكلم بره
إنصاع له هاشم بمضض بينما هي سارت بتباطؤ وهي تتطلع خلف ظهرها على مشاحنتهم ثم مغادرتهم لتزفر أنفاسها وتسرع نحو صديقتها التي كان يجلس برفقتها اكرم، ابتسمت ببهوت وجلست بجانبهم، لتباغتها مي موبخة اياها:
كنتِ فين يا فدوة انتِ عازماني علشان اقعد لوحدي ده حتى هاشم اللي طلع عيني علشان يجي معايا اختفى ومعرفش راح فين وسابني.

زاغت نظراتها وازدرقت ريقها بتوتر ثم سحبت كوب الماء من على الطاولة بأيدي مرتعشة و ارتشفته جرعة واحدة لتسألها
مي بقلق: انتِ كويسة يا فدوة مالك
ردت فدوة بتلعثم وهي توجه نظراتها للعابث الذي كان يجول المكان وكأنه يبحث عن شيء بعينه: مفيش يا مي هبقى احكيلك بعدين
انتبه اكرم لحديثهم الجانبي وأردف قائلًا بخفة: بتتفقوا على ايه يا ريا وسكينة
ابتسمت مي بمكر وهمست: بنتفق على صحابك طبعًا.

رد اكرم بثقة: لاا صحابي جامدين اوي ومتقدروش عليهم وعلى فكرة هسيحلكم عندهم انا اصلًا فتان
لتهمس مي متوعدة: طب ابقى اعملها وشوف مين هيخلصك من ايد صقر بعد ما يعرف بالمصيبة اللي انت عملتها
مرر يده بشعره بتوتر وقال بنبرة مهزوزة: استري عليا يا مي انا زي اخوكِ واللهِ انا حاسس اني هتعلق النهاردة
وأهو جوزك اللي قولت هيقف معايا هرب معرفش راح فين!

وهنا همهمت فدوة بتردد وكلمات مبعثرة بعدما كانت تنتبه لحديثهم: انا شوفته طالع هو و، اك. مل
اتسعت عين اكرم بدهشة ونهض بقوة وقائلًا: أكمل، هو يوم باين من اوله انا هشوفهم قالها وهو يخطو للخارج بخطى واسعة لملاحقتهم.

في تلك الاثناء جذب أكمل هاشم من معصمه الى زاوية منعزلة في الحديقة الخلفية الخاصة بالقصر ووقف مواجه له حين نفض هاشم قبضته بتقزز وهدر بعصبية موبخًا: أنت أزاي قذر كده مش كفاية اللي عملته فيها زمان عايز منها ايه؟
ابتسم الآخر باستفزاز ورد ساخرًا: وانت مالك كنت وصي عليها.

وثب إليه هاشم ودفعه بقوة من منكبيه وهو يهتف: انت جنس ملتك ايه انت اكيد مش بني آدم مكفكش انك فرقتنا وكسرت قلبها سيبها يا اخي بقى مظنش انها فرقت معاك اوي كده انت كل يوم مع واحدة شكل انت...
لسه بحبها
تفوه بها دون وعي وكأن قلبه المُعذب هو من صرخ بها مدافعًا بعد ما تفاقم توبيخ صديقه له
تلعثم هاشم والصدمة تحتل معالمه: انت بتقول ايه؟

ليؤكد أكمل بنبرة حزينة ملتاعة يشوبها الألم: ايوة بحبها وعمري ما حبيت غيرها ولما سيبتها كان غصب عني فرت دمعة خائنة من عينه وهو يستأنف بحرقة: انت غلطان مين قالك أنها مفرقتش معايا انا كنت بموت من غيرها، هي فرقت لدرجة اني كنت كل ليلة مع واحدة علشان بس اتخيلها هي اللي جنبي ومعايا كنت بشرب و اترمي جنبهم انادي عليها طول الليل زى العيل الصغير اللي تاه من امه ليكمل بنبرة صادقة نابعة من قلبه المعذب بعشقها: انا عمري ما لمست حد فيهم كنت بس بخليهم جنبي علشان احس إني مش لوحدي انا عمري ما خنتها يا هاشم.

اتسعت عين هاشم بذهول مستغربًا صديقه فهو لأول مرة يراه بهذا الضعف ليهدر متسائلًا: انت اكيد مجنون وهي تفتكر ممكن تسامحك وتسيب صقر علشانك
رد أكمل بإصرار وبثقة نابعة من يقين قلبه: هتسامحني وهترجعلي حتى لو غصب عنها مش هسيب صقر يحرق قلبي مرتين ولو حصلت هقتله.

ليباغته هاشم بلكمة قوية لعله يفيقه من هذيانه الذي تفاقم حد الجنون هادرًا بحدة عكس لين قلبه وهو يقبض على تلابيبه: انت حيوان عايز تقتله أنت إيه يا أخي قتال قُتلة انا ازاي مخدتش بالي انك قذر كده
نفضه أكمل عنه وهدر بحقد دفين: ايوة هقتله واقتل أي حد يحاول ياخدها مني انا متأكد انها لسه بتحبني
انا اول مرة اخد بالي انك مش سوي يا اكمل انت مريض ومحتاج تتعالج.

قذف هاشم كلماته اللاذعة بوجهه وهو يرمقه باحتقار ليبتسم الآخر تلك البسمة الذي يشتهر بها بعد أن طفح به الكيل وتفاقم غضبه ليهجم عليه باندفاع وعينه يتتطاير منها الشرار هادرًا بحدة مماثلة: انا هوريك المريض ده هيعمل فيك ايه ليسدد له لكمة قوية كادت أن تسقطه لولآ أكرم الذي اسنده من الخلف وأردف بجذع: انتو بتعملو ايه الله يخرب بيوتكم
أنت وهو اتجننتوا
ليحيل بينهم يحاول كبحهم.

ليصيح هاشم باندفاع: سيبني عليه يا اكرم انا هوريه عديم الأحساس ده أزاي يمد ايده عليا
ابتسم أكمل باستفزاز وهدر ساخرًا: سيبه يا أكرم يوريني هيقدر يعمل ايه الحِنين
ليهتف اكرم بحياد: يا جماعة اهدو ابوس ايديكم مش عايزين فضايح ده انتم اكتر من الاخوات
رد هاشم وهو يؤشر بوجهه بتحذير ويحاول ان يتخطى أكرم ليصل له: أهو الحِنين ده اللي مش عاجبك هخليه يعلمك ال...
ممكن افهم ايه اللي بيحصل هنا بالظبط؟

قاطع نزالهم وتراشقهم بالكلمات صوته الصارم وهو يقف بشموخ يضع يده بجيب بنطاله بهيبة لا يضاهيه أحد بها
فقد وترهم حضوره بشدة ولجم ألسنتهم، لحين بادر أكرم بتلعثم وعيون زائغة: ولا حاجة يا صقر دول بيهزروا
لم يقنعه حديث اكرم وتسائل بنفاذ صبر وصوت صارم اجفلهم: بتتخانقوا ليه؟
ابتسم أكمل ساخرًا من كذبة صديقه الواهية وهدر بتهكم: أهو شرف صقر باشا العزازى وبيسألك بنفسه قوله يا هاشم كنا بنتخانق ليه؟

لتلتمع عينه ويضيف ببسمة مُستفزة حاقدة لم تفارق فمه: ولا تحب اقوله انا!
لعنه هاشم بصوت مسموع وساد صمت مريب بعدها فكانوا يتبادلون نظرات غريبة لم تعجبه بالمرة لذلك هدر بصوت نافذ زاد من إرتباك الموقف: اتكلم يا هاشم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة