قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثاني والثلاثون

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثاني والثلاثون

رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثاني والثلاثون

في الصباح..
إرتدي عاصم ملابسه ومن ثم وقف يمشط شعره في المرآة، بينما أميرة أحضرت له الإفطار لتدلف وهي تقول بإبتسامة: الفطار جاهز يا عاصم..
إبتسم لها وقال: ماشي، ثم توجه معها إلي الطاولة فقال بتساؤل وهو يجلس: أومال فين حنان؟
أميرة بهدوء: نايمة
تنهد وقال: ليه تعبانة ولا حاجة
حركت رأسها نافية وقالت: لا بس هي كانت سهرانه بليل تقريبا فدلوقتي نايمة.

أومأ برأسه وهو يقول: طيب، ثم لاحظ شحوب وجهها فسألها بقلق: مالك يا حبيبتي مبتاكليش ليه؟
إبتسمت له وأجابته: باكل أهو...
بالفعل تناولت بعض لقيمات صغيره لكنها لم. تستطع الإحتفاظ بها في جوفها
هرولت إلي المرحاض، تقيأت ثم إغتسلت وخرجت أكثر شحوبآ لتقول
مش قادره يا عاصم الدنيا بتدور بيا
مالك. يا حبيبتي، قالها برعب
جذبها برفق لتجلس ومن ثم نادي علي حنان بصوت جهوري..
فيه إيه يا عاصم، سألت حنان بنعاس.

خدي بالك من أميره يا حنان هجيب الدكتوره وآجي خليها تنام وتستريح
حاضر يا عاصم إطمن ألف سلامه عليكي يا ميرو
بعد نصف ساعه حضر عاصم يصطحب الطبيبه ليلي التي تقطن في منزل مجاور له
أخذت تفحص أميره بعنايه
ثم إبتسمت وقالت، هتبقي ماما صغيوره قوي يا مدام أميره
ثم نظرت لعاصم وقالت، مبروك يا أستاذ عاصم مراتك حامل
إبتسم عاصم بسعاده
بينما وضعت أميره يديها علي بطنها برفق وقالت بهمس، أنا حامل! بجد يا دكتوره أنا حامل.

ضحكت الطبيبه ثم شرحت لعاصم التعليمات اللازمه ووصفت بعض الفيتامينات لأميره ونصحتها بضروره الإهتمام بالأطعمه الغنيه بالكالسيوم كالحليب ومشتقاته
إنصرفت الطبيبه
وجلست حنان بجوار أميره علي الفراش
وقالت بسعاده، مبروك يا ميرا
ومبروك يا عاصم سموها حنون
أميره بسعاده، أنا حاسه إنه هيبقي محمد
محمد عاصم
نطق عاصم الإسم بهدوء كأنه يتذوقه وقال إسم جميل ولو بنت.

أميره بخجل، نجمه أنا ونجمه متفقين أنا أسمي نجمه وهيه تسمي أميره
إشتعل وجه عاصم بالغضب وقال، بنت هشام يبقي إسمها أميره
ولا إنتي هتسمي نجمه ولا هيه تسمي أميره
نظر إليها بتجهم وسألها، بالمناسبه إنتي رجعتي الخاتم لعمر
تلجلجت أميره وقالت بخوف، آه وديته، رجعته، رجعته يا عاصم
عاصم بهدوء، طيب نامي وإرتاحي وأنا راجع شغلي
إنصرفت حنان من الغرفه
فنظرت أميره لعاصم بإستعطاف وقالت.

عاصم حبيبي ماما راحه لأمل وكل إخواتي أنا عاوزه أروح معاهم عم إدريس هيسوق بشويش، علشان خاطري، طب علشان خاطر حمودي
عاصم بتساؤل، مين حمودي
أميره بسعاده، محمد عاصم لحقت تنساه
إبتسم لها وقال بحب وهو يقبل جبينها: ماشي يا حبيبتي، يلا سلام.

في منزل سعيد..
ذهب سالم بإشتياق حتي يري سارة تلك الفتاه الصغيرة التي إستطاعت تغيره..
جلس قبالتها وهو يقول: وحشتيني
عقدت حاجباها وقالت: ايه وحشتيني دي؟! قولنا نلم نفسنا
سالم بحنق: ما خلاص بقي إحنا في حكم المخطوبين
ساره: لسه أصلا وبعدين حتي في الخطوبه مينفعش تقولي كده
سالم بإيجاز: طب عندي خبر حلو ليكي
سارة بفضول: ايه؟

سالم مبتسمآ: أنا عملت زي ما قولتيلي وهشتري بيت لينا وهسيب البيت لأخواتي أنا خلاص معنتش عاوز حاجة غيرك
إتسعت إبتسامة سارة وهي تقول: بجد شكرا بجد يا سالم أهو كده تبقي الشخص المناسب ليا
تهللت أسارير سالم الذي قال: بجد خلاص هحدد معاد مع عمي عشان نشتري الشبكة والذي منه
سارة بخجل: ماشي...

بالفعل ذهبت أميره لوالدتها وإستقلتا السياره ليقودها إدريس
وحضرت إيمان تصطحب طفلتها سلمي
وحملن معهن الهدايا والحلوي ألقن السلام علي والدة عمر وصعدت معهن لشقة إبنها.

داخل الشقه...
أمل وهي تهز عمر برفق، قوم يلا يا عمر إنت ما بتشبعش نوم ماما وإخواتي تحت وطالعين
عمر بنعاس، ما أنتي هديتي حيلي بالجري وراكي العرسان يقعدو يحبو في بعض وإحنا طول النهار نحارب في بعض
إيشي بالمخدات وإيشي بالميه
أنا عارف يا مجنونه طلعتيلي منين
أمل بخفة ظل، من الأسانسير يا خويا يلا قوم ولا أجيب الإزازه.

لأ كفايه هديتي حيلي يا مجنونه زمان أم عمر بتحسب إبنها مقطع السمكه وديلها وإحنا بنجري نضرب في بعض
أمل بسعاده، نحن نختلف عن الأخرون يلا يا عموري بقي إصحي
جذبها برفق لتقع بجواره علي الفراش وقال
طب ما فيش شوية رومانسيه
لتصيح في آذنه، يلا قووووووم
مجنونه، مراتي مجنونه يا بشر
نظر لها بإبتسامه خلابه وقال هامسآ، بس أجمل مجنونه عرفتها في حياتي
لتجيبه بخجل، طب إصحي بقي يا عموري.

عمر وهو يحك رأسه بكسل، حد قالهم عاوزينهم يباركولنا
أمل ضاحكه، نص ساعه وهيمشوا علي طول
عمر وهويلوي شفتيه بضيق، كتير يا أملي نص ساعه كتير يالله أمري لله لما أدخل آخد دش وأغير.

شعرت نجيه بالفرح حينما رأت إبنتها التي إرتدت فستان جميل قصير بدون أكمام
وفردت شعرها خلف ظهرها
السعاده لا تحتاج لدليل مجرد أن تنظر إلي الشخص السعيد تعلم بأمره
فملامح أمل سعيده متفائله فرجلها الوسيم يشعرها أنه حينما إمتلكها إمتلك الحياة بآسرها فلما لا تسعد لقد منحها الثقه بالنفس والثقه بغيرها...

جلست معهن يتبادلن جميعا الضحكات والمزاح بينما قاطعتهن أميرة وهي تهتف عاليا: بس بقي عندي خبر حلو ليكم
أمل بفضول: خير يا ميرو
أميرة بإبتسامه: أنا حامل..
إتسعت إبتسامتهن جميعا، وعانقوها بفرحة عارمه بينما قالت نجية: ألف مبارك يا حبيبتي ربنا يتم حملك علي خير يارب..
أميرة بسعادة: اللهم أمين...

جلست علا مع شقيقها شعبان التافه الذي لا عمل له سوي إحتساء المخدرات وإستغلت هي حاجته الدائمه للمال لتتفق معه علي الخطة التي رسمتها مؤخرا للإنتقام من مصطفي، لتشفي غليلها وأيضاً تأخذ نصيبها في الميراث..!
أخذت تفهمه ماذا يفعل وأعطته بضعة مال حتي يفعل ما تريده وتنتقم منه علي أوسع نطاق..

عادت أميرة إلي منزلها مرة ثانية، بينما بعد قليل حضر عاصم الذي إبتسم وهو يقول:
رجعتي يا حبيبي
أومأت له وطوقت عنقه بذراعيها وهي تقول: أيوة لسه راجعه دلوقتي شكرا يا حبيبي إنك ودتني معاهم
قبل وجنتها برفق وهو يقول: بحبك
إبتسمت بخجل، ثم قالت بقلق: مالك يا حبيبي عينك تعبانه ليه
عاصم بهدوء: عندي صداع فظيع هاخد مسكن وهبقي كويس إن شاء الله
إبتسمت وقالت: ماشي يا حبيبي هحضر الغدا تكون أخدت المسكن وغيرت هدومك.

بالفعل اتجهت إلى المطبخ وإتجه عاصم إلي غرفة النوم يبحث عن مُسكن لألم الصداع في أحد الأدراج: بينما وهو يبحث وقع في يده الخاتم الذي أحضره عمر لزوجته، فإتسعت عينيه بشكلٍ مُخيف وهو يكز علي أسنانه يا له من حبيب قاسي لم يقدر ثمن تلك الجوهرة الثمينة التي يمتلكها...
أسرع إلي المطبخ وهو يقول بصوتٍ عالِ مُرعب للغاية:
أميرة
إنتفضت علي أثر صوته القوي وقالت بهلع: نعم يا عاصم.

إقترب منها وهو ينظر إلي عينيها رافعا الخاتم أمام وجهها وقال بغضب دفين:
إيه ده؟
إرتعشت أوصالها وتجمدت مكانها من هول المفاجأة لقد أنسته ونسيت أن تخبئه حتي لا يراه...
هزها بعنف من ذراعها وهدر بها قائلاً: لما أكلمك تردي عليا ايييه ده!
إنهمرت العبرات من عينيها علي الفور وإزدردت ريقها بخوف وهي تتابع: آآ أن أنا آسفة يا عاصم والله كنت هرجعه بس...

قاطعها وهو يشد علي ذراعها أكثر ويقول: وبتكذبي عليا وتقولي إنك رجعتيه ليه!
توسلت إليه وهي تقول: والله أنا بس خفت منك إضطريت أكذب عليك عشان متزعقليش أنا آسفه
كاد أن يعنفها ثانيه ولكن الذي نجدها قدوم حنان التي قالت بذعر: مالكم في ايه؟
ترك عاصم ذراعها وقال بحدة، حضري الغدا وحسابك معايا بعدين يا أميرة...

جلسوا ثلاثتهم يتناولون الطعام، في صمت وكانت أميرة تتابع وجه عاصم الغاضب، الذي كان ينظر لها بتوعد، كأنها فعلت خطيئه لم تغتفر..
إنتهوا بعد ذلك ودلفا إلي غرفتهما، إزدردت ريقها وهي تراه يقترب منها وعيناها تنظران إلي عينيها بقوة فظنت أنه العقاب لا محالة فأخذت تتراجع للخلف وهي تتوسل إليه وتقول بذعرٍ: عاصم، أنا آسفة بجد مش هكذب تاني.

إقترب منها علي حين غرة ليجذبها إلي أحضانه معانقا لها بقوة كادت آن تكسر عظامها، سمعت صوته يخرج من فاه وهو يقول: بحبك أوي متكذبيش عليا تاني، بحبك يا أميرة بحبك
أغلقت عينيها وهي تتنهد بإرتياح ولكن لازالت ترتجف بخوف، ما هذا، هل وصل عاصم إلي الجنون؟ يعنفها ثم يحتضنها، يضربها ثم يقبلها..! أنه وصل للعشق المجنون والغيرة القاتلة التي إزدادت عن حدها ف بالطبع أي شئ يزداد عن حده ينقلب ضده...

أبعدها قليلاً ليرفع يده يلمس وجنتها قائلاً بهمس: أنا بعشقك
إبتسمت له ليقترب منها مقبلا إياها ليأخذها معه إلي عالم آخر قد تنسي فيه تلك الآلام التي سببها لها..

ذهب مصطفي إلي منزله آخيرا وعيناه و كل شيئا فيه يشتاق إلي زوجته وحبيته إيمان التي إبتعدت رغما عنها وبُعدها يعذبه ويكاد أن يقتله قتلا..
طرق الباب فقزفت سلمي وهي تصيح: بابي جه..
بينما أسرعت إيمان تعدل شعرها، المُنسدل خلف ظهرها ومن أسرعت إلي الباب وقبلها يخفق بعنف، فتحت الباب لتركض الصغيرة إليه ليرفعها مصطفي محضتنا لها بقوة وهو يقول باشتياق: وحشتيني اوي يا لوما.

قبلته سلمي من وجنته وقالت: وأنت كمان وحشت لوما يا بابي أنت ليه سايبنا لوحدنا ومش بتعيش معانا
نظر مصطفي إلي إيمان التي كانت تطالعه باشتياق واضح ولكنها تجاهد في إخفاء مشاعرها هذه..
تأمل هيئتها من أسفل قدميها حتي رأسها وثبتت عينيه علي بطنها المنتفخة: فإبتسم وقال: لما ماما ترضي عني يا لوما هاجي أعيش معاكم، ثم قال: ازيك يا إيمان مفيش اتفضل ولا إيه
ضغطت علي شفتيها بخجل وتابعت: اتفضل.

دلف مصطفي ليجلسوا ثلاثتهم، فقالت إيمان: لو سمحت متأخرش سلمي أكتر من يوم لأنها هتوحشني وياريت تخلي بالك منها
رفع أحد حاجبيه وتابع: هتوصيني علي بنتي ولا إيه!
أخفت الابتسامه وقالت وهي تنهض: هعملك حاجة تشربها
مصطفي بمرح: لا مش عايز أتعبك أنتي مش قادرة تمشي كفايه شكلك الي زي الكرومبه ده
إيمان بغيظ: أنا كرومبه؟
مصطفي بغزل: أحلي كرومبه.

أسرعت إلي المطبخ وهي تداري إبتسامتها الخجولة فحقا هي إشتاقت له ولغزله لها دائماً..
أحضرت له العصير وجلست قائلة بتساؤل؛: هتسافر امتي
مصطفي بعتاب: يهمك أوي
إيمان بثبات محاولة اخفاء مشاعرها: لا عادي مجرد سؤال
تنهد مصطفي وقال: ماشي يا إيمان عموما أنتي وحشتيني، وجدا، وبحبك، وعمري ما حبيت حد قدك عاوزك تتأكدي من كده، أي حاجه صدرت مني فهي غلطة يا إيمان.

إيمان: لو سمحت يا مصطفي بلاش تفتح أي كلام من ده دلوقتي لأني مازلت مجروحة منك وكلامك ده هيزود الجرح متخلنيش أفتكر إنك خنتني
مصطفي بانفعال: بقولك غلطة إغفريلي بقي وميبقاش قلبك قاسي ده ربنا بيغفر ويسامح.

صمتت إيمان: قلبها مسامحه وبشدة تحتاجه وتشتاقه ولكن كبريائها يمنعها فالآنثي ليست سهلة بالمرة عندما تنجرح تنقلب إلي قطة شرسه صعب آن تغفر بهذه السهولة وحتي إن غفرت ستعلمك درس لن تنساه وتتوب بلا رجعه لكل هذا الهراء...

أخذ شعبان يدور حول منزل شقيقة مصطفي، كما وصفته له علا كونه يقيم عندها حاليا فأخذ يراقب البيت من بعيد منتظراً أن يلمح مصطفي في أي وقت...

ودع مصطفي إيمان وإصطحب إبنته معه لتقضي معه وقتا قليلا قبل أن يسافر...
بالفعل قضي معها اليوم في اللعب والمرح وفعل لها كل شيئا طلبته
جلس بها بعد ذلك في أحد الحدائق يأكلون آيس كريم...
تحدث مصطفي مبتسما: مبسوطة يا لوما
سلمي بمرح: اه مبسوطة اوي يا بابا
تنهد مصطفي وقال: قوليلي يا لوما اخبارك انتي وماما ايه وماما بتعمل ايه في غيابي وبتجيبلك سيرتي ولا لاء.

سلمي ببراءة: أيوة يا بابا بتحكيلي عنك كتير وبتقولي بابا وحشني يا لوما
رفع مصطفي حاجباه وتابع: بقي كده وبتقول ايه تاني
سلمي وهي تحك رأسها محاولة أن تتذكر: مش فاكرة بس كل يوم بتمسك صورة بتاعتك وتقعد تبوس فيها
ذهل مصطفي ولكنه قال بسعادة: يااه، بقي كده يا ايمان بتربيني ماشي ماشي ثم تابع بمرح: منا كنت قدامها أن ما هان عليها تحدفلي أي بوسه!

في الثانيه ليلا في شقة عمر
كان يغط في سبات عميق وزوجته تنام بجواره
وفجأه فزع عمر علي صوت أمل وهي تصرخ
لااااااااااااااااااااء لاااااااااااااء
نهض عمر وهو في قمة نعاسه وأخذ يهزها برفق
أمل يا أمل مالك ياحبيبتي بتزعقي ليه
فتحت عيناها ببطئ
ونظرت إليه بغضب
تعجب عندما إتسعت عيناها بشكل مخيف وانفرجت شفتاها
وقال، إيه مالك يا أمل مالك يا حبيبتي إنتي هتاكليني ولا إيه.

قالت بصوت أجش مبحوح وهو تلكمه في عينه: أنا تتجوز عليه لبني المايصه أنا
أنا شفتكم بعيني بعيني دي
ليصيح عمر، آااااااه، آاااااه يا بنت المجنونه عمتيني
إنتي بتحلمي والله بتحلمي سبيني أنا ايه ال خلاني أتجوز ما كنت مرتاح ومن الجامعه كلها أتجوز شيتا
نهض ليحضر زجاجة مياه من الثلاجه ويرشها بغيظ
لتقول بهدوء، فيه إيه يا عمر
فيه إيه يا حبيبي.

عمر بطريقه مضحكه، حبيبك لا يا حبيبتي ما فيش حاجه ربت عليها وقال، نامي، نامي الله يهديكي أومال لو اتنيلت إتجوزت بجد كنتي صلبتيني
ليسمع صوتها تزفر وتستغرق في النوم
فنظر لوجهها وقال، ولا كأنها عملت حاجه
يا مثبت العقل والدين يارب.

أوصلها مصطفي إلي البيت بعد إنتهاء اليوم ومن ثم رحل بعد أن ودع ايمان بنظراته العاشقه..

وفي منزل شقيقته قام بتجهيز حقيبته ثم ألقي السلام عليهم وخرج ليهبط الدرج، ما إن خرج حتي هب شعبان واقفا متسللا خلف الأشجار ليركض قبل آن يراه أحد وأخرج السلاح الحاد من جيبه وقام بطعن مصطفي الذي صرخ بألم شديد مجرد أن شعر بالطعنه وكاد شعبان أن يركض ولكن الناس تجمعت علي الفور وأمسكت به والنصف الآخر ركض ليحمل مصطفي الذي وقع أرضا لينقلوه فورا إلي أقرب مشفي: فظل يصرخ شعبان بخوف وهي يقول: مش أنا مش أنا دي علا أختي الله يخربيتك يا علا ودتيني في داهية منك لله يا شيخة!

جلست أميره مع عاصم وحنان يتناولو طعام الغذاء
وبعد إنتهاء الطعام ذهبت حنان لتصنع الشاي بينما وضعت أميره يدها علي معدتها وقالت بضعف، الأكل طالع علي قلبي حاسه إني مش قادره
عاصم تعالي نتمشي شويه
عاصم بحنان: معلهش يا أميره عندي شغل دلوقتي حالآ هتغدي وأنزل الولاد منتظرين أديهم الحصه
أميره برجاء، طيب هتمشي أنا لبيت ماما وإبقي عدي عليه بعد ماتخلص نيجي سوا
عاصم، مفيش مشكله هعدي عليكي بعد ما أخلص...

يلا سلامو عليكو
همست، مع السلامه
بالفعل إرتدت ملابس واسعه فضفاضه وحجابها
ونزلت لتسير مترجله إلي منزل والدتها
بينما كانت نجمه عائده بصحبة هشام الذي أصر أن يصطحبها ليريها المصنع الذي يديره
صاحت نجمه وهي تشير، أميره آهي
ونادتها لتهرول إليها تحتضنها بشوق
أميره بضعف، إزيك يا نجمه وحشاني قوي وأضافت
إزيك يا هشام.

ثم وضعت يدها علي معدتها التي تؤلمها وقالت، آه
نجمه بخوف، مالك يا أميره
أميره بخجل، حاسه إني دايخه قوي آه إسنديني يا نجمه
لتغمض عيناها بألم وضعف فتصيح نجمه
شيلها يا هشام كلها خطوتين من هنا لبيت عيلتها شيلها لتقع علي الأرض
بالفعل إنحني هشام وحملها بشهامه وسارت بجواره نجمه لخطوات قليله وطرقت الباب لتصيح نجيه
مالك يا بنتي، أميره يا حبيبتي
هات يا سالم كولونيا بسرعه أختك مغمي عليها.

بالفعل أفاقت أميره بعد دقائق وصنعت لها نجيه كوبآ من العصير الطازج الذي تحبه
جلس هشام ونجمه مع سالم ونجيه وأميره
فنجمه تحب تلك العائله وتسعد بوجودها مع صديقتها
سمعو طرق الباب
ففتح سالم ليدخل عاصم ويقول بجديه
السلام عليكم
وعليكم السلام رد الجميع
جلس متعجبآ من وجود هشام ونجمه التي قالت ببراءه
خد بالك من أميره يا مستر دي أغمي عليها في الشارع لولا هشام لحقنا وشالها كانت هتبقي حوسه.

بهت وجه هشام بينما إصفر وجه أميره حينما صاح عاصم بغضب
يلا قومي نروح، يلا
لتنهض وتسير ورائه بضعف
وهي ترتجف هل سيقبلها بقسوه مثل كل المرات السابقه
ما أن دخلت الشقه حتي إستدار إليها وقال غاضبآ يصر علي أسنانه، بتخلي هشام يشيلك، هشام
أميره بضعف، أنا كنت...
صمت حينما صفعها صفعه مباغته لتضع يدها علي وجنتها وتقول
إنت مجنون يا عاصم مجنون.

عاصم بغضب عارم: إنتي واحده بلا كرامه فاهمه بتخليه يشيلك وتعملي حركات تقربي منه
أميره بغضب، إخرس، إخرس يا كذاب ما هو كان قدامي لو عاوزه أقرب منه إيه ال حاشني أنا غلطانه إني كنت هموت نفسي علشانك.
عاصم بغضب، لأنك رخيصه فاهمه وال تموت نفسها علشان واحد تموت نفسها علشان اي واحد
أميره بإنهيار، إنت مجنون مريض يا عاصم مريض بالنقص والحقد.

إستفزته كلماتها ليدخل المطبخ ويحضر الخرطوم وينهال ضربآ عليها وسط صراخها وعويلها المختلط بصراخ حنان وبكاؤها
آه آه صاحت أميره
وهو كالمجنون إنهال عليها ضربآ توقف فجأه حينما رأي الدم الأحمر الذي يسيل منها
نزيف: وكأن الجنين غضب لأمه فأبي أن يظل في أحشائها
صرخت حنان، دم دم أميره أجهضت يا عاصم قتلت إبنك.

إرتمي علي الأرض يحتضنها بقوه وهو يبكي
ويقول بصوت مخنوق.

أميره: حبيبتي، دم دم أنا آسف آسف يا حبيبتي
لم تنطق، حاله من الصمت المطبق عيناها مركزتان علي الدم الذي سال علي ركبتيها
لتصرخ فجأه
إنهارت حينما هب واقفآ ليشعل النار
ووضع يده عليها يحرقها، يعاقب يده التي فعلت ذلك ويتألم ويصيح
لتصيح أميره مجنون، مجنون
جرت حنان لتحضر ثلج تضعه علي يد عاصم وهي تبكي
فنهضت أميره بضعف
وأغلقت عليه باب المطبخ بالمفتاح
وهرولت تجري لتنزل السلم وتسيل دمائها عليه تتبعها.

نزلت الشارع وما زالت تهرول تقع ثم تنهض وتنظر ورائهآ خوفآ أن يتبعها
إلا أن وصلت بيت أهلها وهي في حاله مذريه وعند عتبة البيت سقطت في بركه من الدماء...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة