قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أنت حقي سمرائي للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثلاثون

رواية أنت حقي سمرائي للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثلاثون

رواية أنت حقي سمرائي للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثلاثون

بشقة عقيله
دخلت عقيله الى غرفة سولافه دون أن تطرق على الباب
وجدت سولافه تجلس منكبه على أحد الكتب.
تحدثت بسخريه قائله: غريبه، أيه الى مصحيكى لحد دلوقتى الساعه قربت على أتناشر، والى أعرفه أنك زى الفراخ بتنامى بعد العشاء!
رفعت سولافه رأسها من على الكتب ونظرت لها قائله: لازم أخلص البحث ده، المعيد طلبه فجأه وقال أنه هيستلم مننا الأبحاث بكره، وده الى مسهرنى.

نظرت لها عقيله بسخريه قائله: محسسانى أنه هتاخدى دكتوراه، عالعموم براحتك، ربنا ينجحك، بقولك أيه متعرفش ولاد خالك عرفوا طريق السنيوره سمره ولا لسه.
ردت سولافه بألم من سخريه والداتها قائله: كنت أتصلت على عاصم مردش عليا، ولما أتصلت على عمران، قالى ميعرفش، برضو.

تبسمت عقيله ساخره: ها وعامر متصلتيش عليه، مش عارفه أيه سبب أنك مش عاوزه تكلميه، أيه الى حصل، خلاكى كده معاه، ليكون لاف على واحده مصراويه، زى عمران كده.
شعرت سولافه بغصه من حديث عقيله قائله: هو حر براحته وأنا مالى.

هزت عقيله رأسها بسخريه قائله: هروح أشوف عاطف جه ولا لسه، غريبه كان بقاله كام يوم بيجى من بدرى، ميكونش حن تانى، لطبعه القديم، يلا تصبحى على خير، وأن عرفتى حاجه عن سمره أبقى قوليلى، مهما كان بنت أخويا، ويتيمه وعاوزه أطمن عليها.

خرجت عقيله من الغرفه تاركه، سولافه، تهز رأسها بأسف قائله: مش عارفه القسوه الى قلبك دى سببها أيه، كل مادى، بخاف منك، وبحس أنك بتشمتى في ألم غيرك، بتمنى في يوم ما تدوقيش نفس الشماته.

بمشفى، بأسيوط
بداخل أحد غرف العنايه المركزه
أثناء دخول سمره
كان عاصم يسير الى جوار فراش سمره المتنقل، لا يريد تركها، ذهب عقله حين سمع صوت تصفير جهاز التنفس الموضوع على أنفها، وذالك حين نقلها من فراش الى أخر، بسبب تحرك جهاز التنفس الموضوع على أنفها
تحدث أحد الأطباء الذى، دخل، سريعا: لو سمحت يا سيد أتفضل اطلع لبره العنايه، خلينا، نتعامل مع المريضه
عدل الطبيب جهاز التنفس، ليقف التصفير.

تحدث عاصم قبل أن يخرج: ، هي حامل، بس ميهمنيش الجنين كل الى يهمنى هى، تعيش.
أماء له أحد الأطباء قائلا: تمام هناخد الحمل في الأعتبار أتفضل لو سمحت عشان الوقت مش في صالح المريضه.

كان عاصم يعود للخلف بأتجاه باب الغرفه، بظهره عيناه لا تفارق سمره، الى أن خرج، من الباب الزجاجى، ليغلق خلفه الباب أتوماتيكيا، لكن مازال يرى سمره من خلف الزجاج، تجمع حوالها أكثر من طبيب، بدأوا بوضع مجموعة أجهزه، على ويدها، وأخرى على أنفها، وأخرى من فمها، كأنهم يجربون عليها، ما تعلموه.
تنهد عاصم بضياع قائلا، بأستجداء الى الله: يارب عهد عليا، تعيش وأنا هبعد عنها، نهائى، هفكها،؟

طنت كلمة سمره أنك سجانى، ظلت تطن هذه الكلمه فقط
أكمل عاصم عهده، هحررك من سجنى، ياسمره.
بعد دقائق.

خرجت أحدى الممرضات وقالت له: وقفتك هنا مش صح، لو سمحت أتفضل أطلع لخارج الغرفه، وأستنى في الممر، بره، وأتفضل دى متعلقات المريضه، بدل ما أسلمها للأمانات أتفضل حضرتك، وياريت تنفذ الى طلبته منك، وأدعى، ليها، ربنا يلطف بيها وينجيها، وقفتك هنا مش هتكسب منها حاجه، وكمان واضح أنك مصاب، وبتنزف، هدومك كلها بقت دم ياريت تتفضل حضرتك، علشان يداو جرحك.

كررت الممرضه الطلب منه أن يغادر الغرفه نهائيا أكثر من مره، أستمثل عاصم لها، بغصبانيه، وخرج من الغرفه، الى الممر الذي أمام الغرفه، نظر لتلك المتعلقات التي أعطتها له الممرضه، رأى ذالك السلسال الذي أعطاه لها ثانى يوم لزواجهم، سلسال العصفوره، هي كانت ترتديه، دائما، هو رأه أكثر من مره بعنقها، أثناء مقابلتهم القليله في الأيام السابقه تخفيه أسفل ملابسها، حتى أنه رأها تمسك به بين يديها وهي نائمه أثناء مكوثها معه بالمشفى، وأيضا تلك الدبله الخاصه بزواجهم، الذي ألبسها لها مرتان، الاولى بيوم الخطوبه، والثانيه يوم زفافهم حين نقلها من يدها اليمن الى اليسار، ومعهما خاتم ماسى خاص بزواجهم.

أغمض عينه متنهدا بألم، وندم، سمره تمناها دائما، ولكن حين حصل عليها ضاعت من بين يديه، كأنها أشاره من القدر، لابد من الفراق، ستبقى دائما تحتل كل قلبه ليس به مكان لأخرى، لكن، الأهم الآن أن تنجو، وتعود للحياه، ويحدث ما يحدث بعدها.
لم تستطيع فاتن رؤية سمره بهذا المنظر بين يدى عاصم، وقعت فاقده للوعى
لم تفيق الأ الآن.

نظرت حولها، وجدت نفسها بمشفى، وحولها طبيب ومعه ممرضه، تحدثت بخفوت قائله: أنا فين، سمره جرالها أيه؟
رد مجدى عليها: أحنا في نفس المستشفى الى فيها سمره، أنتى فقدتى وعيك، وكان لازم تجى لهنا، ياريت ترتاحى، أكيد سمره هتبقى كويسه.
حاولت فاتن النهوض من على الفراش قائله: لازم أروح أطمن عليها بنفسى.
تحدث الطبيب: حضرتك، لازم ترتاحى، شويه، على الأقل على ما تخلصى المحلول، ده وبعدها أبقى، روحى أطمنى على سمره دى.

قالت فاتن: أنا صحتى مش مهمه، أنا عاوزه أطمن على سمره، أرجوك يا دكتور.
رد الطبيب: حضرتك، لازمك راحه، لأن لو وقفتى على رجلك هتقعى، تانى، أنا بقول تقدرى تبعتى الأستاذ الى معاكى يطمنلك على سمره، ويرجع يقولك أخبارها، منصحكيش تقومى من عالسرير، قبل المحلول المتعلق لك ده يخلص.
نظرت فاتن لمجدى، بتوسل.

فهم نظرتها قائلا: هروح أشوف أخبار سمره وأرجعلك، بس ياريت تهدى أعصابك، وربنا أكيد هيلطف بيها، طالما طلعت من النار، أكيد كويسه، ممكن حبة حروق بسيطه.
قالت فاتن بتمنى: يارب تكون كده، أنا شوفتها وعاصم خارج بها قبل ما يدخل بها الأسعاف
كانت ملفوفه كلها ببطانيه، قلبى، بيقولى، أنها لسه في خطر.
تنهد مجدى يقول: تمام هروح أشوف أيه الى حصلها وهرجعلك تانى، ياريت تسمعى كلام الدكتور.
بالقاهره.
ب يلا الصقور.

كانت ناديه تحاول التماسك وهي تجلس مع وجيده، تنتظر أى خبر من ناحية سمره، ومعهن كل من
سليمه، وأفنان، وأيضا حمدى
وعمران، الذي عيناه لا تفارق الهاتف
يتنظر أى أتصال من أحد أخويه
كان الصمت والترقب هو ما يسود المكان.
الى أن سمعوا رنين هاتف عمران
أنتفض الجميع.
رد عمران سريعا: أيوا يا عامر، وصلتوا لمكان سمره؟
رد عامر: أيوا لقينا سمره، هي فعلا زى ما توقعنا كان عاطف خاطفها، ووصلنا لمكانها.

تنهد عمران يقول: طب كويس، وهي كويسه؟
رد عامر: بصراحه معرفش، عاصم دخل بها لعربية الأسعاف، وأنا مشيت بالعربيه، وراه أنا وطارق، لحد المستشفى، بس كان في كمين عالطريق، وقفنا، والأسعاف سبقنا، وأنا دلوقتى لسه داخل للمستشفى هشوف فين عاصم، أنا كنت عاوز أقولك حاجه تانيه
عاطف ولع.
رد عمران: بتلقائيه في داهيه، ثم عاد قائلا: قصدك أيه بعاطف ولع!

رد عامر: لما وصلنا للمكان الى عرفنا أن ممكن تكون سمره فيه، لقينا يلا متوسطه، كانت تقريبا ولعت كلها، والى يشوف منظر النار، والدخان، يقول مستحيل يطلع من ال يلا دى
حد عايش، وسليم، بس عاصم مستناش، ودخل بين النيران، وبعد شويه، طلع بسمره ملفوفه ببطانيه، وتقريبا مش محروقه، انا صحيح شوفته من بعيد شويه، بس لما سألت واحد من رجال الأطفاء.

قالى أنهم عثروا على جثتين شبه متفحمين، وأنهم ماتوا، وواضح أنهم لست وراجل، والحرس الى على بوابة ال يلا أكد، أنه في الفيلا تلاته عاطف، والخدامه، والتالته مرات عاطف، أكيد دى سمره، يلا ربنا يغفر له، خد أيه من طمعه وغله، معاه، اللهم لا شماته، الخوف دلوقتى، عمتك عقيله لما تعرف، أنا قولت لواحد من الشرطه، ينتظر شويه تبليغ أهل المتوفين، مش عارف، رد فعلها هيكون أيه، وقولت، أشاورك الأول، وكمان سولافه، حتى لو مش أخوات شققه، فالآخر هو أخوه.

زفر عمران نفسه بسأم يقول: فعلا الوضع صعب جدا، طب خليك معايا على تواصل، بكل الى بيحصل، وطمنى على سمره، سلام.
اغلق عمران الهاتف، ونظر لوالده الذي قال بترقب: قولى حصل أيه، لقوا سمره؟
رد عمران: أيوا لقوا سمره بس.
تحدثت ناديه قائله: بس ايه، سمره جرالها حاجه؟

رد عمران: لأ سمره في المستشفى مع عاصم، عامر ميعرفش لسه جرالها ايه هو شاف عاصم من بعيد شايل سمره ودخل بها لعربية أسعاف، ويادوب لسه واصل هو للمستشفى، بس عاطف هو الى...
تحدث حمدى قائلا: ماله عاطف هو الى كان خاطف سمره، زى ما توقعتم.
رد عمران: فعلا صحيح، وللأسف عاطف، مات محروق.
أنصعق حمدى قائلا بخفوت: أيه بتقول أيه!
سرد عمران لهم ما قاله له عامر على الهاتف.

تحدثت وجيده: الصبر يارب، والله زعلت، على عاطف، عاطف دفع تمن غلول عقيله، زرعت في قلبه الطمع، والغل، مكنش كده، قبل ما تتحوز من رضا، بس لما سبته وراحت أتجوزت، أتبدل وبقى عدوانى، وكان بيزيد مع الوقت، وبالذات لما سمره جت وعاشت معانا، في قنا، كنت بخاف عليها من نظراته، ليها، بس مكونتش أتوقع يوصل بيه الهوس أنه يخطفها، ويحاول يقتل عاصم، لنفس السبب.

تحدثت ناديه: ربنا يسامحه، بقى، الاهم دلوقتي سمره نطمن عليها، أنا مش هقدر أتحمل، أنا هسافر، لها أسيوط، أطمن عليها، لازم أكون جنبها.
رد حمدى الذي يشعر بتوهه، ووجع قائلا: عمران شوف لينا طياره خاصه، لازم أكون في أسيوط قبل ما الشرطه تبلغ عقيله عن عاطف، وكمان، أطمن على سمره.
تحدث عمران: حاضر يا بابا هتصل عالمطار، أشوف طياره خاصه.
أقتربت وجيده، وربتت على كتف حمدى، تنظر له.

نظر حمدى لها وبعينيه دموع قائلا: مش عارف رد عقيله هيكون أزاى، والله برغم المصايب الى عرفتها عنه، بس عمرى ما كنت أتمنى له الموت بالطريقه البشعه دى، عاطف أنا كنت بعتبره، واحد من ولادى، فاكره لما طلبت من عقيله تسيبه يتربى مع ولادى، بعد ما أتجوزت، يا ريتها كانت سابته، يمكن مكنش وصل الحقد لقلبه، ودمر حياته، والله أعلم كمان سمره، فيها أيه، أول مره في حياتى أبقى خايف، التليفون يرن، يوصلنى خبر. أن سمره كمان،؟

وضعت وجيده يدها على فم حمدى قائله: أتفائل خير، سمره أنا عندى أحساس كبير أن ربنا هينجيها، وعاطف هو الى أختار طريقه بنفسه، وسلم نفسه لغل وحقد عقيله يتغلغل في قلبه وعقله، وده قدر ربنا قبل كل شئ
فى نفس الوقت أتصلت أفنان على طارق، الذي رد عليها في الرنين الثانى
بعد السلام
تحدثت أفنان: عامر أتصل على عمران وقاله انكم ليقتوا سمره، وصلتوا لمكانها بالمستشفى ولا لسه.

رد طارق قائلا: أيوا أحنا واقفين مع عاصم قدام العنايه، مفيش حد طلع لسه من جوه، وقالنا على حالتها، أدعى لها.
ردت أفنان: ربنا يلطف بها، يارب، ماما ناديه، وووالد عاصم ووالدته، طلبوا من عمران، يشوف لهم طياره خاصه، ربنا يسهل، بس أبقى أتصل عليا، أو اما اتصل عليك أبقى رد عليا.
رد طارق: طيب أكيد أول ما أعرف حالة سمره هبلغك.

أغلقت أفنان الهاتف، ونظرت ل ناديه قائله: طارق بيقول أنهم قدام العنايه، وسمره، لسه مفيش دكتور خرج من الاوضه، أكيد خير، ربنا، يلطف.
آمنت ناديه ووجيده، على دعاء أفنان.
بينما بحديقه الفيلا وقف عمران يتنفس ويزفر أنفاسه، وحين أدار وجهه للدخول
وجد أمامه سليمه نظرت له برآفه قائله: المطار وافق على طلوع طيران خاص في الجو ده.

رد عمران: وافق بعد محايله، قالى صحيح الطقس بدأ يتعدل، بس لسه في غيوم بسيطه متأثرش عالطيران، بس لازم توخى الحظر، ده برضو خطر، عالطيران، بس قولت له انى متحمل كل شئ.
ردت سليمه: طب كويس، بس ليه شكلك، مضايق، كده، يعنى يعتبر خلاص، سمره عرفتوا، على الأقل أن سمره بعدت عن الخطر.

رد عمران قائلا: سمره لسه في خطر أكبر، أنا أتصلت على عامر، وكلمت عاصم، قالى أن مفيش في جسمها حروق غير كف أيدها، بس المشكله عندها في التنفس، واضح أنها فضلت في الدخان كتير، وأن الى رابط سمره بالحياه، هو الاوكسجين الصناعى، والدكاتره خرجوه من أوضة العنايه.

ازدرت سليمه ريقها، تشعر بغصه في قلبها، للحظات جاء الى خاطرها، صورة أختها التوأم، بمنظرها الأخير، وهي تصارع الموت، أغمضت عيناها، لثوانى، ثم فتحتها قائله: ربنا ينجيها، أتفائل بالخير.
رد عمران: سليمه أنا معرفش عملت أيه طيب في حياتى، خلانى القدر أقابلك، في الوقت المناسب، مش هنسى، وقوفك جنبى الفتره دى، طول الوقت بتساندينى، ومعايا، وبتعطينى تفاؤل، وأمل.

أبتسمت سليمه بحياء من نظرات عين عمران العاشقه، رفعت وجهها له تريد البوح له أنها لا تعرف كيف أخترق مشاعرها، بهذه الطريقه، وبتلك السرعه، ولو كان قبل أشهر أحد أخبرها أنها ستقع في عشق سيغير كل طريقة حياتها، لم تكن لتصدقه، لو قال لها أحدا، أنكى ستقعين بعشق هذا المنمق الذي ينظر للناس من خلف نظارته الباهظه، ووقوف الحرس له على باب الشركه صدفه غيرت طريق حياتها، بعد أن كانت تسير نحو هدف واحد، وهو العمل، فقط، تدخل القلب، يعلن تمرده، واحتياجه، للعشق، لحظة مسكه ليدها بالمطعم أطاحت، بكل الرفض، هو كان قدرا غير حياتها، أستسلمت، وأعلنت راية العشق.

ساعات مرت
خرج الاطباء من غرفة سمره
بلهفه، أقترب كل من طارق، وعامر من الطبيب، بينما عاصم الجالس على أحد المقاعد، خارت قواه، بسبب نزيف جرحه الذي رفض تضميده قبل أن يخرج أحد الأطباء، يبشره بنجاة سمره، حين حاول النهوض، شعر بدوخه قويه، ظل جالسا لثوانى، ثم نهض وأقترب أيضا قائلا بلهفه: سمره.

تحدث الطبيب بهدوء: المدام هتفضل في العنايه تحت أجهزة التنفس، لسه التنفس بتاعها مش مظبوط، أحنا أتعاملنا معاها، وسحبنا جزء كبير من الدخان كان متجمع في الرئه، بس لسه زى ما قولت التنفس مش طبيعى، والجنين لسه موجود، كان معانا طبيبة نسا، وهي أطمنت عالجنين، وعندى شك كبير، أن السبب في نجاة المدام هو الجنين ده، أخدنا عينة دم وراحت للمختبر، وهي الى هتأكد لنا الشك ده، بس أقدر أقولكم أن الخطر، زال عن المدام بنسبه خمسين في الميه، والخمسين التانيه، معتمدين على مقاومة المريضه نفسها.

تحدث عاصم بترقب: لوسمحت يا دكتور، هو حصل تعدى عالمريضه.
رد الطبيب، قصدك تعدى جسدى: لأ، بس واضح أن كان في عنف، ومقاومه، أنا دلوقتي هبلغ تقريرى للشرطه كامل.
تنهد كل من عامر، وطارق، براحه قليلا، بينما
شعر عاصم براحه قليلا هو الأخر، لكن مازال لديه خوف، كان يتمنى أن يقول له الطبيب انه زال عنها الخطر نهائيا، ولكن، ربما عليه الصبر.
قال الطبيب هذا وغادر.

نظر عامر لعاصم قائلا: أظن الدكتور طمنا على حالة سمره، أنا متأكد سمره هتقاوم وهترجع أحسن، تعالى معايا، نشوف دكتور، يشوف جرحك ده، ماما، بابا، طنط ناديه زمانهم ركبوا الطياره، ولو ماما جت وشافتك بالمنظر ده، ممكن يغمى عليها.
أماء عاصم رأسه بموافقه، قائلا: تمام هروح لوحدي وخليك أنت وطارق هنا قدام أوضة سمره.

فهم عامر عاصم، هو مازال يخاف على سمره أن يضرها أحد، لكن قال: لأ أنا هاجى معاك، أنت شكلك دايخ، بلاش مناهده، طارق هيفضل هنا قدام العنايه متخافش.
من شدة ألم عاصم أسمتثل لعامر، وسار معه، لكن تحدث ل طارق محذرا، متتحركش من هنا قبل ما نرجع تانى.

نظر له طارق يقول بسخريه: حاضر، متنساش أنها أختى، وأخاف عليها، زيك بالضبط، ويمكن أكتر، على الأقل أنا واضح معاها في مشاعرى، بص لنفسك، هتموت عليها، ولسه شايف عندك نفس نظرة الغرور.
نظر له عاصم، بشر، وكان سيتحدث لكن سبقه
عامر، قائلا: يلا يا عاصم تعالى معايا، وانت خليك هنا يا طارق.
سار عاصم مع عامر الذي حاول سند عاصم لكنه رفض، وسار لجواره.

بينما بقي طارق جوار الغرفه لدقائق، قبل أن يأتيه أتصال هاتفى فأبتعد عن الغرفه للرد على الهاتف.
فى ذالك الأثناء
أنتهزت تلك الوافقه تستند على مجدى، الفرصه قائله له، محدش قدام أوضة سمره أنا هدخل لها.
رد مجدى قائلا: هتدخلى فين، دى اوضة العنايه، مش صالون چيم، أكيد لازم الى يدخل يكون متعقم، وله زى مخصوص وو...
ردت فاتن: هدخل لها يا مجدى، لو سمحت بلاش تمنعنى، أكيد في جهاز تعقيم قدام الباب الداخلى للعنايه.

أستسلم مجدى لها قائلا: مقدرش أمنعك بس بلاش تغيبى جوه الأوضه لأن ممكن أى حد منهم يرجع بسرعه تانى، وممكن بسهوله يتعرف على شخصيتك، ويسألك أنتى هنا بأى صفه.
ردت فاتن: ميهمنيش الى يهمنى أطمن على سمره بنفسى وبس.
بعد لحظات، دخلت خلثه فاتن الى الغرفه، وأرتدت، زى معقم موجود بمكان مخصص له امام الباب الداخلى للعنايه، وتعقمت من جهاز التعقيم
وارتدت على فمها قلنصوه طبيه، وغطت شعرها بغطاء بلاستيكى.

دخلت فاتن، وأقتربت من سمره النائمه على الفراش جسدها موصول بمجموعة أنابيب طبيه رفيعه، كم تألمت بقلبها، هذا الشعور مميت بالنسبه لها، ربما لو كان بالماضى، لما أهتزت له، قد تكون بين ايدينا نعمه ولا نشعر بها الا بعد فوات الآوان هي تخلت عن أمومتها، سابقا، لما تشعر بهذا الآن، أهذا عقاب، نعم هو كذالك، لكن قاسى، ومرير.

سمره طفلتها التي أنجبتها للحياه يوما كل ما كانت تعنيه لها، هي فرصه للسيطره على محمود والضغط عليه بها، تمزق قلبها حين
أقتربت أكثر، من وجه سمره، ورأت تورم وجهها، لعنت ذالك عاطف آلاف اللعنات، ستلحقه الى قبره.

أنحنت تقبل، رأس سمره، قائله: سمره، بنتى الوحيده، أنا علشانك رجعت، من تانى لهنا، صدقينى، أنتى السبب في رجوعى، كان ممكن أسلم للموت بعيد عن هنا، بس أنا حبيت أشوفك، يوم ما ناديتى عليا في الأوتيل، ماما من غير قصد، كنت هعترفلك أنى فعلا ماما، خوفت عليكى، أنت أكتر حد ظلمته في حياتى، حتى أكتر من طارق، كنت بستخسر فيكى الحنان، طارق لاقى ناديه عوضته عنى، لكن انتى أتشتتى من أيدى لأيد وجيده، وناديه، صحيح الإتنين كانوا أحن عليكى منى بس أنا السبب في ضعف شخصيتك، حاربى، وأرجعى تانى للحياه، لسه قدامك فرص كتير، كل الى حواليكى بيحبوكى، ومستنين، تزهرى تانى، بينهم، طارق، محتاج، لأخت تشاغبه، وتلعب معاه فاكره لما كان يجى عندنا الفيلامكنتوش بتفارقوا بعض ووقت ما يمشى طارق كنتى بحسك، بتحسى بالوحده، كمان عاصم، فاكره نظرة عيونك له، من أول مره أتقابلتوا، حسيت بالكره له، لو كنت زمان مستحيل كنت أصدق في يوم أنى أخليه بس يحلم بقربه لحظه منك، أدعيت بالكذب عليه، وحاولت أبعده عنك، لكن هو كان قدرك الحامى، من شر أبن عقيله، الى في يوم شرها غلبها، وولعت مخزن المصنع وأنا فيه أنا ومحمود، لما غيرت صوتها أتصلت عليا بالكدب، وقالت أن محمود على علاقه، ببنت من بنات المصنع وأنه بيقابلها في مخزن بالمصنع، وكان ده فخ منها، دفعت أنا تمنه، ضاع محمود من أيدى، وأنا عشت بهويه تانيه، سمره جواكى حياه تستحق تعيش قاومى علشانها.

كانت فاتن ستكمل حديث لسمره، لكن دخول عاصم المفاجئ جعلها تمحى تلك الدموع سريعا.
تحدث عاصم بحده: أنتى مين، وأيه الى دخلك لهنا.
ردت فاتن: أنا ممرضه هنا بالمستشفى، وكنت جايه أطمن عالمدام، لو تحب أسأل عنى الدكتور، الى مباشر حالة المريضه هو قالى؟
قاطعها عاصم قائلا: تمام متشكر ليكى، أنا آسف.
ردت: فاتن لا مفيش مشكله، ربنا يكمل شفا المدام أنا هخرج عن أذنك.

أماء لها عاصم، شعر بأن هذا الصوت ليس غريب عليه، هو سمعه سابقا، لكن أين، لا يهمه التفكير في تلك المرآه التي تخفى وجهها خلف الكمامه، وغطاء الرأس.

لكن حين دخل على سمره غرفة العنايه ووجد تلك المرأة امامه شعر بخوف على سمره، بعد أن خرجت من الغرفه
أقترب من سمره
ونظر الى وجهها المتورم
اثار صفعات يد عاطف على وجهها، كور يديه، حتى كادت عروق يده أن تفر منها الدماء، غضبا
كم نهر نفسه، لو تأخر دقيقه واحده، لأصبحت سمره بعالم أخر، نظر الى عنق سمره الذي عليه بعض أثار ذالك الحقير، يزداد الغضب بقلبه.

أقترب منها، وقبل منبت شعرها، قائلا: سامحينى، يا سمره، عالوعد الى أخدته على نفسى
قبل عيناه واحده خلف أخرى هامسا بحب بحبك، بس يمكن القدر بينا بيختار الفراق.
أنتهت تلك الليله بدأ
بزوغ نهار جديد.

أستيقظ عاصم من غفوته، على صوت همس سمره، نهض من على ذالك المقعد لا يعرف كيف سحبه النوم وهو جالس عليه، ربما بسبب ذالك المسكن الذي اعطاه له الطبيب أثناء تضميد جرحه، أقترب من سمره، وجدها مازالت في غيبوبتها، لكن كيف هو سمع همسها
هى قالت. مامى!
ربما تهيئ له.
لكن وجد الطبيب يدخل الى الغرفه قائلا.

صباح الخير، أظن كده كفايه، لازم تسيب المريضه ترتاح، وأنت كمان ترتاح أنا سمحت لك تفضل معاها، بعد ما اتحايلت عليا، أمبارح، وكمان لأنى عارف أن النوع ده من الغيبوبه، بيبقى عاوز الى يحكى مع المريض، بس كده كفايه.
أنا معايا تقرير، بنتيجة تحليل عينة الدم الى أخدناها من المدام أمبارح.

نتيجة التحليل زى ما توقعت المدام كانت أخدت ماده سامه، لها نسبة تفاعل ضئيله في الدم، بس من رحمة ربنا عالمدام أنها حامل، والجنين ده هو الى أنقذ حياتها من السم ده، لان ربنا، خالق غشاء بلازمى حوالين المشيمه، بيفرز كل المواد الغذائيه، الى داخله له، زى الكبد عند الانسان الكامل كده، وواضح أنها ممكن تكون تقيئت السم ده، فقلل من نسبة خطورته عليها.

تعجب عاصم، أيعقل عاطف حاول قتل سمره بالسم، هو وجدها بغرفه بابها حديدى، كم ود أن يعود عاطف للحياه للحظات فقط يقتص منه ما حاول فعله مع سمره بدايتا من محاولة تسميمها، وأنتهائا بتلك الصفعات التي أثارها، على وجه، سمره.

بشقة عقيله
استيقظ الجميع على صوت رنين جرس الباب
من فتحت الباب هي كانت سولافه
فوجئت بحمدى أمامها، وخلفه كل من وجيده، وعامر
تخدثت قائله: خالو أهلا وسهلا، أزي حضرتك
قالت هذا ثم أتجهت الى وجيده وحضنتها قائله: ، أزيك يا طنط وجيده من زمان مزوتناش هنا، خير، يارب تكونوا لقيتوا سمره.

علي ذكر أسم سمره، كانت قد أتت عقيله لمكان وقوفهم تحدثت بسخريه قائله: خير يا حمدى، أنت بقيت زى عيالك، وجاى أنت كمان تتهجم علينا و تتهم أبنى أنه هو الى خطف السنيوره بنت أخوك.
نظر حمدى لها، يكبت حزنه وأقترب منها وضمها بحنو
تعجبت عقيله قائله: لازمته أيه دور الحنيه ده قولت أتأسف على تهجم ولادك علينا وأتهام عاصم لابنى بخطف سمره وتهديده لابنى قدام عينى.

رد حمدى قائلا: فعلا الى خطف سمره هو كان عاطف، يا عقيله.
أزاحت عقيله حمدى عنها قائله: حتى انت كمان جاى تتهم ابنى، بالكدب، بتساعد أبنك، عاصم طول عمره بيكره عاطف، وهو الى خطف منه سمره، لما طلبها للجواز، وهو الى جبرها ما توافقش على عاطف علشان كان طمعان في ميراثها، وأهو هي لما عرفت طفشت من وشه بدل المره إتنين.
رد عامر: سمره مطفشتش يا عمتى، سمره، فعلا عاطف خطفها، وعرفنا مكانها من كم ساعه بس.

ردت عقيله: كذب يا ابن وجيده، بس كويس أن لقتوها، حافظوا عليها، بقى، وانا هبعد أبنى عنها خالص.
دمعه فرت من عين حمدى، وتحدث متألما يقول: فعلا عاطف هيبعد عنها نهائى، لانه مبقاش موجود بينا.
تحدثت سولافه قائله: قصدك أيه بأن عاطف مبقاش موجود بينا، يا خالو؟
نظر حمدى لعقيله قائلا: عاطف في ذمة الله.
صاعقه
نظرت عقيله له قائله: مين الى في ذمة الله، ده كدب، عاطف، نايم جوه في أوضته، حتى تعالى شوفه.

قالت عقيله هذا وذهبت الى غرفة عاطف وفتحتها، وجدتها خاليه، وسريره مهندم كما هندمته الخادمه في الصباح.
كان خلفها حمدى
دخلت الى الغرفه، وأقتربت من باب الحمام المصاحب للغرفه، تنادى على عاطف لم يأتيها صوته، فتحت الباب، لم تجده
نظرت عقيله لحمدى قائله: أكيد بايت بره، زى عادته، وهيرجع
رد حمدى قائلا: مش هيرجع يا عقيله، ربنا يصبرك.

نظرت له عقيله قائله: ربنا يصبرنى على ايه، أنت جاى لبيتى تتمنى لابنى الموت، دى الأخوه، أطلع من بيتى، ومتجيش لهنا تانى، تعالى، قالت هذا وسحبت يد حمدى ولكن توقفت حين رأت سولافه تبكى بهستريا، بحضن وجيده التي تبكى هي الأخرى.
تركت يد حمدى، وذهبت وأنتزعت سولافه
من حضن وجيده قائله: سيبى بنتى، أبعدى عنها
تحدث حمدى يقول: عقيله، ربنا يبرد قلبك
عارف أنه صعب تصدقى، بس عاطف، في ذمة الله
هنا أستوعبت عقيله قول حمدى.

صرخت، ب لا، بدأت تصرخ، وتنتحب، تبكى وتنوح، وفي نفس الوقت تهزى، بأسم عاطف
حضنها حمدى يربت على ظهرها.
أبعدته بقوه، وأتجهت مره أخرى لوجيده، وأنتزعت منها ثانيتا سولافه قائله: كدب عاطف مماتش
أشمعنا أنا أبنى الوحيد يموت، وأنتى عندك تلاته محدش منهم مات، ليه أبنى انا الى يموت، ليه مش ولادك.
تعجب عامر من قول عمته، كم هي سوادويه، لهذا الحد، شفق على سولافه.

كيف لها أن تعيش مع تلك المرأة وتظل محتفظه ببرائتها، هي تبكى، بشده، أقتربت سولافه مره أخرى وارتمت بين يدى وجيده
تبكى.
بينما وجيده ظلت صامته، تعطى عذر ل عقيله، هي جربت شعور، آلم الفقد، ولكن الله كان بها رحيم، وأعادهم، لها مره أخرى.
تحدثت عقيله بهزيان قائله: عاطف مات أزاى؟
رد حمدى قائلا: المكان الى كان فيه ولع ومقدروش ينقذوه
عقل عقيله يذهب: لكن قالت
والسنيوره سمره لقتوها عايشه ولا ماتت هي كمان.

رد حمدى: سمره بين الحيا، والموت
ردت عقيله: يارب تموت هي كمان، أشمعنا انا الى قلبى يتلدع لوحدى.
بعد مرور يومان
أمام تلك الغرفه
خرج الطبيب مبشرا يقول
مدام سمره فاقت، بس هتفضل تحت جهاز التنفس الصناعى، تقدروا تدخلوا تطمنوا عليها، بس بلاش الأجهاد في الحديث معاها.
دخلت
ناديه أولا
تبسمت حين رأت سمره تفتح عيناها أقتربت منها، وقبلت وجنتها
دخل من خلف ناديه
وجيده، وطارق، وعامر، حمدى، الذي أقترب هو الأخر من سمره، وقبل.

وجنتها قائلا: حمدلله على سلامتك يا بنتى، فرحت قوى لما الدكتور قال أنك فوقتى.
وضعت سمره يدها على بطنها، تبسمت ناديه قائله: لسه الجنين الى في بطنك متمسك بالحياه، بس مش بنت طلع ولد.
ردت سمره بوهن: قائله، أكيد كذب، انا أحساسى بيقولى أنها بنت، بس المهم أنه بخير، دارت سمره بعيناها في الغرفه، تبحث عن عاصم، لم يدخل
قالت: أمال فين عاصم؟
نظر الجميع لبعضهم دون رد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة