قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أنت حقي سمرائي للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثاني عشر

رواية أنت حقي سمرائي للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثاني عشر

رواية أنت حقي سمرائي للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثاني عشر

بالقاهره
بمكتب طارق كان يجلس مع أحد العملاء لديه يتشاور معه حول أحد القضايا، أنتبه الى صوت الهاتف، لكن تجاهل فتح الهاتف ليكمل حواره مع العميل الى أن أنتهى الأمر لينصرف العميل
فتح طارق الهاتف، وفتح الرساله قرأ فحواها
لكن لم يصدق، قرأها مره أخرى لا بل مرات قبل أن يطلبها دون تفكير
بعد أن وضعت سمره الهاتف شردت بذكريات قديمه لها، دائما هي أخر أهتمام من تخصهم.

بدايتا من والداتها التي كانت دائما أخر أهتمامها، لم تشعرها يوما بأهميتها بحياتها، لكن كان والداها هو فقط من يهتم بها يدللها، كان الأقرب لها دائما، خالتها رغم أنها لم تكن أبنتها لكن تمنتها أما لها، دائما ما كانت تسأل عنها وتذهب لرؤيتها قبل وفاة والدايها، حتى بعد وفاتهما ظلت تسأل عنها، وتأتى للأطمئنان عليها بين الحين والأخر، ربما على فترات متباعده لكن كان من الممكن أن تنساها في زحمة الأيام لكن لم تنساها، طارق تجمعهم أخوه، دائما كان يريد قربها منه لكن كان حكم القدر هو تباعد الأخوه، لكن كان هناك أتصال دائم بينهم، فهو من أتى لها بذالك الهاتف، وكان يداوم على وجود رصيد به، عمى وزوجته وأبنائهم تعاملوا معى بود وحنيه، لكن هناك فجوه تشعر بها بينهم، عمتى عقيله، ليست سوى طامعه مستغله، وظهرت على حقيقتها حين رفضت أبنها، ابنها ذالك التافهه التي لم تشعر اتجاهه داوما سوى بالبغض والنفور، سولافه هي مثلى ضعيفه تنتظر يد تنتشلها من جحر والداتها واخيها لكن لديها والد يعطيها الحب والحنان، عاصم، وآااااه عاصم أعترف أحبه تفتحت عينى على حبه لكن أنا فين في حياته، آخر شئ، كالعاده أنا أخر أهتمام من أحبهم. +.

فاقت من تفكيرها على صوت الهاتف الذي خضها للحظه ولكن فتحت الخط سريعا وردت: أيوا يا طارق أنا باعته الرساله بقالى اكتر من ساعه على ما أفتكرت ترد
تعجب طارق على رد سمره على الهاتف
وقال: أن كنت مع عميل ويادوب لسه شايف الرساله ومقصدتش ومفكرتش وده الى خلانى أطلبك بس غريبه رديتى ومقفلتيش في وشى لأول مره تردى بصوت مش برساله.

ردت سمره: أنا كنت منتظره ردك ولما رنيت معرفش فتحت الخط علطول، وبعدين أنا مش في فتحت الخط ورديت أو لأ، أنا دلوقتى فكرت في كلامك، أنا هنزل القاهره وأشوف رد فعل عاصم، أنا طلبت منه كذا مره أنه ياخدنى معاه أعيش في القاهره وهو رفض وأنا عاوزه أحطه قدام الأمر الواقع، شوفلى طريقه أجى بها للقاهره.
رد طارق: الطريقه سهله جدا وبسيطه، لو ركبيتى أى قطر من عندك جاى للقاهره.

ردت سمره: قطر أيه يا طارق، أنا مقدرش أتحمل المده دى كلها هقعد أكتر من تمن ساعات في القطر.
أنت مش سبق قولت أنك طلعتلى جواز سفر
خلاص أسافر بالطياره.
فكر طارق قليلا وقال: سمره أفقلى وعشر دقايق هرجع أكلمك تانى
فعلت سمره ماقاله وأغلقت الهاتف ووضعته أمامها تنتظر عودة أتصاله
بينما طارق أغلق مع سمره وقام بالأتصال على شركة الطيران يستعلم منهم على مواعيد الطائرات1
بعد أكثر ربع ساعه+
نظرت سمره للهاتف بملل وشرود.

لكن أخرجها من شرودها صوت رنين جرس الباب
تركت الهاتف ونهضت تتجه الى باب الشقه وفتحته
وجدت أمامها سنيه التي قالت: ست سمره بقالى كتير برن الجرس ليه مش بتردى عليا كنتى نايمه
ردت سمره بضيق: لأ مكنتش نايمه وبعدين مش قولتلك بلاش كلمة ست سمره دى بتحسسنى أنى عندى ميت سنه قولى لى سمره زى ما كنتى بتقولى قبل كده
ردت سنيه: عاصم بيه هو الى أمرنى بكده.

ردت سمره: أبقى قولى بس قدامه لكن بينى وبينك قولى سمره وبعدين جايه ليه
ردت سنيه: حمدى بيه والست وجيده قالولى أطلع أقولك أن العشا جاهز وهما مستنينك عالسفره
قبل أن ترد سمره. سمعن صوت رنين هاتف
تحدثت سنيه بتعجب: ده صوت تليفون جاى من جوه الشقه
تعلثمت سمره قائله: تليفون أيه ده صوت التلفزيون يلا أنتى أنزلى وأنا جايه وراكى
أمتثلت سنيه لها ونزلت وأغلقت سمره خلفها الباب.

وعادت لغرفة النوم، أغلقت رنين الهاتف، وبعثت رساله تقول: هكلمك مره تانيه بعد شويه
قالت هذا وأغلقت الهاتف ووضعته بأحد جيوب ملابسها ونزلت للأسفل
بشقة سليمه
لاحظ رفعت نظرة عين عمران لتلك الصوره على الحائط
تحدث بألم: دى صورة سليمه وأختها التوأم وهما صغيرين
تعجب عمران قائلا: هي سليمه لها أخت توأم طب هي فين.

أدمعت عين رفعت ورد: سلمى ربنا أختارها من اتناشر سنه، توفت في حادثة عربيه، كنا يوم العيد وسواق همجى صدمها، بس ربنا عاقبه في وقتها ودخل في عمود كهربا ومات مصعوق، وللأسف سلمى كمان باتت ليله في المستشفى وتانى يوم روحها صعدت للى خالقها، وبعدها بحوالى سنه توفت مامة سليمه وفضلت أنا وهى، بقت كل دنيتى، وأنا كمان كل دنيتها.

رأى عمران تلك الدمعه التي فرت من عين رفعت تأثر هو الأخر بشده لا يعرف السبب ولكن ربما آن أوان معرفة السبب الحقيقى.
بقنا
دخلت سمره الى غرفة السفره
جلست على مقعدها المخصص بالسفره صامته
تحدث حمدى: مالك يا سمره ساكته ليه ومش بتاكلى وكمان أتأخرتى على ما نزلتى ومرات عمك قالت أنك طول اليوم منزلتيش من شقتك.

ردت سمره: مفيش يا عمى حاجه أنا بس ماليش نفس للأكل وبعد سفر عاصم كنت برتب في الشقه حاجات وكمان بعدها جه عليا نومه صحيت على جرس سنيه ليا
تبسم حمدى يقول: طب مبتكليش ليه بقالك كان يوم أكلتك ضعيفه كده، وبتقولى أنك كنتى بتاكلى وأنتى بتطبخى معاهم طب النهارده مكنتيش بتطبخى معاهم وكمان شكلك ضعفانه
هو عاصم مزعلك
ردت سمره: لأ عاصم مش مزعلنى بس أنا ماليش نفس للأكل الأيام دى.

تبسمت وجيده تقول بخبث: بتحصل كتير أنا لما كنت حامل في عاصم كنت زاهده للزاد وتقريبا مكنتش باكل وكان عندى حالة زهق وملل من كل حاجه حواليا حتى وقتها عمك حمدى كان مستغرب من معاملتى معاه وكنت بضايق من أقل حاجه.
تبسم حمدى يقول: ياريت تكون سمره حامل دا يوم المنى لما أشيل ولادها هي وعاصم، سمره عندى غاليه قوى كفايه أنها الحاجه الوحيده الى سابها ليا محمود أخويا.

شعرت سمره بالضيق مما يقولون وردت: الكلام ده سابق لأوانه أكيد مش ده السبب ممكن قريفه من تغير الجو مش أكتر.
نظرت وجيده بتعجب لسمره لا تعرف لما لديها شعور سئ ناحيه سمره ولكن تحدثت: ربنا يرزقك أنتى وعاصم بالذريه الصالحه
أمن على دعائها حمدى ثم قال: لأ أنا عارف سبب ضيق سمره
نظرت له سمره بخشيه أن تكون سنيه عادت له أنها سمعت رنين هاتف قبل قليل
لكن تحدث حمدى: سمره مضايقه من بعد عاصم عنها وأنه ماخذهاش شهر عسل.

بس معليشى يا بنتى عاصم كان مشغول في صفقه مهمه لوتمت زى ما هو مخطط لها هتدفع أسم الصقر لمنطقه تانيه خالص
ردت سمره: ربنا يوفقك أنا شبعت هروح أوضتى أنام عن أذنكم
قالت هذا وتركت طاولة الطعام
تحدثت وجيده: عندى أحساس سمره مخبيه حاجه، حتى عاصم كمان متغير وهو مسافر
لاحظت كده الصبح
كل مره كان بيسافر سمره كانت بتنزل معاه من الشقه المره دى منزلتش ولما سألته عليها قالى أنها كانت سهرانه ونايمه ومبحبش يزعجها.

فكر حمدى يقول: مش يمكن يطلع أحساسك غلط
تنهدت وجيده تقول: ياريت يكون أحساسى غلط
دخلت سليمه الى غرفة الصالون
لاحظت رفعت وهو يمسح تلك الدمعه من عينه
وضعت سليمه
صنيه بها أكواب الشاى قائله: أتفضلوا الشاى.

تنهد رفعت وجلى صوته وتبسم قائلا: تعرف يا عمران سليمه بنتى من فتره معرفش أيه الى غيرها وبدلت القهوه بالشاى دى كانت بتشرب القهوه سبع مرات في اليوم وكنت أوقات بخفيها منها لكن من فتره صعيره كده هي من نفسها زهدتها دى كانت بتنام وفنجان القهوه في أيديها بس الحمد لله أنها خفت او شبه بطلتها أنا مبسوط قوى.

أرتبكت سليمه من حديث والداها وقالت بتبرير: بدون أى سبب بس أنا في الفتره الأخيره كنت بضايق كتير وبسرعه وفكرت أنه ممكن يكون بسبب القهوه فقللت منها مش أكتر. +
تبسم عمران يقول: أنا مش بحب شرب القهوه نهائى مع أنى في مرحلة الثانويه كنت شبه مدمن قهوه بس ماما بقى وكمان مشكله صحيه خلتنى منعت القهوه خالص، بس عندى الشاى كيف، وهو حتى لو له ضرر بس أقل من القهوه.

تبسم رفعت يقول: فعلا القهوه مضره أنا عن نفسى لو شربت قهوه بتبقى مره واحده في اليوم بس أيه رأيكم أقرالكم شويه من أشعارى وبعدها هاخد رأيك في أقتراح كانت سليمه أقترحته عليا بس منفذتوش لحد دلوقتى+
رد عمران معنديش مانع على فكره أنا كنت من هواة الشعر والأدب بس بقى مشاغل الحياه
بدأ رفعت في ألقاء بعض الخواطر والأشعار
كان عمران بين الحين والأخر عيناه تقع على سليمه وهي كذالك.

لاحظ رفعت نظراتهم لبعض لديه أحساس أن هذان الاثنان لديهم مشاعر قويه لبعضهم
تمنى أن يصدق حدسه ويكون عمران عند حسن ظنه ولا تعيد سليمه تجربتها القديمه
مر الوقت سريعا
تحدث عمران وهو يقف: أنا متأسف أكيد سهرتكم بس بصراحه قضيت وقت ممتع مع أشعار وخواطر سعادتك
تبسم رفعت بود قائلا: أولا بلاش سعادتك دى قولى يا عمى رفعت وبصراحه أنا كمان قضيت وقت ممتع ولطيف من زمان مقعدتش ألقى أشعارى للمده دى.

وبصراحه أكتر بقى أنا كنت دعيك عالعشا مخصوص علشان أدبسك وتسمع لأشعارى لأن قررت أنا أنشر أول ديوان أشعار ليا وبقالى شهر قايل لسليمه تشوفلى مطبعه كويسه وهي طنشت
تلبكت سليمه قائله: أبدا والله يا بابا أنا كنت مشغوله الفتره الى فاتت ونسيت بس خلاص قربت أخلص الرساله وهتفق مع المطبعه على طباعة الديوان.

رد عمران: أحنا بنتعامل في الشركه مع وكالة دعايه كبيره لو وافقت أنا من الصبح أطلب منهم يتولوا الطباعه والدعايه للديوان
فكر للحظه رفعت وتحدث موافقا: يقول موافق طبعا على الأقل الوكاله دى هتوفر عليا الدعايه هتعملها هي معاك سليمه تقدر تخلى الوكاله تتفق معاها وأنا هلتزم معاهم وهجمع مجموعه من أشعارى وأنزلها في ديوان وقررت أسمى أول ديوان شعر ليا، سلمى
رجفه قويه بقلب عمران
بينما سليمه تبسمت بدمعه.

أستأذن عمران مغادرا
أصطحبه رفعت الى باب الشقه ووقف يسلم عليه
لم يرى ذالك الوصولى الذي رأهم وعيناه بها شرارات لابد أن يتأكد من هذا الأنيق صاحب الوجه المألوف لديه وسبب وجوده بشقة سليمه بهذا الوقت؟
عاد رفعت الى الصالون
وجد سليمه تقف عيناها بها مجموعه من الأسئله
لكن سبق رفعت أسئلتها وقال: أنا عزمته عالعشا أرد له عزومة المركب الى عزمنا عليها وأحنا في قنا.

كان ممكن أعزمه بره في أى مطعم بس قولت المطعم هيكلفنا كتير الى زى عمران ده أكيد واخد على نوعيه معينه من المطاعم مقدرش أعزمه على مطعم فول وطعميه، فعزمته هنا في البيت وعملت أكل زى بتاع المطاعم بس وفرت الى كنت هدفعه في المطعم.
نظرت سليمه لوالداها قائله: يعنى سبب العزومه هو رد عزومته مش سبب تانى غير كده.

تحدث رفعت بمكر: سبب تانى أيه طبعا كان رد لعزومته السابقه مش أكتر وبعدين أن تعبت في الطبيخ طول اليوم، وكمان مش بحب السهر هروح أنام، وأنتى خدى صنية الشاى وروقى المطبخ بقى قبل ما تنامى تصبحى على خير
قال هذا وفر من أمام أسئلتها
بينما تنهدت سليمه لاتعرف أتصدق أن والداها قام بعزيمة عمران كرد على عزومته أم لهدف أخر في رأسه لكن ماذا يكون هذا السبب الأخر
بغرفة سمره.

أغلقت باب الغرفه بالمفتاح وقامت بفتح التلفاز وتعلية صوته
وقامت بأعادة فتح الهاتف مره أخرى
وبعثت رساله لطارق
طارق معليشى بس كنت بتعشى مع عمى قولى وصلت لأيه
رد طارق: أنا أتصلت على شركة الطيران وقالولى أن الجو بدأ الشتا يدخل وفيه طياره أضافيه دلوقتى للأقصر هطلع بعد نص ساعه تقريبا وأنا في المطار أهو يعنى تقريبا هبات في الأقصر ومن بدرى هتلاقينى عندك في قنا.

وحجزت تذكرتين عوده من عندك في الأقصر والطياره هتطلع حوالى الساعه عشره الصبح
ردت سمره طيب كويس هكون جاهزه قبلها وهستناك، تصبح على خير.
أغلقت سمره الهاتف ووضعته على طاوله بالغرفه
ونظرت حولها بالغرفه
هى حبيسة تلك الجدران لم تتغير حياتها بعد زواجها من عاصم تبدلت الجدران بدل أربع جدران لغرفه واحده أصبحت جدران شقه قليلا ما تبقى فيها حين وحود عاصم فقط غير ذالك تعود لنفس الغرفه
وقفت وتوجهت الى عصفوريها.

فتحت باب القفص وأمسكت أحدهم بيدها أقترب الأخر من يدها خلف الأخر أمسكته هو الأخر ووضعتهم على كف متبسمه وبدأت تمسد على ريشهما الملون
تحدثت قائله: هتوحشونى بس تفتكروا عاصم لما يرجع من السفر ويلاقينى مش هنا وأنى بقيت في القاهره هيعمل أيه هيكون رد فعله.
أثناء سير عمران بالطريق كاد أن يصطدم بالسياره هنالك غشاوه على عينه وهي صورة أخت سليمه طوال الطريق تتراقص أمامه.

أوقف السياره بمنتصف الطريق فجأه ونظر أمامه كان الطريق هادئ لم يكن زحام
سمع أصوات السيارات خلفه مما جعله يعود للقياده مره أخرى الى أن وصل الى الفيلا المقيم بها
وأثناء دخول عمران الى الفيلا كاد أن يتصادم بالسياره
مع عامر الذي يدخل هو الأخر
نزل الأثنان من سيارتهما وأقتربا من بعضهم
تحدث عامر: أيه ياعم مش شايف تركن العربيه كنت هتدخل فيا أيه كنت سرحان.

رد عمران: لأ مش سرحان ومش قادر للمناهده معاك عالمسا تصبح على خير، أشوفك بكره.
تعجب عامر من حالة عمران وأعاد الأمر الى أرهاق العمل.
دخل عمران مباشرة الى غرفته
رمى مفاتيح سيارته على الفراش وكذالك الهاتف
جلس على الفراش يوطى برأسه يضعها بين كفيه يتذكر حديث رفعت قبل وقت، سلمى أخت سليمه التوأم
نهض فورا عمران من على الفراش واقفا يشعر بنار تغزوا حراراتها جسده
تحرر سريعا من ملابسه.

وقف نصف عارى ينظر الى أنعكاسه بالمرآه رأى أثر ذالك الجرح القديم والغائر بجسده والذي يمتد من منتصف صدره الى منتصف ظهره تقريبا ناحيه اليسار ناحيه القلب
تذكر قول رفعت سلمى توفت ثانى يوم للعيد وهو نفس اليوم الذي تم فيه أجراء عملية زرع قلب له!
شت عقله لديه شك، لا بل يكاد يكون يقين آن الآوان أن يقطع الشك باليقين
وضع يده على ذالك النابض بجسده، أيعقل أنه مازال يعيش بنبضات قلب سلمى!
أتى صباح جديد.

أستيقظت سمره أو بالأصح نهضت من على فراشها فهى لم تذق النوم طوال الليل
وجدت عصفوريها يزقزقان جوارها على الفراش تبسمت على مناقرتهم لبعض
أمسكتهما ووضعتهما بالقفص مره أخرى وقامت بوضع طعام ومياه لهم
وأغلقت عليهم القفص
فتحت الهاتف
فوجئت وهو بيدها بصوت رساله سمره أنا بالتاكسى في الطريق لبيت عمك خلال نص ساعه بالكتير هكون قدام البيت ياريت تكونى جاهزه، ومتترجعيش في أخر لحظه.

ردت سريعا على الرساله: متخفش مش هتراجع وهكون جاهزه أنا كمان، يلا سلام أشوفك بعد نص ساعه لازم أطلع أغير هدومى
قالت هذا وأغلقت الهاتف ووضعته بالدرج التي دائما كانت تضعه به ولم تغلقه بالمفتاح هي وضعته ستصعد لأعلى وستعود مره أخرى لهنا تأخذه.
صعدت سمره لشقتها.

دخلت الى غرفة النوم نظرت لها بتمعن كل شبر بها تتذكر لحظه خاصه لها مع عاصم هنا أول قبله منه، هنا شاغبته وعنادته من أجل قبله، تركت الغرفه وأتجهت للحمام رأت أحد قمصانه موضوع بسلة الغسيل جذبته أشتمت رائحة جسد عاصم به، توغلت رائحته الى روحها تنهدت بشوق له، للحظه فكرت في العدول عن الذهاب مع طارق، لكن أخبرها عقلها عليها التأكد من حب عاصم لها، أذا كان حقا يحبها عليه أن يبرهن أنه يريدها قريبه منه دائما ليست زوجه ترانزيت يأتى أليها بأوقات فراغه لقضاء وقت لطيف. +.

أخذت قميص عاصم وعادت مره أخرى لغرفة النوم
وأتت بحقيبة يدها ووضعت بها قميص عاصم.

فتحت تلك العبله الصغيره وأخرجت ذالك السلسال الذي عطاه لها عاصم ثانى يوم لزواجهم، ووضعته حول عنقها، عيناها جابت الغرفه بأكمالها كأنها ترسمها بذاكرتها لتودعها وتترك الغرفه، بل الشقه بأكمالها ونزلت الى أسفل مره أخرى لم تجد أحد قد أستيقظ لحسن الحظ، أو ربما لسوء الحظ، تسللت الى خارج المنزل وخرجت دون أنتباه الحرس الواقفين على باب المنزل، تقدمت بعض الخطوات.

لتجد ذالك التاكسى، يقف أمامها ركبته سريعا مغادره قفصها. 2
سار التاكسى بعد صعودها مباشرة
جذبها طارق يحتضنها بلهفه وبسمه قائلا: لاخر لحظه مش مصدق أنك أنتى الى طلبتى تنزلى للقاهره
ردت سمره: ممكن بلاش نتكلم دلوقتى أنا لغاية دلوقتى عندى تردد وعاوزه أرجع تانى من فضلك يا أسطى لف ورجعنى تانى للبيت الى أخدتنى منه
تحدث طارق: سمره بلاش تراجع دى فرصتك تعرفى عاصم أذا كان بيحبك أو لأ وكمان أذا كان طمعان في ميراثك.

لو بيحبك أكيد هيجى لحد عندك ولو همه ميراثك مش هيفرق معاه غيابك عنه بس ساعتها هندمه أشد ندم لما أسحب من تحت أيده كل أملاكك
ردت سمره: أنا مش عاوزه الأملاك دى أنا هرجع تانى لبيت عمى
تحدث طارق: سمره خلاص مبقاش ينفع لو رجعتى دلوقتى وقابلتى أى حد سواء عمك أو مرات عمك هتقولى لهم أيه سبب خروجك من البيت في وقت بدرى كده، أعقلى وطاوعنى وهتلاقى مصلحتك
بكت سمره.

أحتضنها طارق مواسيا يقول: هتشوفى يا سمره مش هتخسرى حاجه، وكفايه أننا هنجتمع مع بعض مره تانيه في مكان واحد.
بعد وقت
طرقت سنيه باب غرفة سمره
لم ترد عليها قلقت وفتحت باب الغرفه ودخلت
وجدت الغرفه فارغه، ذهبت الى باب الحمام وطرقت الباب أيضا لا رد+
خرجت متعجبه من الغرفه وعادت الى غرفة السفره وقالت
ل حمدى ووجيده
خبطت عالست سمره في أوضتها مردتش ودخلت الاوضه ملقتهاش هطلع أشوفها في شقتها.

تحدثت وجيده بتوجس: هطلع معاكى أشوفها
تركت وجيده السفره وصعدت مع سنيه وتركن حمدى وحده بالسفره
وقفن أمام باب الشقه ترن وحيده الجرس لكن لارد
تحدثت لسنيه قائله: مش فيه نسخة مفاتيح تانيه تحت للشقه أنزلى هاتها بسرعه
ردت سنيه: حاضر ربنا يستر لتكون الست سمره جرالها حاجه جوه لوحدها.
ظلت وجيده أمام باب الشقه لديها أحساس بالخوف، الى أن عادت لها مره أخرى سنيه بالمفاتيح، وضعت سنيه المفاتيح بالباب وفتحت الباب.

ودخلت وجيده وخلفها سنيه
نادت وجيده بأسم سمره لكن لارد
توجهت مباشرة الى غرفة النوم
وجدت الغرفه مرتبه وسمره غير موجوده فتحت الدولاب وجدته مرتب وبه ملابس سمره
بينما بالغرف الاخرى بحثت سنيه عنها لم تجدها أيضا
خرجت وجيده من الغرفه وجدت سنيه بوجهها
تحدثت قائله مش في أى أوضه هنا في الشقه
تحدثت وجيده بريبه: مش في الشقه هنا ولا في أوضتها هتكون راحت فين خلينا ننول يمكن تكون في الجنينه أو في مكان تانى في البيت.

يلا ندور عليها
دخلت وجيده الى غرفة السفره، تبسم حمدى حين رأها لكن زالت البسمه حين نظر لملامح وجهها وحين تحدثت قائله: سمره مش في البيت كله دورت عليها أنا وسنيه وكأنها أختفت
نهض حمدى من على السفره قائلا بريبه: هتكون راحت فين داوروا كويس يمكن هنا ولا هنا
ردت وجيده: مش موجوده والغريب كل هدومها فوق في الدولاب مخدتهاش
رد حمدى: وهتكون راحت فين دلوقتى متعرفيش واحده من صحباتها تكون راحت لها.

ردت وجيده: سمره شبه قاطعه علاقتها مع صحباتها من وقت ما خلصت دراسه، الى أتجوزت، والى أشتغلت وهي مكنتش على علاقه بهم، وحتى لو كان هتقابل مين بدرى كده الساعه لسه مجتش تمانيه الصبح
وقف حمدى حائرا يرتجف يقول: وهتروح فين هي متعرفش الطرق دى تقريبا من وقت ما جت لهنا قنا يادوب كانت من مدرستها للبيت وحتى المعهد كان قريب وكان في سواق بيوديها ويجبها
تذكر حمدى قائلا كاميرا البوابه والحرس الخاص.

هروح أشوف يمكن حد يعرف حاجه
ذهب حمدى الى غرفة الحرس ودخل لهم قائلا بسؤال: الست سمره خرجت من البيت
رد أحدهم: لأ يا أفندم مشوفنهاش خرجت من البوابه.
تحدث حمدى بسخريه مشوفتهاش
طيب هاتلى سجل الكاميرا الى عالبوابه
أتى الحارس بسجل الكاميرا
الذى أظهر خروج سمره من البيت وصعودها لتاكسى بالقرب من البيت بخطوات قليله
تحدث حمدى للحارسان قائلا: قولولى لازمة وقوفكم أيه وأزاى مشفتوش خروج سمره من البيت أعمل فيكم أيه.

وقف الحارسان يشعران بخذو دون تحدث
تحدث حمدى: أطمن عليها وأعرف هي بس راحت فين وحسابكم معايا عسير.
دخل حمدى للداخل مره أخرى
قابلته وجيده متحدثه: ها الحراس قالوا أيه
رد حمدى: سمره خرجت من البيت من غير ما يشوفها الحرس وكمان كان في تاكسى مستنيها وركبته مباشرة من حوالى ساعه تقريبا.
تعحبت وجيده قائله: أيه طب وراحت فين
رد حمدى بحيره: معرفش تفتكرى أنتى راحت فين وليه مقلتش لحد أنها خارجه.

تحدثت وجيده: قلبى حاسس بأن سمره هتعمل حاجه شيفاها في الفتره الأخيره متغيره وكانت شبه ملازمه لأوضتها هنا تحت مش بتخرج منها
بس هتكون راحت فين.
فكر حمدى وقال: عقيله
يمكن راحت لها
وقفت وجيده مذهوله: تقول أيه عقيله وأيه الى يخليها تروح لعندها
ردحمدى: معرفش بس هي الى جت في تفكيرى
أنا هتصل أقول لعقيله وأطلب منها لو سمره وصلت لعندها تعرفنى بسرعه.

مسكت وجيده يده قبل أن يطلب عقيله قائله: أستنى شويه كده يمكن ترجع تكون خرجت وأحنا الى مكبرين الموضوع خلينا شويه كده
رد حمدى بتفهم: كلامك صح يمكن تكون خرجت تتفسح شويه وترجع.

بالقاهره
جلس عامر وعمران معا يتناولان الفطور كان عمران شارد
وكذالك عامر شارد بقول أفنان عن ذهابها لعمل أخر غير ذالك المحل
فاق الأثنان على صوت هاتف عمران
نظر عمران للهاتف وتبسم قائلا ده عاصم
رد عمران قائلا: أيه مصحيك بدرى كده
رد عاصم أنا منمتش من وقت ما وصلت قبرص أصلا في اجتماعات ومدولات بس خلاص
وصلت معاهم لأتفاق وخلاص هنمضى العقود بعد الضهر النهارده
وأنشاء الله هرجع مصر بكره.

تبسم عمران قائلا: مبروك بس أيه سرعة الانجاز دى، ازاى قدرت تقنعهم.
رد عاصم: ولا سرعه ولا حاجه بقولك من وقت ما وصلت لهنا وانا معاهم في أجتماعات ومدوالات لحد دماغى ما قربت خلاص تفصل بس وصلت معاهم لأتفاق مناسب لينا، مش مصدق أن الصفقة دى أخيرا تعتبر تمت، أنا بمجرد ما همضى العقد معاهم، هعتبر نفسى في أجازه وهنزل قنا أخطف سمره وهروح شهر عسل وأمسك الشغل أنت وأخوك بقى وأنا أنسونى.

رد عمران ببسمه: يا سلام أنت تروح مع سموره شهر عسل وتسيبنى أنا وعامر نتفرم في شغل المصانع بس ماشى مردوده لك بكره أبقى زيك وأتجوز وأخد الموزه وأختفى وأسيبك مع عامر وأهج من وشكم
ضحك عاصم قائلا: طب سلام بقى يادوب أكل لقمه وأغير هدومى وأنزل تانى أنا قولت أبشركم علشان لو بابا أتصل على حد منكم.
أغلق عمران الهاتف ووضعه على الطاوله
تحدث عامر
خير أيه الى حصل شايف البسمه على وشك ومن طريقة كلامك مع عاصم.

رد عمران: عاصم خلاص خلص مع جماعة قبرص وهيمضى معاهم بعد ساعه
ضرب عامر كفه بكف عمران يقول: صقور شاهين محدش يقدر يقف قصادها.
بعد الظهر بالقاهره+
سمعت ناديه صوت فتح الباب
ذهبت سريعا أليه
وجدت أمامها طارق يدخل يبتسم
تحدثت بلهفه طارق كنت بايت فين أمبارح وكنت بطلبك يا بيدى مشغول يا مش بترد
تبسم طارق يقول أنا بخير يا ماما بس معايا ضيفه
تحدثت ناديه: مين الضيفه
رد طارق دى مش ضيفه دى صاحبة مكان ومكانه كبيره كمان.

تنحى طارق لتظهر من خلفه سمره
فرحت ناديه كثيرا وذهبت ضمتها بلهفه
ولكن فاقت من قائله بأستغراب: سمره فين عاصم هو الى جابك لهنا
ردت سمره قائله: من فضلك يا ماما ناديه أنا حاسه أنى مجهده ومحتاجه أرتاح من فضلك مش قادره أتكلم دلوقتى ممكن أرتاح شويه ولما أصحى هقولك
قالت ناديه وهي تنظر لطارق بأستفهام: تعالى يا حبيبتي نامى أرتاحى وبعدين نتكلم
دخلت سمره مع ناديه لأحد الغرف، قالت لها فين شنطة هدومك.

ردت سمره: أنا مجبتش معايا شنطة هدوم
ردت ناديه: فيه ايه يا سمره وفين عاصم
ردت سمره: عاصم ميعرفش انى سيبت قنا ومن فضلك أنا تعبانه ومحتاجه أنام وبعدها هقولك على كل حاجه بس أرجوكى بلاش أسئله سيبنى دلوقتى أرتاح
قالت ناديه: طيب هروح أجيب لك بيجامه من عندى تنامى فيها
خرجت ناديه
توجهت سمره للفراش وتستطحت عليه وأغمضت عيناها نادمه.

عادت ناديه بعد دقائق للغرفه وجدت سمره ممده وشبه ناعسه لم توقظها وغطتها وتركتها بهدوء وخرجت مره أخرى
ذهبت لغرفة طارق قائله: قولى أيه الى حصل سمره شكلها مش عاجبنى وأيه الى جابها لهنا وازاى عاصم سابها تجى لهنا
رد طارق: عاصم ميعرفش أن سمره سابت قنا وجات للقاهره، أنا الى سافرت لقنا وجبت سمره بنفسى، بعد ما أتصلت عليا وطلبت منى أنها تجى للقاهره
قالت ناديه: وايه السبب حصل بينها وبين عاصم مشكله.

رد طارق: معتقدش بس سمره عاوزه تعيش هنا وهو ممانع وقولت لها تحطه قدام الأمر الواقع لما يرجع من السفر يلاقيها هنا في القاهره
صفعت ناديه طارق قائله: أنت دمرت حياة سمره مع عاصم بسبب عملتك دى أزاى متعرفش عواقب طلبك ده من سمره، عاصم ممكن يشك فيها
رد طارق: بتقولى أيه أزاى يشك فيها وبعدين حضرتك ناسيه أن سمره تبقى أختى.

ردت ناديه: تبقى أختك من الأم بس محدش يعرف وده كان سر سلوى الى خفته على عيلة محمود الله يرحمه أنت بالنسبه لهم وقدام الكل أبنى مش أبن سلوى ومفيش أى ورقه تثبت عكس كده وأكيد واحد بعقلية عاصم، مش هيفكر غير أن سمره هربت معاك على أنك عشيقها، وسمره هي الى هتدفع التمن وسمره بتعشق عاصم وبعدها عنه هيعذبها هي قبله هو. 2.

بقنا
تحدث حمدى يقول: بقينا بعد الضهر وسمره مرجعتش انا هتصل على عقيله، اسألها أن كانت سمره راحت لعندها+
كانت وحيده ستقول له لا
لكن سبق قولها: رنين هاتف حمدى
نظر حمدى للهاتف وجد عامر.

تحدث معه: يبشره عامر قائلا: مبروك يا أبو الصقور الصفقه الى عاصم سافر علشانها تمت بحمد الله وعاصم هيرجع بكره بشر سموره قولها تحهز الشنط لشهر عسل هو مش بيقول انه هيروح شهر عسل يروق نفسه ويسيبنى انا وعمران نشتغل أهو بحرق مفاجئته لسمره
رغم فرحة حمدى بأتمام الصفقه، لكن غص قلبه قائلا دون أنتباه
بس سمره مختفيه ومنعرفش هي فين
تعجب عامر يقول بتقول أيه يا بابا سمره ازاى مختفيه.

رد حمدى صحينا من النوم لقيناها مش موجوده لا في أوضتها القديمه ولا في شقتها ولما دورنا عليها في البيت كله شوفنا في الكاميرات بتخرج من البيت وركبت تاكسى كان واضح أنه مستنيها
والكلام ده من الصبح بدرى، وعندى شك أنها تكون راحت عند عمتك عقيله، وكنت لسه هتصل عليها أسألها
رد عامر: لأ أستنى متسألش عمتى أنا هعرف أذا كانت سمره راحت هناك من غير ما عمتى تسألها لأنها ممكن تنكرها منك لو هناك ولو هناك هعرف وأقولك.

أغلق عامر الهاتف مع حمدى ووقف يفكر قليلا
ثم قام بالأتصال على سوالافه
التى ردت بعد أكثر من رنين
ردت سولافه بتأفف قائله: ألو أزيك يا عامر
رد عامر سريعا: سمره وصلت لعندكم في أسيوط
تعجبت سولافه قائله: لأ سمره مش هنا وأيه الى هيجيبها أسيوط عندنا
رد عامر: سمره مشيت من البيت ومحدش يعرف هي راحت فين وبابا عنده شك أنها تكون جت لعند عمتى
ردت سولافه غير منتبه لمن خلفها.

لأ سمره مجتش عندنا وبعدين أيه سبب أنها تسيب بيت خالى هي أتخانقت مع عاصم أو حصل بينهم أى خلاف يخليها تسيب البيت من غير ما حد يعرف هي راحت فين
خطفت عقيله الهاتف من يد سولافه قائله: سمره سابت بيت حمدى وراحت فين يا أبن أخويا هي دى الأمانه الى صونتوها. 2.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة