قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية أمواج قاتلة الجزء الأول للكاتبة نداء علي الفصل السابع عشر

رواية أمواج قاتلة الجزء الأول للكاتبة نداء علي الفصل السابع عشر

رواية أمواج قاتلة الجزء الأول للكاتبة نداء علي الفصل السابع عشر

انتهى الحفل وكالعادة استطاعت ميادة أن تحقق مزيدا من التألق والنجاح، ابتسمت إلى مصطفي الذي بدا واجما مترقبا كأنه أسد متربصا بفريسته نظرت باتجاه ما ينظر اليه لتجد هيام واقفة بصحبة واحد من رجال الأعمال الموجودين بالمكان..
كانت هيام تبتسم إلى ذاك الرجل ابتسامة هادئة لكنها عصفت بكيان مصطفي وجعلته يدرك أن مكانتها لديه ليست مجرد اعجاب..

ظل واقفا لا يدري أيقترب منهما أم يبتعد ويكفيه ما قاساه من قبل، هل يستكمل حياته التي أوقفتها طعنات الخيانه أم يكتفي بما لديه، لم يفكر كثيرا بعدما رأي هيام تغادر مبتعدة بعدما سجلت بهاتفها الرقم الخاص بالشخص الواقف أمامها...
مصطفي بحدة: استني يا آنسة هيام
هيام بتعجب: ايوة يا استاذ مصطفي، خير في حاجة؟
مصطفي: رايحة فين دلوقتي؟
هيام: انا مكلمه جودي قبل الحفلة وقولتلها هروح بدري لاني مرهقة.

مصطفي: لا والله مرهقة ولا رايحة تكملي السهرة مع اللي كنتي واقفة معاه من شوية
هيام بغضب: ايه الكلام ده..؟
انا مسمحلكش..
مصطفي: انتي غلطانه وليكي عين تتكلمي كمان بقالك ساعة بتتكلمي مع واحد غريب ونازلة ضحك ومسخرة..
هيام: وانت مالك، انا حرة
مصطفي: لأ مش حرة انتي شغالة معانا وتصرفاتك بتأثر على جودي وسمعتها
نظرت اليه ولم تعقب، تركته واقفا وتوجهت بخطوات مسرعه إلى الخارج..

أسرع خلفها يكاد لا يرى امامه من فرط غضبه
استوقفها قائلا:
استني عندك مش بكلمك؟
هيام بهدوء: مفيش كلام بينا انا مستقيلة
مصطفي: ليه ان شاء الله لقيتي بديل..؟
هيام بحزن: على فكرة انت مبتفهمش..
جذبها اليه بحدة قائلا:
انتي بتقولي ايه يابت انتي، اتجننتي!؟
ابتعدت عنه ناظرة اليه بتحدي:
لا انا عقلت، كان عندي أمل تحس بيا وتفهم ان مش كل الناس زبالة زي طليقتك، بس تقريبا انت حابب دور الضحية ومصمم تعيش فيه للآخر..

مصطفي بصدمة: انت مين قالك عني الكلام ده ويخصك في ايه؟
هيام: ميخصنيش في حاجة، وسألت من باب الفضول لما حسيت ان معاملتك معايا غريبة قولت اسأل ايه سر كرهك ليا؟
مصطفي بحدة: اه وعرفتي بقي انا بكرهك ليه؟
هيام: زي ما قولتلك، لأنك مبتفهمش
مصطفي بغضب: والله العظيم لو ما احترمتي نفسك هتصرف معاكي بطريقة مش هتعجبك
هيام: قولتلك خلاص انتهينا، انت مش عاوزني وانا مش هشتغل معاكم تاني.

مصطفي: مش بمزاجك، احنا بينا عقود وشروط جزائية
هيام: يعني ايه هتشغلني معاك بالعافية؟
مصطفي: والله انتي مش عيلة صغيرة علشان اجبرك على حاجة بس لو مش عجبك ادفعي مليون جنيه قيمة الشرط الجزائي وانا وقتها هقبل استقالتك
هيام: انت عاوز ايه مني يا مصطفي؟
ابتسم هو بعدما استمع إلى اسمه مجردا دون القاب لتشعر هي بالخجل يعلو وجهها..
ظلت صامته إلى ان أجابها قائلا:
حددي معاد مع والدك علشان اجيلكم انا ويزيد نطلب ايدك.

نظرت اليه لا تصدق ما يقوله ليقترب منها قائلا:
انا مش حابب اعيش في دور الضحية ولا حاجة انا بس مكنتش حابب اظلمك معايا بس واضح انك غاوية تعب
ابتسمت بسعادة قائلة: صدقني مش هتندم
اختلطت مشاعره فما تقوله هي لم يصل إلى فكره مطلقا هو يخشى أن تندم هي، يخشى عليها من نفسه وما عاناه من قبل، تنهد بارتياح قائلا:
انا اكبر منك بكتير يا هيام، وفعلا زي ما انتي قولتي معقد، هتقدري تكملي معايا؟

هيام بثقة: ان شاء الله، اللي فات مات هنبدأ انا وانت صفحة جديدة
مصطفي: ان شاء الله، يلا بقي علشان تروحي وتكلمي بابا وتقوليله...
هيام: اقوله ايه؟
مصطفي: قوليله بنتك غيرت رأيي واحد كان كاره الدنيا كلها وخلت نفسه يبدأ من جديد ويكمل حياته معاها.

هكذا هي الأرواح النقية التي عاشت لا تعرف معنى الحقد ولا الكراهية وفجأة تعصف بها أمواج الحياة فتكسرها وتجبرها على التغير فتصير تائهه لا تعلم ماذا أصابها، تسعى إلى العودة إلى ركنها الهادئ لكنها لا تراه فقد ضلت طريقها إلى الأبد
اقترب جاد بخطوات واثقة ظل يخطط لتبعاتها ليال طوال
دلف إلى منزل والدته التي هرولت تسأله بعدم تصديق:
چاد، كنت وين والكلام اللي ابوك وعمتك هيجولوه حوصل، انت خطفت رباب؟

جاد مبتسما: اخطف مين ياست الكل، حد جالك عني جاطع طريج
نوارة بشك: اومال ايه..؟ البت راحت فين؟
جاد: في الحفظ والصون يامه، ابنك مهيأذيش حرمة واصل
نوارة: يابني رچعها لأهلها وملناش صالح بيهم اني بعدتك عنهم انت واخوك لاچل احميكم
جاد بجدية: وحجك وحج اخواتي؟
نوارة بدموع: ربنا كبير هو حسبي ووكيلي
جاد: وربنا مهيرضاش بالظلم ولا الضعف
نوارة: ياجلبي اني اكتفيت مهتحملش يصيبك مكروه، هموت يا چاد.

قبل يدها بحب قائلا: مفيش حد فيهم هيجدر يهوب ناحيتي، دلوك روحهم بجت في يدي..
نوارة: اوعاك تأذيها يا چاد
جاد بحب: برجبتي يام چاد، جولتلك اني تربيتك انتي اطمني...
غادر متوجهها إلى بيت جده، سوف يواجه الجميع ولن يرحمهم فهؤلاء لا يستحقون الرحمة مطلقا.

وجلست نوارة بتعب لا تعي هل ما يفعله جاد صواب أم خطأ، أتحزن من أجل رباب أم تستعيد انفاسها المسلوبة منذ سنوات تحت أقدام شهيرة وظلمها الذي دمر حياتها وحياة طفلتيها، أتشقق عليهم وهم مذنبون، هل أتاها أخيرا من يجبر كسرها ويشعرها أنها ليست وحيدة؛ ضعيفة، هل أتي دورها لتصبح هي الفاعلة بعدما قضت سنوات عمرها الماضية مفعولا بها...

هل آن الأوان كي تثأر لمن ماتت غدرا، أتعود ميادة ان تحررت روحها من قيود الظلم، أغمضت عينيها ولم تجد جوابا سوى طريقا لا نهاية له...
تعي ان الانتقام لن يعيد ما فات لكنها تأمل أن يطفئ تلك النيران المتأججة بقلبها ولا تهدئ، نيران تؤلمها بلا رحمة، بصيص من الأمل اقترب من بابها الذي غلفته الظلمة منذ تلك اللحظة التي استكانت بها وارتضت بما فرضه عليها الواقع لتنتهي حياتها بضياع وموت وهروب وتيه بين دروب الندم.

ابتسم نوح ساخرا من كلمات والدته التي لا تمت إلى الحقيقة بصلة، فها هي منذ ان علمت بهروب رباب وهي تسب وتلعن جاد ونوارة، تتهم نوارة أنها على دراية بما حدث وانها تسعى الى الانتقام
شهيرة: الله ياخدك يا نوارة انشالله، منك لله يا ظالمة، اني خابرة انك رايدة تحرجي جلبي على بتي..
فهد: نوارة ملهاش صالح يا شهيرة، وانتي خابرة انها مهتأذيش حد.

شهيرة: وااه، انت لساتك هتدافع عنيها، اسمع يا فهد بتي لو مرچعتش اني مهسكتش ومهعملش خاطر لحد..
فهد: تجصدي ايه؟
شهيرة: يعني لو حكمت هروح ابلغ الحكومة
قهقه جاد الذي استمع إلى ما تقوله شهيرة متسائلا باستخفاف:
أباي، هتبلغي الحكومة عني يا عمه، يرضيك الكلام ديه يا نوح بيه؟
امسكه نوح من تلابيبه يهزه بقسوه قائلا:
واعي ايه ديه يا چاد؟
جاد ببرود: أومال ايه، واعي جوي ديه طبنجة يا ترى مترخصة ولا لاه؟

نوح بجدية: هفرغها في نافوخك دلوك لو مجولتليش رباب اختي وين؟
جاد: وااه، وانت مفكر الحكاية سهلة اكده ياواد عمتي؟
نوح: انطج يا چاد احسنلك
نظر اليه جاد قائلا:
ان چيت للحج اختك ملهاش ذنب في اللي حوصل بس نجول ايه بجى، حبتني والحب عفش جوي يا نوح بيه، اني سمعت ان حليمة الله يرحمها كانت هتحب اخوك مع انها كانت عيلة صغيرة بس ضحك عليها وخلاها تسيب مدرستها وتوافج تتچوزه
ابتلع نوح ريقه بقلق قائلا:.

انت عملت ايه في رباب يا چاد، اوعاك تكون أذيتها؟
جاد بجدية وتحذير: دلوك لساتها بخير بس بعدين مخابرش ايه اللي ممكن يحصلها، الشيطان شاطر والبت حلوة جوي كيه الجمر، بيجولوا شبه حليمة الله يرحمها ولا ايه يا عمه؟
لطمت شهيرة خدها بخوف: الله يجطعك ياواد نوارة ويجطع ساعتك، بتي فين يا حزين ده اني اجطعك بسناني لو لمستها
جاد بتحدي: لمستها وخدت راحتي كمان، مرتي والمسها بكيفي..
نوح بغضب: مرتك كيف؟

جاد: خدتها عالمركز وكتبنا الكتاب عند محامي اني بردك ميخلصنيش اعمل حاچة في الحرام، ولا ايه يا عمتي؟
نظر اليه فهد الذي لم يستطع الاعتراض او الموافقة فبادله جاد نظراته بأخري رافضة لضعفه قائلا:
زمان يا بوي حج اخواتي وامي ضاع في الرچلين اكمنهم كانوا مكسورين الچناح ومفيش وراهم راچل يچيب حجهم، دلوك بجى اني موچود وحياتي مفرجاش معايا كتير
نوح بثبات: والمطلوب يا چاد، رايد ايه وترچع اختي من غير ما تأذيها..

جاد: حاچة بسيطة جوي، اخوك جصاد أختك
شهيرة بفزع: اخوه مين، حماد؟!
جاد: الله ينور عليكي، حماد الشمام الجاتل
نوح بغضب: بتحلم، اللي هيجرب من اخوي هجتله
دفعه جاد واقفا بثبات قائلا:
بكيفك، اني عملت الأصول واللي چاي محدش يلومني فيه، انتوا اللي بديتوا والبادي اظلم
نوح بتحذير: صدجني هتندم يا چاد انت لساتك عيل ومواعيش للي بتعمله..

جاد بثقة: اني لو عيل كيه ماهتجول كنت نسيت دم اخواتي بسي اني راچل جوي ومن وجت ما عرفت اللي حوصل واني بخطط لليوم ديه، ومتحاولش تدور على اختك لانها في مكان صعب توصله
نوح: يبجى انت هتفضل اهنه لحد ما اختي تظهر
جاد: عامل حساب الكلام ديه، ولو اتأخرت على مرتي الرچالة الموچودين وياها هيعملوا اللازم وانت طبعا مترضاش ان اختك تبات لحالها مع رچالة أغراب...
شهيرة بغضب: ما تنطج يا فهد انت مسامعش ولدك هيجول ايه؟

جاد بحدة: ابوي ملهوش صالح، الكلام يخصني اني لحالي وكيه ما جولت بتك في الحفظ والصون يوم اتنين سنه عشرة هتفضل بعيد لحد ما حماد يظهر ووجتها نبجة نتفاهموا...
غادر مبتعدا عن الجميع مثلما أتي. لم يهتز لبكاء وعويل عمته فهو على يقين ان تلك الدموع لا تساوي شيئا مقارنة بما ذرفته والدته على مر سنوات عجاف أحنت ظهرها وابتلعت بداخلها زهرة شبابها وخبت بين طياتها سعادتها...

احست شهيرة بانقباض كاد ان يفتك بها بعدما غادر جاد لتقترب من نوح صارخة بهلع قائلة:
انت هتهمله يروح اكده؟
نوح بغضب: رايداني اعمل ايه دلوك؟
شهيرة: امنعه، كلم حد من زمايلك اللي في المركز يمسكوه يضربوه لحد ما يبانله صاحبه ويجولنا بتي فين؟
فهد بحدة: الله في سماه لو حد فيكم أذى ابني لكون مخلص عليه بيدي، عجلك خف اياك يا شهيرة ومفكراني مجدرش اجفلك، اياك؟
شهيرة ببكاء: انت بتدافع عنيه كماني؟

فهد: مهما عمل ابني، كيه ما حماد ابنك
شهيرة: رباب ملهاش ذنب...
فهد: ذنبها كبير جوي، كفاية انك امها
شهيرة: اكده يا فهد، اجول ايه مش بعيد تكون متفج وياه انت التاني..
فهد: ياريت والله، الواد طلع ارچل مني
تركها فهد وغادر لا يعلم إلى أين لكنه أحس بالعجز بعدما نظر اليه جاد بتلك الطريقة التي تعني ها أنا قد جئت لأقتص لأمي واخوتي بعدما خذلتنا أنت..

كانت سهيلة تنظر إلى يزيد بحب لا يستطيع ان يدرك قيمته سواه، فعندما تعشق انسانا ويبادلك ذاك العشق تصبح نظرته اليك حياة وكلماته اليك اكسيرا، يضحي قربه منك غاية وابتعاده عن ناظريك عقاب لا تطيقه روحك...
لم تنتبه إلى ميادة المشاكسة التي كانت تنظر اليها بدلال قائلة:
وااه، الست سهيلة عشجانة يا بوي
قهقة سهيلة قائلة: بتتكلمي صعيدي ليه يا بنت؟

ميادة بنظرات شر مصطنع: علشان لما شهيرة تقع تحت ايدي امسكها من قفاها واقولها:
ولابد عن يوم مظلوم تترد فيه المظالم يا بومة
ابتسمت سهيلة واشارت إلى ميادة بالاقتراب لتغمرها بأحضانها فهي على يقين أنها تحتاجها الأن
احتضنتها ميادة باحتياج قائلة:
بتحبي يزيد اوي كده يا ليلا؟
سهيلة: بتسألي ليه يا ديدا؟
ميادة: نفسي أحب حد وهو يحبني زيكم كده، نفسي اطمن وانا معاه..
يزيد: لازم علشان نكمل اللي جاي ننسي اللي فات.

ميادة: صعب اللي فات يتنسى
سهيلة: مظبوط، بس عالأقل نحاول نبعد عنه مش نفضل نجري وراه
ميادة: اوقات لازم نتألم ونعاني علشان نتغلب على مرض معين وبعدها نبدأ نكمل حياتنا ونعيش
صمتت سهيلة فهي على حق، من الصعب أن ننسى بعض الاشياء، أتنسى شقيقتها ووالدتها، أم تنسى هروبها وما تعرضت له من خوف وفزع، أتنسى أنها زوجة لنوح أم تنسى انها عاشت حياة لا تناسبها ولا تشبهها متخفية خلف اسم وهوية لفتاه أخرى.

كان يدور بغرفته لا يجد مخرجا لما أوقعته به شقيقته، تلك المدللة التي رباها طفلة صغيرة إلى ان صارت فتاة يافعه، كان يعتبرها ابنته التي لم يحظ بها، لما كسرته هكذا، لما ضعفت أمام اغواء ذاك الفتى، هل أعماها الحب عن نواياه، نهر نفسه رافضا لإدانتها هي ليست مخطئة، هي مازالت طفلة وقد استغلها جاد، عليه ان يدفع الثمن، لكنه لم يخطئ، هو يسعى للانتقام منهم، من والدته وشقيقه، شقيقه الذي اخطأ وعليهم جميعا أن يدفعوا ثمن خطأه، ظل حائرا لا يتوقف عقله عن التفكير ولا يتوقف ضميره عن النوح.

نظر إلى ما يرتديه منذ سنوات بأصبعه ولا يدري لما احس بالاختناق، ازاح الخاتم من بين اصابعه بصعوبة وكأنه يأبى تركه
فتح أحد الادراج المجاورة له ووضعه بداخلها ثم أغلقه بقوة، نظر إلى ذاك الاثر البادي بأصبعه واخذ يتلمسه بحزن ممزوج بالغضب، تحدث إلى نفسه قائلا:
هتفضل اكده يا نوح عايش مع اللي راحوا وهملوك، الكل بيدور على نفسه ومصلحته، حتى هي هربت ونسيتك، عيش حياتك وملكش صالح بحد واصل..

أمسك هاتفه وبحث عن رقمها المدون بالقائمة، انتظر قليلا يحاول تجميع افكاره، ضغط زر الاتصال وبعد لحظات اجابته باشتياق:
انت فين يا نوح قلقتني عليك
ابتسم تلقائيا وكأنه لم يستمع إلى تلك الكلمة من قبل، هناك من يشعر بالقلق من أجله
تعجبت لصمته فتساءلت بلهفة:
انت معايا..؟
نوح: اني محتاچلك جوي يا چودي اني تعبان ومفيش حد غيرك رايد احكيله
ابتسمت هي قائلة:
قولي مالك يا حبيبي؟
نوح وقد اطاحت كلمتها بثوابته:.

اني خارج دلوك من الصعيد وچايلك
تتچوزيني يا چودي؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة