قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية أمواج قاتلة الجزء الأول للكاتبة نداء علي الفصل الثاني عشر

رواية أمواج قاتلة الجزء الأول للكاتبة نداء علي الفصل الثاني عشر

رواية أمواج قاتلة الجزء الأول للكاتبة نداء علي الفصل الثاني عشر

وعندما يشتد الظلام ويتوغل بأنفسنا نبحث عن شعاع نور ولو كان ضئيلا يكاد لا يرى لكننا نتمسك به باستماته وكأنه الخيط الذي يربطنا بالحياة، نحاول مرة وأخري لكي نصل اليه، واحيانا ما يكون ذاك النور سرابا خلقناه نحن كي نستمر بالهروب من تلك العتمة المهلكة التي تأبى الانتهاء.

ظلت سهيلة محتضنه لميادة بقوة تتشبث به كطفل أذاه الجميع واشبعوه ظلما وقهرا وبعد يأسه التقى بأمه فألقى بجسده المتألم بين يديها صارخا بأنفاس متلاحقة، احتضنيني امي وابعديني عن الجميع
ولم ترفض ميادة ذلك الدفء الذي استشعرته من سهيلة بل تمسكت بها هي الأخرى ولما لا وقد ضاقت بها الدنيا ولم تجد من يجيرها.

كانت سهيلة تئن وتتمتم بكلمات موجعة تشتكي إلى ميادة أو من تظن أنها ابنتها بكل ما قاسته بعد غيابها تخبرها عن غدر يوسف وابتعاده تصف له مرارة الفقد ونيران الخيانة ورغم أن ميادة لم تفهم ما تقوله الا أنها أخذت تملس بيديها الصغيرة فوق جسدها تحاول ان تطمئنها
نظرت سهيلة باستنكار ناحية مصطفي الذي صرخ بها قائلا:
ابعدي يا سهيلة عن البنت، دي مش جودي.

اقتربت منه سهيلة بخطى مسرعه تود اسكاته عن قول حقيقة تعلمها وعلى يقين منها، فمن مات لا يعود، من دفن تحت التراب انتهى دوره في تلك الحياة لكننا نأبى التصديق، هي تعلم أن ميادة ليست جودي ولكن لما لا يتركها تحيا بين جنبات صرحها الذي شيدته منذ قليل ربما هو صرح من خيال لكنه أقوى وأجمل من ذلك الواقع الأليم.

احتدت نبرة صوته عندما وجدها شارده وامسك بيدها جاذبا اياها كي يفيقها لكنه تفاجأ بميادة تنتزع سهيلة من بين يديه بقوة اجفلته فجسدها وسنها الحديث لا يوحي بأنها قادرة على ذلك
تحدثت ميادة بلهجتها الصعيدية التي جعلت سهيلة تبكي مبتسمة بيأس عندما ايقنت تمام اليقين أن الحلم لن يطول..
قائلة:.

بعد عنيها، ملكش صالح بيها انت التاني، رايد ايه رايد تأذيها كيه ما الكل بيأذينا، إوعاك تفكر انها ست وضعيفة لاه آني همنعك تمد يدك عليها..
اختنقت ميادة بدموع مريرة ثم استكملت:
حرام عليك دي شكلها ست طيبة بس جلبها موچوع.
ابتسمت سهيلة بحب يبدو انه قد زرع بقلبها ناحية ميادة واومأت برأسها قائلة:
عندك حق ياقلبي فعلا قلبي موجوع اوي وكان ميت بس لما شفتك دلوقتي رجع يدق من تاني...

امسكت سهيلة يدها وجلست بجوارها وسألتها بهدوء:
انتي اسمك ايه وطلعتيلي منين؟

وأحيانا كثيرة يتخذ البعض قرارات مصيرية بدافع الواجب ولا يهم ان كانت صائبة أم لا، رابطة الدم وخاصة الأخوة صلة غير مفهومة ففي مرحلة الطفولة يكن شقيقك محور الكون والدنيا تدور من حوله وخاصه ان كان شقيقك الاكبر، تتبعه أينما توجه كظله، يصبح المترجم لأولي كلمات تتفوه بها ولا يستطيع والديك فك شفراتها لكنه يفعل فهو الشقيق اي انه نصفك الآخر..

ونكبر تدريجيا ويصبح حديثنا همسا لا يفهمه سوانا ويصبح الارتباط أقوي ونظرتي اليك لا تختلف الا اذا غيرتها انت، ورغم أن حماد كان مستهترا فجا في بعض الأحيان الا أن نوح ومنذ نعومة اظافره كان يرى به شقيقا وأبا وسندا وبمرور السنوات لم ييأس منه بل انقلبت الأدوار واصبح ينظر اليه نظرة أب لابنه لذا عندما ارتكب حماد ما ارتكبه لم يستطع نوح التخلي عنه وتسليمه إلى فهد أو إلى الشرطة بل ساعده على الهرب دون تفكير اأو تردد، نعم يعلم انه مخطئ ولكنه لن يستطيع تركه فقط لا يستطيع.

نظر إلى تلك الدبلة الموضوعة بإصبعه وتذكر ميادة الضحية الأخرى لعائلته وربما له هو الآخر فعلي الرغم من مستواه التعليمي الذي يؤهله للإعتراض على الإرتباط بطفلة بسن ميادة الا انه لم يرفض بل كان مرحبا وان لم يبد ذلك، عندما خيره جده بين ميادة وحليمة اختار ميادة دون تفكير ولا يدري لما فعل، هل لعلمه أن حماد يميل إلى حليمة أم انه كان يتعلل بتلك الحجة حتى يختار ميادة.

اقترب فهد وملامحه غاضبة متعبة يبدو انه لم ينم منذ الأزل قائلا:
اخوك مخفي فين يانوح؟
نوح بهدوء: هتسأل ليه ياعمي؟
فهد: منتاش خابر اياك..
نوح: لاه مخابرش، رايد تحبسه هتسلمه للحكومة.
فهد: مچرم ولازم ياخد عجابه
نوح: كلنا مچرمين مهواش لحاله اللي جتل حليمة الكل شارك، يعني مفروض الكل يتحاسب
فهد بغضب: واد انت آني اللي فيا مكفيني وزيادة اخوك راح فين اكيد انت خابر مكانه.
نوح: اكيد خابر واكيد مهجولش لحد واصل.

فهد: يبجى تطلج ميادة، واخوك آني هعرف اوصله
نوح: لما تبجى انت تطلج مرتك هبجي آني اطلج مرتي.
فهد بصدمة: بتجول ايه يا ملكوم انت شكلك انخبطت في نافوخك.
نوح: إسمعني زين ياعمي، ميادة مرتي كيه ما خاله نواره مرتك وانت عمرك ما هتطلجها وآني مستحيل اطلج مرتي غير لما تظهر هي وتطلبها مني، وجتها يحلها الحلال...

لم تتوقف ميادة عن البكاء مطلقا وهي تقص على مسامعهم ما حدث لها ولوالدتها وشقيقتها، نصفها الأخر التي اغتيلت براءتها دون ذنب، كانت تبكي بحرقة وتبكيها سهيلة بينما مصطفي يستمع اليها بتعاطف وخوف وحذر فهو على دراية بتفكير أهل الصعيد وعاداتهم ربما قد اخطأوا بتزويجها هي وشقيقتها بتلك السن لكنهم لا يتخلون مطلقا عن نسائهم، لن يكلوا من البحث عن ميادة وتعلق سهيلة الواضح بها يشكل خطرا عليهم جميعا..

نظر إلى سهيلة قائلا بجدية:
لازم نتأكد الأول من الكلام ده وبعدين نشوف هنعمل ايه؟
سهيلة بغضب: يعني ايه نشوف دي انا مش هتخلي عنها مستحيل اسيبها للناس دي يقتلوها هي كمان انت فاهم
مصطفي بحب: فاهم يا سهيلة بس خلينا نفكر بالعقل
نظرت ميادة اليهما تشعر بالرعب خوفا ان تستمع سهيلة إلى كلمات ذلك الرجل وتتخلى عنها فاقتربت منها مسرعه...

انحنت ميادة تريد تقبيل يد سهيلة فأبعدت يدها بدهشة لتفاجئها ميادة ببكائها المرير قائلة:
بستسمحك تخليني إهنه، وآني هبجي خدامتك بس مترچعنيش بلدنا تاني هيموتوني كيه ما أختي ماتت.
احتضنتها سهيلة بقوة قائلة:
متخافيش ياحبيبتي إنتي ربنا بعتك ليا بعد ما اتحرمت منك سنين انا عمري ما هسيبك تاني
نظرت اليها ميادة بتعجب فابتسمت اليها سهيلة قائلة:
كل يوم كنت بدعي ربنا يعوضني والحمد لله إنتي هتكوني عوض ربنا يا ديدا..

نظر اليها مصطفي بيأس لكنه عزم على التأكد بنفسه...

أرضعت وليدها بعد الحاح من والدتها فهي تخشى الاقتراب منه، ترفض التعلق به، لا تدري أهو خوف من الفقد أم رفضا لوالده، لكنها وبالنهاية أم، لم تتحمل بكائه وكأنه يرجوها ان تحتضنه، حملته بحرص واخذت تشتم رائحته بقوة ومن منا لا يعشق رائحة طفل في مهده لم تلوثه الأيام ولا الأحقاد، انتحبت بتألم وكأنها ادركت توا ما آلت إليه حياتها وحياة طفلتيها، أتلوم فهد أم أنها الملامة، لماذا ضعفت وتزوجت به؟ لم لم تحتفظ بذكرياتها مع من ملك فؤادها..؟ هل كانت مسالمة ام استسلمت..؟

بكاؤها كان أشبه ببركان ثائر يعلو في عنان السماء نيرانه قد تهلك ما يقابلها، نظرت إلى رضيعها بغضب وكأنها تعاتبه تحدثت اليه قائلة:
ولما أنا أخدك في حضني وأحميك من الدنيا وغدرها مين هياخد باله من بتي، اختك يا سلمان، ميادة، بتي معرفاش هي فين عايشة ولا ميته، ولو ميته ليه آني عايشة لحد دلوك، ليه؟
تفتكر هشوفها تاني ولا خلاص انكتب عليا الفراج والجهر طول العمر..

عادت شهيرة إلى بيت والدها محملة بكافة المشاعر الا الندم، فهناك بعض الشخصيات لا تعرفه، ترتكب ما ترتكبه ولا يورقها هاجس ولا يزورها ندما ولا تهرع الى توبة بل تتمادى وكأنها لم تفعل شيئا
بحثت عن نوح إلى أن وجدته تحدثت اليه بحدة قائلة:
جاعد اهنه ومهمل الدنيا تضرب تجلب..
نظر اليها ثم اشاح بوجهه عنها قائلا:
خير ان شالله، حد تاني مات اإياك بسببك يامه!
شهيرة بغضب: موته لما تاخدك، ومين كان مات أولاني؟

نوح: آني واخوي اول اتنين. وبعد اكده حليمة بت اخوكي اللي ابنك جتلها من تحت راسك ولا ناسية كلامك معاه ليل نهار...؟
توترت وحاولت الثبات لتصمت قليلا ثم تتحدث بنبرة اقل حدة قائلة:
آني مليش صالح، البت كانت صغيرة وعمرها خلص الله يرحمها وأخوك مكانش يجصد يأذيها.
نوح: وايه كمان؟
شهيرة: ريداك تروح لعمك المنكوب تچيبلي رباب اختك منيه
نوح: واچيبها ليه، بته وهيراعيها؟

شهيرة: يا واد انت إيه، مهتحسش، جبلة، كيف أهمل بتي لمرت نعمان تربيها
نوح: اسمعيني زين يام حماد. آني معنديش وجت لشغل الحريم ديه چوزك وهو حر معاكي مليش صالح وبتك هنا ولا هناك هتتربى والأحسن تتربى بعيد عنك بزياداكي إكده آني دلوك كل اللي يهمني أخوي ومرتي
اقترب فهد على صياحهما لينظر إلى شهيرة بغيظ ثم تساءل بإقتضاب:
چاية ليه يا شهيرة؟

شهيرة: نعمان زعطني برة داره رماني جدام مرته واخته ومعملش حساب لأبوك الله يرحمه ولا لحد واصل..
فهد: ياريته عمل اكده من الاول، ياريته كان طلجك من أول يوم إنتي السبب منك لله، إنتي اللي مليتي راسي من ناحية نوارة والبنات وآني كيه الأعمى مشيت وراكي
شهيرة بحدة: نوارة إيه دلوك الله يجطعها بجولك نعمان خد مني بتي..

لم يدر فهد بنفسه بل انقض عليها يضربها بقسوة يعنفها منتقما لنفسه ومن نفسه، صراخها وسبها للجميع لم يوقفه بل استوقفه نوح مبعدا اياه عنها قائلا:
بزيداك يا خال، بتضربها بعد ما الدنيا خربت..
فهد: بعد يا نوح، بعد خليني أربيها من أول وچديد
نوح بغضب: جولتلك أمي مغلطتش لحالها ولا حماد ولا أنت كلكم غلطانين انت وجفت تتفرج عليهم وهما بيخططوا وسكت، سكت لأن تخطيطهم كان چاي على هواك..

سبتهم يولعوا النار وكان بيدك تطفيها بس سكت لحد ما النار حرجت الكل، إرحموني وارحموا نفسكم. وإنتي چاية تدوري على بتك دلوك، مدورتيش عليا آني وأخوي جبل إكده ليه..؟ من يوم ما أبوي مات وهملنا وإنتي رميانا كيه ما نكون حمل تجيل رايدة تخلصي منيه، بتك هتاچي اطمني. هچيبهالك يمكن تشغلك عني وتهمليني في حالي...

وإنت يا خال اعذرني في كلامي بس بكفياكم إكده آني تعبت وبدل ما ترمي اللوم على أمي ساعدني ندوروا على مرتي، ميادة بت اخوك يا خالي...
شهيرة: وإنت مفكر إن بت نوارة هترچعلك اكده بالساهل، هتجبل تعيش معاك بعد أختها ما ماتت، ولا وجتها هتبلغ عن اخوك لاچل ترضى عنيك.
نوح بجدية: أخوي محدش هيجربله طول مافيا نفس ومرتي لما الاجيها هتصرف معاها، المهم عندي تكون بخير.

توجه فهمي إلى النجع بخطوات هادئة لعله يصل إلى إجابة تريح الجميع، طلب اليه مصطفي أن يتبين صدق حديث ميادة من عدمه ويأتيه بالخبر اليقين
اقترب من إحدى السيدات المسنات جالسة أمام منزلها تشاهد المارة، تحدث اليها قائلا:
السلام عليكم يا حجة
السيدة: وعليكم السلام والرحمة يا وليدي، اتفضل يابني
جلس فهمي بجانبها قائلا:
في هنا في النچع عيلة اسمها عيلة السياف يا حجة؟
السيدة: وااه، اومال إيه دول أصل النچع.

فهمي: انا من المديرية كنت جاي بخصوص بنتهم اللي ضاعت
السيدة: ياجلب أمها، بت سلمان بيجولوا هربت بعد أختها ما ماتت، ربنا يرحمها ويرحم امها وابوها..
صمت فهمي معتقدا ان نوارة قد ماتت بالفعل والا لما طلبت لها تلك السيدة الرحمة، بينما هي كانت تدعي لها بالرحمة من هول ما قاسته وهل هناك مصاب أشد واعظم من فقد الولد...
استأذن فهمي مغادرا وظلت تلك المرأة تدعو بالرحمة لنوارة فهي الأكثر تضررا بما حدث...

عاد فهمي وأخبر مصطفي بما سمعه، أحس مصطفي بالإرتياح نسبيا وأخبر سهيلة التي حزمت أمرها وعزمت على أخذ ميادة والسفر وبدأ حياة جديدة...
جلس نوح بثقة امام ضابط الشرطة يمليه البيانات الخاصة بميادة..
تحدث إليه الضابط قائلا:
طيب يا باشمهندس حضرتك بتقول إنها بنت خالك ومن سنها كده دي مرحلة مراهقة يعني ممكن تكون إرتبطت بشاب ولا حاجة وهربت معاه..
امسكه نوح من تلابيبه ورغم تدخل المحامي وفهد الا انه صاح قائلا:.

هي مين اللي هربت مع واحد ديه، چنيت إياك، دي بت سلمان السياف..
نظر إليه الضابط بغضب قائلا:
على فكرة يافهد بيه لولا خاطرك أنا كنت رميته في الحبس.
فهد: حضرتك إنت بتجول كلام يكفر العابد، وكلامك يضيع فيه رجاب، البت كانت متخانجة معانا وأختها التؤام ماتت ومجدرتش تتحمل خدت بعضها ومشيت وإحنا معندناش خبر راحت فين..
الضابط: طيب فيه صور ليها؟

أخرج نوح صورة خاصة بها. إلتقطها لهما حماد قبل أن تنتهي فرحة الجميع، نظر الضابط إلى الصورة قائلا:
بسم الله ماشاء الله ودي 13 سنه ازاي؟
ازاح فهد بيده نوح الذي كاد ان يجن مرة ثانية ليتحدث المحامي محاولا إنهاء الازمة:
يا فندم مش موضوعنا دلوك، إحنا رايدين نطمنوا على البنت
الضابط: تمام، أنا هعمل الإجراءات اللازمة ولو حصل اي جديد هبلغكم...

استطاعت سهيلة بعد عناء اقناع يزيد بمساعدتها وقاموا بتجهيز اوراق خاصة بميادة تمكنها من مغادرة البلاد دون أن ينتبه اليها أحد
وغادروا جميعا وكل يمني نفسه بحياة جديدة.

سهيلة تطمح بالعيش مرة أخري بعد أن فقدت حياتها بوفاة ابنتها، ويزيد يهفو إلى وصال سهيلة الذي بات ممكنا ومصطفي سيحظى بدفء عائلته ربما ينسى ما مضي، وميادة تشعر بتبلد حواسها وكأنها قطعة تلج ترنو إلى الإنصهار وسط براكين الإنتقام وأخذ الثأر ممن أخذوا منها حياتها وحياة أحبتها.

ابتعد نوح عن فهد والمحامي المصاحب لهما وظل شاردا يفكر فيما قاله الضابط تملكته غيرة لم يذقها قبلا عندما رأي ذلك الضابط صورتها، هو بالفعل يتمنى رؤيتها والاطمئنان عليها لكنه يخشى مواجهتها، يعلم أن استعادتها صعب بل ربما مستحيلا لكنه لن ييأس فمهما فعلت او قالت هي محقة.

خطى خطواته بحيرة وتردد ولا يعلم أن لقائه بميادة سيأتي لا محالة ولكن يا ترى هل سيظل متذكرا أنها لديها كل الحق فيما ستفعل أم أن جرحه منها سوف يصبح قاتلا!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة