قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية أمواج قاتلة الجزء الأول للكاتبة نداء علي الفصل الثامن

رواية أمواج قاتلة الجزء الأول للكاتبة نداء علي الفصل الثامن

رواية أمواج قاتلة الجزء الأول للكاتبة نداء علي الفصل الثامن

صراع وتخبط يطاردنا فنهرب بعيدا علنا نجد شطا نستجير به ويحمينا من أمواج حيرتنا ولا نجد فنبقي عالقين بالمنتصف كتلك الفئران البيضاء التي تتسابق للخروج من متاهتها ولكنها تبقى تدور في دروب لا تنتهي وكلما ابتسمنا بارتياح واهمين اننا وصلنا إلى خط النهاية نجده سرابا ليس الا
جلس فهد يحادث نعمان الذي اصر على عزيمته على غير عادته وجلست شهيرة بجانبه تضايفه بترحاب فائق لم يره فهد من قبل..

تحدثت شهيرة قائلة: بثينة هي اللي طابخة الوكل النهاردة، اول ما سمعت انك چاي جالتلي رايدة فهد يدوج عمايل ايديا.

فهد بهدود: تسلم ايديها، اهملكم اني بجى عندي شغل مهم ولازمن انام بدري
نعمان: نجول ايه بجى كل شي نصيب، من يوم يومها وهي مكتوبه على اسمك بس انت رحت واتچوزت غيرها.

شهيرة: وعمره ما هيلاجي حد يحبه كيه بثينة، بس فهد غاوي تعب الجلب
فهد بتحدي: وياتري تجبل تتچوز على ضرة
شهيرة بسعادة: تجبل جوي، بس انت جول رايدها، ولا ايه يانعمان؟
نعمان: ابن عمها وابن خالتها، وهو أولى بيها
نظر فهد الى الفراغ لا يعلم هل يعاقب نوارة ام يعاقب نفسه بأخرى ليهتف بحزم، يبجي هجيب عمك واجيلكم اطلب يدها...

اتخذ فهد غرفة منفردة بعيدا عن نوارة عله يتناساها أو يحجم ذاك الطوفان القوي بداخله، حاولت شهيرة اقناعه بأن يتركها بالبيت القديم هي وبناتها وان يتزوج هو بالبيت الجديد لكنه أبى..
استعد للنوم لكنه استمع إلى صوت نوارة تستأذن بالدخول، جلس فهد واذن لها بالدخول، اقتربت منه نوارة على استحياء قائلة:
انت هتنام دلوك، البنات بيسألوا عليك بجالك يومين مبتجعدش معاهم
ظل فهد صامتا فاقتربت منه قائلة:.

والله العظيم من يوم ما اتچوزنا ما فتحت چوابات سلمان، اني خبيتهم لاچل البنات لما يكبروا ويسألوا عن ابوهم يشوفوا كلامهم ويسمعوا صوته.

فهد: مش لازمن تسمعيهم ولا تجريهم كفاية عايشين چواكي يا نوارة، بس اني الغلطان انتي من البداية جولتي بلاش چواز واني وابوي غصبنا عليكي، بس ملحوجة
نوارة بخوف: يعني ايه؟
فهد: هتچوز يا نوارة
نوارة بانكسار: تتچوز يافهد!
اراد فهد الاستسلام ودفع عناده بعيدا لكنه تذكر كلمات شهيرة
عندما اخبرته أنه لا يكسر المرأة سوى أخرى فتحدث بقسوة قائلا:
حجي، من حجي اتچوز بت بنوت انا راچلها الأولاني.

أومأت اليه قائلة: حجك، ربنا يسعدك
ابتعدت من امامه مهرولة الى غرفتها تحتمي به من تلك الامواج المتلاحقة التي تصر على كسرها رغما عنها واغمض فهد عينيه تراوده مشاعر ضارية بين رفض لكسرها ورغبة في الانتقام لكرامته يحثه قلبه على اللين ويخبره العقل ان النساء يتدللن كلما كنت لينا معهن يخشى من ظلم بثينة لكنه لن يتراجع.

ويكفي انها وافقت ان تتزوجه وهو متزوج بأخري، لن يتراجع فهد سوف يذيقها مرارة القهر والغيرة ولن يندم، هو أخذ عهد أنه لن يندم فهل سيصدق!

اتكأت سهيلة بظهرها على ذاك الضريح المحتضن لجسد وحيدتها تبكي بصمت ورغم انها قد تقبلت ما كتبه الله بصدر رحب وايقنت ان الرضا بقضاء الله خير علاج لتلك الالام القاسية التي لا تبارحها الا أن الفراق مر، مرارته لا تختفي بين ليلة وضحاها..

قرأت بعض القرآن واستغفرت ربها عدة مرات ونظرت إلى الاسم المنقوش فوق تلك اللوحة الرخامية قائلة:
ربنا يرحمك ياقلبي واشوفك قريب
توجهت الى سيارتها فوجدت أمامها رجلا تغيرت ملامحه قليلا لكنها لم تستغرق وقتا طويلا إلى أن قالت:.

مش معقول، مصطفي انت رجعت امتي من السفر وجاي هنا ليه!
ابتسم اليها بحب قائلا: ايه يابنت خالي لسه فكراني؟
مصطفي: اركبي الاول خلينا نمشي ونروح اي مكان نتكلم بعيد عن المكان ده
سهيلة: ايه مبتحبش المقابر
مصطفي: مفيش حد بيحب الموت يا سهيلة، بس للأسف حقيقة ومفيش منها هروب
سهيلة: اسفه يا مصطفي انا بس اتفاجئت بوجودك حمد الله على سلامتك بجد كنت محتاجة اشوفك جدا.

مصطفي: مع ان دادة بدور هي اللي كلمتني مش انتي بس مش هقدر ازعل منك بعدين نتعاتب على حاجات كتير اوي
ابتسمت اليه ابتسامة يملؤها الوجع وبادلها هو بواحدة لا تقل عنها تألما وانطلقا بسيارته وهي في اعقابه نحو ايام لا يعلم مسارها سوى خالقنا.

اعترضت جميلة وكذلك كان حال جاد الا انهما رضخا لمطلب فهد معتقدين ان من حقه ان يحظى بعروس لم يسبق لها الزواج بعد ما اضطر إلى الزواج بأرملة أخيه ورغم ان نوارة تصغر فهد سنا الا انها بنظرهم ليست كفؤا لفهد طالما انه لم يتزوج من قبل واكتفت جميلة بالتحدث إلى نوارة قائلة:
متزعليش يا نوارة، اني مجدرش امنعه يابتي وخصوصي ان العروسة تبجى بت اختي وبت عمك مچاهد.

نوارة: مزعلناش يام سلمان، أي حاچة رايدين تعلموها مجدرش اجولكم لاه
جميلة بحزن: حجك عليا يابتي بس مكنش بيدي في الاول ولا دلوك..
استأذنت نوارة بالانصراف واتجهت إلى بيتها الجديد تبحث عن الأمان بأحضان طفلتيها الصغيرتين.

استقبلتها ميادة بابتسامتها العذبة بينما نظرت اليها حليمة بحزن على حالها وكأنها ورغم سنها الصغير تدري ما تعانيه أمها..
اقتربت منهما نوارة باكية بقوة فهرعت اليها حليمة تحتضنها بخوف وفعلت ميادة المثل.

نظرت سهيلة الة مصطفي مصدومة مما يقول لا تستوعب كلماته لتسأله مرة ثانية بترقب
بجد يا مصطفي؛ معقول جيجي تخونك طب ازاي وليه؟
مصطفي: معقولة اوي، مستغربة ليه ده على اساس ان يوسف معملش زيها
سهيلة بخفوت: يوسف راجل والمفروض مبيقدرش يتحكم في رغباته وانا بعدت عنه و...

مصطفي: وايه يا سهيلة، تفتكري الخيانة محتاجة مبرر، الخيانة زيها زي القتل والسرقة، جريمة ملهاش مبرر تحت اي مسمى، الخيانة والغدر بيرجعوا لطبيعة الشخص، في ناس غدارة بطبعها عندها استعداد تخون وفي ناس لأ، محصنه ضد الغدر والخيانة.

سهيلة: بس الانسان بيضعف
مصطفي: وبيسامح وبيكره وانا مقدرتش اسامح بس كرهتها، وعلى فكرة يوسف عالأقل كان متجوز زي ما فهمت منك يعني خاين بس بالحلال لكن معتقدش اني مراتي ممكن تتجوز عليا، ولا ايه؟

خجلت سهيلة ولم تجد ردا لما سمعته فهي تعلم مقدار ما كان من حب بين مصطفي وزوجته ومؤكد انه تألم وبقوة تنهدت بضيق على حالها وحاله ونظرت امامها تحاول ان تجد تفسيرا لكل ما يدور حولنا ولم تجد شيئا ليقاطع شرودها مصطفي قائلا انا عاوز اتعشى بقي مش هنقضيها تحليلات ومناقشات عن ناس تسد النفس.

ابتسمت سهيلة وشرعا في تناول عشائهما سويا بينما يوسف يشعر بسعادة غامرة بعدما تأكد من حمل داليا واصبح لديه أمل جديد يحيا من اجله طامعا في استرجاع سهيلة اليه مهما كلفه الأمر.

استمعت نوارة ال اصوات الزغاريد واطلاق النيران بالجوار فادركت ان فهد قد أتم زواجه من بثينه، توجهت الى غرفتها وقد خلعت عنها قناعها الذي ترتديه امام الجميع كي لا يشمت بها احدا وجلست أرضا تبكي بقهر على ما فات وما سيأتي فما أصعب ان تقضي عمرك مرغما على كل شئ مرغما على الصمود؛ مرغما على الابتسام مرغما على الكلام بينما تهفو روحك الى الصمت، فقط نشتاق الى الصمت...

وبينما هي تبكي معتقدة ان زوجها يقضي لحظات تملؤها السعادة كان هو يحتضن بثينه متخيلا ان التي بين يديه هي نوارة...
تناول فهد عباءته وارتداها ثم نظر إلى نفسه بالمرآة وعلى عجالة مشط شعره ووضع الكثير من عطره الموضوع أمامه.

نظرت اليه بثينه بتعجب قائلة:
انت خارچ يافهد؟
فهد بهدوء: أه عندك مانع؟
بثينة: لاه، بس على فين رايح ليلة دخلتنا يا فهد الناس تجول عليا ايه؟
فهد: مفيش حد هيجول حاچة، وبعدين مش خلصنا واهلك اطمنوا عليكي
بثينة بخجل: اطمنوا الحمد لله، بس مفيش عريس بيسيب عروسته ليلة فرحهم ويطلع
فهد: متجلجيش انا رايح لمرتي مش عند حد غريب
بثينة بغضب: نعم..!
مرتك مين دي، بقي انت مهملني لحالي ورايح للست نوارة.

فهد: اسمعي يا بثينة، اني مبحبش الرط الكتير، نوارة مرتي من جبلك
بثينة: بس ميصوحش تسيبني وتروحلها وبعدين اني بنت خالتك وطول عمري بحبك لكن هي طول عمرها هتحب سلمان الله يرحمه.

أمسكها فهد بقسوة جاذبها خصلات شعرها وكأنه يود اقتلاعها قائلا بتحذير:
لو لسانك نطج اسم سلمان مرة تانية هجتلك، نوارة مرتي ملكي لحالي واخوي الله يرحمه مات
بثينة بقهر: مات بالنسبة ليك؛ بس هيفضل عايش جوة جلبها، اسألني أني اللي بيحب عمره ما ينسى ولو جلبها نسي، بناتها منيه هيفكروها
دفعها فهد بقسوة لتصيح متألمة من وقوعها بتلك القوة بينما فهد لم يكترث لها بل غادر مسرعا متوجها الة بيت نوارة.

لأول مرة منذ تزوجته قصرا تشعر بالاحتياج لرؤية سلمان ولو لحظات، تحدثت وكأنها تراه امامها قائلة:.

ياريتني مت جبلك يا ضي عيني؛ وعدتني متفارجنيش واصل يا سلمان وخليت بيا، معجول هونت عليك تهملني بالدنيا الجاسية دي، ربنا يرحمك ياحبيبي ويچمعني بيك
غلبتها دموعها الغزيزة وتذكرت اوقاتها الخاصة معه تذكرت رقته القوية وعنفه الرقيق؛ كم يختلف سلمان عن الجميع؛ يختلف عن اهله واهلها وربما يختلف عن شباب القرية بأجمعها..

فزعت نوارة عندما استمعت إلى دقات عنيفة أتيه من خارج المنزل، اقتربت من الباب متسائلة بحذر:
مين اللي بيخبط..؟
فهد: أني فهد يانوارة، افتحي الباب
اسرعت نوارة الى فتح الباب شاعرة بالخوف والقلق يتسربان الى قلبها
فهد: ايه يا نوارة، كنتي نايمة اياك؟
نوارة: لاه، بس نيمت البنات وجفلت الباب لأني بخاف..
احتضنها فهد وسط نظراتها المتعجبة واغلق الباب وتوجها معا الى غرفتهما
نوارة بقلق: ايه اللي چابك يافهد..؟

فهد مبتسما: اتوحشتك جوي يانوارة
نوارة: اتوحشتني ليلة دخلتك! انت بتتصرف بطريجة غريبة جوي يافهد بحس انك جاصد تأذي اللي بيحبوك.

فهد: تجصدي ايه؟
نوارة: اجصد عروستك اللي سيبتها ليلة فرحها وچايلي يافهد، الناس هتجول عليها ايه؟
فهد: انتي السبب، لو كنتي جولتيلي متجوزش كنت هسمع كلامك
نوارة: مجدرش امنعك انت جولتلي رايد بنت بنوت واني أرملة سبج ليها الچواز لكن انت وجت ما اتچوزتني كنت انا أول بختك
فهد بخفوت: بس اني مطيجهاش يانوارة أني رايدك انتي وبس، كنت رايد اوچعك كيف ما بتوچعي جلبي.

نوارة بحزن: اللي بيحب مبيوچعش حبيبه يافهد
فهد: لاه بيوچع لما يكون عاشج، بيوجع لما يلاجي مرته بتحب راچل غيره بيوچع لما يشوف في عنيها حزن على راچل مات ولسه حبه مكلبش چوة روحها مرايدش يفارجها..
وبيوچع اكتر لما يحضنها ويلاجيها مشتاجه لحضن غيره
نواره بحزن: اني مجدرش انسى بين يوم وليلة عشرة سنين دي العشرة متهونش غير على ولد الحرام.

فهد: يعني في أمل تحبيني كيف ما هتحبيه؟
نوارة: الحب والكره مش بايدينا وزي ما سلمان جدر يزرع حبه چوة جلبي بحنيته وطيبته بيدك تحببني فيك، أني عمر ما حد مد يده على غيرك يافهد، كيف رايدني أحبك وانت هتكرهني فيك!؟

احتضنها فهد بتملك ورغبة قائلا:
خلاص من الليلة مهزعلكيش واصل وهتشوفي فهد چديد بس انتي ترضي عني
نوارة محاولة تهدئته: مش وجته الكلام ده، روح الله يرضى عنيك لعروستك وخليك چارها على الجليل أسبوع دي مهما حوصل بت خالتك وعرضك ياحبيبي.

فهد بسعادة: جوليها تاني وانا هعمل اللي انتي تجولي عليه
نوارة: اجول ايه، انت شارب حاچه يافهد
فهد مقتربا منها بشدة: متجوليش فهد، جولي حبيبي
نوارة بمهادنة: حاضر ياحبيبي، روح بجى لعروستك الله يهديك، اكده ما يصوحش.

فهد برفض: مش هسيبك يانوارة اني مصدجت سمعتها منك
نوارة بيأس: يافهد الله يكرمك روح لبثينة حرام عليك تكسر خاطرها..
التفت نوارة الى باب غرفتها بعدما استمعت الى صوت فتاتها الكبرى حليمة تقول:
ماما، انتي هتكلمي مين؟
فهد: روحي نامي يا حليمة أني عمك فهد
حليمة: حاضر، اني رايحة انام
نظرت اليه نوارة معاتبة فأشاح بناظريه عنها متجاهلا عتابها قائلا:
متتعبيش نفسك معاي، اني هبيت اهنه والصباح رباح.

انتظرت بثينة الى ان شق نور الصباح عتمة الليل لتسرع مستغيثة بخالتها تخبرها بما حدث من فهد بالمساء.

شهقت جميلة فزعة غير مصدقة:
كيف يابت، كيف يهملك ويروح لنوارة، يمكن تعبانه ولا حد من البنات صابه حاجة بعيد الشر
بثينه: لاه يامه، لاه ده كان هيجتلني لاچل خاطرها، شكلها مهياش سهله واني مفكراها غلبانه اتاري زي ما بيجولوا اللي تحسبه موسى يطلع فرعون.

أسرعت جميلة باتجاه منزل نوارة عازمة على الوقوف بوجهها بعدما حدث فمن المؤكد انها قد بدات تكيد لبثينه.

اقتربت من باب البيت الخارجي دقت بقوة عدة مرات إلى ان فتحت اليها نوارة..
تلاشى غضب جميلة عقب رؤيتها لوجه نوارة الشاحب وعينيها الباكية ونظرت اليها نوارة وهي على يقين بسبب زيارتها
دلفا سويا إلى الداخل والصمت حليفهما، نظرت جميلة اليها تحاول ان تستنتج ما حدث وما الذي دفع فهد الى ترك عروسه ليلة الزفاف...

تحدثت متسائلة:
هو فهد بايت اهنه يا نوارة؟
نوارة بضعف: ايوة يامه، وجبل ما تجولي حاچة اني حبيت على يده بدل المرة عشرة وجولتله روح لعروستك وهو رفض وجالي محدش ليه عندي حاچة وانتي خابرة ابنك زين وخابرة لما بيعند..
جميلة: يعني يفضح بت خاله لاچل خاطرك!؟

نوارة بانهيار: واني بيدي ايه، مجدراش اتصرف وياه، حرام عليكم اني طول عمري راضية بالجليل، رضيت بموت چوزي وحبيبي وجولت ماريداش اتچوز تاني غصبتوني واتچوزت فهد، رايدني انسى سلمان ومجدرتش ولاچل يأدبني راح اتچوز، ومجدرش اتكلم لانه حچه، همل عروسته وچإلى بالليل، اني تعبت اكده ظلم، ظلم.

وقعت نوارة مغشيا عليها تحت انظار جميلة التي صاحت بقوة مستغيثة بفهد قائلة:
الحجني يا واد يافهد، جوم الحج مرتك
تناول فهد ما يرتديه على عجالة متوجهها إلى والدته قائلا بفزع:
مالها يامه نوارة، جولتيلها ايه خالها تجع من طولها اكده؟
جميلة بغضب: والله انك ماعندك دم ولا خشى هتچيب أچلها وأچلي جبل منيها يا ظالم
هرول فهد الى الخارج باحثا عن طبيب الوحدة رغم صيحات والدته التي لم تعلم إلى أين قد تركها وغادر.

بعد قليل أتى فهد ومعه الطبيب الذي فحص نوارة بحذر خوفا من غيرة فهد الواضحة ليتحدث اليهم بعد قليل
المدام ضغطها عالي جدا وواضح ان في حاجة ضيقتها مع الحمل وضعف جسمها خلاها تفقد الوعي.

فهد بسعادة وعدم تصديق: حمل، يعني هي حامل؟
الطبيب: ايوة يافهد بيه، حامل في الشهر التاني تقريبا
جميلة بسعادة: ربنا يكملك على خير يابتي
لم تجب نوارة عليها ولم تنظر إلى فهد الذي انتبه إلى فعلته وما اوقع نفسه به فزواجه من بثينه خطأ سيدفع الجميع ثمنه وهو أولهم..
يود الان احتضان نوارة واخفائها عن العيون، يشعر بتملك غريب يؤذيه ولا يستطيع السيطرة عليه..

أحست جميلة بالحرج عقب مغادرة الطبيب فنظرات فهد لزوجته جعلت جميلة تستأذن مغادرة إلى بيتها تفكر فيما ينبغي ان تقوله لابنة شقيقتها العروس التي لم تهنئ بقرب عريسها بل فضل أخرى عليها...
انحنى فهد يلثم خدها بحب وسعادة هامسا اليها..
تعرفي اني اتچوزت بثينه واني مفكر انك مريداش تخلفي مني يا نوارة كيه ما شهيرة جالت
اغمضت عينيها تحاول السيطرة على انفعالها كي لا تغضبه فاستكمل قائلا:.

الدكتور جال ان الزعل عفش عليكي وعلى ولدنا، واني رايده يطلع واد زين اكده كيه ابوه.

ابتسمت نوارة رغما عنها فقهقه فهد مكملا
وجالي كمان اني مفروض اجعد چارك ومفرجكيش واصل
نوارة: يعني انت رايد راحتي صوح
فهد: هتسأليني تاني يا نوارة؟
نوارة: جوم دلوك روح لعروستك طيب خاطرها وبعدين ابجى تعالى
فهد: حاضر، هروح اها، وهرچعلك بعد شوي، هاخد معاي البنات وهچيبهم واني راچع.

صرخت بثينه قائلة بعدما اخبرتها جميلة بحمل نوارة
يامري يامري، حامل كيه وشهيرة جالتلي انها مانعة نفسيها عن فهد وحرماه من حجه
جميلة بغضب: جبر يلمك ويلم شهيرة في ساعة واحدة نوارة مهتمنعش چوزها من حجه واصل دي عارفة ربنا ومهتعصيش چوزها ولا تعصي عليه، شهيرة دي كيه الوبا اعوذ بالله منيها ومنك انتي التانية.

بثينة: يعني ايه يا خالة لما هو رايد مرته ومجدرش على بعادها ليلة واحدة اتچوزني ليه؟
جميلة: كان رايد يكيدها يا بت اختي، واهو كاد روحه وكادك معاه...
التفتت جميلة خلفها على صوت شهيرة التي قد اتت بصحبة زوجها للاطمئنان على شقيقته
اقتربت منها بثينه متسائلة:
ليه اكده يا شهيرة، ليه كدبتي على وجولتي ان فهد ونوارة متچوزين بس لاچل البنات وانها عصيانه عليه اهي طلعت حبلى اعمل ايه دلوك؟

شهيرة ببرود: هتعملي ايه يعني، حاچي على چوزك ومتخليش بت بهية تاخده، انتي بت خالته وأولى بيه
نظر اليها نعمان نظرات بثت في نفسها الخوف الا انها حاولت التظاهر بالقوة ليقترب نعمان من شقيقته قائلا:
انتي بجالك كام سنة رابطة روحك چنبه وخلاص بجيته مرته، ومتخافيش نوارة بت اصول ومهتظلمكيش واصل بس انتي بعدي عن غراب البين ديه وعيشي والا على اليمين أكون مخلص عليكي انتي وهي في ساعة واحدة، فاهمه!؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة