قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسيرة الشيطان الجزء الثاني للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع عشر والأخير

رواية أسيرة الشيطان الجزء الثاني للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع عشر والأخير

رواية أسيرة الشيطان الجزء الثاني للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع عشر والأخير

هزت رأسها إيجابا سريعا تضع يدها علي بطنها لتنساب دموعها بعنف تهتف بصراخ: إبني، إبني حصله إيه.

نظرت له برجاء تنساب دموعها بخوف خوفا أن من يكون شيئا أصاب صغيرها كادت تطير من الفرح حينما علمت بأمر ذلك الحمل علي الرغم مما فعله ذلك الاحمق الا أنها لازالت تحبه، هي فقط غاضبة منه لذلك اخبرت والدها أنها تريد أن تعمل معه في الشركة حتى تغيظه، حتى تراه فقد غلب شوقها غضبها.

رأته يتقدم ناحيتها جلس جوارها علي الفراش يعقد ساعديه أمام صدره هتف ببرود: الجنين بخير ما تقلقيش
اتسعت عينيها بذهول تنظر له بصدمة الجمت لسانها لتمتم بذهول: أنت عرفت إزاي
مد كف يده يبسطها علي بطنها برفق ينظر لها بألم يهمس بحزن: أنا اللي عايز اعرف ليه خبيتي عليا، هو دا مش إبني أنا كمان.

اشاحت بوجهها في الاتجاه الآخر بعيدا عنه تتساقط دموعها بصمت لتهتف بعتاب: ابنك، اللي شكيت في أمه واهنتها، اللي سمعتها كلام مهين اللي كنت بتشكك في شرفها وتدبحها بكلام زي السم.

مد يده يقبض علي وجهها برفق شديد لف وجهها ناحيته ينظر لعينيها الباكيتين بندم تحول إلى دموع جارية اخذ كف يدها الموصل بالمحلول الوريدي يقبله ببطئ ليهمس بألم: أنا بحبك، بحبك طيبتك وعفويتك حتى غرورك وطوله لسانك بحبهم، كنت بتعلق بيكي يوم ورا يوم مهما حاولت أبعد نفسي عنك ما كنتش بقدر، قلبي غصب عني بدأ يدق ليكي، ما كنتش عايز أحبك عشان كنت فاكر انك مستحيل تحبيني أنا كنت باذي نفسي مش بإيذيكي كل كلمة كنت بقولهالك كانت بتكوي قلبي كنت عايز اكره نفسي فيكي بأي طريقة فعشان كدة كنت عايزك تكرهيني، اطال النظر لمقلتيها التي ترمقه بعتاب، مال برأسه يقبل جبينها يهمس بندم: أنا بحبك أوي.

اعتدل جالسا مد يده يمسح دموعها برفق يبتسم بحزن: ما تقلقيش الجنين بخير، لما تعبتي عمولولك تحاليل دم قبل ما يعملوا اي حاجة، والدكاترة قالولي أنك حامل فعشان كدة استخدموا بدايل بدل غسيل المعدة ما اعرفش بصراحة هما عملوا بس شاكرين جدا انتي بقيتي كويسة.

قام من علي فراشه التفتت ليغادر وصل إلى باب الغرفة ليسمعها تهتف بصوت مختنق باكي: أنت حمار وما بتفهمش عشان لو بتفهم كنت حسيت بحبي ليك، ودلوقتي بردوا بتكرر الغلط رايح فين سايبني ليه
اندفع ناحيتها ليجدها جالسة علي الفراش تنظر له بغضب باكي، خبئ جسدها بين ذراعيه يشدد علي عناقها لتقبض بيديها علي قميصه كورت قبضة يدها تضربه علي ظهره تهتف باكية: بحبك يا حمار.

ضحك بخفوت يشدد علي عناقها يهتف بعشق: بعشقك يا قلب الحمار
ابعدها عنه كوب وجهها بين كفيه يمسح دموعها بإبهاميه ابتسم يهتف بجد: أنا رديتك لعصمتي
رفعت حاجبها الأيسر بغرور تهتف بثقة: أنت تطول اصلا تردني أنا بس اللي نفسي حلوة.

ضيق عينيه يجز علي أسنانه بغيظ من لسانها السليط ليهتف بحنق: يا بت بقي اعمل إيه بس عشان اخلص من لسانك الأطول منك دا.

ابعدت يديها لتنكمش ملامحها بضيق هتفت بحنق: يا عم روح اتملح في برطمان مخلل أنت بوء اصلا ياض.

اتسعت عينيه بصدمة يكرر بذهول: اتلمح و بوء وياض
رفع كفيه يهتف بحسرة: منك لله يا روان يا بنت ام روان
في تلك اللحظة انفتح الباب بعنف ليدخل صلاح نظر لهما بحدة حينما رآهم بذلك القرب
ليخرج مسدسه من جيب حلته يهتف بغضب مصطنع: شرفي، العار ولا التار قصدي التار ولا العار
انتفض عمرو ينظر لذلك المسدس بذعر يهتف سريعا وهو يرفع يديه باستسلام: عار ايه بس يا عمي دي مراتي أنا ردتها والله العظيم ردتها.

ضيق عينيه بغيظ يهتف بغضب وهو يشد
اجزاء السلاح: لا يسلم الشرف الرفيع من الاذي حتى يراق علي جوانبه الدم
يا معلم حنفي قصدي يا صلاح باشا اهدي بس وأنا هفهمك، هتف بها عمرو بذعر وهو ينظر لذلك السلاح.

بابا خلاص يا حبيبى هو اعتذر وانا سامحته: هتفت بها روان وهي تبتسم لوالدها بعذوبه ليبتسم لها بحنو انزل مسدسه يهتف بمرح: خلاص تنزل المرة دي.

ضحكت روان ليشاركها صلاح في الضحك بينما ينظر عمرو لهم بدهشة ضرب كف فوق آخر يهتف بحسرة: البس يا معلم دي العيلة كلها مجانين.

جلست علي الارجوحة في حديقة منزلها الواسعة تهتز بها تلك الارجوحة برفق نسمات الهواء العليل يداعب صفحة وجهها برفق ارتسمت علي شفتيها ابتسامة حزينة منذ أن جاءت إليها تلك الفتاة وهي تأخذ ادويتها بانتظام تام، تسمع كلام الأطباء دون اي اعتراض تريد فقط أن تتحسن في أسرع وقت ممكن لأنها تستحق ذلك تستحق أن تعود كما كانت
شعرت به هو الوحيد الذي تعرفه دون أن ينطق.

ابتسمت تهتف بمرح: ما تحاولش تخضني عشان أنا عارفة أنك هنا
زم شفيته بضيق كطفل صغير تهاوي بجانبها علي الارجوحة يهتف بتذمر عرفتي إزاي أن أنا هنا.

ابتسمت تهمس بخجل: بحس بيك، أنت الوحيد اللي بعرف أنه موجود اول ما بتقرب مني
ارتسمت علي شفتيه ابتسامة حانية ينظر لها بحب يشوبه الحزن ليجدها تمد يدها تحاول الوصول إلى يده مد كف يده سريعا لتمسك بيده تجذبه تبتسم بحماس: قوم يلا عايزة اتمشي في الجنينة.

ضحك بخفة ليقوم معها لف ذراعه حول كتفها يتحرك معها هنا وهناك يحاول اضحكاها قدر المستطاع: مرة وأنا صغير خالي الله يرحمه قالي قوم يا جاسر هاتلي ماية
قولتله لاء وما رضتش اقوم
فلقيته بيقولي ايه أنا سمعت أنك بتجري بسرعة دا صح
فروحت قايله بنفخه صدر ايوة طبعا دا أنا سريع جداا
راح ضاحك وقالي: طب وريني هتعرف تجيبلي ماية قبل ما اخلص عد لرقم عشرة ولا لاء.

قبل ما يبدأ عد كنت جريت علي المطبخ جبتله مايه بسرعة ورجعت، الابتسامة اللي كانت علي وشه لما خد مني الماية حسستني أن أنا بديل وودنين.

انفجرت في الضحك حتى ادمعت عينيها هتفت من بين ضحكاتها: مش ممكن يا جاسر أنت طفولتك كلها مصايب.

اكمل بمرح: طب اسمعي دي كمان وأنا لسه في اولي جامعة كنت شغال بليل كول سنتر في شركة كنت بروح في ميعاد محدد في يوم روحت متأخر لقيت المدير واقفلي
Flash back
دخل جاسر إلى الشركة التي يعمل بها متوجها إلى مكتبه ليجد رئيسه المباشر يقف امام مكتبه ينظر له بغضب ابتسم جاسر باتساع يهتف: مساء الخير يا افندم
هتف المدير بحدة: وهيجي منين الخير والبيه جاي الساعة عشرة الشغل.

هتف جاسر بتلقائية: طب ما أنت جاي من 8 وما شوفناش منك خير وأنا مش اتكلم
Back
هتف بمرح يعبث في شعره بحرج: بس يا ستي واترفدت عادي يعني
وضعت يدها علي بطنها التي أصبحت تنقبض من كثرة الضحك تهتف من بين ضحكاتها: حرام عليك مش قادرة دا أنت مصيبة متحركة
عاااا يا مجنون
صرخت حينما شعرت به يحملها من خصرها يلتف بها حول نفسه يصرخ بمرح: أنا مصيبة ومجنون وبحبببببببك.

تعالت ضحكاتها وهو يلتف بها حول نفسه تشعر بالهواء يداعبها برفق تضحك وهو يضحك سعادة لا يشوبها حزن رغما ما حدث.

مر أيام كثيرة بأحوال مختلفة علي الجميع
في منزل عمرو
استيقظ فزعا علي صوتها تصرخ بألم: الحقني يا عمرو، قوم يا عمرو
انتفض فزعا ينظر له بذعر يهتف بقلق: إيه في إيه مالك
وضعت يدها علي بطنها تهتف بألم مصطنع: مش عارفة حاسة اني هولد
ضيق عينيه ينظر له بغيظ ليهتف بحدة: أشد في شعري ولا أقطع هدومي حرام عليكي يا بنتي هتجبيلي السكر، أنا اعرف أن في الستات بتولد في السابع في الثامن في التاسع.

انما في التاني جديدة دي بصراحة
ابتسمت باتساع ابتسامه بلهاء مضحكة، اسبلت عينيها تنظر له ببراءة مصطنعة: ما هو بصراحة بقي أنا زهقانة ومش لاقيه حاجة اعملها وأنت نايم وسايبني
تمدد علي الفراش يوليها ظهره هتف ببرود: يا تنامي يا تقومي تذاكري
في لحظات شعر بها تندث تحت الغطاء سمعها تتمتم بتذمر تقلده بسخرية: يا تنامي يا تذاكري اووف بقي.

ضحكة بخفوت ليغمض عينيه يحاول النوم لم تمر سوي دقائق وسمعها تهتف باسمه: عمرو عمرو اصحي يا عمرو
فتح عينيه يتنهد بضيق التف إليها بجسده ليصبح مواجها لها هتف بنعاس: عايزة ايه يا روان.

انكمشت ملامحها بحزن تهتف بضيق: يا عمرو أنا زهقانة مش عارفة أنا طول النهار نايمة وأنت بتنزل الصبح ما بترجعش غير علي النوم
قوم اتكلم معايا شوية، همست بحزن: أنت بقيت بتتصرف زي بابا في الأول
قام من علي الفراش التف ليصبح مقابلا لها ابتسم برفق يهتف بمرح: تعالي يلا حليب يا لبن.

ابتسمت تصفق بحماس وقف علي الفراش ليوليها ظهره لفت ذراعيها حول عنقه ليحملها علي ظهره متجها بها إلى خارج الغرفة، هتف بتعب: خفي نفسك يا قلبي ضهري اتكسر.

وضعها علي الاريكة أمام التلفاز ليتجه للمطبخ غاب بضع دقائق ليعود معه طبق كبير ملئ بالفشار، امسك جهاز التحكم احضر فيلم كوميدي ليجلس علي الأريكة وهي تجلس بجانبه مالت برأسها على كتفه تستند عليه، لتشعر بيه يحرك ذراعه لتصبح مستنده علي صدره وهو يلف ذراعه حول كتفها ابتسمت بدلال، وجهت نظرها للتلفاز تشاهد ذلك الفيلم تضحك باندماج، وهو يشاهد ايضا ولكن ليس التلفاز عينيه مرتكزة علي وجهها يراقب تعابيره التي تتغير ما بين ضيق وشفقة وغضب يجد نفسه يبتسم حينما تصدح ضحكاتها العفوية في المكان، ليشعر بغصة قلبه تزداد، مد يده ناحية جهاز التحكم يغلق التلفاز لتعقد حاجبيها بضيق نظرت له تهتف بتذمر: قفلته ليه يا عمرو.

بلع لعابه بتوتر يسألها بارتباك: روان أنا عايز اسألك سؤال بس تجاوبيني بصراحة
هزت رأسها إيجابا تبتسم بتوتر نبرة صوته اقلقتها لتجده يردف: انتي مبسوطة معايا. يعني في فرق كبير بين المستوي اللي كنتي عايشة فيه مع ولدك و...
لم تعده يكمل كلامه وضعت يدها علي فمه تبتسم بحب: أنا مبسوطة اكتر مما تتخيل.

أزاحت يدها من علي فمه لتسمعه يهتف بقلق: بس في فرق كبير بين عيشة القصر وعيشة الحارة أنا مش عايزك ترجعي تندمي بعد كدة.

جلست معتدلة تنظر له تبتسم بحنو تهمس بحزن: عمري ما هندم يا عمرو، عيشة القصر اللي بتقول عليها دي عيشة فاضية باردة ما فيهاش دفا ولا روح ما فيهاش ناس جنة فاضية، صدقني الشقة الصغيرة دي أحلي وادفي ميت مرة من القصر الكبير، هنا في حياة في دفا في ناس بتحس أن قلبهم علي قلب بعض في جيران بيودوا بعض، عارف طنط أم رؤى اللي تحتنا كل يوم بتطلع تطمن عليا هي وحلم مرات عاصم ناس طيبين غلابة ما يعرفوش ينافقوا مالهمش في البزنس والفلوس بيدوا من غير مقابل، مدت يدها تبسطها علي وجهه تبتسم بحب: كفاية إنت اهتمامك وحبك ودلعك، بتحبني عشان روان مش عشان فلوس روان، رفضت تبقي مدير الشركة مع أن بابا إلى عليك كتير وفضلت في وظيفتك اللي وصلتلها بتعبك أنت عملة نادرة يا عمرو، اقولك حاجة أنا بحبك من قبل ما أنت تعرف او تشوفني حتى.

قعدت جبينه باستفهام ينظر لها بمعني كيف لتبتسم بشقاوة تهتف بمرح: بصراحة بقي أنا كنت معجبة بيك بقالي كدة سنة وزيادة وكنت باجي الشركة عند بابا مخصوص عشان اشوفك
يالهوي عليك تقيل تقل الرجل الغامض بسلامته
ضحك بصخب وكلامتها العفوية الصادقة تداعب اوتار قلبه برفق لتمحي تلك الهواجس التي طالما ارقته، مد يده يقرص وجنتها برفق يهتف بحب: بحبك يا مجنونة.

نظرت له تبتسم بخبث لتهتف ببراءة وهي تشير لانفه: عمرو في حاجة علي مناخيرك
تنهد بضيق يهتف بحنق: يخربيتك عيلة فصيلة، مد يده علي انفه لتفجائه حينما لكمت يده لتصدم بانفه بعنف تأوه بألم ليسمعها تضحك بصخب تفر بعيدا عنه ليهب خلفها يهتف بتوعد: روان خدي هنا يا بت وحياة امك لعلقك.

اما عاصم وحلم
انتقلت حلم لشقة عاصم بعد ما باع عاصم عزال الشقة بأكمله واشتري غيره حتى تشعر بأنها شقتها هي ولانه لا يريد اي شئ يذكره بتلك الحية التي دمرت حياة اخته وقتلت إبنه.

ابتسم بحنو وهو يقف بسيارتع أسفل المنزل لحظات وسيراها أصبح يحب العودة للمنزل بسببها زوجته المجنونة، تحضر له كل يوم مفاجاءة جديدة، لن ينسي ابدا ذلك الساري الهندي الذي كانت ترتديه رغبه وسقطت علي وجهها مرتين بسبب طوله، او تلك العباءة الفلاحي التي كانت تغرق فيها بسبب وسعها الشديد، ضحك بخفة ليخرج مفتاح الشقة من جيب بنطاله الجينز، فتح الباب ليجد الشقة تغرق في بحر من الظلام دخل يتمتم بقلق: هي الدنيا ضلمة ليه كده النور مش قاطع يعني، اتسعت عينيه بذعر يتمتم: لتكون عاملة ريا وسكينة النهاردة.

اغلق باب الشقة ينادي عليها: حلم، حلم، انتي فين يا حبيبتي، حلم كفاية مقالب يا قلبي أنا شعري قرب يبيض بسببك.

لفت نظره نور غرفتهم المضاء ليقترب من الغرفة مد يده يفتح الباب ليجدها مزينة بالورود والشموع والطعام معد علي طاولة صغيرة رائحة عطرها تملئ الغرفة بحث عنها بعينيه ولكن دون أثر اقترب من الفراش ليجد عليه حذاء صغير لطفل رضيع، امسكه بين أصابعه ينظر له بتعجب ليري ورقة صغيرة كانت أسفل الحذاء، فتحها ليجد فيها.

«كانت احلامي بعيدة صعبة المنال عشت أسما علي غير مسمي الا أن التقيت بك جمعنا القدر من جديد. كنت كحلم ذبيح يلتقط انفاسه الأخيرة ليحي من جديد بين ذراعيك بدأ الحلم من جديد، حلمنا سيجمعنا دون فراق حلمك وحلمي السعيد، احبك يا عاصمي، احبك يا بابا يهتف بها صغيرك الآن بين احشائي ».

انسابت دموعه فرحا يضحك ويبكي، نظر حوله يبحث عنها ليجدها تدخل من باب الغرفة
ترتدي فستان ابيض بسيط يشبه قليلا فساتين الزفاف، اقترب منها يحتضنها بعمق يبتسم ويبكي يشعر بقلبه يكاد ينفجر من شدة سعادته
ابعدها عنه يقبل جبينها ويديها لا يجد ما يقوله فقط ينظر له بابتسامة تشق شفتيه دموعه لا تتوقف همس اخيرا بعشق: بحبك يا حلم يا أجمل حلم اتحقق في حياتي.

في السابع يا نرمين، هتف بها جاسر ضاحكا وهو يحمل ذلك الصغير ابن اخته بين ذراعيه ينظر له بحنان بينما ياسر يجلس جوار نرمين علي الفراش يعقد ساعديه بغيظ ينظر لجاسر بضيق طفولي.

بينما ضحكت نرمين بوهن: واضح كدة أن هيبقي خلقه ضيق، دا ما استحملش يكمل شهرين كمان.

ضحك جاسر بمرح ليقترب منها يقبل جبينها برفق يهتف ضاحكا: طالع لخاله
هتف ياسر بتذمر: قصدك طالع لابوة، اللي انت مش راضي نخليه يشيله دا
نظر جاسر له بجانب يعينه يهتف ببرود: بس يا بابا، عاد بنظره ينظر لنرمين بحنو: ربنا يباركلك فيه يا حبيبتي، ها هتسميه إيه بقي.

جاسر نطقتها وهي تنظر لأخيها تبتسم بحنو، اتسعت ابتسامته لينظر لياسر يتهديد يهتف بتوعد: حسك معترض
هز رأسه نفيا سريعا يهتف برجاء: لاء والله بس ادهولي اشيله
ضحك جاسر بمرح ليعطيه الصغير برفق حمله بحنان يداعبه بوجهه ردد ببطئ اسمه: جاسر ياسر شريف راضي، اختفت ابتسامته يهتف بتذمر: إسم وحش أوي
نظر له جاسر بحدة ليبتسم ياسر ببلاهة يهتف سريعا: أنا قصدي علي اسمي يا باشا مش لايق ورا اسم سعادتك طبعا.

ضحك جاسر رغما عنه قضي بعض الوقت بصحبة اخته ليعود للمنزل، ابتسم حينما مر بباله ما حدث كان في عمله حينما أتصل به ياسر يصرخ بقلق يخبره بأن نرمين تلد لم يشعر بنفسه سوي وهو يركض إليها، وقف بسيارته أمام تلك المدافن الصغيرة لينزل منها أمرا حرسه بالا يتبوعه دخل إلى المقابر يهتف بهدوء: السلام عليكم دار قوم مؤمنين انتم السابقون ونحن بإذن الله بكم لاحقون.

وقف أمام قبر والديه ليزيح نظارته نظر للقبر يبتسم بحزن: وحشتوني اوي ربنا يرحمكوا ويسكنكوا فسيح جناته، أنا جاي النهاردة اقولكوا خبر حلو البت نرمين خلفت جابت جاسر فاكرة يا أمي لما كنتي بتقولي، لو نرمين خلفت ولد لازم تسميه جاسر وإن أنا لو خلفت بنت لازم اسميها نرمين، ربنا يرحمكوا ويسكنكوا فسيح جناته، رفع كفيه يقرأ لهما الفاتحة القي نظرة أخيره علي القبر يتذكر عطف والدته وحنان أبيه لتفر دمعة حزينة من عينيه مسحها سريعا بعنف ليغادر عائدا إلى منزله، في الطريق جاءه اتصال من الطبيب الذي اجري لرؤي عملية القلب والمسؤول عن حالتها حتى الآن.

فتح الخط يهتف بهدوء: خير يا مختار
هتف الطبيب بسعادة يعرف أن الخبر الذي سيزفه إليه سيكأفه عليه بالكثير: جاسر باشا آخر تحاليل واشعات اتعملوا لمدام رؤي، بيقولوا إن خلاص القلب استقر في مكانه بشكل كامل مش محتاجة تأخذ الادوية تاني
تسارعت دقات قلبه هو بفرحة إبتسامة واسعة شقت شفتيه يود الصراخ يود القفز كطفل صغير حصل علي حلاوه الذي يحب حمحم يستعيد جديته ليهتف بهدوء: بكرة الصبح هيكون في حسابك مليون جنية.

كاد الطبيب أن يصاب بسكتة قلبية من شدة الفرحة بدأ يشكره بشدة يضحك بسعادة ليغلق جاسر الخط في وجهه يتمتم بضيق: خرمت طبلة ودني.

اتسعت ابتسامتها سيخبرها بذلك الخبر السعيد بالتأكيد ستطير فرحا، وصل إلى منزله ليهرول إلى غرفتهم فتح الباب بقوة ليجدها تلتفت برأسها ناحية الباب تهتف بضيق: نفسي مرة تخبط قبل ما تدخل.

سيطر علي دقات قلبه الهادرة ليقترب منها جلس أمامها علي الفراش يتنفس بصعوبة من سرعة دقات قلبه امسك كف يدها يشد عليه لتنظر له باستفهام ليهتف بفرحة صاحبتها دموعه: قلبك قلبك قلبك، بقي بخير رؤى انتي بقيتي كويسة، بقيتي كويسة بقيتي كويسة والله بقيتي كويسة
رأي ملامح وجهها المندهشة المصدومة لتصرخ فجاءة بفرحة: أنا بقيت كويسة يعني خلاص خفيت يعني هينفع اخلف مش كدة، قالتها لتندثر ابتسامتها همست بحزن: أخلف.

عقد جبينه بتعجب من حزنها المفاجئ اقترب منها يداعب خصلاتها بحنان يسألها بقلق: مالك يا رؤى ايه اللي زعلك يا حبيبتي
رفعت رأسها تنساب دموعها بعنف همست بألم: مش هشوفه يا جاسر حتى لو حملت وخلفت مش هشوفه.

امسك بين ذراعيه يهتف بحزم: اللي مش هتشوفه عينيكي هيشوفه قلبك يا رؤي، قولتلك ألف مرة انتي مش عجز بصيرتك اقوي ميت مرة من بصرك، لو انتي مش شايفة نور اللمبات فدا مش عيب فيكي نور قلبك اقوي ميت مرة من لمب فينوس الليد، هتف الأخيرة بمرح لتضحك رغما عنها عانقته تهتف بسعادة: أنا بحبك اوي يا جاسر بحبك اوي اوي
ضحك يهتف بمرح: أنا حنين واتحب، قومي يلا عشان هنروح للدكتور بتاع العيون.

وإني برغم الظلام لست بيأس
فالفجر من رحم الظلام سيولد
النور في قلبي وبين جوانحي
فعلام أغشى السير في الظلماء
فاصبر كما صبر أيوب في كربه
فليس لضوء الشمس من حاجب
الحياة كنفق طويل مظلم تخطو خطواتك فيه كطفل صغير يحبو ببطئ يكتشف ما حوله ببراءة فُطر عليها ولكن سرعان ما تلونك الحياة بألوانها تصبغك بصباغتها، صبغات حب وطيبة
صبغات خداع ونفاق صبغات مكر وخيانة.

هي من تعرض وأنت من تختار لكل اختيار حساب قبلت به منذ أن اخترت. فنحن جميعا نركض لنصل للنهاية ولكن اي نهاية نبغي.

نهاية الخير ام موت الشر ام فقدان الحياة
بأي طريق نركض. أهو طريق اخترناه أم اختير لنا، اغمض عينيك وامشي في طريقك دع نورك الداخلي هو من يقود فكم من مبصر اعمته زينة ما يري ليجد نفسه كفيف لا يري غير نقاط سوداء صنعها هو من زينة بالية.

وكم من أكف سار للنهاية في طريق مظلم منير قاده فيه نوره هو. نور ينبعث من خلجاته يضئ عتمه نفق يهديه إلى الطريق القويم.

البصر والبصيرة ليسا وجهان لعملة واحدة قكم من مصبر لا بصيرة
وكم من بصير ظنه الجاهل يغرق في بحر من العتمة
فمادام نور قلبك يهديك فدع انوار العواميد تهدي من يريد.

ألم قوي يطرق رأسها بعنف هذا جل ما شعرت به حينما بدأ عقلها يتنبه من خموله الطويل، ابتسمت بحزن لم يعد الأمر يفرق سواء كانت تغمض عينيها او تفتحهما فهي لا تري شيئا. فتحت عينيها ببطئ لتعاود اغلاقهم سريعا. صرخت قسماتها بصدمة، لتبدأ مرة أخري تحاول فتح عينيها ببطئ لتصدمها الإضاءة القوية فتحت فمها بذهول. رفعت كف يدها أمام وجهها لتبتسم بصدمة.

تري هي بالفعل تري بدأت تحرك رأسها تنظر هنا وهناك تستكشف محتويات الغرفة كأنها طفلة صغيرة تفتح عينيها علي الدنيا لأول مرة، وقعت عينيها عليه يقف أمام فراشها ملامحه مجهدة تعبة ينظر لها بلهفة يبتسم بقلق، هز رأسه إيجابا يهتف بتلعثم: شايفة انتي شايفة يا حبيبتي صح.

هزت رأسها إيجابا سريعا تبتسم وتبكي، اندفع في لحظات يطوقها بذراعيه يبكي بعنف يقبل جبينها بين الحين والآخر يردد دون توقف: الحمد لله يا رب اللهم لك الحمد.

ابتعدت عنه تتحسس وجهه بيديها تنساب دموعها بغزارة تبتسم بسعادة: أنا شيفاك يا جاسر أنا شيفاك، انا مش بحلم يا جاسر صح أنا مش بحلم.

هز رأسه إيجابا يبتسم بسعادة: ما بتحلميش يا حبيبتي ما بتحلميش انتي خلاص عملتي العملية وبقيتي زي الفل
عقدت جبينها باستفهام تسأله: عملتها امتي آخر مرة الدكتور قال لسه شوية علي العملية.

مسد علي شعرها بحنو يبتسم بحنو: أنا اللي
قولتله يقول كدة، كنت عايزك زي ما فجاءة لقيتي كل حاجة اتغيرت تلاقي بردوا فجاءة كل حاجة رجعت زي ما كانت.

عانقته تتمتم بسعادة: أنا بحبك اوي يا جاسر
ابعدها عنه برفق قبل جبينها يهمس بعشق وهو ينظر لعينيها بحنو: بحبك كلمة قليلة أوي علي اللي في قلبي يا رؤى كلمة ما توصفش انتي بالنسبة ليا إيه، انتي كل حاجة في حياتي انتي النجدة اللي ربنا بعتهالي عشان يخلصني من اللي أنا فيه، انتي الدفا اللي بجري استخبي فيه في عز ضعفي وقوتي
انتي الايد الحنينة اللي بتطبطب علي قلبي في عز وجعي وضعفي
انتي كل حاجة في حياتي يا رؤى.

انتي الأسيرة اللي انتصرت علي الشيطان لاء ومش بس كدة دي أسرته في حضن عشقها، بسط يده علي صدره يهمس بعشق: أنا وانتي بنفس القلب ما حدش فينا يقدر يعيش من غير التاني قلبي بينبض باسمك وقلبك بينبض بإسمي
عرفتي انتي بالنسبة ليا إيه يا رؤى
أغمضت عينيها تجهش في بكاء تبكي بفرحة لا تجد ما تقوله لسانها يعجز عن التعبير امام أمواج عشقه العاتية.

هيييييح هتفت بها كل من حلم ونرمين وروان و ايمان، لتضحك رؤى عليهم بينما هتفت إيمان بدهشة وهي تعدل من وضع صغيرها النائم علي ذراعها برفق: بقي أغيب سنة ارجع الاقي كل دا حصل، انا صحيح فرحت لما عرفت أن الواد عمرو اتجوز، ربطت علي بطن روان المنتفخ برفق
هتفت نرمين مبتسمة: حاسبي يا رؤى جاسر نام في حضنك كالعادة.

ابتسمت بحنان تنظر للصغير النائم بين يديها بحنو قبلت جبينه تعطيه لنرمين، تنهدت بحزن تنظر إليهن، اخيرا عادت كل شئ لمجراه حلم التي كانت العوض لعاصم لما فعلته به تهاني، أصبحت الآن في شهرها السابع، روان وعمرو قصت لهم روان كل ما حدث لها فتاة لطيفة عفوية سليطة اللسان. هي الآن في منتصف شهرها الثامن.

اما إيمان فاخيرا عادت مع علي زيارة قصيرة ومن ثم سيعودا مرة اخري إلى دبي ليباشر علي عمله في إدارة شركات جاسر هناك
وهي كما هي رغم توقفها عن اخذ دواء القلب لكنها حتى الآن لم تحمل تدعو الله كل ليلة أن يرزقها بطفل.

في الأسفل، جلس الرجال يضحكون بصخب
علي نكاتهم السخيفة
هتف علي ضاحكا ؛ بس والله كانت فكرة حلوة أننا نتجمع كلنا هنا مع بعض
ابتسم بحنو يهتف بشرود: دي فكرة رؤى
شرد فيها دائما ما يبتسم رغما عنه حينما فقط يمر طيفها بباله
قاطع شروده صوت الرجال يهتفون بمرح: تيررررررااررراا طم طم
ضحك بصخب يشاركهم الحديث مرة اخري.

وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً (3) ).

مهما لطمتك الحياة بقسوتها لا تيأس، توكل علي الله فهو نصيرك وحسبك استعن بالله يكفيك اي شر كان حتى لو شر نفسك، لا تقنط من رحمته فهو أرحم الراحمين، الحياة إختيار كبير أنت قادر علي اجتيازه فقط استعن بالله.

بعد مرور عشر سنوات
وقفت أمام مرآه غرفتها تعدل من وضع نقابها علي وجهها تتلمس برفق بطنها المنتفخ بحنان
تبتسم بسعادة.

شعرت به يعانقها من الخلف يبتسم لها بعشق: بتضحكي علي إيه
نظرت له من خلال المرأه تهتف بتعجب: وأنت عرفت منين أن أنا بضحك وأنا لابسة النقاب.

أدارها لتواجهه قرص وجنتها برفق يبتسم بثقة: بقالنا عشر سنين متجوزين مش هعرف أن كنتي بتضحكي من تحت نقابك ولا لاء.

ضحكت بدلال ليقرص وجنتها مرة أخري يهمس بحب: قل للمليحة في الخمار ماذا فعلتي بناسك متعبد
تلك المرة هي من شبت علي اطراف أصابعها تقرص وجنته برفق تهمس بدلال: خليتوا يتجنن بحبي يا جاسورة.

ضحك بصخب لتندثر ابتسامته حينما فتح ذلك الصغير الباب بعنف يدخل إلى الغرفة ابتعد جاسر عن رؤى ينظر للصغير بحدة: رعد أنا مش قولت بدل المرة ألف تخبط علي الباب قبل ما تدخل.

احمرت اذني الصغير ذو الثماني أعوام بغضب ليهتف بحدة: تعالا معايا بسرعة أنت قاعد تحب هنا والواد حسين ابن خالوا عاصم عمال يبوس في جوري.

اتسعت عيني جاسر بغضب ليهرول خارج الغرفة سريعا خلفه رعد الذي يقلده في مشيته، ابتسمت بسعادة اتجهت ناحية شرفة غرفتها تنظر للسماء لتنعكش أشعة الشمس الدافئة علي وجهها قبل غروب الشمس بقليل ابتسمت تحمد الله في نفسها، صبرت لتنال جزاء صبرها ثمرتهم الاولي رعد وجوري تؤام وهي الآن تحمل في تؤام أيضا انسابت دموعها فرحا ولسانها لا يتوقف عن قول: الحمد لله.

في الأسفل يجلس رعد الصغير الشبيه بأبيه كثيرا بجانب تؤامه جوري ينظر لحسين ابن خاله عاصم شرزا متأهبا له.

ليميل عاصم إذن جاسر يهمس بقلق: هو ابنك بيبص لابني كدة ليه
ضحك بثقة يهتف بفخر: هذا الشبل من ذاك الأسد، نظر ناحية إبنه لتندثر ابتسامته تدريجيا بلع ريقه بقلق يري في عيني إبنه الصغير نظرة الشر القديمة التي كانت تتوهج في عينيه حينما يغضب، هز رأسه نفيا بعنف يبعد تلك الافكار المشوهة عن رأسه، دقائق ونزلت رؤى تمشي ببطئ لتجمتع العائلة بأكملها علي طاولة الطعام.

هتف عاصم بمرح: ناخد صورة جماعية بقي يا جماعة بمناسبة اللمة دي
أعطوا الكاميرا لأحد حراس جاسر ليصورهم ليظهر في الصورة كلا من جاسر وبجانبه رؤى يضع علي قدميه طفلية رعد وجوري
بجانبهم نرمين وياسر، نرمين تحمل علي قدميها سمسم الصغيرة وياسر يضع جاسر الصغير علي قدميه ويحمل ابنته الصغيرة ذات العامين بين ذراعيه.

وعاصم يجلس جوار حلم بينهما حسين الصغير، ومجيدة وحسين وطمطم الجميع سعداء يضحكون، التقط الحارس الصورة ليعطي الكاميرا لجاسر نظر جاسر إلى الصورة ليعقد جبينه بقلق وهو ينظر لرعد إبنه الصغير تلك النظرة في عينيه ليست نظرة طفل ابداااا.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة