قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسيرة الشيطان الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والعشرون

رواية أسيرة الشيطان الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والعشرون

رواية أسيرة الشيطان الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والعشرون

ياسر بلهفة: الحق يا باشا، رؤى هانم فاقت وعماله تصرخ وتخبط علي الباب
جاسر سريعا: انا جاي حالا
ركب جاسر سيارته خلف المقود وساق بسرعة جنونية إلى ان وصل إلى المستشفى فدخل راكضا، إلى ان وصل إلى غرفة نرمين، فوجد امامهر ياسر والعديد من الاطباء والممرضين
صاح جاسر فيهم بغضب: بتنيلوا ايه عندكوا، كل واحد علي شغله
فر الجميع من امامه قبل أن يفتك بهم ماعادا ياسر
جاسر غاضبا: وانت واقف عندك بتعمل ايه.

ياسر: انا المسؤل عن حالة نرمين وما ينفعش اسيبها
لم يعره جاسر انتباها، بل دخل الغرفة واغلق الباب خلفه بالمفتاح وتركه يقف بالخارج.

دخل فوجد رؤى تتحرك بهستريا في انحاء الغرفة وهي تصرخ وتبكي وتقول كلام غير مفهوم ونرمين تحاول تهدئتها لكن دون فائدة
جاسر بحذر: رؤى
التفت اليه، فشهقت بفزع وظلت تتراجع للخلف بخوف
رفع كفيه لاعلي كعلامة استسلامه
جاسر بحذر؛ اهدي يا رؤى انا بعيد اهو مش هعملك حاجه، اهدي عشان ارجعك لبابا وطمطم وماما وعاصم، مش انتي عايزة ترجعيلهم.

هزت رأسها إيجابا بخوف وهي تضم يديها إلى صدرها عينيها حمراء من كثرة البكاء وبشرتها اصبحت شاحبة بشدة من الخوف
جاسر بهدوء: اهدي خلاص
تقدم خطوة واحدة، فشهقت بخوف
رؤى باكية: خلاص مش عاوزة مش عاوزة
ثبت مكانه يرمقها بحزن
نرمين: اهدي يا حبيبتي، صدقيني جاسر مش هيأذيكي، دا بيحبك اوي
تقدم جاسر بحذر إلى ان اصبح امامها، فضمها اليه بحنان.

جاسر بصوت هادئ: هششششششش، اهدي خلاص، اهدي، ثم اكمل مازحا اهدي عشان اجبلك مصاصات كتير اوي، واحبلك جاكت بيولد شوكولاتة زي بتاع طمطم
ضحكت ضحكة خافتة بين ذراعيه، احس بها فابتسم
نرمين مازحة: احم احم نحن هنا
جاسر مازحا: خلاص اطلعي برة
نرمين: ماشي يا سي جاسر ما هو من لقي احبابه نسي اصحابه، ماشي ماشي
ابعدها برفق عن حضنه
جاسر: مش كنتي تقولي انك عايزة حضن، كنت جيت حضنتك علي طول بدل ما تصوتي وتسرعيني.

ضربته بيدها علي صدره
رؤى بصوت منخفض: رخم
جاسر ضاحكا: سمعتك على فكرة
نرمين: يلا يا بابا بيتك بيتك انت وهي، انا عايزة استريح
رؤى بخوف: لاء خليني معاكي يا نرمين
جاسر مازحا: خلاص انا كمان هفضل معاكوا، ووسعوا بقي عشان انا هلكان وعايز انام.

ثم ذهب ناحية سرير رؤى والقي بجسده عليه
رؤى: دا السرير بتاعي
جاسر بغيظ طفولي: روحي نامي جنب نرمين حبيبتك
ثم اولاها ظهره
ساد الصمت بعض الوقت حتى شعروا بانفاس جاسر المنتظمة دليل انه غط في النوم
نرمين: قوليلي بقي يا ستي كل حاجة
رؤى: كل حاجة زي ايه
نرمين: كل حاجة من ساعة ما جاسر اجبرك تتجوزيه
رؤى بصدمة: انتي عارفه
نرمين: انا عايزة اعرف منك
رؤى بخوف: بلاش يا نرمين، جاسر لو عرف...

نرمين مقاطعة: جاسر ما يقدرش يعملك حاجة لو قولتيلي، صدقيني مش هيعملك حاجه احكيلي يا حبيبتي
بدأت رؤى تقص علي نرمين كل شئ منذ ان ذهبت إلى والدها في الشركة إلى ان جاؤا اليها المستشفى اليوم واقتصت منه مافعله جاسر بشاهندا، احتلت نبرة الألم والخوف صوتها طول المدة التي تحكي فيها لنرمين لم تكف دموعها عن الانهمار
احتضنتها نرمين وبدأ تربت على ظهرها بحنان.

، اما هو فكان يضع يده على فمه حتى يمنع شهقاته من الخروج، هو من تصنع النوم، ليسمع تلك المأساة التي هو الجاني فيها، فلما يبكي الآن، هل احب الاسد فريسته، بل عشق الجلاد اسيرته
مسح دموعه، وتصنع انه يتململ في نومته، فابتعدت رؤى عن نرمين ومسحت دموعها قبل ان يراها
نرمين: مالحقتش تنام يعني
لم يعرف ماذا يقول، فقال: جعان، هطلب اكل، تحبوا تاكلوا ايه
نرمين: اي حاجة.

جاسر: اي حاجة إلى هي ايه يعني هكلم المطعم اقوله هاتلي اي حاجة
نرمين: خلاص هاكل زيك
جاسر: وانتي يا رؤى
رؤى: شكرا مش عايزة حاجة
جاسر: يعني انتي كمان عايزة زيي
امسك جاسر هاتفه وطلب الطعام، وتركهم ودخل إلى حمام الغرفة وغسل وجهه
رؤى لنرمين: هي الساعة كام
نرمين: الساعة 11
رؤى بصدمة: كام، دا انا ما صلتش لا العصر ولا المغرب ولا العشا.

نرمين: حبيبتي ما انتي كنتي تعبانة، غصب عنك، علي العموم عندك الحمام اهو خشي اتوضي وتعالي صلى
خرج جاسر من الحمام، فدخلت رؤي، وتوضأت
رؤى: هي القبلة منين
اشار لها جاسر إلى موضوع القبلة
جاسر: كدة
رؤى: شكرا
فرشت سجادة الصلاة وشرعت في صلاة ما فاتها وجاسر يراقبها وعلي شفتيه ابتسامة صغيرة، ونرمين تنظر له بحزن
دق الباب، فذهب جاسر وفتح فتحة صغيرة ووقف امامها
جاسر: نعم
ياسر: انا كنت جاي اطمن علي حالة استاذة نرمين.

جاسر: كويسة
ياسر: حضرتك ما ينفعش تمنعني عن تأديه واجبي
جاسر: انا صاحب المستشفى اعمل إلى انا عايزة، اتفضل علي مكتبك
ثم اغلق الباب بوجهه كاد أن يعود مكانه عندما دق الباب مرة اخري
جاسر غاضبا: بتعاندني يا ياسر الكلب
ذهب وفتح الباب فوجده عامل توصيل الطلبات
اخذ جاسر منه الطعام وحاسبه، وعاد اليهم
جاسر: هي رؤى لسه ما خلصتش
نرمين: لاء لسه
ظل حوالي ربع ساعة ينتظرها
جاسر بملل: وبعدين بقي هي بتصلي التراويح ولا ايه.

نرمين بصرامة: بس يا جاسر
جاسر بتذمر طفولي: حاضر
انتهت رؤى من الصلاة
جاسر: حرما يا رؤى
رؤى: جمعا ان شاء الله
جاسر: يلا بقي عشان انا عصافير بطني بتصوت مش بتصوصو
ضحكوا على مزاجه جهزت الفتاتين الطعام علي الطاولة وجاسر جالس علي الفراش واضعا قدما فوق اخري
جاسر بغرور: الله عليا وانا الحج متولي كدة في نفسي
نرمين محذرة: جاسر، ما تخلنيش افضحك واقول كنت بتقول ايه وانت صغير
جاسر سريعا: حبيبة قلبي انتي صدقتي.

رؤى بفضول: بس انا عايزة اعرف
جاسر: بس يا بت
نرمين ضاحكة: بصي هو جاسر وهو صغير كان بيتكلم اغريقي باين، يعني مثلا ابسط حاجة كان بيقول علي دبوس الفرخة
جاسر: نرمين، قلبك ابيض خلاص
رؤى: كان بيقول ايه يا نرمين
نرمين ضاحكة: بلبوص الفرخة
انفجرت رؤى ضاحكة عليه وشاركتها نرمين في الضحك
نرمين ضاحكة: انتي مش متخيلة منظره وهو صغير وبيقول لماما، انا عايزة البلبوص بتاعي.

ادمعت عيني رؤى من كثرة الضحك
رؤى ضاحكة: ااااه مش قادرة بطني وجعتني من كتر الضحك
جاسر بضيق: ضحكتك اوي يا اختي
رؤى ضاحكة: بصراحة ااه
جاسر متذمرا: ما خلاص انتي وهي
كبحت نرمين ضحكاتها بصعوبة: خلاص خلاص مش هنضحك، خلاص يا رؤى عشان ما يزعلش، يلا عشان تاكل
جاسر: مش واكل
نرمين: خلاص بقي يا جاسر تعالا كل
جاسر: لاء
رؤى: احنا آسفين
جاسر: بردوا لاء، صالحوني
نرمين: نصالحك ازاي يعني
اشار جاسر إلى خده.

فذهبت نرمين وقبلته علي خده
جاسر: يلا يا رؤى
رؤى بخجل: لاء طبعا
نرمين: انا هروح اغسل ايدي
تركتهم نرمين ودخلت الحمام واغلقت الباب
جاسر: علي فكرة بقي انا جعان، وذنبي في رقبتك
رؤى: انا مالي انت إلى مش راضي تاكل
جاسر: بردوا ذنبي في رقبتك
تقدمت منه بخطي مترددة، وانحنت برأسها وقبلته سريعا علي خده
جاسر بضيق: انتي بتبوسي ابن اختك
رؤى بتوتر: هااا
قام جاسر من علي الفراش وبدأ يقترب منها
رؤى بتوتر: أنت بتقرب ليه.

جاسر بخبث: هقولك كلمة سر
وما كدا يصل اليها حتى فتحت نرمين باب الحمام وخرجت من منه
نرمين بشك: مالكوا في ايه
جاسر بغيظ: ما فيش يلا عشان ناكل
جلسوا على الطاولة المستديرة وبدأوا في الأكل
رؤى: احم، جاسر ممكن معلش طلب
جاسر: اتفضلي
رؤى: عايزة اكلم بابا زمانه قلقان اوووي عليا
اخرج جاسر هاتفه من جيبه و طلب رقم حسين
وفتح مكبر الصوت
حسين سريعا: فين رؤى يا جاسر
رؤى: انا هو يا بابا.

حسين: رؤى حبيبتي انتي كويسة عملك ايه الحيوان دا
رؤى: ما عمليش حاجة يا بابا صدقني انا كويسة خالص
حسين: طب انتي فين
جاسر: معايا يا عمي، ما تقلقش رؤى كويسة وبخير، تصبح على خير يا عمي
ثم اغلق الخط
جاسر: تمام كده
رؤى: شكرا
نرمين: انتوا بتعاملوا مع بعض برسمية اوي كدة ليه، يعني ممكن اطلب منك طلب، اتفضلي، تمام وشكرا، علي فكرة انتوا متجوزين والله
رؤى: مؤقتا
جاسر بحدة: انسي يا رؤى ما فيش طلاق.

رؤى برجاء: نرمين ارجوكي خليه يطلقني
نرمين: انا اسفة يا رؤي، بس انا ما اقدرش اتدخل في حاجة زي دي
رؤى باكية: يعني كلكوا معاه، عليا
جاسر: انا عند وعدي يا رؤى اول ما تخلفي هطلقك لو انتي عايزة تتطلقي
رؤى باكية: وهتحرمني من ابني.

جاسر: انا قولتلك لو عايزة تطلقي، لو مش عايزة هتفضلي عايشة معانا عادي زي اي زوج وزوجة، بس انتي إلى مصرة تطلقي ثم اكمل ساخرا صحيح دا هو مستنيكي لما تطلقي عشان يتجوزك ويعوضك عن إلى شوفتيه مع الحيوان إلى زيي، صح ولا غلط.

قامت رؤى من علي الطاولة ودخلت الحمام واغلقت الباب بعنف
نرمين بضيق: ليه كدة يا جاسر
جاسر: انتي مش شايفة هي بتعمل ايه كل شوية طلقني طلقني
نرمين: وهي شافت ايه حلو منك عشان تتمسك بيك
تذكر جاسر شئ فهب من مكانه وذهب ناحية الحمام وبدأ يدق الباب بعنف
جاسر صارخا: رؤى افتحي يا رؤي، رؤى اوعي تعملي في نفسك، افتحي يا رؤى والا قسما بالله هكسر الباب
انفتح الباب وخرجت رؤى
رؤى: في ايه.

امسك جاسر يديها ليتأكد من عدم وجوج جروح بها، فوجدها سليمة فتنهد براحة
جاسر: وقعتي قلبي يلا عشان ننام
نامت رؤى بجانب نرمين ونام جاسر وحيدا على الفراش الاخر
علي الجانب الآخر
فحص الطبيب شاهندا واخبرهم أنها تعاني من صدمة عصبية حادة وكتب لها العلاج اللازم ورحل
سعدية بحزن: ما كنش يومك يا بتي، مين إلى عمل اكدة في ابوها بس
فتحي بكذب: علمي علمك يا اما
سعدية: طب ما تكلم الباشا إلى انت شغال عنده يتصرف.

فتحي: حاضر يا اما
سعدية: والله هتوحشها قوي لما تمشي من اهنه، تعرف لو ما كنتش متجوزة كنت خليتك تتجوزها
اغمض عينيه بألم، فهو كان قادما ليزف اليها خبر طلاقها من جاسر ويصارحها بحبه
سعدية: مالك يا ولدي
فتحي: ما فيش يا إما إني هروح اشم هوا شوية خلي بالك منيها
هزت سعدية رأسها إيجابا فخرج فتحي من الغرفة وظل هائما علي وجهه
عوده لجاسر ورؤي.

انتظرت رؤى حتى شعرت بانتظام انفاسهم وتعمقهم في النوم، فقامت تتسلسل علي اطراف اصابعها متوجهه إلى باب الغرفة
ولحسن حظها فقد ترك جاسر المفتاح في الباب
فتحت الباب برفق حتى لا يصدر صوت وكادت أن تخطو لخارج عندما وجدت صوته قادما من خلفها
جاسر: علي فين
تجمدت مكانها بخوف، فها قد تبخر حلم هروبها
جاسر: لتاني مرة يا رؤى بتحاولي تهربي
التفت إليه وفي عينيها نظرة تحدي: وهفضل اهرب لحد ما اخلص من سجنك دا.

وضع يده على فمها، عندما وجد نرمين بدأت تتململ في نومتها، واغلق الباب
جاسر بصوت منخفض: وطي صوتك عشان نرمين نايمة، دلوقتي عايزة تخلصي من سجني عشان خاطر حبيب القلب مش كدة.

هزت رأسها نفيا، حاولت ازاحة يده من علي فمها فامسك بمعصميها وضمهما في قبضة يده
واليد الاخري ما زالت تكمم فمها
رؤى: اممممممم
ظلت تتلوي حتى تخلص نفسها من اسره
رؤى: اممممم، اممممممم، اممممممم
ازاح يده من علي فمها، فبدأ تأخذ نفسها مرة اخري فقد كادت تختنق من ضغط يده علي فمها
رؤى: حرام عليك كنت هتموتني
لم ينطق بكلمة واحدة بل ظل ينظر إليها نظرات ثابتة
رؤى: ممكن تسبني.

لم ينطق ولم يتحرك بل ظلت نظراته ثابتة جامدة
رؤى: جاسر، اوعي سبني
وكأنها تتحدث إلى جماد لم يتحرك قيد أنملة حتى
رؤى: سيب ايدي يا جا
ابتلعت باقي جملتها عندما لف يده حول رقبتها
فبدأت تختنق
رؤى بصوت متخشرج: جاسر، هموت يا جاسر
جاسر بتوعد: لو فكرتي تهربي مرة تانية هدفنك يا رؤى
رؤى بصوت متخشرج مختنق: حاضر حاضر
ترك رقبتها وابتعد، فبدأت تدلك رقبتها وتحاول التقاط نفسها.

ذهبت ناحية فراش نرمين واستلقت عليه وهي ترتجف من الخوف
رؤى في نفسها: كان هيموتني، كان هيموتني، يااارب ساعدني يارب
بقيت علي هذه الحالة إلى ان شعرت بالتعب فاغمضت عينيها ولكن ما بين الاستيقاظ والنوم رأت جاسر يقترب من الفراش، وفي يده شئ لم تستطع أن تراه، اغمضت عينيها ثم فتحتهما بصعوبة تحاول التغلب على ذلك الشعور الذي يدفعها للاستسلام للنوم.

وجدت جاسر جالس امامها مباشرة، ولكنه لا ينظر إليها، ثواني وشعرت بألم قوي في ذراعها
، حاولت ان تصرخ، ان تقوم ولكن دون فائدة، فاستسلمت للنوم
في صباح اليوم التالي
بدأت تفتح عينيها بصعوبة، صداع قوي يجتاح رأسها، فتحت عينيها وأخذت ترمش عدة مرات لتعداد علي الاضاءة
رؤى بألم: اااااه انا فين
وجدت جاسر يدخل إلى الغرفة مبتسما يحمل صينية طعام
جاسر مبتسما بحنان: صباح الفل كل دا نوم.

نظرت له باستغراب وانتصفت في جلستها تنظر حولها بحيرة
جاسر مبتسما: بتدوري على ايه
رؤى ببلاهة: علي إلى انت بتكمله
جاسر ضاحكا: انا بكلمك انتي
رؤى: انا جيت هنا ازاي
جاسر: إبرة مهدئة
ثم خرج من درج الكومدينو العديد من المصاصات
جاسر: وادي يا ستي المصاصة
رؤى بتعجب: جاسر انت كويس
جاسر مبتسما: جدا، كويس جدا يلا عشان تفطري
وضع امامها الطعام فنظرت للطعام بحذر ثم عادت تنظر لجاسر مرة اخري باستغراب.

جاسر: ما تخافيش ما فيهوش سم
رؤى: انا مش فاهمة حاجة، وخايفة في نفس الوقت
جاسر مبتسما: اوعي تخافي ابدا، انا عمري ما هاذيكي، انا لغيت موضوع اخر الاسبوع ولغيت كمان الاتفاق إلى بينا بتاع الشهر وعمري ابدا ما هلمسك غير برضاكي.

اتسعت عينيها بدهشة: انا اكيد بحلم صح
جاسر بحنان: لاء يا حبيبتي دي حقيقة
اتسعت عينيها بدهشة فمفاجآت اليوم ستصيبها بالجنون: حبيبتك
جاسر بحنان: آه حبيبتي وروحي واغلي من عندي من عمري يلا بقي عشان تاكلي
رؤى: جاسر بجد ايه إلى حصل غيرك كدة
جاسر مبتسما: ولا حاجه، انت بس وحشتيني بقالك يومين نايمة وما....
رؤى مقاطعة: يومين، انا نايمة بقالي يومين
جاسر: آه.

نظرت رؤى إلى ملابسها ونظرت له بحذر: وايه إلى حصل وانا نايمة ومين إلى غيرلي هدومي.

جاسر ضاحكا: ما تخافيش القهوة ما فرتش ولا الرعد خبط في الشيش ولا الديك ادن، يخربيت الافلام العربي القديمة إلى انتي عايشة فيها.

رؤى بغيظ: انت بتتريق عليا
ثم لكزته بكوعها في كتفه بغيظ
جاسر بلهجة صعيدي: اوعاكي يا بت الناس تمدي يدك على راجلك، يلا عشان الوكل
رؤى ضاحكة: شكلك مسخرة وانت بتتكلم صعيدي
جاسر مبتسما: بس ايه رايك
رؤى ضاحكة: هايل يا فنان الشوت إلى بعده
جاسر: احم، لع يا بوي ما تقتلش هنادي انا عحبها يا ابوي، عحبها
ثم بدل صوته لصوت رجل اخر: عتجب الغازية يا ولدي انا زلامن اقتلها وتتجوز رؤى بنت عمك
صفقت رؤى بحرارة له: هايل.

جاسر: لا داعي للتصفيق ودعوني اعمل في صمت، يلا بقي كلي
رؤى: حاضر
بدأت رؤى في الاكل فشرد جاسر في احداث اليومين الماضيين.

بعدما اعطي رؤى الابرة المهدئة ونامت حملها وذهب بها إلى المنزل ووضعها علي الفراش وهو ينوي بداخله ان يجعلها ملكه، ان تصبح زوجته الآن، عندما اقترب منها وكاد أن يفعل بها ما يريد رن هاتفه، تجاهله في المرة الأولى ولكنه عاود الرن عدة مرات اخري ابتعد عنها وزفر بضيق وامسك هاتفه فوجده على صديقه.

جاسر بضيق: عايز ايه يا علي دلوقتي
علي بحزن: جاسر، انا عندي ليك اخبار مش كويسة
جاسر بقلق: خير يا علي
علي: انا كنت النهاردة في المستشفي بتاعتك انا وامي بنعمل تحاليل، فقابلت دكتور مختار بالصدفة وقالي علي نتيجة تحليل رؤى
جاسر بقلق: ها وبعدين
علي: رؤى عندها مريض خطير في القلب قدامها بالكتير سنة وتموت
جاسر غاضبا: انت بتقول ايه انت اكيد كداب.

علي: اهدا يا جاسر، انا عارف انها صدمة بس صدقني هي دي الحقيقة، عشان تتأكد هصورلك الاشاعات وابعتهالك دلوقتي علي الموبيل، سلام
اغلق جاسر الخط وهي لا يشعر بشئ فقط دوار يجتاح رأسه، نظر اليها وهي ممدة علي الفراش فاقدة للوعي بصدمة.

جاسر بضياع: مش حقيقي مش حقيقي
صوت وصول رسالة لهاتفه، فتحها سريعا ليجد صورة الاشاعات، جرت عينيه علي الكلام وهو يتمني بداخله ان يكون ما قاله علي كذبا، ولكنه حقيقة، والحقيقة الاكبر ان الموت ينتظر حبيبته بين يوم وآخر، سقط علي ركبتيه علي الارض يبكي.

جاسر باكيا: يااااارب، ياااااارب انا عارف ان انا غلطت كتير، بس بلاش هي يارب، هي الحاجة الوحيده الحلوة في حياتي ما تحرمنيش منها يااارب، ما تخدهاش مني ياااارب، ياااااارب خليهالي يااااارب، اااااااااه يااااااااااارب
ظل يبكي ويدعو لمدة كبيرة، قام من مكانه وذهب ناحيتها بخطئ مرتجفة بطيئة، جلس بجانبها
جاسر باكيا: ما تسبنيش يا رؤي، والله ما هزعلك تاني، ارجوكي خليكي معايا وانا هعملك كل إلى انتي عيزاة.

ثم احتضن جسدها بشدة
جاسر باكيا: ما تسبنيش يا رؤي، مش عايز احس اني يتيم تاني، ما تسبنيش يا حبيبتي بالله عليكي يا رؤى خليكي معايا مش هقدر اعيش من غيرك، هتخليكي معايا صح يا حبيبتي مش كدة.

اراح جسدها على الفراش ونام بجانبها محتضنا اياها، وفي اليوم التالي ركب لها محلول وريدي وحقنه بمادة مهدئة حتى تظل نائمة بين ذراعيه لم يتحرك من مكانه ظل محتضتنا اياها يهمس بكلمات العشق والاعتذار في اذنيها
عاهد نفسه ان يعوضها
عن كل ما فعله بها ان يسعدها بقدر ما يستطيع سيدفع كل ما يملك حتى يخلصها من مرضها وتبقي معه
فاق من شروده علي صوتها
رؤى: جاسر، جاسر يا جاسر
جاسر: هااا، خير يا حبيبتي.

رؤى بخجل: بطل تقولي يا حبيبتي بتكسفني
جاسر مشاكسا: وانا هفضل اكسفك عشان الورد الچوري إلى في خدودك
رؤى بخجل: يوووه بقي يا جاسر
جاسر ضاحكا: خلاص خلاص كملي اكلك
رؤى: الحمد لله شبعت
جاسر مبتسما: بالهنا والشفا يا حبيبتي
رؤى: نفسي اعرف ايه إلى غيرك كدة
جاسر: حُبك يا رؤى هو إلى غيرني، انا بعشقك يا رؤى بعشقك
احمرت وجنتيها بشدة من كلامه، تسارعت دقات قلبها
جاسر: انا محضرلك مفاجأة حلوة، يلا قومي البسي.

رؤى بسعادة: بجد مفاجأة ايه
قرصها من خدها برفق: وهتبقي مفاجأة ازاي يا ذكية لو قولتلك عليها يلا قومي البسي
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
قامت سريعا ودخلت إلى حمامها واغتسلت وتوضأت ثم خرجت وفتحت دولابها لتتفاجئ بالكثير والكثير من الملابس من كافة الانواع، وركن مخصص به العديد من النقابات وفستان مخصص لكل نقاب
اتسعت ابتسامتها وهي تتلمس تلك الملابس الجميلة
جاء صوته من خلفها
جاسر مبتسما: عجبوكي.

التفت اليه وقد رسمت السعادة خطوطها في وجهها والتمعت في عينيها
رؤى بسعادة: اوي، شكرا اوي ليك
جاسر مبتسما: انا هستناكي برة ما تتأخريش
هزت رأسها إيجابا بسعادة، خرج جاسر من الغرفة لتختفي ابتسامته ويحل مكانها الحزن والخوف، خوف من فقدها
جاسر في نفسه: ياااارب انا مش هقدر اعيش من غيرها، يااارب خليهالي يااااارب
في غرفة رؤى ظلت تدور حول نفسها وهي محتضنة احد فساتينها
رؤى: الحمد لله يا رب الحمد لله.

قامت وارتدت ملابسها وأدت فرضها
ثم خرجت من الغرفة فراته جالس علي احد الكراسي في غرفة الصالون واضعا وجهه بين كفيه
رؤى: جاسر، انت كويس
رفع وجهه وابتسم: ايه القمر دا
ابتسمت بخجل: شكرا
قام ووقف امامها ودني برأسه وقبل جبينها
جاسر مبتسما: كان نفسي اعمل كدة من اول شوفتك فيها لابسة النقاب، اااه صحيح وكان نفسي اقولك انك احلي حاجه شافتها عنيا في عمري كله.

تسارعت دقات قلبها بشدة، بدأ صدرها يعلو ويهبط بسرعة من شدة خجلها
جاسر مبتسما: يلا بينا
امسك يدها وجذبها خلفه برفق، حتى خرجا من المنزل ونزلا إلى اسفل، ففتح له حارسه باب سيارته فركب بالخلف بجانبها، ظل طوال الطريق محتفظا بيدها، تحتضن اصابعه اصابعه برفق
إلى ان وصلوا إلى وجهتهم المطلوبة ووقفت السيارات امام احدي الملاهي الشهيرة جدا
جاسر: يلا انزلي
نزلت من السيارة تنظر إلى الملاهي بسعادة طفلة صغيرة.

امسك جاسر يدها ودخلا، فوجدت المكان فارغ تماما
رؤى: هو المكان فاضي ليه كدة
جاسر مبتسما: المكان دا كله بتاعك، انا حجزته كله ليكي عشان تعرفي تلعبي على راحتك
رمشت بعينيها عدة مرات حتى تستوعب ما يقول
رؤى مندهشة: حجزته كله عشاني
جاسر مبتسما: ومستعد اشتريته كمان عشانك، يلا مش عايزين نضيع وقت، كفاية إلى ضاع
وبدأ المرح، تعلقت بيده كالطفلة الصغيرة، يتنقلات من لعبة لاخري، يضحكان بسعادة
جاسر مبتسما: مبسوطة.

رؤى بسعادة: اوي اوي، عارف نفسي في ايه
جاسر مبتسما: ايه
رؤى: اجري
جاسر: وايه إلى مانعك
رؤى بسعادة: بجد ينفع
هز رأسه إيجابا
فبدأت تركض وهي تضحك وهو يركض خلفها
جاسر: تيجي نتسابق
رؤى: موافقة
جاسر: إلى يوصل لحد اللعبة إلى هناك دي الاول يكسب، والي يكسب يطلب من التاني طلب
رؤى: ديل
وقفا متجاورين
جاسر: واحد، اتنين، وقبل ان ينطق تلاثة انطلقت رؤى تجري
جاسر وهو يركض خلفها: علي فكرة انتي بتغشي
رؤى ضاحكة: عارفة.

وقف جاسر ووضع يده على صدره: اه يا رؤى الحقيني
انقبض وجهها بخوف، عادت اليه مسرعة
رؤى بقلق: مالك يا جاسر، في ايه
انطلق راكضا وهو يضحك
رؤى بغيظ: علي فكرة انت بتغش
جاسر ضاحكا: اشمعني انتي
وصل جاسر اولا إلى خط النهاية
جاسر: انا إلى كسبت
رؤى متذمرة كالاطفال: عش، انت غشيت
جاسر مبتسما: خلاص ما تزعليش انتي إلى كسبتي، وليكي انك تطلبي اي طلب وانا انفذه ماشي
رؤى: ماشي، يلا بقي نكمل لعب.

وساعات اخري وصلت ضحكاتهم فيها لعنان السماء سعادة ليس لها مثيل اجتاحت قلبيهما
ولم ينسا طبعا تأدية فرضهما، فعند اذان العصر ذهبا وصليا الفريضة وبالمثل المغرب والعشاء
جاسر مبتسما: كفاية بقي ما تعبتيش، الساعة عشرة
رؤى مبتسمة: فعلا كفاية، تعبت خالص ورجليا مش شيلاني
اقترب منها وحملها بين ذراعيه
فشهقت بخجل: نزلني يا جاسر
جاسر مبتسما: مش قولتي رجليا مش شيلاني، رجليا انا تشيلك يا حياتي
رؤى بخجل: يوووه بقي يا جاسر.

جاسر مبتسما: بعشق اسمي وهو طالع من بين شفايفك
رؤى بصوت منخفض: قليل الادب
جاسر ضاحكا: سمعتك على فكرة
حملها إلى ان وصلا إلى السيارة فوضعها فيها برفق
وركب بجانبها
جاسر للسائق: اطلع علي الفيلا بتاعتي
السائق: اوامرك يا باشا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة