قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسيرة الشيطان الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني عشر

رواية أسيرة الشيطان الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني عشر

رواية أسيرة الشيطان الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني عشر

تلك الكلمات أتت من خلفها مباشرة لتقضي علي ما بقي من ثباتها، تقسم انها ستفقد الوعي من شدة خوفها تيبست حتى عضلات رقبتها فلم تستطع ان تلتفت إليه
جاسر ساخرا: ايه يا حلوة القطة كلت لسانك، ردي بتعملي ايه عندك
رؤى متلعثمة من شدة خوفها: ااااااناا، ككككك
جاسر غاضبا: انتي هتكاكي ما تخلصي
رؤى برعب: كنت بنضف الاوضة
ذهب جاسر وجلس على حافة فراشه وأشار لها ان تذهب وتجلس بجانبه.

ذهبت بخطي مرتجفة من الرعب تقدم قدم وتؤخر أخري إلى ان وقفت امامه فجذب يدها وجعلها تجلس بجانبه
ظل صدرها يعلو ويهبط بشدة من خوفها
جاسر ساخرا: مالك خايفة ليه كدة
نظرت له برعب ولم تنبث ببنت شفة
جاسر: كنتي بتعملي ايه هنا ومن غير كذب
رؤى بصوت متحشرج من الرعب: اهلي وحشوني نفسي حتى اسمع صوتهم، ارجوك
جاسر: عارفة، حظك ان مزاجي حلو دلوقتي
اخرج هاتفه وطلب رقم حسين وفتح مكبر الصوت.

رن الهاتف بعض الوقت قبل ان تسمع صوت والدها
حسين: السلام عليكم
فبدأت الدموع تهرب من مقلتيها ولكنها تظاهرت بالثبات ورسمت على شفتيها ابتسامة مرحة
رؤى: وعليكم السلام يا ابو الاحسان يا اخويا
نظر لها جاسر بدهشة فكيف تستطيع الابتسام علي الرغم من خوفها وبكاءها
حسين بلهفة: رؤي، رؤى حبيبتي انتي كويسة
رؤى: الحمد لله يا بابا انا كويسة، اخبارك ايه انت وماما وطمطم وعاصم، عاصم عامل ايه دلوقتي.

حسين: بخير يا بنتي اهم حاجه انتي، انتي فين يا رؤى وانا اجيلك
نظر لها نظرة تحذيرية غاضبة من ان تنطق
رؤى: انا كويسة يا بابا ما تقلقش
جذب عاصم الهاتف من والده
عاصم: رؤى قولي انتي فين يا رؤى وما تخافيش منه، انا هحميكوا منوا يا حبيبتي
ابتسم جاسر بسخرية
عاصم: ولو هو عنده رجالة تحميه، فانا كمان عندي رجالة يحموكي ويحمونا
ضحك جاسر ساخرا: قصدك وليد عوض الله
شحب لون عاصم بعد سماعه صوت جاسر.

جاسر ساخرا: كدة يا نسيبي العزيز رايح تأجر بلطجية عشان يقتلوا جوز اختك
نظرت له رؤى بفزع
عاصم غاضبا: سيب رؤى يا جاسر والا والله هقتلك
جاسر ساخرا: تؤ تؤ، اهدا يا عصومة مش كدة، ما تقلقش هسيبها بس بعد ما تبقي زي تهاني حبيبة القلب
ثم اغلق الخط، رأي الذعر يرسم خطوطه بحرفيه علي وجهها والفزع احتل مكانه في مقلتيها، شفتيها ترتجفان رعبا
جاسر ساخرا: اطمنتي يا ستي علي اهلك
ولكنه تفاجأ كثيرا عندما.

رؤى: انت ليه بتعمل كدة
جاسر: انتوا ما تستاهلوش غير كدة
رؤى: ليه، دا حتى الرسول صلى الله عليه وسلم قال رفقا بالقوارير
جاسر غاضبا: اطلعي برة والاقسما بالله هلغي الاتفاق إلى بينا
خرجت تهرول من غرفته ودخلت غرفتها واوصدت الباب بالمفتاح
اما هو فظل يجوب غرفته غاضبا
جاسر غاضبا: يا رتني ما اتجوزتها، انا لازم ابعدها عني في اسرع وقت اخلص بس من بنت صبري الدمنهوري وهفضالك يا رؤى ويا انا يا انتي.

مرت الايام سريعا وجاسر يتجنب الالتقاء برؤي بقدر الإمكان ومازالت رؤى تتسلل إلى غرفته ليلا لتتحدث معه في ذكرياتها وهي طفلة واحلامها وأيام دراستها أما جاسر فكان طوال ذلك الاسبوع يتعامل مع شاهندا بعطف وحنان لا مثيل لهما، وعندما يعود إلى رؤى يذهب للنوم مبكرا حتى يسمعها، وخرج علي من المستشفى وعاد إلى منزله، ووقع شادي اقصد جاسر عقود الشراكة مع صبري الدمنهوري وشربت شاهندا حد الثمالة من بحور عشق جاسر الكاذبة واصبحت تحبه بل تعشقه بجنون، أما نرمين فحالتها كما هي دون جديد وياسر يحاول معها جاهدا ولكن لا حياة لقلب مذبوح منذ عشرات السنين لروح تعذبت وهي في ريعانها، لنبته حضراء سقيت العذاب الوان حتى اصفرت وذبل عودها.

إلى ان جاء يوم الخميس
( فرح جاسر وشاهندا )
قرابة الثامنة مساءا خرج جاسر من غرفته
نادي جاسر بصوت عالي: رؤى
فخرجت رؤى من غرفتها سريعا، فشمت رائحة عطره القوي، رفعت نظرها إليه قرأته وهو يرتدي حلة سوداء كلاسيك وقميص ابيض وجرافت سوداء، يضع عطره الساحر بغزارة ويرتدي ساعته الفضية الغالية وحذائه الاسود اللامع مع تسريحة شعر جذابة ولحية خفيفة زادته وسامة )
جاسر ساخرا: هتفضلي مبحلقة فيا كدة كتير.

خفضت نظرها ارضا وعضت علي شفتيها بإحراج
رؤى بصوت منخفض: انا اسفة
ضحك جاسر ساخرا: علي ايه انتي مراتي ودا حقك عادي يعني، وأنا كمان ليا حق بس لسه وقته ما جاش بس هانت اوي، اول اسبوع عدي
ازدرقت ريقها بخوف وهي تقبض بيديها علي عباءتها المنزلية الواسعة
جاسر: بصي بقي يا حلوة انتي هتدخلي اوضتك وتقفلي الباب بالمفتاح ومش هتخرجي منها لو سمعتي حتى ضرب نار برة وإلا انتي عارفة انا هعمل ايه
هزت رأسها إيجابا عدة مرات.

جاسر غاضبا: علي اوضتك
دخلت غرفتها سريعا واغلقت الباب بالمفتاح
نزل جاسر وركب سيارته وانطلق إلى حيث مركز التجميل الفخم لاصطحاب شاهندا
ارتدت شاهندا فستان ابيض ( كب) ومفتوح من الظهر ووضعت مساحيق التجميل الغالية فبدت حورية جميلة
ابتسم جاسر بسخرية عندما رآها اخذ يدها وركب معها في سيارته وذهب إلى القاعة الكلاسكية الفخمة، اذاقها عسل عشقه الكاذب فلم تنتبه إلى السم الذي فيه.

انتهي الفرح واخذ جاسر شاهندا ومعهم صبري الذي اوصلهم إلى ذلك الفندق الضخم الذين سيقضون اول ليله لهم فيه، ثم سيسافرون غدا
صبري: خلي بالك من شاهندا يا شادي
جاسر: ما تقلقش يا عمي دي في عنيا
رحل صبري وصعد جاسر وشاهندا إلى غرفتهم
بدأت شاهندا في خلع طرحة رأسها
جاسر: انتي هتعملي ايه
شاهندا: هشيل الطرحة عشان زهقتني
جاسر: لاء استني انا محضرلك مفاجأة
اخذ يدها وخرج بها من الغرفة ومن الفندق بأكمله واركبها سيارته.

شاهندا: شادي، احنا رايحين فين
جاسر بنبرة غامضة: مفاجأة
ظل يزيد السرعة إلى ان وصل إلى منزله
جاسر: يلا انزلي
نزلا من السيارة فأخذ يدها وصعد بها إلى منزله
جاسر: خشي برجلك اليمين يا عروسة
شاهندا: شقة مين دي يا شادي
جاسر: شقتي يا حبيبتي، عشنا الجميل إلى هنقضي فيه اول ليلة في حياتنا
اخذ يدها ودخل إلى غرفته وصفع الباب خلفه بقوة فانتفض جسدها بخضة
شاهندا بدلال: كدة يا شادي، خضتني
تعالت ضحكاته الساخرة.

جاسر ساخرا: سلامتك من الخضة يا قلب جاسر
شاهندا: جاسر مين
جاسر: أنا
شاهندا: بطل هزار يا شادي
ومرة أخرى ظل يضحك بسخرية
جاسر: شاهندا صبري الدمنهوري، اخيرا وقعتي تحت رحمة جاسر مهران، اخيرا هاخد حق اختي من إلى عمله ابوكي فيها.

شاهندا مصدومه: اختك مين وبابا علاقته ايه
قص عليها جاسر ما حدث قديما
فاتسعت عينيها في صدمة
شاهندا غاضبة: مستحيل بابي يعمل كدة انت اكيد كداب
قام جاسر غاضبا وامسك شعر شاهندا بعنف وصفعها علي وجهها
شاهندا باكية: انت حيوان، حيوان
جاسر غاضبا: انا هوريكي الحيوان دا هيعمل فيكي ايه، والي عمله ابوكي زمان في اختي هعمله فيكي دلوقتي
رماها على الفراش وخلع حزام بنطاله وبدأ يهوي بحزامه علي جسدها.

شاهندا باكية: ارجوك يا شادي ارحمني، أنا ماليش دعوة
ضحك جاسر عاليا: ارحمك، دا انا هخليكي تتمني الموت، انتي ما تعرفيش أنا استنيت اليوم دا قد ايه
شاهندا باكية: أنا ذنبي ايه.

جاسر صارخا بغضب: واختي ذنبها ايه، وابويا وأمي ذنبهم ايه، عمرهم ما اذوا حد بسبب ابوكي ابويا انتحر، ابويا ما استحملش إلى ابوكي عمله فينا فانتحر، وجاية تقوليلي أنا ذنبي ايه لاء يا حلوة انتي ضعفة صبري و، انتي خاتم سليمان إلى بيه هجيب ابوكي راكع تحت رجليا، أنا كنت اقدر اخلص عليه من زمان، بس لاء لازم اشوفه مذلول ومكسور زي ما ذل ابويا وكسره.

شاهندا باكية: انا مالي، أنا ذنبي ايه
جاسر ضاحكا: هنعيده تاني، ما أنا لسه قيالك إلى فيها
شاهندا صارخة: أنت مريض مستحيل تكون إنسان طبيعي
جاسر ضاحكا بشر: صح، عندك حق والي هعمله فيكي دلوقتي هيأكدلك أن أنا مش طبيعي
في الخارج تحديدا في غرفة رؤي، كانت جالسة على فراشها تقرأ وردها اليومي عندما صم اذنيها صوت صراخه الغاضب.

خرجت من غرفتها بتردد متجه ناحية مصدر الصوت فوجدته يأتي من ناحية غرفته تقدمت من الغرف بخوف، وفجاءة تجمدت مكانها عندما سمعت صرخات انثوية
( حررررام عليك أنت مش بني آدم، ابعد عن، يا بابي، الحقني يا بابي )
ثم سمعت صوته وهو يزئر بغضب ( اخرسي يا بنت ال×0000).

فانتفض جسدها برعب، اتسعت عينيها بذعر من تلك التي تصرخ وماذا يحدث لها، ظلت ترتجف من الخوف مكانها، حاولت أن تهرب عائدة لغرفتها ولكن شعرت ان جسدها قد شل كليا، ظلت مكانها إلى أن فتح جاسر باب غرفته وخرج منها، انطلقت شرارات الجحيم من عينيه عندما رآها تقف امامه اسرع وقبض على خصلات شعرها.

جاسر غاضبا: انا مش قولتلك ما تخرجيش من اوضتك
رؤى بضياع: هي مين اللي بتصرخ جوة، انت بتعمل فيها ايه
جاسر غاضبا: نفس إلى هعمله فيكي بالظبط لو ما غورتيش علي اوضتك
فرت سريعا إلى غرفتها وجلست على سريرها وضمت ركبتيها لصدرها، وفجاءة اقتحم جاسر الغرفة.

انتفضت من علي فراشها عندما رائته يقتحم الغرفة عاري الصدر يرتدي بنطال قطني اسود فقط
لا تعلم من أين اتتها تلك الشجاعة: انت جاي هنا ليه
قهقه جاسر عاليا حتى ادمعت عينيه من شدة الضحك، ثم توقف فجاءة عن الضحك ونظر لها بأعين ذئب يتربص بفريسته
جاسر ساخرا: معلش انا مضطر انام هنا النهاردة اصل الاوضة التانية فيها ضيفة ثم اكمل بهمس يشبه فحيح الأفاعي، قريب هتكوني مكانها.

اتجه ناحية الفراش ومدد جسده عليه، ذهبت رؤى تجاه الاريكة لتنام عليها
جاسر: انتي بتعملي ايه
رؤى: هنام
جاسر: قدامك دقيقة واحدة وتبقي علي السرير
ازدرقت ريقها برعب، تقدمت من الفراش تقدم قدم وتؤخر أخري إلى ان وصلت اليه وتمددت علي طرفه البعيد عن جاسر واعطت ظهرها اليه
اغمضت عينيها تحاول النوم، وهي تشعر بأنه يقترب منها، حاولت ان تقنع نفسها بأنه وهم من شدة خوفها ليس الا.

ولكنه قطع الشك باليقين عندما التفت ذراعه حول خصرها وجذبها بعنف اليه إلى ان ارتطم ظهرها بصدره، احست بأنفاسه الحارة تلفح عنقها من الخلف، حاولت ان تتماسك ان لا تظهر اي ردة فعل تدل على خوفها، ولكنه انهارت في النهاية فبدأ جسدها يرتجف بشدة
ولكن العجيب
عندما سمعته يهمس بصوت حنون لم تسمعه منه من قبل: ما تخافيش يا رؤى
مفعول تلك الكلمات كان كالسحر، دوا جرحها واستكان جسدها فجأة.

ولكن جاسر اكمل جملته، ؛ لسه الشهر ما خلصش
لماذا يا جلادي
لماذا تمنحني الداء والدواء
لماذا تفتح جراحي
ثم تعود لتداويها
فاذا شفيت عدت لتصنع غيرها
رفقا بي يا جلادي،
فأنا قارورة مسكينة
خلقت من ضلعك
واخذت عنها القوامة لتحميها
لا لتذلها وتشقيها
فسحقا لك يا آدم
وسحقا لقلب حواء الغبي
الذي تربي، علي عشقك
تربي علي طاعتك.

وتربيت انت علي ذلها
جعلتها جاريتك بإرادتها
ووقفت بارداتها
تمزق ما بقي منها
في صباح اليوم التالي
لم يغمض لها جفنا طوال الليل.

انفاسه الحارقة تحرق روحها ببطئ، ذلك المقبض الحديدي المسمي خطاء ذراعه يقيدها طوال الليل، ولكن ما أرقها فعلا، تلك الصرخات الانثاوية، تلك المسكينة القابعة، خلف باب غرفة الوحش، ينفطر قلبها عليها حتى دون ان تلاقها، تتسال مع نفسها تري اي نوع من العذاب لاقت تلك المسكينة، فضحكت بسخرية علي حالها وهي تردد نفس النوع الذي ستلاقينه بعد ثلاثة اسابيع فقط.

فاقت من شرودها عندما طرقع باصبعيه امام وجهها
جاسر ساخرا: ايه يا شيخه رؤى سرحانة في ايه ولا في مين
رؤى: ها، لا ابدا
ابتسم ساخرا ولم يعلق
انتهي من ارتداء ملابسه واستعد للرحيل.

جاسر بنبرة تحذيرية شديدة اللهجة: بصي بقي يا رؤي، انا محترم وعدي معاكي جدا، وبدأت اعاملك كويس، اهو شفقة مني لحد ما الشهر يخلص، ثم اشار بيده ناحية غرفته، بس لو فكرتي تدخلي الاوضة دي، حتى لو سمعتي ايه جاي من جواها، هوريكي جحيم جاسر مهران الحقيقي، ماشي
هزت رأسها إيجابا
فضربها برفق علي وجنتها: شاطرة
خرج من منزله وركب سيارته وانطلق إلى عمله
اما هي فحاولت ان تلهي نفسها بأعمال المنزل.

ولكن صدق من قال ان الفضول قاتل
وجدت نفسها علي غير العادة تنتهي من تنظيف المنزل وصنع الغداء باكرا
رؤى في نفسها: بلاش يا رؤي، بلاش يا رؤي، بلاش يا رؤي، جاسر لو عرف هتبقي مكانها، انا بس عايزة اطمن عليها لتكون بعد الشر ماتت و لا حاجة، ااه هروح اطمن عليها بسرعة وأخرج.

ذهبت رؤى ناحية غرفة جاسر بخطي سريعة متلهفة وجدت المفتاح قابع مكانه في قفل الباب من الخارج، فادارته وفتحت الباب.

ودخلت وجدت الغرفة تغرق في بحر من الظلام، مدت يدها واضاءات الانارة لتشهق بفزع وتتراجع للخلف من بشاعة ما رأت
صاح فيها عقلها غاضبا: يلا يا رؤى اخرجي بسرعة واقفلي الباب قبل ما جاسر يجي
فهدر قلبها يرد علي عقلها: لاء يا رؤي، مستحيل تسيبها في الحالة دي، دي بتموت ساعديها يا رؤى
هزت رأسها إيجابا تنفيذا لأوامر قلبها وضربت بحسابات عقها عرض الحائط.

تقدمت من فراش جاسر بخطي سريعة ناحية تلك المسكينة الملقاة على فراشه تبدو كالجثة الهامدة.

بكت رؤى علي حال تلك المسكينة، وحالها هي أيضا فقريبا ستصبح مثلها
جلست رؤى بجانبها تحاول افاقتها
امسكت زجاجة عطر جاسر وقربتها من انفها فلاحظت انقباض عضلات وجهه الفتاة بذعر
بدأت شاهندا تفتح عينيها ببطء وهي تأن من شدة الألم
شاهندا بصوت ضعيف: ماية عطشانة، ماية
هزت رؤى راسها إيجابا سريعا وإحضرت لها كوب من الماء وساعتدها بصعوبة علي تناوله
شاهندا باكية: ارجوكي، ارجوكي انقذني منه، ابوس ايدك خرجيني من هنا.

رؤى: يا ريت اقدر جاسر قافل الباب
بالمفتاح من برة، قومي يلا معايا
شاهندا بفزع: فين
رؤى: اهدي ما تخافيش جاسر مش هنا
أسندت رؤى شاهندا وادخلتها المرحاض ووضعتها في المغطس في المياة الدافئة
واحضرت لها ملابس من عندها، كل هذا تم في غرفة رؤى
ارتدت شاهندا الملابس البسيطة، وساعتدها رؤى علي الجلوس على الفراش الصغير
شاهندا باكية: انا متشكرة أوي علي مساعدتك، بس ابوس ايدك خرجيني من هنا قبل ما يجي.

رؤى بحزن: صدقيني البيت دا سجن ما فيش فايدة ما فيش طريق للهروب
شاهندا باكية: انا لازم اخرح من هنا، ارجوكي هيعذبني تاني، هيدبحني تاني ارجوكي خرجيني من هنا
انهمرت دموع رؤى: يا ريتني اقدر
خرجت من الغرفة وذهبت ناحية المطبخ ووضعت الطعام لتلك المسكينة علي صينية ثم اخذتها وعادت إلى غرفتها
رؤى: يلا عشان تاكلي
وضعت الطعام أمامها.

وربتت علي كتفها، تحاول طمئنتها وقلبها هي يرفرف كالطير الذبيح الذي يلفظ انفاسه الاخيرة من شدة رعبها
جلست بجانبها تطعمها وتهون عليها وتحكي لها الطرائف والمواقف المضحكة
شاهندا: انتي مين
رؤى: انا رؤى واحدة من ضحايا جاسر مهران.

في هذه الاثناء كان جاسر يتوعد لشاهندا في نفسه بجرعة من العذاب المكثفة وهو يستقل المصعد عائدا إلى شقته، دخل شقته ورمي الحقيبة بإهمال علي احد الكراسي، كالعادة وجد المنزل هادئ
وذهب ناحية غرفته وفتحها، ليقطب حاجبيه بغضب ويصيح بصوت هادر كالرعد: رؤؤؤؤي
انتفضت الفتاتين عندما سمعا صوته، تتمسك كل بالاخري في فزع.

وفجاءة اقتحم جاسر الغرفة كالاعصار وقف ينظر إلى حالة الذعر البادية عليهما بنظرات حادة ثابتة، وفجاءة ارتخت معالم وجهه وعادت للسخرية مرة أخرى
جاسر ساخرا: بردوا يا رؤى ما سمعتيش كلامي
اممممممم، اعمل فيكي ايه بس يا رؤي، ااه خلاص لقيتها
ثم اشار بيده ناحيتهم وابتسم
جاسر مبتسما بسخرية: واحدة فيكوا هتيجي معايا اوضتي، اختاروا يا حلووين، من فيكوا هضحي عشان التانية وتدخل عنبر اعدام جاسر مهران الليلة دي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة