قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسيرة الشيطان الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع والعشرون

رواية أسيرة الشيطان الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع والعشرون

رواية أسيرة الشيطان الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع والعشرون

تجمدت يدها على مقبض الباب، كادت عينيها تخرج من مكانهما من هول ما سمعت، بروة قارصة عصفت بكاينها
تركت مقبض الباب عادت بظهرها إلى الخلف تهز رأسها نفيا بقوة
رؤى بصدمة: لالا، مستحيل
كادت أن تسقط ارضا ولكنها أسرعت تستند إلى الحائط المجاور لها
قدميها لم يقويا علي حملها فجلست علي كرسي بجانب الغرفة
رؤى في نفسها بضياع: لالالا، يعني كان بيضحك عليا، كل دا كان كذب، عمل كل دا عشان يذلني أنا وأبويا.

تذكرت بالأمس كم لامت نفسها علي عدم ثقتها فيه، كانت تتطلع إلى ملامحه الهادئة وهو نائم وتنهر نفسها علي عدم ثقتها به.

في الغرفة
نرمين: لاء يا جاسر، كفاية إلى أنت عملتوا فيهم، سيبهم في حالهم
جاسر: يا نرمين....
نرمين مقاطعة بصرامة: خلاص يا جاسر إلى اقوله يتسمع كفاية لحد كدة، اوعدني أنك هتسيبهم في حالهم
جاسر بقلة حيلة: حاضر يا نرمين إلى تشوفيه
نرمين: يلا بقي روح ناديلي رؤى عشان وحشتني وعشان تساعدني عشان نمشي
جاسر مبتسما: حاضر يا حبيبتي
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
في خارج الغرفة.

رؤى في نفسها: لاء مش هسمحله، مش هسمحله يذل ابويا، لازم اهرب
قامت سريعا ما كادت تتحرك خطوتين حتى سمعته ينادي عليها فتجمدت مكانها بخوف
جاسر: رؤي، رايحة فين يا حبيبتي
تقدم إلى أن وقف أمامها
جاسر: رايحة فين
رؤى بتلعثم: ككككنت، رايحة الكافتيريا اجيب عصير.

جاسر مبتسما: لاء روحي انتي لنرمين عشان عايزاكي وأنا هجبلك عصير وايس كريم وشوكولاتة وكل إلى انتي عايزة، انتي مش عارفة أنا فرحان قد ايه اخيرا نرمين هتخرج من المستشفي
ثم رفع يدها وقبلها بحنان: ربنا يخليكي ليا يا وش السعد
كانت تنظر له بدهشة كيف يستطيع التمثيل بهذا الشكل، تكاد تصدق إنه فعلا يحبها وكأنها لم تسمعه منذ قليل يريد أن يخضعها لجبروته، أن يذلها هي ووالدها.

جاسر: رؤي، مالك يا حبيبتي سرحانة في ايه
هزت رأسها نفيا وسحبت يدها من يده
رؤى بشرود: مش سرحانة في حاجة، هروح اشوف نرمين
تحركت من امامه بجمود ودخلت إلى غرفته
علي صعيد آخر
وصل فتحي إلى الفندق الذي يسكن فيه صبري
فوجده قد ترك الفندق
فتحي في نفسه: يعني ايه هيكون راح فين، مش هسيبك يا شاهندا
في مكان آخر تحديدا في فيلا صغيرة تتكون من طابقين وحديقة صغيرة في منطقة شبه صحراوية.

شاهندا بتعجب: ايه المكان دا أنا عمري ما شوفت البيت دا قبل كدة
صبري ضاحكا: جاسر فاكر نفسه ذكي، بس وربي لهدفعه التمن غالي
أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
ذهب ناحية غرفة مكتب صغيرة، فتح خزنتها فكانت تعج بالأموال
شاهندا: أنا مش فاهمة حاجة احنا ليه ما رحناش بيتنا وايه المكان دا، وايه الفلوس دي.

صبري بغيظ: جاسر زفت، خلاني اتنزلته عن كل املاكي عشان يخرجني من القضية إلى لبسهالي، بس علي مين دا أنا صبري الدمنهوري، كنت عامل حسابي عشان لو حصلي اي أزمة البيت دا ولا الجن الأزرق ممكن يلاقيه، أما جاسر فوللي خلق الخلق، لهجيبه راكع تحت رجلي.

في المستشفى
ساعدت رؤى نرمين علي تبديل ملابسها
دق ياسر الباب ودخل إلى الغرفة
ياسر بحزن حاول إخفاءه: حمد لله على السلامة يا أستاذة نرمين
نرمين: الله يسلم حضرتك
ياسر بارتباك: هتوحشيني اوي قصدي يعني هتوحشي طمطم أوي
نرمين بخجل: وهي كمان هتوحشني اوي، ممكن تبقي تجبهالي اشوفها
ياسر مبتسما: إن شاء الله، احم عن إذنك وحمد لله على سلامتك مرة تانية
نرمين مبتسمة بخجل: الله يسلمك.

خرج ياسر من الغرفة، لاحظت نرمين شرود رؤى منذ دخولها الغرفة
نرمين بود: مالك يا رورو
رؤى: ها، لاء مفيش
خرجت رؤى ونرمين وركبتا بجانب جاسر في السيارة
جاسر بسعادة: أنا النهاردة أسعد واحد في الدنيا
نرمين مبتسمة: ربنا يسعدك دايما يا حبيبي
جاسر: أنا لازم أعمل حفلة كبيرة، نحتفل بيها برجوعك يا نرمين وبالمرة تتعرفي علي حمايا وحماتي، ناس طيبين أوي يا نرمين ما بتفرقوش عن رؤى.

نرمين مبتسمة: طبعا، تربيه رورو واخلاقها تقول إن أهلها ناس طيبين وأخلاقهم عالية.

كانت تسمع إلى مديحهم بأعين متحجرة جامدة، تنظر إلى ابتسامة جاسر السعيدة بألم كيف يمكنه أن يكون بهذه السعادة ويسبب لها كل هذا الألم.

جاسر: رؤي، رؤي، يا رؤى
نرمين: رؤى روحتي فين يا بنتي
رؤى: هااا، أنا معاكوا أهو
نرمين بمشاكسة: إلى واخد عقلك
جاسر بثقة: أنا طبعا
نرمين ضاحكة: ايوة يا عم
وصل جاسر إلى منزله، فاعطي نرمين هاتف لها
جاسر: بصي يا نيرو الموبايل دا عليه رقمي ورقم رؤي، اتصلي بيا في اي وقت انتي عايزاه
هزت نرمين رأسها إيجابيا بابتسامة
جاسر مكملا: هجيب الحاجات لزوم الحفلة وأنا جاي
نرمين: ما فيش داعي يا حبيبي تكلف نفسك.

جاسر مبتسما: النهاردة عيد، كفاية انك رجعتيلي
قبل جبينها، وقبل جبين رؤى
جاسر بدهشة: مالك يا رؤى
رؤى بشرود: ما فيش
تركته وصعدت لاعلي
جاسر: مالها في ايه
نرمين بحيرة: مش عارفة والله من ساعة ما دخلت عندي الاوضة وهي عاملة كدة
جاسر: طب ابقي شوفيها يا نرمين
نرمين بود: حاضر يا حبيبي روح أنت شعلك وما تشلش هم
في الأعلي
كانت تمسك ذلك الشئ في يدها تنظر إلى السماء.

رؤى في نفسها: يا رب، أنا عارفة إلى انا هعمله دا حرام، بس مش هقدر أعيش في الرعب دا تاني، مش هقدر أشوفه وهو بيذل والدي، يا رب سامحني يا رب
انهت تلك الكلمات لتحرك تلك الآلة الحادة علي رسغ يدها لتنفجر الدماء منه
ظلت تنظر إلى دماءها المهراقة بضع دقائق وهي تبكي بصوت عالي
رؤى باكية: يا رب سامحني يا رب، بس شم هستحمل
بدأت تشعر بدوار طفيف ثم بدأ يشتد إلى أن سقطت ارضا فاقدة للوعي وسط دمائها.

صعدت نرمين لتطمئن عليها، دلتها احد الخدم علي غرفة سيدها فذهبت نرمين لها
نرمين بود: رؤي، رورو حبيبتي انتي صاحية، رؤى ادخل يا حبيبتي، هي ما بتردش ليه
فتحت الباب وهي تهتف باسمها: رؤي، رؤؤؤ
صرخت بفزع وركضت ناحيتها
نرمين صارخة: رؤي، رؤى يا نهار أسود قومي يا رؤى
لحسن حظها كانت نرمين لازالت تمسك الهاتف الذي أعطاه لها جاسر، فتحته سريعا وطلبت رقمه
جاسر: خير يا نيرو
نرمين بصراخ وبكاء: الحقني يا جاسر رؤى ماتت.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة