قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وأربعة

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وأربعة

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وأربعة

ضياع ما كانت تشعر به هو الضياع الكامل، وكأنها داخل نفق بدأ ولم ينتهي ابداا، تركض بلا توقف حتى ركضها بلا داعي، ممن تهرب من ذكريات كالجحيم من شعور قاسي مخيف بالندم يركض خلفها ينهش ما تبقي من فراغ روحها، يدخلها داخل دوامة سريعة عنيفة من الذنب والألم والمعاناة، دوامة تنخر فيما تبقي من ثبات زائف تقضي علي الروح تنهش القلب، دوامة لم تختفي، تتراجع، تهرب بعيدا، الا حين ارتمت بين أحضان أخيها تشعر بالحياة بالدفي والأمان، أمان كانت قد نسيته منذ سنوات في دوامة السكر التي سبحت فيها بملئ إرادتها، بحر من السكر المر تدمن عذوبته القاسية رغما عنك...

شدت بذراعيها علي جسد أخيها تخبئ روحها الفارغة داخلة تجهش في بكاء قاسي مرير مؤلم، بكاء يخرج كل ما يتصارع داخل قلبها المكلوم، تشعر بيد أخيها تربت علي رأسها، لحظات طويلة قبل أن يبعدها عنه قليلا يمسك ذراعيها بكفيها ينظر لقسمات وجهها الذابلة، لوجين جميلة العائلة كما كانوا يلقبونها، لا يري منها سوي شبح امراءة خائفة، عينين ذابلة، شفاه مرتجفة، بشرة شاحبة، خصلات بيضاء تغزو رأسها، يشك أنها من الزمن، لوجين التي كان يتسابق الخطاب إليها وفي النهاية فاز بها صديقهم المقرب زيدان لتكتمل سعادتهم، ولكن دوام الحال من المحال، لا أثر للسعادة في تلك اللحظات حتى الابتسامة التي رسمها علي شفتيه لا أثر للسعادة فيها، جل ما فعله أنه مد يده يمسح دموعها عن وجهها، يحادثه بترفق:.

- أنا هنا ومش همشي، هاخدك معايا، أنا خلاص دفعت الدين للبنك وبقيتي حرة، والمستشفي تفاوضنا معاهم وهخرجك علي مسؤوليتي...
مد يده لها بحقيبة ورقية كبيرة وضعها علي الفراش جوارها يحادثها بترفق:
- غيري هدومك، يلا عشان نمشي.

ارتسمت ابتسامة مرتجفة علي شفتيها تومأ برأسها بالإيجاب قلبها يقرع بعنف مخيف داخل صدرها ترحل سترحل، ستخرج من سجن ظنت أنه أبدي، ستري صغيرها اخيرا، كم تتوق لاحتضانه، تخبره بمدي ندمها، تحرك خالد يقف خارجا، يغلق الباب خلفه، لتبصر عينيه لينا التي تجلس علي مقعد أمام الغرفة من نظرة عينيها الشاردة استشف أن هناك ما يضايقها ولكن تري ما هو، ماذا حدث، اقترب يجلس علي المقعد المجاور لها وضع يده علي كتفها يسألها:.

- مالك يا لينا
اشاحت بوجهها في الإتجاه الآخر تقبض كفيها تشد عليهما بعنف، تحاول أن تبدو هادئة وهي علي وشك الانفجار، تنهدت تغمغم بجفاء:
- ما فيش، هي لسه ما خلصتش مش هنمشي بقي أنا زهقت.

قطب جبينه متعجبا من لهجة لينا الحادة، لينا بها شئ غريب منذ أن علمت أنهم هنا لأجل لوجين والدة زيدان، وجه انظاره ناحية الباب حين سمعه يُفتح لتطل لوجين من خلفه بعد أن بدلت ملابسها بالملابس الشتوية الثقيلة التي في الحقيبة اقترب خالد منها يبتسم لها لف ذراعيه حول كتفيها يحادثها:
- يلا يا حبيبتي.

حركت رأسها إيجابا في توتر لم تنطق بحرف آخر، إلا أنه شعر بجسدها يرتجف، فما كان منه الا خلع معطفه الاسود الكبير يلبسها إياه، ابتسمت في شحوب واضح، وجه انظاره ناحية لينا، لتتوسع حدقتيه قليلا حين رآها تنظر ناحية لوجين ترميها بنظرات قاتلة حادة هو بذاته خاف من نظرات لينا التي توجهها للوجين اقلقته حقا، لينا تبدو غاضبة وللغاية، تنهد يحاول أن يمد أن يبتسم مد كف يده ناحية لينا، لتقبض علي حقيبتها بعنف قامت من مكانها تتقدمهم للخارج، آخر ما سمعه منها كان زفرة غيظ قوية تعبر بها عن حنقها، توجه مع لوجين لخارج المكان، ما إن خطت قدميها خارج المصحة وقفت تنظر لأشعة الشمس التي تختبئ علي استحياء خلف الغيوم، الهواء البارد، رائحة المطر، أناس يتحركون هنا وهناك، شعر خالد بحاجتها ان تقف هكذا تستعيد شعور أنها بين الأحياء من جديد، فوقف جوارها صامتا، للحظات طويلة قبل أن تطل لينا برأسها تغمغم مستاءة:.

- احنا هنفضل في الشارع طول اليوم!
نظر خالد لزوجته معاتبا بينما حمحمت لوجين مرتبكة تحرك رأسها بالإيجاب، تقدم خالد يفتح لها باب السيارة الخلفي، جلست ليغلق الباب عليها بهدوء، أخذ مكانه خلف المقود، نظر للينا نظرة خاطفة يعاتبها بها، وهي حقا لم تهتم فقط اشاحت بوجهها بعيدا عنه، ليزفر حانقا التفتت برأسه ناحية لوجين يحادثها مبتسما:.

- احنا هنطلع علي الاوتيل دلوقتي، الطيارة هتتحرك الساعة 3 الفجر، الباسبور بتاعك معايا ما تقلقيش...
بالكاد ابتسمت تحرك رأسها إيجابا، ليدير خالد محرك السيارة يتوجه مباشرة إلي الفندق، يختلس النظرات بين حين وآخر لتلك الجالسة جواره يحاول أن يفهم ما بها لينا، لما تغيرت فجاءة وكأنها أخري لا يعرفها!

هناك علي صعيد آخر في حديقة منزل أهل زيدان يقف حسام أمام صديقه، ينظر لها حانقا مغتاظا طحن أسنانه يهمس له بصوت خفيض غاضب:
- دا علي أساس أن أنا قرني، مراتك منين يلا، أنت ازاي تقول أنها مراتك اصلا، أنت اتجننت يا زيدان.

كان يقف ينظر لمجري المياة الصغير الذي يشق الصخور أمامه يتدفق ببطئ ورفق، يحي اليابس من جديد انتظر إلي أن انتهي صديقه من عتابه، ليلتفت بجسده له وقف أمامه للحظات يدس يديه في جيبي سرواله تنهد يغمغم في هدوء:.

- أنا عملت كدة عشانها وعشان كرامتي، صدقني لو عرفوا أننا متطلقين، مش هتسلم من لسانهم اللي هيخافوا يقولوه قدامي هيقولوه من ورايا، وهي حالتها النفسية ما تسمحش لأي كلام منهم، وأنا، لسه فاكر كويس، يوم ما طردتهم في البيت لما كنا مسافرين شهر العسل، إلهام صرخت في وشي تقولي ( أنت بتطردنا عشان مراتك بكرة تسيبك زي ما أمك سابتك، أنت محكوم عليك تعيش منذوب )، كان نفسي ارميهم في الشارع لولا ابوك رفض عشان الاطفال الصغيرين.

تنهد حسام حائرا جزء منه حزين يتألم علي مأساة صديقه وجزء آخر يشعر بالغضب منه، عاد ينظر لزيدان يغمغم ساخطا:
- طب ماشي، ما فكرتش وأنت بتقول أنها مراتك، إن من المنطقي أن مراتك تبات معاك في أوضة، وأنا علي جثتي لو دا حصل
تنهد زيدان في هدوء يرسم شبح ابتسامة طفيفة علي شفتيه يغمغم في هدوء:
- لاء فكرت يا حسام، أنت فاكر اوضتك جنب اوضتي لزقين في بعض ويفصل بينهم باب، يعني لينا تقدر تدخل أوضتك بمنتهي البساطة.

زفر حسام متضايقا، صحيح أن الفكرة بأكمله لا تروق له ولكن زيدان قد ما قال ووضعهم أمام الأمر الواقع، حرك رأسه بالإيجاب يردد ساخرا:
- طب وانجليكا ايه نظامها دا أنت فجاءة عملتها خطيبتي يا مفتري...
ضحك زيدان بخفة تقدم يربت علي كتف حسام يحادثه ساخرا:
- مش كنت لسه هتموت وتتجوزها اديني خطبتهالك اهي...
قالها ليترك حسام يقف مكانه ويتحرك هو الداخل وقف حسام للحظات ينظر في أثر صديقه تنهد يغمغم في غيظ:.

- مجنون علي الطلاق مجنون، يا نهار اسوح لو سارة عرفت!

توسعت عينيه للحظات في خوف مضحك، قبل أن يهرول خلف زيدان يأخذ طريقه للداخل اتبع مصدر الصوت ليتوجه ناحية غرفة كبيرة للضيوف، رأي لينا تجلس علي أحدي الارايك وانجليكا علي مقعد، ولا أثر لزيدان، تقدم يجلس جوار شقيقته، لم تشعر به، عينيها هناك تسبح في الفراغ البعيد تفكر، لما فعل ذلك، لما بكلمات صغيرة نطقها تشعر بالحياة تدب في قلبها من جديد، لما هي سعيدة من الأساس، منذ أن قال ما قال وهي تنظر لانجليكا نظرات انتصار شامتة وكأنها تخبرها بتشفي انظري من فاز في النهاية، اقتربت انجليكا تجلس جوار لينا مالت عليها تهمس جوار اذنيها بصوت خفيض هامس غاصب:.

- مش تفرهي كتير، زيدان قالي أنه قال كدة آشان جدته تآبة ومش تتآب أكتر، زيدان بتآي أنا مش هسهملك تهديه مني ابداا، يا لينا
قالت ما قالت لتعود لمقعدها من جديد، تحت نظرات لينا المشتعلة بنيران غيظها من تلك الشقراء المستفزة، لحظات ورأت حسام يميل علي اذنها هو الآخر يهمس لها بخفوت هادئ:.

- لينا زيدان قالي أنه قال كدة عشان ما حدش من عماته يضايقك بكلمة، وما تقلقيش من موضوع النوم، في باب فاصل بين أوضتي واوضة زيدان هتعدي منه لاوضتي.

هل ستكون وقحة إن أخبرت أخيها أنها حقا تريد قضاء ليلتها في غرفة زيدان بالطبع ستكون، يا ليت الزمان لم يفرقهم، ستظل تندم إلي متي، ما حدث قد حدث ولا يمكنها تغيير الماضي، تنهدت حزينة تحرك رأسها بالإيجاب حين سمعت صوته المميز يحادثها هي!، رفعت رأسها له سريعا لتراه يبتسم إبتسامة صغيرة يتحدث بهدوء:
- لينا جدتي عايزة تشوفك.

جدته تلك العجوز الشمطاء المخيفة لا ترغب في رؤيتها من جديد ولكنها ترغب في أن تكون بصحبة زيدان ولو لبضعة لحظات، تنهدت تحرك رأسها بالإيجاب قامت من مكانها تتحرك ناحيتها يسبقها قلبها يهرول إليه، بينما هي تمشي بهدوء، سارت جواره يتحركان داخل ممر طويل في الطابق الأرضي لم تره من قبل، تحاول اختلاس النظر إليه دون أن يراه لتسمعه بعد لحظات يغمغم في هدوء:.

- أنا بعتذر لو قولت اننا لسه متجوزين، انا عارف إن حكايتنا خلاص انتهت، بس أنا ما يرضنيش إن حد يكلمك واحدة مالهاش لازمة انتي بنت خالتي اولا واخرا.

إبنه خاله! هل ذاك ما بات يربطهم، علاقتهم اختفت اقتصرت في قرابة عميقة إبنه خاله، لا أكثر ولا أقل، كم أرادت أن تصرخ في وجهه وتخبره بأنه كاذب مخادع هي تعرف انه يحبها كما تفعل هي، ولكنها صمتت حين وقف اخيرا أمام باب غرفة مغلقة، رفع يده دق الباب، ليمسك بكف يدها في اللحظة التالية، كم اشتاقت لدفئ كفه حين يحتوي يدها يشعرها حقا بالأمان، دخلت بصحبته لداخل الغرفة لتجد جدته، تلك السيدة التي لا تتذكر اسمها، تتكأ علي فراشها خلف ظهرها الكثير من الوسادات، كم أرادت في تلك اللحظة وهي تنظر إليها وتتذكر ما كادت تفعله بها أن تأخذ احدي تلك الوسادات وتضعها علي وجهها حتى تنقطع أنفاسها حد الموت، ولكنها ابتسمت اجبرت شفتيها علي رسم إبتسامة لطيفة للغاية حين سمعى زيدان يقول:.

- حمد لله علي سلامتك يا جدتي، لينا قالت تيجي تسلم عليكي وتقولك حمد لله علي سلامتك
نظرت له في دهشة ماذا يقول هذا، ألم يخبرها منذ لحظات أن جدته هي من أرادت رؤيتها، ولكنها ابتسمت مرة أخري رسمت ابتسامة كبيرة للغاية علي شفتيها اقتربت من فراش جدته تعانقها بقوة تغمغم بود مبالغ فيه:
- حمد لله علي سلامتك يا تيتا، يارب تقومي بالسلامة وتبقي كويسة علي طول دايما.

خفضت صوتها حتى بات هامسا تبدلت ابتسامتها بأخري شيطانية تطوقها بشر قاسي تهمس لها متوعدة:
- حمد لله علي سلامتك يا تيتا، يا حرام بتموتي، أهو من أعمالك صبرك عليا انتي وستات البيت دا، أما وريتكوا لينا بنت خالد السويسي هتعمل فيكوا ايه، يا أنا يا انتوا في البيت دا
جحظت عيني توحيد في فزع تنظر لزيدان بهلع ليعلو صوت لينا من جديد تصيح قلقة:.

- ارتاحي يا تيتا شكلك تعبان خالص، أنا هطلع أغير هدومي وانزل اعملك الأكل بإيدي!
ابتعدت عنه تبتسم لها ببراءة كأنها طفلة صغيرة مطيعة للغاية، تحركت من جوارها ليتسأذن زيدان للرحيل، تحرك هو اولا وهي خلفه، التفت برأسها لمحة خاطفة ناحية توحيد تحرك يدها علي عنقها كأنها تذبحها تبتسم لها في خبث مخيف، لتتوسع حدقتي توحيد في فزع.

تحرك الجميع لأعلي زيدان وحسام غرفهم متجاوزة انجليكا في غرفة الضيوف البعيدة، ولينا بما أنها من المفترض زوجة زيدان يعني أنها ستكمث معه في الغرفة، نظرت لحسام وهو يدخل الغرفة المجاورة لهم، ليتقدم زيدان يفتح باب غرفتهم!، اشار لها لتدخل يبتسم في هدوء جاف:
- اتفضلي.

دخلت إلي الغرفة تنظر حولها للحظات تبدل المكان واختلف الزمان باتت في غرفة أخري في وقت سابق في لحظة مختلفة، بعد يوم طويل قضوه علي الشاطي دفع باب غرفتهم وهو يحملها بين ذراعيه بملابسها المبتلة، ضحكت بقوة تنفض خصلات شعرها المبتلة ليضحك بقوة يردف:
- يا بت بس كفاية هو انتي اصلا سمكة مش عارف اخرجك من الماية
ضحكت بقوة تؤرجح قدميها في الهواء تردف مبتسمة:
- بس دا ما يمنعش أني كسبتك في العوم 3 مرات...

نظر لها ساخرا يرفع حاجبه الأيسر مستهجنا يغمغم في غرور:
- وأنا كسبتك 9 مثلا!
عبست تنظر له في غيظ لتعلو ضحكاته وتشاركه هي الاخري في الضحك، كم كانت سعيدة بتفاصيل تمنت أن لا تختفي أبدا لما عليها أن تحسر سعادة كتلك، لما، اجفلت من شرودها السعيد علي حركة يد حسام أمام وجهها، نظرت له سريعا لتجده يقف داخل الغرفة ينظر لها حانقا:
- ايه يا بنتي انتي روحتي فين، يلا.

امسك كف يدها يخرج بها من الباب الفاصل بين الغرفتين، القت نظرة أخيرة ناحية زيدان بالكاد لمحته عينيها قبل أن يغلق حسام الباب، نظرت للغرفة الاخري لتجد فراشين صغيرين ومرحاض ملحق بالغرفة ودولاب كبير، توجهت ناحية حقيبة ملابسها تخرج لها بعض الملابس العملية، نظرت ناحية حسام لتجده يرتمي بجسده علي الفراش وقفت أمامه تضع يده علي خصرها نظرت له في توعد تتمتم بغيظ:.

- عمال تتريق عليا وتمدح في الصفرا وعايز تتجوزها، ماشي يا حسام صبرك عليا أما قولت لسارة، يا أبو عيون زايغة
توسعت عينيه في ذهول هبت يحاول الامساك لتركض هي إلي المرحاض تغلق الباب عليها من الداخل اقترب من باب المرحاض يدق عليه يهمس لها محتدا:
- بت يا لينا علي الله تقوليلها هموتك مسمومة هديكي حقنة هوا، مش هيطلع عليكي صبح يا لينا
- أنت بوق اصلا.

صاحت بها لينا من داخل المرحاض ليضيق عينيه في غيظ يركل باب المرحاض بقدمه بغيظ، تحرك ناحية فراشه يلقي بجسده عليه من جديد يغمغم ناعسا:
- لما اصحي ابقي اضربها
قالها ليغط في نوم عميق، من تعب الطريق، دقائق وخرجت لينا من المرحاض تجفف خصلات شعرها بمنشفة صغيرة، نظرت لحسام النائم، لتنظر ناحية الباب الفاصل بين غرفتها وغرفة زيدان، تنهدت قبل ان تتوجه الي الفراش تضع رأسها علي الفراش لا تعرف حتى متي غطت في النوم.

علي صعيد بعيد، بعيد للغاية في الجونة في غرفة سارين وعثمان، يقف عثمان أمام مرآه الزينة في غرفتهم يصفر لحن طويل هادئ، يصفف خصلات شعره بعناية فائقة، وضع الفرشاة من يده ليلتقط زجاجة عطره القليل فقط يكفي، القي نظرة أخيرة علي هيئته قميصه الأبيض المفتوح حتى منتصف صدره، سروال من الجينز الأسود القصير يصل لبعد ركبيته بقليل، حذاء أبيض فاخر، نظارة شمس سوداء معلقة في جيب قميصه الصورة مكتملة، توجهت عينيه ناحية باب المرحاض حين خرجت سارين منه تجفف وجهها بمنشفة صغيرة، اقترب منها مبتسما يقبل قمة رأسها:.

- صباحك فل يا حبيبتي، لسه بردوا مصرة ما تخرجيش معانا
اشاحت بوجهها بعيدا عنه تتمتم بكلمة واحدة فقط:
- لاء
ابتسم يآسا ليميل سريعا يطبع قبلة صغيرة علي وجنتها حين سمع صوت دقات الباب ليهمس لها بشغف:
- علي راحتك يا قلبي، خلي بالك من نفسك مش هتأخر.

توجه ناحية الباب يفتحه لتظهر ليلا من خلفه بفستان أصفر تتداخل فيه بعض الألوان الصيفية، بحملات رفيعة يصل لقبل ركبتيها، ابتسمت بنعومة ما إن رأت عثمان ليمسك كف يدها يقبله يغمغم مبتسما:
- صباح الفل يا قلبي، يلا عشان ما نتأخرش.

ابتسمت في دلال تومأ برأسها بالإيجاب، شبكت كفها في كفه، هي فقط لمحة خاطفة التي جاءت من رأس عثمان ناحية سارين التي تقف هناك ليغمز لها خفية بطرف عينيه، لتشيح الأخيرة بوجهها بعيدا في غيظ، ما إن خرجا من الغرفة توجهت ناحية الباب تصفعه بعنف جلست علي سطح فراشها تهز ساقيها بحركة هستيريا سريعة، الحية كم ترغب في نزع عينيها، تمزيق رقبتها ولكنها خطة عثمان التي يجب أن تلتزم بها، حتى لا يضيع انتقامهم هباءً، وقفت تلتفت حول نفسها تتنفس بعنف تغمغم في غيظ:.

- خطة مش خطة أنا هنفجر البتاعة دي بتقرب منه، وأنا المفروض اسكت، هطق يا رب تطلع سمكة قرش تاكل رقبتك يا بعيدة...

توجهت ناحية الشرفة في غرفتهم تنظر للخارج لتري تلك الحية تمسك بكف يد عثمان يتحركان معا ناحية مركب كبير ينتظرهم علي الشاطئ، شدت كف يدها تعض علي شفتيها بغيظ، الحية كم تكرهها الآن وقبلا، كم هي حمقاء، تظن أن عثمان سيقع مرة أخري في فخها غبية، تقسم أن جسدها المثالي يملك عقلا فارغا، توجهت ناحية برأسها تلقي بجسدها عليه تتذكر ما حدث في اليوم التالي للسباق
Flash back.

ابتعدت عن أحضانه تبتسم له في عشق لا ينتهي، قبل أن تسأله:
- اشمعني الجونة يا عثمان، أنا عارفة أنك بتحب تروح الساحل وكل اجازة هناك
ضحك عثمان في خفة مد يده يقرص وجنتها برفق يلاعب حاجبيه في عبث:
- دا انتي حافظة بقي.

احمرت وجنتيها خجلا، ليمسك بيدها يتحرك بها ناحية الفراش جلس يجلسها جواره يحتضن كفيها بين كفيه رفعت وجهها إليه تنظر له قلقة حين رأت نظرة عينيه الشاردة يبدو أنه في حيرة من أمره، تنهد بقوة يحسم قراراه نظر لها يبتسم في توتر ليغمغم قلقا:.

- بصي يا سارين كان ممكن اقولك بمنتهي البساطة عشان أنا حابب نقضي شهر العسل في مكان مختلف، وكان ممكن اعمل الفيلم الجاي من غير ما أعرفك، بس أنا وعدتك يوم فرحنا اني ما اعملش حاجة من غير ما اشاركك فيها، احنا رايحين الجونة عشان ليلا هناك
شخصت عيني سارين في ذهول بينما حرك عثمان رأسه إيجابا، يكمل ما كان يقول:.

- امبارح قلقت بليل علي صوت رسايل كتير بتيجي علي موبايلي فتحته لقيتها منها رسايل كلها اعتذار وندم، وإن باباها هو اللي اجبرها انها تسيبني وانها ندمانة فكراني اهبل وهتعرف توقعني تاني، أنا بقي همشي خطتها زي ما هي رسماها بالظبط، وفي اللحظة الأخيرة هقلب الطرابيزة علي الكل، أنا عرفت مين اللي ورا ليلا وعرفت هدفه إيه، كل اللي طالبة منك، انك تتصرفي كأي واحدة شايفة جوزها بيحب واحدة تانية، سارين أنا كان ممكن اعمل كل دا من غير ما اقولك بس أنا ما يهونش عليا اقهر قلبك أبدا، هتساعديني.

توترت حدقتيها قلقة تلك الحية عادت لحياتهم من جديد، نظرت له للحظات تنهدت خائفة تحرك رأسها بالإيجاب...
Back
عادت من شرودها علي صوت رسالة تدق علي هاتفها لتجدها من عثمان بعث لها بكلمة واحدة:
- بحبك.

في لندن، في أحد الفنادق الفاخرة هناك، تململ بعد ساعات سقط فيهم نائما لم ينم منذ الأمس تقريبا، ما إن استقل الطائرة وعقله يفكر في شقيقته و زيدان والخطوة القادمة في حياة الجميع، ما إن نزل من الطائرة توجه مباشرة إلي البنك يحاول التفاوض معهم ليدفع الدين عنها، واستخراج جواز سفر بديل لها واستعادة أوراقها الشخصية، ومن ثم إلي المصحة، وجداله الحاد مع الطبيب حتى سمح له باخراجها علي عهدته الشخصية، وما زاد العتمة ظلاما معاملة لينا الغير مفهومة منذ أن جاءوا لهنا وعلمت انهم هنا من أجل لوجين وكأنها تبدلت، لم تتحدث معها حتى لو بكلمة، اوصلها لغرفتها، وتوجه يوصل شقيقته لغرفتها، ما إن عاد لغرفته وجدها نائمة او تصتنع النوم وهو حقا كان تعبأ فارتمي بجسده علي الفراش يغط في النوم في لحظات، ولكنه الآن استيقظ يشعر بالخمول يجتاح جسده ولكنه فتح عينيه رغم ذلك انتصف في جلسته ينظر جواره لم تكن هناك، قام من الفراش يتوجه ناحية المرحاض دق الباب لا صوت، أدار المقبض وفتحه لا أثر لها، ترك المرحاض يتوجه ناحية الشرفة ليجدها تقف في شرفة غرفتهم، تنظر لحديقة الفندق بنظرات خاوية اقترب منها بخفة يضع يده علي كتفها برفق، بهدوء سألها:.

- مالك يا لينا فيكي إيه من ساعة ما جينا وانتي متغيرة
حركت رأسها نفيا بخفة، ابتعدت بعينيها بعيدا عنه تتمتم باقتضاب:
- بيتهيئلك أنا كويسة جدا
رفع حاجبيه في عجب، ما بها تلك الحمقاء ماذا حدث، هو لا يتذكر أنه فعل شيئا يضايقها فئ الآونة الأخيرة، امسك احذ ذراعيها يجذب جسدها ناحيته لتنظر له رغما عنها قطب جبينه يسألها محتدا:.

- في اي يا لينا مالك، من ساعة ما وصولنا و عرفتي اننا جايين عشان لوجين وانتي اتغيري 180 درجة، أنا مش فاهم حاجة...
- مش هيسامحها، أنت فاهم، زيدان عمره ما هيسامحها، رجعوها لحياته تاني هيفكره بالعذاب اللي شافه زمان بسببها، اديك خرجتها من السجن، ابعدها عن حياتي ابني.

انفجرت لينا تصرخ بتلك الكلمات تصيح محتدة بجنون لتتوسع عيني خالد في دهشة من طريقتها، لينا تبدلت تماما، نزعت ذراعها من يده تتوجه لداخل الغرفة ليتحرك خلفها يتمتم مذهولا:
- لينا انتي غيرانة من لوجين
التفتت له في تلك اللحظة تنظر له بأعين حمراي مشتعلة كالجمر تتنفس بعنف تقبض علي كفيها تصيح بحرقة:.

- دا ابني أنا، مش ابنها هي، ابني أنا اللي ربيته من وهو طفل عنده 10 سنين، هي ما عاشتش معاه قدي، ما كبرش قدام عينيها يوم ورا التاني، هي رمته وهو طفل، أنا اللي أمه، أنا اللي كبرته، أنا اللي كنت بموت من القلق عليه لما يتعب، أنا اللي كتت ببقي حاطة ايدي علي قلبي لو طلع اي مأمورية ولا عملية من بتوعكوا، ما تحملش أنه هيسامحها لأنه عمره ما هيعمل كدة، رجعوها تاني لحياته هيعذبه، وهو اتعذب بما فيه الكفاية زمان ودلوقتي...

ما حدث توا الجم لسان خالد من الصدمة لا يصدق، كان يظن أنه المتملك الوحيد هنا، وقف صامتا فقط ينظر لها مدهوشا، كيف تغيرت لينا في لحظة، لا يجد ما يقوله حقا لا يجد، قاطع ما يحدث دقات علي باب الغرفة توجه ناحية الباب يفتحه ليجد لوجين تقف هناك من دموعها الغزيرة تأكد أنها استمعت لكل ما قالته لينا توا، ارتجفت حدقتيها، تهمس بذبول مُعذب:.

- هي عندها حق يا خالد، أنا بيعت ابني، بيعته بالرخيص أوي، سيبت معتز يطلع عقده وجنانه عليه وأنا غايبة في الدنيا غير الدنيا، أنا مش هرجع معاك يا خالد، مش هعذبه تاني، كفاية اللي عملته
التفتت لتغادر، ليقبض خالد علي كف يدها يجذبها لداخل الغرفة، دخل بها إلي الغرفة يصفع الباب خلفه اقترب من لينا ليترك يد لوجين وقف في المنتصف بينهما يردف بنبرة حادة قاطعة:.

- اسمعي انتي وهي، لوجين هترجع معانا مصر، و زيدان لازم يعرف الحقيقة كلها، لينا لوجين ضحية زيها زي زيدان، من واحد مجنون كل هدفه الإنتقام
- وهي سهلت الهدف دا لما سلمتله مشاعرها بكل بساطة من غير ما تعمل حساب ابنها الصغير.

صرخت بها لينا بقسوة ترمي لوجين بنظرات حادة، ليزمجر خالد باسمها علها تصمت، نظرت لينا له في حدة لتتوجه ناحية المرحاض تصفع الباب خلفها تنهد خالد حانقا من تصرفاتها ليتقدم ناحية لوجين اقترب منها يلف ذراعه حول كتفيها يقربها لصدره يحادثها مترفقا:
- ما تاخديش علي كلامها يا لوجين، لينا بس غيرانة علي زيدان، هي متعلقة بيه جداا، وخايفة أنك تاخديه منها، انما هي طيبة اوي والله...

لم تبتسم لم تتوقف دموعها عن الانهمار لينا محقة في كل ما قالت، رغم كرة لينا لها الا انها سعيدة، لان زيدان وجد من تعوضه عن حنانه الذي لم يأخذ منه سوي أقل القليل.

العودة حيث البداية، في منزل أهل زيدان في غرفة حسام، كم من الوقت مر عليها وهي نائمة لاتعرف، فتحت عينيها ناعسة تنظر لفراش شقيقها لتراه فارغ وقعت عينيها علي ساعة الحائط لتجدها تجاوزت الثالثة عصرا، حان وقعت اللعب الكلمة التي جعلتها تقفز من فراشها بحماس مفرط، توجهت الي المرحاض تغتسل تصفف شعرها بدلت ثيابها بأخري، اخرجت ثلاثة علب هدايا، ابتسمت في خبث تنظر للعلب، تحركت ناحية باب الخروج من غرفة حسام لتتذكر أنها من المفترض أن تخرج من غرفة زيدان عادت إدراجها تدق الباب، تتنفس بتوتر دقات قلبهى صاخبة لكن لا اجابة ادارت مقبض الباب ودخلت تطل برأسها الغرفة فارغة يبدو أن زيدان قد أستيقظ هو الآخر، دخلت إلي غرفة زيدان توجهت ناحية فراشه، جلست عليه، مدت يدها تلتقط وسادته تضمها إليها تستنشق عطره العالق فيها لتدمع عينيها ألما، ليت الزمان يعود قليلا للوراء، حين فتحت عينيها الدامعة وقعت عينيها علي حافظته الجلدية مدت يدها سريعا تفتحها تبحث عن غايتها لتجدها، تصارعت دقات الشوق حين وجدت صورتها كما هي في حافظته زيدان لازال يحبها، لازال يحتفظ بصورتها، اغلقتها تعانقها تطبع علي سطحها قبلة قوية، وضعتها مكانها لتلتقط علب الهدايا، تهرع لخارج الغرفة ليخرج هو من شرفة غرفته في تلك اللحظة مراقبتها من خلف زجاج الغرفة ليري ما فعلت اشعلت لهيب عشق ظن انه انطفئ، ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه لا يعرف كيف منع نفسه من أن يهرع إليها يعانقها حين يطحن عظامها داخل صدره، رفض عقله العاصي، وصرخ قلبه ألما، يذكره بأنها ألقت عشقه وذهبت لاحضان آخر، دخل إلي الغرفة يتلمس بيده الحافظة التي كانت تعانقها لترتسم ابتسامة ذبيحة علي شفتيه تنهد يهمس ملتاعا:.

- أنا بكرهك يا لينا ومش عارف احب حد في الدنيا غيرك!

بينما اخذت لينا طريقها لأسفل المكان فارغ للغاية تتبعت الصوت لتصل إلي المطبخ ابتسمت مستمتعة ضحيتها الأولي تقف هناك، رانيا زوجة عم فاروق عم زيدان الأوسط، تلك السيدة التي قيدت يدها لم تنسي نظراتها المتشفية ابداا، وحان وقت الانتقام رسمت ابتسامة لطيفة علي شفتيها تتوجه للداخل حمحمت برقة لتلتفت رانيا إليها، تنظر لها في حقد للحظات قبل أن ترسم ابتسامة زائفة علي شفتيها تحادثها:.

- خير يا مرت الغالي ايه اللي مدخلك
ابتسمت لينا في هدوء لتتوجه ناحية طاولة المطبخ جلست فوق سطحها تؤرجح قدميها نظرت لرانيا في تشفي تتمتم ببراءة:
- والله زيدان قالي أن دا بيته يعني بيتي وادخل المكان اللي يعجبني.

طحنت رانيا أسنانها في غيظ كم أرادت أن تنقض علي تلك الفتاة تقبض علي شعرها الطويل الناعم تمزقه غيرة منها، اسبلت لينا عينيها في براءة تنزل من مكانها توجهت ناحية رانيا تعطيها علبة مغلفة فاخرة للغاية تحادثها مبتسمة في ود:.

- تعرفي يا طنط رانيا أنا حبيتك اوي أنتي شكلك اطيب واحدة في البيت دا عشان كدة أنا جبتلك الهدية دي، دا زيت للشعر بيطوله ويفرده ويخليه زي شعري كدة أنا دايما بستخدمه وعارفة كمان معاه بادي لوشين هايل يجبنن بعد ما تستحمي وتنشفي جسمك كويس حطي منه ريحته جنان فظيعة
توسعت ابتسامة رانيا تنظر للعلبة الفاخرة في يد لينا لتلقطها منها سريعا تغمغم مبتهجة:
- تسلمي وتعيشي يا مرت الغالي.

ابتسمت لينا لها بود، كم تكون بريئة حين تستخدم تلك النظرات الناعسة التي ورثتها من والدتها تغطي عقل والدها السام، تحركت من باب المطبخ المطل علي الحديقة، تحادث رانيا مبتسمة:
- أنا هروح اتمشي في الجنينة شوية، علي فكرة ريحة اكلك تجنن.

خرجت لينا من المطبخ تقف خلف الباب تطل برأسها بخفة تنظر للمطبخ تنتظر خروج رانيا منه، لحظات وسمعت صوت خشن يناديها من الارجح أنه زوجها، فهرعت رانيا للخارج وجاء دور لينا، دخلت الي المطبخ الي علبة الملح، افرغتها بالكامل داخل الأواني لتخرج سريعا قبل أن يأتي أحد، في طريقها من الحديقة الخلفية رأت زوجة عمه الكبير، ماذا كان اسمها تحسين تجلس امامها كومة كبيرة من حبوب الغلال الصفراء لا تعرف ما تفعل بها ولكنها اقتربت منها انحنت قليلا ناحيتها تتمتم مبتسمة:.

- مساء الخير يا طنط تحسين
مصت تحسين شفتيها في تهكم تغمغم ساحظة بصوت خفيض وصل لاسماع لينا:
- ايه اللي جابها دي الساعة دي يا اباي عليها وعلي اللي خلفوها
ابتسمت لينا في براءة تنظر لوجه تحسين الغاضب، السيدة تبدو أنها علي وشك قتلها، مدت لينا يدها بعلبة أخري تعطيها لتحسين تتمتم في ود ناعم:
- أنا قولت ما ينفعش اقابل حضرتك من غير ما اجبلك هدية، دا كريم تحفة هايل هيخلي بشرتك فاتحة جداا...

مدت تحسين يدها تأخذ منها العلبة بريبة فتحتها لتجد علبة « كريم » بالفعل، نظرت لينا مرة أخري لتبتسم الأخيرة تغمغم في ود:.

- صدقيني دا كريم هايل جاي من برا أنا وماما بنستخدمه، عايزة اقولك ماما لما بتخرج مع بابا بيفتكروها بنته، ما بيخليش علامات الشيب ولا السن تظهر علي الوش ابداا، بس أهم حاجة ما يتعرضش للماية ابدا، يعني ما تاخدوهوش معاكي الحمام ابدا، دا كريم حساس جداا، لو قررتي تحطي منه ابقي بلغيني قبلها عشان اقولك تعملي ايه بالظبط عن اذنك.

ابتسمت لها للمرة الأخيرة قبل أن تتركها وتغادر، تبدلت ابتسامتها اللطيفة باخري خبيثة تتردد كلمات تلك التحسين في اذنيها:
- بجي بيجولنا أنك صاحبة السرايا، احنا بجي يا حلوة ما هنخلكيش تعرفي ترفعي رأسك في حد واصل..
ابتسمت تتنهد بسخرية مسكينة تحسين ستحتاج حتما لنقاب لتغطي وجهها بعد أن تضع من الكريم السحري.

بقيت آخر علبة في يدها أين حسنة زوجة عم زيدان تلك التي صفعتها علي وجهها لديها لها هدية خاصة، في طريقها وصلت للحديقة الأمامية توسعت عينيها في ذهول تحول لغضب ناري حين رأت...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة