قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وأربعة وعشرون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وأربعة وعشرون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وأربعة وعشرون

جلست في سيارته تعيد رأسها للخلف تتنفس بعمق تلتقط انفاسها الضائعة تحاول ان تٌهدي من ضربات قلبها المتسارعة
قبضت بيدها على زجاجة العصير تقربها من فمها ترتشف منها القليل نجحت واجهت شيطان خوفها دون ان تخافه ارتسم ما يشبه شبح ابتسامة صغيرة على شفتيها
تتنهد بقوة تحاول تنظيط انفاسها المبعثرة اخيرا ابتسمت ارتسمت ابتسامة كبيرة على شفتيها هزمته لم يعد لشبح الماضي وجود بعد الان هي من انتصرت رغم كل ما فعله.

التفتت برأسها تنظر لزيدان الجالس جوارها تبتسم له ممتنة سعيدة تشكره بعينيها على ما قدمه ولا يزال يقدمه لها تشكره على صبره في عشقها إلى ان وصلا معا إلى النهاية
ربما هي ليست النهاية الوردية كما في كل الحكايات ولكنها على الاقل النهاية السعيدة، اجفلت من شرودها المبعثر على صوته القلق يسألها:
- لينا انتي كويسة
ابتسمت تحرك رأسها بالايجاب، ليمد يده ناحيتها يمسد برفق على خصلات شعرها يردف مبتسما:.

-تحبي نروح ولا لسه عايزة تروحي عند سهيلة
اعتدلت في جلستها تبتسم في حماس لتهمس لتردف سريعا:
- لاء طبعا نروح عند سهيلة انا هموت واشوف احمد
ابتسم لها يحرك رأسه بالايجاب دفع زجاجة عصير اخري اليها قبل ان يدير محرك السيارة يأخذ طريقه إلى منزل جاسر وسهيلة.

على صعيد آخر في سيارة ادهم المتجهة إلى مطار القاهرة الدولي وقفت السيارة امام باحة المطار الخارجية لينزل منها بصحبة مايا أمسك يدها يتوجهان سريعا إلى صالة استقبال الركاب يسرعان الخطي، الطائرة قد وصلت قبل دقائق من الآن وها هما قد تأخرا.

وقفت مايا جواره تنظر حولها هنا وهناك تبحث عن والدها بتلهف إلى ان رأته يتقدم لداخل القاعة صاحت باسمه كطفلة صغيرة لتركض ناحيته ترتمي بين أحضانه، ضحك حمزة عاليا مما فعلت ليضمها لاحضانه أكثر أشتاق لابنته الصغيرة التي لن تكبر في ناظره ابدا، ابعدها عنها قليلا يقبل رأسها احتضن وجهها بين كفيه يسألها مبتسما:
- عاملة ايه يا مايا وحشتيني اوي يا حبيبتي جيبالك معايا هدايا كتير اوووي.

ادمعت عيني مايا تنظر لوالدها في شوق لتعاود الارتماء بين ذراعيه من جديد تحتضنه بقوة هي أيضا اشتاقت له وبقوة تلك الحية زوجته الجديدة اخذته منها، منذ شهر تقريبا وهما خارج البلاد لأجل عيون زوجته المصون خرج صوتها ضعيف باكي:
- وأنت كمان يا بابا وحشتني اووي، أنا مش عايزة هدايا، أنا عيزاك أنت
ابعدها حمزة عن احضانه يقبل قمة رأسها، لف ذراعه حول كتفيها يهمس لها بخفوت حاني :.

- يا حبيبتي أنا دايما معاكي هو أنا عندي اغلي منك يا ميوش...
نظرت مايا ناحية بدور التي تقف جوار حمزة تبدو سعيدة تري سعادتها بوضوح على قسمات وجهها المشرقة لمعة عينيها توهج وجنتيها، غص قلب مايا غضبا تلك السيدة تحاول سرقة ابيها منها، اقتربت بدور منها تبتسم في توسع تحادثها بتلهف:
- ازيك يا مايا عاملة ايه يا عروسة وحشاني أوي والله.

مدت مايا يدها تصافحها بابتسامة صغيرة متكلفة صفراء، جعلت ابتسامة بدور تتوتر شئ فشئ إلى ان اختفت لتحمحم في حرج من رد فعل مايا البارد الجاف، قطب حمزة ما بين حاجبيه ينظر لمايا متعجبا مما فعلت، اقترب أدهم منهم في تلك اللحظة يبتسم في توسع يغمغم في مرح:
- سيبتك تسلمي دوري أنا بقي
اقترب أدهم من حمزة يعانقه بقوة ليربت حمزة على ظهره يغمغم له مبتسما:
- اخبارك ايه يا ابن حمزة، واخبار الشركة.

ابتعد عن أبيه يردف مبتسما:
- تمام الحمد لله كله زي الفل، سافرت إنت يا عمنا وقولت عدولي وانا اتسحلت هنا
ضحك حمزة عاليا ليصدم أدهم على ذراعه بخفة يحادثه مبتسما في ثقة:
- غصب عن عينك تتسحل عشان أنا انبسط، يلا مش هنفضل واقفين هنا طول النهار، نطلع على البيت واعمل حسابك بايتين معانا النهاردة
رفع أدهم كأنه يؤدي التحية لحمزة ابتسم يغمغم في ثبات ممتزج بمرح:.

- تمام أوامر معاليك يا افندم، هجيب الشنط واخلص الورق وانتوا استنوني في العربية
ضحك حمزة يلف يمناه حول كتف مايا ويسراه يمسك بها كف بدور خالد الصغير يتحرك امامهم يقفز في خطاه يتوجهون جميعا إلى سيارة ادهم في الخارج.

بعد غروب الشمس بقليل وقفت سيارة زيدان أمام منزل عز الدين والد سهيلة، نزلت لينا سريعا من السيارة تساعد زيدان في حمل حقائب الهدايا والألعاب الصغيرة التي جلبوها للصغير، ارتسمت ابتسامة صغيرة على ثغر زيدان وهو يراها تتحرك بتلهف أمامه تحمل ألعاب الصغير التي كانت تبتاعهم بحماس وسعادة يغرقان قسمات وجهها، تحرك بصحبتها إلى أن وصلا إلى باب المنزل بدأت لينا تقرع الجرس بشكل متواصل مزعج، جذب يدها من على الجرس يصيح فيها مدهوشا:.

- بس يا لينا انتي عيلة صغيرة
قبل أن تردف بحرف انفتح باب المنزل فجاءة ليطل وجه جاسر الغاضب يصيح حانقا:
- ايييه في ايييه حد يرن الجرس كدة يا حمارة
اشارت لينا ناحية زيدان سريعا شهقت عاليا تصيح مذهولة:
- أنا رنيت الجرس، دا زيدان، حتى هو اللي واقف عنده.

توسعت عيني زيدان في دهشة، تلك الطفلة الماكرة منذ أن كانت صغيرة وكانت تلصق جميع المصائب وتلصقها به ودوما لم يكن يصدقها أحد!، امسك جاسر بأذن لينا يشد عليها بخفة يوبخها ساخرا:
- يا بت بطلي كذب بقي هتتسخطي سحلية...
دفعته لينا في صدره بعنف رمته بنظرة سوداء قاتلة قبل أن تخطو لداخل المنزل تصيح بعلو صوتها:
- سهيلة أنتي فين
ضرب جاسر كف فوق آخر نظر لزيدان مشفقا يواسيه:
- ربنا يكون في عونك يا ابني على البلوة دي.

ابتسم زيدان في هدوء تقدم من جاسر ليركله بقدمه في ساقه بعنف تأوه جاسر متألما ينظر لزيدان متألما في حين ابتسم الأخير يتمتم في هدوء:
- على الله تمد ايدك عليها تاني
توسعت عيني جاسر في ذهول أعطاه زيدان الحقائب ليعدل من تلابيب ملابسه في زهو أعطاه نظرة ساخرة قبل أن يتحرك للداخل هو الآخر، مسد جاسر ساقه المكدومة بيده بخفة يتمتم ساخرا:
- ما جمع الا ما وفق فعلا.

دخل زيدان إلى غرفة الصالون يبحث بعينيه عنها رآها تقف هناك قرب الشرفة الكبيرة المطلة على الجزء الآخر من الحديقة، خطفت أنفاسه ابتسامتها الواسعة لمعة عينيها المتوهجة وهي تحمل الصغير بين ذراعيها تضمه لاحضانها تتنفس عبيره البرئ تقبل يديه الصغيرة، مشهد رائع سحر لبه، اوجع قلبه نزل بعينيه إلى بطن لينا المسطحة ليشعر بالاختناق، لو كان صغيره حي الآن، فقط لو كان، اخرج هاتفه يلتقط لها عدة صور سريعة وهي تحمل الصغير وهي تضحك ومقطع فيديو قصير وهي تلتف به حول نفسها، زيارتهم لبيت سهيلة كانت طويلة الا أنها مرت سريعا ذلك الصغير أحمد خطف قلبه وقلبها معا، انهيها زيارتهم بقبلة صغيرة زرعتها لينا على خد الصغير لتعانق سهيلة بقوة تودعها، توجهوا لمنزل والدها صف زيدان سيارته في الحديقة ليجد سيارة خالد تصتف جواره، نزل خالد من سيارته ابتسم ما أن رآهم، اقتربت لينا منه تعانقه بقوة ليلف ذراعيه حولها يشدد على عناقها، ابعدها عنه يحتضن وجهها بين كفيه ابتسم يتمتم بفخر:.

- لينا بنت خالد السويسي، خلت ابوها فخور اوي ببنته
توسعت عينيها في دهشة متي عرف أبيها ما فعلت، لتضحك رغما عنها أبيها يعلم كل شئ يحدث لهم، عادت تعانقه من جديد تهمس بسعادة:
- لينا بنت خالد السويسي أسعد بنت في الدنيا عشان عندها أب زيك
ابتسم خالد سعيدا يقبل رأسها وضع يده في جيب سترته يخرج لها لوح الشوكولاتة التي تحبه اخذتها منه في سعادة ليبتسم هو يتمتم:.

- من وانتي عيلة صغيرة وأنا متعود كل يوم اجبلك شوكولاتة وأنا جاي من الشغل، لما ما بتنكيش في البيت بشهالك في درج المكتب بتاعك، هتلاقي فيه كتير، روحي خديهم
صفقت الأخيرة في حماس، لينا أمام الحلوي تعود طفلة صغيرة، تحركت بحماس لداخل البيت، اقترب زيدان من خالد ليتمتم الأخير وهو يبتسم :
- اخيرا الواحد خلص من همكوا كاتكوا الارف عيال تشل.

ضحك زيدان رغما عنه يحرك رأسه يآسا خاله لن يتغير ابداا، تحرك خالد بصحبة زيدان للداخل، لوحت لينا لزيدان تصيح فيه بتلهف أن يري ما معها من حلوي، اقترب زيدان يجلس جوارها تتعالي ضحكاته على مشهدها الظريف وهي تحتضن الواح الحلوي.

وقف خالد مكانه يعقد ذراعيه أمام صدره ينظر للصورة السعيدة أمامه، لينا وزيدان، حسام وجدته، الأحمق يلعب مع جدته على جهاز الكمبيوتر المحمول يعطيها احد الادرعة التي تستخدم في لعبة كرة القدم تتعالي ضحكات زينب على مشاكسات حسام لها، نظر حوله يبحث عنها متلفها ليراها تخرج من المطبخ توجهت ناحيته ليلف ذراعه حول خصرها يقربها لصدره يقبل جبينها، ابتسمت تريح رأسها على صدره، ليتنهد هو بقوة، توسعت ابتسامته يفكر بمكر، اعتقد انه الوقت المناسب لرحلة طويلة بعيدا عن تلك العائلة المجنونة.

على صعيد آخر في منزل حمزة السويسي، خرجت بدور من غرفتها صوب غرفة مايا ابنة زوجها تحمل معها عدة حقائب هدايا جلبتهم لها خصيصا، تحركت تمشي في الممر تتنهد قلقة مايا لا تحبها بالكاد تقبلها ربما اعتقدت انها قد سرقت والدها منها ولذلك لم تفعله أبدا، ابتسمت تشجع نفسها وقفت أمام غرفة مايا رفعت يدها تدق بابها، سمعت صوتها يهتف من الداخل يأذن بالدخول، ادارت المقبض ودخلت لتري مايا تقف في منتصف الغرفة، على فراشها حقائب الهدايا التي جلبها حمزة لها، تخرج مايا منها الملابس وتقف أمام مراءتها تجربها، التفتت مايا اليها تمسك بفستان أسود طويل، نظرت لها تقطب ما بين حاجبيها في ضيق القت بالفستان على الفراش عقدت ساعديها امام صدرها ابتسمت باصفرار.

تسألها بنزق:
- نعم، خير
ارتبكت بدور من معاملة مايا ابتلعت لعابها ارتجف قلبها تزعزع ثباتها لتتنفس بعنف تحاول أن تهدئ، ابتسمت في هدوء تقترب منها اكثر رفعت حقائب الهدايا أمامها تغمغم مبتسمة في حنو:
- أنا جبتلك معايا دول يارب يعجبوكي.

ظلت مايا تقف أمامها لم تبدي رد فعل واحد على ما قالت بدور، فقط تنظر لها في سخرية، وضعت بدور الحقائب على الفراش لتقترب منها وقفت أمامها مباشرة وعلى حين غرة عانقتها بقوة، توسعت عيني مايا في دهشة مما فعلت، تنظر لبدور في ذهول في حين بدأت تحادثها بدور بصوت خفيض حاني:
- أنا مش عايزة أسرق باباكي منك يا مايا زي ما انتي فاكرة صدقيني، أنا مريت بظروف بشعة اووي في حياتي ويمكن باباكي هو عوض ربنا ليا.

ابتعدت بدور عن مايا لتري الأخيرة انها كانت تبكي، تنهمر دموعها بعنف تغرق خديها نظرت لمايا في اسي تغمغم بقهر:
- صدقيني يا مايا، أنا مش قادرة اوصفلك حتى بشاعة اللي حصلي من جوزي الاولاني، اترددت وخوفت كتير قبل ما اقبل بعرض باباكي، خوفت ليبقي زيه، قولت هعيش لولادي بس، حب الولاد وتعلقهم بيه هو اللي شجعني اني اوافق...
مدت يديها تمسك بيدي مايا لتنظر مايا لها في شفقة ممتزجة بألم تنهدت تهمس بحرقة:.

- أنا مش عيزاكي تكرهيني يا مايا، يعلم ربنا أنا بحبك اووي، ودايما بحاول ابقي قريبة منك بس انتي بترفضي، انتي بتكرهيني يا مايا
ابتعدت مايا عنها خطوتين للخلف تنظر لها مباشرة في اسي تنهدت بقوة تهمس لها بخفوت حزين:
- أنا ما بكرهكيش، أنا بس مش متعودة حد يشاركني في بابا غير أنا وادهم بس، عندي إحساس دايم أنك جيتي عشان تسرقيه مني.
حركت بدور رأسها بالنفي سريعا تهمس لها بتلهف:.

- ابدا والله يا مايا، وبكرة الايام تثبتلك اني عمري ما هبعده عنكوا ابداا، أنا بس نفسي نبقي أصحاب، مش هقولك اعتبريني زي مامتك، ينفع تعتبريني حتى صاحبتك أنا ما عنديش اصدقاء خالص في حياتي..
ابتلعت مايا لعابها تنظر لها ترددت للحظات قبل أن تتنهد تحرك رأسها بالإيجاب تبتسم في هدوء، لتسرع بدور في احتضانها من جديد تدمع عينيها من السعادة تهمس لها ممتنة:
- بجد أنا متشكرة اوي يا مايا، شكرا ليكي.

ابتسمت مايا في هدوء بدور زوجة أبيها ليست سيئة كما ظنتها، فتحت بدور حقائب التي ابتاعتها لها تريها إياها في سعادة ترتسم على قسمات وجهها
بينما في الأسفل تحديدا في مكتب حمزة، يجلس حمزة جوار أدهم امامهم الكثير والكثير من الأوراق، رفع أدهم وجه نظر لحمزة يتمتم مبتسما:
- بس يا باشا دي كل الصفقات والمعاملات االي حصلت في الشركة الفترة اللي فاتت، ايه رأيك سديت جامد مكانك.

ضحك حمزة بخفة يصدم أدهم على رأسه برفق يردف ضاحكا:
- طول عمرك سادد مكاني يا حمار مش جديدة اديني جيت اهو عشان ما تقعدش تولول سايبني مسحول في الشغل لوحدي
انكمشت ملامح ادهم في اسي يغمغم متحسرا على حاله:
- آه والله اتسحلت وأنا عريس حسبي الله ونعم الوكيل
توسعت عيني حمزة في دهشة ليمد يده يقبض على تلابيب ملابس أدهم يرميه بنظرات حادة غاضبة يهمس متوعدا:
- بتحسبن على مين يلا.

شخصت عيني أدهم من الصدمة زلت لسانه الصغيرة، ستؤدي إلى أن يزل عنقه من فوق رأسه، ابتلع لعابه يهمس مرتبكا:
- ففففي الشغل طبعا يا باشا، أنا اقدر بردوا
ضحك حمزة ساخرا يدفعه بعيدا عنه ليعود لمقعده من جديد، لحظات صمت قبل أن يلتقت حمزة برأسه من جديد له يسأله مبتسما:
- صحيح أخبار جدتك واخوك ايه
ارتسمت ابتسامة هادئة مطمئنة على شفتي أدهم يردف مبتسما:.

- الحمد لله، مراد ربنا هداه أنت عارف دا ما بقاش بيفوت فرض، ودلوقتي شغال في شركة عمي خالد...
صمت للحظات قبل أن يضحك بخفة يردف من بين ضحكاته:
- أما جدتي بقي لسه زي ما هي اي حد ببضايقها بالشبشب، مراد ما بقاش عنده وقت يقف في المحل قعدنا ساعتين أنا وهو نتحايل عليها انها تبطل تقف في المحل وهنجيب عامل يقف فيه، وهي رافضة رفض تام، آخر ما زهقت مننا قلعت شبشبها وقالت اللي هينطق هديله بالشبشب على بوقه.

انفجر حمزة في الضحك على ما قال، نظر لادهم يتمتم من بين ضحكاته:
- والله جدتك دي ست عسل، ربنا يخليهالك
توقفت ضحكات ادهم لتبقس ابتسامة كبيرة تزين ثغره حين مد يده يمسك بكف حمزة يقبله يهمس له بصدق:
- ويخليك لينا يا بابا وما يحرمنا منك ابداا
ادمعت عيني حمزة، ليعانق أدهم بقوة يربت على رأسه وظهره يهمس له في مرح حاني:
- بس ياض بقي إنت عارف إن دمعتي قريبة وقلبي رهيف.

بعد قليل جذبهم من الداخل صوت ضحكات مايا وبدور نظر ادهم وحمزة كل منهما للآخر في عجب، قبل أن يتحركا للخارج، ليروا خالد الصغير ابن بدور يجلس على ارض المطبخ يضع صحن كبير فوق رأسه يدق على احد الاواني كأنه عازف طبول بمعلقتين من الخشب، مشهده جعل الجميع يضحك، عادا حمزة الذي توجه بانظاره ناحية مايا وبدور التي تقفان جوار بعضهما البعض في مشهد رائع يشبه أم وابنتها لترتسم على ثغره ابتسامة كبيرة يتنهد بارتياح.

في صباح اليوم التالي تحديدا في مستشفي الحياة، نظرت لينا في ساعة يدها لتجدها قد تجاوزت الثالثة عصرا، حملت حقيبتها تستعد للرحيل، خرجت من باب المستشفى حيث سيارتها بالخارج، توسعت عينيها في دهشة حين رأت سيارة خالد تصف بالخارج، خالد هنا، نزل هو من السيارة في اللحظة التالية توجه ناحيتها مبتسما يغمغم مبتهجا:
- وحشتيني، سيبي العربية السواق هيروحها وتعالي اوصلك.

ابتسمت سريعا تحرك رأسها بالإيجاب لتتحرك بصحبته إلى سيارته جلست على المقعد المجاور له ليدير هو محرك السيارة ابتسم يسألها يثبت انظاره على الطريق:
- ما سامحتيهاش مش كدة
ابتسمت في هدوء فهمت عن من يتحدث فتنهدت تردف ببساطة:
- السماح مش بالسهولة دي يا خالد، واللي هي عملته فيا ما يتنسيش...
تبدلت ابتسامته باخري حزينة ليمد يده امسك بكف يدها يقبله يهمس لها مترفقا:
- حقك عليا.

ابتسمت في هدوء تسحب يدها من يده تخللها في خصلات شعره، نظرت ناحية الطريق لمحة خاطفة لتقطب ما بين حاجبيها في دهشة، دقتت النظر للطريق ليس طريق عودتهم بأي حال من الاحوال التفتت له تسأله مدهوشة:
- خالد احنا رايحين فين دا مش طريق البيت
ابتسم تلك الابتسامة الماكرة التي تعرفها جيداا، حرك رأسه بالإيجاب التفت لها يغمزها بطرف عينيه ابتسم يهمس في خبث:
- هخطفك.

توسعت عينيها في اندهاش بما يهذئ ذلك الرجل عن اي اختطاف يتحدث هو، التفتت بجسدها ترمش بعينيها في ذهول تنظر له في دهشة تصيح فيه:
- خالد أنت بتتكلم بجد ولا بتهزر، خالد وقف العربية وفهمني
قلب عينيه في ملل لما لا تجاريه فقط، ماذا سيحدث ان اختطفها وكأنها لم يفعلها قبلا مرارا وتكرارا، اوقف سيارته على جانب الطريق التفت له بجسده ابتسم يردف في هدوء:.

- حبيبي انتي متعصبة ليه، هي اول مرة اخطفك، نبعد شوية عن مشاكل العيلة بنت المجانين دي، أنا وانتي وشالية الساحل
غمزها بطرف عينيه في نهاية كلامه لتتوسع عينيها في دهشة، لا يمزح كانت تظنه يمزح، كيف ستستافر هكذا فجاءة، هي حتى لا تملك ملابس سوي التي ترتديها، حركت رأسها بالنفي تصيح فيه:.

- ما تهزرش يا خالد يعني ايه نسافر كدة فجاءة، حسام اللي فرحه بعد اقل من شهرين، ولينا وزيدان، ومامتك وشغلي، دا أنا حتى ما عييش هدوم يا خالد
انتظرها إلى ان توقفت عن الصياح، ليقترب منها يكوب وجهها بين كفيه يحادثها مبتسما:.

- خلصتي صريخ، شنط هدومك فئ العربية دي أول حاجة، لينا ومعاها زيدان وخلاص مشكلتهم اتحلت، حسام كدة كدة هيقعد معانا في الفيلا، أنا سلمت الموضوع لمهندس ديكور هفتح الحناج الشرقي ليه، وامي معاها حسام والممرضين والخدم وحمزة وعمر وياسمين قريبين، الشهرين الجايين بتوعي أنا وانتي وبسس.

شهرين!، ردتتهم في نفسها بدهشة سيبتعدون عن البيت شهرين، ابتسمت رغم دهشتها، حقا اشتاقت لمفاجاءت خالد الغريبة وها هي على وشك خوض مغامرة منها، ابتسمت تهمس له ضاحكة:
- إنت مجنون والله العظيم مجنون يا قلبي
اسند جبينه على جبينها يتنفس عبيرها بشغف يهمس لها بخفوت عاشق:.

- أنا عاشق يا قلبي، فاكرة الكلام اللي قولتهولك زمان، لا تلوموا عاشقا ولا تنعتوه بالجنون، فلو أصابك العشق مثله لقضيت الليالي تهذي كالمحموم، فما فائدة العشق أن لم يتحلي بالجنون، فالعشق داءً وأنا بمعشوقتي مجنون.

ادمعت عينيها تحرك رأسها بالإيجاب مرة تليها أخري كأنها تخبره أنا لن أنسي ابدا كل همسة تخرج من قلبك يعرفها القلب قبل العقل، ارتمت بين أحضانه ليحاوطها بذراعيه لحظات طويلة من الصمت قبل أن يهمس لها بصوت خفيض عابث:
- ابعدي يا بسبوسة بدل ما نتقفش فعل فاضخ زي بنتك الهبلة والواد زيدان يشمت فينا.

ضحكت لينا بخفة ابتعدت عنه تصدمه في صدره برفق ليغمزها بطرف عينيه يتمتم عابثا: ّ- كلها ساعات يا قلبي ونوصل لعشنا السعيد
ضحكت عاليا تحرك رأسها يأسة من تصرفات خالد التي لن تتغير أبدا...

على صعيد آخر في جامعة لينا، انهت يومها الدراسي خرجت تستقل سيارتها متوجهة إلى مقر عمل زيدان، استعانت بالقمر الصناعي لتذكر طريق عمله، حين وصلت إليه ابتسمت في توسع تكافئ نفسها على انجازها الرائع، نزلت من السيارة متجهة للداخل تبحث عن مكتبه سألت أحد العساكر عن مكتبه ليدلها عليه، حاولت أن تدخل ليوقفها العسكري على باب غرفته اخبرته بهويتها، ليدخل هو إلى الغرفة وقفت تنتظر خارجا لحظات فقط ورأته يهرع إلى خارج الغرفة وقف امامها يسألها قلقا:.

- أنتي كويسة حصلك حاجة، ابتسمت في خفة تحرك رأسها بالنفي ليتنهد بارتياح، امسك كفها يجذبها معه لداخل الغرفة، يغلق الباب عليهم، ترك كفها ليحاوط وجهها بكفيه نظر لمقلتيها يهمس لها قلقا:
- وقعت قلبي في رجليا لما عرفت أنك برة، انتي كويسة بجد، المفروض لسه عندك محاضرة.

ابتسمت تشعر حقا بالسعادة حين تراه قلقا عليها، ذلك الشعور اللذيذ الذي يداعب خلايا قلبها برفق، رفعت يدها تزيح كفيه لتحاوط عنقه بذراعيها ابتسمت تهمس له:
- المحاضرة اتلغت قولت اعملك مفاجأة، وحشتني.

ما إن نطقت جملتها حتى عاد يلحم ثورة مشاعره الهائجة، عادت غيمات عشقه لترعد سماءه تصرخ بعشقه إلا محدود، وتنير ملقتيه ببرق الحب، التحمت ثورته مع حبات البندق يدمج عشقه بعشقها للحظات خارج حدود الزمان والمكان، ابعدته عنها تصدمه في صدره تنهره حانقة:
- ولو حد داخل يا زيدان باشا المنحرف أنت
ضحك عابثا على ما قالت، ليمسك بكف يدها يتوجه بها إلى الأريكة في مكتبه تركها تجلس عليها وقف امامها يتمتم مبتسما:.

- هجبلك عصير مش هتأخر.

تحرك لخارج المكتب سريعا ظلت تتابعه بعينيها، نظرت حولها إلى غرفة مكتبه، تحركت من مكانها إلى كرسي مكتبه الذي يجلس عليه، جلست فوقه تنظر لاسمه المنقوش على لوح من الخشب موضوع فوق المكتب حملته بين يديها تنظر له تبتسم تتنهد حالمة، التقطت هاتفه الموضوع فوق سطح المكتب، بالطبع تعرف رقمه السري فتحته تعبث فيه بضع لحظات، قبل ان يدق الهاتف في يدها ويظهر اسم انجليكا مكتوب مكتوب بالعربية وجواره قلب باللون الأحمر وعلامة اللانهاية استشاطت مقلتيها غضبا، من الاسم فقط تنفست بعنف فتحت الخط تضع الهاتف على اذنها لتسمع الحية الشقراء تصيح فرحة:.

- zedan How are you، l miss you so much، zedane , do you hear me، hello، zedane.

زفاف رائع بكل ما تعنيه الكلمة من معني الموسيقي الضحكات الصور، يتلقون المباركات السعيدة من الجميع كل ذلك لا يهم، ما يهمه حقا أنها باتت اخيرا وبعد طول انتظار زوجته!، الكلمة فقك طارت مع انغام قلبه إلى لا نهائية العشق، لا يصدق متي انتهي ذلك الزفاف، ليحملها بين ذراعيه يتوجه بها إلى غرفتهم في منزل والده حيث أولي ليالي عشقهم، ما إن دخل إلى الغرفة انزلها أرضا ليقبل جبينها كوب وجهها بين كفيه تلمع عينيها عشقا يهمس لها بشغف:.

- اخيرا بقيتي مراتي اخيرا، بحبك اوي يا سارة.

ابتسمت له في خجل تخفض رأسها لأسفل تحرك رأسها بالإيجاب، لفها بذراعيها يعانقها بقوة يغرزها داخل صدره يدخلها دوامة عشقه للمرة الأولى، وبعد أن كان ما كان وسكتت شهرزاد عن الكلام الذي لا يقال اضطجع حسام بجسده على الفراش يبتسن سعيدا اليوم تزوج من اختارها قلبه، يشعر أنه يعيش في حلم وردي سعيد حانت منه التفاتة خاطفة إلى فراشه ليقطب جبينه في عجب، ابتعد عن فراشه ينظر لسطحه النظيف ليقطب جبينه متعجبا مدهوشا أين، أين هي، أين تلك القطرات الثمينة المقدسة، انتفض يزيح الغطاء كاملا ينظر لسطح الفراش كاملا في صدمة، لا شئ التفت خلفه على صوت الباب ليجد زوجته تخرج من المرحاض توا تجفف خصلات شعرها بمنشفة صغيرة، اتجه ناحيتها يقبض على رسغ يدها جذبها ناحية الفراش يشير بيده إلى سطحه يتمتم محتدا:.

- ايه دا يا سارة هانم؟!
نظرت له مذعورة لتنظر لما يشير أدمعت عينيها تحرك رأسها نفيا هي حقا لا تعلم، شهقت في ذعر حين قبض بأصابعه على ذراعيها يهزها بعنف يصرخ فيها بجنون:
- يعني ايييييه، كنت بقول جوزها اللي هيلبس المشاريب اتاريني أنا اللي هلبس المشاريب، أنا هقتلك هموتك.

حركت رأسها نفيا تبكي مذعورة تريد فقط فرصة لاخباره ولكنه رفض حتى الإستماع دفعها هو ناحية الفراش يقبض بيديه على عنقها عينيه سوداء لا يري فيها سوي العذاب، يقسم على الثأر لشرفه بإزهاق روحها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة