قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السابع عشر

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السابع عشر

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السابع عشر

مدت يدها سريعا تبحث في حقيبتها بذعر عن عدة التشريح الخاصة بها ليتوقف قلبها حين سمعته يهمس باستمتاع:
- آه صحيح نسيت اقولك، أنا شيلت عدة التشريح من شنطتك
فزع، ذعر غزا اوصالها ينخر في جنبات قلبها، ارتجف جسدها بعنف اتسعت حدقتيها تنظر له بألم كأنها تترجاه الا يفعل بها ذلك، رأي حالتها تلك لحظات تقف على شفا الانهيار.

ليوقف السيارة على جانب الطريق فتح « تابلو» السيارة يخرج منه علبة التشريح الصغيرة الخاصة بها، استدار بجسده يلقيها جوارها على الاريكة ليجذب مسدسه يضعه جوارها ومادية « مطوة » جذبها من جيب بنطاله اشار لتلك الاشياء ليعاود النظر اليها قائلا بهمس متألم:
- عدة التشريح بتاعتك، المسدس بتاعي، مطوة الواد حسام كان جيبالي هدية في عيد بيقولي عشان تقلد كريم عبد العزيز في الباشا تلميذ.

ابتسم بألم ركز عينيه على مقلتيها مكملا:
- أنا عمري ما حتى افكر آذيكي، لو وقف موتي قصاد بس اني اخدش كف ايدك عندي اموت أهون، انتي ما تعرفيش انتي بالنسبة ليا إيه
توقف جسدها الخائف عن الارتجاف ولكن دقات قلبها بدأت بالتصارع، شعور بالحزن والشفقة عليه لما يحبها لتلك الدرجة بلعت لعابها تلتقط تلك المادية تقبض عليها في كف يدها تسأله بارتباك:
- إنت واخدني فين.

نظر لكف يدها القابض على ذلك الشئ ليبتسم بلا حياة ابتسامة خاوية ليس بها سوي الألم لعدم ثقتها بها، اعاد تشغيل محرك السيارة
ينطلق بها عبر الصحراء مردفا بهدوء:
- هوديكي مكان هتحبيه أوي.

تهدجت أنفاسها خوفا أين يأخذها، بلعت لعابها تود سؤاله او حتى أخباره انها لا ترغب في التواجد بين الناس، لتموت الكلمات على شفتيها، مدت يدها تلتقط علبة التشريح تضعها في حقيبتها، تحتفظ بتلك المادية داخل كف يدها، التقطت هاتفها بخفة تود الاتصال بوالدها تخبره بما فعل زيدان ليتوقف قلبها فزعا، هاتفها لا يلتقط اي إشارة بدأت تحرك يدها بالهاتف هنا وهناك عله يلتقط اي اشارة لتسمعه يردف في هدوء:.

- ما تتعبيش نفسك الحتة اللي احنا فيها ما فيهاش اشارة موبايل، جوا شوية هتشتغل
تنهدت قلقة حائرة تحاول إيجاد مخرج تشعر بالظمأ الشديد من شدة خوفها كأن علقم مر يسكن جوفها، لتهمس بصوت خفيض خائف:
- أنا عطشانة
تنهدت غيظا منها ومن حاله لما تشعره بأنه وغد دنئ يخطتفها ليغتصبها مثلا لما ذلك الذعر في نبرة صوتها، مد يده إلى المقعد المجاور له يلتقط حقيبة ورقية كبيرة يمد يده بها لها قائلا:.

- عصير وماية واكل والحاجات كلها مغلفة لتفتكري أني حاطط فيهم حاجة
ابتسمت بارتعاش تاخذ منه الحقيبة، فتحتها لتتسع عينيها بذهول كل تلك الاشياء لها هي، الحلوي التي تفضلها، عبلة متوسطة الحجم بها قطع سوشي، علب عصير الاناناس التي تحبه، كعكعة الشوكولاتة الصغيرة ( مولتن كيك )، بجانب زجاجات المياة وبعض الأطعمة المغلفة، ضيقيت عينيها بغيظ تهمس في نفسها بحنق:.

- هو فاكرني فيل جايبلي الاكل دا كله، ليه يعني قصده أن أنا طفسة
رفعت وجهها ترمقه بنظرات نارية مغتاظة لتتسع عينيه في ذهول كان يتوقع رد فعل مغاير تماما لما تنظر له بذلك الغيظ، تنهد يآسا مصيبة حياته ستصيبه بجلطة قبل أن تحبه، صب تركيزه على الطريق يود أن يصل في أسرع وقت ممكن.

في شركة السويسي للمقاولات
في مكتب عمر يجلس خارج مكتبه ينظر لبابه المغلق عاصفة من الغضب تجتاح جسده، يكور قبضته يشد عليها غاضبا يتمني لو يحترق المكتب بهم يسمع ضحكات ناردين الصاخبة تأتي من الداخل، لما تضحك ماذا يخبرها منذ مني وخالد يتحدث مع امراءة بتلك الطريقة، أليس هو عاشق زوجته مجنون لينا كما تلقبه العائلة.

ساعة كاملة وهو يجلس هنا يستمع إلى ضحكاتها الرنانة يبدو أنها انسجمت للغاية مع أخيه، هب واقفا حين انفتح باب المكتب لتخرج ناردين خلفها مباشرة خالد واقفا قربها لا يفصلهم سوي خطوتين، وجد اخيه يمد يده يصافحها يبتسم بهدوء قائلا:
- حقيقي كان لقاء لطيف مدام ناردين، اتمني يتكرر
ابتسمت باتساع تكاد تتقافز لأعلي من سعادتها بدلا فقط من المدير وصلت لصحاب الشركة نفسه لتقول في غنج:.

- اكيد مستر خالد، حضرتك هتبقي موجود تاني أمتي؟
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه ينظر لأخيه من جانب عينيه نظرة خاطفة ليشير بسبابة يسراه إلى أخيه الواقف بعيدا عنهم مردفا:
- لاء انا ما بجبيش كتير، الشركة كلها بحسابتها وصفقاتها في أيد عمر اخويا.

توترت ملامحها في حيرة كانت على وشك أن تترك عمر ولكن ما قاله ذلك الرجل جعلها تعيد حسابتها من جديد، نظرت لعمر لتجده يرمقها بنظرات نارية ساخطة بلعت لعابها تحاول تجميع اوراقها من جديد، لتبتسم لعمر بعشق اجادت تمثيله، عاودت النظر لخالد تبتسم:
- فعلا مستر عمر شاطر جدا، طب أنا مضطرة امشي، باي مستر خالد.

ودعها الدخول إلى مكتب عمر دون أن يلقي عليه نظرة واحدة، بينما اخذت ناردين طريقها إلى الخارج ليعترض عمر طريقها نظر لها غاضبا ود لو يصفعها امسك رسغ يدها يشد عليه بعنف يهمس متوعدا:
- استنيني فئ عربيتي ما تمشيش يا ناردين
ابتسمت بغنج تشعر بألم فظيع في رسغ يدها ومع ذلك لم تظهره فقط ابتسمت تحرك رأسها إيجابا تهمس بنعومة:
- حاضر يا حبيبي.

بلعت لعابه مرتبكا من دلال تلك المرآه على وشك أطاحة عقله ترك يدها متجها ناحية مكتبه الذي يحتله أخيه، لتنظر ناردين في أثره تبتسم في خبث عصفور في اليد أفضل من فهد أعلي الشجرة...
اقتحم عمر غرفة مكتبه دون سابق إنذار صفع الباب خلفه ليقترب من مكتبه الذي يحتله خالد جالسا على كرسيه الاسود الضخم ليصيح محتدا:
- ايه اللي جابك يا خالد وايه لزوم الشو اللي إنت عملته دا قدام مدام ناردين.

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي خالد الآن فقط عرف، تلك الحية لفت شباكها جيدا حول أخيه الاحمق الساذج عرفت كيف تبث سمها في عقله، اقترب بجسده من سطح المكتب يغمغم متهكما:
- وأنت متضايق عشان جيت ولا عشان مدام ناردين، اقعد اقعد يا عمر
تهاوي بعنف على المقعد المجاور لمكتبه ينظر لأخيه غاضبا نظراته محتدة مغتاظة شد على أسنانه بعنف يهمس في ضيق:.

- إنت ايه اللي جابك يا خالد، من امتى وأنت بتيجي الشركة آخر مرة كنت هنا من سنين لما روحنا الغرفة التجارية عشان تغير اسمها عشان خاطر عيون ست الحس
صمت يبتلع باقي كلماته حين رن في إذنه بعنف صوت تلك الصدمة القوية من يد أخيه على سطح المكتب يليها صوت زمجرته الغاضبة:
- عمر ما تنساش نفسك وبعدين دي شركتي اجي وقت ما أحب، ولا مش عايز حد غيرك يشتغل مع مدام ناردين.

توسعت عيني عمر متوترا من جملة أخيه الأخيرة هل اكتشف علاقته بها كاد ان يرد حين اكمل خالد بهمس متلذذ خبيث:
- بس تصدق حلوة، حلوة اوي حقيقي، بفكر اجدد فراشي ولا إيه رأيك
هب عمر واقفا كمن لدغة عقرب يصيح محتدا:
- يعني ايه تجدد فراشك ما ينفعش طبعا ما ينفعش دي...

صمت يضغط على شفتيه يمنع لسانه غصبا من الاسترسال لتختفي ابتسامة خالد وشعور سئ يطرق قلبه، أخيه أخطأ مرة أخري عمر عاد كما كان واسوء قديما كان يبرر بأنه شاب طائش يحتاج لتقويم ولكن الآن ما عذره وهو رجل ناضج أب مسؤول، تجهم وجهه يصيح غاضبا:
- دي ايه يا عمر، دخلت فراشك أنت الأول ولا تكون بتفكر تتجوزها بعد ما طلقت تالا.

صحيح فكرتني تالا والبنات فين يا خالد، زمجر بها عمر بحدة يكور قبضته يصفع بها سطح المكتب بعنف يحاول تغيير الموضوع بأي شكل كان فلم يجد سوي ذلك
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي خالد عاد بظهره إلى ظهر المقعد الوثير يضع ساقا فوق اخري يغمغم في تهكم:
- وأنت مالك ومالهم
احتدت عيني عمر غضبا نفرت عروق رقبته يصيح بحدة:
- يعني ايه مالي ومالهم دول بناتي ومراتي
حرك رأسه نفيا بعنف ببطئ يبتسم ساخرا:.

- تؤ طلقيتك مش مراتك وبعدين هما اصلا مش عايزينك تعرف مكانهم
شعور مؤلم غزا قلبه حاول الا يظهر ألمه من تلك الجملة ليلتفت يريد المغادرة حين سمع صوت أخيه يهتف من خلفه:
- صحيح يا موري مش تباركلي
قطب عمر جبينه متعجبا من جملة أخيه ليلتفت له ينظر له مستفهما ما يقول ليتجمد جسده حين وجد خالد يحرك رأسه إيجابا يبتسم في خبث:.

- هو أنا نسيت اقولك انا قررت اتجوز تالا، بنات اخويا ما ينفعش بنات اخويا يتربوا في حضن راجل غريب، أنا أولي بلحم اخويا، البنات وتالا، وبعد ما كانت مراتك هتبقي مراتي باسمي في حضن
بتر جملته حين انقض عمر ناحيته قبض على تلابيب ملابسه يجذبه بعنف ليقف خالد امامه فقط يبتسم ساخرا ليدوي صراخ عمر الغاضب:
- إياك يا خالد حتى تفكر في مراتي بالشكل دا...

رفع يده يزيح كفي يد أخيه من فوق سترته يعدل من سترته بهدوء وقف أمام تلك المرآه يعدل من وضع رابطة عنقه وتلابيب سترة حلته الفخمة نظر لأخيه من خلال انعكاس المرآه يبتسم ساخرا، التفت له يضع يده على كتف اخيه يغمغم في برود:
- هبقي اقولك عشان تيجي تشهد على العقد، سلام يا اخويا
تحرك خطوتين ليقف مكانه التفت له يبتسم يقول ساخرا:
- آه صحيح في حاجة نسيتها.

وقبل أن ينطق بحرف شعر عمر بألم بشع من قبضة اخيه التي عرفت طريقها إلى فكه، تأوه متألما يرتد للخلف خطوتين ليكمل خالد ساخرا:
- الله يبارك فيك يا حبيبي
قالها ليغادر بهدوء لا يناسب تماما تلك العاصفة التي أحدثها قبل قليل.

الطريق لم يكن طويلا كما توقعت فقط ساعة قضتها في تلك الألعاب على هاتفها تأكل دون أن تنتبه لما تأخذ يديها، تختلس النظرات الحذرة له بين حين وآخر لتجده يقود باندماج شديد وكأنه منفصل عن الدنيا، وقفت السيارة اخيرا بالقرب من واحة كبيرة، اوقف محرك السيارة لينظر لها يبتسم:
- وصلنا انزلي يلا.

فتح باب السيارة الخاص بها، لتجده يقف خارجا يمد يده يريد مساعدتها بلعت لعابها مرتبكة متوترة، مدت يدها تضعها في يده لتجده يرفع كفه يلثمه برفق، لحظات شعرت بدوار طفيف يحتل كيانها ليشبك أصابعه في أصابعها انزلها بحذر من السيارة ولكن رغم ذلك تعثرت في رباط حذائها كادت أن تسقطت على وجهها حين التقطها بين ذراعيه لحظات قليلة تنظر له لتري عينيه تلمع بشغف عشقها ينير سماء زرقتيه، بلعت لعابها متوترة لتقفز بعيدا عنه حين سمعت ذلك الصوت قريبا منهم.

- اهلا يا زيدان نورت يا ولدي
نظرت للقائل لتقطب جبينها متعجبة حين رأت ما يرتدي ذلك الرجل العجوز، ملابس البدو يبدو كأنه من فيلم تاريخي لتوه، رمشت بعينها متعجبة لتجده يتقدم ناحية ذلك الرجل يصافحه بود شديد، اقتربت ناحيتهم ما أن وقفت جواره وجدته يمسك بكف يدها يعرفهم ببعضهم البعض:
- لينا بنت خالي، الشيخ عبد الرحمن كبير الواحة دي.

ابتسمت له خجلة تحرك رأسها ايجابا ليبتسم لها الرجل بهدوء اراح قلبها لم تشعر تجاه ذلك الرجل بالخوف ولو للحظة تحدث الشيخ قائلا بترحاب:
- اتفضلوا، اتفضلي يا بنتي
ابتسمت متوترة تقبض على يد زيدان ليتفهم خوفها نظر للشيخ قائلا بهدوء:
- اتفضل يا شيخ واحنا هنحصلك
رحل الرجل لتجده تنزع يدها من يده تنظر له بحدة تهمس مغتاظة:
- ممكن افهم احنا فين وجايبني هنا ليه.

ابتسم يآسا يحرك رأسه نفيا يكاد يجن من مزاجها المتقلب ذاك، دس يديه في جيبي بنطاله تنهد بحرارة يقول مبتسما في حزن:.

- هقولك يا ستي، لما والدي مات الله يرحمه وأنا بقلب بالصدفة في الحاجة بتاعته لقيت صور ليه مع الشيخ عبد الرحمن، كنت هموت وأوصل للراجل دا بعد بحث طويل وصلت للواحة دي، وعرفت أن والدي زمان في القرية بتاعتهم جه مجموعة بدو يسكنوا فيها بس اهل البلد ما رضيوش وطردوهم، بس والدي صعب عليه حالهم وخصوصا أن كان معاهم ستات وأطفال كتير، اشتري لهم الأرض ورخصها واستاعن بمهدسين زراعة وماية وحفرلهم بير ماية والأرض خدت صحيح وقت كبير بس بدأت تطلع زرع واستقروا وعاشوا هنا، على فكرة خالي ساهم بجزء كبير من الفلوس في الموضوع دا، دا اللي قالهولي الشيخ عبد الرحمن.

نظرت للمكان حولها أرض زراعية ليست بالكبيرة بعض المحلات الصغيرة والمنازل ذات الطابق الواحد قرية صغيرة جميلة دافئة بأهلها
انتفضت من مكانها حين شعرت بشئ غريب يلامس قدميها نظرت للأسفل لتجد جرو صغير فراءه أبيض عينيه زرقاء، انحنت تلتقطه لينبح الجروب بخفوت يمرغ وجهه بين ذراعيها لتضحك بسعادة تربط على فرائه الابيض تبتسم فرحة:
- حلو اوي ممكن أخده لو ينفع يعني.

حرك رأسه إيجابا يبتسم لها مجرد رؤيته لابتسامتها ينعش قلبا فرحا، دخل معها إلى الواحة الصغيرة لتجد بعض الفتيات يتقدمن اتجاهها، وقفت خلف زيدان تنظر لهم بقلق
التفت لها يهمس يطمئنها برفق:
- ما تخافيش روحي معاهم صدقيني ما حدش هيأذيكي...
اقتربت منها فتاة صغيرة تقريبا في السادسة عشر على الاكثر ابتسمت لها بفرح تجذب يدها برفق خلفها:
- تعالي تعالي.

ابتسمت بارتباك تتحرك خلف الفتاة عينيها ملعقتين على زيدان ليبتسم لها يحرك رأسه إيجابا، جلس أسفل نخلة طويلة تفرش ظلالها غطاء دافئ يحجب اشعة الشمس القاسية يشاهدها تضحك مع الفتيات، ليخرج هاتفه يبدأ في تصوريها، تتحرك هنا وهناك
ليراها تتحرك ناحية بقعة بعيدة عن الجمع...
عند لينا تحركت كالمسلوبة ناحية تلك السيدة الغريبة حين وصل لاسمعاها صوتها تشدو بلحن غريب
-أنا الغجرية
فتح وشوف يا عينيا
اوعي تقع في عشقي.

وتيجي تتهمها فيا
امشي يا عين حسدوة
ملعونة امشي هناك الطاحونة
اوعي تجربي من زين الرجال
لاقول على اللي جري واللي كان
بيدي اغطسك في بحر غويط
يبلعك في جوفه ما يبنالك رأس من خلخال
مد يدك يا شابة اقرالك
اللي كان واللي استخبي.

اقتربت لينا من تلك السيدة الغريبة اليوم بأكمله غريب ذلك المكان ما فعل زيدان ثم تلك السيدة، جلست أمام تلك السيدة لتجد الأخيرة تمد يدها تجذب يد لينا برفق فتحته تنظر فيه تحرك سبابتها على خطوط يدها تكمل حديثها الغريب:
- عشجاه وقلبك رافض يصدق، اديله الأمان هيحافظ على جلبك، ما تمشيش ورا الافعي بتلف سمها حواليكي، مش هو الحبيب، مش هو الحبيب، الحبيب ما بيآذيش هيأذويكي بيه، سامحيه مش هو الآذي مش هو.

لينا قاعدة عندك ليه، صدر الصوت من خلفها لتجد زيدان يقف خلفها، حركت رأسها نفيا كلمات السيدة تدق في عقلها قبل رأسها، عادت تنظر للسيدة تحادث زيدان:
- قاعدة مع الست
بترت جملتها توسعت عينيها فزعا كانت هنا قبل لحظات سيدة عجوز مسنة مستحيل أن تختفي بتلك الطريقة، هدرت دقاتها خوفا عادت تنظر لزيدان تتلعثم خائفة:
- كاااان، سسست قااااعدة هنا.

نظر لما تشير ليقطب جبينه متعجبا، من البداية رأي لينا ذاهبة ناحية بقعة فارغة عن اي سيدة تتحدث
عاود النظر لها يبتسم يقول متعجبا:
- ست مين يا لينا أنا من البداية شايفك رايحة تقعدي هنا وما كنش حد قاعد هنا..
قفزت واقفة تكاد تصرخ من الفزع لم تشعر سوي وهي ترمي بنفسها بين ذراعيه تحتضنه بقوة ترتجف خوفا بين ذراعيه تحرك رأسها نفيا بعنف تهمس بذعر:
- والله كان في واحدة قاعدة هنا وحتى قالتلي كلامك غريب ما فهمتوش.

لا يهم ما تقول حتى لو أخبرته أنها رأت بطة بثلاثة رؤوس سيصدقها الأهم أنها الآن بين ذراعيه تحتضنه، رفع يديه يحاوطها بعنف يهمس لها بشغف:
بحبك
اتسعت عينيها بذهول حين ادركت ما فعلت لتحاول الابتعاد عنه لكنه رفض تماما يشدد عليها بين ذراعيه يهمس بشوق:
- ارحمي قلبي، كفاية بعد أنا بحبك مهما حاولت ابعد ما بعرفش...

فك ذراعيه من حول جسدها يحتضن وجهها بين كفيه لتستند بكفيها على صدره تشعر بقلبه تحت كفيها على وشك الانفجار يدق بعنف اخافها، بلعت لعابها تنظر له لتجده يهمس بعشق:
- تتجوزيني يا لينا، لو قولتي لاء هخرج من حياتك وهسافر واسيب البلد كلها مش هقدر ابعد عنك ومش هقدر افرض نفسي عليكي.

ظلت تنظر لمقلتيه دون كلام قلبها يهدر على وشك تحطيم قفصها الصدري والقفز خارجه شعور غريبة كأنها وسط فقاعة شفافة من المشاعر شعرت بلسانها يتحرك وعقلها يقف وقلبها ينفر بقوة حين همست دون وعي:
- موافقة!

يجلس في غرفته فوق فراشه أمامه جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به « اللاب توب» يراجع بعض الاوراق الهامة الخاصة بصفقة تابعة لشركة زفر بعنف يغلق الجهاز بعنف لما لا يمكنه التركيز تقفز صورتها أمامه في كل لحظة يسمع صوتها يدق فئ أذنيه، يري اسمها بدلا من تلك الأحرف الفارغة من الحياة، تنهد يزفر بحرقة يشد على شعره بعنف لو فقط يستطيع أن يخبرها بما يجيش به قلبه بما يؤرق نومه بما يفتت خلايا عقله، مسح وجهه يكفيه، ليسمع صوت دقات على باب الغرفة يليه صوتها الرقيق:.

- أدهم ممكن أدخل
بلع لعابه مرتبكا يأخذ نفسا قويا يسيطر به على مشاعره الجياشة ليحرك رأسه إيجابا يصيح بصوت اجش:
- خشي يا مايا
سحابة وردية غطت قلبه حين دخلت تلتف حول نفسها بذلك الفستان الاسود القصير ذو الأكمام القصيرة، تدور ويدور قلبه معها تنصل عقله من كل ذرة تعقل فيه تخترز عينيه
جسدها وجهها عينيها ذلك الرداء اشتعلت أنفاسه حين وقفت أمامه تضع يدها على خصرها تبتسم في براءة الهبت مشاعره:.

- إيه رأيك في فستاني جاي النهاردة من لندن
قام من مكانه ليتحرك تجاهها دون أن ينطق بكلمة، يمشي ناحيتها يحترق قلبه مع كل خطوة يخطوها تجاهها ليقف أمامها مباشرة اختفي عقله وسيطرت عليه مشاعر قلبه المتأججة، ليمد يده ناحيتها يحاوط خصرها بذراعه جذبها بعنف لترتطم في صدره بعنف دفن رأسه بين عنقها وكتفها يهمس بشغف:
- انتي ليه بتعملي فيا كدة، انتي ليه مش حاسة بيا، أنا بموت من عشقي ليكي.

توسعت عينيها بذهول من كلامه لتحاول دفعه بعيدا عنه تهمس متعجبة من كلامه:
- إنت بتقول ايه يا أدهم انت اخويا
ابعدها عنه يقبض على ذراعيها يهزها بعنف صارخا بجنون:
- أنا مش اخوكي بطلي تقولي الكلمة دي أنا مش اخوكي...

اتسعت عينيها في فزع من حالته وكلامه لتجده يقترب منها ابتعدت عنه تتحرك للخلف مذعورة منه وهو يقترب والدها ليس هنا ليحميها منه صرخت حين تعثرت قدميها لتسقط على الأريكة خلفها حاولت القيام سريعا ليجذبها يديها يسطحها فوق الاريكة يهمس بجنون:
- أنا استنيت كتير واستحملت اكتر لا هستني ولا هستحمل تاني
كان ذلك آخر ما قاله لتصرخ فزعة حين شعرت به ي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة