قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والخمسون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والخمسون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع والخمسون

وقفت شاهيناز تنظر للكيس في يدها تبتسم في خبث تتمتم متوعدة:
- صبرك عليا يا جاسر إنت وست بتاعة بتاعتك، إن ما خليتك خاتم في صباعي ما ابقاش أنا
شهقة مرتعدة صحبتها دقات قلبها التي انفجرت خوفا حين شعرت بيد تحط على كتفها، ابتلعت لعابها الجاف وفي رأسها أسوء الاحتمالات، تنهدت ترفز أنفاسها بارتياح حين سمعت صوته يسألها متعجبا:
- ايه يا شاهيناز بتعملي ايه!

التفتت له تضع يدها موضع قلبها تتنفس بعمق وراحة زفرت نفسا حارة كاد يقتل قلبها خوفا، نظرت لمراد الواقف أمامها يعقد ذراعيه أمام صدره يعقد جبينه متعجبا من حالة الذعر التي تملكتها، بينما غمغمت هي في نزق:
- هو أنت يا مراد حرام عليك خضتني يا أخي
رفع حاجبه الأيسر في تهكم ينظر لذلك الكيس الشفاف الذي تشد عليه قبضة يدها وكأنها تمسك بكنز ثمين ارتفع جانب فمه بابتسامة سخيفة يتمتم متهكما:.

- سلامتك من الخضة يا قلبي، واقفة هنا بتتلفتي حوالين نفسك زي الحرامية، وايه اللي في ايدك
ارتسمت ابتسامة انتصار شامتة على شفتي شاهيناز تلوح بما في يدها امام وجه مراد تردف في خبث:
- دا عمل، هيخلي جاسر زي الخاتم في صباعي، هخليه يمضي على الورق ونخلع
خرجت ضحكة ساخرة من بين شفتي مراد، التقط ما في يدها ينظر لمحتوايات الكيس الشفاف بإزدراء يردف ساخرا:.

- شوية التراب دول هيخلوا جاسر زي الخاتم في صباعك، خلاص يا شوشو خدعك كلها خلصت، روحتي لبتوع الدجل والشغوذة وكتكوت دول نصابين يا قلبي
احتدت عيني شاهيناز في غيظ تشد على أسنانها لتمتم حاقدة:
- اعمل إيه بس، البيه ما بينفعش معاه اي إغراء لوح تلج، دا حتى لما اتخانق مع الزفتة سهيلة، قولت هيجيلي ولا عبرني، لولا بس إن فاكر أن اللي في بطني ابنه كان طلقني...

التفتت لمراد تأخذ منه ذلك الكيس تنظر لما داخله بانتصار:
- وبعدين البت انتصار الشغالة قالتلي انها كانت بتحب واحد متجوز وهتموت وتتجوزه راحت للست اللي اسمها مرجانة وعملتله عمل، ساب مراته واتجوزها هي، وبقي زي الخاتم في صباعها، المهم انت، عملت ايه مع البت صبا
دس مراد يديه في جيبي سرواله الجينز يعلو ثغره ابتسامة خبيثة ماكرة يتمتم في مكر افعي سامة:.

- بالهداوة عشان ما تخافش، صبا كتكوت صغير زي ما قولتلك ما يتاخدش قفش، كله بالحنية بيجي
ارتسمت ابتسامة خبيثة ماكرة على شفتي شاهيناز لتمد يدها تطوق عنق مراد تغمغم في خبث:
- يا حنين أنت يا ميرو، بقولك ايه اوعي تحبها، تلعب عليها ماشي، تحبها لاء، إنت بتاعي أنا لوحدي
خرجت ضحكة خبيثة ماكرة من بين شفتي مراد ليمد يده يفك ذراعيها من حول عنقه يتشدق ساخرا:.

- طب شيلي ايدك لحد يشوفنا، وبطلي شغل الرقصات دا، سلام مؤقت يا قلبي.

قالها ليلتفت يغادر المكان بأكمله، توجه لخارج البيت بأكمله يتمشي بين طرقات البلد يفكر، شاهيناز البلهاء لولا أنه يحتاجها لتنفيذ الجزء الأخير من خطته لكان القاها بعيدا منذ البداية، جاسر كم يكرهه جاسر يملك كل شئ عكسه، يملك المال والأهل يحقق ما يحلم به، اما هو، فشاب فقير تربي في منزل جدته والدته والده بعد أن انفصل والديه لم ينعم بدفئ وجوده بين أسرة يوما، شريد دائما كطير طريد لا يرغب احد في أن يراه، ومن هنا لهنا يسير شاردا إلى أن لمحت عينيه على مرمي بصره هناك صبا الصغيرة في طريقها تعود للمنزل تتحرك بخفة كطائر صغير نقي برئ، يرغب هو في سفك دماء براءته...

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي مراد، يتذكر انه سمع من جدته يوما أن والدته انجبت فتاة، لديه هو الآخر شقيقه ولكنه لم يراها يوما، ابتسمت صبا خجلة ما أن وقعت عينيها على مراد، تقدم هو ناحيتها وقف بالقرب منها بعيدا عنها قليلا اخفضت هي رأسها ارضا ليتمتم هو برفق زائف:
- كنتي فين يا صبا
حمحمت في خجل تهمس بصوت خفيض متوتر:
- مراد ما ينفعش نقف نتكلم في الشارع، احنا في البلد مش في القاهرة، عن إذنك.

قالتها لتتخطاه بخطواتها السريعة تعود سريعا إلى منزلها، ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه ليركل أحدي الحجارة بقدمه يتمتم متهكما:
- ماشي يا صبا، اتكي على الصبر.

وقفت سيارة خالد فجاءة دون سابق إنذار امام مبني الإدارة الذي يعمل فيها، ليفتح الباب المجاور له، نزل وتركها تجلس في السيارة، توسعت عينيها في دهشة تنظر لمقعده الفارغ في السيارة، ترمش باهدابها بعجب، خالد تركها في السيارة ونزل، نزلت سريعا من السيارة تحاول اللحاق به، لتراه يمشي هناك في نهاية، يمشي في هيبة جعلت قشعريرة عنيفة ترجف جسدها، تقدمت تمشي بخطي سريعة ناحيته، دخل مكتبه تقدمت لتدخل خلفه لتجد العسكري الواقف أمام غرفة مكتبه يعترض طريقها:.

- رايحة فين حضرتك، دا مكتب سيادة اللواء لو عايزة تعملي محضر، اتفضلي من هنا
اشار لها إلى ممر آخر لتعقد جبينها في ضيق، سيادة اللواء عليها أن تأخذ الاذن لتدخل اولا لمكتب زوجها انتفخت غيظا مما حدث ما أن فتحت فمها لتتحدث رأته يفتح باب غرفته من الداخل ليشير للرجل الواقف:
- سيبها تدخل.

أدي له الواقف التحية ليفسح لها المجال لتدخل، توجهت لداخل الغرفة تغلق الباب عليهم، وقفت بالقرب من مكتبه تعقد ذراعيها أمام صدرها تنظر له في غيظ للحظات لتجلس على المقعد المجاور لمكتبه، هو يجلس ينظر في الأوراق أمامه لا يعيرها انتباها من الأساس، تحركت برأسها تنظر لإجراء غرفته لترتسم ابتسامة حانية على شفتيها تتذكر ما حدث قديما
Flash back.

حين اخذها معه لعمله لأول وآخر مرة، اشارت إلى مكتبه الاسود تهتف منبهرة:
-هو دا مكتبك
هز رأسه إيجابا بابتسامة صغيرة: عجبك
هزت رأسها إيجابا بابتسامة واسعة لتشير إلى كرسي مكتبه: ممكن اقعد على الكرسي دا
خالد ضاحكا؛ انتي تقعدي في المكان إلى انتي عايزاه
اتجهت سريعا ناحية كرسي مكتبه تجلس عليه بشموخ
لينا بحزم: احم احم، إنت يا ابني قول للعسكري يعملي شاي بلبن.

سقطت على ركبتيه ارضا من شدة الضحك ظل يضحك حتى ادمعت عينيه
هتف من بين ضحكاته: شاي بلبن دا ايه الظابط النيتي دا
نفخت خديها يغيظ من ضحكاته لتهتف بحزم مصطنع: أنت يا متهم بطل ضحك
وقف امامها يهز رأسه إيجابا يقبض على شفتيه حتى لا ينفجر ضاحكا
Back.

كانت ذكري سعيدة رغم كل ما مر بهم في تلك الفترة الا أنا كانت ذكري سعيدة أما الآن فهو يجلس امامها واجما، غاضبا لا ينظر ناحيتها حتى، ابتسمت تتحرك من مكانها توجهت ناحية مقعده وقفت جواره تهمس في نعومة:
- هو أنا ممكن اقعد على الكرسي دا
رفع وجهه عن الأوراق أمامه يرميها بنظرة فارغة خالية من اي مشاعر، عاد بظهره للخلف يستند بظهره إلى ظهره مقعده الوثير ليرتفع جانب فمه بابتسامة ساخرة:.

- وأنتي برة، العسكري قالك ايه
قطبت جبينها متعجبة ما يقول ليعلو ثغرها ابتسامة ساخرة تردف متهكمة:
- ما ينفعش تدخلئ دا مكتب سيادة اللوا خالد السويسي
حرك رأسه إيجابا يبتسم باصفرار يردف في برود:
- اديكي قولتيها، مكتب سيادة اللوا خالد السويسي، انتي بقي سيادة اللوا
شدت على أسنانها لتعلو أنفاسها الغاضبة تنظر له حانقة لتبعد الاوراق امامه بحدة جلست على سطح المكتب امامه تنظر لعينيه مباشرة تردف في ثقة:.

- ايوة أنا سيادة اللوا، عارف ليه عشان أنا وسيادة اللوا كيان واحد، روح واحدة زي ما هو دايما بيقول، يا لينا انتي روحي وحياتي وعمري كله فاكر يا سيادة اللوا
حرك رأسه نفيا في هدوء تاام عقد ذراعيه أمام صدره يغمغم متهكما:
- لاء مش فاكر، زي ما انتي بردوا ما افتكرتيش، واتفضلي انزلي ارجعي كرسيكي والافضل تروحي...

هي حقا تكره وجه خالد حين يكون غاضب تنهدت غاضبة، لتنزل تتحرك عادت لمقعدها، لحظات ودق باب مكتبه ليدخل زيدان وخلفه لينا ابنه خالد، توسعت عيني لينا الشريف في دهشة ما أن رأت ابنتها تدخل بصحبة زيدان، ولكن الدهشة لم تستمر كثيرا
حين اندفعت لينا ناحية مكتب والدها تصيح بشراسة غاضبة:.

- بابا، قول للبيه خليفة حضرتك في الملاعب يبعد عني خالص، مالوش دعوة بيا، دا جالي الجامعة وشدني بمنتهي الهجمية، وبيقولي مش هطلقك، هسيبك متعلقة لا طايلة سما ولا أرض، قوله يطلقني بالذوق بدل ما والله هرفع عليه خلع وهخلي سيرته على كل لسان
رفع خالد وجهه ينظر لابنته للحظات ليعاود النظر لزيدان، التقط الأوراق الموجودة أمامه يغمغم في لامبلاة:.

- اولعوا في بعض، أنا ماليش دعوة اللي عايز حاجة يعملها، تسحبي ورقك من طب تبطلي دراسة خالص، تتطلقوا، تموتوا بعض، أنا ماليش دعوة، مش انتوا متضايقين أن اننا بخطط حياتكوا، خططوها انتوا
ضغط على زر صغير في مكتبه ليدخل حارسه الشخصي، نظر خالد له يتمتم في هدوء:
- حسن، خد الهوانم روحهم.

نظرت لينا الشريف لزوجها للحظات نظرة طويلة بها مزيج من العتاب والغضب، قامت تلتقط حقيبة يدها بعنف أمسكت بيد ابنتها، تحركتا لخارج الغرفة لتصفع لينا الباب خلفها بعنف، ليبتسم خالد ساخرا، ارتمي زيدان بجسده على المقعد يحرك ساقه المصابة للأمام وللخلف يتأوه بصوت خفيض ليغمغم خالد ساخرا:
- ايه يا حبيبي سلامتك اتكسرت ولا لسه.

التفت زيدان برأسه ناحية خالد، تجهم وجهه ينظ لخالد في غيظ، زفر أنفاسه الحادة يتمتم حانقا:
- بنتك رجعت تقابل الزفت اللي اسمه معاذ دا، بس المرة دي وهي مراتي على ذمتي، شكلي حلو بالقرون مش كدة، لاء دا أنا اقتله ولا أنه ياخدها مني تاني
ابتسم خالد ساخرا ينظر لزيدان في تهكم يردف:
- حلو اقتله، وأنا بإيدي هرميك في السجن، وتلبس البدلة الحمرا وعشماوي مستنيك.

اعتدل خالد يستند بمرفقيه على سطح المكتب تنهد حائرا ألن تنتهي مشاكل تلك العائلة ابدا:.

- ما تبقاش غشيم، بطل الغباوة اللي عندك دي، فين روح سوما العاشق يا عم العاشق، أنت عامل عملة سودا حتى لو ما كنتش في وعيك، دا مش هيغير اللي حصل، وجه معاذ بيه طينيها زيادة، الواد دا يا أما فعلا بيحبها وبياخد حقه من اللي عملناه فيه، يا مزقوق علينا من حد وساعتها ورحمة ابويا لهدفنه حي، شوف هتعمل ايه بالعقل أنا مش هتدخل في الموضوع دا خالص، واتفضل يلا على مكتبك.

زفر زيدان أنفاسه حانقا ليلتقط عكاز يده تحرك لخارج الغرفة، بينما التقط خالد هاتفه يطلب رقم ما يغمغم بجملة واحدة:
- عايزاك تجبلي كل المعلومات عن معاذ ناصف الحسيني.

على صعيد آخر في منزل شهد، دلفت إلى المنزل بصحبة حسام ليتوجه معها سريعا يجلسها على أحد المقاعد جلس أمامها على ركبتيه، قبل كف يدها يهمس بارتياح:
- الحمد لله يا ست الكل الدكتورة طمنتنا عليكي، دا أنا كنت هموت من الخوف عليكي لما تعبتي.

ابتسمت شهد ابتسامة شاحبة لتمد يدها تربط على رأس حسام بحنو، عينيها شاردة حزينة شعور القهر مؤلم ظنت انها اعتادت عليه ولكن ما شعرت به اليوم اشد ألما مما تصورت، رأته بصحبتها، كان يضحك معها، يلف ذراعه حول كتفيها يحتويها في صدره، وهي تقف هناك لا يحق لها حتى الدفاع عن حقها فيه، اجفلت على صوت حسام يقول في مرح:
- أنا عايز افهم انتي ليه ما رضتيش تخليني ادخل معاكي الكشف بتتكسفي مني يا بيضة.

خرجت ضحكة خفيفة من بين شفتي شهد، لتقرص وجنته بخفة تهتد في حدة زائفة:
- بس يا ولد يا قليل الادب إنت، قوم يلا غير هدومك على ما احضرلك الغدا، عملالك ملوخية بالارانب هتاكل صوابعك وراها
ابتسم حسام باتساع ليهب سريعا يردف في مرح:
- عشر دقايق وهو في الملوخية قصدي على السفرة
ضحكت شهد على أفعال ابنها، اخذت طريقها لمطخبها الصغير يتردد في اذنيها حديث الطبيبة:.

- يا مدام شهد انتي سيبتي حالة القلب تتدهور، بشكل ما ينفعش معاه علاج، لازم عملية، ونسبة نجاحها كمان مش مضمونة
ادمعت عينيها تمسح عبراتها المتساقطة بكف يدها تهمس مع نفسها بصوت خفيض حاني تتلمس صورة حسام:
- هتوحشني اوي يا ابني، ربنا عوضني بيك عن كل اللي شوفته في حياتي، ضحكتك بس بتحسسني اني ما خسرتش حاجة بالعكس كسبت الدنيا وما فيها.

بينما في غرفة حسام، تهاوي بجسده على فراشه يتنهد حزينا على حال والدته، ولكن ماذا في يده، هي من حكمت على نفسها بتلك التعاسة، ادمعت عينيه يتذكر نظرة الألم التي رآها في عيني والدته ليلتقط هاتفه سريعا يطلب رقم والده لحظات وسمع صوت خالد يردف قلقا:
- أنت كويس يا حسام والدتك حصلها حاجة
حرك رأسه نفيا تلقائيا وكأن والده سيراه هكذا، تنهد يغمغم في خفوت حزين:
- احنا كويسين يا بابا، أنا بس عايز اطلب من حضرتك طلب.

رد خالد سريعا دون تردد:
- طبعا اللي أنت عايزه كله
ارتسمت ابتسامة صغيرة باهتة على شفتي حسام حمحم في حرج يهمس متوترا:
- ممكن حضرتك تكلم ماما تطمن عليها، بعد موقف النهاردة، ااا
لم يجد ما يقوله أيخبره أنها حزينة مقهورة تتألم، اغمض عينيه يضعط بإصباعيه السبابة والابهام على جانبي عينيه المغلقة ليسمع صوت والده يقول:
- حاضر يا حسام أنا كدة كدة كنت هكلمها عشان اعرف انتوا ليه كنتوا عند الدكتور.

ابتسم حسام في سعادة يشكر والده ليغلق معه الخط، يشرع في تبديل ملابسه..
بالقرب من غرفته في غرفة المطبخ تحديدا دق هاتف شهد الخاص، لتمسك منشفة المطبخ الصغيرة تجفف بها يديها مدت يدها تلتقط هاتفها لتتسع عينيها في دهشة تبتسم ساخرة منذ متي وهو من يتصل، انتظرت للحظات تستعيد ثباتها، لتمسك هاتفها تفتح الخط وضعته على أذنها تهمس بصوت خفيض:
- السلام عليكم
لحظات وسمعت صوته الهادئ ببحته الخاصة يردف:.

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، انتي كويسة طمنيني عليكي
توسعت عينيها في دهشة هل حقا اتصل ليطمئن عليها، ارتفع جانب فمها بابتسامة متهكمة تردف ساخرة:
- طمني أنت على المدام، كنت خارج معاها من اوضة الكشف خير مالها
حمحم يتنهد في حنق يرغب في أن يهرب بعيدا عن تلك المشاكل، هدنة قصيرة فقط يرتاح ولو قليلا ويعود إليهم من جديد زفر انفاسه يغمغم في هدوء:.

- أنا اللي تعبان يا شهد مش هي، أنا كنت متصل اطمن عليكي، الدكتورة قالتلك ايه
خبت ثورتها قليلا حين علمت أنه هو المريض تنهدت تهمس بخفوت متوتر:
- أنا كويسة، حسام بس هو اللي بيقلق زيادة عن اللزوم، هو أنت مش ناوي تيجي قريب.

لاء جاي في اقرب وقت بإذن الله، خلي بالك من نفسك، ولو عوزتي حاجة كلميني، غمغم بها في هدوء زائف، هو حقا يرغب في أن يقف في منتصف الشارع ويصرخ بأعلى صوته، ما يحدث حقا أجهد أعصابه، اغلق معها الخط لتجلس هي على المقعد الصغير أمام الموقد رغما عنها ابتسمت ليدخل حسام في تلك الاثناء يغمغم في ضيق كطفل صغير جائع:
- يا ماما أنا جعان وانتي بتحبي انتي والحج في التيلفون، جعااان يا نااااس اكلوني لهفضحكوا.

تعالت ضحكات شهد تلقي عليه أحد فردتي خفها المنزلي ليتفادها بسهولة يغمغم ضاحكا وهو يراقص حاجبيه:
- ما جتش فيا ما جتش فيا
انفجرت شهد ضاحكة على أفعال ابنها التي لا تتناسب مع سنوات عمره التي تزيد عن الثلاثين لتسمعه يغمغم في حدة مضحكة:
- خمس دقايق لو ما لقتش الاكل قدامي هنزل اتغدي عند طنط ندي اللي في الدور التاني
نظرت شهد له متعجبة لتقرر مجاراتها تسأله مستفهمة:.

- طب ايه اللي هينزلك تحت اوي كدة، ما تروح تتغدي عند طنطك منال تحتينا على طول
ابتسم حسام في اتساع حرك رأسه إيجابا يغمغم في ولة:
- اصل انتي مش فاهمة، طنط منال بنتها حلوة، انما طنط ندي بنتها مزة، صاروخ
توسعت عيني شهد في دهشة لتلتقط خفها الآخر تلقيه عليه تصيح فيه بغيظ:
- امشي يا سافل يا ناقصة رباية، والله لاقول ابوك يا حسام...

ضحك حسام بضحب يفر من أمام والدته متجها إلى طاولة الطعام لترتسم على شفتيه ابتسامة راضية، فهو على اقل تقدير استطاع رسم الضحكة على شفتي والدته بعد ما حدث.

على صعيد آخر ساعات قضاها في عمله، يهرب من مشاكل البيت في مشاكل العمل، قبل الغروب بقليل خرج من عمله إلى سيارته إلى المقابر، وقفت بسيارته خارجا ليتجه على قدميه إلى الداخل، إلى قبر والده وقف أمامه ثابتا للحظات يقرأ الفاتحة يدعو به بالرحمة، لحظة اثنتان ثلاثة وأنهار ثباته جلس على ركبتيه أمام قبر والده لتنساب دموعه دون أن يشعر يحادثه كطفل صغير خائف:.

- الحمل تقل اوي يا حج، ما بقتش قادر أشيل، بتتهد من كل حتة، بنتي واللي حصلها، ولا لينا إنت اكتر واحد عارف أنا بحبها قد ايه، حاسس بخنجر مولع في قلبي من كلامها، عمر اتصل يشكيلي من أن مراته طالبة الطلاق وعايزني اشوفله حل، حتى حمزة، حمزة بيلعب لعبة يا خوفي لتيجي على دماغه هو وبنته في الآخر، ولا شهد حاسس بالذني هيموتني من ناحيتها، لما شافتني النهاردة في العيادة شوفت في عينيها نظرة قهر، كنت بتحل مشاكل العيلة كلها بكلمتين، أنا مش عارف، مش قادر، حاسس اني ضعيف، بيمثل دور القوي.

لحظات طويلة ينظر لقبر والده يبكي في صمت، ليتحرك بعد قليل نفض الغبار عن ملابسه، يتحرك لقبر قريب من قبر والده ينظر للاسم المكتوب على سطحه ليرفع يديه يقرأ له الفاتحة ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه يردف:.

- ايوة يا عم شهيد في الجنة وسايبنا هنا نتوحل في الأرض، ابنك مش طالعلك ليه يا زيدان، واخد غباوتي ما شاء الله عليه، آه صحيح أنا كسرتله رجله، والله كان هاين عليا اكسرله دماغه، بس إكراما ليك بس ما عملتش كدة، فاكر لما قولتلي أنا هسميه خالد عشان يطلع رخم زيك، أهو طلع كربونة، مبسوط كدة يا سيدي، وحشتني أوي يا صاحبي مصيرنا في يوم نتقابل
رفع يده يؤدي له التحية انزلقت دمعة من عينيه اختنقت نبرته وهو يقول:.

- سلام يا صاحبي
خرج من المقابر، إلى سيارته هو حتى لا يعرف إلي أين سيذهب.

على صعيد آخر بعيد للغاية، تحديدا في منزل حمزة السويسي، يقف أدهم متأنقا كعريس في ليلة زفافه شعره مصفف بعناية رائحة عطره تفوح تملئ المكان، دس يديه في جيبي سرواله يعلو ثغره ابتسامة خبيثة ماكرة اليوم، يوم الحساب، اليوم سيدفع حمزة الثمن غاليا، ومن افضل من مايا صغيرة والدها المدللة ليترجع حمزة بها مرارة ما فعل، منذ آخر محادثة بينهم ومايا المسكينة حبيسة غرفتها ترفض الخروج منها بعد أن، flash back.

في ذلك اليوم الذي ربح فيه حمزة الجولة الأولي حين تمت الصفقة لصحاله، كان هو في غرفة مايا يحاول استمالتها قام أدهم يتجه ناحيتها ليسمعا معا صوت حمزة يصدح من الاسفل ينادي عليهم، نظرت مايا له نظرة طويلة حزينة لتلتفت وتغادر، بينما وقف أدهم مكانه يتوعد له:
- وربي لاحسرك عليها يا حمزة يا سويسي زي ما حسرتني على ابويا
قالها ليصدم صدره موقع قلبه بعنف يردد بصوت حاد غاضب:.

- وأنت أخرس بقي، فرحان أنه كسب الصفقة يا مهزق، لاء يعني لاء هاخد حقي يعني هاخده!
زفر أنفاسه الحارة يلحق بها إلى أسفل ليجدها تجلس على المقعد المجاور لمكتب والدها جلس أمامها ينظر لحمزة يرسم ابتسامة صغيرة على شفتيه:
- خير يا بابا حصل إيه
حمحم حمزة في ارتباك لا يعرف من أين يبدأ كلامه حقيقة، زفر أنفاسه يردف في هدوء رزين:.

- بصوا يا ولاد انتوا خلاص كبرتوا وأنا كمان كبرت، كل واحد فيكوا بكرة يتجوز ويبقي ليه بيت وحياة خاصة بيه، دي سنة الحياة، وما ينفعش أنا ابقي دخيل على حياتكوا بعد كدة، ومش هقدر أعيش لوحدي، ممكن تشوفوها أنانية مني، بس هو احتياج، احتياج لحد يشاركني الباقي من عمري، عشان كدة أنا قررت اتجوز.

شهقة عالية خرجت من بين شفتي مايا لتهب واقفة توسعت عينيها تنظر لوالدها ذاهلة، يتزوج والدها يتزوج بإمراءة أخري بعد وفاة والدتها، حركت رأسها نفيا في عنف تصرخ باكية:
- لاء طبعا أنا مش موافقة، تتجوز يعني ايه تتجوز، أنت عايز تتجوز بعد ماما لا طبعا مش هيحصل...
هب حمزة واقفا ينظر لابنته في حدة ليصفع سطح المكتب بكفيه بعنف يصدح صوته غاضبا:.

- انتي اتجننتي يا بنت ازاي تتكلمي معايا بالطريقة دي، ويكون في علمك منك ليها أنا بس ببلغكوا، أنا مش عيل صغير وعارف كويس أنا بعمل إيه
نظرت مايا لوالدها للحظات تبكي في صمت تعاتبه بنظراتها، لتركض إلى غرفتها تصفع بابها عليها، هنا تحديدا ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتي أدهم يرسم تحديدا ما سيفعله
Back.

اجفل أدهم من شروده الخبيث حين شعر بحركتها خلفه، التفت لها وابتسم اقترب منها خطوتين وكان امامها كوب وجهها بين كفيه يتمتم في مرح:
- 3 إيام بقنع في البرنسيسة مايا انها تخرج من اوضتها، يلا يا بيبي محضرلك ليلة مش هتنسيها ابدااا.

ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيها تنظر له في عشق، امسك ذراعها يلفه حول ذراعه من الجيد أن حمزة لازال في الشركة، اخذها في سيارته متجها بها إلى ملهي ليلي شهير، التفت له ترفع حاجبيها متعجبة تسأله:
- هنروح ديسكو بجد، أنت عمرك ما وافقت اني أروح هناك
ابتسم ابتسامة شيطانية علت ثغره، ليمد يده يمسك كف يدها يرفعه إلى فمه يقبله، يغمغم في نعومة سامة:.

- طبعا أخاف عليكي تروحي لوحدك انما أنا دلوقتي معاكي، أنا عايزك تسيبلي نفسك الليلة خالص، هعيش ليلة ولا في الاحلام.

ارتسمت ابتسامة واسعة عاشقة على شفتيها تحرك رأسها إيجابا سريعا، دقائق ووصل بها أمام الملهي، نزل من السيارة التف حولها يفتح لها الباب لتنزل هي وضعت يدها في يده تتجه بصحبته إلى الداخل، اصطحبها إلى أحدي الطاولات، لتتوسع عينيها بانبهار تشاهد ما يحدث، بينما ينظر هو لها يبتسم في شر، بحث بعينيه عن ذلك الشاب ليجده هنا، غمز له بطرف عينيه ليفهم الشاب اشارته يحرك رأسه إيجابا، عاد هو بظهره للخلف يغمض عينيه يعلو ثغره ابتسامة خبيثة، لحظات واتي النادل يضع امامها كوب عصير فراولة، وامامه كوب عصير برتقال، اعتدل حمزة جالسا يمد يده لها بالكوب لتبتسم له في براءة التقطت الكوب منه ترتشف منه وهو يراقبها دقائق مرت أن تبدأ هي تشعر بدوار حاد يعصف برأسها مالت بجسدها للخلف تنظر له بالكاد تفتح مقلتيها تهمس بصوت خفيض متعب:.

- ااادهم أنا دايخة اوي، تعالا نر.

ولم تكمل اغمضت عينيها رغما عنها تسقط نائمة خرجت من بين شفتيه ضحكة خبيثة يتحسس بكفه وجهها لتسود عينيه حقدا، مال يحملها بين ذراعيها يخرج بها من المكان إلى سيارته، غرفة الفندق المجاورة التي حجزها قبلا، دخل بها إلى الغرفة يضعها برفق على الفراش لتتوسع ابتسامته يعلو ثغره ابتسامة شيطانية يشرع في خلع ثيابه، مشهد يحدث ويتكرر، باختلاف التفاصيل هنا الشيطان انتصر، ربح جولته وانتصر في حربه، ابتعد أدهم عن مايا يلهث بعنف ينظر لبقعة الدماء الحمراء التي غزت الفراش، ليلتقط هاتفه يلتقط عدة صور له بصحبة مايا يرسلها لحمزة بعدها جملة.

« دم بنتك قصاد دم ابويا اللي أنت قتلته، حقك ما تسيبهوش ابدا، دا كلامك وأنا خدت حقي ».

ارسل الرسالة لحمزة ليعاود النظر لتلك النائمة، لا تدري ببشاعة ما حدث، امسك زجاجة مياة جوارها يرش منها القليل على وجهها لتبدأ شيئا فشئ فتح عينيها، ابتسمت في وهن ما أن وقع عينيها على وجهها، حاولت أن تتحرك لتصرخ فزعة حين رأت جسدها العاري شدت الغطاء تخبئ جسدها به تتلفت حولها في فزع وقعت عينيها على بقعة الدماء لتتوسع عينيها في فزع، التفت برأسها ناحية ادهم تحرك رأسها نفيا بعنف عقلها ينفي مجرد الفكرة انهمرت دموعها تصرخ باكية:.

- لالالا، دا كابوس اكيد كابوس إنت ما تعملش كدة يا أدهم، صح صح أنت ما تأذنيش كدة، ما ترد عليا، أنت ساااااااكت لييييييه
لا لا لاء أنا مش خاين، انا ما آذيهاش، فتح عينيه سريعا بعد أن كون المشهد كامل في عقله، شعر بحقارة ما كاد يفعل، انتفض يعتدل في جلسته ليجد النادل يضع أمامها كوب عصير الفراولة كادت مايا أن تلتقطه ليدفعه أدهم من يدها بعنف سقط ارضا يتهشم إلى فتات لتلتف له توسعت عينيها في دهشة:.

- في ايه يا أدهم!
دون كلمة قام سريعا يجذب يدها خلفه، يتوجه بها إلى سيارته يردف محتدا:
- يلا هنمشي دا مش مكانك، ولا مكاني، يلااااا
فتح باب سيارته يدفعها داخلها بعنف ليقفز خلف المقود يقود بجنون تلك المشاهد التي نسجها عقله تتراقص امام عينيه شيطان يغويه لأن يكمل خطته الدنيئة، هي تحاول فقط أن تفهم ما يحدث:
- في ايييه يا أدهم، شوية هنخرج وشوية تشدني وهنروح، ودا مش مكانك، في ايه ما تفهمني.

حرك رأسه نفيا بعنف يتنفس بحدة يصيح غاضبا:
- مش خاين أنا مش خاين، هو قتله لكن أنا ما اقدرش اقتلك.

قطب جبينه تنظر له متفجاءة ماذا يقصد أدهم، هل حقا كان يريد قتلها، ما إن وصلا إلى المنزل، دخل فقط يريد أن يهرب إلى غرفته يختبئ تحت غطاء فراشه يبكي، ما إن فتح باب المنزل، رأي حمزة يجلس على مقعد في منتصف الصالة يضع قدما فوق أخري ينظر له بحدة يكاد يحرقه بنظراته، هب واقفا تقدم ناحيتهم يجذب مايا بعيدا عن أدهم ليهوي بكفه بعنفه على وجه الاخير صفعة قاسية، شهقت مايا مرتعدة مما حدث، بينما اخفض أدهم رأسه ارضا خاصة حين صدح صوت حمزة الغاضب:.

- ايييه ما كملتش خطتك ليه، رميت من ايديها الكوباية ليه، اطلع برة بيتي، أنا ربيت تعبان، لما فكر يلدغ، لدغ أبوه اللي رباه، برررة اطلع برررة
رفع أدهم وجهه له عينيه حمراء دموعه تهبط بلا توقف نظر لحظات ليتفجر صائحا:
- أنت قتلت أبويا، أنت اللي قتلته، أنا بس كنت عايز أخد حقي بس ما قدرتش، ما قدرتش ااذيها، أنا بحبها.

صدمة عصفت بعقل تلك المسكينة والدها من قتل والده، نظرت لوالدها فزعة ليترك حمزة يدها توجه ناحيته وقف أمامه مباشرة يعقد ذراعيه أمام صدره يتشدق ساخرا:
- غبي وهتفضل غبي، أنا عرفت انك بتدور ورا أهلك، أنا اللي بعتلك الواد يقولك أن أنا السبب في موت أبوك
توسعت عيني أدهم في صدمة ليحرك حمزة رأسه إيجابا، يردف ساخرا:.

- ابوك هو السبب في موته يا بشمهندس، ابوك كان شغال عامل بنا في الشركة، كان بيشارك في بني الشركة، في يوم جالي تقرير من الصيانة أن الحبال اللي بيستخدموها العمال عشان يطلعوه للادوار العالية محتاجة تتغير وما حدش يستخدمها، جريت على الشركة والحمد لله كان لسه ما حدش بدأ شغل، والكل يشهد حذرتهم بدل المرة عشرة ما حدش يستخدم الحبال، اشتغلوا في الدور الأرضي بس، وكل العمال شهدوا على كلامي، ابوك بقي الله يرحمه قرر يعمل فيها شجيع السيما، ويطلع بالحبال، العمال حذروه بس هو ما سمعش الكلام، الحبال اتقطعت بيه ووقع ميت، لان في شهود اني بلغت العمال، وشهادة العمال اللي حذروا أبوك، ما كنش فيه قضية اصلا، ومع ذلك كان الذنب هيموتني، لما عرفت أن عنده ابن صغير 3 سنين وودوه الملجئ، كنت بدفع فلوس كتير اوي لمديرة الملجئ عشان يعملوك أحسن معاملة، لما مايا ماتت قولت عمري مش مضمون أنا لازم اتبني طفل يكون سند لأخته لو حصلي حاجة، ساعتها إنت اول واحد جه في بالي ما اترددتش لحظة جريت جري على الملجئ واتبينتك، كنت عاوز اعوضك بكل الطرق عن موت أبوك، ودا كان جزاتي، لما عرفت انك بتدور على اهلك، بعتلك طرف الخيط، وقولت ابني هيدور ويعرف الحقيقة كلها، ابني كان عايز يدمر أبوه، يغتصب بنتي...

سقط أدهم على ركبتيه أرضا يهجش في البكاء كطفل صغير مذنب، رفع وجهه ينظر لحمزة يهمس من بين شهقاتها العنيفة:
- سامحني يا بابا، سامحني شيطاني كان عاميني، أنا آسف، سامحني
ابتعد حمزة للخلف ينظر لادهم في حدة قلبه يكاد يتفتت من الألم ارتدي قناع من الجليد على قسمات وجهه يردف في برود:
- أدهم وحيد سليمان، دا اسمك الحقيقي اللي كنت عايز تعرفه، اطلع برة بيتي، تقديرا بس أنك ما اذتش مايا، هوديك بنفسي لجدتك في مصر.

هب أدهم واقفا سريعا يحرك رأسه نفيا توجه ناحيته يردف راجيا:
- بابا سامحني أنا آسف
اشار له حمزة بيده أن يتوقف، اشار بسبابته لباب منزلهم يصيح غاضبا:
- قولتلك أنا مش أبوك، امشي اطلع برة يلا بررررررررة..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة