قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والثلاثون

صفعة، لم يكسر ذلك الصمت العاشق سوي صوت صفعة قوية نزلت من يد لينا على وجه زيدان حين احست به يقترب اكثر واكثر يرغب في تقليبها، إن ندمت حقا على شئ فهو انها كانت على وشك تسليم نفسها له قبلا في لحظة ضعف مخزية، توسعت عيني زيدان في ذهول اثر ما حدث وضع يده على خده ينظر له عينيه اشتعلت كلهيب نار غاضب يكفي حقا يكفي ويزيد، تحمل منها ما يكفي ويفيض به الكيل، أحمر وجهه من شدة ما به من غضب، لتشعر بالدماء تكاد تفر خوفا من جسدها نظرت له بهلع تحاول الحديث، لتشعر به يقبض على رسغ يدها يصيح غاضبا:.

- بتضربيني بالقلم عشان حاولت ابوسك، حاولت ابوس مراتي، كفاية بقي يا لينا كفاية اوي، انتي ايه يا شيخة ما عندكيش مشاعر، اعمل ايه اكتر من كدة عشان تحبيني، مستحمل كل اللي بتعمليه وساكت بس ما توصلش لدرجة أنك تضربيني بالقلم...
اغرقت الدموع وجهها تنظر له بذعر لأول مرة ترى زيدان ينفجر بتلك الطريقة رفعت وجهها تنظر لعينيه الحادة الغاضبة تهمس بتعلثم خائفة:.

- أنت وعدتني، قولتلي انك مش هتقرب مني غصب عني وحاولت تبوسني دلوقتي
لم تهدئ موجة غضبه ولكن عذرا فارت بعنف ينظر لها حانقا قلبه يغلي ألما وعشقا ابتسم يردف متهكما:
- كنتي ارفضي ابعدي مش تضربيني بالقلم ولا انتي اتعودتي بقئ زيدان بيسامح بيعدي ما بيزعلش، غريبة اوي أنك رافضة اوي اني حتى ابوسك ويوم كتب كتابنا كنتي موافقة وانتي بنفسك اترميتي في حضني، والا تكوني تخيلتيني واحد تاني.

صعقتها الجملة توسعت عينيها تنظر له في ذهول لا تصدق ما خرج من فمه توا، غضب زيدان نصله تماما عن عقله، سحبت يدها من يده وقفت تعاتبه بنظراتها لتردف معاتبة:
- يوم كتب كتابنا في لحظة ما كنت برمي نفسي فئ حضنك كنت برمي معاذ برة قلبي، حتى لو كنت ما بحبكش يا زيدان كان لازم اثبت لنفسي اني ما ينفعش حتى افكر في معاذ تاني، بس أنت استغليت ضغفي وحيرتي في اللحظة دي.

ابتلع لعابه مرتبكا يتحاشي النظر اليها نعم، هو حقا استغل لحظة تشتتها وحيرتها ليقترب منها كان في أشد شوقه لها لا يصدق أنها اخيرا أصبحت زوجته، كانت تحاول إبعاده عنها بضعف، ربما دخول زوجة خاله انقذه من أن يجبرها على ما كان يفعل، زفر حانقا يخلل أصابعه في شعره بعنف اولاها ظهره يمسح وجهه بكف يده بعنف ليسمع تهمس من خلفه بصوت خفيض حزين:
- أنا آسفة عشان ضربتك بالقلم تصبح على خير.

و بعدها سمع صوت خطواتها تبتعد عنه دخلت إلى الغرفة تغلق الباب عليها، تنهد يزفر حانقا
ليخرج من الباب الزجاجي جلس على أحد المقاعد في الحديقة الصغيرة يدخن سيجارة بعنف، ابتسم ساخرا ينظر للسيجارة في يده متهكما، ورث من خاله كل شئ حتى السجائر امتصها بعنف ليخرج من بين شفتيه دخان ابيض مسمم يخفي الصورة من حوله.

عثمان ليس في المستشفى بل عاد إلى بيته عرف تلك المعلومة من على حين اتصل به، وقف بسيارته أسفل منزل على، لينزل منها متجها إلى اعلي، دق الباب لحظات وفتح على، احزنه حقا مشهد أخيه عينيه الحمراء وجهه الشاحب ثباته الزائف الذي انهار ما أن رآه يقف أمامه انهار يلقي بنفسه على صدره كطفل صغير رأي والده انسابت دموعه بعنف يهمس من بين شهقاته العنيفة:.

- عثمان اتشل يا خالد، ابني، ابني، ابني بقي عاجز، حالته وحشة اوي...
شد على جسد اخيه يحاول مواساته، ربت على رأسه يبعده عنه يمسك ذراعيه بين كفيه يشد من ازره قائلا في حزم:
- اجمد يا على ما ينفعش حالك دا، عثمان هيرجع زي الأول واحسن بإذن الله، اجمد ما تعملش في نفسك كدا.

حرك على رأسه إيجابا يمسح دموعه بعنف ليتجه إلى الداخل بصحبة اخيه البيت من الداخل حزين كئيب، لبني تجلس هناك في أحد الاركان تبكي لا يعرف كيف منع ابتسامته الساخرة من الخروج الآن تبكي ألم يخبرها مرارا وتكرارا انها تجرم في حق ابنها باهتمامها الزائد بعملها واهمالها له، طلب من على أن يقابل عثمان بمفرده ليوافق الأخير على الفور، دخل إلى غرفة عثمان فتح بابها يقطب جبينه الغرفة مظلمة يري من ضوء الشرفة القادم من الخارج عثمان يجلس على مقعد متحرك في أحد أركان الغرفة ينظر للاشئ، دخل إلى الغرفة يغلق الباب خلفه، اتجه إلى زر الانارة يفتحه ليقطب عثمان جبينه غاضبا نظر للفاعل ليبتسم ساخرا عمه العزيز لما جاء الآن، تقدم خالد ناحية عثمان حمل أحد المقاعد يضعه امامه جلس عليه يقول مبتسما: اهلا بعم العفريت، قاعد في ركن بعيد في الضلمة ايه بتحضر عفاريت يا حبيبي.

ابتسم عثمان متهكما يشيح بوجهه بعيدا عن خالد يتمتم ساخرا:
- أنت جاي ليه إنت كمان مش هنخلص بقي كل شوية الاقي واحد من العيلة الكريمة جاي ايه جايين كلكوا تتفرجوا على عثمان بعد ما اتشل
التوي جانب فم خالد بابتسامة صغيرة متهكمة كتف ذراعيه امام صدره يقول ساخرا:
- حلو فيلم البؤساء دا، ادائك لذيذ مبالغ فيه كتير الحقيقة بس كويس مش بطال، لو كنت فاكر اننا جايين نشمت فيك، تبقي حمار وأنت اساسا حمار من زمان.

احتدت عيني عثمان غضبا التف برأسه لخالد أحمر وجهه ينظر له لينفجر صائحا:
- أنت جاااي ليه عايز مني اييه، امشي اطلع برة خلاص ما بقاش عندي حاجة اخسرها خسرت كل حاجة، أنا عملت ايه وحش في حياتي عشان ابقي مشلول عاجز مش عارف حتى اروح الحمام لوحدي، عارف يعني ايه تبقي عاجز
حرك خالد رأسه إيجابا تنهد يبتسم بلا حياة:.

- اقولك يعني ايه تبقي عاجز، ولا اقولك أنت عملت ايه وحش في حياتك، ولا اقولك أنك ما خسرتش اي حاجة غير شيطانك وبس ودا خسارته مكسب
قطب عثمان جبينه متعجبا من كلام خالد ينظر له بحدة مستفهما ليعلو ثغر خالد ابتسامة ماكرة يردف في هدوء:
- أنت مش ملاك يا عثمان أن كان على الوحش فأنت عملت وحش كتير اوي، لعبت ببنات بعدد شعر راسك، كام واحدة فيهم عملت معاها علاقة في الحرام وسيبتها.

شد عثمان بيده على طرفي المقعد بلع لعابه يصيح حانقا:
- أنا ما ضربتش حد على ايده كل واحدة فيهم كانت عارفة الصياد وأنه ما بيكملش في علاقة ومع ذلك كانوا بيتسابقوا عليا
ارتسمت ضحكة ساخرة على شفتي خالد يغمغم متهكما:
- حلوة يتسابقوا عليا دي، ما هو بردوا في بنات ساذجة وأنت كنت بتضحك عليهم ما تنكرش دا وحتى اللي كانوا عارفين البيه كان بيزني ولا عامل مش واخد بالك..

اضطربت حدقتي عثمان بلع لعابه يشيح بوجهه بعيدا عن خالد اختنقت نبرته يردف:
- مش أنا لوحدي في شباب كتير بيعملوا اكتر من كدة اشمعني أنا بس اللي يحصل فيا كدة...
قام خالد من مكانه اتجه ناحية عثمان ليميل برأسه يحادثه برفق:.

- وليه ما تقولش أنها اشارة ودرس ليك عشان تفوق يا عثمان قبل ما الأوان يفوت، اقولك أنا يعني إيه عجز، يعني راجل بيجري على سبع عيال وبينام كل ليلة ومش عارف بكرة هيلاقي يأكلهم، اقولك يعني عجز يعني أرملة ما حيلتهاش في الدنيا غير معاش جوزها الميت بتصرف بيه على عيالها، شايلة هم لو واحد منه تعب هتجيب فلوس تكشف عليه ولا لاء، العجز كتير اوي يا عثمان، اللي في رجلك دا مش عجز، احنا نقدر نجبلك اكبر دكاترة في العالم هترجع تمشي تاني ما تخافش، أنت ما خسرتش يا عثمان، شيطانك هو اللي خسر، لأنك المفروض بعد اللي حصلك دا، تبعد عن كل القرف اللي كنت فيه وتنضف بقي، قاعد في ركن في الأوضة وعمالة تعيط ومضلمها اللي هيجي يواسيك النهاردة هتشغله الدنيا بكرة، أنت مش مهندس برمجيات بردوا، شوف شغلك كمل علاجك، بدل ما تقعد تندب، الست الارملة اللي عندها خمس عيال بتقوم من الفجر تشتغل ما بتقعدش تبكي وتقول ليه يا رب أنا عملت ايه، فوق الفرصة لما بتيجي ما بتكررش.

انهي خالد كلامه ليمد يده يربت على كتف عثمان ومن ثم التف وغادر في هدوء تاركا خلفه عاصفة حائرة من التفكير في كل حرف قيل.

أنت بتقول ايه، جاسر اتجوز وكمان جايب المحروسة هنا دا أنا هروح اطربقها فوق دماغهم، هتفت بها شاهي بحقد بعد أن أخبرها مراد على الهاتف ما حدث في المطعم...
ليهتف مراد سريعا يثنيها عما تنوي:.

- انتي عبيطة يا بت، بقولك ايه يا شاهي ركزي ورحمة ابوكي مش ناقصين جنان، لو روحتي لجاسر او عملتي اي حاجة هيعرف إن أنا اللي قايلك ما انتي اكيد ما بتشميش على ضهر ايدك والدنيا كلها هتبوظ، اعقلي كدة ونفذي اللي اتفقنا عليه...
كادت شاهي أن ترد حين سمعت صوت جرس الباب يدق، قطبت جبينها مستفهمة تحادث مراد:.

- مراد خليك معايا هشوف مين على الباب، اتجهت إلى الباب تفتحه ليصفر وجهها حين وجدت جاسر يقف امامه يبتسم ابتسامة واسعة هادئة، ابتلعت لعابها تغمغم مرتبكة:
- طب يا سوزي يا حبيبتي هكلمك بعدين اصل جاسر جه
اغلقت الخط سريعا تبعد الهاتف عن اذنها تداركا سريعا وجوده لترتمي عليه تلف ذراعيها حول عنقه تغمغم بسعادة:
- جاسر حبيبي وحشتني اوي، كل دي غيبة قلقت عليك اوي، تعالا تعالا ادخل واقف ليه.

دخل جاسر خلفها يغلق الباب خلفه لتشد هي يده تجلس على أحد الارائك جلست جواره تلتصق به تغمغم بخفوت ناعم حزين:
- وحشتني اوي يا جاسر، كل دا ما تسأليش عني، خلاص العروسة الجديدة خلتك نستني
ما لم تتوقعه تماما أن جاسر يرفع ذراعه ليسقط رأسها على صدره حاوطها بذراعه يغمغم ساخرا:.

- عروسة ايه بس يا شاهي دي عيلة نكد، أنا متجوزها بس عشان أرضي ابويا انتي عارفة، أنا بجد ما عرفتش قيمتك غير لما اتجوزت البت دي، وحشني دلعك وحنيتك، مش لوح التلج اللي متجوزه
رفعت شاهي عينيها تنظر لجاسر تسبل عينيها ببراءة قطة بريئة وابتسامة واسعة تشق شفتيها، ليرفع كف يدها يقبله بنعومة يهمس بنعومة:
- قومي معلش اعمليلي لقمة من أيديكي الحلوين دول وهنسهر للصبح أنا عايز انسي النكد اللي شوفته الفترة اللي فاتت.

توسعت ابتسامة شاهي لتهب جالسة قبلت جاسر على وجنته تغمغم سريعا بتلهف:
- دقايق يا حبيبى والاكل هيبقي جاهز عشان محضرالك مفاجأة اتمني تعجبك
قالتها لتهرول إلى المطبخ بتلهف، لتختفي ابتسامته هو، يبثق مكانها، سمعها وهي تحادث مراد وتخبره بكل هدوء ( مراد خليك معايا هشوف مين على الباب).

هو المغفل هنا إذا سيريهم كيف يخدعانه، التقط هاتفها سريعا ليجد المكالمة الاخيرة باسم ( سوزي ) هل تظن انها هكذا ذكية، دون الهاتف على هاتفه الخاص سريعا ليخرج شريحة تجسس من جيبه صديقه الخبير في هذه الامور علمه جيدا كيف يستخدمها وضعها في هاتفها يعيده مكانه ليلتقط جهاز التحكم الخاص بالتلفاز، يتحرك بين القنوات بملل، دقائق ووجدها تخرج من المطبخ، تحمل صينية طعام صغيرة بين يديها ابتسامتها الواسعة تشق شفتيها، جلست جواره على الأريكة تضع الطعام على الطاولة امامه تهمس بصوت ناعم مغوي:.

- العشا يا حبيبي
اعتدل في جلسته يلتقط بضع لقيمات من الطعام امامه دون أن ينطق بحرف لحظات وسمعها تحمحم بصوت متوتر تردف متلعثمة:
- احم جاسر في حاجة حصلت وأنا عايزة اقولك عليها، اصلك لازم تعرف
التفت جاسر لها يبتسم شبح ابتسامة عاشقة حرك رأسه ايجابا يردف:
- حاجة ايه يا شاهي
قامت من مكانها بسهولة شديدة تصنعت الارتباك والخوف وقفت امامه تبلع لعابها ابتسمت بارتعاش، وضعت يدها على بطنها تهمس بصوت خفيض:.

- جاسر، أنا، أنا، أنا حامل.

على صعيد آخر انهي زيدان سيجارته الثالثة تقريبا ليأخذ طريقه إلى غرفة النوم قبل أن يصل إليها وجد هاتفه يدق برقم خالد ابتسم يلتقط الهاتف يفتح الخط تنهد يقول:
- ايوة يا خالي
سمع صوت خالد يهتف متعجبا:
- ايوة يا خالي، مالك ياض في ايه، لينا حصلها حاجة
ابتسم يآسا يحرك رأسه نفيا ليهتف في هدوء يطمئنه:
- والله لينا كويسة يا خالي ونايمة كمان تحب اصحيهالك
سمع صوت تنهيدة خاله المرتاحة ليردف بعدها مستفهما:.

- لا ما تصحيهاش سيبها نايمة، بس أنت مالك صوتك مخنوق كدة ليه، حصل حاجة
ابتسم زيدان ساخرا لا يجد ما يقوله ليردف سريعا:
- ما فيش يا خالي صدقني، أنا بس تعبان من اللي حصل النهاردة، هدخل اريح شوية.

ودع خاله ليكمل طريقه إلى الغرفة، فتح بابها، ليجد لينا تنام على احد اطراف الفراش ظهرها مواجها للباب، تنهد حزينا مما حدث وقال هو، ليتقدم ناحية الفراش تسطح بجسده عليه، لتفتح لينا عينيها على اتساعهما، حين شعرت بحركة خلفها على الفراش التفت بجسدها سريعا تنظر له قطبت جبينها تسأله في ضيق:
- أنت ايه اللي جابك هنا...
أولاها ظهره يتسطح عند طرف الفراش الآخر يغمغم في هدوء:.

- لينا أنا تعبان وعايز انام مش عايزة تنامي جنبي روحي نامي برة
قطبت جبينها تحتقن عينيها غضبا ماذا يقول هذا الأحمق، تنهدت تهتف حانقة:
- لاء طبعا دا سريري وبعدين إنت قولتلي انك هتنام في الحمام
التفت لها بجسده ينظر لها غاضبا ليصيح متهكما:
- ليه يعني حد قالك أن أنا خروف العيد.

نظرت له بذهول للحظات لتنفجر ضاحكة على طريقته وهو يقول تلك الجملة، تعالت ضحكاتها تضع يديها على بطنها من شدة الضحك لترتسم تلقائيا ابتسامة صغيرة على شفتيه ينظر لها بعشق يفتك بقلبه، قطعت ضحكاتها جملتها وهي تقول من بين ضحكاتها:
- خروف العيد أنت مسخرة.

ظل ينظر لها يبتسم في عشق دون أن ينطق تلاقت عينيها بعينيه مصادفة لتختفي ضحكاتها شئ فشئ ابتلعت لعابها متوترة وهي تنظر لذلك البريق اللامع في عينيه الزرقاء لتجده يمد يده يشبك كفه بكفها يهمس بشغف:.

- تعرفي كل مرة بشوفك بتضحكي فيها، بحس وكأن الدنيا كلها بتضحكلي، وكأني ما عشتش ولا لحظة وحشة في حياتي، تعرفي تاني، أنا نفسي اوي انام في حضنك، أنا آخر حطيت راسي فيها في حضن الست اللي كانت امي كان عندي 8 سنين ومن بعدها ما اتكررتش، ما تزعليش من الكلام اللي قولته برة كانت لحظة غضب
ادمعت عينيها تحرك رأسها إيجابا مسكين زيدان، حياته كانت بائسة بشكل موحش منذ أن كان طفلا همست هي الاخري بتوتر:.

- أنا آسفة عشان ضربتك بالقلم، مش عارفة ازاي عملت كدة
ابتسم يحرك رأسه إيجابا دون كلام ليغمض عينيه بعدها يغط في النوم بينما هي ظلت مستيقظة تنظر له وهو نائم بسكون كطفل صغير، ابتلعت لعابها تسحب يدها من يده برفق، تهمس بصوت خفيض:
- زيدان أنت نمت خلاص ولا لسه صاحي
لم تحصل على اجابة لتقترب منه تشد رأسه برفق تحاول ضمه بين ذراعيه برفق حتى لا يستقظ كطفل صغير بين أحضان والدته توسعت عينيها حين سمعته يهمس ممتنا:.

- شكرا
ابتسمت ابتسامة صغيرة تحرك يدها على رأسه لتغفو هي الاخرب بعد دقائق قليله.

في منزل خالد السويسي في الصالة الكبيرة بالأسفل تجلس لينا تحاول الاتصال بخالد مرارا وتكرارا بينما تجلس بدور تطعم خالد الصغير وسيلا كعادتها تجلس على قدمي حمزة، مايا تجلس على الأريكة أمام أدهم تنظر للهاتف تختلس النظر لادهم بين حين وآخر منذ ليلة أمس وهو يتحاشي الحديث معها، يتحدث في الهاتف بكثرة بطريقة غريبة، حمزة يجلس شاردا يتذكر حديثه الأخير مع أخيه بالأمس:
- انهي مايا.

أصفر وجه حمزة حين ادرك أن أخيه اوقعه بين المطرقة والسندان والآن فقط عليه البوح بكل ما يجول في خاطره، تنهد يشيح بوجهه في الاتجاه الآخر لا يعرف ماذا يقول ليسمع صوت خالد يعنفه بحدة:
- أنت اتجننت يا حمزة بتحب بدور دي قد بنتك
التفت برأسه ناحية اخيه سريعا ظل صامتا للحظات تنهد يقول في حيرة:.

- مش حب بالمعني اللي أنت عارفه يا خالد اللي حاسس بيه ناحية بدور، مشاعر شبه الحب احتياج أكتر، أنا محتاجها زي ما هي محتاجاني، محتاجة سند يعوضها عن اللي شافته مع الحيوان جوزها، أب لولادها، وأنا محتاج اعوضها عن الظلم اللي شافته محتاج حد يشاركني اللي باقي من عمري، عارف أنها أنانية مني فرق السن بينا كبير، حاولت صدقني أبعد وما اعلقش نفسي بيها بس ما عرفتش.

توسعت عيني خالد في صدمة اخيه يفكر جيدا في الزواج من بدور كان فقط يظنها مشاعر مبعثرة، رفع حاجبيه يهتف مدهوشا:
- يا حمزة دي بتقولي يا بابا، وأنا وأنت قد بعض في السن، فكر تاني، فرق السن اللي بينكوا هتقول ايه لمايا وادهم والأهم من دا كله بدور مستحيل توافق، الموضوع معقد يا حمزة
تنهد الأخير يحرك رأسه إيجابا ليستند بظهره إلى ظهر المقعد يغمغم في ضيق:.

- من غير زعل يا خالد أنت مش ابوها، وبعدين في ناس بيبقئ فرق السن بينهم اكبر وحياتهم ماشية عادي، بدور أنا هسألها وافقت وافقت ما وافقتش خلاص
ابتسم خالد متهكما ينظر لأخيه يآسا ليقم من مكانه يشرع في الرحيل:
- اعمل اللي أنت عايزه يا حمزة أنا طالع أنام، بس يكون في علمك أنا مش موافق على الجوازة دي.

خرج حمزة من شروده ينظر ناحية بدور، لا يعرف كيف حتى يحدثها في الأمر، دخل خالد إلى المنزل لتهب لينا واقفة هرولت ناحيته وقفت امامه تسأله قلقة:
- كل دا يا خالد الوقت عدي نص الليل وأنت طول النهار برة، كنت فين قلقتني
ابتسم لها يربط على وجهها برفق ليلف ذراعه حول كتفها يتحرك بها ناحية الجمع يحادثها مبتسما:
- شغل شغل شغل، وبعدين روحت عند على اطمن على عثمان، وطلعت على الحاجة زينب وبعدين جيت...

تهاوي على الأريكة جوار بين مايا ولينا، نظر لمايا التي توجه اهتمامها الكامل بهاتفها ليبتسم مشاكسا، جذب الهاتف من يدها يردف متسليا:
- الموبايل دا، جيبي اولي بيه
صرخت مايا كطفلة غاضبة تتصارع مع خالد بشكل مضحك كي تحصل على هاتفها، بينما تنظر لينا لهم تبتسم في سعادة، قاطعهم صوت رنين هاتف لينا، لتلتقطه ابتعدت عنهم قليلا ما أن رأت الاسم، اعطي خالد الهاتف لمايا، لتنظر له تضيق عينيها تسأله بغيظ:.

- فين الشوكولاتة حجي
ضحك خالد بخفة يصدم رأسه برأسها يردف ضاحكا:
- عند ابوكي يا حبيبتي يلا يا بت قومي من جنبي واخدة الكنبة كلها
كان الجميع يضحك على ما يحدث بين مايا وخالد، إلى ان جاءت لينا جلست جوار مايا من الناحية الأخرى تقول مبتسمة:
- عندي ليكوا حتة مفاجاءة، خالد أنت طبعا عارف جاسر مهران
قطب خالد جبينه يحرك رأسه إيجابا، لتكمل لينا مبتسمة:.

- ابنه رعد بقي انتي شوفتيه يا مايا في فرح لينا امبارح، مامته لسه مكلماني وبتقولي أن رعد معجب جدا بشخصية مايا وعايز يجي يتقدملها...
ما إن انهت لينا حديثها هب ادهم ينظر لهم في صدمة، بينما توجهت انظار خالد إليه للحظات شعر بالشفقة والحزن عليه، ولكن الأمر ليس بيده من الأساس حمزة هو المسؤول عن ابنته، وجه انظاره لحمزة ليبتسم الأخير ابتسامة صغيرة يردف بهدوء:.

- والله أنا ما عنديش مانع، جاسر مهران رجل أعمال معروف وسمعته الطيبة سبقاه، انتي ايه رأيك يا مايا
وجهت مايا انظارها ناحية أدهم تتوسله بعينيها فقط انطق وقل لا، اخبرهم بالحقيقة لما أنت صامت، ارجوك انطق، ولكن لا شئ هو فقط يقف يكور قبضته يشد عليها ليترك المكان بأكمله ويغادر، تفتت قلب مايا على ما حدث بلعت غصتها تكبح دموعها بصعوبة تهمس بصوت خفيض منخفض:
- اللي تشوفه يا بابا، عن إذنكوا.

قالتلها لتتركهم متجهه إلى غرفتها تسمع صوت والدها يهتف خلفها:
- على خيره الله، شوف مناسب معاهم امتي قبل ميعاد الطيارة
دخلت إلى غرفتها توصد الباب عليها بالمفتاح لتجلس على فراشها تبكي في صمت لما لم تتحدث يا أدهم لما...
في الأسفل، جذب خالد لينا متوجها معها إلى غرفتهم، بينما توجه حمزة لبدور يغمغم في هدوء:
- احم، در، بدور ممكن اتكلم معاكي كلمتين لوحدنا.

اشارت لنفسها متفاجئة لتحرك رأسها إيجابا ابتلعت لعابها تهمس بارتباك:
- هطلع الاولاد يناموا وانزل لحضرتك
بينما في غرفة خالد تهاوي على فراشه جالسا خلع ستره حلته يلقيها بعيدا ينظر امامه يفكر شاردا في تلك الكلمات التي قالتها امه عن شهد
« والله دا حقها أبسط حقوقها كمان بعد اللي عملناه فيها، ما تشلش ذنب مش هتقدر عليه يا ابني ».

تنهد يمسح وجهه بكف يده حتى محاولة محمد مع شهد لم تفلح، سيذهب لها غدا، عليه أن يصل لحل نهائي يتمني فقط الا يكن ذلك الحل هو الزواج منها، التوي جانب فمه بابتسامة لئيمة على ما سيفعل غدا...

حركة جواره جعلته يخرج من شروده ينظر لها رفع رأسه لتتوقف انفاسه هناك لينا تقف أمامه ترتدي فستان اسود لامع ناعم تسدل شعرها الاشقر على أحد كتفيها، تمسك في يدها علبة هدايا صغيرة، تحرك ناحيتها مسلوب الإرادة نداهته الخاصة تسحره كل مرة، وقف امامها يحاول التقاط انفاسه ليجدها تفتح علبة الهدايا تخرج منها كرة سوداء صغيرة مطاطية نقش عليها اسمه، نظر لها متعجبا من تلك الهدية الغريبة لتمسكها تضعها في كف يده، تبتسم تقول في مرح:.

- دورت كتير اجبلك هدية ايه تقريبا أنت عندك كل حاجة وبما انك شخص عصبي جدا قولت اجبلك الكورة دي كل ما تتعصب تجز عليها، أما مناسبة الهدية فزي النهاردة من سنين كتير، جيت خطبتني وأنت عندك 18 سنة..
لم يجد سوي أن يضمها بين ذراعيه يخفيها بين ذراعيه تنهد بحرارة يشبع روحها بها، ليردف قائلا في مرح:
- جيبالي كورة اجز عليها يا جزمة، أنا بصراحة دورت على هدايا بس مالقتش اغلي مني اجيبه هدية فكفاية عليكي أنا.

ضحكت بخفة تغرق رأسها في صدره تهمس بشغف:
- انت فعلا أغلي من اغلي حاجة عندي في الدنيا ربنا يخيلك ليا وما يحرمني منك ابدا
تنهد يشد على عناقها يغمغم بعشق:
- ويخليكي ليا يا احلي بسبوسة في الدنيا، بالمناسبة دي بقي اقولك مقطوعة شعرية تأليف خالد السويسي
يا نجم الليل احفظ كلماتي...
فالجنية تسكن بين قلبي وخلجاتي
ساحرة جذبتني عيناها
اضرمت النار في قلبي
اجتت جوا خلجاتي
قالوا مجنون يعشقها
قلت بل بعشقها جُنت كلماتي.

بحبك يا اغلي من قلبي وروحي وحياتي.

في صباح اليوم التالي باكرا تحديدا في مكتب حسام في مستشفي الحياة ما كاد يدخل مكتبه يجلس عليه، وجد الكثير من العساكر يقتحمون المكتب تقدمهم ضابط يقول في هدوء:
- دكتور حسام مختار مطلوب القبض عليك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة