قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس عشر

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس عشر

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس عشر

وقفت سيارة حسام امام عمارة سكنية كبيرة رفيعة الطراز، نزل خالد ليتبعه حسام بعد أن فتح صندوق سيارته، ليخرج الحقائب، فتح خالد باب السيارة الخلفي لتخرج تالا والفتاتين، اتجه بهم إلى الداخل ليتبعهم حسام بالكاد يستطيع التحرك من كثرة تلك الحقائب التي يحملها، تحرك للمصعد الآخر ليخبره خالد برقم الطابق...

في داخل الشقة فتح خالد باب الشقة بالمفتاح الخاص به ينير مفاتيح الكهرباء لتظهر شقة كبيرة ذات أثاث عصري فاخر
ابتسم يفسح لهم المجال لتدخل الفتيات وخلفهم الذي وضع الحقائب في أحد الاركان نظر لخالد يردف بهدوء:
- أنا هستني حضرتك تحت
حرك خالد رأسه إيجابا ليغادر حسام مغلقا الباب خلفه، التفت خالد للفتيات يشير إلى ممر طويل يساره يبتسم له برفق:.

- سارة، سارين، الأوض من هنا اختاروا اللي يعجبكوا، اسكتشفوا المكان بنفسكوا
اخذت كل فتاة حقيبتها لتتجها إلى الممر الطويل، يبحثان بين الغرف، بينما اتجه هو ناحية تالا الغرفة القابعة على اريكة بعيدة عنهم، جلس على المقعد المجاور لها صامتا
يراقب.

عينيها شاردة ضائعة حائرة، دموع من دماء تحبسها بكبرياء داخل مقلتيها تود فقط الانفراد بذاتها لتخلع قناع قوتها الزائف وتنهار باكية تنعي حياتها البائسة، تخلي عنها ببساطة كأنها لا تعني له شيئا، عشرة سنواتةحب انتماء حياة اطفال ضاعات في اللاشئ.

اجفلت من شروطها البائس على حركة يد خالد جوارها حين التقط ورقة صغيرة من الطاولة امامها يخط عليها بقلمه رقم هاتف، رفع رأسه إليها يحاول ولو قليلا يطمئنها على ما سيحدث:
- تالا، ركزي معايا أنا لو عليا عايز اخدكوا معايا، بس انتوا دلوقتي محتاجين بعض أكتر من اي حاجة تانية، ادفي ببناتك يا تالا، بناتك محتاجينك، اوعي تضعفي عشانهم هما.

حركت رأسها إيجابا لتتبدل نظرة الضياع في عينيها إلي اخري حازمة جادة مسحت دمعاتها المتساقطة تردف بجد:
- عندك حق، أنا مش هضعف عشان خاطر بناتي، أنا غلطت في حقهم وهعوضهم عن اللي فات
صمتت للحظات لتفرك يديها متوترة خائفة من القادم تحاول أن تظهر ثبات غير موجود من الأساس بلعت لعابها تطلب منه بتوتر:
- لو ينفع يعني تشوفلي شغل عشان يعني المصاريف.

ما إن أنهت جملتها وجدت خالد ينفجر ضاحكا ظل يضحك كأنها اخبرته طرفة مضحكة للغاية، هدأت ضحكاته قليلا ليمسح وجهه بكف يده يكمل في مرح:
- كملي بقي المسلسل ما فيش حد في ولادك يا شلبي هيجوع ولا هيسيب العلام أنا مش حافظ يا زينب
اتسعت عينيها بذهول تنظر له بتعجب هي تعرف وجه خالد الوقور الرزين ولكن ما يفعله الآن، رغم حزنها الدفين ابتسامة صغيرة خافتة عرفت طريقها إلى شفتيها، لتجده يكمل كلامه بجد:.

- بصي يا تالا مع كامل احترامي ليكي مش عايز اسمع الهبل دا تاني، مصاريف البيت والبنات عندي من النهاردة ودا مش كرم اخلاق مني دا حقكوا، ومش عايز لا نقاش ولا اعتراض، هتلاقي في المطبخ ورق كتير مطاعم صيدليات سوبر ماركت
مد يده بالورقة التي خط عليها رقم ما يعطيها لها:.

- دا رقم السواق في عربية هتكون تحت امركوا من النهاردة دروس البنات النادي اي مكان تحبوه، لو عوزتوا اي حاجة ما تترديش لحظة انك تكلميني تمام يا تالا
ابتسمت له ممتنة تحرك رأسها إيجابا لتهمس بخفوت:
- متشكرة اوي يا خالد على كل اللي عملته عشاني أنا والبنات
خبت لمعة عينيه حزنا عليهم ليربط على يدها برفق يبتسم برفق:
- أنا لسه ما عملتش حاجة يا تالا، دي حاجة بسيطة أنا لسه هعمل، خلوا بالكوا من نفسكوا، عن إذنك.

ترك لها جميع النسخ الخاصة بمفاتيح المنزل ليودعهم غادر نظر إلى باب الشقة المغلق لتحتد عينيه غضبا يهمس في نفسه متوعدا:
- صبرك عليا يا عمر يا سويسي
ما إن استقل السيارة جوار حسام وجد هاتفه يدق برقم زوجته فتح الخط ليسمعها تصيح مذعورة:
- خالد الحقني لينا مش عارفة مالها عمالة تعيط وتترعش
حسنا يبدو أن زيدان نفذ الجزء الأخير من الخطة باكرا، هتف سريعا بتلهف:
- أنا جاي حالا خليكي جنبها ما تسيبهاش.

بعد مدة قصيرة قاد حسام سيارته بعنف ليصل إلى وجهته، في الطريق اتصل خالد بزيدان يطلب منه أن يوافيه إلى منزله فورا، وصل خالد إلى منزله شكر حسام ليهرول راكضا إلى غرفة ابنته، فتح الباب بتلهف ليراها كانت هناك تجلس على فراشها متكورة ضامة ركبتيها لصدرها تبكي في صمت رأسها على صدر والدتها بينما بدور تربت على كتفها تهدئهدها كأنها طفلة صغيرة لا أحد فيهن يفهم ما بها، رفعت وجهها ما أن رأت والدها لتنظر له بجزع تبكي بعنف قامت من برأسها بصمت اتجهت ناحيته وضعت رأسها على صدره تبكي دون كلام ليشير إلى لينا وبدور أن يخرجا من الغرفة، خرجت بدور بينما حركت زوجته رأسها نفيا ترفض إن تترك ابنتها في هذه الحال ليرميها بنظرة هادئة مطمئنة تنهدت الأخيرة بحيرة تحرك رأسها إيجابا، ما أن اغلقت لينا الباب خلفها اتجه بابنته يجلس جوارها على الفراش يمسح على شعرها بهدوء ارجع خلصة ثائرة خلف أذنها اليسري ابتسم يسألها برفق:.

- أمك وقعت قلبي، مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه، مش كل حاجة خلاص بقت تمام، الكلية وتقدري تروحي من بكرة لو عايزة، زيدان وخلاص خرج من حياتك، واللي اسمه معاذ دا اتصلي بيه وأنا مستعد اقابله في اي وقت
ما إن نطق اسمه ارتفعت شهقاتها ترتجف بعنف من ألم قلبها قبضت على كفيها تغرز اظافرها في كف يدها تحرك رأسها نفيا دون حديث، ليرفع خالد وجهها برفق قطب جبينه يسألها بحذر:
- لاء ايه، انتي كلمتي معاذ دا.

نظرت له بجزع للحظات لترمي بنفسها بين ذراعيه تقبض على سترته باظافرها تصيح باكية:
- ما بيحبنيش، بيقولي احنا صحاب، ما بيحبنيش
اصطنع الصدمة ببراعة ليبعد وجهها عن صدره يحاوطها بكفيه قطب جبينه متعجبا يسألها:
- لينا اهدي وفهميني ما بيحبكيش ازاي يعني
حركت رأسها إيجابا تقص له بتقطع بين شهقات قلبها الحزين، ظل جامدا ينظر لها بهدوء بداخله ابتسامة واسعة حمحم يستعيد جديته، ليربط على وجهها برفق:.

- المشكلة مش عندك يا لينا، معاذ من اول مرة شوفته فيها وأنا عارف أنه عيل لعبي بيحب يتسلي، طالما الموضوع كان خروج وضحك من غير ما يخش في الإطار الرسمي يقولك أنا بحبك، اول ما قولتيله بابا موافق تيجي تتقدم يقولك لاء احنا صحاب، يا بنتي هو النوع دا كدة زي ما عمل كدة معاكي هتلاقيه عمل مع ألف غيرك، العيب مش فيكي اعرفي دا كويس.

حركت رأسها نفيا بعنف تغمض عينيها تشد عليها بقوة تحمل نفسها ذنب تركه لها كما فعل الجميع قبلا، فتحت عينيها على وسعهما حين نطق والدها بقلة حيلة:
- لو عيزاه يا لينا بعد ما باعك أنا مستعد اخلي يجي يطلب ايدك غصب عن عينه، عايزة تبقي رخيصة يا لينا
اتسعت عينيها في صدمة يملئ الألم حدقتيها لتحرك رأسها نفيا، مسح خالد دموعها بإبهاميه يبتسم في هدوء مرح:.

- حبيبتي دا ما يستاهلش دموعك والله، دا كبيره ساعة ونص زعل وزمانهم عدوا، قومي يا بنت اغسلي وشك يلا عشان ننزل
حركت رأسها نفيا مرة أخري هي فقط تريد الاختلاء بنفسها لتعاتب نفسها بقسوة على تركه لها، لتشهق فجاءة بعنف حين شعرت بوالدها يحملها بين ذراعيه يضحك بصخب:
- عشان تبقي تقولي لاء يا بنت السويسي...
ضحكت عاليا كأنها طفلة صغيرة ةاتجه بها ناحية المرحاض، يبتسم بخبث مردفا:.

- هتغسلي وشك وننزل ولا ارميكي في البانيو
ابتسمت بسعادة تنظر لوالدها لتعانق رقبته بقوة تهمس في سعادة:
- أنا بحبك اوي يا بابا
أنزلها ارضا ابتسم بحنو ليقبل جبينها أمسك ذراعيها بين كفيه يهمس برفق:
- وانتي حتة من قلبي يا لينا، أنا مستعد أعمل اي حاجة عشان سعادتك، صدقيني هو ما يستاهلكيش، اوعي تبكي على حد باعك فهماني يا حبيبتي.

ابتسمت بحزن تحرك رأسها إيجابا عقلها شارد حائر ممزق، اما قلبها فيصرخ فرحا اخيرا انتصر على عقلها.

في ظلام الليل الحالك، تحت استاره السوداء جريمة نكراء جثة لرجل مطعون بالسكين ملقاه على قارعة الطريق، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة نحت باظافره على الأرض اسم قاتله
تعالت صيحات أحد الفلاحين حين رأي تلك الجثة:
-جتيييل، جتيييل يا ولا يا حضرة يا كبرات البلد جتيل
، يصرخ يصيح في جوف الليل ليجمتع في دقائق جميع الرجال وعلى رأسهم كبار القرية.

لحظات دقائق ساعات قبل أن يجتمع الرجال في مجلس عمدة البلد لفض النزاع تعالت صيحات الجميع
- دا جتيل من عيلة المنشاوي
- يبجي ابن اخت المنشاوي الكبير
- اكدة هياخدوا تارهم من عيلة الرشيد
- ايوة طبعا ما حسان كتب اسم الشريف على الأرض بدمه
صوت صدمة قوية من عصا العمدة الضخمة صفعت الأرض بعنف لتتوقف الاقاويل من هنا وهناك صدح صوت العمدة حادا عنيفا:.

- بس ما عايزش اسمع صوت واصل لحد ما يجي كبير عيلة الشريف وكبير عيلة المنشاوب ونشوف ايه هيحصل
لحظات ودخل رجل تقريبا في نهاية السبعينيات من عمره جسده ضخم شعره ابيض خفيف ملامحه مجعدة قاسية يستند على عصا ابانوس من الخشب جواره ولده البكري، ليقف العمدة سريعا يرحب به:
- يا اهلا بالحج وهدان المنشاوي اتفضل يا حج اجعد.

جلس وهدان بوقار يستند بكفيه على رأس عصاه يناظر الجميع في هدوء لم تمر سوي دقائق ودخل رجل طويل القامة عيناه سوداء لامعة بوقار، شعره أغلبه أبيض كالفضة يتخلله بعض الشعر الاسود، بجلبابه الاسود لا شال ولا عمامة فقط جلباب اسود، دخل يحيهم بهدوء:
- مساء الخير
قام العمدة مرة أخري يحيه بهدوء:
- اهلا اهلا يا داكتور رشيد اتفضل اجعد
جلس رشيد مقابلا لهم ليبدأ العمدة كلامه:.

- دلوجت يا دكتور رشيد حسان ابن اخت وهدان بيه اتجتل، واحنا كلنا عارفين إن كان في عداوة قديمة بينه وبين رحيم الشريف ابن عمتك المرحومة، دا غير اننا لجينا اسم الشريف على الأرض جنب حسان، احنا طبعا ما هندخلش الحكومة ما بينا، بس التار يا كبرات العيلة ما عيزنهاش حرب دم بين الشباب الصغار
قاطعتهم رشيد حين هب واقفا يصيح بحدة في حزم:.

- رحيم دا أنا ما اعرفش عنه حاجة ومن زمان وهو شارد برة العيلة وامه الله يرحمها اتبرت منه قبل ما تموت بسبب عمايله الشين، ليه دلوقتي نشيل مصيبته، ما نبلغ عنه أن هو اللي عملها والبوليس يتصرف معاه
وقف العمدة سريعا يحاول تهدئه رشيد:
- رحيم اللي عامل زي الزيبق وما حدش بيعرف يشوفه الحكومة هتلاجيه، دا مش الحل يا داكتور، احنا لازم نعمل صلح
هدأت أنفاس رشيد ليحرك رأسه إيجابا يهتف بهدوء:.

- إذا كان كدة ماشي، تقبلوا كام دية يا عيلة المنشاوي
هب ذلك الرجل المجاور لكبير المنشاوي وقف يصيح غاضبا:
- احنا ما هنقبلش الدية يا كبير عيلة الشريف
اقترب رشيد منه تهجمت ملامحه يصيح بحدة - اومال عايز ايه يعني، اروح اصحيلك الميت، استغفر الله العظيم يا رب
تدخل العمدة سريعا يقف بين الرجلين ليهتف مهدئا الأجواء:.

- اهدوا بس يا جماعة الموضوع ما يتحلش اكدة، أنا رأيي النسب بين العيلتين هيحل الخلاف ويوقف بحر الدم، يعني واحد من عيلة المنشاوي يتجوز بتك يا دكتور رشيد
انتفض رشيد كمن لدغة عقرب يصرخ بحدة غصبا:
- بنت ميين دا أنا بنتي عيلة عندها 15 سنة أنا مش هجوزها في السن دا ابداا، عايزينها حرب دم أنا مستعد بس بنتي لاء...
جذب العمدة رشيد من يده سريعا بعيدا عن الجمع يهمس له بقلق:.

- يا رشيد يا ولدي اللي هتعمله دا ما ينفعش، حرب الدم هيموت فيها ناس كتير مالهمش ذنب، اعرض عليهم طيب إن ولدك هو اللي يتجوز واحدة من بناتهم يمكن يوافجوا
قطب رشيد جبينه يفكر جاسر، يتجوز احدي بنات تلك العائلة فكرة راقت له كثيرا جاسر دائما يتهرب من موضوع الزواج سيضمن بذلك الحل ان يتزوج جاسر وإن تنتهي الحرب بين العائلتين قبل أن تبدأ من الأساس.

حرك رأسه ايجابا ليتجه إلى الجمع وقف امام وهدان كبير العائلة يهتف في هدوء:
- أنا موافق يا حج، وبطلب ايد اي بنت من عيلتكوا لولدي الباشمهندس جاسر موافق
لحظات صمت من ناحية الجميع ليحرك وهدان رأسه إيجابا بهدوء يغمغم بكملة واحدة:
- موافق
اتسعت عيني ابنه يصيح غاضبا:
- يا ابوي...
رماه وهدان بنظرة حادة ليبتلع باقي كلماته يزفر بغيظ، قام وهدان منهيا المجلس:.

- الموضوع خلاص انفض، بقي بيتي وبين الدكتور نسب ما عايزش حوار التار يتفتح تاني واصل
خرج وهدان بصحبة ولده، متجهين إلى منزله التفت ماهر إلى أبيه يهمس بغيظ:
- ازاي يا ابوي توافج على اكدة..
نظر وهدان لولده يبتسم في خبث دفين يهمس بمكر:
- واحنا هنكدبوا الكدبة ونصدقوها ولا ايه ايش حال أنك جاتل حسان بيدك، وناقش اسم الشريف عشان نلبسها فيهم
ابتسم ماهر ابتسامة شيطانية واسعة يتمتم بمكر:.

- الله يجحمه حسان قال إيه جاي يطالب بورثه وبيهددني ولد المركوب، بس دلوقت يا ابوي ما عندناش بنات في العيلة غير بنت اخويا عز الدين
مرة أخري عادت الابتسامة الماكرة تشق شفتي وهدان ليهمس في خبث:
- لاء فيه مايا بت اختك مايا اللي ماتت
اتسعت عيني ماهر بصدمة ليصيح سريعا:
- مايا يا ابوي، دا أنا اتصلت باخوها من يومين اخبره يجيبها اهنه زي ما طلبت، زعق في وشي لو كان طالني كان جتنلي..

اتجه مندور ناحية سيارته يستقل مقعدها الخلفي يتمتم في مكر:
- المرة دي أني هعرف زين كيف اجيبهم لحد عندي.

انهي عمله مع العمال اخيرا انتهي يوم طويل شاق في العمل في تلك الأرض الزراعية التابعة لعائلتهم، استقل سيارته سيقضي اليلة في منزل عمته، وفي الغد سيسافر إلى قريتهم اشتاق لاخته الصغري كثيرا، في الطريق جق هاتفه نظر إلى المتصل ليتنهد حانقا فتح مكبر الصوت يلقي الهاتف على مقدمة السيارة يهتف في ملل:
- ايوة يا شاهي خير
لحظات وسمع صوت انثوي ناعم تهمس بدلال:
- وحشتني يا جاسر مش ناوي تيجي بقي أنا ما وحشتكش.

تنهد بغيظ ليهتف ببرود:
- أنا كنت عندك من يومين يا شاهي مش شغلانة هي
ما هي الا لحظة سمع صوتها تنتحب باكية كأنها في عزاء شخص عزيز عليها:
- إنت بتعاملني كدا ليه يا جاسر أنا ذنبي ايه هاا، هو أنا اللي غلطت ولا أنت كل دا عشان بقولك وحشتني
تنهد ضجرا نفس الاسطوانة تعاد كل يوم تقريبا نعم هو أخطأ ولكنه صحح ذلك الخطأ، أوقف سيارته في حديقة منزل خالد ليهتف بملل:.

- خلاص يا شاهي أنا آسف هكون عندك في أقرب فرصة يا حبيبتي
صاحت بسعادة:
- بجد يا جاسر ربنا يخليك ليا يا رب
تنهد بنفاذ صبر ليغلق مكبر الصوت وضع الهاتف على إذنه يهتف بضجر:
- طب يا شاهي أنا هقفل دلوقتي عشان داخل
على لجنة، سلام
لم يعطيها فرصة للرد بل سريعا أغلق الخط وضع الهاتف في جيب سرواله ليتجه إلى داخل المنزل، وجد الجميع في غرفة الصالون يبتناولون الحلوي ليصيح يجيد تمثيله:
- خووووونه بتاكلوا بسبوسة من غيري.

اتجه ناحيتهم ليرتمي بجسده جوار زيدان الذي يحاول الا ينظر ناحية لينا الجالسة جوار أبيها
التقط طبق الحلوي من يد زيدان ياكل منه بنهم:
- أنا أنك بتحب البندق مش البسوسة
غمز له بطرف عينيه بمكر ليتجهم وجه زيدان حانقا من ذلك الفتي، لا يصدق اخيرا أن خطتهم سارت على خير ما يرام لينا بالفعل صدقت أن معاذ كان فقط يتسلي بها، وها هو الآن سيسعي بكل السبل ليحاول التقرب منها.

ليأتي ذلك الاحمق يضايقه، ولكن ذلك الأحمق كما يدعوه دوما هو الوحيد القادر على رسمة البسمة على شفتي حبيبته، لذلك اقترب برأسه منه يهمس بغيظ:
- إنت يا عم ااطفس لينا متضايقة، قول اي نكتة لعبة اي حاجة تضحكها
نظر جاسر له وفمه محشو بقطع البسبوسة ابتسم في خبث يحرك رأسه إيجابا بلع ما في فمه ليهتف بصوت عالي:
- بقولكوا ايه ما بدل الصمت دا تعالوا نلعب أفلام
ابتسم خالد في مكر ليحرك رأسه إيجابا يؤيد الفكرة:.

- فكرة حلوة وأنا اللي هبدا
تحمس الشباب اعتدلت لينا جالسة جوار والدها ليحرك يده إلى الخلف ليصيح الشباب معا:
- فيلم قديم
حرك رأسه إيجابا يبتسم في مكر، ليرفع سبابته فقط فصاحوا جميعا مرة اخري:
- كلمة واحدة
ابتسم في اتساع ليشير ناحية جاسر فقط دون أن يفعل شئ آخر لتهتف لينا سريعا:
- اخ، اخويا، رجل...
حرك خالد رأسه نفيا ليكمل زيدان:
- الغبي العبيط
نظر له جاسر بحدة ليضحك خالد يحرك رأسه نفيا ليهتف جاسر بفخر:.

- العبقري، الجينيس
مرة أخري عاد يهز رأسه نفيا وقف من مكانه يمسك يد زوجته متجها بها إلى اعلي التفت لهم يهتف باستمتاع:
- فيلم العار!
اصفر وجه جاسر من الصدمة بينما انفجر الحاضرين ضاحكين عليه.

على صعيد آخر كان الحزن يخيم على تالا على فراش كبير احتضنت طفلتيها لم ترد ابعداهما عنها ابدا بعد الآن يكف خطاها في الماضي لن تكرره نظرت للفاتين يغطان في نوم عميق، لتدمع عينيها حزنا مالت تقبل جبين كل منهن تهمس بألم:
- سامحوني أنا آسفة.

يحترق قلبها يشتعل ألما هي لا تزال تحب ذلك الحامض لا تعرف كيف يطلقها بتلك البساطة، مسحت دموعها سريعا حين سمعت صوت دقات على باب منزلهم قطبت جبينها من الممكن أن يكون خالد ولكن لما يأتي في تلك الساعة المتأخرة، ارتدت مئزر قطني فوق ملابسها لتتجه إلى خارج الشقة نظرت من تلك الفتحة الصغيرة التي تتوسط باب المنزل لم تري سوي الظلام، اقتربت من الباب تهمس بقلق:
- مين، مين برة.

لم تلاقي اي رد بلعت لعابها بتوتر لتفتح الباب فقط فتحة صغيرة شهقت بعنف حين شعرت باحدهم يدفع الباب لترتد إلى الخلف ويظهر هو عمر ينظر لها كطفل ضائع دون سابق إنذار القي بجسده عليها يعانقها بعنف كطفل ضائع وجد امه اخيرا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة