قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني

معاذ، همست بإسمه بسعادة بها همسة خجل
دقات قلبها على وشك تحطيم قفصها الصدري والقفز خارجا لترقص من شدة سعادتها، تنفسها سريع مضطرب هادئ، لحظات صمت لتسمع أنغام صوته الدافئة كلمة واحدة اذابت قلبها في بوتقة عشقه الحار:
- وحشتيني
وضعت يدها على قلبها تحتضنه حتى لا يهرب من مكانه في حين عجز لسانها عن النطق بحرف وانهدرت أنفاسها بعنف حينما اكمل، بنبرة خافتة ظهر فيها قلقه عليها:.

- ما جتيش ليه النهاردة استنيتك كتير ولولا أنك مش بترضي تخليني أنا اللي اكلمك كنت اتصلت بيكي في ساعتها اطمن عليكي، انتي كويسة اوعي تكوني تعبانة ولا حاجة
بلعت لعابها بتوتر تحاول إيجاد صوتها الهارب من شدة الخجل حمحمت تهمس بصوت خافت خوفا من أن يسمعها احد:
- أنا كويسة، بس بابا ما رضيش يخليني اجي النهاردة..
تنهدت بألم لتهمس باختناق حزين: اصله عازم زيدان عندنا النهاردة على الغدا
سمعت صوته يهدر بحدة غاضبا:.

- يا ادي زفت، هو كل شوية الزفت دا عندكوا، أنا خايف والله ليكون ابوكي عايز يجوزهولك
شهقت فزعا تتصارع دقاتها خوفا من مجرد الفكرة لتحرك رأسها نفيا بعنف كأنه يراها هتفت سريعا بقلق:
- لالالا طبعا مستحيل، أنا اتجوز زيدان مش هيحصل أبدا، معاذ أنا بحبك أنت
هدأت أنفاسه الغاضبة لتعود نبرته العاشقة مرة اخري هامسا برفق:
- وأنا بموت فيكي يا قلب معاذ، هانت يا قلبي عيد ميلادك الجاي محضرلك مفاجأة هتعجبك اوي أوي.

ارتسمت ابتسامة واسعة خجولة على شفتيها لتنصهر وجنتيها بحمرة الخجل لتسمعه يكمل:
- هشوفك بكرة ضروري تيجي مش هقدر اقعد يومين من غير أشوفك، دا أنا مش عارف هكمل يومي النهاردة ازاي، لازم تيجي
حركت رأسها إيجابا بطاعة تهمس بوله: حاضر
سمعته يهمس بمكر: يا ايه، حاضر يا ايه
همست سريعا بخجل: حبيبي...

نطقتها سريعا لتغلق الخط تحتضن هاتفها تبتسم كالبلهاء تنهدت بحرارة تقبل الهاتف بقوة تتنهد بعشق فقط ساعات وستراه من جديد، اجفلت على صوت دقات على باب غرفتها اتسعت عينيها بذعر لتركض ناحية دولاب غرفتها خبئت الهاتف تحت ملابسها لتركض ناحية باب الغرفة
دخلت لينا تحمل صينية طعام صغيرة عليها بضع شطائر وكوب مشروب ساخن وبعض الاقراص الطبية تنظر لابنتها بتعجب:
- ايه يا لوليتا قافلة الباب ليه.

ابتسمت بتوتر تهز رأسها نفيا لتشير لملابسها:
- ااا، ااا ابدا اصلي كنت هغير هدومي.

صدح صوت المنبة مرة تليها أخري يصرخ بصوت عالي مزعج منذ مدة طويلة وهو لم يتوقف عن الصراخ، اخيرا بعد وقت طويل تململ ذلك النائم يقطب جبينه منزعجا من ذلك الصوت الصارخ مد يده يغلق المنبه ليمسكه بيده يرفعه امام عينيه التي بالكاد يفتحها بقدر ضئيل، ينظر لساعتها لتتسع عينيه في لحظة قفز من مكانه يصيح بذعر:
- يا نهار أسود اتأخرت الإجتماع.

نظر لتلك النائمة بعمق لم تتحرك حتى من مكانها نظرات نارية مشتعلة ليصيح باسمها غاضبا:
- تالاااا انتي يا ست هانم
تأففت الأخيرة من صوته تحاول فتح عينيه تتثأب بنعاس:
- اوووف في ايه يا عمر على الصبح
شد على أسنانه بغيظ ليلقي المنبه جوارها على الفراش بعنف يصيح غاضبا:
- في زفت اجتماع اتأخرت عليه، عشان الهانم نايمة ولا هي هنا
القت الفراش من عليها بعنف تنفض شعرها للوراء لتقم متجهه ناحيته تصيح هي الاخري:.

- هو أنت صغير يعني يا عمر عايز حد يصحيك، وبعدين أنا طول الليل سهرانة مع البنات، ولا أنت بتتلكك عشان تتخانق
أمسك رسغ يده بقوة يهزها بعنف يصيح حانقا:
- بتتلكك و اتخانق، بقولك عندي زفت اجتماع مهم ومأكد عليكي من امبارح بليل أنك تصحيني، وبعدين بنات ايه اللي سهرانة جنبهم هما اطفال دول في ثانوية عامة...
ترك رسغ يدها يتجه ناحية المرحاض يهتف بحدة:.

- أنا داخل أخد دش اطلع الاقيكي محضرة الهدوم والفطار، عيشة بقت تقرف وتسد النفس
اتجه إلى المرحاض يصفع بابه خلفه لتنظر تالا في أثره بحزن تتنهد بيأس، تغير كثيرا عن عمر الشاب المرح الذي أحبته.

في غرفة قريبة كثيرا من غرفتهم، كبيرة نوعا ما بها فراشين صغيرين الوانها معظمها وردية تجلس فتاتين تؤام كل منهن على فراشها على الرغم من كونهما تؤام الا أن يمكنك أن التمييز بينهما بسهولة، سارة وسارين، في الثامنة عشر من عمرهما، يتمثلان في الطول ولكن يختلفان في الشكل والطباع، سارة فتاة حساسة بريئة جدا انطوائية لا تعرف كيف تكون صداقات هادئة ساذجة، بشعر أسود طويل وقامة متوسطة الطول، وعينيان سوداء كعيني والدتها، أما سارين أخذت مرح وشقاوة عمر حتى لون عينيه، مرحة تحب تكوين الكثير من الصداقات عكس أختها تماما.

انسابت دموع سارة تضم ركبتيها لصدرها تضع يديها على اذنيها، كعادتهم كل صباح يبدأ والديها في الشجار وتبدأ هي في الانهيار تشعر بأنها اتعس فتاة في العالم، تنهدت سارين تنظر لحال أختها بحزن
لتذهب إلى فراشها جلست جوارها تربط على كتفها برفق تحاول التحدث بمرح
: - جري ايه يا سرسورة فكي كدة يا بنتي مش اول خناقة يعني، دي الخناقة رقم مليون و300 ألف بتاعت كل يوم الصبح.

ابتسمت سارة بحزن لتمد سارين كف يدها تسمح دموع أختها بحنو لتسمعها تهمس بألم
- هما ليه لازم كل يوم يتخانقوا، طالما بيكرهوا بعض اوي كدة ليه بيتجوزوا، ليه بيخلفونا عشان نتعذب بسببهم
ابتسمت سارين بألم هي الاخري، اختها محقة لما ربط بينهما عقد زواح مقدس لما انجبا طفلتين، يسمعان كل يوم وليلة شجار والدها مع والدتها، تنهدت بضجر تحاول استعادة شخصيتها المرحة لتخفف عن أختها ولو قليلا.

خرج من مرحاض غرفته متجها إلى غرفة الملابس الخاصة به التقط قميص أسود اللون وبنطال من خامة الجينز أسود وقف أمام المرآه يمشط شعره يبستم لانعاكسه بغرور قاسي ارتدي قلادة فضية تحمل شكل الحصان
ليلقي نظرة اخيرة مغترة على نفسه يبتسم بزهو ليرسل لنفسه قبلة في الهواء، متجها إلى الخارج يمشي كأنه الملك.

( هو عثمان على رفعت محفوظ شاب في الثالثة والعشرين من عمره، طويل كباقي أفراد عائلته، مغرور لأبعد حد ينظر للجميع على أنهم أقل منه، متعجرف متكبر يتعامل مع الجميع كأنه الملك تخرج من جامعة الهندسة التكنولوجية حاد الذكاء فيما يخص البرمجة والإلكترونيات، وسيم أخذ عيني ابيه الرمادية ليسحر قلوب العذارى يتلاعب بهم كما يتلاعب بأجهزة الحاسوب، يعشق رياضة ركوب الخيل يعتبرها مصدر دخله الأساسي يجني من خلفها الكثير والكثير فهو البطل الأول فيها ).

خرج من غرفته ليجد ابيه يجلس على الأريكة في غرفة الصالون، يشرب قهوته ممسكا بجريدة تغطي وجهه ما كاد يقترب منه حتى سمع صوت ابيه يهتف ساخرا:
- اهلا اهلا بالصياد، صح النوم يا بيه
تنهد عثمان بضجر يقلب عينيه بملل ستبدأ وصلة جديدة من التوبيخ كعادتهم كل صباح، ازاح «على» الجريدة عن وجهه ينظر لولده بحدة يبتسم ساخرا رفع فنجان القهوة الخاض به يرتشف القليل مغمغا بتهكم، :.

مش لقب الاسبوع دا الصياد بردوا، ولا غيرته ما انت كل أسبوع بلقب ما شاء الله
شوية الصياد وشوية القناص وشوية الفارس
ابتسم عثمان ابتسامة صفراء واسعة ينظر لوالده ببراءة حمل وديع ليهتف ببراءة:
- صباح الخير يا بوبس
وضع على كوب القهوة بعنف على الطاولة ليعتدل في جلسته يصيح في ذلك المستفز الجالس أمامه بحدة:
- صباح الزفت على دماغك، أنت ايه ياض البرود بتاعك ولا كأنك عامل مية مصيبة ومصيبة.

أشار عثمان لنفسه يفتح عينيه على وسعهما ينظر لابيه بدهشة مصطنعة أجاد تمثيلها:
- انا!
اشتعلت قسمات وجه على غضبا ليلقي عليه الجريدة بعنف يهدر غاضبا:
- لا يا برئ انا، أنا اللي كل يوم والتاني يجيلي ابو بنت من اللي بيه كان بيتسلي بيها يومين، ويعملي فضيحة في الشركة بسبب البيه
قلب عينيه بملل من كلام والده المكرر كل صباح نفس الكلام، ليرفع كتفيه بلامبلاة كأن الأمر برمته لا يعينه، ابتسم بمرح قائلا:.

يا بوبس طالما in public و no felling يبقي so what، وبعدين على فكرة عشان تبقي عارف يعني هما اللي بيرموا نفسهم عليا وأنا عشان قلبي طيب ومهذب ما برضاش اكسر بخاطرهم، يرضيك يعني يا بوبس اكسر بخاطرهم
قام على يلتقط ساعته وهاتفه ينظر لابنه شرزا يعلم أنه مهما تحدث معه لن يجدي نفعا، اقترب منه يشهر سبابته يهتف يخرج كلامه حادا غاضبا من بين أسنانه:.

- لا يا حنين اكسر بخاطرهم، اكسر بخاطرهم بدل ما اكسر أنا دماغك، قسما بالله يا عثمان لو اتعدلت ومشيت مظبوط لوديك عند عمك محمد ولا عمك خالد يربوك التربية الميري اللي على حق بدل تربية أمك اللي بوظتك اديك شايف زيدان ما يقدرش يرفع وشه في وش خالد مش البيه اللي بيناطحني بالكلام.

ظهرت لبني في تلك اللحظة تحمل صينية طعام صغيرة عليها بعض الشطائر وكوب شاي بحليب وضعتها امام عثمان، لتنظر لعلي بضيق تصيح متبرمة بحنق:
- في ايه يا على، هو كل يوم نفس الفيلم، كل يوم منكد على الواد كدة...
احتضنت رأسه صغيرها تنظر لعلي بحدة:
- مالك وماله ما يعمل اللي هو عايزة، مش معقول أنت بقيت مش معقول يا على
نظر على له بتهكم ليبتسم ساخرا:.

- ايوة يا اختي افضلي دلعي فيه، لحد ما يتكفي على وشه، أنا فعلا اللي مش معقول
رحل «على » غاضبا صافعا الباب خلفه بحدة لتنظر لبني لابنها البكر والوحيد فهي رفضت تماما إنجاب أطفال بعده حتى يحظي هو بكامل اهتمامها الخاص، تركت لبني رأس عثمان تسرح شعره الاسود الكثيف بأصابعها تبتسم له بسعادة، ليقابل ابتسامتها بأخري عابسة متمتما بضجر:
- عاجبك كدة يا ماما، كلام بابا بتاع كل يوم.

جلست جواره تربت على خده برفق كأنه طفل صغير تهمس بحنو:
- سيبك منه ابوك دماغه قديمة، افطر يا حبيبي وشوف وراك ايه، أنا همشي بقي عشان ما اتآخرش على شغلي
قامت تقبل جبينه بحنو، لتتجه ناحية باب المنزل التفتت تنظر له نظرة اخيرة سعيدة تلوح له بيدها وداعا ومن ثم خرجت من المنزل.

ليقلب عثمان عينيه بملل، يبتسم ساخرا على حاله، لا أحد يبقي معه اكثر من دقائق منذ الصغر هو اعتاد على ذلك، والدته التي تسعي دائما لتكون لها اسم خاص في عالم الصحافة حتى أصبحت رئيسة تحرير الجريدة التي تعمل بها، كانت دائما تعوضه عن غيابها بالكثير من اللعب والهدايا ما من شئ رغب فيه ولم يحصل عليه، والده دائم العمل لا يراه الا صباحا حينما يذهب.

ومساءا حينما يعود هما من فعلا به ذلك، تنهد بضيق ليقم التقط هاتفه ومفاتيح سيارته متجها إلى النادي يبحث عما يشغل به وقته.

يجلس على كرسي مكتبه الوثير يتطلع بتركيز إلى الأوراق أمامه يقرأها جيدا يتفحص أدق ثغراتها خوفا من حدوث خلل في تلك الصفقة الهامة لحظات والقي الورق من يده بعنف يزفر بحنق، عقله مشوش افكاره مبعثرة غاضبة، زفر بعنف يمسح وجهه بكف يده عله يهدئ قليلا أزاح كف يده من على وجهه لتقع عينيه على تلك الصورة الموضوعة امامه في إطارا صغير تحتل جزء صغير ضئيل من مكتبه، حملها ينظر لصورة ابنتيه التؤام ومعهم زوجته بابتسامة صغيرة حانية ركز عينيه على صورة تالا لتختفي ابتسامته يبتلع حسرته، يحاول فقط أن يفهم لما وصلت علاقتهم لهذا الحد من السوء، ألم يكونا أسعد زوجين، تملئ حياته مرح وشقاوة وجنون، لما باتت علاقتهم فاترة باردة خيط رفيع يتمسك به متمثل في ابنتيه، لولاهما لكان حرر نفسه من تلك العلاقة منذ سنوات فتالا نفسها لم تعد تحبه باتت تهزهده ترفضه وهو أبشع ما يؤلم كبريائه رفضها المستمر له.

صار شغلها الشاغل الاطفال منذ أن دخلن إلى المدارس وتحولت تالا من زوجة محبة شغوفة عاشقة له لأم لا تهتم سوي لأطفالها فقط أما زوجها فيسكن على هامش حياتها، رجع من بحر افكاره العاصفة على صوت دقات منتظمة على باب الغرفة، سمح للطارق بالدخول لتدخل مساعدته الشخصية تهتف سريعا بعملية:
- مستر عمر، مدام ناردين مندوبة شركة السياحة وصلت يا افندم.

وقف عمر عن كرسيه يستعد لإستقبال تلك الضيفة الهامة لعقد صفقة من اكبر الصفقات إلى ستخوضها الشركة، نظر لمساعدته يهتف بهدوء:
- خليها تتفضل
أومأت الفتاة بهدوء لتتحرك لخارج الغرفة خطوتين تهتف للواقفة خارجا:
- مدام ناردين اتفضلي يا افندم مستر عمر في انتظارك.

لحظات ودخلت من باب الغرفة، دخلت من سلبت أنفاسه تسمر مكانه كتمثال من حجر يتطلع إلى شعلة الفتنة التي تتحرك قادمة إليه اخترزتها عينيه شبر بشر بدأ من حذائها الاسود ذو الكعب الرفيع الذي يصدر صوت قوي مثير، ملابسها العملية الفاتنة رغما عنه لم تستطع عينيه الا تفحصها بدقة من اخمص قدمها إلى اعلي نقطة في رأسها تنورتها السوداء قميصها النسائي الأحمر تعلوه سترة مخملية سوداء تعانقها برفق، وصلت عينيه بعد رحلة طويلة إلى تفاصيل وجهها، ليشعر بالاختناق حرارة لاهبة تحرق جسده ازاح رابطة عنقه قليلا يحرر أزرار قميصه الأولي يزفر بحرارة حينما وقعت عينيه على، عينيها الخضراء الساحرة الجريئة المحددة بدقة بذلك «الكحل» شعرها الأحمر الغجري يتطاير خلفها برقة كأنه شرارات من نار تحرق اوصاله بلا هوادة، اجفل من شروده اللذيذ على صوتها الناعم تبتسم بهدوء:.

- صباح الخير مسيو عمر
مدت يدها لتصافحه حمحم بعنف يحاول استعادة أنفاسه المسلوبة ليمد يده يصافحها بعملية:
- صباح النور، مدام ناردين مش كدة
هزت رأسها إيجابا تبتسم برقة ليشير إلى الكرسي المقابل لمكتبه يبتسم بهدوء هاتفا:
- اتفضلي استريحي.

جلست على الكرسي تنظر له مازالت محتفظة بابتسامتها الرقيقة، وضعت ساق فوق أخري بجراءة كأنها تتحداه ان يقاوم أنثي بمثل فتنتها، اشاح هو بوجهه في الاتجاه الآخر يغمض عينيه يكور قبضته يشد عليها بعنف ينهر نفسه بقوة:
- استغفر الله العظيم، استغفر الله العظيم ايه اللي أنا بنيله دا، الله يسامحك يا تالا انتي السبب
اخذ نفسا عميقا يحاول أن يهدي به ليسمعها تهتف بصوتها الرقيق:
- مسيو عمر أنت كويس.

التفتت لها يحاول الابتسام بمجاملة
حرك رأسه ايجابا ليجلس على كرسيه مرة أخري فتح الأوراق التي امامه يحاول أشغال نفسه عنها ليهتف بعملية:
-أنا تمام، نشوف بقي الصفقة عشان اكيد حضرتك مستعجلة
نظرت ناحيته بعينيها الخضراء الجريئة ترتسم ابتسامة ماكرة متشفية على شفتيها هي تعرف جيدا أنه تأثر بها ومن هو حتى يقاوم فتنتها الصارخة هي جاءت هنا لأجل هدف واحد ويبدو انها على وشك تحقيقه، لتهمس برقة تحمل الكثير خلفها:.

- أنا وقتي كله ليك مسيو عمر، قصدي للصفقة!

جلست على فراشها تربع ساقيها أمامها الكثير والكثير من الكتب التي تكرهها تكره دراستها التي لم تخترها بإرادتها فقط والدها رغب في ذلك ومن هي حتى تقول لوالدها لا، تنهدت بضجر تلقي الكتاب من يدها بعنف، لتسمع صوت مرح محبب لها قادم من خلفها...
- لوبياااااااا
لتنقض عليها من الخلف تعانقها بقوة لتضحك لينا عاليا تعانق صديقتها المجنونة، :
- يا بت اوعي هتخنقيني.

ابتعدت سهيلة عنها تضحك بقوة لتقترب تقرصها من ذراعها بعنف لتصيح لينا متألمة تنظر لصديقتها شرزا تمسد على ذراعها برفق:
- يخربيت ايدك التقيلة
تخصرت سهيلة بغرور ترفع حاجبها الايسر بتوعد تهتف بحدة مازحة:
- ما جتيش ليه النهاردة يا ست الحسن والمولان إنتي
ضحكت لينا رغما عنها تنظر لصديقها بغباء تهتف ساخرة:
- تفتكري ليه يعني، قرارات عليا يا حبيبتي.

تنهدت سهيلة بحزن على حال صديقتها، لتجد لينا تقترب منها نظرت حولها بحذر لتهمس لها بخفوت خوفا من أن تسمعها والدتها:
- قوليلي، معاذ كويس سأل عليا، أنا كلمته في الفون من شوية
تنهدت سهيلة بضجر تبتعد عن لينا وقفت امام فراشها تكتف ذراعيها أمام صدرها تتبرم بضيق:
- آه يا اختي سأل عليكي، أنا مش عارفة انتي بتحبي الواد السمج دا على ايه، عيل تنح وسقيل والرخامة بتبظ من وشه، دا زيدان برقبته.

انتفضت لينا سريعا تضع يدها على فم صديقتها تهمس بحدة:
- هشش وطي صوتك، إنتي عايزة حد يسمعنا
اتجهت لينا ناحية باب الغرفة توصده بالمفتاح، التفتت لصديقها لتنفجر سهيلة فيها تهمس بحدة غاضبة:
- أنا نفسي أعرف إنتي عقلك فيه ايه، ايه المميز في الزفت اللي اسمه معاذ دا عشان تحبيه اوي كدة، لو على الوسامة زيدان احلي منه ألف مرة، على الغني فأنتي بتحبي طالب لسه بياخد مصروفه.

اقتربت لينا من سهيلة تنظر لها بحدة تهمس غاضبة هي الاخري:
- إنتي مالك ومالي أنا بحب معاذ عشان نفسه شخصه مش غني ولا فلوس، زيدان اللي بتتكملي عنه دا أكتر إنسان بكرهه في حياتي كلها، إنسان متوحش ما عندوش قلب، فارض نفسه على حياتي، قلبي لمعاذ وعمره ما هيدق لغيره
دفعتها سهيلة بعنف تصيح فيها غاضبة:
- انتي حرة خليكي ماشية وراه زي العامية لحد ما تقعي على وشك
ردت لينا لها الدفعة تصرخ فيها:.

- وانتي مالك مالكيش دعوة بيا هي حياتي ولا حياتك
اتجهت ناحية باب الغرفة تنظر للينا غاضبة تصيح فيها:
- انتي حرة
ما كادت تفتح الباب حتى سمعت صوت لينا تهمس بخفوت حزين:
- سهيلة
تنهدت سهيلة بيأس لتلفت لها تبتسم بمرح لتبادلها لينا الإبتسامة سرعان ما انفجرا الاثنتين في الضحك، تعانقتنا بقوة لتهتف سهيلة ضاحكة:
- بس والله هتاخدي على وشك
لتهتف لينا من بين ضحكاتها:
- مالكيش دعوة.

تخصرت سهيلة تهتف بمرح تسمد بيدها على معدتها:
- عندكوا طبيخ ايه يا بت أنا واقعة من الجوع
اختفت ابتسامة لينا تزفر بضجر:
- مامي من الصبح في المطبخ بتعمل الأكل عشان عازمين زي زفت على الغدا
نظرت سهيلة لها بمكر لتهتف ساخرة:
- ايه دا عازمين معاذ على الغدا اصل دا الزفت الوحيد اللي أنا اعرفه
صرخت لينا غاضبة لتلتقط وسادتها تركض خلف سهيلة تصيح فيها بأنها ستلقنها درسا قاسيا...

« سهيلة عزالدين المنشاوي، صديقة لينا المقربة والوحيدة تعتبرها كأخت لها، تؤام متلازم منذ الصغر، معها في نفس المدرسة ودخلتا معا نفس الجامعة، ابنه رجل الأعمال عز الدين المنشاوي، تسكن في الفيلا المجاورة لفيلا خالد، جميلة عينيها عسلتين شعرها أسود قصير، مرحة للغاية تكره معاذ لأبعد حد، »
فرت سهيلة إلى المطبخ لتختبئ خلف لينا تصيح ضاحكة:
- الحقيني يا طنط لوبيا بنتك اتجننت وعايزة تاكلني.

ضحكت لينا عاليا تقف حاجزا بين ابنتها وصديقتها لترفع سبابتها تهتف بحزم لا يليق بها تماما:
- بس يا بنت انتي وهي اكبروا بقي...
نظرت لينا الصغيرة ناحية طاولة المطبخ تشير لسهيلة بعينيها لتتسع ابتسامة الاخري ركضتا ناحية الطاولة بمعني اصح ناحية ذلك الطبق الكبير التي تتوسطه قطع الدجاج « البانية » لينقضا عليه، يسرقان بضع القطع لتصرخ لينا فيهم تركض خلفهم تصيح:.

- تعالي هنا يا طفسة منك ليها، دا بتاع الغدا يا جزم
هربت الفتاتين ليختبأ أسفل طاولة السفرة الكبيرة يأكلان باستمتاع، يضحكان بصخب لتنظر لينا لهم بابتسامة صغيرة ومن ثم عادت إلى المطبخ تكمل ما كانت تفعل.

وقف جوار جواده الأشهب يمشط شعره الطويل بفراشة خاصة للخيل، لديه بطولة نهاية هذا الأسبوع ويحتاج إلى كثير من التدريبات، ربط على رأس الأشهب يبتسم له برفق ابتسامة صافية خالية من غروره المعتاد، ليسمع صوت انثوي رقيق يأتي من خلفه:
- عثمان الصياد مش كدة.

التفت برأسه ينظر لصاحبة ذلك الصوت ليجد فتاة جميلة، نادرا ما أصبح يقول عن انثي جميلة فقد رأي كل انواع الجمال الشرقي والغربي لكن تلك الفتاة حقا جميلة ناعمة، تلك الكلمة التي ترددت في رأسه حينما نظر لها في الوهلة الاولي، حرك رأسه ايجابا لتقترب منه تمد يدها لمصافحته:
- ليلا الزهاوي
عقد جبينه لحظات يفكر تردد كلمة الزهاوي في رأسه لينظر لها متفأجا يهتف بدهشة:
- بنت مختار الزهاوي رجل الإعمال المعروف.

حركت رأسها إيجابا تزيح خصلاتها خلف اذنيها تبتسم بترفع، اقتربت من جواده تربط على رأسه برفق تنظر للواقف امامها بغرور:
- سمعت عنك كتير، يا صياد، صحيح هما ليه سموك الصياد
ارتسمت ابتسامة مغترة على شفتيه ينظر لها بمكر صيد جديد في شباك الصياد حتما سيستمع، قفز بخفة فوق صهوة
جواده يربط على شعره الاسود الكثيف:
- بتحبي الخيل
عقدت جبينها بتعجب ليمد لها كف يده يبتسم بهدوء:
- تعالي.

رجعت للخلف خطوة تبتسم بدلال يعرفه جيدا لتهمس بنعومة:
- تؤتؤ أخاف أقع
اقترب بجواده خطوتين منها ليميل بجسده يحملها يضعها امامه بخفه وهي حتى لم تقاوم ليهمس جوار اذنيها مبتسما بمكر:
- ما فيش صيد بيقع من شباك الصياد
قالها ليشد صهوة جواده بقوة ليصهل الخيل عاليا ينطلق راكضا إلى حيث يعلم فقط الصياد.

انتهي دوام العمل ليستقل خالد سيارته وبجانبه سيارة زيدان متجهين إلى منزل خالد توقف زيدان في منتصف الطريق امام محل كبير يبيع الحلوي ليشتري لمعشوقته الكثير من الشوكولاتة التي تعشقها، ابتسم ساخرا وهو يحاسب البائع يتمني فقط لو تحبه ولو ربع حبها لتلك الحلوي...
وقفت السيارتين امام باب الفيلا الداخلي، ليتقدم خالد يفتح الباب بمفتاحه الخاص.

في تلك الاثناء كانت سهيلة رحلت منذ قليل، وجلست لينا على اريكة كبيرة أمام التلفاز تشاهد مسلسلها الهندي المفضل تصيح كل حين وآخر على والدتها:
- يا ماما هو الأكل هيخلص امتي أنا جعانة
لتتبرم بضيق تهتف في نفسها بحنق:
- لازم طبعا نستني سي زفت اللهي يا رب ما يجي يا رب تتقلب بيه العربية وما يجي، بني ادم تنح ورخم وغتت يا يموت ولا يتشل حتى.

سمعت صوت مفتاح والدها وصوت الباب وهو يفتح لتصرخ بسعادة طفلة صغيرة انطلقت سريعا ناحيته تعانقه بقوة تتعلق برقبته ليضحك خالد عاليا:
- بابا حبيبي وحشتني فين الشوكولاتة بتاعتي
صفعها برفق على جبينها يقطب جبينه بغيظ مصطنع:
- كل الفيلم دا عشان الشوكولاتة، نسيت اجيب شوكولاتة
رفعت سبابتها امام وجه والدها تضيق عينيها بدراما تهتف بتأثر اجادت تمثيله:.

- لن أنسي لك هذا الموقف، الشوكولاتة اللي ما جاتش دي في رقبتك انتي يا حكومة
يقف خلف خاله يشاهدها وهي تضحك تمزح تصرخ بسعادة شعلة من المرح تتوهج امام عينيه ليبتسم رغما عنه يتمني لو كانت تتعلق بعنقه هو مقسما بأنه على استعداد أن يحضر لها كل يوم تلك الحلوي فقط ليحصل على عناق كهذا، تدخل في تلك اللحظة تقدم بضع خطوات ليظهر ممسكا بعلبة الشوكولاتة الكبيرة يحاول أن يكون مرحا وهو يتحدث:.

- لالالا كله الا زعلك يا ستي، اتفضلي الشوكولاتة اللي انتي بتحبيها اهي
اختفت الإبتسامة من على شفتيها تنظر له شرزا نظرات حادة كارهه، نظرت لعلبة الشوكولاتة في يده بإشمئزاز لتهمس بجمود:
- كنت بحبها..
نظر خالد لابنته بحدة لتخفض رأسها أرضا عاد خطوتين يربط على كتف زيدان الذي اختفت ابتسامته في لحظة كسي وجهه وجوم غاضب، ربط خالد على كتف زيدان يبتسم بهدوء:.

- خش يا زيزو عشان نتغدي الواحد واقع من الجوع من كتر الشغل
تقدم زيدان متجها إلى غرفة الصالون ليدني خالد من ابنته يهمس بحدة متوعدا:
- حسابك معايا بعدين، هاتي عصير وحصليني.

حركت رأسها إيجابا تفرك يديها بتوتر، اتجهت ناحية المطبخ تسير شاردة حزينة، تعرف أن والدها لن يفعل لها شئ ولكنها تكره ذلك الزيدان تمقته تتمني فقط لو يختفي من حياتها لتعيش سعيدة، نظرت لوالدتها التي تتحرك سريعا هنا وهناك تهتف في الخدم بربكة من شدة سرعتها:
- بسرعة يلا خصلوا معايا عشان نحط الأكل..

تنهدت بضجر مدلل امه جاء، اتجهت ناحية البراد تأخذ زجاجة عصير تفاح افرغت منها كوب، لتأخذها متجهه إلى غرفة الصالون، دخلت الغرفة تضع كوب العصير امامه ببرود لتعود إلى اريكتها بعيدا عنه تشاهد التلفاز...
هي شجاعة امامه فقط في وجود والدها أن كانت معها بمفردها، تركهم خالد متجها إلى غرفته ليبدل ملابسه...

شخصت عينيها بفزع هي وهو فقط!، قامت سريعا من مكانها تود الفرار لخارج الغرفة ما كادت تتقدم خطوتين ناحية الباب شعرت بيده تقبض على رسغها بقوة ودون قوة تذكر جذبها ليلقيها جالسة على احد المقاعد بعيدا عن الباب رفعت وجهها سريعا تنظر له بذعر لتجده يميل عليها بجسده جاعلا من ذراعيه حاجزا يمنعها من الفرار توسعت عينيها على آخرهما تنظر لوجهه لتري ابتسامته القاسية تزداد اتساعا اقترب حتى باتت المسافة بين وجهه وجهها سنتيمترات قليلة لتسمعه يتمتم بكلمة واحدة وابتسامة ماكرة تعلو شفتيه:.

- اهلااا!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة