قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن والعشرون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن والعشرون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن والعشرون

- ايوة يا لينا، أنا معاذ!
هو عاد من جديد، صوته المميز بحته الساحرة خيوط عشقه التي تلفها كلماته حول قلبها لما عاد الآن، بعد أن كانت نسته، نزعت عشقها من قلبه قصرا، عاد ليرميها في دوامة من العشق الزائف من جديد تتذكر كل حرف قاله كطلقة رصاص تركت اثرها في جسدها البرئ.

«علاقتنا ما كنتش حب، كانت صداقة وصداقة حلوة أوي، أنا عارف أنك مصدومة من كلامي بس حقيقي أنا مش حاسس في حاجة تربطنا، وحقيقي اتمنالك السعادة مع اي راجل يختاره قلبك»
اشتعلت الدماء في اوردتها غضبا وجملة والدها تتردد في اسماعها « انتي مش رخيصة يا لينا، شدت على الهاتف بقبضة يدها لتهمس غاضبة من بين اسنانها:.

- أظن يا دكتور معاذ ما بقاش في اي سبب يخليك تتصل بيا أنا واحدة متجوزة ومجرد كلامي معاك يعتبر خيانة لجوزي، واتمني ما اسمعش صوتك تاني، سلام
قالتها لتغلق الخط قبل أن تسمع رده حتى، هو من باع وهي لن تشتري من جديد، تنفست بعنف تنظر لهاتفها غاضبة حاقدة لتضع رقمه فئ القائمة السوداء تكمل ما كانت تفعل.

فقدت الوعي، لها كامل الحق أن تفقد الوعي كيف تتحمل صدمة أن اخيها يقبلها توسعت عينيه ذعرا عليها ومنها، خائف من ردة فعلها حين تستيقظ ماذا ستفعل، والدهم بالتأكيد ستخبره بكل شئ، وضعها على الفراش يقف جواره ينظر حوله مذعورا يحاول إيجاد حل لتلك الورطة، وضع يديه فوق رأسه يفكر، لتقع عينيه على حقيبة قميصه الجديد وفكرة ماكرة طرقت في رأسه، اتجه سريعا ناحية البراد الصغير في غرفته يخرج علبة عصير برتقال ليسكبها فوق قميصه، خلعه يضعه في الحقيبة ليخرج القميص الجديد يرتديه سريعا على عجل، يغلق ازراره بسرعة قلقا متوترا اتجه ناحيتها حملها بين ذراعيه يضعها بالقرب من مرآه الزينة التي كانت تقف أمامها، ليصدم رأسها برأسه بخفة يحاول الا يؤذيها، بلع لعابه يدعو ان يمر الأمر على خير، سريعا جلب زجاجة عطره، ليجثو جوارها يحاول ايقاظاها يربت على وجنتها برفق يصيح متوترا:.

- ماايااا، مااايااا فوقي يا مااياا
شئ فشئ بدأت تفتح مقلتيها لتتلاقي عينيها مع عينيه، لحظات صمت ينظر لها متوترا بينما هي تحاول جاهدة فتح مقلتيها رأي الفزع يقتل عينيها ما أن وقعت عينيها عليه، شهقت تحاوب الابتعاد عنه لتنكمش ملامحها ألما تمسك برأسها تتأوه بعنف ليهرع اليها يسألها متلهفا:
- مالك يا مايا، انتي كويسة.

توسعت عينيها فزعا تحرك رأسها نفيا تحاول الابتعاد عنها لتنساب دموعها تغرق وجهها ضمت قدميها لصدرها تهمس بصوت متلعثم خائف:
- ازاي تعمل كدة يا أدهم، ازاي تبوسني أنا أختك، حرام
قطب جبينه في تعجب أجاد تمثيله ينظر لها كأنها قطة بثلاثة رؤوس يغمغم متعجبا:
- ابوسك؟! ايه يا مايا الجنان اللي انتي بتقوليه دا أنا لسه جاي حالا من برة لقيتك مرمية جنب التسريحة مغمي عليكي.

توسعت عينيها تنظر له متعجبة ترفرف باهدابها مذهولة للحظات دقائق ساعات تنظر حولها في الغرفة جوار مرآه الزينة كان يقبلها جوار فراشه بعيدا عن هنا، قطبت جبينها تنظر لقميصه الاسود متعجبة أدهم رحل صباحا بقميض أبيض حين دخل إلى الغرفة قبل أن يقبلها كان يرتدي قميص أبيض، اشارت لقميصه تسأله متعلثمة:
- هههو أنت مش كنت لابس قميص أبيض.

ابتسم نصف ابتسامة يحاول اقناعها أن ما حدث لم يحدث من الاساس حرك رأسه إيجابا يخرج قميصه من الحقيبة جواره يخرج منها القميص المتسخ يكمل مبتسما:
- ايوة فعلا، بس وأنا في الشركة مع بابا، وقع على القميص عصير برتقال واشتريت واحد وأنا جاي في السكة دا أنا حتى غيرت في المحل...

التقطت القميص منه تنظر لبقعة العصير الكبيرة تقطب جبينها مذهولة مدهوشة تحلم، كانت تحلم احقأ ما حدث كان حلما من وحي خيالها المريض ربما قصة صديقه التي اخبرها بها اثرت على عقلها فتخيلت أن أدهم هو من يقبلها، بلعت لعابها بذلك التفسير المنطقي رفعت وجهها تنظر لادهم تحاول الابتسام بلعت لعابها تهمس متوترة:.

- االظاهر أن حكاية صاحبك دي اثرت على دماغي شوية، أنا مش عارفة ازاي اغمي عليا، يمكن دوخت، ممكن توديني اوضتي
ابتسم بحنو يحرك رأسه إيجابا ليمد يديه يحملها بين ذراعيه يتحرك بها الس غرفتها لتريح رأسها على صدره تستمع دقات قلبه الهادرة، وصل بها إلى غرفتها ليضعها على فراشها، ابتسم يقبل جبينها برفق التف ليغادر ليجدها تتمسك بكف يده بلع لعابه يلتفت لها ليجدها تنظر له متوترة خائفة حائرة سمعها تهمس بخفوت:.

- أنا خايفة يا أدهم مش عارفة ليه، حاسة اني خايفة اوي، خليك جنبي عشان خاطري
نظر لها ألما يفيض الندم من حدقتيه هو السبب في ذلك الخوف حرك رأسه إيجابا ليعود اليها جلس جوارها على الفراش ليجدها تقترب منه، تضع رأسها على فخذه وهو جالس ليربط على رأسها بيده يسرح خصلات شعرها بحنو ليسمعها تتمتم ناعسة:
- أنا بحبك اوي يا أدهم
ابتسم متألما يحرك رأسه ايجابا تحبه، كأخ لها وهو مشاعره ابعد ما تكون عن ذلك.

في اسيوط
وقف أمام مرآه زينته يلف عمامته البيضاء فوق رأسه يضع شاله الأسود فوق كتفه ينظر لانعكاس صورته في المرآه يبتسم ساخرا اليوم زفافه هو ليس زفاف بالمعني الحرفي فقط عقد قران وتصبح تلك الفتاة التي لا يعرفها زوجة له، سبية ثأر يفعل بها ما يريد، توسعت ابتسامته الساخرة تري كيف سيكون شكل تلك العروس المنتظرة، حتى ميعاد الزفاف لم يعرف به سوي بالأمس فقط حين اخبره والده بكل بساطة.

« دي جوازة صلح يا جاسر ولازم تتم في اسرع وقت، العروسة وابوها هيجيوا بكرة من السفر، هنروح نكتب الكتاب وتجيبها هنا، وبعدين لو حابب تعمل فرح إنت حر ».

وهل في يده الاختيار منذ متي وكان الاختيار بيده، والده يقرر كل شئ وهو فقط عليه السمع والطاعة، نظر خلفه حين رأي والدته تقف عند باب الغرفة تنظر له تبتسم تنساب دموعها، ليلتفت لها يتقدم ناحيتها قبل جبينها ويديها يمسح دموعها بيديه يحاول أن يبتسم يهتف بحنو:
- بتعيطي ليه بس يا ماما، في ام تعيط يوم جواز ابنها برضوا، ولا دي دموع الفرحة.

رفعت وجهها تنظر لصغيرها تري الحزن يسكن مقلتيه رغم أنه يحاول إخفائه لتبسط يدها على وجنته تقبل جبنيه تهمس باكية:
- يا ريته كان بإيدي يا إبني، صدقني ابوك بيحبك أوي، ما تزعلش منه يا جاسر.

ابتسم بخواء يردد في نفسه احقا يحبه!، فعلا حرك رأسه إيجابا يعطي لوالدته ابتسامة صغيرة لتعدل بيديها وضع شاله الاسود فوق كتفه تربط على وجهه، التفت هو يعقد ازرار جلبابه الأبيض، يرتدي ساعته الفضية يضع بضع من عطره المميز، التفت ليجد والده يقف عند باب الغرفة ينظر له يبتسم ابتسامة صغيرة فخورة بولده، اقترب من والده يبتسم بجفاء يغمغم متهكما:
- أنا جاهز يا رشيد بيه مش يلا بينا.

تنهد والده حزنا عليه، ليحرك رأسه إيجابا خرج من الغرفة بصحبة والده نزلا لأسفل لتهرع صبا الصغيرة اليهم تتعلق بذراع جاسر تهتف ملحة:
- جاسر حبيبي بالله عليك خدني معاك عايزة اشوف العروسة
ابتسم لها بحنو، ابتسامة صبا هي سلواه الوحيد لما يلقي به نفسه، لم يكن ليضحي بها ابدا حتى لو ضحي بحياته، اجفل على صوت والده يهتف في حزم:
- صبا وبعدين معاكي.

اخفضت شقيقته رأسها حزنا تحرك رأسها إيجابا لينظر لوالده حاقدا غاضبا منه، بسط كف يده أسفل ذقن شقيقته يرفع وجهها له يبتسم برفق:
- حبيبتي ما تزعليش، هجيب العروسة واجي مش هتأخر وابقي شوفيها زي ما انتي عاوزة
ابتسمت الصغيرة بسعادة تحرك رأسها إيجابا ليطبع على رأسها يطبع قبلة صغيرة على جبينها، اتجه مع والده يستقل مقعد السائق ووالده جواره ليغمغم بجفاء ما أن جلس:.

- أنا وافقت على الجنازة دي عشان خاطر صبا، هي ما عملتش حاجة عشان تزعقلها مش لازم تكسر بخاطرها زي ما دايما كاسر بخاطري
قالها ليضع المفتاح يشغل محرك السيارة التفت رشيد برأسه ينظر لولده للحظات، فقط لو يعلم أنه لم يحب أحدا بقدره هو وشقيقته.

على صعيد قريب في منزل وهدان تحديدا في غرفة عز الدين والد سهيلة، تجلس سهيلة على فراش والدها تبكي بهيستريا تتحرك للامام وللخلف تنوح تبكي تحاول كبح صرخاتها اقترب والدها منها يحاول تهدئتها قليلا لتصيح في وجهه باكية:
- بابا عشان خاطري مش عايزة الجوازة دي وحياتي عندك لو بتحبني، أنا مش عايزة اتجوز الراجل دا، أنا حتى ما اعرفش اسمه اييييه، ازاي اهون عليك تعمل فيا كدة.

تجمعت الدموع في عيني عز الدين ليضم طفلته لصدره يربط على رأسها لا يجد ما يقوله، أبعدها عنه يمسح دموعها برفق يحاول محاولة اخيرة يعرف انها في الاغلب بلا جدوي:
- اهدي يا بنتي، أنا هنزل لجدك هحاول اخليه يأجل حتى الموضوع شوية يكون لقينا حل، بطلي انتي بس عياط عشان خاطري.

حركت رأسها إيجابا بتلهف تمسح دموعها سريعا، ليتحرك عز الدين اتجه إلى أسفل حيث والده بينما اتجهت سهيلة إلى باب الغرفة تحاول استراق السمع تدعو أن ينجح والدها في ترقيق قلب جدها القاسي
نزل عز الدين إلى أسفل ليجد المكان على اتم استعداد لعقد القران حتى المأذون قد حضر، والده والشهود وأخيه الخادمات يتحركن بكاسات العصير، بعض الطعام الفاخر يرتص على مائدة كبيرة، اتجه إلى والده يهمس له بخفوت:
- ابوي ممكن كلمة.

نظر وهدان لولده بحدة للحظات ليحرك رأسه إيجابا، صعد كل منهما إلى غرفة وهدان القريبة من غرفة عز الدين، ليقف الأخير امام والده يحاول متوسلا إثناءه عن رأيه:
- يا ابوي أنا قبلت بحكمك، لما قولتي أنك ما عرفتش تقنع جوز مايا أن بنته هي اللي هتتجوز وأنه كان هيولعلكوا في السرايا، بس يا ابوي احب على يدك، نأجل الموضوع شوية، سهيلة عمالة تعيط حالها يقطع القلب.

علت السخرية وجه وهدان، ينظر لولده للحظات متهكما ليدق بالعصي على الأرض بعنف يهتف بحدة:
- وه عليك يا ابن وهدان عيشة البندر رققت قلبك خلته كيف الحريم، ما تبكي ولا تخبط دماغها في الحيط، العريس وابوه على وصول وأنت تقولي نأجل الموضوع عايزنا ننفضح في البلد، روح خلي بتك تجهز وما عايزش اسمع كلام ماسخ من ده تاني.

قالها ليخرج من الغرفة بعنف بينما تهاوي عز الدين على فراش والده لا حول له ولا قوة، لا يجرؤ على عصيان اوامر والده
قام سريعا متجها إلى غرفته يمسح دموعه، دخل إلى غرفته ليجد ابنته تنظر له متلهفة اعتصرت غصة عنيفة قلبه اخفي وجهه حزنه ليهتف بجمود:
- اجهزي العريس قرب يوصل
قالها ليغادر يغلق الباب خلفه لتتهاوي ارضا على ركبتيها وضعت يدها على قلبها تصرخ صرخة طويلة ذبيحة:
- يااااااااااارب.

كان يقف هو خارج الغرفة يستند بظهره على باب الغرفة المغلق، ازاح نظراته الطبية يسمح دمعته الحزينة يغمغم متألما:
- سامحيني يا بنتي
وصل العريس، عرفت تلك المعلومة من صون اعيرة النيران التي بدأت تتصاعد بقوة وصوت الزغاريد التي علا يشق المكان...

في الأسفل دخل رشيد اولا ليتبعه جاسر، كان عز الدين في طريقه لأسفل لتتوسع عيني عز الدين ما ان رأي جاسر ليتجه اليه سريعا وقف امامه ينظر له مذهولا ابتسامة واسعة تشق شفتيه يسأله متلهفا:
- هو إنت العريس
قطب جاسر جبينه متعجبا ماذا يفعل عز الدين والد سهيلة حرك رأسه إيجابا ليجد عز الدين يعانقه بقوة سمعه يغمغم بصوت خفيض مرتاح:
- الحمد لله يا رب الحمد لله، اللهم لك الحمد.

ابتعد عن جاسر يمسك ذراعيه بين كفيه يشد على ذراعيه يخبره مترجيا:
- سهيلة أمانة في رقبتك يا جاسر، أنا لحد قبل ما تيجي كنت مرعوب مين هسلمه بنتي، بس لما شوفتك خلاص اطمنت، سهيلة امانة بين ايديك، دي طيبة اوي والله حافظ عليها يا ابني.

توسعت عينيه في ذهول ينظر للواقف امامه مذهولا، سهيلة اذا هي العروس المنتظرة، القلقاسة هي العروس ابتسم شبح ابتسامة يحرك رأسه إيجابا، ليعانقه عز الدين من جديد وضع يده في يد عز الدين يردد خلف المأذون بذهن شارد يتمني، فقط يتمني الا تحمل شاهي بطفلا منه، انتهت اجراءات عقد القران بجملة المأذون « بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير، أمضي يا عريس ».

نظر للحاضرين من حوله ليعاود النظر لعز الدين اقترب منه يهمس له في أذنه بصوت خفيض بضع كلمات ليبتسم عز الدين يحرك رأسه إيجابا، حمل الدفتر بين يديه اتجه إلى غرفة ابنته، وقف امامها وجهه خالي من الملامح وضع امامها الدفتر والقلم يغمغم بخفوت:
- امضي يا سهيلة يلا العريس مستعجل.

رفعت وجهها تنظر لوالدها، تترجاه بنظراتها ولكن للأسف وجدت وجه خالي من اي مشاعر، التقطت القلم تخط اسمها بأصابع مرتجفة، تودع جاسر من قلبها للأبد، نزل والدها غاب للحظات ليعود بعد قليل يحمل غطاء للرأس وضعه فوق ملابسها حرفيا كانت لا تري سوي صورة مشوشة غير ظاهرة الملامح، امسك والدها يدها يعقدها في ذراعه، ينزل بها إلى أسفل تتحرك مع حركة والدها نزلت لأسفل لتتعالي أصوات الزغاريد، نظرت لأسفل تنساي دموعها بصمت، لتري بصورة مشوشة وهي تنظر جلباب ابيض عباءة سوداء حذاء اسود يقترب منها بلعت لعابها خائفة لتخرج منها شهقة فزعة حين شعرت به يحملها بين ذراعيه، تلقائيا بحركة لا ارادية لفت ذراعيها حول عنقه خوفا من أن تسقط، تتسارعت دقات قلبها حين شعرت به يتحرك بها نحو الخارج إلى سيارته مال وهو يحملها يفتح بابها الخلفي ليضعها في السيارة ومن ثم جلس جوارها، يغلق الباب عليهم بقوة لتنتفض في جلستها تحاول الابتعاد عنه، ضمت كفيها تضعهم في جرحها تنظر ارضا تبكي بصمت تتسأل في نفسها خائفة لما لم ينطق ذلك الرجل بكلمة واحدة هل تزوجت من رجل أخرس، حقا لا يهم فهو ليس حبيبها بل هو قبر ستدفن فيه بقية عمرها، لم يكن الطريق طويلا فقط دقائق وشعرت بأن السيارة تقف، نزل منها لتفتح هي بابها الآخر ما كادت تنزل شعرت به يحملها مرة اخري بين ذراعيه، يتجه بها إلى داخل المنزل فتحت والدته الباب لتطلق الزغاريد العالية بينما صفقت صبا بحماس، أخذ هو طريقه إلى غرفته، ما كاد يدخلها سمع صوت وهدان يصدح من الأسفل وضع سهيلة في الغرفة ليغلق عليها باب الغرفة نزل لأسفل سريعا ليجد وهدان وخلفه ماهر ولده الكبير وبجانبهم عز الدين الذي يصيح غاضبا:.

- ايه يا ابوي اللي بتقوله دا يلا نشمي...
حرك وهدان رأسه نفيا يغمغم بحزم:
- ما هنمشيش قبل ما الجوازة تتم، عشان الصلح يكمل دي عوايد من زمان
وقف رشيد يراقب يبتسم ساخرا دون أن ينطق بكلمة ليتجه جاسر اليهم يشق الطريق وقف أمام وهدان مباشرة عقد ذراعيه امام صدره ابتسم يغمغم في حدة:.

- بص يا حج وهدان، البنت الحلوة اللي فوق دي مراتي وأنا حر فيها، دا كان اتفقنا مجرد ما اكتب الكتاب تبقي مراتي، اكمل جوازنا ما اكملوش، اسقيها في شاي بلبن، مراتي وأنا حر فيها، شرفت يا حج وهدان، معلش اصلنا بنام بدري
اشتعل وجه وهدان غاضبا ينظر لجاسر بحدة ليخرج من المنزل وخلفه ماهر، بينما ابتسم عز الدين لجاسر بامتنان، امسك يده يخبره مترجيا:
- خلي بالك منها يا ابني عشان خاطري.

ابتسم جاسر يحرك رأسه إيجابا ليرحل عز الدين مطمئنا على ابنته، اخذ جاسر طريقه إلى أعلي ليتوقف في منتصف الطريق، حين سمع صوت والده يهتف باسمه التفت فقط برأسه ينظر لوالده بجفاء ليجد رشيد يبتسم له ابتسامة صغيرة يقول:
- مبروك يا ابني، أنا حقيقي فخور بيك
ابتسم جاسر ساخرا دون ان ينطق بحرف ليأخذ طريقه إلى غرفته.

بينما في الاعلي في غرفة جاسر تنظر أزاحت غطاء رأسها تنظر للغرفة حولها خائفة مرتعدة من الخوف من ذلك العريس الذي لم تري وجهه حتى كيف سيكون وجهه، كيف ستكون معاملته معها، هل سيأخذ حقه منها غصبا، مجرد الفكرة قتلتها خوفا، ارتعد نابضها حين سمعت صوت الباب ينفتح، رفعت وجهها تنظر لزوجها للمرة الاولي لتتوسع عينيها في صدمة، ذهول، دهشة، تحلم بالتأكيد تحلم، زوجها هو جاسر!

لا تصدق فغرت فاهها تنظر له تغمض عينيها تفتحهما سريعا تتمني فقط الا يكن حلما شهقت مندهشة حين سمعته يغمغم بمرحه المعتاد:
- والله وبقيتي مراتي يا قلقاسة، قلقاسة وبسلة دا احنا هنعمل احلي طبق شوربة خضار
لحظة اثنتان ثلاثة لتسقط ارضا فاقدة للوعي توسعت عينيه فزعا ليهرع اليها يغمغم دون وعي:
- هار احوش الشوربة فارت، البت ماتت، يا مااااامااااا
خلع عبائته التي تقطن فوق كتفيه يهرع اليها يحاول إيقظاها بلهفة:.

- قلقاسة قصدي يا سهيلة فوقي يا بنتي
هرعت شروق وخلفها رشيد إلى غرفة جاسر لتشهق شروق فزعا ما أن رأت العروس فاقدة للوعي، بينما نظر رشيد لابنه بحدة كأنه وغد دني حاول اغتصاب تلك البرئية، لاحظ جاسر نظرات والده ليصيح سريعا يدافع عن نفسه:
- ايه يا حج بتبصلي كدة ليه، ما اغتصبتهاش والله، ما الحقش اساسا.

اتجه رشيد ناحية سهيلة يمسك رسغ يده ليجد دقات قلبها منتظمة في معدلها الطبيعي فتح عينيها بأصابعه ينظر لمقلتيها، إلى حين احضرت له صبا حقيبته الطبية، اخرجت سماعته وبدأ بفحصها، ليدخل معداته إلى الحقيبة، نظر لوالده يهتف بهدوء:
- مغمي عليها ما فيهاش حاجة فوقها واكلها، يلا يا شروق هاتي صبا وتعالي
خرج من الغرفة لتتبعه زوجته وابنته بينما اقتربت هو من سهيلة الراقدة على الفراش مسح على شعرها يبتسم يآسا.

نزلت إلى الحديقة تقف في جانب بعيد تستنشق هواء الليل البارد عله يطفئ نيران قلبها التي اشعلتها مكالمته القصيرة جدااا، تشعر بالغضب لما لا تعرف، هي فقط ثأئرة غاضبة، من هو ليتلاعب بمشاعرها والآن يتصل بها ماذا كان يريد، اجفلت تشهق حين شعرت باحدهم يلف ذراعيه حول خصرها من الخلف، يضع رأسه على كتفها يهمس بمرح باهت:
- بوو، وحشتيني.

اجفلت من حركته الجريئة تحاول الابتعاد عنه لتجده يشدد عليها بين ذراعيه يهمس لها بشغف:
- انتي ليه على طول بتهربي من حضني، صدقيني أنا أسعد إنسان في الدنيا وأنا حاسس بيكي جوا قلبي مش بس جوا حضني
ابتسم شبح ابتسامة باهتة لتستند برأسها على صدره تنظر للفراغ شاردة في القادم، هو ايضا شارد أيخبرها بحقيقة حسام ام لاء، تنهد يسند رأسه لكتفها حين سمعها تسأله بفضول:.

- صحيح يا زيدان أنا عمري ما سألتك، هي مامتك فين، وليه سيبتها من زمان كدة؟!

اخذ طريقه إلى غرفته شارد يفكر، كلمات شهد تدق في رأسه بعنف جملة واحدة تنخر رأسه كالرصاص
« الظلم ظلمات يوم القيامة يا باشا »
تنهد بألم ليتجه إلى غرفته، فتح بابها يبحث عنها ليجدها في الشرفة تقف تستند إلى سورها.

تنظر لظلام الحديقة جوارها مشغل الاقراص المدمجة تسمع احدي الاغاني، اقترب منها ما كاد يدخل إلى الشرفة بدأت الأغنية لم يشعر بنفسه سوي وهو يجذبها شهقت بنعومة تلف ذراعيها حول عنقه ليلف ذراعيه حول خصرها يقربها منه للغاية يتمايل معها على ألحان الاغنية
أصابك عشقٌ أم رميت بأسهم فما هذه إلا سجيّة مغرمِ
ألا فاسقني كاسات وغني لي بذكر سُليمى والكمان ونغّم
أيا داعياً بذكر العامرية أنني أغار عليها من فم المتكلم.

أغار عليها من ثيابها إذا لبستها فوق جسم منعّم
ليل يا ليل ليلي ليل يا ليل يا ليل
يا ليل، يا ليل، يا ليل
يا ليل، يا ليل، يا ليل، يا ليل
أغار عليها من أبيها وأمها إذا حدثاها بالكلام المغمغمِ آه
وأحسد كاسات تقبلن ثغرها إذا وضعتها موضع اللثم في الفم
أغار عليها من أبيها وأمها إذا حدثاها بالكلام المغمغمِ آه
وأحسد كاسات تقبلن ثغرها إذا وضعتها موضع اللثم في الفم.

أغار عليها من أبيها وأمها إذا حدثاها بالكلام المغمغمِ آه
وأحسد كاسات تقبلن ثغرها إذا وضعتها موضع اللثم في الفم
ليل يا ليل، يا ليل، يا ليل، يا ليل، يا ليل
آه، آه
وضع رأسه على كتفها يشدد من عناقها يتحرك معها على كلمات الاغنية تنساب دمعة حزينة من عينيه، حين سمعها تهمس:
- مالك يا خالد، فيك ايه يا حبيبي
شدد من عناقها يدفن وجهه بين خصلات شعرها يهمس متألما:.

- هقولك هحيلك كل حاجة بس اوعديني أنك مش هتسبيني ابدا أنا ما اقدرش اعيش من غيرك.

أنا هتجوز: نطقها بهمس خافت علها لا تسمعها ولكنه حقا كان مخطئا سمع شهقتها الفزعة ابتعدت عنه تنظر له عينيها متسعتين من الصدمة تنظر له فزعة خائفة مرتعدة تعجز عن نطق كلمة واحدة فقط تحرك رأسها نفيا تنظر له ذاهلة يمزح بالطبع يمزح مزحة سخيفة كما اعتاد أن يضايقها، تجمعت شلالات الدموع تغشي زرقاء عينيها، نظرات ذبيحة مزقت قلبه لن يقدر ابدا على قتل قبلها بتلك الطريقة.

البشعة، تراجع لم يملك سوي ذلك بروده جسدها وارتعاشه تحت يديه ارجف قلبه
رسم ابتسامة واسعة على شفتيه يحاول أن يتحدث بمرح:
- يا نهار ابيض ايه اللي حصل دا بهزر يا حبيبي بهزر
لم تهدئ بالعكس انفجرت تشهق في بكاء عنيف
ارتمت في صدره تلف ذراعيها حول عنقه تبكي وتتعالي شهقاتها العنيفة سمع صوتها المختنق تتحدث بصعوبة:
- عشان خاطري ما تهزرش كدا تاني، أنا مش هقدر اعيش من غيرك، مش بعد السنين دي كلها عايزني اسيبك.

قطب جبينه متفاجئا من جملتها الأخيرة، جملة افزعته ارجفت قلبه ابعدها عنه قليلا يحتضن وجهها بين كفيه يسألها مدهوشا:
- تسبيني يعني ايه تسبيني مش فاهم
حركت رأسها إيجابا تنهمر دموع عينيها ليحمر وجهها بالكامل من أثر بكائها العنيف، همست بتألم من بين شهقاتها:.

- يعني أنا مش هستحمل يا خالد، مش هستحمل تجرح قلبي وكرامتي تاني، زمان كنت مريض واتعالجت، دلوقتي لو عملت كدة، هتطلقني يا خالد وعمري ما هرجع ليك تاني، حتى لو فيها موتي.

بلع لعابه الجاف شعور بشع مؤلم يفتك بقلبه أثر كلماتها تلك، تتركه بعد كل تلك الأعوام لن يسمح لها، لم يؤذيها يكفي ما فعله قديما كان أبشع مما يكون في تعاملها معها وهي لأجله فقط تحملت والآن لن تتحمل ولها كامل الحق، هو نفسه لا يتخيل نفسه بين أحضان اخري، لو أراد الزواج لفعل ذلك منذ سنوات.

على خلاف مع والدته منذ سنوات لرفضه القاطع من رغبتها بأن يتزوج باخري لينجب وهو يرفض رفض قاطع جعل والدته تغضب عليه وترفض المجئ للعيش في منزله حتى بعد وفاة والده ليأخذه عقله سريعا لذلك المشهد القصير الذي دار بينه وبين شهد
- اتجوزني!
كلمة واحدة نطقتها بهدوء تام زعزعت ثبات الجبل توسعت عينيه ينظر لها ذاهلا مصدوما عقله يعجز عن استيعاب ما قالته للتو، بلع لعابه يغمغم مدهوشا:.

- اتجوزك!، بس أنا متجوز وبحب مراتي يا شهد، اطلبي اي حاجة تانية وأنا على اتم استعداد اني اعملها أنا عرضت عليكي ثروتي كلها
هبت واقفة تنظر له بحقد كارهة لتعقد ذراعيها امام صدرها نظرت لحدقتيه بقوة تغمغم بهدوء تام:.

- فلوسك ما تلزمنيش مش بتقول ندمان ومستعد تعوضني عن اللي فات، دا اللي عندي، الا عمري ما هسامحك ولما نقف أنا وانت يوم القيامة هاخد حقي منك على اللي عملته تالت ومتلت، الظلم ظلمات يوم القيامة يا باشا.

ارتجف كيانه أثر كلماتها ارعدت قلبه ورغم ذلك احتفظ بهدوء ملامحه قام من مكانه بلع لعابه الجاف اقترب منها خطوة واحدة ينظر لها يحاول تخمين حتى فيما تفكر، لماذا تطلب ذلك الطلب الغريب، تريده أن يتجوزها بعد كله ما فعله بها هو حقا لا يفهم كيف تفكر او فيما تفكر، تنهد يردف في هدوء:
- اديني وقت افكر
ابتسمت نصف ابتسامة ساخرة يال سخرية القدر هي من تعرض وهو من يفكر رفعت كتفيها بلامبلاة تردف مبتسمة:.

- براحتك خد الوقت اللي يعجبك، بس أعرف أني مش بغير كلامي ودا آخر اللي عندي، عن إذنك هروح اسخن الاكل اكيد جوعت
قالتها لترحل من امامه تختفي داخل الشقة ليزفر أنفاسه الحارة الغاضبة يعنف نفسه ليته لم يشتهي ذلك الطعام
عاد من شروده فجاءه ينظر للينا الساكنة بين ذراعيه تبكي بصمت ليمد كفي يده يمسح وجهها من الدموع مال يقبل جبينها يهمس لها مترفقا:.

- يا بت بطلي عبط قولتلك كنت بهزر معاكي، خلاص مش ههزر تاني طيب، بس ما تقوليش اسيبك دي، عايزة تموتيني ناقص عمر يا ولية
خرجت ضحكة خفيفة للغاية من بين شفتيها، تنظر له بعينيها الباكية ليقبل ما بين عينيها يتنهد في نفسه حائرا لا يجد حلا لتلك المعضلة
يكاد يقسم أنها أصعب شئ مر في حياته...

لم يشعر بنفسه سوي وهو يعتصر لينا بين ذراعيها يخفيها داخل صدره خائف من مجرد فكرة انها يمكن أن تتركه لتبلع لينا لعابها خائفة قلقة، اعتصار خالد لها بتلك الطريقة الغريبة ذكرها بطريقته القديمة حين كان يحتضنها بقيد جنونه ليس عشقه.

طال الصمت لم تحصل على إجابة، جل ما حدث أنها شعرت بجسده يتصلب خلفها دقات قلبه تتسارع رجفة قوية عصفت بجسده، التفتت برأسها تنظر لوجهه ليغص قلبها ألما رأت في عينيه مزيج مؤلم من العذاب والغضب، انتفض شريان صدغه يطرق بعنف يخبر بشراسة أن صاحبه يحاول بإستماتة السيطرة على بركان غضبه بلعت لعابها متوترة من ردة فعله الغريبة بالنسبة لها، لتراه يلتهم الهواء بشراسة يأخذ نفسا قويا يليه الثاني والثالث والرابع وكأن نيران اضرمت في قلبه وهو يحاول إطفائها، اتجه بعينيها اليها ينظر لوجهه الساكن على صدره ترفعه قليلا لتري وجهه لتري غيوم سوادء تعكر مقلتيه، ابتسم نصف ابتسامة باهتة يغمغم:.

- ما تجبيش سيرة الموضوع تاني، هحكيلك كل حاجة بس مش دلوقتي
صحيح أن فضولها يكاد يقتلها لمعرفة الحقيقة ولكن ولكن ولكن زيدان بالفعل يبدو متألما حزينا من مجرد فكرة الحديث عن والدته!

ابتسمت متوترة تحرك رأسها إيجابا، كحركة مواسية مشفقة مدت يدها تضعها فوق يده التي تحاوط خصرها تربط على كفه برفق ليزداد الأمر سوءا دقات قلب زيدان تسارعت بشكل مخيف، تشعر بحرارة لاهبة تخرج من جسده تحرق جسدها، بلعت لعابها الجاف تنظر له متوترة خائفة ارتجفت حدقتيها تحاول أن تقول شيئا ما ليخرج صوتها مبعثر غير متزن:
- عععلي فكرة أنا اخترت فستان الفرح عايز تشوفه، هاااااااا.

شهقة قوية خرجت من بين شفتيها حين جذبها دون سابق إنذار خلفه لركن بعيد مظلم في الحديقة تسارعت دقات قلبها تنظر له فزعة تفكر في اسوء الاحتمالات على الاطلاق، نظرت لعينيه من خلال الإضاءة الخافتة القادمة من الحديقة لتري نيران عشقها تتوهج في زرقاءه، لتبتسم رغما عنها ابتسامة صغيرة ماكرة، رفعت يديها تحاوط بها عنقها
تسبل عينيها بدلال مردفة:
- انتي بتحبني يا زيزو.

بلع لعابه الجاف كصحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء لعنة عشقه أمامه تتدلل عليه، حرك رأسه ايجابا كالمغيب منوم مغناطيسيا، لتقرب رأسها من أذنه تهمس بصوت خفيض مغوي:
- جايبني هنا ليه
ابتعد بوجهه عنها قليلا ينظر لحدقتيها الماكرة، هو يعرف انها تزيف ذلك الدلال، تريد أن تفعل به أحد مقالبها القديمة لم تغير اسلوبها منذ أن كانت طفلة وهو دوما يجاريها، مال برأسه ناحية اذنها يهمس بخبث:.

- عشان اخطفك واهرب بيكي لمكان بعيد فوق السحاب على بساط علاء الدين، بساط الريح، فاكرة يا أميرة
ابتعدت عنه لتبعد تلك الشخصية الماكرة التي تتصعنها لتفعل به أحد مقالبها السخيفة، ليكسو الحنين مقلتيها يمر أمام عينيها مشهد لها هي وزيدان ووالدها تجلس فوق قطعة سجاد صغيرة ووالدها يحمل من ناحية وزيدان من الأخري يحملناها كأنها تطير فوق السحاب صوت ضحكاتها يملئ المكان وهي تردد:.

- أنا الاميرة ياسمين فوق بساط علاء الدين وزمزوم هو الجني
بضع دمعات خفيفة شقت عينيها تسبح فوق سطح مقلتيها تنظر له تبكي على ذكريات تدمرت باتت رفات تحمله الرياح لأرض الخراب، ليمسح هو دموعها ابتسم يغمغم بمرح باهت:
- يعني أنا جايبك هنا بعيد عن ابوكي اللي بيراقب كل نفس عشان عايز قلة أدب بصراحة، أنا راجل صريح، تقومي معيطة، نكدتي عليا يا شيخة، منك لله أنا هروح آكل.

ابتعد عنها متجها ناحية الفيلا يصيح بصوت عالي مضحك:
- مااااااماااا عاملة طبيخ ايه النهاردة.

احضر زجاجة عطره الثمينة هدية لينا شقيقته في عيد ميلاده السابق ذات الرائحة النفاذة تذكر يومها أنه أخبرها وهو يضحك كعادته المرحة:
- دي ريحيتها احلي من حياتي
ابتسم بضع رشات على يده يقربها من أنفها علها تستفيق، هو حقا لا يفهم لما فقدت الوعي هل رأت شبحا، تنهد حين رآها تتأوه تحاول فتح مقلتيها، لحظات وفتحت عينيها ابتسم بينما قطبت هي جبينها تنظر له متعجبة للحظات لم يكن حلما
تزوجت جاسر!

عند تلك النقطة هبت جالسة على الفراش تنظر لها عينيها متسعتين بذهول تفغر فاهها بدهشة
تزوجت من من أحبت، لا تصدق أن القدر ابتسم لها بتلك الطريقة أسعد قلبها، رمم روحها الخائفة، صدمة عقدت لسانها عن نطق ولو حرف واحد فقط تجمعت الدموع في عينيها تنساب على خدها ليهرع قلبه قلقا من حالتها يسألها بتلهف:
- سهيلة مالك بتعيطي ليه، يا بنتي دا أنا عريس لقطة ألف مين تتمناني، انتي بس مش مقدرة قيمتي.

رغبت بشدة ان تخبرها بأنها اول من تمنته في حياتها وانها تعشقه كما لم تحب احدااا من قبل
ولكن تشعر بلسانها يعجز حتى عن الحركة
ليحمحم هو حرجا اقترب منها يمسك كف يدها يحدثها برفق:.

- بصي يا سهيلة أنا عارف إن فكرة جوازك بالطريقة دي طبعا مضايقك، وخصوصا لما يطلع العريس أخو صاحبتك اللي متربية معاه زي اخوكي، وممكن كمان تكوني معجبة بحد تاني وارد، فأنا بقترح عليكي نتجوز شهرين تلاثة على الورق ونتطلق، بس بطلي عياط والله أنا فاهم ومقدر حالتك كويس، انتي زي لينا يا سهلية أن كنا بنتخانق وبنتقانر دا من باب الهزار أنما ما يخلنيش افرض نفسي عليكي بأي شكل من الأشكال.

تجمدت الدموع في مقلتيها تنظر له مصدومة أحمق تقسم انها تزوجت من رجل أحمق كيف بعد كل ما قاله تخبره أنها تحبه تعشقه، دموعها ليست سوي دموع فرحة مصدومة من شدة فرحتها، أخوة هي على وشك أن تتحرش به من الأساس، لم تري في حياتها من هو اوسم منه يكفي روحه المرحة ابتسامته التي لا تفارق شفتيه، حنانه الدافئ الذي يغمر به شقيقته، ماذا تقول حقا لا تعلم لن تتنازل عن كرامتها وتخبره بأنها تحبه بعد ما قاله فقط حركت رأسها إيجابا تنظر أرضا ليبتسم هو برفق يربت على رأسها بكفه يردف:.

- قومي غيري الكوشة اللي انتي لابساها كل دا فستان، وتعالي يلا عشان ناكل
ابتسمت شبح ابتسامة باهتة لتحرك رأسها إيجابا نزلت من الفراش تأخذ حقيبتها متجهه ناحية مرحاض الغرفة، دخلته تغلق الباب خلفها، ليدق هاتفه في ذلك الوقت التقطه ليجد رقم زوج عمته الذي سجله باسم
« باشا مصر »
فتح الخط سريعا يضع الهاتف على أذنه يغمغم بمرح:
- عمي حبيبي وجد عيالي، دا التليفون بيزغرط من الفرحة.

لحظات وسمع صوت خالد يتمتم ببرود كعادته:
- بس يا حيوان، أنا كنت متصل بيك ليه، آه مبروك يا عريس، ابوك قالي أن كتب كتابك كان النهاردة، مش قولتلك هتعجبك العروسة
ابتسم جاسر يزفر انفاسه المختنقة يغمغم حائرا:
- والله يا عمي ما عارف أنا فرحان ولا زعلان، مش عارف...
جلست على الفراش يسند يسراه إلى فخذه بينما يمناه تقبض على الهاتف ليسمع خالد بعد لحظات يتمتم في هدوء ساخر:.

- من امتي وأنت بتعرف حاجة يا جينيس العيلة أنت، خلينا في المهم، هتعمل فرح ولا لاء، فرح لينا وزيدان آخر الاسبوع لو هتعمل قولي اعمل حسابك معاهم
قطب جبينه للحظات يفكر سهيلة من حقها أن يقام لها زفاف مثلها مثل غيرها من الفتيات لا ذنب لها بأنها تزوجت في ظرف كهذا، حرك رأسه ايجابا يتمتم بهدوء:
- ماشي هعمل فرح سهيلة من حقها تفرح هي مالهاش ذنب.

ابتسم خالد ابتسامة صغيرة لم يرها جاسر من خلال الهاتف بالطبع، ليردف مبتسما:
- ماشي يا سيدي فرحك إنت وسهيلة عليا يلا أدينا بنزكي عن صحتنا، غور بقي شوف ليلتك، موكوس وهيفضحنا أنا عارف
اغلق خالد الخط في وجه جاسر ليضحك الأخير يقهقه عاليا بخفة، خرجت سهيلة في تلك الاثناء بعد أن بدلت ملابسها عينيها منتفخة حمراء من البكاء، اعتصر قلبه غصه مؤلمة اثر رؤيتها حمحم يسألها بحنو:
- مش هتاكلي.

حركت رأسها تتحاشي بكل السبل النظر إليها، اتجهت ناحية الفراش جلسة عليه تغمغم بخفوت:
- لاء عايزة أنام، هو إنت هتنام فين
فسر جملتها على أنها تخشي النوم جواره قام يلتقط وسادة واحدي اغطية الفراش نظر لها ليقول مبتسما:
- ما تقلقيش أنا هنام على الكنبة اللي هناك دي، متعود انام عليها في الصيف، تصبحي على خير
اتجه إلى الاريكة القي الوسادة يتسطح عليها وضع ذراعه خلف رأسه ينظر لسقف الحجرة يغمغم مبتسما يردف بغرور:.

- انتي عارفة يا سهيلة انتي اكتر انسانة محظوظة فئ الدنيا صدقيني حقيقي كفاية أنك اتجوزتيني، تخيلي كدة كان طلع العريس عتريس في نفسه، اللي هو بتاع عتريس محكم رأسه وحالف ما اخرج تاني من الدار دا، يا اختي عليكي كان زمانوا مديكي بالبتاعة دي اسمها ايه، آه بالمركوب على وشك، شوفي حظك بقي أنا بلبس كوتشيهات
هيييح اهم حاجة في الدنيا دي التواضع، أنا هنام بقي، غدا القاكي يا سعددددية لا سوري دا فيلم تاني.

صمت تماما بعد ذلك بينما كانت تختبئ هي تحت غطاء الفراش تضع يدها على فمها تكبح ضحكاتها تنساب دموعها الحزينة تتزامن مع ضحكاتها السعيدة لا تعرف أتحزن أم تفرح.

اغلق الخط مع جاسر، ليدخل من الشرفة إلى الغرفة يبحث عن زوجته، سمع صوت المياة قادمة من المرحاض يبتسم يآسا زوجته عاشقة للنظافة
تحرك يخرج من الغرفة يبحث عن ابنته، ليسمع صوت ضحكات قادمة من اسفل تأجحت مقلتيه غضبا، نزل لأسفل ليجد زيدان ولينا كل منهما يحمل زجاجة « كاتشب » يرش منها على طعام الآخر قصرا، وقف بالقرب منهم يربع ذراعيه امام صدره يتمتم ساخرا:.

- هترشوا على بعض دقيق امتي ابقي هاتلها ورد يا ابراهيم
توقف كلاهما عن الحركة ينظر كل منهما للآخر ليتقدم خالد منهم وقف امام زيدان يغمغم ساخرا:
- البيه بيعمل ايه هنا
بلع زيدان ما في فمه ينظر لخاله يبتسم ببراءة اشار لنفسه يتمتم ببراءة طفل صغير:
- أنا، باكل
تجهم وجه خالد غضبا من التصاق مقعد لينا بمقعد زيدان بذلك الشكل ليقترب منها يجذب مقعدها بعيدا عن مقعد الأخير يبعده عنه ابتسم يردف ساخرا:.

- وماطفحتش في بيتكوا ليه، حد قالك اننا فاتحنها سبيل
ابتسم زيدان في خبث ليستند بساعده الايمن على الطاولة بسط راحته بسند ذقنه عليها يتمتم في مكر:
- ابدا اصل لينا مراتي حبيبتي أم عيالي إن شاء الله مسكت فيا وحلفت اني لازم اتعشي قبل ما امشي يرضيك يعني اكسر بخاطرها.

احمرت عيني خالد ينظر لابنته ولذلك الفتي بشر يكاد يحرقهم، كان يقف في المنتصف بين ابنته وزيدان امسك رأس كل منهما يغمسه في طبق الحساء أمامه يغمغم متهكما:
- بالهنا والشفا يا حبايب بابا...
تركهم وخرج من غرفة الطعام ليجد حمزة يدخل من باب الفيلا يحمل العديد من الحقائب اقترب خالد منه يسأله قلقا:
- ايه يا عم قلقتني عليك كنت فين طول النهار وايه كل دا
ابتسم حمزة بحرج يحاول إخفاء توتره ليقول بهدوء:.

- ابدا روحت الشركة عندك وبعدين لفيت شوية في البلد وروحت عند ماما، حاول والله اقنعها يا خالد تيجي تعيش معاك زي ما قولتلي بردوا رافضة رفض قاطع، اطمنت عليها وفضلت معاها لحد ما نامت وجيت
نظر خالد إلى الحقائب يرفع حاجبه الايسر ليعاود النظر لحمزة كأنه يقول له اكمل بقية الاجابة حمحم حمزة بتوتر يردف:
- دي لعب وهدايا جايبهم لخالد الصغير وسيلا.

هل يخبره أن بينهم هدية صغيرة لدرته الغالية لا ربما لا يجب أن يعلم أخيه، ابتسم خالد يقترب من حمزة يربط على كتفه يردف:
- ومالوا ما انت زي جدو خالد بردوا، اعتقد لسه ما ناموش الحقهم بقي قبل ما يناموا
ابتسم حمزة يتنهد مرتاحا حمد لله أن أخيه لم يكتشف توتره، او ربما اكتشف ولم يظهر!

قبض على الحقائب متجها لاعلي لغرفة بدور اقترب من الغرفة ليسمع صوتها كالعادة تكاد تبكي من بكاء صغيرتها، ابتسم ليقترب يدق على باب الغرفة لحظات وفتحت بدور تنظر له مستفهمة، ليبتسم هو متوترا كأنه فتي مراهق، وضع الحقائب جوار باب الغرفة من الداخل يقول مرتبكا:
- دول لعب لخالد الصغير وسيلا...

ابتسمت بدور بحرج لا تجد ما تقوله خاصة وأن تلك الصغيرة الساكنة فوق ذراعها تشب بعنف ناحية حمزة تمد يديها الصغيرة اليه تريده أن يحملها، لم تري ابنتها ابدا تتلهف لأن يحملها أحد مهما كان، سيلا كانت تخاف من والدها نفسه لأنه يصرخ عليها دائما، حتى خالد بحنانه الفائض عليها كانت دوما تخاف أن تذهب إليه، لما الآن تتلهف لأن يحملها ذلك الغريب، وجدت حمزة يقترب يحمل الصغيرة منها لتضحك الاخيرة بقوة تحاول لف ذراعيها الصغيرين حول عنقه لتبتسم بدور بحنو على تلك الصورة، اجفلت على جملة حمزة:.

- ما تخافيش عليها، سيلا هتنام في حضني.

رفعت وجهها تنظر اليه لتجد ابتسامة دافئة لفت كيانها، اشعرتها بالأمان حركت رأسها إيجابا تلقائيا ليأخذ حمزة سيلا متجها إلى غرفته بينما اخذت هي الحقائب تشاهد ما فيهم بدافع الفضول ألعاب الكثير والكثير من الالعاب الباهظة بين تلك الحقائب حقيبة صغيرة للهدايا قطبت جبينها، تفتحها لتجد علبة رفيعة مستطيلة سوداء من الخارج، قطبت جبينها تفتحها لتتوسع عينيها في ذهول حين رأت ما بالداخل، سوار يد من الذهب منقوش عليه اسم « درة » الاسم منحوت بشكل يسلب الانفاس اخرجته من علبته تنظر له عن كثب للحظات لتقطب جبينها متعجبة لما يحضر لها شقيق والدها هدية هكذه.

الأيام التالية هي تلك الأيام التي تسبق اي زفاف تشعر بها سريعة تمر كالبرق، كل منهم منشغل بتحضيرات الزفاف الكثير والكثير من الأمور يجب أن تنتهي...

خلال تلك الايام رأي خالد حسام مصادفة حين ذهب للينا في المستشفى، ابتسم بفخر ما أن رآه بمئزره الابيض الطبي يقف بين مجموعة من الاطباء يتحدث بطلاقة اسعدته هو، شعور رائع احتل قلبه، ليقترب منه، استأذن الواقفين ليبقي خالد وحسام فقط ابتسم خالد ابتسامة صغيرة يدس يديه في جيبي بنطاله يقول مبتسما:
- آخر الاسبوع فرح لينا وزيدان
نظر حسام لخالد بجفاء ليدس هو الآخر يديه في جيبي بنطاله يغمغم بقسوة:.

- أنا إن كنت هاجي الفرح دا فأنا هاجي عشان خاطر زيدان صاحبي مش عشانك، عن إذنك يا باشا...
ثم تركه وغادر، اليوم، هو اليوم الموعود.

زفاف لينا وزيدان بعد طول انتظار ستصبح زوجته حبيبته بين أحضانه في غرفة لينا وقفت لينا وابنتها ومعهم سهيلة ومايا يتضاحكون، ليدق باب الغرفة، اتجهت لينا الشريف لتفتح الباب لتظهر فتاة صغيرة في العشرينات تقريبا جوارها سيدة ترتدي نقاب، رفعت السيدة النقاب عن وجهها المبتسم لتتسع ابتسامة لينا تقول بفرحة:
- رؤؤؤي!

في الأسفل يقف في الحديقة يشرف بنفسه هو وحمزة ورشيد على تجهيزات الزفاف، التفت خلفه حين وقفت سيارة دفع رباعية سوداء نزل قطب جبينه ينظر متعجبا لمن ينزل لترتسم ابتسامة واسعة على شفتيه، حين نزل ذلك الرجل بحلته السوداء الفاخرة قميصه الاسود خصلات شعره ما بين الاسود وبعض الخصلات البيضاء، خلع نظراته لتظهر عينيه الرمادية، اقترب خالد منه يقول مرحبا:
- شيطان الاقتصاد بنفسه، جاسر مهران!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة